بسم الله الرحمن الرحيم. ايها السادة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في لقائنا هذا الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من اسئلة تيارات عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين الاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود في القصيم وامام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة مرحبا بالشيخ محمد اهلا وسهلا آآ هذه رسالة وردتنا من المستمع يقول الباحث عن الحقيقة من الجمهورية العراقية مدينة كركوك اه يقوم في رسالته هناك نوعان من الحياة الحياة السعيدة ولا اقصد السعادة بالمال والجاه وانما اقصد تلك السعادة التي تأتي من النفس اي ان يكون الانسان مرتاحا من الناحية النفسية ثانيا الحياة الذليلة واقصد به الذل النفسي اي ان يكون الانسان ذليلا من الناحية النفسية والسؤال لماذا يخلق الانسان ذليلا في امة الاسلام حيث قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وذكر عدة ايات منها قوله تعالى ان الله ليس بظلام للعبيد وعدة ايات يقول هل نستطيع ان نعتبر ان الذين خلقهم الله اذلاء من الناحية النفسية لم تشملهم هذه الرحمة الواسعة ولا لا تزال قلوبهم ونفوسهم تعيش في الظلمات ولم ترى النور. ونعتبر هذا ظلما لهم من الله سبحانه وتعالى الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى واصحابه اجمعين. اما بعد هذا السؤال الذي سأل عنه الاخ يتعلق بمسألة عظيمة وهي مسألة القضاء والقدر التي ينقسم الناس فيها الى قسمين منهم من وفق الاستقامة ومنهم من يوفق للضلالة وهذا هو محط الاشكال عند كثير من الناس كيف يكون هذا ضالا؟ وكيف يكون هذا مهتديا ولكننا ننبه على نقطة مهمة في هذا الباب وهي ان من كان ضالا فان سبب ظلاله هو نفسه لقول الله تبارك وتعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ولقوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسر ترامب ولقول النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث اصحابه لان كل انسان قد كتب مقعده من الجنة والنار فقالوا افلا نتكل يا رسول الله على العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر ثم تلا هذه الاية فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وعلى وعلى هذا فنقول هؤلاء الذين وصفهم السائل بانهم اذلاء انما اذلتهم المعصية ولم يكتب لهم الهدى بسبب انهم هم الذين تسببوا للضلالة حيث لم تكن ارادتهم صادقة لطلب الحق اليه وفي العمل به بعد وضوحه وبيانه ولو انهم كانوا حسن النية طارق العزيمة لوفقوا للحق لان الحق بين ميسر فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى فالذي انصح به هذا الاخ ومن على شاكلته ممن اشكل عليهم هذا الامر ان يرجعوا الى انفسهم اولا ويصحح ويحسن نيتهم ويصححوا عزيمتهم حتى تكون النية سليمة والعزيمة صادقة في طلب الحق وحينئذ فانا ظامن ان يوفقوا له لان الله سبحانه وتعالى هو الذي وعد بذلك فسنيسره لليسرى وتأمل ان الاية جاءت بالسين دالة على قرب ما مدخولها وعلى تحقق مدخولها ايضا لان السين كما هو معلوم تدل على هذين المعنيين قرب مدخولها تحققه ولكن البلاء من انفسنا واكل الان ايضا قول الله تبارك وتعالى فبما نقضهم ميثاقهم دعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحركون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به فان هذا النسيان يشمل الذهول الذي هو نسيان القلب عن معلوم. الذي الانسان الذي هو ذهول القلب عن معلوم وكذلك من النسيان الذي بمعنى الترك فهم تسلب علومهم ولا يوفقون للعمل الصالح بسبب نقد الميثاق اه لكن اه ذكرتم ان هؤلاء اذلتهم المعصية. نعم وايضا ذكرتم الاية الاخيرة والتي نزلت فيما بني يهود الله تعالى فيهم فبما نقظهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا تعرف نجد الان ان الذين ينتسبون للامة الاسلامية اذل من غيرهم من الذين جاهروا بالكفر وانتهجوا هذا المنهج نعم صحيح هذا وذلك ان الحق عليهم في الاستقامة اه اوكد من الحق على اولئك نعم ومعلوم ان من تدنس بالارجاس وهو من اهل الولاية اشد ممن تدنس بها وليس من اهل الولاية فكلما قوي حق الله على العبد حق الله على على المسلمين اعظم من حقه على اولئك الكافرين ولهذا يلزمون بشرائع الاسلام فانه اذا تمرد كان اشد واعظم ولهذا اذا تمت النعمة على العبد صار مخالفته اشد واعظم نعم و من ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ومنهم شيمة الزاني انه اه لا داعي له للزنا وهو الى الاتعاظ والبعد عن هذا اولى نعم. فلذلك عظم اثمه فهؤلاء الادلة من المسلمين لانهم يجب عليهم من حق الله سبحانه وتعالى والاستقامة اكثر مما يجب على اولئك نعم فلهذا كانت مخالفتهم اعظم من مخالفة اولئك وكان الذل عليهم اعدل اليهم اقرب وقد مثل بعض العلماء نبيها هذه المسألة بحاشية الملك والبعيدين عنه فقال ان مخالفة حاشية الملك للملك اشد واعظم وقعا من مخالفة الاباعد نعم. هكذا المسلمون مخالفاتهم تكون اعظم من غيرهم فلذلك كان جزاؤهم اشد من غيرهم آآ يقول السائل هل يقبل الله العبادة والتوبة من الذليل؟ وكيف ينظر الله اليه في الدنيا والاخرة يقبل الله تبارك وتعالى التوبة من كل تائب من ذنب. نعم. اذا صدقت التوبة وتمت شروطها الخمسة وهي الاخلاص لله تعالى بان يكون الحامل له على توبته الاخلاص لله فقط لا طلب دنيا او مال والثاني الندم على ما وقع منه من الذنب لان الندم دليل على صدق التوبة والثالث الاقلاع عن الذنب في الحال ومنه اداء الحقوق الى ذوي الحقوق اذا كانت الحقوق للادميين والشرط الرابع ان يعزم على الا يعود في المستقبل والشرط الخامس ان تكون التوبة في وقتها وذلك قبل طلوع الشمس من مغربها على وجه العموم. نعم. وقبل ان يحضر اجل انسان على وجه الخصوص نعم. ولهذا قال الله تعالى وليست التوبة للذين امنوا بالسيئات حتى اذا حضر احدهم الموت وقال اني تبت الان فاذا تمت هذه الشروط في التوبة فان الله تعالى يقبلها مهما عظم الذنب لقوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم لا ان السؤال اخ من غير عراقية من مدينة كركوك يعانيه كثير او يعانيه المسلمون الان فهل يمكن ان نقول ان اه المسلم الذليل تطلب منه التوبة عن ذلته. وهل تعتبر الذلة ايضا معصية الذل لها اثر من اثار المعاصي عقوبة. نعم وليست هي المعصية لان المعاصي من فعل العبد. نعم. والذلة من قضاء الله وقدره عليه بسبب معاصيه نعم. ويمكن ان يتوبوا من المعاصي فتعود اليهم العزة لان الله يقول سبحانه وتعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والايمان وصف فوق وصف مطلق الاسلام قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. نعم الان هذه الاية التي كانت بالاعراب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تنطبق اليوم على كثير من المسلمين حاضرهم حاضرتهم وباديتهم نعم. يقولون اسلمنا يقولون امنا ولكن في الحقيقة نقول لهم قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وذلك لكثرة المعاصي والمخالفات التي تنقص من ايمانهم فنحن نقول يمكن ان تعود العزة الى المسلمين اليوم اذا كانوا مؤمنين ورجعوا الى دينهم حقا فان فان الله سبحانه وتعالى احكم الحاكمين واعدل العادلين اه هذه رسالة وردتنا من الاخ صلاح ساري ابو الخير من جمهورية مصر العربية من الدقهلية يقول في رسالته ما هو حكم الذي يقرأ بالانجيل وهل هو حلال ام حرام؟ مع العلم انه يتلو القرآن تلاوة غير القرآن الكريم من الكتب السابقة تنقسم الى قسمين بعد احدهما ان يكون التالي عالما بالشريعة ويتلوها ليقيم الحجة على معتنقيها بصدق ما جاء به الاسلام فالتلاوة هنا وسيلة الى محمود الى امر محمود فتكون محمودة والقسم الثاني ان تكون التلاوة من عامي لا يعرفه فيقصد الاهتداء بهذه الكتب فهذه حرام عليه اي هذه التلاوة حرمنا عليه لانه لا يجوز ان يسترشد بالكتب السابقة وعنده هذا القرآن الكريم الذي كان لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليها. ولا يجوز الاهتداء بغير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو خلاصة الجواب في مسألة مطالعة كتب غير المسلمين. نعم. نعم اه سؤاله الاخر يقول فيه انني قد فكرت في الزواج من ابنة عمي والتي تعمل بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وفعلا كلمت اخيها الاكبر في هذا الموضوع ولكن عائلتي لا توافق على هذا الزواج بسبب وجود خلافات ومشاكل قديمة فهل اترك عائلتي واتزوجها ام اتركها؟ وما حكم الدين في ذلك؟ وهل حرام علي ام حلال لو تزوجتها تزوجك منها حلال ولا بأس به. نعم. لانه ليس ثمة مانع شرعي ولكن ينبغي ان تحاول الاصلاح بينك وبين عائلتك ما امكن فاذا لم يمكن الاصلاح بينك وبينهم فاني ارى ان النساء سواها كثير وان تتزوج بامرأة تلائم اهلك ويحصل فيها الخير الكثير ولكن اذا لم تجد من وعلى رغبتك الا هذه المرأة فلا حرج عليك ان تتزوجها ثم بعد ذلك تحاول ارضاء عائلتك نعم هذا من الجمهورية العراقية المستمع شاكر محمود العبيدي من بغداد الاعظمية يقول آآ اريد ان اعرف ما هو النصاب الذي تجب عليه الزكاة وهو المبلغ الذي يحول عليه العام الهجري وتجب عليه الزكاة ما مقداره بالريال السعودي او بالدينار العراقي او الكويتي علما آآ يقول فيه ان انا اعرف بالنسبة الزكاة آآ لو عرفت واحدا منهما وفقكم الله بالريال السعودي مقدار النصاب ستة وخمسون ريالا من الفضة. نعم. او ما يعادلها من الاوراق النقدية اما بالنسبة للدينار العراقي او الكويتي فلا ادري عنه شيئا. نعم. ولكن السائل يقول بامكاني ان اعرف مقداره منهما اذا عرفت مقداره من الريال السعودي لكن بالنسبة النسبة الا يخرج مثلا آآ ربع العشر في اي لا هو يسأل عن مقدار النصاب لا عن مقدار الواجب اما مقدار الواجب فهو ربع العشر في الجميع في اي مال في اي مال. نعم. اي نعم. في اي نقد كان. نعم. او ما او في اي عروض تجارة لكن هو يسأل عن مقدار النصاب اه سؤاله الثاني وان كان ذهب وقته لكن الرسالة جاءتنا متأخرة يسأل عن مقدار زكاة الفطر آآ وانسب وقت لتوزيعها على الفقراء آآ وهل على رب العائلة يلزم اخراج حصة قصة من يسكن معه في البيت من ابنائه اذا كان كبيرا او متزوجا ويعمل بنفسه وعائلته ام رب العائلة ملزم اه فقط باخراج حصة من يعيله من النساء والاولاد البالغين غير البالغين ولكم مني جزيل الشكر نقول مقدار زكاة الفطر طاع من طعام بالصاع النبوي. نعم. الذي زنته كيلوان واربعون غراما يعني حوالي كيلوين وربع من الرز او غيره من طعام الناس لا هذا مقدار زكاة الفطر ولا يجوز اخراجها من غير الطعام لان النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعا من تمر او شعير وكان ذلك الوقت هو طعامهم كما قال ابو سعيد كان طعاما يومئذ شعير والتمر والزبيب ولم يكن الضر شائعا كثيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك لم يأتي فيه نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما كثر في عهد معاوية رضي الله عنه جعل نصف صاع منه يعدل صاعا ولكن ابا سعيد خالفه في ذلك وقال اما انا فلا ازال اخرجه اي الصاع كما كنت اخرجه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصواب مع ابي سعيد رضي الله عنه نعم انه صاع من اي طعام كان واما بالنسبة للوقت المناسب لاخراجها فانه صباح صباح العيد قبل الصلاة لان ذلك وقت الانتفاع بها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يروى عنه اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم نعم ولكن مع ذلك يجوز اخراجها قبل العيد بيوم او يومين ولا يجوز اخراجها قبل ذلك خلافا لمن قال من اهل العلم انه يجوز ان تخرج بعد دخول شهر رمظان لان الزكاة تسمى زكاة الفطر من رمضان فهي مضافة الى الفطر وليست مضافة الى الصيام ولولا ان الله سبحانه وتعالى يسر على عباده لقلنا انه لا يجوز اخراجها الا بعد غروب الشمس من اخر يوم من رمضان. نعم ان كان في اليوم واليومين لان ذلك لا تتغير لا يتغير به الامر غالبا واما اخراجها عما يمون من الاولاد فهذا ليس بلازم وانما هو على سبيل الاستحباب فقط والا فكل انسان مطالب بما فرض الله عليه لقول ابن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الصغير والكبير والذكر والانثى والحر والعبد من المسلمين ولكن اذا اخرج رب العائلة الفطرة عنهم جميعا وهم يشاهدونه ووافقوا على ذلك فلا حرج عليهم فلا حرج عليه ولا بهم في ذلك اثابكم الله ايها السادة الى هنا نأتي الى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه ما وردنا منكم من اسئلة واستفسارات على الشيخ محمد بن صالح العثيمين الاستاذ جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم. وامام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة. شكرا للشيخ محمد وشكرا لكم ايها الاخوة الى ان نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته