بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. وصفيه وخليله امام انبيائه وخاتم رسله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذه ليلة الجمعة في شهر من اشهر الله الحرم في بلد الله الحرام هذه الجموع التي قد اقبلت متوافدة تؤم بيت الله تريد حج بيت الله الحرام هذا العام. يلفت نظرك انها امم تكاثرت مختلفة الاجناس والالوان. مختلفة الانساب والاعراق. مختلفة القبائل والبلدان والاقاليم والاقطار لم يجمعها نسب ينتسبون اليه ولا بلد ينتمون اليه ولا لسان يتكلمون به ولا عرق منه جمعهم هذا الدين العظيم. وانت يدهشك ايضا للوهلة الاولى وانت ترى هذه الالوف المؤلفة. التي تبلغ مئات الالوف المتضاعفة وهي تأتي هذا المكان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم والله انه ليخشع بدنك. اذ يرجع بك التاريخ من ها هنا من عند الكعبة يرجع بك التاريخ الى ما قبل الف اربعمائة وست وثلاثين سنة لترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا وحيدا طريدا يخرج مهاجرا لا يجد من ينصره ولا اهل مكة يتبعونه. فتدور الايام دورتها ويعود الزمان قرونا متطاولة. واذا بامم من الصين شرقا الى بلاد الفرنجة غربا هي تأتي ها هنا تقول اشهد ان محمدا رسول الله. فتأتي طواعية مؤمنة بهذا الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام. ليت شعري اذ هاجر هو وصاحبه الصديق رضي الله عنه في الغار. وهما ليس معهما الا الله كما يقول اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. ويقول يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. واذا بالايام تدور فتأتي الامة كلها من كل لون من كل جنس من كل بلد وهي تأتي تؤم بيت الله الحرام تحج على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتزور المدينة النبوية فتلقي السلام هناك بادب وحب واحترام وشوق تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اخرجها الله به من الظلمات الى النور ومن الكفر الى الاسلام من الضلال والغواية الى نور الهدى والجنة التي يرجون مقابلته عندها عليه الصلاة والسلام. كلما اقبلت مواسم الحجيج والعمار يثور هذا المعنى العظيم في الاذهان. وانت تقرأ هذا في الوجوه وتلحظه في المعاني. ومما يزيدك في هذا الباب ايمانا حبا صدقا في الطاعة والاتباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لانك وانت تقرأ سيرته وتستعرض شمائله. تندهش وانت اختلاف الاحوال وتقلب صفحات الزمان فاذا بوعد الله يتحقق. واذا بنصرة الله لنبيه صلى الله عليه سلم تبلغ الافاق ليست نصرة تتجاوز مكة الى المدينة عبدالله. لكنها النصرة التي تبلغ شرق الارض وغربها. فتأتي طائعة مقبلة منقادة مسلمة مؤمنة بل محبة ناصرة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وقلبها على قلب رجل واحد بالطاعة والايمان والمحبة والاتباع. والامة كلها لسان حالها نحري دون نحرك يا رسول الله. وعرضي دون عرضك يا رسول هذا المعنى العظيم ايها الكرام عندما نعيشه مع الافواج المقبلة الى بيت الله الحرام. فانه والله لا يزيد في القلوب ما اليه من معاني الحب والاستمساك بعرى هذا الدين العظيم. هذه الليلة الشريفة التي نستكثر فيها من الصلاة والسلام على سيد الانام انما نحوز خيرات لذواتنا نحوز البركات والصلوات من ربنا بصلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم. في الحديث الصحيح من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. عشر صلوات بكل مرة تصلي وتسلم على حبيبك ونبيك صلى الله عليه وسلم هذه الليلة الشريفة التي نجعل فيها من صلاتنا على نبينا عليه الصلاة والسلام حسنات في صحائفنا ونورا في قلوبنا يتألق. وبركة ايضا في حياتنا تنتشر. نحن انما نصلي على رسول الله عليه الصلاة والسلام. نبتغي بذلك اجرا وثوابا. ونبحث ايضا عن راحة قلب وطمأنينة بال واشباع حب في الفؤاد. نحن وايضا بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم انما نعزز الايمان ونغرس عرى الطاعة والاتباع في القلوب المؤمنة المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ايها المحبون حب رسول الله عليه الصلاة والسلام شجرة تنبت في القلب. الا افروها بكثرة الصلاة والسلام عليه. وليروي كل منا بذرته وغرسته وشجرته حبا وطاعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا وان اعظم ماء للحب تروى به شجرة المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام هو ما انتم فيه من تصفح سيرته وقراءة شمائله والاطلاع على هديه واخباره وصدق نبوته عليه الصلاة والسلام والله ما تعاهد محب غرس المحبة في قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك. لانه علم يعزز فيه معنى الطاعة والايمان. لانه دين يبنيه على صرح وثيق في قلبه. لانه حب يتنامى. قلب صفحات وانت تقرأ وتتعلم وتستمع ما يزيدك حبا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ايها المباركون في كل ليلة من ليالي الجمعة يبحث المحب عن سبب ما يدعوه لكثرة الصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فان الدافع في ذاته كافيا جلس مقبلا على الصلاة والسلام على رسول الله وينظر الى ليلة الجمعة انها عندما وتنقضي لكنها اذ تنقضي مع طلوع فجر الجمعة فانما يسبق فيها اقوام ويقصر اخرون. وكذلك الشأن يوم الجمعة. يوم الجمعة منذ ان يبزغ فجره وحتى تغيب شمسه. انما هي ساعات وتنقضي. والله لكنها اذ تنقضي انما ينكشف اقوام سبقوا واخرون قصروا. اعني هذا الباب العظيم في الاستكثار من الصلاة والسلام على النبي الامين. حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم وانت اتجعل عنوان ذلك اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فكلما بلغت رقما وتجاوز عددا لا يزال هذا حاضرا امام ذهنك اكثروا. فتزداد منطلقا وانت تعلم انه ربما ثمة اقوام اخوك في هذا الباب فلا تألوا تتابعوا الجهد والاستكثار في الصلاة والسلام. على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولم يزل يحبون من امته عليه الصلاة والسلام. يبحثون بشوق وحب ورغبة في كل امر يقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم علموا انه ما اقترب احد من هديه الا وجد البركة في حياته. والله ولا استكثر احد من سنته الا فعل خير ومات على خير وما تمسك محب بخطاه صلى الله عليه وسلم يتتبعها ويقفوها يتعلمها ويعلمها وينشرها في العالمين الا عاش من المباركين في هذه الامة. كيف لا وقد جعل عنوان حياته هدي وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الكتاب الذي تدارسه وافتتحناه في مجلس ليلة الجمعة الماضية. وهذا مجلسنا الثاني بعون الله. نتم فيه مقدمة المصنف القاضي عياض ابن موسى ليحصدي رحمة الله عليه. الذي وضع هذا الكتاب ليكون سفرا يقتدي فيه الناس ويقتفون ما صاغوا رحمه الله وصنفه من النصوص من ايات الكتاب العزيز وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم واثار السلف رحمهم الله تعالى في بيان معالم هذا الباب الكبير حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وجعل قبل الحديث عن جعل قبل ذلك بيانا عظيم منزلته عند ربه. وهذا اصل عظيم ثم شرع رحمه الله في تتمة ابواب وفصول الكتاب تأبى الحروف تأبى الحروف وتستعصي معانيها حتى ذكرتك فانهالت قوافيها. محمد قلت فاخضرت ربا لغتي وسال نهر فرات في بواديها. وقف المصنف رحمه الله او وقفنا في الحديث عند كلامه في المقدمة لما ذكر تقسيمه للكتاب قائلا رحمه الله ولما نويت تقريبه ودرجت تبويبه ومهدت تأصيله. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى ولما نويت تقريبه ودرجت تبويبه ومهدت تأصيله وخلصت تفصيله وانتهيت حصره وتحصيله ترجمته بالشفاء بتعريف حقوق المصطفى وحصرت الكلام فيه في اقسام اربعة. قال رحمه الله ولما نويت تقريبه يقصد الكتاب بابواب به التي اشتملت عليه وسيسوق على سمعك بعد قليل عناوين ابواب الكتاب وتقسيماته وفصوله. قال ولما نويت وتقريبه اي تقريبا موضوعات الكتاب. ودرجت تبويبه اي رتبت ابوابه متدرجة. تنتقل بك من الى التي تليها بمنطقية علمية رصينة مفهومة. ومهدت تأصيله اي جعلته جعلته ممهدا سهلا للسالك فيه يسيرا للقارئ والمطالع فيه. قال وخلصت تفصيله. يعني انه ميز وبين ابواب كتابي وفصوله على نحو واضح مفهوم لمن يقرأ او يطالع. قال وانتحيت حصره وتحصيله. يعني قصدت ان يكون محصورا محصنا في متناول اليد. قال في جواب الشرط في قوله ولما قال ترجمته اي عنونته او سميته بالشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. فانت ترى رحمك الله ان المصنف فرحمه الله تعالى قد صرح في مقدمة كتابه بعنوانه. وجرت عادة المؤلفين والمصنفين ان يذكروا اسماء به وعناوين مؤلفاتهم في مقدمات الكتب الا ما ندر. لان الكتاب بالنسبة للعالم والمؤلف كالمولود بالنسبة للوالد والاب وانما عاش العلماء حياتهم. وكان نتاج ثمراتهم هو هذا مدونات علومهم. ومؤلفات ما فتح الله به عليهم من النور والعلم والهدى. والعالم بكتابه فرح فخور شريف بما اتاه الله تماما اب يفرح بولده ويفخر به ويأنس به كذلك العالم مع كتابه. فكتاب العالم ومصنفه ومؤلفه هو كولد الاب يختبره يختاروا له الاسم المناسب. قال رحمه الله ترجمته اي عنونت له او سميته بالشفا بتعريف حقوق المصطفى. الشفاء مقصورة من الشفاء. يعني جعل تابه شفاء يقصد بالشفاء شفاء العليل وشفاء قلب المحب. ليروي ظمأه وينعش فؤاده فيكون المحب فيما يعالج من اثار محبته كالعليم. وهكذا كان الشعراء ولا يزالون يضربون مثلا بالمحبين اذا بلغ الحب درجة الهيام في قلوبهم فانهم يوصفون بالعلة والسقم والداء. يجعلون الحب داء ومرضا وعلة وسقما لما يصيب الحب في القلب من اثار تجعل صاحبه كالعليل والمريض. فيكونون كذلك يبحثون عما يروي هذا الظمأ وما ينعش الفؤاد وما يزيل علته. فلما كان وصف المحبين فيما يصيبه من اثار المحبة كاصحاب العلل في واصبحوا يرون يرون اي شيء يعالج الحب الذي قد ابتلي به احدهم بالشفاء والدواء والترياق من هذا المعنى المجازي اختار المصنف رحمه الله عنوان الشفاء لكتابه. فكأنه يقول ايها المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قد بلغت بهم المحبة اضطراب القلب واشتغاله وهم يبحثون عما يسكن هذه محبة وينعش هذه القلوب حبا وطمأنينة دونكم ما في الكتاب من الاحاديث والسنن والاثار فانها لتلك المحبة وشفاء لتلك القلوب المحبة. فسماه بالشفاء. وجاء الاسم مقصورا يعني من غير همز الشفا في اللغة اثبات الهمز وحذفها لتكون موافقة في الاسم لاخره بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وقد ذكر بعض المترجمين للقاضي عياض انه عاتب رحمه الله على كثرة محبته لكتابه الشفاء. وكثرة عنايته به في ذلك بيتين يقول فيهما فقالوا اراك تحب الشفاء وتخبر فيه عن المصطفى فقلت لاني الفؤاد وكل عليل يحب الشفاء. وقصد رحمه الله الاشارة الى هذا المعنى اللطيف البديع ان هذا الكتاب بما فيه هي دواء للمحب. ليس المقصود بالدواء ان يذهب هذا الحب. لا. بل يجعله حبا مثمرا. يرويه يرويه بما جاء افي النصوص من الكتاب والسنة مما يثبت الحب في القلب. ويجعله مثمرا لنتائجه من طاعة وحب واتباع. قال رحمه ترجمته بالشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. قال وحصرت الكلام فيه في اقسام اربعة. سيتلوا الان على مسامعكم تقسيم الكتاب واقسامه وكل قسم وما يندرج تحته من ابواب وفصول. نعم. القسم الاول في تعظيم علي الاعلى لقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا. وتوجه الكلام فيه في اربعة ابواب. الباب الاول في ثنائه تعالى عليه واظهاره عظيم قدره لديه وفيه عشرة فصول الباب الثاني في تكميله تعالى له المحاسن خلقا وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقا وفيه سبعة وعشرون فصلا الباب الثالث فيما ورد من صحيح الاخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته. وما خصه به في الدارين من كرامته وفيه وفيه اثنى عشر فصلا الباب الرابع فيما اظهره الله تعالى على يديه من الايات والمعجزات وشرفه به من الخصائص والكرامات وفيه ثلاثون فصلا. نعم هذه ابواب اربعة بوبها المصنف القاضي عياض رحمه الله في القسم الاول من الكتاب وهو المدخل المهم وهذا القسم الاول هو البوابة التي ندخل منها الى مضمون الكتاب. ما الباب؟ ما هذا القسم؟ قال القسم هو بيان مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله. نعم وهذا الاصل هو الذي ينبغي ان يدخل منه كل مريد لمعرفة الوقوف على فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم. وعلى حقوقه على الامة وعلى عظيم منزلته وعظيم ما ينبغي ان تعيشه الامة تجاه حقوقه عليه الصلاة والسلام. هذه العتبة الاولى التي ينبغي الوقوف عندها وهذا من روعة تصنيف المصنف رحمه الله. ومن عظيم توفيق الله له في تأليف هذا الكتاب. ان جعل مدخل الكتاب وعنوانه وبوابته والاولى هو اظهار مكانته العظيمة الرفيعة عند ربه سبحانه وتعالى. فلاحظ ماذا سمى هذا القسم الاول؟ قال في تعظيم العلي الاعلى يعني ربه سبحانه وتعالى. لقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا. ثم هذا الكتاب او القسم الى اربعة ابواب. اذا هذا اصل يبنى عليه ما بعده. فاي باب نتحدث فيه عن حق لرسول الله صلى الله عليه وسلم او عظيم خلقه وشمائله وصفاته وسجاياه صلى الله عليه وسلم. او روعة اخبار حياته وما عاشه مع اصحابه واهل بيته والناس من حوله صلى الله عليه وسلم. واي باب تتحدث فيه عن شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه ينبغي ان يمر اولا من هذا الباب. ما مكانته عند ربه سبحانه وتعالى؟ تصفح صفحات القرآن المجيد عبدالله وانظر في الايات وقلب الصفحات لتجد شيئا عجيبا. نعم لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه محمد الا مرات معدودات جدا. لكن الشأن فيما قام عليه الخطاب في القرآن. وما توجه اليه الامر والنهي حفاوة والرعاية وعظيم الثناء والمدح. فانت تجد في ثنايا القرآن وبين اياته وسوره مساحة عظيمة واسعة كانت فيها الحفاوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. كان فيه عظيم الثناء من الله على ربه على على نبيه صلى الله عليه وسلم كان فيه لفت انظار العباد من امته الذي هو انا وانت الى عظيم مكانته عند ربه لتفهم اذا كانت هذه مكانته عند ربه فما مكانته في قلبك عليه الصلاة والسلام؟ اذا كان قد وجد من ربه هذا هذه الحظوة وهذه هي الحفاوة وهذا الثناء وهذا المجد العلوي. فاي مكانة له في قلوب المحبين من امته؟ اللهم صل وسلم وبارك عليه هذا المدخل بابا مهما وكان هذا التمهيد اصلا عظيما ينبغي البدء به. وهذا من توفيق الله للمصنفين. رحمه الله. جعل هذا القسم الذي هو تعظيم الله لقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله مقسما في ابواب اربعة. الباب الاول في ثنائه تعالى عليه واظهار عظيم قدره لديه وستقرأ في هذا الباب في فصوله العشرة كيف ان الله اثنى على رسوله عليه الصلاة والسلام؟ وكيف مدحه؟ وكيف اظهر عظيم مكانته عنده سبحانه وتعالى. الباب الثاني في تكميله تعالى له المحاسن خلقا وخلقا. كيف كمل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم المحاسن. والمحاسن نوعان. محاسن الخلقة محاسن الخلقة ومحاسن الاخلاق محاسن خلقته وهيئته وترى في ذلك جمال الصورة. جمال العينين والانف والفم والاسنان. والوجنتين والشعر وكل صفات في الخلقة بابي وامه عليه الصلاة والسلام وقد مر معنا في ذلك باب واسع في دراستنا لمختصر الشمائل المحمدية وسيأتي ايضا في هذا الباب من هذا القسم وهذه المحاسن في نوعها الاخر هي محاسن الاخلاق النبوية التي كانت ولا زالت الامة تتعلم منه صلى الله عليه وسلم كيف كيف يتحلى البشر بالاخلاق؟ ولطالما قلنا مهما تحلى البشر باخلاقهم فان الاخلاق حلت باتصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. فوالله لا تعرف روعة الكرم الا اذا ذكر مثاله برسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا تعرف عظمة الحلم والرأفة والشفقة الا اذا اقيمت الشواهد لها من حياة رسول الله. صلى الله عليه وسلم ولا يعرف التواضع على عظيم معناه وتطبيقه الا اذا بحثت عنه في اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقل مثل ذلك في الامانة والوفاء والشجاعة والصدق والبر والاحسان وسائر الصفات التي كمله ربه بها. حسبك من ذلك كله مهما قال بك الحديث واتسع الكلام وانتشر المقام اية في كلمتين اثنتين وانك لعلى خلق عظيم. ربك العظيم اذا وصف شيئا بانه عظيم كيف تتصوره عبدالله؟ خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام اختصره ربه فقال وانك لعلى خلق العظيم. هذا جزء يا اخوة ينبغي ان يملأ المحب به قلبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ان يتصفح معاني العظمة في اخلاقه ان يقف عليها ان يتعلم من هديها ان يربي الناشئة والاولاد عليها ان تكون هذه منارات في الامة عندما نتحدث عن الاخلاق عندما نضرب بها الامثال عندما نعلمها الاجيال ينبغي ان نبتدأ وننتهي برسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الاخلاق ولهذا خصه المصنف رحمه الله بباب مستقل في هذا القسم الاول في تكميله تعالى له المحاسن وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقا. يعني كيف قرن الله له؟ فضائل الدنيا بفضائل الاخرة منزلته الرفيعة في الدنيا بمنزلته الرفيعة العلية في الاخرة. كل ذلك حرصا مصنف رحمه الله على سياقه في الباب الثاني وفي سبعة وعشرون فصلا قال رحمه الله الباب الثالث فيما ورد من صحيح الاخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته. وما خصه به في الدارين من الفرق ان هذا الباب يورد الفضائل والخصائص مما ثبت في الاحاديث الصحيحة. والباب الذي قبله انما هو وقوف عليها من خلال ايات القرآن فجعل ما ورد من الفضائل في القرآن في باب وما ورد من الفضائل في الاحاديث الصحيحة في باب وهذا من جمال تصنيف وجودة التنسيق التي صاغها المؤلف رحمه الله. قال الباب الرابع فيما اظهره الله تعالى على يديه من ايات والمعجزات وشرفه به من الخصائص والكرامات. نعم. اذا كان الحديث عن مكانته عند ربه فلابد ان تعلم ان للمعجزات الالهية في هذا الباب حظا عظيما. كيف؟ لما عظم شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه سبحانه وتعالى وعلت منزلته وارتفعت مكانته خصه الله تعالى من المعجزات الكرامات بما ليس لغيره من الانبياء. نعم كل نبي كانت له المعجزات الباهرات. كل نبي اوتي ما على مثل يؤمن البشر وكل نبي اتاه الله عز وجل ما يؤيد به نبوته وما يعصم به رسالته ما يكون عونا له هو على تبليغ دين الله وعلى تصديق البشر وايمانهم به. عليهم الصلاة والسلام جميعا. لكن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد خصه الله تعالى من المكرمات والمعجزات والايات بالوان عظيمة. اما قال عليه الصلاة والسلام وهو يذكر تفضيله على الانبياء قال وخمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي كونه يخص عند ربه يا كرام باعطيات دون باقي الانبياء. هل هذا الا دليل على ان له من المكانة والمنزلة حفاوة والدرجة الرفيعة عند ربه ما ليس لغيره من انبياء الله وكلهم كلهم نبي كريم على الله عز وجل انها درجات ولهذا قال ربك تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ونحن نؤمن ان رسولنا عليه الصلاة والسلام قد تبوأ من الانبياء واسطة العقد. فكان اوسطهم ازهاهم ابهاهم اعلاهم عند ربه درجة. وانما نقول ذلك لاننا نفخر به والله نفخر انا من امة محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام. نفخر ان الله اكرمنا بهذا الدين. وبهذا الكتاب العظيم هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فخرنا وحبنا وانتماؤنا يقودنا الى العلم بحقيقة هذا الفخر. هذا الباب من المعجزات والمكرمات والايات البينات هو لون من مكانته عند ربه. وعظيم كرامته عنده سبحانه وتعالى. فانظر كيف بوب المصنف الله ورتب هذا التقسيم في قسم واحد ليعبر فيه عن تعظيم الله لرسول الله صلى الله عليه واله سلم نعم القسم الثاني فيما يجب على الانام من حقوقه عليه السلام. ويترتب القول فيه في اربعة ابواب. نعم. لما فرغ المصنف رحمه الله هو في القسم الاول من ذكر عظيم منزلته عند ربه كان هذا مناسبا لان يبدأ معنى الحديث في القسم الثاني مباشرة ما الذي يجب علينا من حقوقه عليه الصلاة والسلام. بمعنى اما وقد علمت منزلته عند ربه ووقفت على عظيم كرامته عنده وتعالى فان هذا والله يقودك ايمانا وطاعة وحبا لان تقول اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله الله عليه وسلم تقولها تقطر من فمك بكل حقوقها بكل واجباتها تنقاد مسلما طواعية لا وانت تنقاد محبا مشتاقا مؤمنا مصدقا ثم انت مستعد لان تبذل كل ما له عليك من حق بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. فجعل المصنف رحمه الله هذا القسم الثاني حديثا عن حقوقه على امته صلى الله عليه وسلم. نعم. الباب الاول في فرض الايمان به ووجوب طاعته واتباع سنته وفيه خمسة فصول الباب الثاني في لزوم محبته ومناصحته وفيه ستة فصول. الباب الثالث في تعظيم امره ولزوم توقيره وبره وفيه سبعة فصول الباب الرابع في حكم الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته وفيه عشرة فصول صلى الله عليه واله وسلم فهذه ابواب اربعة جعلها في قسم حقوقه الواجبة على امته صلى الله عليه واله وسلم. نعم. القسم الثالث فيما يستحيل في حقه وما يجوز عليه شرعا وما يمتنع ويصح من الامور البشرية ان يضاف اليه وهذا القسم اكرمك الله هو سر الكتاب. ولباب ثمرة هذه الابواب. وما قبله له كالقواعد والتمهيدات والدلائل على ما نورده فيه من النكت البينات. وهو الحاكم على ما بعده. والمنجز من غرض هذا التأليف في وعده وعند التقصي لموعدته والتقصي عن عهدته يسرق صدر العدو اللعين ويشرق قلب المؤمن باليقين وتملأ انواره جوانح صدره ويقدر العاقل النبي حق قدره. ويتحرر الكلام فيه في بابين هذا القسم الثالث في الكتاب وهو القسم ما قبل الاخير يقول عنه المصنف رحمه الله انه سر الكتاب ولباب ثمرته كيف؟ هو بعد ان بين في القسم الاول منزلته عند ربه سبحانه وتعالى وبوب في القسم الثاني حقوقه على امته صلى الله عليه وسلم يقول ان القسم الثالث هو سر الكتاب. لانه تناول الامور التي تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم في ما يجوز ان ينسب اليه وما لا يجوز وما يصح الحديث عن وصفه به وما لا يصح وجعل هذا في قسمين اثنين احدهما في الامور الدينية وهو الكلام عن عصمة رسول عليه الصلاة والسلام وهل يجوز ان ينسب اليه الخطأ في التبليغ او المخالفة لامر الله؟ وما هي اقوال المذاهب المنتسبة الى الاسلام في اثبات العصمة وما حقيقتها عند اهل السنة؟ واما القسم الثاني فهو الحديث عن الاوصاف البشرية. هل يصح ان تنسب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام ولو كانت صفات نقص هل ينسب اليه السهو والغفلة؟ هل ينسب اليه الخطأ عليه الصلاة والسلام؟ هل ينسب اليه التجاوز في القول او الفعل؟ هذا القسم الثاني في الكتاب اذا قسم يتعلق بالامور الدينية في عصمة الانبياء عليهم السلام وقسم يتعلق بالامور الدنيوية وما يجوز ان يعرض او يقرأ عليه من احوال البشرية. ما الذي يثبت في هذا؟ كيف نجمع بين النصوص؟ كيف يقال في كل ما ينسب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ ما هو القول الحق ما هو المنهج العلمي في اثبات ذلك؟ كل هذا جعله المصنف رحمه الله محصورا في القسم الثالث من الكتاب. قال فيما في حقه وما يجوز عليه شرعا. ما يستحق ما يستحيل وما يجوز الجواز والاستحالة الوجهان المتقابلان في الامكان العقدي. لان الشيء اما ان يكون ممكنا عقلا فهو جائز. واما ان يكون مستحيلا فهو هو ممتنع. قال ما يستحيل وما يجوز عليه شرعا وما يمتنع ويصح من الامور البشرية ان يضاف اليه. قال رحمه الله وهذا القسم اكرمك الله هو سر الكتاب ولباب ثمرة هذه الابواب وما قبله له كالقواعد والتمهيدات والدلائل على ما نورده فيه من النكت البينات. قال وهو الحاكم على ما بعده. ما الذي سيأتي بعده في القسم الرابع؟ هو الحديث عن الحكم من ينتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لا استطيع ان احكم على شخص بانه انتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اذا حددت ما هي الامور النواقص في حقي صلى الله عليه وسلم فانظر الى الترتيب العلمي المنطقي المتدرج المنهجي لما يبين لك ما الذي يصح وما لا يعني ماذا لو قال قائل ان رسول الله عليه الصلاة والسلام كان ينام ولما كان ينام كان يغيب عن حياة الدنيا بالنوم. وصف النوم وهو طارئ بشري ليس كاوصاف السهو والغفلة ليس كالفاظ الخروج عن طور الحد الاعتدال بالغضب والشطط. نعم يغضب احدنا فيخرج عن طوره ربما احيانا بالغضب وقد يغضب الحليم وهو حليم. فهل يوصف الغضب والخروج عن حد الاعتدال العقلي الى الشطط في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى لا تأخذنا العاطفة وننقاد اثباتا او نفيا في كل قضية تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم جعل المصنف الله هذا القسم الثالث هو البينة في هذا الباب يسوق فيه النصوص الايات والاحاديث حتى نثبت ما نثبت عن بينة وننفي ما ننفي ايضا عن علم وبينة. قال رحمه الله وعند التقصي لموعدته يعني عند استقصاء ما وعدتك به في الكتاب والتفصي عن عهدته عند القضاء ما تمر به من ابواب وفصول في هذا القسم يشرق صدر العدو اللعين. يشرق اي تصيبه الغصة. لم؟ لان العدو انما يشرب ببيان الحق لانه معاند. والمعاند يأبى وينفر ويستكبر عن قبول الحق. وفي المقابل قال ويشرق قلب المؤمن باليقين. نعم. يا اخوة لا اجل من راية العلم يحارب بها عدوان المعتدي ويعالج بها جهل الجاهل العلم سلاح الامة الاعظم في كل نائبة تنزل بها. وكل مصيبة تحل بساحتها. وكلما اردنا للامة نهوضا من كبوتها واستعادة لمجدها وعزها وسؤددها فاعلموا ان العلم هو السبيل الاعظم للوصول الى اهذه المرادات اجمع؟ نعم بالعلم تحيا الامة بالعلم تنقاد الى سواء السبيل. وقد قال الله لنبيه مبينا هذا المنهج قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني فمن شاء ان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المنهج في هذه السبيل التي اعلنها فلا مناص من هذا المنهاج على بصيرة. البصيرة هي المنهاج علم الذي نستبصر به مواقع الخطى العلم الذي نستدل به مراد الله العلم الذي نعرف به طريق النجاة العلم الذي به احق الحق ونبطل الباطل. حتى الباطل التي تريد دفعه عن ساحتك. حتى التهمة حتى المجازفة حتى اللوم حتى كل عندما يهجم به عليك العدو فاعلم انه لا اجل من العلم. تعيد به الحق الى نصابه. تبطل الباطل تظهر عواره تكشف عن ذلك كله. ولهذا قال المصنف رحمه الله ان هذه البينات وهذه الدلائل وهذه الابواب من العلم. المشرق بنور بنصوص الكتاب والسنة قال يشرق صدر العدو اللعين ويشرق قلب المؤمن باليقين ولنكن صرحاء يا احبة. لما لما ابتلينا بما طفح به لما طفح به حقد الغرب الكافر. في بعض المواقع من ارادة السوء والسخرية برسول الله عليه الصلاة والسلام. في سنوات سبقت وقد اصابت الامة عاصفة من موجة الغضب والانفعال انه لا احد يرضى ان ينال عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام. مع علمنا كلنا والله انهم مهما فعلوا فانهم لن هم ان يحجبوا الشمس بغربال وان احدهم لو ظل ينفخ ملء فيه ورئتيه بكل ما يملك من قوة فلن يطفئ نور الشمس ابدا. لكننا امة محبة ويسوؤنا ان يتعرض احد لحبيبنا عليه الصلاة والسلام. ولا نرظى بذلك على الاطلاق. فاعلموا رعاكم الله انه من اعظم ما يمكن ان يسكن به غضب الامة وتثبت به قواعد الايمان الراسخ في قلوب هذه الامة هو العودة الى تأصيل هذه القواعد ان تتشرب الامة كلها صغيرها وكبيرها. رجالها ونساؤها ذكرانها واناثها متعلمها جاهلها الكل ان تتشرب القلوب بهذه المعاني العظيمة في حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظيم مكانته عند ربه لان لو كان يؤسفنا ان نقول لما اعتدى وتطاول علينا بعض بني الغرب الحاقد سوءا وعدوانا وجهلا وشماتة وسخرية استهزاء واذى كان من الصراحة ان نقول ان بعض بني الامة من حيث لا يشعر كان هو الاخر مسيئا كان هو الاخر مفرطا كيف؟ لما كان حيث بلغ به الغضب مبلغه الاكبر كان لا يزال منصرفا تماما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لا اقول معرضا لانه لا احد يجرؤ ان يعرض عن سيرة وحب رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكنه القصور الذي كان واقعا. فكان منعطف خير تعود به الامة الى الاقبال على منابع السيرة. والاقبال على هدى رسول الله عليه الصلاة والسلام. لماذا يؤذينا تطاول الغرب وانتقاصهم وتعديهم وبعضنا قد يكون متعديا من غير ان يقصد. تعدينا على تراث رسول الله عليه الصلاة والسلام بزهد عنه يا اخوة باعراضنا عن الاقبال على الاستكثار منه عن التشرب عن التضلع من هدي وسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله ويشرق قلب المؤمن باليقين وتملأ انواره جوانح صدره ويقدر العاقل النبي حق قدره نعم هذا هو محصلة الوقوف على هذه المعاني العظيمة في ايماننا بحقوق رسول الله عليه الصلاة والسلام. وما يثبت له من المعاني صفات هذا الذي يثمر هذا النور العظيم في قلوب المحبين من امته عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله ويتحرر الكلام فيه في بابين نعم. الباب الاول فيما يختص بالامور الدينية ويتشبث به القول في العصمة وفيه ست فصلة ستة وفيه ستة عشر ستة عشر فصلا. الباب الثاني في احواله الدنيوية وما يجوز طرقه عليه من الاعراض البشرية وفيه تسعة فصول القسم الرابع في تصرف في تصرف وجوه الاحكام على ما على من تنقصه او سبه عليه السلام ينقسم الكلام فيه في بابين الباب الاول في بيان ما هو في حق سبه ونقص في بيان ما هو في حقه سب ونقص الباب الاول في بيان ما هو في حقه سب ونقص من تعريض او نص وفيه عشرة فصول الباب الثاني في حكم شأنه ومؤذيه شانئه الباب الثاني في حكم شانئه ومؤذيه ومنتقصه وعقوبته وذكر استتابته والصلاة عليه ووراثته وفيه عشرة فصول. نعم القسم الرابع وهو اخر اقسام الكتاب وانظر كيف تدرج المصنف رحمه الله حتى خلص الى هذا القسم الاخير مرة اخرى بدأ رحمه الله ببيان عظيم قدره عند الله عليه الصلاة والسلام. ثم ثنى ببيان حقوقه الواجبة على امته عليه الصلاة والسلام. ثم ثلث في ما يجوز اثبات نسبته اليه صلى الله عليه وسلم من الاوصاف البشرية التي ربما كانت في نظر البعض نقصا هل يجوز ان تثبت في حقه او لا يجوز؟ وهل يجوز نسبتها اليه او لا يجوز؟ ثم خلص الى القسم الاخير وهو الكلام في من تعدى بعداوة وكراهية وبغضاء في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبا شتما استهزاء انتقاصا حاشاكم. كيف يكون التعامل؟ وما موقف الدين والشرع في هذا الانسان الذي يبلغ به التطاول مقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولما اراد الحديث عن هذا القسم جعله في بابين. قال رحمه الله الباب الاول في بيان ما هو في حقه سب ونقص من تعريض او نص. يعني قبل ان احكم على المستهزئ والساخر والمتنقص علي ان اعلم اولا ما هي الاعمال التي نعتبرها في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام سخرية ما هي المواقف التي تعتبر انتقاصا؟ ما هي الافعال التي يمكن ان نصنفها انها تعد على مقام رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا ايضا من روعة وجودة تصنيف المصنف رحمه الله فلما يتبين هذا الباب نشرع في الباب الثاني في حكم الواقع في هذه الاعمال. في حكم شانئه ما الشانئ؟ الشانئ المبغض ولهذا قال الله لرسوله عليه الصلاة والسلام ان شانئك هو الابتر. اي مبغضك يا محمد ومنتقصك ومؤذيك هو الابتر يعني هو المقطوع الذكر هو المعدوم البركة هو الذي لا شأن له في الدنيا ولا في الاخرة. ويبقى رسول الله عليه الصلاة والسلام رفيع المقام عظيم القدر عند ربه وعند امته صلى الله عليه وسلم. ولهذا لم يكن الشانئون الاوائل باكثر شؤما من الشانئين الاواخر في الامة فلا الوليد بن المغيرة ولا ابو جهل ولا ابي بن خلف ولا امية بن خلف ولا غيرهم من صناديد قريش ممن عاندوا وحقدوا في قلوبهم كراهية وعدوانا وبغضاء كانوا اصحاب شؤم وتصيبهم الاية بلا شك ان شانئك هو الابتر. فانقطع ذكره شأنهم اخبرني ما شأن ابي جهل في الامة؟ اخبرني ما شأن ما شأن الوليد ابن المغيرة؟ وما شأن عقبة بن ابي معيط؟ كيف كان هؤلاء يزهون سخرية وافتخارا وتكبرا لما هم عليه من الكفر والعدوان. لكن لما بلغ بهم عدوانهم وتماديهم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت نهاية احدهم قول ربه ان شانئك هو الابتر واما المعتادون الاواخر في الامة فان احدهم ايضا لم يعدو هذا النص. ان شانئك هو الابتر. ستزول الايام. وتدور وتتعاقب السنوات فابحث لي لا اقول بعد عشرين سنة. بل بعد ايام معدودات عن هذه الحملة البشعة التي يقودها اولئك المنتقصون لرسول الله عليه الصلاة والسلام. اسألكم بالله ابحثوا عن اي شأن لهم في الحياة. عن اي مبلغ بما ارادوه والله ليس الا الخمول والانقطاع والخيبة والخذلان. هذا وعد الله ان شانئك هو الابتر. فهل استطاع احد عبر تاريخ الامة الممتد الى اليوم ان يكون سدا منيعا يوقف بعثة وسنة وسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام بقي شأنه في رفعة وذكر ورفعنا لك ذكرك. وبقيت سيرته في انتشار وبقي اتباعه في امتداد. وبقي دينه في ازدهار ويبقى الشانئون المغرضون والحانقون الساخرون المستهزئون في افور وانحدار. ان شانئك هو الابتر. فوالله بقدر ما يصيبنا من الحزن والاسى. ان يتعرض مشؤوم مشؤوم ابتر لمقام رسول الله عليه الصلاة السلام بقدر ما تسلين مثل هذه النصوص. انا كفيناك المستهزئين والله يعصمك من الناس. ان شانئك هو الابتر. كم تحمل هذه النصوص القرآنية تسلية للنفوس المؤمنة؟ وكم تنفس انهى من كربتها؟ وكم تجعل مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله ارفع بكثير بل لا مجال. الى الوصول الى قولي عليهم انما انما ارادوا ان ينتقصوا من شأنه تنفيرا للناس عن دعوته عن سنته عن سيرته عن بعثته عن الاستمساك بدينه. الذي بعثه الله تعالى به عليه الصلاة والسلام. قال المصنف الله الباب الثاني في حكم شانئه. ومؤذيه ومنتقصه عليه الصلاة والسلام. وعقوبته وذكر والصلاة عليه ووراثته. اي بيان احكام ذلك كله في الشريعة. هل يستتاب ام تحكم ام يحكم بردته واذا حكم عليه فعاش او قتل هل يثبت الصلاة عليه؟ كسائر من تقام عليهم الحدود وهل يثبت لورثته وراثة منه؟ ام يبقى مرتدا واختلاف الدين مانع من الارث؟ الى غير ذلك من الاحكام التي جعلها في هذا الباب الثاني من القسم الاخير في الكتاب نعم وختمناه بباب ثالث جعلناه تكملة لهذه المسألة. ووصلة للبابين الذين قبله. في حكم من سب الله تعالى الا ورسله وملائكته وكتبه من سب الله تعالى ورسله وملائكته وكتبه في حكم من سب الله تعالى ورسله وملائكته وكتبه وال النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه جعل المصنف والله هذا الباب الاخير في كتاب تتمة لما تكلم عن حكم من يسب او ينتقص او يشتم او يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ملحقا بهذا الباب بابا اخيرا وهو الحديث عن حكم سب الله عياذا بالله او سب الرسل الكرام السلام او ملائكة السماء عليهم السلام او كتب الله المنزلة او ال رسول الله عليه الصلاة والسلام او صحبه الكرام رضي الله عنهم اجمعين اجمعين. ووجه ذلك والجمع بين هذه المذكورات انها حرمات والله يقول ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. حرمات الله جمع حرمة. والحرمة كل ما له قدره ومكانة محترمة في دين الله. فالرسل والانبياء والملائكة والكتب وال بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام. وصحابة رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام هؤلاء ثبتت النصوص في حقهم بالحب والاحترام وعظيم المنزلة والمكانة. اذا هذا من حرمات الله فجعل رحمه الله هذا الباب خاتمة للكتاب في الحديث عن التعدي على حرمات الله. موصولا بالحديث عن التعدي على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فكان ايضا ختما بديعا ومناسبة لطيفة ختم بها المصنف رحمه الله تعالى كتابه بهذا التبويب الذي سمعت تفصيله وتقسيمه. نعم. واختصر الكلام فيه في خمسة فصول وبتمامها ينتجز الكتاب وتتم الاقسام والابواب ويلوح في غرة الايمان لمعة منيرة. وفي تاج التراجم درة خطيرة. تزيح كل لبس وتوضح كل تخمين وحدث. ويشفي صدور قوم مؤمنين. ويصدع بالحق ويعرض عن الجاهلين بالله تعالى لا لا ويعرض عن الجاهلين. وبالله تعالى لا اله سواه استعين. نعم رحمه الله مقدمته بهذه العبارات التي جمعت بين جمال اللفظ وجودة المعنى. قال وبتمامها ينتج الكتاب وتتم الاقسام والابواب. ابواب الكتاب على التقسيم الذي سمعت تفصيله وتدريجه. قال ويلوح في الايمان لمعة منيرا رجا رحمه الله ان يكون كتابه بما اودعه من هذا التقسيم البديع وهذا التبويب الماتع ان يكون في غرة الايمان منيرة لو شبهت الايمان بكائن له غرة يعني له جبهة في رأسه والغرة هي ما ما يمكن ان يبدو في بادئ النظر لان تنظر لاي انسان فتكون جبهته هي مطلع رؤيته. فيضرب المثل بالغرة لانها مطلع الجبهة والجبهة اعلى الرأس رأس اشرف الاعضاء الى اخر هذه المعاني. لو شبهت الايمان كائنا مجسدا يقول فاني لارجو ان يكون هذا الكتاب لمعة منيرة في غرة الايمان وما اعظم ما ترجاه رحمه الله بكتابه لا ان يكون دفقا لا ان يكون فقط نابعا متدفقا يروي الايمان في القلوب بل يكون في محله الاسمى وصورته الازهى ان يكون لمعة منيرة في غرة الايمان. قال وفي تاج التراجم درة ايضا لو كانت التراجم والابواب والكتب والمصنفات التي جادت بها اقلام العلماء رحمهم الله فانه يريد من كتاب هذا ان يكون درة في تاجها. لو شبهنا مصنفات العلماء في الاسلام بتاج تضعه الامة على رأسها افتخارا علمائها ومصنفاتهم فانه يرجو ان يكون كتاب ولا درة في التاج الذي تضعه الامة على رأسها. ليس تفاخرا بما كتب رحمه الله وليس فخرا واغتيالا حاشا. لكنه رجاء صادق بعظيم مظمون الكتاب. فان ما فيه حقيقة كما سمعت واطلعت من التبويب هو من صميم الايمان. ومن عراه الوثقى التي يستمسك فيها باصول الدين ولذلك رجاء ان يحتل الكتاب هذه المنزلة العظيمة ولعل الله بلغه مناه بانتشاره بين ايدي الامة وتتابع تتعلم وتقرأ وتدرس فيه. قال رحمه الله تزيح كل لبس وتوضح كل تخمين وحدس. تزيل الاشكال وتحل الشبهات وتوضح كل شيء من شأنه ان يبقى حائرا به صاحبه ويشفي صدور قوم مؤمنين ويصدع بالحق عن الجاهلين وبالله تعالى لا اله سواه استعين ونحن ايضا بالله لا اله سواه نستعين في دراسة الكتاب والاتيان على ابوابه سائلين الله تعالى للمصنف عظيم الرحمة والمغفرة. وجزيل الاجر والثواب. وسائلين الله تعالى عظيم النفع بقراءة الكتاب وتدارسه وان يكون من العلم الذي ينفعنا الله تعالى به ويكون حجة لنا لا علينا. نعم القسم الاول في تعظيم العلي الاعلى لقدر هذا النبي المصطفى قولا وفعلا قال الفقيه القاضي الامام ابو الفضل رحمه الله تعالى لا خفاء على من مارس شيئا من العلم او خص بادنى لمحة من بتعظيم الله بتعظيم الله تعالى قدر نبينا عليه الصلاة والسلام. وخصوصه اياه بفضائل ومحاسن ناقبة لا تنضبط للزمام وتنويهه من عظيم قدره بما تكل عنه الالسنة والاقلام. وصدق رحمه الله لا خفاء والله على كل من تعلم طرف العلم. فصغار المتعلمين في الامة. واوائل الطلب في دراسة العلم يفقه به المتعلم مبتدئ فظلا عن المتقدم او المنتهي يعلم عظيم منزلة رسول الله عليه الصلاة والسلام عند ربه. بما يقرأ بما يقف عليه من النصوص كما قال تكل الالسنة والاقلام ان تصف بالله عليك كيف يمكن لك ان تعبر؟ كيف يمكن ان يقوى احدكم على وصف هذا المعنى لما يقول له ربه متلطفا معه في التعامل ما ودعك ربك وما قلى. بالله حدثني عن شعور يقع في قلب بشر يقول له ربه ما ودعك ربك وما قلى ويزيد في اكرامه ومدحه والحفاوة به ولسوف يعطيك ربك فترضى بل حدثني عن وصف بالله يمكن ان تعبر به عن عظيم منزلة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند ربه وربه يقول في امر يتعلق بتشريع وصلاة وقبلة وتحويلها من بيت المقدس الى الكعبة. اسمع الى السياق الذي تقرأه الامة نسمعه الى قيام الساعة قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. بالله صف لي هذا المعنى حدثني عن عظيم منزلته عند ربه وربه ربه يخبره بشيء يرضيه. فلنولينك قبلة ترضاها وقد قال له بمكة قبل الهجرة ولسوف يعطيك ربك فترضى. وسيأتيكم في ثنايا الكتاب البديع هذا ان بعض السلف قال ليس في الاية ليس في القرآن اية ارجى للامة واعظم استمساكا من هذه الاية لم؟ قال لان الله وعده قال ولسوف يعطيك فترضى وهو عليه الصلاة والسلام لا يرضى لاحد من امته بالخسران ولا النيران والعياذ بالله. واذا كان ربه قد وعده فانا والله انما نتوسل مع ضعيف علمنا وقليل عملنا وعجز حيلتنا بعظيم مكانتنا عند ربنا منزلته عليه الصلاة والسلام لان الله وعده ان يعطيه حتى يرضيه. فما علينا يا احبة الا ان نسلك سبيل هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فهذا القسم من الكتاب يعرض فيه مصنف رحمه الله طرفا. لان القرآن والله يا اخوة مليء بذكر فضائل رسول الله عليه الصلاة والسلام وعظيم منزلته عند ربه هذه واحدة. والاخرى ان هذه الفضائل جاءت في القرآن متعددة الانحاء الاصناف فتارة فامتلاء نصوص القرآن العظيم بفضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا وجه من وجوه الفضل. والوجه الاخر هو تعدد ذكر هذه الاوجه فتارة تجد القرآن يذكر جميل اوصاف عليه الصلاة والسلام وتارة صريح ثناء ربه عليه وثالثا توعد الله عز وجل من تعدى عليه او استهزأ به او او اذاه ورابعا تجده وعد الله بالنصرة له والتأييد. ورابعا وخامسا وعاشرا. تعدد هذه الاوجه ايضا مدعاة للفضل والتعظيم. واما الثالثة فانه يبقى هذا مدخلا مهما وانت تقرأ القرآن سورة سورة. واية اية فتجد فيها الحفاوة الالهية بهذا النبي العظيم عليه الصلاة والسلام. وعظيم منزلته عند ربه. ويستقر في فؤادك صدق وعد الله تعالى له بالنصرة والتأييد وعظيم المكانة والحفاوة والمنزلة فان هذا يقود كلام حالة الى ان تملأ صدرك ايمانا وانقيادا نحو ان تحل هذه المنزلة في قلبك مكانها اللائق. وان يكون لرسول الله عليه الصلاة والسلام الحظوة والمكانة العظمى في نفوس اتباعه وامته. هذا هو الذي اراده المصنف رحمه الله في مطلع هذا القسم الذي سنستأنف فيه لقاءنا المقبل ان شاء الله تعالى ولسان حال احدنا اذ يقف على هذه المعاني ان يملأ صدره ايمانا وتعظيما واجلالا محبة تقوده الى صدق الطاعة والاتباع. وصدق الاستمساك برسول الله صلى الله عليه وسلم حبا يحملنا على ان نحمل هذه المعاني بصدق وجلاء ويقين. ونؤمن انك خير الورى. ومسك الحياة وخير الانام. تفيض بحبك ارواحنا عليك الصلاة عليك السلام. اضيئوا جمعتكم ايها الكرام بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام. ليست والله والله قناديل تعلق ولا مصابيح تضاء انما هي صلاة وسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليكم صلوات من رب بكم مضاعفة عشر مرات فاعظمنا بركة ليلته هذه هو الذي ظفر بصلاة ربه عليه. واكثرنا حظا بصلاة ربه الذي هو اكثرنا صلاة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون صل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم اغفر لامواتنا وارحمهم يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله. ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. بلغ يا رب الوافدين من حجاج بيتك الحرام مناهم امن لهم اداء مناسكهم وحقق مقاصدهم يا علي يا كبير. اللهم اكتب لنا حج بيتك الحرام وتقبله منا يا ذا الجلال والاكرام. واجعل صالحا خالصا لوجهك الكريم يا منان يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اكفنا شر الاشرار الفجار واحفظنا يا رب من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا اللهم ايد عبدك خادم الحرمين بكل خير وتوفيق وسداد وهدى. اصلح يا رب له النية والبطانة والقول والعمل واجعله صائبا سدادا مهديا واصلح له يا ربي سائر عمله في خدمة عبادك ودينك يا اكرم الاكرمين. ربنا اتنا في الدنيا وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد واله وصحبه اجمعين نستأنف لقاءنا يا اخوة بعد الحج ان شاء الله ويقف الدرس الاسبوع القادم فما بعده الى بعد الحج ان شاء الله تعالى