ايها اصحابه اجمعين قال رحمه الله تعالى كتاب التوحيد التوحيد مصدر هذا يوحد اي جعل الشيء واحدا هذا في اللغة اما في الشرع فهو افراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبية والالوهية والاسماء والصفات مراد الله تعالى بما يختص به من الربوبية والالوهية والاسماء والصفات ولهذا قسمه العلماء الى ثلاثة اقسام توحيد الربوبية وتوحيد الوهية وتوحيد الاسماء والصفات اما توحيد الربوبية فهو افراد الله عز وجل بالملك والخلق والتدبير افراد الله بالخلق والملك والتدبير افراده بالخلق بان يعتقد الانسان انه لا خالق الا الله عز وجل قال الله تعالى الا له الخلق والامر وهذه الجملة تفيد الحصر وطريقه هنا تقديم الخبر لان القاعدة في البلاغة ان تقديم ما حقه التأخير مفيد للحصر وكذلك قوله تعالى هل من خالق غير الله يرزقكم من السماوات والارض من السماء والارض فانه فيه اختصاص الخلق بالله عز وجل ولا يرد على هذا ما جاء في الكتاب والسنة من اثبات خالق غير الله مثل قوله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم بالمصورين يقال لهم اهل ما خلقت لان هذا الخوف الكائن من المخلوق ليس خلقا حقيقة وانما هو تحويل للشيء من حال الى حال وليس ايجابا بعد عدمه ثم هو ايضا ليس بشامل الى انه محفور بما يتمكن الانسان منه ومحفور ايضا بدائرة ظيقة ليست شاملة فلا ينافي هذا قول قولنا افراد افراد الله بالخلق كذلك افراده بالملك بان نؤمن لانه لا يملك الخلق الا خالقهم سبحانه وتعالى قال الله تعالى ولله ملك السماوات والارض قل من بيده ملكوت كل شيء والآيات في هذا كثيرة تدل على ان المنفرد بالملك هو الله سبحانه وتعالى وهذا ايضا لا ينافيه اثبات الملكية لبعض المخلوقات مثل قوله تعالى الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم ومثل قوله او ما ملكتم مفاتنه وما اشبهها وذلك لان ملك المخلوق ليس كمسلم فانه ملك محدود محدود في نفاقه لا يشمل الا شيئا يسيرا جدا من هذه المخلوقات فالانسان يملك ما تحت يده لكن لا يملك ما عند غيره اليس كذلك؟ ثم هذا الملك ايضا قاصد من حيث الوصف لان الانسان لا يملك ما عنده تمام الملك ولهذا لا يتصرف فيه الا على حسب ما اذن له فيه شرعا لو اراد الانسان ان يحرق ماله مثلا قلنا لا يجوز ولو اراد ان يعذب حيوانا تحت يده قلنا ازدادوا لكن الله عز وجل هو الذي يملك ذلك كله وملكه عام شام كذلك هو المنفرد بالتدبير الذي يدبر امره هو الله سبحانه وتعالى وما يحصل للانسان من التدبير فانه كما قلنا من قبل في الموت تدبير محفوظ بما تحت يده يده وهو ايضا تدبير غير مطلق اذ لا يملك التدبير الا على حسب ما اذن له فيه شر وبهذا صح قولنا ان توحيد الربوبية هو افراد الله بماذا بالقول والملك والتدبير واعلم ان هذا القسط من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانوا مقرين به ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض فيقولن خلقهن العزيز العليم ويقرون ان الله هو الذي يدبر الامر وهو الذي بيده ما يخوف السماوات والارض يوقرون بهذا كله لكن هذا لم يدخله في الاسلام ولم ينكره احد ادم معلوم الا على سبيل المثابرة كما حصل من فرعون حين انكر الرب عز وجل فقال وما رب العالمين وقال لقومه لقد علمتم نعم وقال لقومه ما علمت لكم من اله غيري وقال لهم انا ربكم الاعلى مكافرة لانه يعلم ان الرب غيره كما قال الله عنهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وقال له موسى وهو يناظره قال له لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر ومع ذلك لم ينكر ما قال لم اعلم هذا فهو في نفسه من لان الرب هو الله عز وجل لكنه جاهد ذلك مكابرة والعياذ بالله ولم يقل احد من الخلق ان للعالم خالقين يعني يعني ما فيه احد توحيد الربوبية على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك ابدا من الذي انكره على سبيل التعطيل فرعون نحنا نتكلم عن الربوبية ما على اسماء الصفات فرعون افضل الله من ربوبيته وانكروا الى الله والذين انكروا الذين انكروا توحيد الربوبية على سبيل التشريك هم المجوس المجوس قالوا ان للعالم خالقين الظلمة والنور ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساويين فمن لم يقر بتوحيد الربوبية فهم خائفتان طائفة انكرت وهذا يسمى شرك التعظيم فهو حقيقة جهد مثل فرعون وطائفة اخرى اثبتت لكن مع التشديد مثل المجوس ومع هذا ما قال المجوس ان للعالم خالقين متساويين ابدا يقولون ان النور خير ما ظلمه لانه يخلق الخير والظلمة تترك الشر والذي يخلق الخير خير من الذي يخلق الشر ايضا يقولون ان الظلمة عدم والنور وجوه فهو اكمل في ذاته اكملوا في ذاتك لان الظلم عدم ما يرضيه والنور اضاءة فهي اكمل في ذلك ويقولون ايضا فرق في فرق ثالث وهو ان النور ضبيب هذا الصلاح الفلاسف واما الظلمة فاختلفوا فيها هل هي محدثة او قديمة على قوله هل بهذا التفصيل اثبتوا للعالم خالقين متساويين ابدا وحينئذ نرجع الى ان مقتضى العقل ان لا يكون للعالم الا خالق واحد وقد دل الله على ذلك بقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض وحينئذ لو اسسنا للعالم خالقين لكان كل خالق يريد ان ينفرد بما خلق ويستقل به كعادة الملوك لا يمكن ان يرظى لاحد ان يشاركها واذا استقل به فانه ايضا يريد امرا اخر وهو ان ان يكون السلطان له لا يشاركه احد في السلطان وحينئذ اذا اراد السلطان فاما ان يعجز كل واحد منهما عن الاخر واما ان يسيطر احدهما على الاخر ولا لا؟ طيب ان عجز احدهما عن الاخر ثبتت الربوبية لمن للقائد ولا لا ان عجز احدهما عن الاخر ثبتت الربوبية في القاتل وان عجز كل منهما عن الاخر عن الاخر زالت الربوبية منهما جميعا لانه تبين ان كل واحد منهما عاجز والعاجز لا يصح ان يكون ربه نعم هذا هو توحيد الربوبية. اما توحيد الالوهية ويقال له توحيد العبادة باعتبارين فباعتبار اضافته الى الله يسمى يا محمد نور توحيد الالوهية وباعتبار اضافته الى الخلق يسمى توحيد العبادة فهو افراد الله عز وجل بالعبادة هذا توحيد العبادة او الالوهية ان تفرد الله وحده في العبادة لانه هو المستحق بان يعبد سبحانه وتعالى. ذلك بان الله هو الحق وانما يرون من دونه الباطل الباطل والعبادة تطلق على على التعبد وعلى المتعبد به اذا قيل عبادة فانها تطلق على المتعبد على التعبد وعلى المتعبد به فعلى معنى النطاق الاول يكون معنى العبادة التذلل لله عز وجل بفعل اوامره واجتناب نواهيه محبة له وتعظيما هذا على اطلاقه التعبد نعم واما على الاطلاق الثاني العبادة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه قال العبادة اسم جامع بكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الصلاة والحج والصوم والزكاة وغير ذلك من العبادات هذا هذا المراد بها ايه المتعبد به طيب افراد الله تعالى بهذا توحيد فلا تكونوا لغيره عبدا ولا تتخذ غيره الها لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مقبولا اجعل الهك الذي تفرده بالتذلل محبة وتعظيما اجعله رب العالمين عز وجل كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلي وقال الحمد لله وش بعدها؟ رب العالمين ووصفه سبحانه وتعالى بانه رب العالمين وهذا الوصف كالتعليم لثبوت الالوهية له الحمد لله فهو الاله لانه رب العالمين فلا تجعل عبادتك لاحد سواك فان ذلك من السفه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سمع نفسه من السفه ان تجعل المخلوق الحادث الاية للفناء ان تجعله الها تعبده وتتقرب اليه وهو في الحقيقة لم ينفعك لا بايجاد ولا باعداد ولا بامداد كل ما سوى الله ما نفعك بهذه الامور الثلاث لا بايجاد ولا باعداد ولا بامداد فالذي اوجدك واعدك وهيأك لما انت مخلوق له والذي امدك بما يمكنك ان تقوم به بهذه الاوامر من هو؟ الله عز وجل فهل يليق بعاقل ان يجعل مع الله الها اخر وهو المنفرد بالخلق ذلك واذا شئت تقرأ قول الله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلي هذا هو الاهل لعباده سبحانه وتعالى لا غيره من السفه ان تأتي الى قبر انسان صار رميما ثم تعبده هذا المقبور هو بحاجة الى دعائك وانت لست بحاجة الى ان تدعوها هو لا يملك لنفسه الان لا نفهم ولا ضرا ابدا لو سألت هؤلاء الموتى والصلاة عليهم لعلمت انه لا لا يمكن ان ينفعوا احدا حتى لو كان اعلى البشر مرتبة عند الله عز وجل وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لانه لا ينفعه لا تعبد الا الله وانواع العبادة كثيرة والمؤلف رحمه الله في كتابه هذا اشار الى شيء كثير منه واما توحيد الاسماء والصفات نعم قبل ان تتجاوز القسم الثاني هذا القسم الثاني كفر به وجهته عامة الخلق عامة الخلق ينكرون هذا ويكفرون به ومن اجل ذلك ارسل الرسل الى قوم وما ارسلنا من قبلكم من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون كل الرسل كل رسول الله عليه نبأ يقول والى والى القبيلة الفلانية والامة الفلانية اخاهم فلانا ان اعبدوا الله ان اعبدوا الله ما لكم من غيره كلهم يدعون الى هذا التوحيد لان الامم كانت منكرة له جاحدة له ومن الذي يتبع هؤلاء الرسل رآهم النبي عليه الصلاة والسلام يقول فرأيت النبي ومعه الرهب والنبي ومعه الرجل والرجولة والرجلان والنبي وليس معه احد فاكثر الخلق جاهدون لهذا التوحيد مع انه هو الذي دعت اليه الرسل وهو الذي استبيحت به الانفس والاموال والاراضي اذا لم يقم الانسان به ومن العجب ان كثيرا من المصنفين في علم التوحيد يركزون كثيرا على توحيد الربوبية وكأنما يخاطبون اقواما ينكرون الرب ووجوده وانا لا اشك انه يوجد اقوام يمتعون الرب ووجوده لكن ما اكثر المسلمين الذين يريدون ان يكونوا مسلمين وهم في الحقيقة واقعون في هذا الشرك اعني الشرك في العبادة ولهذا ينبغي لنا ان نركز على هذا تركيزا بالغا حتى ننتشل هؤلاء المسلمين الذين يقولون انهم مسلمون وهم مشركون ولا يعلمون ولذلك انا ارجو منكم ايها الاخوة ان نركز على هذا لا سيما في البلاد التي ابتليت في هذا النوع من الشرك اما القسم الثالث فهو توحيد الاسماء والصفات وهذا التوحيد هو الذي ظلت فيه امة الاسلامية وانقسم فيه بلا ثلاث وسبعين فرقة هذا التوحيد وهو توحيد الاسماء والصفات هو افراد الله عز وجل ما له من الاسماء والصفات وكلمة افراد الله بما له من اسماء وصفات تتضمن شيئين اثبات وما في مماثلة اثبات ونهي مماثلة كيف كيف فهمنا نفي مماثلة من كلمة افراد افراط ومع ذلك ان لا نجعل لله تعالى مثيلا في صفاته وان نثبت واسمائه وان نثبت له جميع اسمائه وصفاته