ها تظن ان تشبيه علو الرجل للمرأة عند الجماع بالغشيان امر ظاهر كما ان الليل يستر الارض بظلامه والليل اذا يغشاها لكنه لم يقل فلما غشيها بل قال فلما تغشاه لان هذا كغش فيه شيء من المعالجة كما جاء في الحديث اذا جلس بين شعبها الاربع ثم جاهدها الجلوس بين الشعب الاربع هذا غشيان لكن ثم جاهدها هذا تغشي لانه ابلغ ابلغ من قوله غشها وقوله سبحانه وتعالى حملت حملا خفيفا فمرت به حملا خفيفا لان الحمل في اوله خفيف نطفة ثم علقة ثم مضغة كل هذا خفيف ولهذا قال فمرت به والمرور بالشيء معناه تجاوزه من غير تعب ولا اعياء كما تقول مررت بزيد اي تجاوزته المعنى انها تجاوزت هذا الحمل الخفيف بدون تعب ولا اعياء فمرت به فلما اثقلت ومتى يكون الاثقال في اخر الحمام فلما اثقلت دعوا الله ربهما لماذا لم يقل دعوا بل قال دعوة يعني هما اثنين لماذا لم يقلوا دعيا كما هي اللغة العامية نعم؟ لان فعل واوي الفعلووي فعاد الى اصله فصار دعوة لا داعي دعوا الله ربهما اتى بالالوهية والربوبية لان الدعاء عبادة وايصال المطلوب من جانب ليش الربوبية فالدعاء يتعلق به جانبا الالوهية من جهة من من جهة الاب انه داع والدعاء عبادة ويتعلق به جانب الربوبية ايضا لان في لان في الدعاء تحصيل للمطلوب او تحصيلا للمطلوب وهذا يكون متعلقا بجانب ها بجانب الربوبية لان الرب عز وجل هو الخالق المالك المدبر فلهذا قال دعوا الله ربهما فقال اللهم ربنا اللهم ربنا هذا هو الظاهر ويحتمل ان يكون بصيغة اخرى غير تلك ولكن هذا بيان للواقع انهم دعوا الها ربا سبحانه وتعالى لئن اتيتنا هذا هذا المطلوب لئن اتيتنا اتيتنا بمعنى اعطيتنا اما اتيتنا فهي بمعنى جيت انا لئن اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين الجملة هنا فيها جواب وقف فيها قسم وشرط قسم متقدم وشرط متأخر والجواب فيها لايهما للقسم ولهذا جاء مقرونا باللام فان اتيتنا صالحا لنكونن وقوله صالحا هل المراد صلاح الدين او المراد صلاح البدن اي لان اتيتنا بشرا سويا ليس فيه عاهة ولا نقص او صالحا الاحاديث بان يكون تقيا قائما بالواجب او يشمل الامرين نعم؟ لا يشمل امرين يشمل الامرين بل ان كثيرا من المفسرين لم يذكر الا الامر الاول وهو الصلاح البدني لكن لا مانع من ان يكون شامل للامرين جميعا لما اتاه مصالح نعم لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين لنكونن من الشاكرين اي من القائمين بشكر هذا الولد الصالح فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما الذين يرجحون ان المراد بالصلاح صلاح البدن يقولون انه قال فلما اتاهما صالحا جعلا له والشرط متعقب والجواب متعقب للشرط وهذا يدل على ان اشراكهما وقع متى حين الاتيان وهو صغير ومثل هذا لا يعرف ايصلح في المستقبل ام لا يصلح ولهذا اكثر المفسرين على ان المراد بالصلاح الصلاح البدني نعم فلما اتاهما صالحا حصل المطلوب ولا لا ولكن النتيجة بالعكس ما حصل الشكر الذي وعد الله به جعل له شركاء فيما اتاهما وشف سبحان الله معاهدة الانسان ربه ان يفعل العبادة مقابل تفضل الله عليه الغالب انها لا تكون في سورة التوبة ومنهم من عاهد الله لئن كان من فضله لان صدقن ولنكونن من الشاكرين. فلم من الصالحين فلما اتاهم من فظله بخروا به وتولوا وهم معرضون وفي هذه الاية لان اتيتنا صالحا لنكون من الشاكرين فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فكانوا من المشركين لا من الشاكرين وبه تعرف سر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر لان النذر معاهدة لله عز وجل فقد نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل وقد ذهب كثير من اهل العلم الى تحريم النذر وظاهر كلام شيخ الاسلام انه يميل الى ذلك الى تحريم النذر لان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عنه ونفى ان يأتي بخير فاذا ما الذي نستفيد من امر نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام واخبرنا انه لا يأتي بخير ما نستفيد الا المشقة على انفسنا والزام انفسنا بما نحن بعافية منه ولهذا القول بتحريم النذر قول قوي جدا نعم ولا يعرف مقدار وزن هذا القول الا من الا من عرف اسئلة الناس وكثرتها يقولون اننا نذرنا اذا حصل كذا ان نفعل كذا ثم يحصل ما نذروا عليه ولا يفون يذهبون الى كل عالم لعلهم يجدون خلاصا مما نذروا المهم هذه مسألة جينا بها استظرادا يقول جعلا له شركاء فيما اتاهما فيما اتاهما يكون الذي اتاهما وهو الولد هو محل الشرك هو محل الشرك كيف شركائه فيما اتاهم هل عبدا الولد لننظر هذا الولد الذي اتاهم الله عز وجل وهو صالح كيف جعل جعل في هذا الولد شركا في الله بل شركاء نقول هذا على ثلاثة اوجه الوجه الاول ان يعتقد ان هذا الولد من الولي الفلاني او الصالح الفلاني هو الذي اتى به لهما فهذا شيء ما نوع هذا الشرك ها شيكون اكبر لانهما اظاف الخلق الى غير الله فهذا شرك اكبر لا شك فيه وهذا ما يكون عند بعض الامم الاسلامية الان تجد المرأة اذا كانت لا يأتيها الولد تأتي الى قبر الولي الفلاني كما يزعمون انه ولي والله اعلم بولايته ثم تقول له يا سيدي يا فلان يا فلان يا فلان انا ما يأتيني الولد اعطني الولد نعم هذا شرك اكبر مخرج عن الملة هذا نوم ثانيا ان يعتقد ان هذا الولد من الله عز وجل لكن يضيف اسباب سلامته ووقايته الى الاطباء وارشاداتهم والى القوافل وما اشبه ذلك يقول مثلا سلم هذا الولد من الطلق لان القابلة امرأة متقنة جيدة اظاف الان النعمة الى اي شيء الى غير الله الى السبب وهذا نوع من الشرك وان كان لا يصل الى حد الشرك الاكبر لانه اضاف النعمة الى السبب ونسي المسبب وهو الله عز وجل ثالثا لا يشرك به من ناحية الربوبية يؤمن بان هذا الولد خرج سالما بفضل الله عز وجل ورحمته لكن يشرك به من ناحية العبادة فيقدم محبته لهذا الولد على محبة الله ورسوله ويلهيه الولد عن طاعة الله وفي هذا يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون نعم كده؟ نعم. انما اموالكم واولادهم فتنة والله عنده اجر عظيم هذا نوع من الشرك بالولد الذي رزقك الله اياه بشرا سويا صالحا فتشرك بالله في كونك جعلته ندا لله في المحبة وربما قدمت محبته على ما يحبه الله عز وجل هذا مضمون قوله جعل له شركاء فينا اتاهما وتأمل النقد اللاذع في هذه العبارة فيما اتاهما كيف يجعلان شركا مع المتفضل به وكان الاجدر بهما الا يجعل ها ان لا يجعل له شركا لانه هو الذي تفضل به هذا الشرك الذي جعلته معهما له فضل بهذا الولد ابدا فكيف تجعله تجعله تلكا مع الذي اتاك ثم قال الله تعالى فتعالى الله عما يشركون تعالى عز وجل بمعنى ترفع وتقدس عما يشركون به من هذه الاصنام وغيرها الاية اذا طريحة وواضحة وهي على القول بان قوله خلقكم من نفس واحدة اي من جنس واحد ليس فيها تعرض لادم وحواء بوجه من الوجود ويكون السياق فيها جاريا على الاسلوب العربي الفصيح الذي له نظير في القرآن خلقكم لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم اي من جنسهم وبهذا التفسير الواضح البين يسلم الانسان من اشكالات كثيرة اما على القول بان قوله من نفس واحدة اي من شخص واحد وهو ادم وجعل منها زوجها وهي حواء فهنا نمشي مع الاية خلقكم من ادم وحواء نعم فلما جامع ادم حواء نعم حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت الدعوى اي ادم وحواء دعوا الله ربهما فان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما فاشرك ادم وحواء اشرك بالله لكن يقولون اشراك طاعة لا اشراك عبادة نعم فتعالى الله عما يشركون وهذا التفسير منطبق على ما سيذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وسنبين ان شاء الله تعالى وجه ضعفه وبطلانه والقول الثالث يقول الاية في ادم وحواء خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها فلما تغشاها انتقل الكلام من العين الى النوع من العين ايش اللي هو ادم وحواء الى النوع الذي هو جنس بني ادم طيب فلما تغش الانسان الذي الذي تسلسل من ادم وحواء فلما تغشى زوجته حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما الى اخره واستدل لذلك بقوله فتعالى الله عما يشركون بالجمع ولم يقل عما يشركان فيكون هنا انتقل الظمير من العين الى الجنس قالوا ولهذا نظائر في القرآن منها قوله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين جعلناها اي المصابيح ولا الشهوب الخارجة منها الشهب الخارجة منها نجوما للشياطين وقوله تعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة جعلناهم من الانسان بالعين والانسان بالنوع الانسان من نوع لان الانسان بالعين وهو ادم المخلوق من سلالة من طين ما هو يكون يرجع ويصير في الارحام وانما يكون نوع هذا الانسان في الارحام قالوا في الاية في اولها لادم وحواء ثم انتقلت منين؟ ومن من العين الى النوم انتقلت الى الله هذا التفسير يعني له وجه وفيه تنزيه لادم وحواء من الشرك لكن فيه شيء من الركاكة ما هي الركاكة اللي فيه تشتت ها الظمائر تشتت الظمائر هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها فلما تغشاها تقول فلما تغشاها اي شيء اخر غير الاول نعم فيه نوع من القلق في نوع من القلق ولكنه على كل حال اهون ممن يقول ان الاية كلها بجملتها في ادم وحواء بلا شك كما سنبين ان شاء الله فاقرب قول عندي هو ان الاية الكريمة بالجنس لا في العين من اصلها خلقكم من جنس واحد وجعل من هذا الجنس زوجه