وقد ذكر بعض شراح جمع جوامع ان المصنف رحمه الله تعالى تابع صاحب الشامل الصغير في الفقه ومنه استمد هذه الخاتمة التي اتى بجمل منها وزاد عليها. وقد تقدم ايضا في مجالس سبقت ان المصنف رحمه الله تعالى منذ ان اتى بالمسائل التي لا يسوغ فيها التقليد في اصول الدين وذكر جملا من العقائد كان غير مسبوق رحمه الله تعالى بهذا الصنيع في كاصول الفقه ولم يوافق عليه من جاء قبله او بعده في ادراج هذه الجمل باعتبار متون متون الاصول وكتبه بعلم هذا الفن وفصوله وابوابه. فاورد هذه الخاتمة على هذا النحو المذكور الذي تمت الاشارة اليه. غير انه اورد في صدره بهذه الخاتمة جملة تتعلق باول الواجبات ليست تندرج ايضا في مسائل التصوف او السلوك او الزهد او الورع لكنه مبتدأ بها باعتبارها اول واجب ومن ثم شرع في جمل مما يتعلق بالتزكية او الزهد والورع. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولسامعينا. والحاضرين الخاتمة اول من واجبات المعرفة. وقال المؤدي اليها والفرد اول نعم هذه الجملة التي اردت انها مما لا تتصل ايضا او علم السلوك لكنها يجعلونها في مسائل العقيدة في اول ما يجب على المكلف معرفته. ويقصد بقوله اول الواجبات المعرفة ان اول واجب على المكلف معرفته بالله عز وجل لانها مبنى سائر الواجبات. فان كل الواجبات الشرعية فرع عن معرفته بالايمان بالله سبحانه وتعالى. واعلم رعاك الله ان قولهم اول الواجبات المعرفة هي مقولة الجهمية والمعتزلة وتلقاها عنهم الاشاعرة وقرروها وتلقاها ايضا بعض متأخري اهل السنة في هذه الجملة واطلاق القول بان اول واجب هو معرفة الله تعالى. وبين يديه هذا الذي ساقه المصنف رحمه الله على طريقة الاشاعرة في اول الواجبات يحسن ان تقف على بيان تقرير الاشاعرة للمسألة. حكى الاشاعرة عن الامام ابي الحسن الاشعري بانه هو المعرفة كما في كتب عقائدهم التي تقرر المذهب. اي معرفة وجود الله عز وجل وتفرده لخلق العالم واما المذهب الثاني داخل المذهب عندهم فهو المنسوب الى القاضي ابي بكر الباقلاني وذكره هنا الى نسبه للاستاذة ابي اسحاق ان اول واجب النظر المؤدي اليها يعني المؤدي الى المعرفة. وهذا نوع من التسلسل في تقرير القضية فلما قرروا ان اول واجب هو المعرفة نظروا فيها منطقا وبداها فاذا قبل المعرفة يكون النظر المؤدي الى المعرفة فليكن النظر هو اول واجب وليست المعرفة بل تكون المعرفة تالية له. وبهذا صرح الباقلاني رحمه الله لما قال اول ما فرض الله على جميع العباد النظر في النظر في اياته. الى ان قال والثاني من فرائض الله عز وجل على جميع العباد الايمان به والاقرار بكتبه ورسله الى اخر ما قال. وثالث المذاهب عندهم الى الجوينب قال اول ما يجب على العاقل البالغ باستكمال سن البلوغ او الحلم شرعا القصد الى النظر الصحيح وهو تسلسل كما قلت فقالوا المعرفة بالله اول الواجبات. ثم قال قائلهم ليست المعرفة هو النظر فيما يؤدي الى ثم امعن بعضهم اكثر فقال حتى النظر لابد ان يسبقه قصد فالقصد هو اول الواجبات عنه النظر والنظر يوصل الى المعرفة. وقال بعضهم زيادة فيما ذكر المصنف ان اول ولا النظر وليس النظر بل مباديه. واوله وبداياته هي اول الواجبات. وهو نوع من الايغال في تقرير القضية على هذا النحو كما اشرت لك سابقا. وزاد بعض متأخريهم غلوا في المسألة فقال بل اول الواجبات الشك في الله تعالى لانه ينشئ القصد الى النظر والنظر يسوق الى المعرفة. فقرروا جملا يظهر مما تفرع عنها وتوسع وتشعب شيئا من طرف الخطأ والغلو في القضية التي ساشير اليها بعد قليل. قال البجوري شارح الجوهرة في احد اهم كتب العقيدة عند الاشاعرة مجامعا بين هذه الاقوال هل اول الواجب هو المعرفة او هو النظر او هو القصد الى النظر؟ قال صحوا يعني عندهم في المذهب ان اول واجب قصدا المعرفة. واول واجب وسيلة قريبة النظر اول واجب وسيلة بعيدة القصد الى النظر. فكأنه جمع بين الاقوال وقال كل يعتبر الاول باعتبار. كل من الثلاثة يعتبر الاول باعتبار مختلف سواء كان بالقصد او بالوسيلة قريبة او بعيدة في ظهر ان الخلاف بينهم داخل المذهب الاشعري لفظي كما بعضهم وذكره ايضا شيخ الاسلام. واعلم ايضا ان المراد بالنظر عندهم ليس النظر في ايات الله وملكوته. بل مقصود النظر الذي هو ترتيب امرين معلومين يتوصل بترتيبهما الى معلوم مجهول او الى امر مجهول. فيكون النظر الواجب عند اي نظر النظر المنطقي بناء المقدمات والوصول الى النتائج. وهذا محل اشكال اخر اهذا يجب على عموم المكلفين وهل هو في مقدورهم وهذا محل نقاش بينهم وبين السلف؟ عدد شارح الجوهرة المطالب فالسبعة التي يتوصل بها الى اثبات وجود الله. على طريقة الاشاعرة ثم قال وهذه المطالب السبعة لا يعرفها الا الراسخون في العلم فاذا كانت مقصورة على الراسخين فما شأن العوام وما حالهم؟ اذا كان هذا هو بوابة الواجبات واولها في حق المكلفين ونقل عن السنوسي قوله وبها ينجو المكلف من ابواب جهنم السبعة. يعني المطالب السبعة هي النجاة من ابواب جهنم السبعة. ويترتب على هذا من التقرير ما لا يعني ينبغي التسليم به في حصر الواجب وادائه والنجاة من النار وتحقيق التوحيد ولهذا ترددوا كثيرا في حكم من لم يحقق المعرفة بالله نظرا. فمنهم من قرر كفر صاحبه ومنهم من صحح ايمان المقلدة واعتقادهم واقوى الاقوال عندهم تصحيح ايمان المقلدة العوام ويستثنى من ذلك اهل اهل النظر فانه ان قلد في هذه المسائل دون اعتماد على المطالب المؤدية الى المعرفة فانه يفسق على الصحيح عنده في المذهب. هذا التقرير كله داخل المذهب عندهم يستحق الاشارة الى ما يمكن الاستدراك به عليه في النقاط الاتية اولا. حدوث هذا القول على يد والجهمية وهو من بقايا قولهم في مذهب الاشاعرة كما صرح به غير واحد. يقول ابو المظفر السمعاني رحمه الله وليس من عدادهم لكنه يصف حال المذهب يقول وانما انكرنا طريقة اهل الكلام فيما اسسوها فانهم قالوا اول ما يجب على الانسان النظر المؤدي الى معرفة الباري عز وجل. قال وهذا قول مخترع لم يسبقهم اليه احد من السلف ائمة الدين. اما ابو جعفر السمناني وهو من معتبري الائمة الاشاعرة ومن رؤوسهم يقول ان هذه المسألة بقيت في مقادة الاشعري من مسائل المعتزلة. وتفرع عليها ان الواجب على كل احد معرفة الله بالادلة الدالة عليه. الى قال وانه لا يكفي التقليد في ذلك. وقد نقل قول ابي جعفر هذا الحافظ ابن حجر في الفتح وهو ممن يعتني بمذهب الاشاعرة في كثير من المسائل حتى الغزالي الاشعري في المذهب اعترض على هذا التقرير داخل المذهب الاشعري في ايجاب النظر واعتبار اول الواجبات او كما قالوا المعرفة كما قرره في الاحياء. الامر الثاني فيما يتعلق بالتعليق على هذه المقالة الاصل قرروا في نصوص الشريعة والذي يقرره علماء اهل السنة سلفا وخلفا ان اول الواجبات توحيد الله عز وجل بالشهادتين تحديدا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وحديث معاذ رضي الله عنه في الصحيحين. لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن والنص في هذا للغاية فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله كما في رواية مسلم وعند البخاري فليكن اول ما تدعوه الى ان يوحدوا الله ورواية اخرى في الصحيحين فليكن اول ما تدعوهم اليه عبادة الله. فعبادة الله توحيد الله شهادة ان لا اله الا الله هي جمل يؤدي بعضها الى بعض تقرر هذا الاصل الذي توافرت عليه النصوص. وحديث الصحيحين الاخر امرت ان اقاتل الناس حتى ينظروا او يقصدوا النظر او يتبادروا بوادي النظر قال حتى يقولوا لا اله الا الا الله او حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. هذه ادلة وكثير تقريرها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الامر فيما يتعلق بالتعليق على هذه المقالة. يقول الامام ابن دقيق العيد رحمه الله والبداءة هي المطالبة بالشهادتين لان ذلك اصل الدين الذي لا يصح شيء من فروع الشريعة الا به. فمن كان غير موحد فالمطالبة متوجهة اليه بكل واحد من الشهادتين علينا. يقول البيهقي وهو اشعري المذهبي لكنه اقرب الى اهل الحديث في عنايته بالسنة يقول في الاعتقاد والهداية الى سبيل الرشاد باب اول ما يجب على العبد معرفته والاقرار به. قال الله تعالى الا فاعلم انه لا اله الا الله وقوله تعالى واعلموا ان الله مولاكم. ومثله قرر الامام لالكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة يقول شيخ الاسلام تفنيدا لهذه المقالة التي تواطأ عليها ائمة الاشاعرة معرفة الخالق فطرية ضرورية هل تحتاج الى تقرير لتكون اول واجب؟ يقول معرفة الخالق فطرية ضرورية والقلوب مفطورة على الاقرار به سبحانه اكثر او اعظم من كونها مفطورة على الاقرار بغيره. الامر الاخير في هذا التعليق هذا فيما يتعلق باول الواجبات على الاطلاق واما اول الواجبات نسبيا فهي مختلفة باختلاف احوال المكلفين. بمعنى انه بعد الدخول في الاسلام فاول الواجبات الشرعية امر متفاوت. في هذا ايضا يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واول الواجبات الشرعية يختلف باختلاف احوال الناس فقد يجب على هذا ابتداء ما لا يجب على هذا ابتداء. فيخاطب الكافر عند بلوغه بالشهادتين وذلك اول الواجبات الشرعية التي يؤمر بها واما المسلم فيخاطب بالطهارة اذا لم يكن متطهرا. وبالصلاة وغير ذلك من الواجبات الشرعية التي لم يفعلها قال وفي الجملة فينبغي ان يعلم ان ترتيب الواجبات في الشرع واحدا بعد واحد ليس هو امرا يستوي فيه جميع الناس بل هم متنوعون في ذلك فكما انه قد يجب على هذا ما لا يجب على هذا فكذلك قد يؤمر هذا ابتداء بما لا يؤمر به هذا فكما ان الزكاة يؤمر بها بعض الناس دون بعض وكلهم يؤمر بالصلاة فهم مختلفين فيما يؤمرون به ابتداء من واجبات الصلاة. فمن كان يحسن الوضوء وقراءة الفاتحة ونحو ذلك من واجباتها امر بفعل ذلك ومن لم يحسن ذلك امر بتعلمه ابتداء تعلم الفاتحة ويتعلم الوضوء ولا يكون اول ما يؤمر به هذا من امور الصلاة هو اول ما يؤمر به هذا وساق كلاما طويلا في هذا المعنى فالمقصود ان تقريرهم على هذا النحو اشرت لك انه اصل موضوع في طريقة الجهمية والمعتزلة ومنه تسرب تقريره بمذهب الاشاعرة وتعاقبوا عليه الا ان عددا من الائمة المحققين ابى هذا التقرير ورأى انه لا يستقيم مع نصوص الشريعة التي تقرر اولية الواجبات في توحيد الله بالشهادتين. نعم. وذو النفس الابية يربأ بها عن سفساف الامور ويجنح الى معاليها. من هنا بدأ رحمه الله في جمل التزكية. والحق كما قلت لكم يا كرام ان هذا وان لم يكن من علم اصول الفقه لا به ولا ملاحه ولا ملحقاته لكنه مما يتعين على طالب العلم في الجملة العناية به. فالتزكية قرينة العلم في كتاب الله وفي رسالات الانبياء. وابراهيم عليه السلام لما بنى الكعبة قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك علمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. فقد ذكر في دعوته ان تكون التسكينة قرينة العلم وتلاوة الوحي على الامة قد استجاب الله عز وجل فبعث نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام. ثم جاءت المنة به في كتاب الله الكريم. لقد من الله على اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. فجمل التزكية ومعانيها مطلوبة شرعا لاهل الاسلام عموما ولطالب العلم خصوصا. فاذا انفكت التزكية عن طلب العلم افرز نتاجا سيئا. فلما اوغل بعض طوائف الاسلام في التزكية على حساب العلم. كان الايغال كان الغلو كانت البدع كانت الخرافات التي لا يضبطها في العلم ضابط. ومن اوغل في العلم جملة على حساب التزكية وهو علم. وشريعة واحكام وحرام اورث قسوة في القلب وقحطا في العين وجفافا فيما يتعلق بواجبات القلب التي هي عبودية يتعبد المرء بها لربه كما يتعبد ببدنه وجوارحه. فكان ميزان الشريعة مستقيما بين رح العبد وبدنه. بين ظاهره وباطنه. فاذا كان علم يهذب الظاهر فاولى ان يهذب الباطن. وذلكم هو الذي اصطلح عليه بتزكية النفوس. قال رحمه الله وذو النفس الابية يربأ بها عن سفساف الامور يعني التفاهات والمحقرات وما لا يصلح ان يرقى الى همته طالب العلم ويجنح الى معاليها يشير في هذا الى الحديث الذي اخرج الطبراني والبيهقي وصححه الالباني بمجموع الطرق. ان الله يحب معالي الامور ويكره سفساه فاذا كان هذا من محبوبات الله تعلقت به همة طالب العلم. قال الجنوح الى المعالي البحث عنه الطموح اليه وشد همة ورفع العزائم الى مستواه. اما السفاسف فلا تليق بطالب العلم. سواء كانت سفاسف اخلاق او سفاسف تصرفات وسلوك وكل شيء دنيء قولا وفعلا وطعاما وشرابا وهيئة ولباسا ما يليق بطالب العلم ان يقع فيه. نعم ومن عرف ربه تصور تبعيده وتقريبه. فخاف ورجى فاصغى الى الامر والنهي فارتكب واجتنب فاحبه مولاه فكان سمعه وبصره ويده التي يبطش بها. واتخذه وليا ان سأله اعطاه. وان استعاذ به اعاذه. نعم هذا ايضا من لطيف الجمل والعبارات. من عرف ربه يعني من استقر في قلبه معرفة الله. المعرفة التي تستوجب تعظيما لله ومحبة لله وخوفا من الله ورجاء صادقا وحسن ظن بالله وصدق توكل عليه سبحانه من تحققت فيه معرفة الله اثمر ذلك في في حياته وقريبه وسلوكه شيئا عجيبا هو اسمى ما يتمناه عبد في الحياة. قال من عرف ربه تصور تبعيده وتقريبه. يعني ادرك ووقع عنده التصور التام الصحيح معرفة ان الله عز وجل يمكن ان يجعل الى العبد تبعيدا وتقريبا يبعده باضلاله. ويقربه بهدايته فاذا استقر في قلب العبد ان الله يقرب بعض عباده ويبعد اخرين. انه يضل خلقا ويهدي اخرين طمحت نفسه وجنحت الى الطمع في الهداية. ولهذا قال فاصغى فخاف ورجى. فاصغى الى الامر والنهي فارتكب اجتنب يعني ارتكب الامر واجتنب النهي فما الذي يثمره ذلك؟ قال فاحبه مولاه. وليس الشأن ان تحب ان تحب فاذا احبك الله بلغت الغاية في عناية الله عز وجل وتوليه لمن شاء من عباده. لما يتولى الله بعض عباده فهو كما في الحديث القدسي ولا يزال يتقرب الي عبدي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. وان سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه كما اخرج قريب الحديث القدسي ومنها ساق المصنف رحمه الله هذه الجملة. ومعنى فكان سمعه وبصره ويده التي يبطش بها. انه يحب ما يحبه هو الله ويبغض ما يبغضه الله ويرضى فيما يرضاه الله ويبغض ما يبغضه الله يحب لله ويعادي لله ففي الجملة لا يقع منه الا فيما هو في محام الله عز وجل وينأى ما يكرهه ربه سبحانه وتعالى. وذنيء الهمة لا يبالي فيجهل فوق جهل الجاهلين ويدخل تحت رفقة المارقين. نعم اخذها من قولهم لا لا يجهلن احد علينا فنجهل فوق للجاهلين يعني لا يزال دنيء الهمة يتردى ليس حتى يبلغ مرتبة الجاهلين بل يفوقهم في جهلهم قال ويدخل تحت ربقة المارقين. وهذا الوصف في التبشيع منه مما تنأى عنه نفوس وهمم طلبة العلم فدونك صلاحا او فسادا او رضا او سخطا وقربا او بعدا وسعادة او شقاوة ونعيما او جحيما. نعم. فاذا تبين لك الطريقان عرفت ان في احدهما السداد والصلاح والرضا والقربى والسعادة والنعيم وفي الاخر اضداد ذلك والعاقل يختار لنفسه ما يرتضيه لها. نعم. واذا خطر لك امر فزنه بالشرع. فان كان مأمورا به فبادر فان كان مأمورا فبادر فانه من الرحمن. فان خشيت وقوعه لا ايقاعه على صفة منهية فلا عليك نعم يتكلم عن الخطرات وهذا في صميم التزكية للنفوس. اذا خطر لك امر خطر خاطر وورد على قلبك وارد قال فشأن المعتني بتزكية نفسه وزن ذلك بميزان الشرع. فاذا وزنه اتضح له شيئا او احد شيئين اما ان يكون على قواعد الشريعة وقانونها في علم انه من الرحمن يعني هذي من لمة الملك ان يحثه الى الطاعة وان يوقع في قلبه الرغبة في عمل صالح يكون جالسا فيقع في خاطره ان يقوم فيتطهر. ان يقصد الى بيت ارملة فيتعهدها ان يفرج كربة مكروب. هكذا يقع في خاطره. فاذا كان هذا وازع خير وهدى فهو من الرحمن واذا كان بضد ذلك فهو بضده هي نزغة شيطان. قال رحمه الله فان خشيت وقوعه. يعني ان خشيت ان يقع في قلبك المنهي عنه ان خشيت وقوعه لا ايقاعه. ايش الفرق؟ الايقاع قال فان خشيت وقوعه فلا عليك. ايش يعني؟ يعني ان خشيت ان يقع في قلبك عن غير قصد شيء على صفة لمنهي عنه فلا عليك. يعني هذا فيما في في في جملة المعفو عنه. لا ايقاعه واستدرك هذا. يعني لئلا هذا ايقاعا منك يعني قصدا منك بالتفكير والهم والعزم ليس المقصود ان الهم والعزم ايضا محل مؤاخذة وسيأتي الى بعد قليل لكن المقصود ان ما يهجم على القلب ويخطر من الوساوس والنزغات هي في جملة العفو وفي الحديث ان الله تجاوز لي عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعمل وسيأتي كلام المصنف فيه. نعم. واحتياج استغفارنا الى استغفار لا يوجب ترك الاستغفار ومن ثم قال الشرهوردي السهروردي اعمل وان خفت العجب مستغفرا منه. نعم. احتياج استغفارنا الى استغفار هذه جملة ترد عن بعض ائمة التصوف وانهم فيما يذكرونه في شأن الاذكار وموقف العبد منه ان يقول بعض عليتهم ان استغفارنا يحتاج الى استغفار. حملت على محملين احدهما رديء والثاني حسن. اما المحمل الرديء انه يحمل على قول غلاة المتصوفة الذين يرون ان كبار الائمة اذا اعتلوا مراتب الولاية سقطت عنهم التكاليف فتصبح العبادة في حقهم جناية. ويصبح الاستغفار وسائر الذكر في حقهم ذنبا. فاستغفارنا يحتاج الى استغفار يعني هو لا تليق بارباب تلك المقامات. لكن الفضلاء والمحققين منهم يأبون هذا التقرير. فانه من يقرره لا يبقى له في الاسلام بقية وهو يرى سقوط التكاليف التي من اجلها خلق الله الخلق. فحملوه على المحمل الحسن وان استغفار العبد مهما بلغ في تحريه واخلاصه الا انه قاصر في حق الله. فالعبد يعني في المقابل حتى عباداتنا تحتاج الى استغفار نحن اذا فرغنا من الصلاة اول ما نقول استغفروا الله ليس لانك خارج للتو من مقارفة معصية وذنب لكن لان عبادتك التي تشرفت فيها بالوقوف بين يدي الله ليست لائقة بحق الله ولا تقوم مقام الشكر الاوفر الكامل. ومع ذلك فانه يصيبها سهو وغفلة وتقصير وعجلة واسراع وفوات خشوع. فصلاتنا تحتاج الى استغفار واستغفار هنا لانه كذلك قصير قليل ليس بحجم الذنب ولا التقصير ولا الخطيئة فهو استغفار مليء بالتقصير. فاذا كان استغفارا باللسان يعزب عنه القلب ولا يتواطأ مع اللسان فهو ايضا من موجبات ذلك. السؤال اذا كان استغفارنا غير مستوف ذنوبنا وقليلا وكان مقصرا وكان شاردا عن تواطؤ القلب معه ايوجب هذا تركه؟ ولهذا قال واحتياج استغفارنا الى استغفار لا يوجب ترك الاستغفار. اذا على اي معنى ستحمل استغفارنا يحتاج الى استغفار الشعور بالقصور وملازمة لوم النفس وهضمها واحتقارها في جنب الله. وهذا المعنى سديد وتتقرر به ايضا جملة من النصوص ومن ثم قال السهر وردي وهو شهاب الدين عمر بن محمد بن عبدالله شيخ مصوفية بغداد صاحب كتاب عوارث المعارف. قال قال وان خفت العجب مستغفرا منه. يشير الى المزاوجة انك تقدم على العمل. فاذا خشيت العجبة لا العجب عن العمل بل اعمل واستغفر من العجب. فتجمع بين قيامك بالعمل وبين سلامتك من افة العجب استغفارك منه نعم. وان كان منهيا فاياك فانه من الشيطان. يقصد هنا عطفا على قوله واذا خطر لك امر قبل ثلاثة اسطر اذا خطر لك امر فزنه بالشرع فان كان مأمورا ثم قال هنا وان كان منهيا اذا كانت هذه خاطرة سوء ووسوسة شيطان فانها از الى المعصية. ودفع الى الخطيئة. قال فاحذر واياك فانه من الشيطان فان ملت فاستغفر فان ملت الى ماذا؟ اذا مجرد الميل يحتاج الى استغفار فكيف بالمواقعة في الذنب هو ادعى وهذا ولا شك يا كرام ما يصرفه بعضهم بالعناية بالخطرات. انه لا ينتظر الصالحون والاولياء الوقوع في الذنب ليستغفروا بل يرون ان ميل القلب الى المعصية وهمها بها نوع من القصور الذي لا يليق بامثالهم ولا يزال ارباب الكمالات يرون في التي في الامور الصغائر التي لا يبالي بها غيرهم يرونها عظيمة. وما من شك انه كلما صفى بياض الثوب فيه اقل الشوائب وهذا شأن القلوب وشأن العباد. فكلما ارتقى احدهم في الصلاح استعظم الذنب وان كان يسيرا. وعلى هذا تخرج قول الصحابة كنا او انكم لتعملون اعمالا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق. وحديث بن عمرو يقول ان المنافق اذا اذنب ذنبا فكأنما هو ذباب وقع على انفه فقال به هكذا فطار. واما المؤمن فيراها كأنها جبل على اصل رأسه يوشك ان يقع عليه. الذنب هو الذنب. لكن استعظام المؤمن للذنب وخشيته هو من تعظيمه لله ما قال بلال بن سعد اذا وقعت في الخطيئة فلا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى عظمة من عصيت. فالتفات القوم الى هذه المعاني قدر جليل من تزكية النفوس والعناية بسمو استشعار هذه المعاني. نعم. وحديث النفس ما لم تتكلم او تعمل والهم مغفوران. هذان امران مغفوران حديث النفس وهمها. اما حديث النفس فهو الخطرات التي لا تعدو ان تكون احاديث نفس ونزغات وشيء داخل القلب. قال ما لم تتكلم او تعمل. فاذا تكلم اخذ بكلامه واذا عمل اخذ بعمله وهو مأخوذ من الحديث ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم كما اخرجه والمسلم والمقصود ان الهم درجة اعلى من مجرد الخطرات. وحديث النفس رتبة هي كلام في داخل القلب. اما الهم فهو اعلى من ذلك رغبة في التحرك الى العمل. لكنه ليس العزم ويجعلونها مراتب. حديث النفس ثم هوى النفس ثم الهم ثم العزم ويجعلون الدرجات في خواطر النفس الى الهم محل عفو وغفران وعدم مؤاخذة. وان كان هما ويشهد لذلك حديث الصحيحين وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. فليست مجرد عفو بل اذا فصرفها بصارف الخير ووازع الدين كان مأجورا على ذلك. اما العزم الذي يعزم على الذنب وان لم يقع فيه اخذ به وعوقب عليه ومحل المؤاخذة ليس الهم بل العزم. الذي ما حال بينه وبين الوقوع في الفعل الا حائل او مانع ويشهد بذلك حديث اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا هذا القاتل يا رسول الله فما بال المقتول؟ فقال انه كان حريصا حريصا على قتل صاحبه. حمل السلاح واخذ ولولا انه قتل لقتل. هذا الفرق بين الهم والعزم قد فرق المصنف بين الحديث ولا معتبرها في داخلة في دائرة الغفران. نعم. وان لم تطعك الامارة فجاهدها ما الامارة؟ النفس الامارة نعم ان لم تطعك على ماذا؟ على مفارقة خطرات الشيطان ووساوسه. حاولت ان فلم تطعك اردتها ان تفارق الهم وان لا تسترسل حتى لا يبلغ العزم او الفعل فلم تطعك نعم وان لم تطعك الامارة فجاهدها فان فعلت فتب ممتاز رتب الخطوات قال من البداية ان كان خطر لك انهي فاياك فانه من الشيطان. طيب ما نجح في هذه الخطوة فان ملت بدأ ميلان النفس. قال فاستغفر طيب تطور الامر الى حديث نفس وهم قال ايضا هو محل عفو لكن لا ينبغي الاسترسال فان لم تطعك الامارة فجاهدها يعني بدأ يترقى مع استرسال النفس في خطوات الشيطان وامر بجهاده ثم قال فان فعلت فتب فاولوا لكل رتبة منذ ان كانت خطرة الى ان وقعت معصية اوجد لها واجبها الذي يجب على المكلف العناية به. نعم فان لم تقنع باستلذاذ او كسل فتذكر هادم اللذات وفجأة الفوات. او لقنوط فخف مقت ربك واذكر سعة رحمته. ثم قال فان لم تقلع يعني حاولت بعد الوقوع فما استجابت لك النفس وحاولت في مجاهدتها في اقلاعها عن الذنب فما افلحت. قال فان لم تقلع لاستلذاذ او كسل. يعني اما كان الذي يقيمها على المعصية لذة الحرام والمعصية او الكسل عن المفارقة ولزوم الطاعة ومجاهدة النفس هذا له دواء قال فتذكر هذه اللذات وفجأة الفوات. نعم وعظ النفس بسياط الفناء الزوال ومغادرة الحياة وقرب الموت فهذا يوقظ النفس وينشطها هذا علاج ماذا؟ الاستلذاذ او الكسل. طيب ما الصارف الاخر؟ الصارف الاخر ان يكون قنوطا ييأس من رحمة الله واقع في الذنب ولا يزال. تنصحه تعظه بالتوبة قد احاط به اليأس ويظن انه ممن لا توبة له. فاما ان يكون المانع من انتشال العبد نفسه من وحل المعصية. وخندق الخطيئة اما ان يكون استلذاذا وتكاسلا او يكون يأسا وقانونا فان كان استلذادا فدواؤه تذكر الموت. وان كانت الاخرى القنوت من رحمة الله قال فخف مقت ربك. ليه هذا من الموبقات اليأس من رحمة الله فكأنه يقول انتبه فقد اتيت امرا اعظم من الذنب اليأس من رحمة الله هذا اعظم من الذنب ذاته. انه لا ييأس من رحمة الله الا ان لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ولا يقنطوا من رحمة ربه الا الضالون. فهذه مسائل ليست يسيرة. قال واذكر سعة رحمته حتى يعالج بها القنوط الذي اصابه واعرض التوبة ومحاسنها وهي الندم. وتحقق بالاقلاع والاستغفار. وعزم الا وتدارك ممكن التدارك. نعم. قال رحمه الله مبينا شروط التوبة. قال واعرظ التوبة ومحاسنها. يعني في شيء مما به القنوت من رحمة الله استحضار معاني التوبة واركانها. قال وهي الندم. هذا واحد. وتحقق بالاقلاع والاستغفار هذا اثنين وعزمي الا تعود هذا ثلاثة. هي اركان التوبة. الاقلاع الندم والاستغفار. والعزم على عدم العود كما يقررها جمهور العلماء. ثم قال وتدارك ممكن التدارك كانه يشير لرد المظالم واستعفاء الحقوق ما يمكن تداركه بالتوبة او قضاء فوائد في الواجبات فانه يدخل في اعمال التوبة. يعني تاب من صيام افطره في رمضان اذا تاب واستغفر واقلع وعزم ان لا يعود لكن عليه قضاء ان يتدارك ما فات وكذلك الشأن في الحقوق بارجاعها ومثل هذا. هذه اركان التوبة لكنه لماذا قال وهي التوبة وهي الندم. قال التوبة وهي الندى ثم قال وتحقق بكذا وكذا وكذا. عرف التوبة بالندم وهي احد اركانها لانها اعظم اركان التوبة. الندم ثم هو مادة توبة ووقودها فاذا حصل الندم كان هو القائد الى باقي الامور. صدق الندم هي حرقة القلب. وحرقة القلب هي الوقود مشتعل الذي سيقود النفس الى تصحيح الامور الاخرى. ولعله ايضا مأخوذ من حديث ابن ماجة واحمد وقد صححه الالباني وغيره اذ الندم توبة. فعرف التوبة بالندم. قال الندم توبة. فما تأخذ من هذا المعنى جعلوه مقررا في اعظم اركان التوبة. نعم وتصح ولو بعد نقضيها ما هي؟ التوبة تصح ولو بعد نقضها يعني يصح ان ينقض والتوبة ثم يعود يذنب ويتوب ثانية؟ نعم قال تصح ولو بعد نقضيها. حتى لا يوقعه الشيطان ايضا في خندق اليأس انه ما في عائد منك لا حيلة فيك لطالما اذنبت وعدت واذنبت وعدت قال وتصح ولو بعد نقضها عن ذنب نعم وتصح ولو بعد نقضها عن من ذنب ولو صغيرا مع الاصرار على اخر ولو كبيرا عند الجمهور. نعم. اشار هنا الى امرين. الاول حديث ابي هريرة القدسي الذي اخرجه مسلم اذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فاذنب فقال اي ربي اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي اذنب ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فاذنب ذنبا الى ان كرر وها ثلاثا فقال الرب تبارك وتعالى عبدي اذنب ذنبا وعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك فتقرر عند اهل الحق ان العبد كلما اذنب لا يزال باب توبته مفتوحا حتى يعاود ومن تاب تاب الله عليه والله اشد فرحا بتوبة عبده من العبد بشيء يفرح به في دنياه على شدة حاجته اليه. الامر الثاني الذي اشارت اليه جملة المصنف ما يتعلق بصحة التوبة من ذنب ولو وجد ذنب اخر. يعني شخص عنده جملة من الذنوب المعاصي اتصح منه التوبة من ذنب وهو مقيم على غيره؟ اجب. جواب نعم. لان بعض المعتزلة قرر ان لا توبة الا بالاقلاع عن الجميع. والا كانت توبة منخرمة. ويقرر اهل السنة ان الذنب يصح التوبة منه ولو بقي على ذنب اخر قال ولو بعد نقضها عن ذنب ولو صغيرا مع الاصرار فاذا اصر على صغيرة فانه يصح منه قال مع الاصرار على اخر يعني يتوب من ذنب وهو مصر على غيره او مقيم على ذنب سواه ما تاب منه بعد. قال ولو كبيرا يعني ايظا هذا اشارة الى خلاف المخالفين وهم بعظ المعتزلة في انه لا تصح التوبة او لا تجب التوبة على من عرف انه لا عقاب فيها ويجعلون التوبة من العقاب كما يقرر ابو هاشم والصواب ما ذكر المصنف رحمه الله. نعم. وان شككت اما مأمور ام منهي فامسك ومن ثم قال الجويني في المتوضئ يشك ايغسل ثالثة ام رابعة؟ لا يغسل. نعم. يشير الى مأخذ الورع والاحتياط. ان شككت في امر اهو مأمور ام منهي فامسك؟ ما وجه الامساك انت متردد بين فعل وعدم بين مأمور ومنهي. اذا تعارض المحرم مع المبيح فما قدم المحرم واذا تعارض الحرام والحلال غلب الحرام فهذا مأخذ الورع والاحتياط قال ومن ثم قال الجويني يقصد ابا محمد والد امام الحرمين وليس ابا المعالي. فان امام الحرمين اما يقال امام الحرمين او قال ابو المعالي فاذا قالوا الجويني فالمقصود ابو محمد والده وهو كبير فقهاء الشافعية في عصره. قال في المتوضئ يشك ايقصر ام رابعة لا يغسل؟ يعني يعني هو يتوضأ وغسل وجاء للمرة التي هو فيها فشك هل هي الثالثة فيكملها او رابعة فيتركها قال يترك ليش؟ نعم هو الان بين امرين مدركه انه بين ترك سنة او ارتكاب بدعة في الزيادة على ثلاث وترك السنة اهون. وهذا التقرير نسبه الى ابي محمد لان الجمهور يرون ان هذا انما يتحقق اذا تحققت عنده الزيادة لكنه متى اقدم على رابعة هو لا يجزم انها زائدة. وانما يفعلها اذا غلب على ظنه وعلى كل اشار الى مأخذ له ارتباط بالجملة السابقة. نعم. وكل واقع بقدرة الله تعالى وارادته. ما هو كل كل شيء في الكون. نعم. وهو خالق كسب العبد قدر له قدرة هي استطاعته للكسب لا للابداع. فالله خالق غير مكتسب. والعبد مكتسب غير خالق. ومن ثم الصحيح ان القدوة هنا جملة تتعلق بالعقيدة في القضاء والقدر. قال كل واقع بقدرة الله تعالى وارادته. وهذا لا يختلف فيه احد وهو خالق كسب العبد قدر له قدرة هي استطاعته. تصلح للكسب لا للابداع. ومعنى الجملة الله غير مكتسب والعبد مكتسب غير خالق. القول بالكسب ايضا مما احدثه الاشاعرة توسطا بين المعتزلة جبرية بين القائلين بالجبر غلوا والقائلين بنفي القدر غلوا في الطرف الاخر. فاحدثوا مسألة الكسب ولهم فيها تفصيل طويل للغاية وهم ايضا مختلفون في حقيقة الكسب وماهيته على اقوال داخل المذهب الاشعري وعليك ان تعلم رعاك الله ان المقصود عندهم بالكسب على على اختلاف طوائفهم ينبغي ان يعود الى موقفهم من مسألة خلق افعال العباد التي يقررها الاشاعرة فيما يتصل موقفهم من عقيدة المعتزلة وهذا ملمح يقع فيه الاشاعرة في منطقة ليست هي قول اهل السنة على التمام مع مفارقتهم الشديدة لتقرير المعتزلة فيها في مسألة خلق افعال العباد قالوا ان افعال العباد مخلوقة لله وليس لهم في عبارة تخالف هذا بخلاف المعتزل الذي يقولون ان العبد خالق افعال نفسه فهم ينفون هذا تماما. ولهذا قال صاحب الجوهرة فخالق لعبد وما عمل موفق لمن اراد ان يصل. اقاموا ادلة على واستطردوا في الشواهد لنقض مذهب الاعتزال في خلق افعال العباد. لكنهم اهل السنة في بعض فروع هذا التقرير. ومن ذلك هل العبد فاعل لفعله حقيقة ام لا؟ اتفقوا على انه ليس خالقا لفعل نفسه لكن السؤال هل هو فاعل لفعله حقيقة او لا؟ وظربوا لذلك امثلة للتقريب قالوا كحامل صخرة يشترك فيها اثنان كبير وصغير ولو استقل بحملها الكبير لحملها فيشترك معه الصغير وقد قال لهم القائد لا يحملن احد منكم هذه الصخرة فحملها الكبير استقلالا وشارك الصغير في حمله معه قال يستحق الصغير العقاب وان كان ليس في الحقيقة هو الحامل له قال فكذلك العبد مع قدر الله. هو ليس الفاعل حقيقة. فهذا يؤول حقيقة الى الجبر. من تأمل. ولهذا قرر بعض ائمتهم ان حقيقة مذهب الاشاعرة في القدر في القول بالكسب على هذا التقرير هو جبرية متوسطة. يعني بدرجة وسط ليست كالجبرية الغلى ونسبوا فعل الانسان الاختياري نسبوه اليه كسبا لا خلقا. يعني العبد مكتسب افعاله خشية من الوقوع في التصريح بالخلق الذي يقع فيه مع الجبرية لكنهم اضطربوا في هذا الكسب واختلفوا فيه. التفسير المستقر عند المتأخرين الكسب مقارنة القدرة الحادثة للفعل. مقارنة القدرة الحادثة للفعل من غير تأثير. فهو فعل حاولوا فيه مصطلح حاولوا فيه التوسط بين الجبرية والمعتزلة. قالوا بالكسب فرارا من قول الجبرية وزعموا انهم يثبتون بهذا للعبد اختيارا وقدرة وقالوا بعدم تأثير قدرة العبد في الفعل فرارا من قول المعتزلة الذين جعلوه مخلوقا جعلوا الفعل مخلوقا للعبد فلا مؤثر الا الله على كل وهذا كله يصادم جملة من النصوص الشرعية والكسب يرجع الى ما يكسبه الانسان من عمل القلب او الجوارح وهو الاجتراح والعمل وتفسيرهم بهذه الطريقة لم يسبقوا اليه. فهذا مما وقع فيه الاشاعرة في منطقة وسط تماما كما حصل له في مسألة الصفات بين المعتزلة والسلف وما حصل لهم ايضا في مسألة الكلام والقرآن وقعوا في منطقة وسط وليس هذا موضع الاطالة فيه لكن الاشارة الى ما قرره المصنفون بناء على طريقة الاشاعرة. كل واقع بقدرة الله وهو خالق كسب العبد له قدرة هي استطاعته تصلح للكسب لا للابداع يعني لانشاء الفعل لا لابتداء وجوده وخلقه ثم قال فالله خالق غير مكتسب والعبد مكتسب غير خالق. هذه الجملة في ظاهرها صحيحة. لكن في تفسير الكسب حقيقته سينبني عليه جملة اتية نعم ومن ثم ومن ثم الصحيح ان القدوة لا تصلح للضدين. لا تصلح للضدين نعم. وان العجز صفة وجودية ان القدرة ومن ثم الصحيح ومن ثم الصحيح ان القدرة لا تصلح للضدين. نعم. وان العجز صفة وجودية تقابل القدرة تقابل الضدين لا العدم والملكة. طيب ومن ثم يعني بناء على ان العبد مكتسب لا مستقل. وفعله ليس مؤثرا في حقيقته فهو فاعل لفعله بمعنى الاكتساب لا بمعنى الفعل الحقيقي المستقل. على هذا التقرير الصحيح ان القدرة قدرة العبد لا تصلح للضي الدين. هذه طريقة الاشاعر قدرة العبد لا تؤثر في المقدور ولا تقبل الضدين لانها لا تكون الا مقترنة بالفعل. اذا هذا القول اصل الخلاف في المسألة هنا هل القدرة تصلح للظدين او لا تصلح مبنية على مسألة هل الاستطاعة مقارنة للفعل ام هي قبل الفعل؟ فان قلت ان الاستطاعة مقارنة للفعل فهل تقبل ضد الدين اذا قلنا الاستطاعة مقارنة للفعل. فهل تقبل الضدين؟ الجواب لا. لان اذا كانت مقارنة للفعل مستحيل ان تجمع بين ضدين. واذا كانت الاستطاعة قبل فانها تقبل الضدين ومن حرر المسألة وهو ايضا قول بعض المعتزلة وحتى لبعض الاشاعرة يقولون ان الاستطاعة تقبل ضد الدين على سبيل البدل لا على سبيل الاجتماع. هي جزء من مذهبهم. قال ان القدرة لا تصلح للظدين وان العجز عجز العبد صفة وجودية. اليست صفة العجز مقابلة للقدرة؟ طيب اذا كان العبد بين قدرة السؤال هل العجز صفة وجودية ام عدمية؟ العجز قال هنا والصحيح ان العجز صفة وجودية. لا عدمية. طيب تقابل القدرة. فالقدرة صفة وجودية صفة وجودية فتقابلهما تقابل الظدين ومن ثم لا يجتمعان وهما ضدان في استطاعة العبد لا العدم والملكة لان يقولون العجز صفة عدمية. فيصح اجتماعها مع القدرة لان هذا عدم وهذا وجود. فهو ينفي هذا ويقول لا على صفة الضدين في صفتين وجوديتين لا العدم والملكة الذي هو عدم الفعل العجز والملك الوجود قدرة وتوقف الرازي في المسألة على طريقته في التوقف كثيرا عند القضايا في مظائق الكلام. نعم. ورجح قوم توكل واخرون الاكتساب وثالث الاختلاف باختلاف الناس وهو المختار. انتقل الى مسألة اخرى في مسائل السلوك والعناية تزكية النفوس. هل الافضل التوكل ام الاكتساب؟ فيما يتعلق بارزاق العباد. ايش تقصد بالتوكل هنا الانقطاع للعبادة. والاكتساب الانشغال بطلب المعاش والارزاق والسعي في الحياة. قال رجح قوم التوكل واخرون الاكتساب. وثالث الاختلاف باختلاف الناس وهو المختار والصحيح ما يعني اشار اليه المصنف ان العبد يتقلب بين هذين المقامين. بل يزاوج بينهما فهو متوكل اخذ بالاسباب. اما المتوكل بمعنى الانقطاع فهو تواكل كما سيأتي كلام المصنف في التحذير منه وانه شيء من الاغترار الذي يعول فيه على ما يقع عنده او غير ملتفت الى بذل الاسباب. واما الاكتساب فمعناه هو السعي والتحصيل. فهل الاكتساب قادح في تمام التوكل؟ وهل صدق التوكل صفة ذم توجب عجزا واحتياجا الى الخلق. ومن ثم قال ان المفضل او المختار عنده رحمه الله الاختلاف باختلاف الناس وهو المختار. لما تصدق ابو بكر رضي الله عنه بكل ماله. قال ماذا ابقيت لهم؟ قال ابقيتمه الله ورسوله. طيب هل يعمم فهذا وينصح عامة المسلمين بصنيع ابي بكر بان يقدم احدهم في مواضع النصرة للدين خدمته وبذل المال له في هذا بالخروج من ماله وجعله فداء في سبيل الله هذا لا يقوى عليه كثير من الناس وتخشى لو لا لا اثر ذلك في دينه واستقامته فربما سخط وربما اثر في صدق تدينه ورأى ان هذا جلب عليه فسادا وشرا وسوء في حياته هذا المقصود هنا هل هذا ينفع لكل الناس في صدق التوكل؟ اما الاخذ بقدر من الاسباب هذا يتفاوت بتفاوت الاشخاص ومن ثم ومن ثم قيل ارادة التجريد مع داعية الاسباب شهوة خفية. وسلوك الاسباب مع داعية التجريد انحطاط عن الذروة العلية هذا من لطائف العبارات التي يصوغها القوم. لانه اذا كان العبد في الظاهر متجردا متجرد بالخلوة للعبادة في الظاهر متجرد الخلوة عبادة لكن قلبه في السوق وفي طلب المعاش ومتعلق ويعني لا يزال يراوده كثير من هذا انقطاعه ليس ها هنا خالصا قال ارادة التجريد مع داعية الاسباب شهوة خفية يعني لا نزل في داخله شيء ينازعه وعكسه عندما يكون سالكا للاسباب الموصلة الى البر والطاعات ومع ذلك تراوده نفسه بالترك والانقطاع الى النوافل وترك ذلك. قال رحمه الله وسلوك الاسباب مع داعية التجريد انحطاط عن الذروة العلية. فمتى اجتمع للعبد الامران؟ عزم باطن وصدق في التوجه الاخلاص. واداء في الظاهر مستقيم كان هذا هو تمام الكمال بشأن العباد في استقامتهم بربهم عز وجل. نعم. وقد يأتي الشيطان باطراح جانب الله تعالى في سورة او بالكسل والتماهن في سورة التوكل. نعم ذكر هنا الطرفان النقيضان في قضية الاسباب والتوكل. قد يأتي الشيطان باطراح جانب الله في سورة الاسباب يعني ان يعتمد الانسان على الاسباب موهنا في قلبه صدق توكله على الله. وكأن الرزق والمعاش والحياة والمطالب في الحياة اية مرتهنة ببذله الاسباب. فان بذل وسعى والا ظن انه يفوته حظه من الحياء. والعكس الكسل والتماهم في صورة توكل ويظن ان التواكل يقتضي ترك الاسباب والاسترخاء ومد اليد وتكفف الناس وانتظار الصدقات ومساعدة الاخرين كل ذلك ليس وحده مما ينفرد به العبد في سلوكه نحو طاعة. نعم. والموفق يبحث عن هذين. ما هذان التوكل والاخذ بالاسباب نعم. ويعلم انه لا يكون الا ما يريد ولا ينفعنا علمنا بذلك الا ان يريد سبحانه وتعالى نعم. وقد تم جمع الجوامع علما المسمع كلامه اذانا صم. الاتي من احاسن المحاسن بما ينظره الاعمى مجموعا جموعا وموضوعا لا مقطوعا. فضله لا مقطوعا فضله ولا ممنوعا. ومرفوعا عن همم الزمان مدفوعة نعم ختم رحمه الله بجمل تمت الاشارة اليها في ابتداء المتن عندما صرح المصنف هناك رحمه الله ايضا بمدح صنيعه وتزكية عمله وجهده في هذا الكتاب. وانا هنا اذكرك ايضا بطرف من ذلك. الامام ابن السبكي رحمه الله احد اعلام عصره وفرائض دهره جمع له في جودة القريحة وصفاء الذهن وقوة الذاكرة سعتي في طلب العلم ما لم يحصل الا للقلائل. ثم اجتمع له وفرة من اولي العلم تتلمذ عليهم وتمشيخ بهم رحمهم الله جميعا اولهم ابوه تقي الدين السبكي امام الدنيا في عصره. وقس على منواله ائمة الدنيا في عصره كالحافظ والامام الذهبي فاخذ عنهم فبرع في الحديث اسنادا ومتنا رواية ودراية وبرع في الفقه واصوله واعتنى بالتفسير واطنب رحمه الله في تظلعه التام من العربية وعلومها فاستجمع الة الاجتهاد التي لا تكاد تجتمع الا فتولى ذلك منذ الصبا وقد تقدم في ترجمته طرف من ذلك نبوغه المبكر وبراعته التي اوتيها رحمه والله منذ بداية الطلب فلما استجمع ذلك كله شرع في تحصيل العلم وضبطه واتقانه صنف هذا المصنف وسيأتيك انه اتمه في سنة ستين وسبعمئة يعني قبل وفاته باحدى عشرة سنة فقط. اذا هو قد وضعه في مرحلة التمام والنضج والكمال عقلي وقد استوى له في شرحه استجماع الات النجاح واسبابه. وقد مر بك ايضا انه ما اقدم على نظم هذا المتن وسرد عباراته وحبكها الا بعد ان شرح المختصرين الشهيرين الكبيرين اللذين كانا شغل الناس ولا يزال شرح مختصر ابن الحاجب في رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب. وشرح منهاج البيضاوي في الابهاج اتم به بداية مؤلف والده لما اتمه الى احكام التكليف ثم اكمل هو. فلما شرح هذين المختصرين الذين هما يعني قبلة الناس في اصول ومحط دراستهم واهتمامهم تأتى له ان يضع ما جعله يشعر انه اتم الوجه على اكمل ما يمكن ان يكون. عرف المسائل استوعب الاقوال عني ايضا بالفرائض والنوادر ورأى انه يستطيع ويقوى على صياغة متن يستجمع من المسائل ما لا يشذ عنه شيء مهم لا قول ولا دليل ولا مذهب ولا مسألة برأسها. قال تم جمع الجوامع علما. المسمع كلامه اذاه ان نصم الاتي من احاسن المحاسن بما ينظره الاعمى. مجموعا جموعا. ولذلك سماه جمع الجوامع. وموضوعا لا مقطوعا فضله ولا ممنوعا ومرفوعا عن همم الزمان مدفوعا. هذا الصنيع من الامام بن السبكي ومن اضرابه من من سبقوا ممن لحق في تزكية الكتابة والمؤلف ليس من باب عجب العالم بعلمه ولا التمدح صنيعه ولا المفاخرة او التكاثر. امر الباطن علمه عند الله. لكن من باب احسان الظن بعلماء الامة اولا. ومن باب على اجمل محامله ثانيا ومن باب ما عرف من خلال السياق والقرائن المحيطة بحالهم وشأنهم وحياتهم وسيرهم العطرة يتقرر ان هذا الصنيع منهم كان منطلقه الاساس اكثر من شيء. اهمه لفت عناية الدارس والطالب والمحصل الى الجهد الذي بذل وانه ليس لقطة عجلان. وليس خاطر سرحان. وليست شيئا هكذا اتاه بكل ارتياح وتوان. لا هو جهد هو جهاد هو تعب ليالي وسهر ونصب وهو يعني نتاج امر ما جاء من فراغ ولا بامر ميسور ايضا في مقصد ثان لهذا الصنيع هو اشارة الى ان هذا الجهد الكبير يستحق عناء في الفهم والتفكر والتدبير والشرح فما كان متعوبا في سبق عبارته لابد ان يتعب في شرح عبارته. والا تؤخذ المسائل ثم هو ينبه ثالثا على ان يؤخذ هذا المتن والمجموع فيه العلم على مأخذه اللائق به. بمعنى قد تستشكل عبارة وقد تظن وهما قد ترى سبقا فيريد ان يحترز فيقول ارى فيما اراه وانا اواظعه ومصنفه ان كل ذلك لم يكن ليس سهوا فقد حررته وليست عجلة فقد تأنيت فيه. وليس شذوذا فقد تحرر عندي. كل هذا من باب استشعار ما ينبغي طالب العلم ان يستصحبه في قراءته. فان كان احد سيصنع مثل ذلك فنظم متنا او الف كتابا فاشاد في مقدمته او خاتمته فهو محمود ما لم. يقصد بذلك عجبا وافتخارا وتعاليا على اهل عصره وغرورا وزهوا واما ان يخشى ان يؤول الامر الى ذلك اذا تتابع عليه. فمن كان ضعيف النفس ولا يرى ان هذا قد تصبر نفسه عليه اذا استرسل معها ويخشى ان ينتقل الى مذلة قدم بعد ثبات والى انحدار وراء خواطر النيات بعد مجاهدة في صفائهم فالاولى به تركه ومن اه قرأ كلام اهل العلم فيحسن ان يعرف له مكانته وتوجيهه وليس شيء من المقاصد التي قد بها المبتدأ وصغير العلم والناشئ فيه فما ان قرأ مسألتين وحاول ان يضبطها لنفسه فكتب جملا او نظم ابياتا فليس من شأن ان يستشهد بصنيع الاكابر هؤلاء في سوق بين يدي مجموعه وكشكوله هذا تضخيم في العبارة وذلك الثناء العاطر الذي يتأسى فيه بقوله فلان وفلان والائمة على هذا النحو من الصنيع والله اعلم. نعم. فعليك بحفظ عباراته لا سيما ما خالف فيها غيره. يعني يرى ان موطن المخالفة في كتابه لغيره اولى بالعناية ليش لانه بعدما تحرر له فقد ارتأى المخالفة نعم واياك واياك ان تبادر بانكار شيء قبل التأمل والفكرة. وان هذه ليست الدعوة الى العصمة الان وليس قرآنا. وكل يؤخذ من قوله ويترك وقد قالها قديما. امام الدنيا ما لك رحمه الله تعالى. لكن دعوك ما قلت لك الى تنزيل امور منازلها وتقديرها حق قدرها. نعم. وان تظن ان كان اختصاره وان تظن معطوف على اياك ان تبادر واياك ان تظن ان كان اختصاره. نعم. ففي كل ذرة درة فربما ذكرنا الادلة في في بعض الاحايين اما لكونها مقررة في مشاهير الكتب على وجه لا يبين او لغرابة او غير ذلك مما يستخرجه النظر المتين. وربما افصحنا بذكر ارباب الاقوال. فحسبه الغبي تطويلا يؤدي الى الملل. هذا ليس شتما ولا آآ هزءا ولا لكنه وصف. الانسان اما ذكي واما غبي واما وسط بينهما. قصد بالغبي يعني ضعيف العقل فليست مسبة وان كانت في اصطلاح دارج عند بعض الناس انها يعني سبة وشتيمة وشيء يستقبح له كانه يقول اذا رآه الذكي فكذا اذا رآه الغبي فكذا نعم. وما درى ان انما فعلنا ذلك بغرض تحرك له الهمم لغرض تحرك له الهمم والعوام. انتبه هو يقول الان الكتاب ربما وجدت اختصارا في بعض المواضع وتطويلا. يقول كل ذلك كان مقصودا. اما باختصار يقول ربما ذكرنا الادلة في بعض الاحايين لكونها مقررة في مشاهير الكتب. على وجه لا يبين فيأتي هنا ويستطرد لبيان وجه الاستدلال او لغرابة يعني شيء دليل مستغرب مما يستخرجه النظر المتين. قالوا ربما افصحت بذكر ارباب الاقوال مع ان الشأن في المختصرات الا اما خلاص وانت يقال لك في المسألة كذا او فيها اقوال ثالثها ورابعها. فلماذا يصرح احيانا بذكر اصحاب الاقوال؟ قال لا تظنه تطويلا يؤدي الى الملل لكن فعل ذلك لاغراض تحرك له الهمم العوال. نعم. وذكر بعض هذه الاغراض. فربما لم يكن القول مشهورا عمن ذكرناه. نعم. يقول احيانا يكون القول غير مشهور عن هذا. فحرص على تسميته اشهارا لذكره وتعريفا به او كان قد عزي اليه على الوهم سواه. قد يكون مذكورا في كتب الاصول على على ناحية الوهم. فيذكره وتصحيحا. نعم. او غير ذلك ذلك مما يظهره التأمل لمن استعمل قواه. بحيث انا جازمون ان بان اختصار هذا الكتاب متعذر. ورغم النقصان منهم متعسر اللهم الا ان يأتي رجل مبذر مبكر نعم هو يقول هو مختصر لا يحتمل اختصار فمن اصر على الاختصار فسيبتر ويبذر وسيبعبث بالجمل ولن يستقيم له مقصود الكتاب وتمامه. فدونك مختصرا بانواع المحامد حقيقة واصناف المحاسن خليقة. جعلنا الله به مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله وحده. قال المصنف رحمه الله تعالى وكان تمام بياضه في ليلة حادي عشر ذي الحجة ذي الحجة الحرام سنة ستين وسبعمائة بمنزل سبعمائة وسبعمائة بمنزل بالدهشة من ارض المزة ظهر دمشق المحروس. التي ينسب اليها الامام المزي رحمه الله. نعم. والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام ويقول مصنف كان تمام بياضه في اخرياته ليالي حادي عشر ذي الحجة الحرام سنة الستين وسبعمائة. ونحن بحمد الله اتم الله لنا شرح هذا المتن. ايضا في خاتمة شهر رجب الحرام اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب لعام الف واربعمئة وثمان وثلاثين للهجرة. ونحن ايضا في هذا المقام نسأل الله عز وجل بفضله وتوفيقه كما تم لنا اه ختم هذا المتن ودراسته في شهر حرام وفي بيت الله الحرام فانا نحمد الله عز وجل على ما من به من الكمال والتمام. في ختام هذا المتن يجدر بنا ان ان الجأ الى الله عز وجل ضارعين بالرحمة والاجر والثواب الحسن للمصنف رحمه الله تعالى. فان هذا من بقايا صنيع العلماء وحسن اثار في الامة ان يتعاقب طلبة العلم على تدارس علمهم واستفادة آآ تراثهم الذي خلفوه للامة كابرا عن كابر فرحمة الله عز وجل بعلمائنا من سلف ومن خلف ومن سبق ومن لحق وجعلنا واياكم على دربهم سائرين من العلماء الربانيين الراسخين الذين فتح الله لهم ابواب الفهم والعلم. والمقام ايضا في ختام هذا الدرس ايها الكرام مقام حمد وشكر ثناء كبير عظيم لربنا الكبير المتعال فلا يظن احد يا كرام انه تأتى لنا اتمام درس وغيره بجهد بذله احدنا او اجتهاد سعى فيه لا والله ما هو الا فضل الله وكرمه بعبده. فان فسح الله في الاجل ومد في العمر. واتى العافية وتهيأت الاسباب فلولا فضل الله ما تحقق امر ولا تم مقصود. ولا والله ما عملنا من ولا جلسنا من مجلس ولا درسنا من درس ولا استفدنا من علم الا والله عز وجل سبحانه وتعالى ولي النعمة فيها هو الميسر سبحانه من فتح الباب. ونحن في رحاب بيته الحرام فاقدروا حق نعمة الله قدرها واعلموا ان كثيرا ممن رمى طلب العلم ما تم له مراده. وكثير ممن سعى وبذل واجتهد اكثر مني ومنك ما حقق فاما ان تنقطع بهم الاسباب او تتخرمهم المنايا او تصرفهم الصوارف. فلا والله ما هو بكسب احدنا ولا جده واجتهاده ولا عرق جبينه لكنه كرم الكريم سبحانه. وفضل الله وحده تعالى اذا علمت ذلك فاعلم انك امام تحبة عظيمة تستوجب شكرا عظيما الحمد لله اولا واخرا الحمد لله طاهرا وباطنا. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ربنا اوزعنا ان نشكر نعمك التي انعمت علينا وعلى والدينا. وان نعمل صالحا ترضاه وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين واصلح لنا في ذرياتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم اجعلنا لك حامدين شاكرين. اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين وعند عند الضراء من الصابرين. انت ولينا فنعم المولى ونعم مصير سبحانك ربنا وبحمدك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد اذا رضيت. اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله واليك يرجع الامر كله علانيته وسره نسألك ربنا كما ابتدأت بنعمك ان تتمها علينا وان تجعلنا لها من الشاكرين. اللهم ولا تجعله اخر العهد بطلب العلم وتحصيله في رحاب بيتك الحرام وقرب كعبتك المعظمة يا ذا الجلال والاكرام. واجعله يا رب من العلم النافع والعمل الصالح واجعله حجة لنا لا حجة علينا. وارزقنا يا رب فيه اخلاص القول والعمل وصلاح الظاهر والباطن. والسداد والتوفيق والهداية انت حسبنا ونعم الوكيل. ثم الشكر ايضا ايها الكرام في هذا المقام لكل من كان سببا وسعى وبذل واعان الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في حرصها ودعمها وتهيئة المكان وبذل الاسباب. اخوتنا الكرام في الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام لهم جهود مشكورة مذكورة. ولهم تتابع في ارساء الامر وتهيئته وترتيبه فشكر الله لهم صنيعهم وبارك جهودهم وجعل لهم نصيبا وافرا وسهما عظيما في حسنات هذه المجالس والعلم النافع وتحصيلهم. وبعد ان تم لنا هذا بحمد الله فهذا هو المجلس الثاني والستون. في مجالس شرح متن الجوامع التي بدأناها بعون الله تعالى وتوفيقه منذ قرابة سنة ونصف. ابتدأناها في اربعة فصول دراسية من اخريات العام السادس والثلاثين واول السابع والثلاثين وانتهينا منه الحمدلله في ختام شهر رجب في عام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف للهجرة. ختام هذا المجلس اللي هو توقف درس الاصول حتى يأذن الله عز وجل باستئناف وابتداء مع مطلع الفصل الدراسي القادم ان شاء الله بعد الحج ان احيانا الله واحياكم ومد الاعمار وفسح في الاجال على امر يتم التوافق عليه والابتداء به لاحقا ان شاء الله تعالى. غير اننا في ختام هذا المجلس وقد قربت اختبارات فان الوصية تعهد المدروس ومراجعة الشروح وهي محفوظة مسجلة واخوتنا الكرام ممن سجل وبث ونشر واعتنى اصحابه فضل فاذكروه في دعائكم فقد بذلوا كثيرا وجهدوا وتعبوا كثيرا وله في هذا عناية بالغة كتب الله اجرهم وشكر سعيهم قبل ان تنفعوا طبوا ها هنا كشف للاسماء حرص الاخوة على تحديثه بحكم ان عددا ممن سجل سابقا انقطع عن العودة وبعض من لحق والاخوة يتواصلون بجملة من الرسائل فستمر بكم الاوراق فتفضلوا بتدوين الاسماء والارقام. تحديثا للقائمة للتواصل معكم والافادة بما يجد ان شاء الله تعالى اسأل الله لي ولكم دوام التوفيق والسداد والعناية والرعاية انه ولي ذلك والقادر عليه. والله تعالى اعلم