ولا شك انه اصاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من الجراح والظعف ما لم يسبق من قبل ولكن هذا شيء عارض ليس عزا دائما مطردا للمشركين وليس ذلا للمؤمنين على وجه الدوام والاستمرار وانما هو عارظ ومع هذا ففيه مصالح عظيمة كثيرة ذكرها الله تعالى في سورة ال عمران واستوعب الكلام عليها ابن القيم رحمه الله في زاد الميعاد في فقه هذه الغزوة ذكر فوائد عظيمة من من هذا الامر الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. اذا فلنا ان نقول نعم هذا ليس على عمومه ويخص بالاحوال العارظة ولنا ان نقول انه عام باق على عمومه لا يخصص منه شيء لكنه عام اريد به الخصوص يعني انه انه راد لا يذل ذلا دائما ولا يعز عزا دائما وعلى هذا فلا يحتاج ان نقول انه عام دخله التخصيص فلنقول انه من الاصل لم يقتل به العموم وانما قصد به العز المعين والذل المعين. فالذل على سبيل الاطلاق هذا منفي عن اولياء الله والعز لاعداء الله على سبيل الاطلاق هذا ايضا منفي. نعم. ولا يعز من عاديت وتباركت ربنا وتعاليت في هذا اشكال يحله لنا هداية الله تباركت ربنا كيف قال ربنا والمعروف ان الفاعل مرفوع ايه وارجع واين الفاعل؟ تبارك فعل تبارك والجملة من هذا كله دينك انت فاتبارك. التاء. ها؟ تمام. تباركت ربنا. التقدير تباركت يا ربنا وما نتبارك في الله عز وجل انه انه سبحانه وتعالى منزل البركة. وان بذكره يحصل البركة وباسمه يحصل البركة ومن ولذلك نجد ان الرجل لو قال على الذبيحة باسم الله صارت حلال ولو لم يقل بسم الله صارت حراما ولو قال بسم الله على وضوءه صار صحيحا ولو لم يقل بسم الله صار غير صحيح عند كثير من اهل العلم. وان كان الصحيح انه لا يشترط ولا تجب التسمية في الوضوء. لكن على القول لانها واجبة اذا تركها عمدا بطل وضوءه لم يصح وضوءه. طيب وقوله ربنا اي يا ربنا وحذفت ياء النداء لسببين لكثرة الاستعمال وللتبرج بالبداءة بسم الله عز وجل وقوله ربنا اسم من اسماء الله يأتي مضافا احيانا كما هنا وكما في رب السماوات والارض رب العرش العظيم ويأتي غير مضاف محلا بال مثل قوله صلى الله عليه وسلم فاما الركوع فعظموا فيه الرب. وقوله صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم. مرضاة للرب وقوله وتعاليت من التعالي وهو العلو وزيدت التاء للمبالغة في علوه. تعاليت ولم يقل علوت فزيدت التاء والالف من اجل المبالغة في العلو. وعلو الله سبحانه وتعالى ينقسم الى قسمين علو الذات وعلو المعنى فاما علو الذات فمعناه ان الله فوق كل شيء واما علو المعنى فمعناه ان الله تعالى موصوف بكل صفات عليا اما الاول فقد انكره حلول حلولية جهمية الذين قالوا ان الله في كل مكان كل مكان فالله فيه وانكره ايضا الغالون في التعطيل حيث قالوا ان الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف ولا متصل ولا منفصل وين؟ ها؟ عدم ولهذا انكر محمود بن سبكتيك رحمه الله على من وصف الله بهذه الصفة وقال هذا هو العدم هذا هو العدد. فانكر ذلك طائفتان. طائفة غلوا في الاثبات وطائفة غلوا في النهي طائفة قالوا ما يمكن يقول والله في جهة اطلاقا. وطائفة قال بل نقول في كل مكان اما اهل السنة والجماعة فقالوا ان الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء. بذاته واستدلوا لذلك بادلة خمسة الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة خمسة ادلة كل ما يمكن من اجناس الادلة فهي موجودة في ثبوت علو الله الكتاب مملوء بذلك بذلك تارة بلفظ العلو مثل سبح اسم ربك الاعلى. وتارة بلفظ الفوقية مثل وهو القاهر فوق عباده. وتارة بذكر عروج الاشياء اليه وصعودها اليه مثل تعرج الملائكة والروح اليه. اليه يصعد الكلم الطيب. وتارة بنزول الاشياء منه يدبر الامر من السماء الى الارض. واما السنة فكذلك اجتمع فيها انواع السنة الثلاثة القول والفعل والاقرار اما القول فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده سبحان ربي الاعلى واما الفعل فانه لما خطب الناس يوم عرفة فقال الا هل بلغت؟ قالوا نعم. قال اللهم فاشهد اصبعه الى السماء ويمكثها الى الناس هذا اثبات للعلو ايه ؟ بالفعل. واما اقراره فاقراره جارية حين سألها اين الله؟ قالت في السماء جارية مملوكة ما تعرف ما درست قال اين الله؟ قالت في السماء واما الاجماع فان السلف مجمعون على ذلك الصحابة والتابعون والائمة. كلهم مجمعون على هذا ما طريق اجماعهم انه لم يرد عنه صرف للكلام عن ظاهره فيما ذكر من ادلة العلو وقد مر علينا ان هذا طريق جيد وهو انه لو سأله قال في قائل من الذي يقول انهم اجمعون من قال ان ان ابا بكر اجمع على انه ذكر الله في العلو في ذاته من قال ان عمر قال هذا؟ من قال عثمان قال هذا؟ من قال علي؟ قال هذا. وش نقول؟ لما لم يرد عنه ما يخالف النصوص علم انهم اثبتوها على ظاهرها نعم. طيب اما العقل فلاننا نقول ان العقل صفة كمال استغفر الله ان العلو صفة كمال وهو من تمام السلطان من تمام السلطان من كمان الصوت الى الله ان يكون فوق كل شيء ولهذا نجد في الدنيا الملوك يوضع لهم منصة يجلسون عليها اذا العقل دل على ان الله تعالى فوق كل شيء لان العلو صفة كمال. والله صفة نقص الله منزه عن نقصه. الفطرة حدث ولا حرج العجوز التي لا تعرف القرآن قراءة تامة ولا تعرف السنة ولا رجعت فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية ولا غيرهم كذب السلف تعرف ان الله اليس كذلك؟ كل المسلمين اذا دعوا الله يرفعون ايديهم الى ايه؟ الى السماء ما في واحد من الناس يقول اللهم اغفر لي وحط رجلي الارض ابدا. كل الناس يرفعون ايديهم الى السماء ولهذا احتج بهذه الفطرة الضرورية احتج ابو المعالي الجويني احتج الهمداني ابو العلا ابو الاعلى الهمزان على ابي المعالي الجويري كان ابو المعالي الجويني يقول كان الله ولم يكن شيء غيره وهو الان على ما كان عليه يريد بذلك ان ينكر استواء الله على العرش فقال له ابو العلاء الهماداني رحمه الله يا شيخ دعه من ذكر العرش لان استواء الله على العرش دليله سمعي لولا ان الله اخبرنا بذلك ما اثبتناه فما تقول في هذه الظرورة ما قال عارف قط يا الله الا وجد من قلبه ظرورة بطلب العلو صح؟ كل واحد يقول يا الله وين يروح قلبه؟ يفر قلبه للسماء فجعله يضرب على رأسه يقول حيرني حيرني ما لقى جواب على هذا لان هذا دليل فطري حتى انه ان الحيوان مفطور على ذلك كما يروى في قصة سليمان عليه الصلاة والسلام حين خرج يستسقي فلما خرج واذا بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها نحو السماء تقول اللهم ان خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فقال ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم وثقوا بدعوة هذه النملة هذه النملة ما الذي علمها ان الله في السماء؟ درست ما درست لكن فطرتها التي فطر الله عليه الخلق دلتها على ان الله في السماء. والعجب انه مع ظهور هذه الادلة قد اعمى الله عنها بصائر قوم فانكروا عدو الله وقالوا لا يمكن اي انسان يقول ان الله بذاته فوق فهو كافر ليش؟ قال لانه حدد الله حجج الله والذي يقول ان الله فوق هل هو محدد لله ابدا فوق ولم يحط به شيء الذي يحدد الله ويعدد الله هو الذي يقول ان الله في كل مكان ان كنت في السماء ان كنت في المسجد فالله معك فالله في المسجد في السوق الله في السوق طيب انا انا في مسجد الجامع الله معي. واحد في مسجد الظليعة الله هناك كم صار؟ اثنين. وهلم جرا. او يتجزأ بعضه هنا وبعضه هناك فهذا هو القول المنكر. اما قوم يقولون ان الله في السماء لا يحيط به شيء من مخلوقاته فهذا غاية التنزيه. طيب اما علو الصفة فدليله قوله تعالى ولله المثل الاعلى يعني الوصف الاكمل هذا دليل سمعي اما العقلي فلان العقل يهتدي الى ان الرب لا بد ان يكون كامل الصفات تباركت ربنا