الثامنة ذكر عقاب من تركه. كما اشرنا اليه وخلاصة الباب انه يجب على المرء ان يجعل خوف الله عز وجل فوق كل مخوف والا يبالي باحد في شريعة الله سبحانه وتعالى. وان يعلم انه اذا التمس رضى الله سبحانه وتعالى به وان سخط الناس عليه فالعاقبة له وانه اذا تعلق بالناس والتمس رضاهم ولم يهتم برضا الله انقلبت هذه الاحوال ولم من المقصود يعني بل يحصل له عكس مقصوده يصعد الله عليه ويسخط عليه الناس نعم وقوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون وقوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين اولا مناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة لان الانسان اذا اخذ الله سبحانه وتعالى بالخوف فانه يعتمد عليه في حصول مطلوبه وزوال مكروبه لا يعتمد على غيره. فالباب مع الابواب السابقة ظاهر المناسبة لان الانسان اذا تم خوفه لله سبحانه وتعالى وافرض الخوف لله صار اعتماده على الله في حصول المطلوب وزوال المكروه. واعلم ان التوكل عرفه كثير من اهل العلم بتعريفات كثيرة. منهم من عاد تعريفه له على ثمرته ومنهم من عاد تعريفه له على اسبابه ومنهم من عاد تعرفه ولو على احكامه على حكم التوكل واقرب تعريف للتوكل ان يقال والاعتماد على الله سبحانه وتعالى في حصول المطلوب وزوال المكفوف مع فعل الاسباب المأذون فيها تصدق الاعتماد على الله في حصول المطلوب وزوال المكروه مع فعل الاسباب المأذون فيها فلا بد من هذين الامرين ان يكون اعتمادك على الله تعالى صادقا اعتمادا حقيقيا نعم والشيء الثاني ان تفعل الاسلاك المأذون فيها انتبه الاسباب المعدومة فيها تمن جعل اعتماده اكثر اعتماده على الاسباب نقص توكله على الله ومن جعل اعتماده اكثره على الله ملغيا للاسباب فقد طعن في حكمة الله عز وجل فيكون الاول الذي اعتمد على الاسباب اكثر قادحا في كفاية الله سبحانه وتعالى والثاني واضحا في حكمة الله لان الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سببا فمن فمن اعتمد على الله اعتمادا مجردا وقال انا لا افعل الاسباب لاني معتمد على ربي قلنا له هذا طعن في حكمة الله عز وجل لان الله تعالى حكيم يربط الاسباب بمسبباته وانت لو قال لك ادنى واحد من الناس اعتمد على الله تعالى في حصول الولد ولا تتزوج لكنت لكان هذا القول من خلقة لك الولد ينبت علي من من فوق الكتفين واللي ينبت من الراس واللعبة من الظهر مو معقول هذا لابد من فعل السبب ولو انك اعتمدت على الاسباب فقط لكان ذلك قدح في كفاية الربح وكانك جعلت السبب وحده هو العمدة بما تصبو اليه من حسن المطلوب وزوال المرحوم فلا بد من الامرين جميعا ولهذا نحن لا نشك ان افضل المتوكلين واعظمهم توكلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك كان يفعل الاسباب كان يحمل الزاد في سفره وكان يلبس الدرع في حربه وكان يستعين بالذين يدلونه على الطريق الى غير ذلك مما هو ظاهر معلوم للجميع فهل قال انها تخرج من مكة مهاجرا واتوكل على الله ولا ولا اصطحب معي من يدلني على الطريق ها؟ لا بل استأجر رجل يدله على الطريق عليه الصلاة والسلام ولما خرج الى احد ماذا صنع ظاهر بين ذرعيه يعني لبست العين اثنين كل ذلك اخذا بالاسباب وكان عليه الصلاة والسلام يتقي البرد ويتقي الحرب نعم؟ ويفعل جميع الاسباب المأذونية المأذون فيه المدني فيها شرعا وهل نقص ذلك من توكله؟ ما نقص لكن اذا ترك الاسباب قيل له ان هذا طعم في حكمة الركب وتوكلك ضعيف ولهذا يذكر عن عمر رضي الله عنه انه جيء اليه بقوم من اهل اليمن قدموا للحج بدون زلك فسألهم قال نحن المتوكلون على الله فقال لستم المتوكلين على الله بل انتم المتوكلون نعم وهذا صحيح واحد يخرج الى البادية او الى السفر بدون زاد ولا مزاد يقول والله انا متوكل على الله هذا لا شك انه طعم بحكمة الرب اذا فتعريف التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار ها مع فعل الاسباب المأذون فيها ولابد من هذا حتى نكون اخذين بالكفاية واخذين بالحكمة جميعا لا يفوتنا هذا ولا هذا واعلم ان التوكل نصف الدين التوكل نصف الدين في الواقع ولهذا نحن نقول في صلاتنا في كل صلاة اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد واياك نستعين ونطلب منه العون اعتمادا عليه سبحانه وتعالى بانه سيعيد ونعبده وقال الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وسلم فاعبده وتوكل عليه وقال عليه توكلت واليه انيب الى غير ذلك من الايات الدالة على ان الدين شطرين او شطران عبادة وتوكل ولا يمكن تحقيق العبادة في الحقيقة الا بالتوكل على الله عز وجل لان الانسان لو وكل الى نفسه وكل الى ضعف وعجز ولم يتمكن من الفعل فإذا هو يشعر حين يقوم بالعبادة انه معتمد على الله عز وجل فينال بفعل العبادة اجرين احدهما اجر التوكل والثاني اجر العبادة ولكن ليت شعري ماذا نحن في هذا الامر هل الانسان يشعر منا عندما يريد ان يفعل فعلا من العبادة او العادة انه معتمد على الله في ذلك او ان الانسان ينسى وما هو الا دولاب يدور ويفعل ما يريد ان يفعل نعم عجيب بالصراحة الغالب الثاني. الغالب انه الثاني وان مقام التوكل عندنا ناقص جدا ما نشعر عندما نفعل الفعل اننا معتمدون على الله عز وجل وبمعونته وامداده واعداده ننال هذا الفعل عندنا نقص عظيم في التوكل في الحقيقة لاننا نعتمد في الغالب على الاسباب الظاهرة وننسى ما وراء ذلك فيفوتنا خير كثير ما الذي يفوتنا؟ يفوتنا اولا ثواب هذه العبادة التي هي التوكل هذا واحد وهذا حرمان عظيم يفوتنا ايضا اننا قد لا نوفق لكمال العبادة كما هو الغالب كثيرا لا نوفق لكمالها نعم دواء حصل لنا عوارض توجب انقطاعها او عوارض توجب نقصها وهذا امر معلوم والانسان يشهده من نفسه لذلك يجب علينا من الان ان نصحح مقام التوكل يصحح مقام التوكل وان نكون في عباداتنا وعاداتنا وجميع احوالنا متوكلين على الله عز وجل اخذين بالاسباب النافعة التي اذن الله فيها واضح وبعد هذا ونحن الان نتكلم على التوكل على انه منزلة من منازل السائرين الى الله وانه ينبغي للانسان ان يحققه تماما بعد هذا نرجع الى الاحكام التكليفية بالنسبة للتوكل فنقول ان التوكل ينقسم الى الى ثلاث اقسام توكل ينقسم الى ثلاثة اقسام احدهما بل احدها توكل العبادة وهو الاعتماد المطلق على المتوكل عليه بحيث يعتقد ان هذا المتوكل عليه بيده جلب الخير ودفع الضيف فهذا النوع يجب اخلاصه لله ومن صرفه لغير الله فهو مشرك تلكا اكبر لانه ليس احد يملك ذلك الا الا الله وحده لا شريك له فاذا اعتمدت على احد في هذا الامر سواء كان حيا او ميتا فانك مشفق وهذا في الحقيقة لا يعتمد الانسان عليه الا وهو يعتقد ان هناك سببه خفي يوجب جلب المنفعة له او دفع المضرة عنه وهذا والشرك الاكبر نسأل الله العافية والسلامة والعافية القسم الثاني الاعتماد على الشر ومعاشه ومع الشهوات فهذا قال اهل العلم انه من الشرك الاصغر وبعضهم يقال من الشرك الخفي. مثل اعتماد كثير منا على المالية في في ايش؟ في الراحة في الراحة ولذلك تجد الانسان يشعر من نفسه انه معتمدا على هذا اعتماد الثقة معتمد عليك اعتماد افتقار فتجد في نفسه من المحاباة لمن يكون هذا الرزق على يده ما هو ظاهر هذا لا شك انه فيه نوع من الشرك الخفي. لان كان الانسان لم يعتقد انه سبب مجرد بل هو جعله فوق السبب المجرب. ومن ثم صار فيه نوع من الشرك. القسم ثالث ان يتوكل على شخص فيما فوض اليه التصرف فيه. يتوكل على شخص فيما فوض اليه التصرف فيه. كما لو وكلت شخصا يبيع لي شيئا او يشتري شيئا او يتولى لي امرا من الامور فهذا لا شك اني معتمد عليه. لكن اعتمادي عليه هل هو كاعتمادي على الراتب الذي يأتي من قبل الدولة. ها؟ لا. انا اعتمد عليه وكاني اشعر بان لي المنزلة العليا فوقه لاني جعلته نائبا عن انا اعتمد عليه مع شعوري لاني انا صاحب السلطة وان منزلته ها؟ تحت منزلته. بيدي ان شئت وكلت ابقيت الوكالة وان شئت فسخته لكن المسألة الثانية اللي هي القسم الثاني ليس كذلك. بل اني اشعر بالحاجة الى هذا. والافتقار وتوكل افتقار واعتماد افتقار وحاجة. هذا الاخير جائز ولا لا؟ هذا الاخير جائز وقد صدر من النبي عليه الصلاة والسلام. توكل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان ينحر ما بقي من حديثه قولي ووكل ابا هريرة على حفظ الصدقة. ووكل عروة حجاب ان يشتري له اضحية. وهكذا وهذا جائز ولا شيء فيه ما دام في تصرف مأذون فيه. ما دام في تصرف مأذون فيها. اما لو وكلته المحرم فهو حرام. حسب هذه الموكل فيه فصار التوكل والاعتماد ينقسم الى ثلاث اقسام. توكل عبادة وتوكل حاجة وتوكل تولية توكل تولية توكل عبادة وش حكمه؟ يجب الاخلاص لله لا يكون الا لله وحده وصرفه لغيره شرك اكبر. وتوكل الحاجة هذا قال اهل انه نوع من الشرك الاصغر او الشرك الخفي. فانت حتى لو كان ذاك رزق من بيت المال لا تشعر لانك بحاجة وانك كأنك دون هذا وتجعل قلبك متعلقا بهذه الجهة مثلا لا ليكون اعتمادك على الله وحده. والقسم الثالث ايش قلنا؟ نعم وتوكل التوجه بمعنى ان تولي شخصا على امر لك التصرف فيه تفوظ اليه التصرف فيه. فهذا لا جائز لانه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه فعله. وقد اجمع المسلمون على جواز الوكالة. في ما يصح واشرنا الى الدواء قبل قليل. ان ينبغي الانسان ان يعتمد بان هذا سبب محض. ولا ولا يعلق قلبه به. وان يعتمد على الله عز وجل. لان الله هو الذي سخر لك هؤلاء. يجعل لك يجعلون لك هذا المعاش اشبه منها. لا تعتمد عليه. واعلم ان هذا الذي حصل لك على يد فلان او يد فلان. من الذي ساقه اليه الله سبحانه وتعالى لو شاء لصرفه لصرف قلوبهم عنك. ولو شاء لما اعلمهم بك. اي نعم بعض الناس يعني يقول الرزاق الله والله لكن انه عند فقدان هذي يفزع وقد يكذب لاجلها ولكن اللسان اللسان شيء. واحد يقول تعال يا ولدي ابى اعطيك المئة بمئة وعشرة اللهم اغفر لي من الربا الوجدة الثانية تعال بعطيك وهو يقول اللهم اغفر لنا ذنوبنا ما ينفع هذا. اذا لم يصدق الفعل القول فالقول لا لا فائدة منه لا فائدة منه. ولهذا يعني مقام التوكل فيه شيء من الصعوبة على النفوس. في الشيء اولا ان النفوس كثير منها تغفل اطلاقا ما كأنه شيء من العبادات. والشيء الثاني انه مقامه دقيق جدا. نعم ولهذا قال قال المؤمنون وما لنا الا نتوكل على الله؟ وش بعد؟ وقد هدانا سبلنا. فهو نتيجة الهداية ونتيجة الهداية معناه انه امر في الذروة