وقد دل قوله تعالى ولله المثل الاعلى بان الله تعالى مختص بكل صفة عليا كل صفة عليا فانها ثابتة لله عز وجل ودل قوله تعالى ليس كمثله شيء على ان جميع صفاته التي اتصف بها لا يشبه كيف من من المخلوقين في هذه الصفات وان اشتركت في اصل المعنى لكنها تختلف في حقيقة الحال انتبه فمن لم يثبت لله ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات فانه معصب وتعطيله هذا يشبه تعطيله العقل الذي انكر ايش؟ الربوبية وتعطيل المشركين الذين يعبدون مع الله غيره ومن اثبتها مع التشبيه صار مشبها للمشركين الذين جعلوا مع الله الها اخر ومن اثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين فلا بد من اثبات بلا بلا مماثلة ونحن نقول هل احد اعلم بالله من الله بنفسه ابدا وهل احد اصدق خبرا من خبر الله ابدا وهل احد اصح بيانا من بيان الله عز وجل ابدا والله عز وجل يقول يريد الله ليبين لكم ويقول يبين الله لكم ان تضلوا ويقول ايات بينات لقد انزلنا ايات بينات وما اشبه ذلك مما يدل على ان الله عز وجل يريد ان يبين للخلق غاية البيان الطريقة التي توصلهم اليه واعظم ما يحتاج الناس الى بيانه ما يتعلق باسماء الله وصفاته حتى يعبدوا الله على بصيرة لان عبادة من لا تعلم صفاته او من ليس له صفة امر لا يتحقق ابدا لا بد ان تعلم من صفات المعبود ما يجعلك تعبده حقا والتجأ اليه فهذا التوحيد هو الذي ظلت فيه هذه الامة ينقسم فيه فرق كثيرة فمنهم من سلك مسلك التعطيل دائما انه بذلك منزه لله عز وجل ومنهم من سلك مسلك التنفيذ داعم بذلك انه محقق لما وصف الله به نفسه وكل منهم افضل اما الاول الذي عطل ونفى الصفات زاعما انه منزه لله فنقول له خدعت نفسك وكذبت في دعواك لان المنزه حقيقة لله هو الذي ينفي عنه صفات النقص والعين وهو الذي ينزه كلامه ان يكون تعمية وتضليلا فبالله عليكم لو قال قائل ان الله ليس له سمن ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا رحمة هل يكون قد نزه الله او قد وصمه باعظم العلوم. هو هذا. كذلك من قال ليس لله رحمة ولا سمع ولا بصر ولا قدرة ولا كلام وهو سبحانه وتعالى يكرر ذلك في كلامه ويثبته سميع بصير عزيز حكيم رحيم غفور وما اشبه ذلك هل يكون قد نزه كلامه عن التعمية والتضليل ها؟ ابدا قد وصم كلامه بالتعني والتوظيف ان يثبت شيئا وهو خال منه وهل هذا الا غاية ما يكون من القدح في كلام الله عز وجل كذلك الذين قالوا اننا نثبت لله ماسة لنفسه لكن مع التمثيل تحقيقا لثبوت الصفة هؤلاء ما قدروا الله حق قدرهم وهؤلاء وصموه بالنقص والعيب ان يجعلوا الكامل من كل وجه مثل الناقص من كل وجه فاذا كان تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره فما بالك بتمثيل الكامل للناقص هذا اعظم ما يكون جناة على الله عز وجل وان كان المعطلون اشد منهم جرما لكن الكل منهم لم يقدر الله حق قدره ولم ينزه الله عز وجل اما لا يليق به فالتوحيد هو افراد الله عز وجل بما له من الاسماء والصفات ولهذا قال اهل العلم قالوا اننا نؤمن بما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تنفيذ هكذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم لا بد ان ننزه عقيدتنا عن هذه الامور التحريف والتعطيل والتكييف والتنفيذ فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد والتكييف في الصفة والتمثيل في الصفة الا انه اخص من والتمثيل في الصفة الا انه اخص فنحن يجب ان نبرأ معتقدنا عن هذه الامور الاربعة ونحن حينما نقول من غير تحريف نعني بذلك التأويل الذي سلكه من سموا انفسهم باهل التأويل هؤلاء المحرفون الصفات يسمون انفسهم اهل التأويل لماذا لاجل تلطيف المسلك الذي يسلكونه لان النفوس تنفر من كلمة تحريف ولكن يكون هذا من باب زخرفة القول وتزيينه في نفوس الناس حتى لا ينفروا منه ولكن حقيقة تأويلهم ايه؟ هذا تحريف لاننا نقول للتأويل الذي سلكتموه نقول في التأويل الذي سلفوه وهو صرف اللفظ عن ظاهره نقول له هذا الصرف ان دل عليه دليل صحيح فهو ليست تأويلا بالمعنى الذي تريدونه ولكنه تفسير وان لم يدل عليه الدليل فهو تحريف وتغيير للكلم عن مواضعه فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة وصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف على خط معاكس لخط اهل السنة والجماعة ولا يمكن ابدا ان يلقب باهل السنة والجماعة ليش ما ما يمكن لان الاظافة تقتظيظ النسبة اهل السنة منسوبون لاهل السنة هل هؤلاء متمسكون بالسنة فيما خالفوا فيه اهل السنة لا كيف نسميها من السنة ايضا يا جماعة الجماعة معناها الاجتماع الاصل ان اسم جماعة اي اجتماع و هل هم مجتمعون على ارائهم كاع اقرأ بالكتب اهل التأويل من المعتزلة والاشعرية والماتريدية ومن ضهاها اقرأ فيها تجد العجب العجاب من التناقض ولا الصغار والتداخل حتى ان بعضهم لا يعني لا يقتصر على ان يضلل بعضا لكن هو نفسه يتناقل ونفسه يتناقض وقد نقل شارع الصحاوية عن الغزالي وهو ممن بلغ ذروة علم الكلام نقل عنه كلاما عجيبا اذا طالعه الانسان تبين له ما كان عليه اهل الكلام من الخطأ والخطر والزلل وانهم ليسوا على بينة من امرهم وكذلك ما نقله هو وغيره ان الرازي وهو من رؤساء علم هذا الكلام كيف اقر على نفسه بانه على خطأ عظيم وقد انشدنا ابياتا له في هذا المعنى نعم يقول فيها نهاية اقدام العقول عقد نهاية اقدام العقول عقاب واكثر سعي العالمين ضلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووباء ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقال كلام فاضي ثم قال لقد تأملت المناهج الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غنيلا فوجدت اقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى اليه يصعد الكلم الطيب يعني فاثبت هذا واقرأ في النفي ليس كمثله شيء ولا يحيطون به علما يعني فهمتي المماثلة وان في الاحاطة بالله علما ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفته شوف يا اخوان من صخورهم فتجدهم حيارة مضطربين ليسوا على يقين من امرهم وتجد من هداه الله الى الصراط المستقيم مطمئنا لينشرح الصدر هادئة البال يقرأ في كتاب الله وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما اثبته الله النفس من الاسماء والصفات ويقول والله لست باعلم من الله في نفس فيثبت ولكنه يمنع عقله وتفكيره ان يتجاوز الحد الى تكليف او الى تمثيل ويقول ما دمت عاجزا عنه تصور نفسي التي بين جنبي فاني فاني في تصوري لحقائق ما وصف الله به نفسه من باب اولى ان اكون عاجزا وهذا امر اذا سلكه الانسان استراح ولهذا يجب على الانسان ان يمنع نفسه عن التفكير في التكييف او عن السؤال لما فيما يتعلق باسماء الله وصفاته او السؤال لكيف بما يتعلق باسماء الله وصفاته وانظر الى السلف رحمهم الله كيف يقدرون الله حق قدره لما جاء رجل لمالك ابن انس قال يا ابا عبد الله الرحمن على عرش استوى كيف استوى هل صار وجهه يتهلل فرحا بهذا السؤال ها؟ ابدا اطرق برأسه حتى صار هي بالشعرة من هذا السؤال ثم رفع رأسه وقال الاستواء غير مجهول والكيد غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما اراك الا مبتدأ بينما نجد نحن في العصر الخامس عشر نعم نجد منا من يقوم ويقول تعب ان تقول ان الله ينزل الى السماء الدنيا ثلث الليل كل ليلة نعم فاذا يلزم ان يكون كل النهار بل في السماء الدنيا ليش؟ الولد؟ قال نعم لان الليل يمشي على الارض ينتقل الثلث من هذا المكان الى الثلث الى مكان اخر فمعناه ان الله دائما في السماء الدنيا هل قال الصحابة هذا للرسول ها لو كان هذا مما مما يرد على قلوب المؤمن المستسلم اذا كان الله يبين اما على لسان رسوله او يقيض من يسأل سأل الصحابة الرسول قالوا اين كان الله قبل ان يخلق السماء والارض هذا السؤال العظيم يعني الى هذا الحد لا يريد الله عز وجل ان يبقى الامر مبهاما. فهذا لو كان واردا لاورد على الرسول عليه الصلاة والسلام. او لبينه يقول ما دمت في الثلث الليل فهذا من حقق في هذا الجهة وفي غيرها لا يجوز والله عز وجل ليس كمثل في شيء علينا ان نستسلم وان نقول سمعنا واطعنا وامنا واتبعنا وصدقنا. هذي وظيفتنا كتاب التوحيد. التوحيد هو مشتق من وحد الشيء اذا جعله واحدا. فهو مصدر مشتق موحد والراجح عند النحويين ان المصدر هو اصل الاشتقاق وليس وفيه خلاف فهل نقول وحد مشتق من التوحيد او التوحيد مستحق موحد ينبني على الخلاف. هل الاصل مصدر؟ او الاصل الفقه؟ والصحيح ان الاصل هو مصدر لانه هو المعنى الذي اخذ منه الفعل المؤلف رحمه الله لم يأتي بترجمة قصدي لم يأتي بخطبة ومقدمة واكتفى بالترجمة عن ذلك. لانك بمجرد ما تقرأ كتاب التوحيد هذا العنوان تعرف ان ان موضوع الكتاب هو التوحيد. وقد اتى المؤلف رحمه الله في كتابه هذا كان واحد التوحيد الثلاثة لكنها متفرقة بالابواب قال وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ماء نافية وقوله الا ليعبدون هذا استثناء مفرغ من اعم الاحوال يعني ما خلقته الجن والانس باي شيء الا للعبادة واللام هنا في قوله لن يعبدون اللام للتعليم علام للتعليم لكنه لكنه تعليل بيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلوم لانه لو كان التغيير الملازم الملازم له المعلوم للزم من خلق الجن والانس ان يكونوا كلهم عبادا لله يتعبدون له وليس الامر كذلك فهذه العلة علة غائية وليست علة فاعلة والعلة الغائية قد تحصل وقد لا تحزن كما لو قلت برأيت القلم لاكتب به فهمت قد تكتب وقد لا تفعل انتبه العلة الفاعلية معناه ان المعلوم مبني عليها ولابد ان ان تقع لتسقط المعلوم واما العلة الغائية فهي لبيان الغايب من هذا الفعل والمقصود من هذا الفعل وقد يقع وقد لا يقع والمثال الذي ضربت لكم يبين ذلك ما هو ان تقول برأيت القلم لاكتب به فانت الان رأيت لكن لن يلزم من ذلك ان اي من كونك برأيت لتكتب به هل يلزم ذلك ان تكتب به له؟ لا. لا قسط الثوب لالبسه ربما لا تلبسها ولا لا؟ يبدو لك رابعا وتتركه وهكذا فهذه العلة غائية والعلة الغائية لا يلزم وقوعها وانما قلنا ذلك لانها لو كانت علة فارغة لكان يلزم ان الناس كلهم يعبدون الله. والواقع ليس كذلك نعم معناها التي تكون هي السبب في ايجاد هذا الشيء فتكون سابقة له فتقول مثلا انكسر الزجاج لشدة الحر مثلا فالعلة فعلا تكون سابقة وهي التي تكون ملازمة للمعلوم طيب قوله تعالى وما خلقت الجن والانس خلقت بمعنى اوجدت لكنه ايجاد مسحوق بتقدير ولهذا الخلق في اللغة التقديم كما قال الشاعر ولا انت تخلق ما ولا انت تفري ما خلقت وبعض الناس يخلق ثم لا يترك ما خلقت يعني ما قدرت فاصل الخلق باللغة التقدير ويطلق على الايجاد المبني عليه كما في الاية