ضيف الطاغوت قلنا انه ما تجاوز به الانسان الدوام بالمعبود او متبوع او مطاع حتى طاعة الامراء او العلماء في تحرير ما حرم الله او تحريم ما حرم الله تعتبر ومن عبادته وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا هذه الاية الاية في سياق اصحاب الكهف اصحاب الكهف قصتهم عجيبة كما قال الله تعالى ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا وهم فدية امنوا بالله وكانوا في بلاد شرك فخرجوا من هذه البلاد الى الله عز وجل فيسر الله لهم غارا دخلوا في وناموا نومة طويلة بلغت ثلاثة مئة سنين وازدادوا تسعا تسع سنوات وهم نائمون لا يحتاجون الى اكل ولا شغل ولا شيئا ابدا لا يحتاجون شيئا ابدا ومن حكمة الله ان الله تعالى يقلبه ذات اليمين رحمه الله وذات الشمال بان لا يبقى الدم راسبا في احد الجانبين سيكون دائما يتقلب فيهم الدم لما خرجوا بعثوا باحدهم الى المدينة ليشتري لهم طعام فلما قدموا النفوذ واذا النقود قد تغيرت تلفت اخر الامر ان اهل المدينة اطلعوا عليه فقالوا لابد ان نبني على هؤلاء اي على قبورهم مسجدا وقولها الذين غلبوا على امرهم من من المراد بهم الحكام في ذلك الوقت قالوا سنتخذ على هؤلاء مسجدا وبناء المساجد على القبور كما عرفتم من اسباب الشرك ووسائله هذه الايات نرجع الان اليها لنأخذ فوائدها اولا من فوائد الاية الاولى ان من العجب ان يعطي الله الانسان الانسان نصيبا من العلم ثم يؤمن بالجبت والطاغوت لان قلنا ان الم تر بالتقرير والتعجب في الواقع للتغيير والتعجب وهذا لا شك انه من العجب ان يؤتى الانسان علما ثم يؤمن بالجد والطاغوت ومن فوائد الاية ان العلم والعياذ بالله قد لا يعصم صاحبه من المعصية لين ناخذه من ان هؤلاء الذين يموتون الكتاب امنوا بالكفر والذي يؤمن بالكفر يؤمن بالمعاصي لانها دونه ومن فوائد الاية وجوب انكار الجبت والطاغوت وهو واضح ان الله تعالى ساقه مساق العجب والذنب فلا يجوز الاكبار بالجبت والطاغوت بل يجب انكاره ومن فوائد هذه الاية ما ساقه المؤلف من اجله ان من هذه الامة بالجبس والطاغوت لان النبي عليه الصلاة والسلام يقول لتركبن سنن من كان قبلكم فاذا وجد في بني اسرائيل من يؤمن بالجبت والطاغوت فانه سيوجد في هذه الامة ايضا من يؤمن بالجد والطاغوت اما الاية الثانية ففيها من الفوائد اولا تقرير الخصم بما لا يستطيع انكاره تقرير الخصم بما لا يستطيع انكاره بمعنى انك تحتج على خصمك بامر لا يستطيع ان ينكره فان اليهود يعرفون ان فيهم قوما غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير يخبرون بذلك فاذا كانوا يقرون بذلك وهم يستهزئون بالمسلمين نقول اينا محل استهزاء الذين جعلت منهم هذه حلت عليهم هذه العقوبات ام الذين سلموا منها الجواب الذين حلت بهم احق بالاستهزاء والعياذ بالله فاذا يستفاد منها تقرير الحصن بما لا يمكنه دفعه ومن فوائد هذه الاية ايضا اختلاف الناس في المنزلة عند الله لقوله بشر من ذلك امثوبة عند الله ولا شك ان الناس يختلفون في زيادة الايمان ونقصانه وما يترتب عليه من الجزاء ومن فوائد الاية حال اليهود الذين حلت بهم هذه العقوبات اللعن والغضب والمسخ وعبادة الطاووس كل هذا والعياذ بالله من العقوبات التي هي من اسوأ ما يكون من الاعواق ومن فوائد الاية اثبات افعال الله الاختيارية انه يفعل سبحانه وتعالى ما يشاء لقوله لعنه الله فان اللعنة من صفات الافعال ومنها اثبات الغضب لقوله وغضب عليه ومنها اثبات القدرة وجعل منهم القردة والخنازير وهل المراد بالقردة والخنازير هذه الموجودة الجواب لا لانه ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ان كل امة مسخت لا يبقى لها نسب فانه لا يبقى لها نسج وعلى هذا فليس هذا الموجود من القردة والخنازير ليس هو بقية اولئك الممسوخين نعم ومن فوائد الآية ان العقوبات من جنس العمل من اين تؤخذ لان هؤلاء الذين طلبوا قردة والقرد اقرب ما يكون شبها بالانسان طلبوا بذلك الى ذلك لانه فعلوا فعلا ظاهره الاباحة والحلم وهو محرم ما هذا الفعل انهم اعتدوا في السبت فانه حرمت عليهم حرم عليهم الصيد يوم السبت ابتلاهم الله عز وجل وصار اذا جاء يوم السبت امتلأ البحر هيتانا ثم ظهرت الحيتان على سطح الماء وفي غيره من الايام تختفي هذه الميزان ولا يأتي شيء فطال عليهم الأمل قالوا كيف نترك هذا الكتاب ولكن ما يمكن نعمل او نصطاد في يوم الجمعة. فماذا نصنع قالوا اسمعوا شبكا ضعوا شبكا في الماء في يوم الجمعة ودعوه حتى تأتي الحيتان وتدخل في الشبك واذا كان يوم الاحد تأتون وتصطادون وتكونون بذلك لم تصيدوا يوم السبت هذه حيلة يشتهرها الحل لكن معناها الوقوع في الاثم تماما ولهذا قلبوا الى حيوان يشبه الانسان وليس بانسان كانوا قردة والعياذ بالله قلنا لهم كونوا قردة قاسية وهو يفيد ان الجزاء من جنس العمل ويدل عليه صراحة قوله تعالى فكلا اخذنا بذنبه هل بذنب ومن فوائد الاية ان هؤلاء اليهود صاروا يعبدون الطاغوت لقوله وعبد وعبد الطاغوت وعبد الطاغوت ولا شك انهم الى الان يعبدون الطاغوت لانهم عبد الشيطان واطاعوه وعصوا الله ورسوله ورسله في الاية ايضا نقطة نحو ما ما ذكرناها وهي عليه ومنه غضب الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة البنين في لعنه الهى وغضب عليه مفرد ومنهم جمع مع ان المرجع واحد وهو من ايش الجواب انه روعي في الافراد اللفظ وروعي في الجمع المعنى وذلك ان من الاسم الموصول طارحة للمفرد وغير المفرد مالك قال ابن مالك ومن وما وال يلا تساوي ما ذكر لما ذكر الاسماء الموصولة بالمفرد والمثنى والجمع من مذكر ومؤنث قال ومن وما وال تساوي ما ذكر اذا منهم هذا على من؟ باعتبار المعنى ولعنه غضب عليه عاد اليها باعتبار اللفظ. نعم ثم انه قال من لعنه الله وغضب عليه وجعل منه ولم يقل وجعلهم سبب لان اللعن والغضب عام والعقوبة بقلبهم الى ثلاثة وخنازير خاص ليس شاملا لكل بني اسرائيل يستفاد من من الايات الثالثة يستفاد من الاية الثالثة ما في ظمن سياق هذه الاية من القصة العجيبة في اصحاب الكهف وما تضمنته من الايات الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وحكمته ومنها ان من اسباب بناء المساجد على القبور الغلو لاصحاب القبور لان الذين غلبوا على امرهم قالوا نبني عليهم مساجد لانهم صار عندهم محل الاحترام والاكرام فغلوا فيه فأسباب بناء المساجد على القبور هي الغلو فيها نستفيد منها ان الغلو في القبور وان قل قد يؤدي الى الى ما هو اكبر منه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام الى بعد والا ستجد كما اننا نضع لهذا القبر طيب كبيرة ثم يأتي من بعدنا ويضعون اكبر المسائل الى وضع المنى باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان نحن بعض هذه الامة يعني لا كل هذه الامة فان كل هذه الامة لا يمكن ان تعبد الاوثان لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي الحقد ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم وقوله تعبد وفي فاما يعبد فهو باعتباره مباح المضاف اليه واو المضارع مذكر واما تعبد فهو باعتبار وان نرى اليه قال ابن مالك الالفية وربما اكسب ثان اول ثانيا ان كان لحذف موهلة ومثلوا لذلك بقولهم قطعت بعض اصابعه هنا من اجل اصابعه لن نجد بعض وقوله التاب للاوثان الاوثان جمع وثن هو كل ما عبد من دون الله بالشجر او حجر او صنم او غير ذلك فانه وثن وقوله تعبد الاوثان اي تتذملوا لها بالعبادة سواء كانت العبادة من باب الدعاء او من باب العمل والتقرب الركوع والسجود هذا من باب التقرب بالعمل والدعاء من باب التعبد بالدعاء والدعاء عبادة كما قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم فمن اتى الى القبر وقال يا فلان يا ولي الله او يا نبي الله وما اشبه ذلك؟ اغثني انقذني فهذا شرك وعبادة وكذلك من وقف خلف القبر ركع له او سجد فان ذلك ايضا عبادة قال وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الم تر على الاستفهام للتقليل والتعجب فان الذين اوتوا نصيبا من الكتاب ينبغي ان يكون ابعد الناس عن الايمان بالجد والطاغوت وقوله اوت نصيبا من نصيب الحظ ومعنى اوفوا اي ها وقول هنا كتاب اي من المنزه الكتاب المنزل ولم يأتوا جميع الكتاب وانما اوتوا نصيبا منه لانهم حرموا بعض بسبب معصيتهم وقول المؤمنون بالجد والطاغوت الجبت والطاغوت الجبت قيل انه السحر والطاغوت لولا انه الشيطان ويحتمل المراد بالجبت كل ما لا خير فيه وبالطاغوت كل ما تجاوز الانسان به حده من معبود او مفتوح او النظام فلا فلا يختص بالشيطان والمعنى ان هؤلاء الذين اوتوا مسلكا من الكتاب ما امن بالله امنوا بما لا يفيده وبما تجاوزوا به حدهم من الاوثان وغيرها وهذا الاستفهام المراد بهم تقرير مع التعجب والانكار مع التعجب والاكرام يعني انهم ينكر على هؤلاء الذين اعطاهم الله تعالى نصيبا من التجار ثم بعد ذلك يؤمنون بالجد والطغوت و ويقولون اخر الاية ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وهؤلاء اليهود فان المشركين ارسلوا اليهم يسألونهم يقول اين اهدى نحن ام محمد فقالوا انتم اهدم اهدى من محمد وهم اي اليهود صادقا او كذبة نعم كاذبون غاية الكذب وهم يعلمون ذلك ايضا اي يعلمون انهم كاذبون وان الهدى مع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه لما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ما وجه المناسبة في هذه الاية بالباب وجه المناسبة ما تأتي الا بعد ذكر الحديث وهو لتركبن ثمن من كان قبلكم فاذا كان الذين اوتوا نصيبا من الكتاب واما من هذه الامة من يرتكب سنن من كان قبله وش الزم من هذا ان يكون في هذه الامة من يؤمن بالجبت والطغوت فتكون الاية مطابقة للترجمة الان مطابقة للترجمة تماما