كما سيأتينا في الحديث الذي ذكره المؤلف عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى هذي قصة عجيبة فيها عبرة وعظة واعلم ان جميع القصص الواردة في الكتاب وصحيح السنة ليس المقصود منها مجرد الخبر ولكن المقصود منها العبرة والعظة لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب مع ما تكسب النفس من الراحة والسرور لان القصص فيها تسلية للانسان فهي مع كونها تسلية فيها ايضا موعظة ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام احيانا يحدث اصحابه بمثل هذه المواعظ او بمثل هذه القصص حتى ينتفعوا بها ويحصل لهم بذلك تسلل ثلاثة من بني اسرائيل بنو اسرائيل تقدم انهم اولاد يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم ابرص واقرأ واعمى الابرص هو من في جلده وضح بياض والبرص داء معروف وهو من الامراض المستعصية التي لا يمكن علاجها نعم ربما توصلوا اخيرا الى عدم انتشارها لكن رفعها بالكلية لا يمكن ولهذا جعلها الله اية لعيسى تبرئ الاكمة والابرص باذن الله والثاني اقرع يعني ليس على رأسه شعر مسح شعر رأسه والثالث اعمى فقد البصر وكل هذه الثلاث من الاشياء التي اذا فقدها الانسان او اذا ابتلى بها الانسان فانه لا بد ان يتأثر نفسيا ولابد ان يفوته من المصالح ما يفوته بقدر هذه النعم واكثرها اكثرها فواتا في المصلحة هذه الثلاثة ها الاعمى لكن التأثر النفسي قد يكون في غيره اكثر والسبب في ذلك كثرة وجود العمى لبني ادم والا لو كثرت الامراظ الاخرى ما صارت تتعب نفسيا فان كثرة العيوب تسلي الانسان نعم قالت الخنسة في اخيها صخر ولولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل اخي ولكن اسلي النفس عنه بالتأسي نعم هؤلاء الثلاثة يقول فاراد الله هنا عندي مثبتة ببعض النسخ اراد الله فاما على اثبات الفاء ففيه اشكال واما على حذفها فلا اشكال والاشكال في خبر ان اذا كانت الفاء موجودة ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى لان ابرص واقرأ واعمى بدل من ثلاثة ما يمكن ان تكون هي الخبر واذا كانت بدلا فان ان تطلب الخبر فعلى حذف الفاء يكون الخبر جملة اراد الله ان يبتليهم ولا اشكال فيهم ولكن على حذف الفاء على وجود الفاء يكون الخبر محذوفا دل عليه السياق والتقدير ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واطلعنا اقص عليكم نبأهم اقص عليكم نبأهم يكون محذوفا يقدر بما يتناسب والمقام فاراد الله ان يبتليهم ارادة كونية او شرعية ارادة كونية نعم يقول يبتليهم يختبرهم كما قال الله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وقال سليمان عليه الصلاة والسلام هذا من فضل ربي ها؟ ليبلوني ااشكر ام اكفر اراد الله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا ملكان ولا ملكان؟ الفرق بينهما ان الملك السلطان والملك احد الملائكة والملائكة عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور وجعلهم قائمين بطاعة الله لا يأكلون ولا يشربون يسبحون الليل والنهار لا يسأمون ولهم اشكال ولهم اعمال ووظائف مذكورة في الكتاب والسنة وعلينا ان نؤمن بهم والايمان بهم احد اركان الايمان الستة قال اهل اللغة واصل الملك مأخوذ من الالوكة وهي الرسالة وعلى هذا فيكون اصله مألك فصار فيه اعلال قلبي فصار ملأك ثم نقلت حركة الهمزة الى اللام الساكنة وحذفت الهمزة للتخفيف فصار مالك ولهذا في الجمع تأتي الهمزة فيقال ملائكة فبعث الله اليهم ملكا وهذا الملك جعله الله عز وجل قادرا على ان نتجنس ويكون من جنس هؤلاء فاتى الابرص فقال اي شيء احب اليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي ها البري قد قذرني الذي قدر الذي قد قدر الناس به نعم شفت هو طماع قال لون حسن ما اقتصر على مجرد زوال العين بل طلب ها اكثر من ذلك والثاني جند حسن مثله قال ويذهب هل نقول يذهب ولا يذهب ها؟ يذهب يذهب. يذهب. نعم. ايه اختلف النحويون ما ينصب بان مظمأة وشذ حذف ان ونصب في سوى ممر يعني ما قبلها شيء يوجب حذفها نعم لان لون ما هو مصدر ما هو اسم خالص وايضا هو التقدير احب شيء الي لون حسن ويذهب وعلى هذا فالرفض او لا لكنه يقدر بمصدر قدر بمصدر كقولهم تسمع للمعيد خير من ان تراه وهو مقدر بمصدر بدون حرف الف وعلى هذا التقدير وهذا وذهاب الذي وذهاب الذي وقوله قد قذرني وش معنى قذرة؟ اي استقذروني وكرهوني وكرهوا مخالطتي من اجله غدر الناس به الباء للسببية اي بسببه قال فمسحه فذهب عنه قدره فاعطي لونا حسنا وجلدا حسنا الله اكبر هذا من قدرة الله عز وجل مسح ليتبين ان كل شيء له سبب لما مسحه باذن الله عز وجل بريء ذهب عنه القدر واعطي لونا حسنا وجلدا حسنا كما اراد قوله نعم كما اراد لكنه بدأ بذهاب القدر قبل اللون الحسن وجه الحسن لانه يبدأ بزوال المكروه قبل حصول المطلوب كما يقال التخلية ها قبل التحلية قال فاي المال احب اليك قال الابل او البقر شك اسحاق اسحاق احد الهواة ولكن الظاهر انه انه الابن الظاهر انه الابل كما يفيده السياق الابل والبقر. ايضا طلب من المال ها قدناه الا اعلاه. اعلاه يقول فاعطي ناقة عشرا اعطي ناقة عشر سبحان الله العظيم من اين جاءت الناقة سخرها الله عز وجل وذللها فلعلها كانت قريبة من الملك فاعطاه اياه وقوله عشراء على وزن على قيل انها الحامل مطلقا وقيل انها الحامل التي بلغ حملها عشرة اشهر وايهما اصح يا غانم ايهما اصح في لغتنا غير وش لغتنا والواحد يعني عندنا ايه الحشرة اللي تحمل اللي معه ولدها ايه لا في اللغة يقول في القاموس انها التي تم لها لحملها عشرة اشهر او ثمانية. نعم اعطي ناقذة عشراء نعم وين وين راحته؟ نعم فقال بارك الله لك فيها بارك الله لك فيها. اي انزل لك البركة وهل هذا خبر او دعاء يحتمل يحتمل انه لفظه لفظ الخبر ومعناه الدعا ويحتمل انه خبر مجرد خبر محض يعني كانه قال هذه ناقة عشراء مبارك لك مبارك لك فيها ويكون على هذا المعنى على تقدير قدر واعطيه نقد عشرة فقال له ها قد بارك الله لك فيها قد بارك الله لك فيها ولكن الاقرب انه للدعاء فهو خبر لفظا دعاء معنى وانما قلنا ذلك هو الاقرب لانه يسلم من التقدير يسلم من التقدير له دعاء ما في شك لكن لكن كلمة بارك فعل ماضي هو دعا حنا نقول دعاء لفظ ولفظ الخبر قال بارك الله لك فيها قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك قال شعر حسن ولا شعره يكفي ها لا هو يبي ازيد شعار حسن ويذهب عني الذي قذر الناس به وشو الذي قدره النفس به القرع لان الانسان اذا كان رأسه اقرع كرهه الناس واستقذروه وهذا يدل على انه ليس من عادتهم ان يلبسوا الغترة والشماغ نعم؟ لانه لو كانوا يلبسون ذلك لكان يجعلها على رأسه وينتهي الموظوع ولا العمائم ايضا وان كان قد يبدو بعض الرأس يكره من مما بدأ ولكن على كل حال هذا الرجل متأثر نفسيا من هذا القرع الذي فيه لانه يقول ان الناس يستقدمون. قال اي مال احب اليك قال البقر او الابل ها اي نعم كما ساحه فذهب عنه قدره واعطي شعرا حسنا كما طلب وهذي نعمة من الله ان ان الانسان اذا سأل الله عز وجل ان يعطيه ما سأل قال فاي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل الشك من اسحاق ولكن كما قلنا ان سياق الحديث يدل على انه اعطي البقر نعم ويقول فاعطي بقرة حاملا وقال بارك الله لك فيها فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك قال ان يرد الله الي بصري فابصر به الناس ما شاء الله هذا زاهد ما طلب بصرا يخلق الجدار او بصرا حسنا انما طلب بصرا يبصر به الناس فقط ان يرد الله اليه بصره حتى يبصر به الناس. شف حال هذا الرجل ما السابقين بينهما بينهم فرق يقول قال فاي المالئة؟ قال فمسحه؟ فرد الله اليه بصره بصره الذي كان يبصر به من قبل والظاهر ان بصره الذي كان معه من قبل هو ما يبصر به الناس فقط يقول قال فاي المال احب اليك قال الغنم وهذا ايضا يدل على زهده وتواضعه وانه لا يريد من المال الا ما تقوم به كفايته فقط كما انه يدل على انه صاحب سكينة وتواضع لان السكينة في اصحاب الغنم قال الغنم فاعطي شاة والدا سبحان الله قول فاعطي شاة والدا قيل ان المعنى والدا قريبة الولادة ليوافق ما سبق وما سيأتي لان صاحبيه اعطي ها انثى حامل حاملا الاول ناقة عشراء والثاني فقالت حاملا وهذا اعطي شاة والدا اي قريبة الولادة والشيء قد يسمى بالاسم القريب يعني قد يعبر عن الشيء حاصلا وهو لم يحصل لكنه قريب الحصول ولعله مما يؤيد ذلك قال فانتج هذان عندكم فانتج فانتج هذان وولد هذا كلمة ولد هذا مع قول فانتج يشعر بان معنى قوله والدا قد ان كنا عند