وقول اولئك والذين يقيمون الصلاة يأتون بها قائمة اي مستقيمة يستلزم ان يأتوا بشروطها واركانها وواجباتها ويتموها بمكملاتها. ومما رزقناهم ينفقون من يحتمل ان تكون للتبعير ويحتمل ان تكون لبيان الجنس. فعلى الاول يكون الانسان يمدح اذا انفق بعض ماله لا كلهم. وعلى الثاني يكون مدح شاملا لمن انفق البعض او الكل نعم؟ والصواب في هذه المسألة ان انفاق الكل يمدح عليه الانسان اذا دعت الحاجة اليه كان عنده من الاعتماد على الله عز وجل وبذل الاسباب ما يمكنه ان يأتي برزق لنفسه واهله. مثل ما فعل من؟ ابو بكر رضي الله عنه. اما اذا كان ليس هناك حاجة للمنفق عليه يعني ما هناك حاجة ماسة تستوجب تستوعب مال او اني انا واهلي في حاجة وسبب رزقي ضعيف فهنا ما ينبغي ان نقصر على انفسنا ونعطي غيرنا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ابدأ بنفسك ثم في من تعود؟ ثم قال وقوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. يا ايها النبي من ربه الرسول عليه الصلاة والسلام. والله تعالى يخاطب عبده الرسول عليه الصلاة اسلام بالوصفين جميع. بوصف النبوة وبوصف الرسالة. فحين يأمره بان يبلغ يناديه بوصف الرسالة. يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك. من ربك وان لم تفعل فما بلغت وفي مثل هذه الاحوال في الاحكام التي تكون له خاصة يناديه في الغالب ماذا؟ النبوة. النبوة. بالنبوة. يا ايها النبي لما تحرم. يا ايها النبي اذا طلقتم. يا ايها نبيه من الاسرى وما اشبه ذلك. لكن لما جاء الامر بالرسالة قال يا ايها الرسول كلما انزل اليكم. وقوله يا ايها النبي مر علينا ان اشتقاق النبي هنا تعيين بمعنى فاعل ومفعل بمعنى اعيد ومتعب بمعنى فعيد بمنافع هي فعيل بمعنى فاعل ومسعد انا تحفظت فيها فعيل بمعنى مفعم وبمعنى مفعل بمعنى مفعل اي منبه وبمعنى مفعل منبئ. والرسول عليه الصلاة والسلام منبأ منبه. ولا لأ؟ منبأ من قبل من؟ من قبل الله منبئ لعباد الله مبلغ لهم الرسالة. وقوله حسبك الله اي كافيك. الحسد بما انك ومنه اعطني درهما فحسب. فهو كفاية. فالحسب بمعنى الكافي وقول حسبك الله ما اعرابها الخبر مقدم. نعم. والله مبتدأ مؤخر. ويجوز العكس. يجوز العكس بان بالمعنى ما حسبك الا الله؟ ما حسبك الا الله وعلى هذا فتكون حسب مبتدأ والله خبر اما الاول فالمعنى ما الله الا حسبك. اذا قلنا الله حسبك الله وحده حسبك طيب وقوله ومن اتبعك من المؤمنين ومن اتبعك من هذا اسم موصول فهي مبنية على السجود ولا تظهر عليه الحركة. فهل هي معطوفة على الكاف؟ في قوله حسبك الله او معطوفة على اسم الجلالة. الله. نعم. اي نعم. فيها رأيان لاهل العلم فقال بعضهم حسبك الله وحسبك من اتبعك بالمؤمنين. وجعلوا اه من معطوفة على الله؟ قالوا لانه اقرب لانه اقرب. نعم. ولان لو كان معطوفا على الكاف حسبه لوجب اعادة الجار. لوجب اعادة الجار قول المارك وبيقول وعود خافض لدى عطف على ظمير حفظ لازما جعل لكنه قال وليس عندي لازما هو الصغير. نعم. طيب قوله اه ثم قالوا ان هذا كقوله تعالى والذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين فقالوا ان ان الله ايد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين. فيقولون حصدا لهم. كما كان الله على حسب الله. لكن هذا القول ضعيف. ولا يصح. والجواب عن ما استدلوا به اولا قولهم ان ان العطف لعصر مذكور ليس بصحيح. وقد يكون العطف على شيء كما في نظائله وهي كثيرة. حتى ان النخويين قالوا لو تعدت المعطوفات يكون العطف على اي شيء وثانيا قولهم انه لو عطف على الكاف لوجب اعادة الجار قلنا هذا ليس بلازم لانه كما قال ابن مالك اذ قد اتى في النظر والنفي الصحيح مثبتا وشاهده تقدمت لنا في النحو. واما استبدالهم بقول هوية هو الذي ايدك بنصره والمؤمنين تأييد بهم غير كونهم حق. لان معنى كونهم حسبة انه يعتمد عليهم. لكن معنى هم يؤيدون انهم ينصرونه مع استقلاله بنفسه. وبينما فرق ولا لا؟ فالحصد هو الكافر يعني يكفيك حتى عن نفسك. لكن التأييد بالغيب معناه ان المؤيد له ها؟ له استقلال لكن هذا مؤيد مساعد. مؤيد مساعد. ويدل على هذا ان الله سبحانه وتعالى حينما يذكر يخلصه لله. مثل قوله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيبكين الله من فضله ورسوله. سيأتي الله من فضله ورسوله. وقال تعالى قل حسبي الله يتوكل المتوكلون. فكما ان التوكل على الله لانه الحصد فغيره لا يمكن ان يكون حسدا اذ لو كان حسبا لك التوكل عليه ها كان الغير حسبا لكان التوكل عليه جائز ولكن حسبه الله وهو الذي عليه يتوكل المتوكلون. فالصواب انه معطوف على ايش؟ على الكاف في قوله حسبه. يعني وحسب من اتبعك من المؤمنين فتوكلوا عليه جميعا انت ومن اتبعه ثمان في قوله ومن اتبع هذا اللفظ فيه ما يمنع ان يكون الرسول ان يكون الصحابة حصدا للرسول صلى الله عليه وسلم. وجه ذلك انهم تابعون. اتباع فكيف يكون التابع حسبا للمتبوع؟ هذا لا لا يستقيم ابدا. فالصواب المتعين ان الاية معناها حسبك حسب الله وحسب من اتبعك. والله تعالى كاف للجميع. قال وقوله ومن يتوكل على الله فهو ومن يتوكل على الله فهو حسبه هذه الجملة الشرطية تفيد بمندوبها معنى وتفيد نقول لها معنى اخر المنطوق من توكل على الله ان من يتوكل على الله فان الله يكفيه مهماته وييسر له امره. ولم يقل الله تعالى ومن يتوكل على الله فانه لا يجد من يؤذيه. قال فهو حسبي كافيه ما اهمه حتى لو حصل عليه بعض الاذية من اعدائه فان الله تعالى يكفيه شره فلا يصلون الى والا فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين ومع ذلك يصيبه الاذى. لكن الله حسبك فيه. حتى لو الاذى ما تصل المظلة لا بد ان تكون النتيجة ها اجتهاد الذي اعتمد على الله. اما مفهوم الاية من توكل على غير الله خذه. لان غير الله لا يكون حسبا كما تقدم لنا قبل قليل فقد توكلت على غيري على غير صواب وعلى غير عمدة فمن توكل على غير الله خذل. ومن توكل على غير الله ابتعد عن الله من مقدار توكله على غيره لان النفس بشرية اذا اعتمدت على شيء اتكلت عليه ونسيت ما سواه ولهذا من توكل على الله تخلى الله عنه نتوكل على غير الله تخلى الله عنه والعياذ بالله وصار موكولا الى هذا الشيء ومن وكل الى غير الله فانه ها فانه رائع ولا يحصل له المقصود به فصارت الاية حكما منفوخ. قال وعن ابن عباس رضي الله عنه قال فحسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له حين قال انا ايش؟ قالوا له ان الناس قد جمعوهم فزاد لهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. اما كون محمد صلى الله عليه وسلم قال في نص القرآن. قال الله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا فمن الناس الذين قالوا هذا القوم ان الناس قد جمعوا لكم هم الركب الذين اوصاهم ابو سفيان ان يبلغوا الرسول صلى الله عليه وسلم بانه قد جمع لهم. وكان ابو سفيان بعد ما انصرف من احد اراد ان يرجع الى النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه حتى يقضي عليهم بزعمهم فلقي ركسا فقال الى ان اين تذهبون؟ قالوا نذهب الى المدينة قال بلغوا محمد واصحابه انا راجعون اليه فقامون عليه. فجاء الركب الى المدينة فبلغوه. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ومن مات حسبنا الله ونعم الوكيل. وخرجوا بنحو سبعين راكبا حتى بلغوا حمراء الاسد فماذا حصل؟ ابو سفيان تراجع عن رأيه. تراجع عن رأيه وانصرف شف الكفاية من الله عز وجل. والا كان بامكانه انه يرجع. ولكن الله سبحانه وتعالى صرف قلبه بانها الصحابة اعتمدوا على ربهم سبحانه وتعالى قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة الله وفضل منكم رضوان الله طيب اذا قال لهم الناس الناس الاولى من المراد بها؟ ان الناس من المراد بهم يعني ابو سفيان ومن معه. ابو سفيان ومن معه. كلمة الناس يمثل بها الاصوليون للعامة بالذي اريد به الخصوص. في العام الذي اريد به الخصوص. هذا عام الناس ممكن الناس ها؟ فان الناس قد جمعوا لهم ان الناس جمعوا لهم؟ لا. لا. فهو عام ها نريد به الخصوص. وقد مظى في اصول الفقه ان العام هناك عام مخصوص وعام اريد به الخصوص ولكن ليس هذا الموضع ذكر الفرق بينهما ان الناس فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله كافرين ونعم الوكيل نعمة فعل الماضي والوكيل فاعل والمخصوص محدود. وش التقدير وايمن وكيله هو والوكيل هنا المعتمد عليه سبحانه وتعالى واعلم ان الله سبحانه وتعالى يطلق عليه اسم وكيل وهو ايضا موكل فهو قيل وموكل. كيف وكيل موكل؟ اما الوكيل نعم وكذلك قال الله تعالى وكفى بالله وكيلا. واما الموكل فقال تعالى فان يكفر بها لا لقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بالكافرين. ولكن يجب ان تعلم انه ليس وبالتوحيد هنا الانابة الانابة او ليس المراد بالتوكيل الانابة عن فيما يحتاج الى الاستنابة فيه. ها؟ فاهمين هذا ليست لهم انه من حاجة الى الى اليه. لان نعلم ان الله تعالى هو الغني الحميد. لكن توكيلهم بمعنى انه سبحانه وتعالى استخلفهم في الارض لينظر كيف تعملون. جعلهم هم الذين يقومون بها. فقد وكلنا بها قوما يعني يقومون بها. وليس ذلك لحاجة له. لان العمل من اللي بيعمل؟ يعمله الانسان بنفسه. لا لربه سبحانه وتعالى ما هو الدليل لابن عباس على ان ابراهيم قالها. ايش الدليل يقول ابن عباس قال قولا لا مجال للرأي فيه. لا مجال للرأي والصحابي اذا قال قولا لا مجال فيه ها؟ فحكمه حكم الرفع. يسمونه وعن حكما. فاذا قال قائل انهم اشترطوا في هذا ان لا يكون القائل ممن يروي عن الاسرائيليات. وابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بذلك. افلا يجوز ان يكون قد اخذ عن الاسرائيليات. نقول هذا وارد. ويمكن ان يكون قاله اخذه من لكن لانه لم يكن بيد نبي هذا الجدل فيكون اخذه من بني اسرائيل. فجزمه بهذا وقرنه بما قاله واصحابه. عندي انه يبعد ان يكون مما اخذه عن بني اسرائيل ويتعلق في قضية ابراهيم عليه الصلاة والسلام يتعلق مسألتان نحب ان ننبه عليهما وان كانتا ليست من موضوع الدرس المسألة الاولى انه يقاتل