بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنستأنف الليلة بفضل الله تعالى وتوفيقه مدارسة شمائل نبينا الكريم بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. شمائله العطرة وسيرته النضرة. التي نقلب فيها صفحات من اشواق الحب الدفيء لنبي الامة صلى الله عليه واله وسلم في ليلة شريفة مباركة هي ليلة الجمعة نغترف فيها غرفات من معاني الحب الصادق والاتباع الكامل لنبينا صلى الله عليه وسلم. ونستكثر ايضا في الوقت ذاته من الصلاة والسلام عليه في ليلة شريفة مباركة ندبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه وهو القائل بابي وامي عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم اصل من اصول الدين الذي يبعث على حبه عليه الصلاة والسلام. ومن ثم الطريق العظيم نحو الاتباع الكامل والاقتداء بسنته صفحات من شمائله عليه الصلاة والسلام وكنا قد شرعنا في مجلسين قبل الحج من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للقاضي عياض الي رحمة الله عليه. ونحن نستأنف عقب الحج. ولا تزال من عبق الحج العاطر واريجه الفواح في بقايا من وفد الله لم تزل لم تزل في رحاب البيت الحرام تنتظر اليوم الذي تودع فيه البلد الامين بعد ان اكرمها الله عز وجل فلبت النداء الكريم. واتت تحج بيت الله العتيق الله لها النسك واكمل لها اداء الفريضة وهي تنتظر اوان الرحيل والعود الى الديار والاوطان. في اعقاب الحج نحن نرى هذه الجموع الغفيرة فانها صورة من صور العظمة في ديننا معشر المسلمين. عظمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ونحن نشهد هذه الجموع التي تتدفق من شرق الارض وغربها تؤم البيت الحرام تعلن الولاء لهذا الدين انتساب لهذه الملة المباركة. ملة الاسلام دين الحنيفية وراية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكم يتأتى لك في مثل هذا الموقف في وسط جموع الحجيج التي تزدحم في رحاب البيت الحرام وساحات تتجلى لك صورتان متجاورتان تماما. احداهما ذلك المشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هجرته من مكة وانت تتحدث عن قبل ما يزيد على الف واربعمائة وست وثلاثين سنة. حين كان عليه الصلاة والسلام يحاول جاهدا ومجاهدا في قريش واهل مكة اهل الحرم ان يؤمنوا بدعوته وان يلبوا لرسالته. فاذا بالصدود والاعراض واذا بالمحاربة والذب عن هذا الدين هو سبيل القوم انذاك. فلم يظفر الا بفئة مؤمنة وثلة امنت به وصدقته حتى خرج مهاجرا عليه الصلاة والسلام. بل حتى خروجه للهجرة كان تخفيا. وكان مطاردة وكان يريد عليه الصلاة والسلام الخروج بهذا الدين. ليت شعري ما كنت تعلم انذاك انه سيأتي يوم حين يدور الزمان دورته وتتعاقب الاجيال وتتوالى القرون فاذا بالجموع الغفيرة هي التي تأتي حاملة هذا في صدرها وهي تؤم بيت الله الحرام تطوف وتسعى وكلها بلسان واحد عربا وعجما بيضا وسودا رجالا ونساء اذا بهم جميعا يقولون اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. هذه الكلمة التي ظل يجاهد عليه الصلاة والسلام من اجل تحقيقها واستنطاقها من افواه القوم على مدى ثلاث عشرة سنة بمكة فما امن معه الا فئة مؤمنة قليلة مصدقة من السابقين الاولين الى الاسلام ولقد قال احد الحجيج عندما اسمع الاذان في رحاب البيت الحرام ويصدح مؤذن المسجد الحرام بجمله اشعر ان لها وقع في النفس يختلف عن سماعه في اي مكان في الدنيا. وانت ترى هذه الجمعة المتدفقة. فاذ تسمع من رحبات المسجد الحرام ومن مكبرات الصوت في جوانبه وساحاته ومآذنه. وهي تدوي اشهد ان لا اله الا الله. فيقع في قلبك من العظمة والهيبة والجلال انه والله لو لم يكن الها حقا ما اجتمعت له هذه الجموع. ولا لبت هذه الحشود ولا اجتمعت كاشفة رأسها حاسرة متعرية وهي تقول لبيك اللهم لبيك. تشعر ان لجمل الاذان من منابر الحرام ومآذنه تشعر ان لها وقعا مختلفا واثرا عظيما في النفوس. ونحن نعيش ايام الحج ولا زلنا في بقية منه كما قلت فاذا قال مؤذن المسجد الحرام ايضا اشهد ان محمدا رسول الله يرجع بك الزمن ايضا الى اكثر من الف سنة. هذه التي عزت على قريش ان تذعن لها اول مرة وان تستجيب لها من بداية الدعوة. تعجب عندما ترى اليوم ايضا المسلمين عربا وعجما من شرق الارض وغربها من كل مكان. وهم يأتون طوعا بل وحبا وانقيادا يشهدون ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله الذي لا اله الا هو لو لم يكن نبيا صادقا ورسولا حقا ما كتب الله دعوته ودينه وبرسالته ما كتب الله لها القبول والانتشار والاذعان. فتأتي الجموع طائعة ملبية منقطعة وهي تجعل نصب عينيها في كل خطوة من خطوات مناسكها قوله عليه الصلاة والسلام في حجته اليتيمة يوم حجة الوداع لتأخذوا عني مناسككم يخرج طريدا مهاجرا عليه الصلاة والسلام ثم تأتي الامة تعز دينه وترفع رايته وتؤيد ملته وهي تحمل في قلوبها الايمان الصادق والحب الوافر برسول الله عليه الصلاة والسلام. والله لو علمت قريش انذاك ان مدافعتها وان عنادها ليس الا اياما معدود دودات ثم يقرب التاريخ صفحاته لتأتي الامة كلها لوفرت قريش جهدها وعنادها واستكبارها ولامن اول مرة اذ تقبل الدنيا كلها مؤمنة طائعة تشهد انه رسول الله حقا صلى الله عليه واله وسلم ثم هي الجموع نفسها التي لبت وطافت وسعت ورمت وكبرت وباتت وادت المناسك هي ذاتها تصطف هناك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي في مسجده ثم تقف بادب وخضوع واحترام تلقي السلام عليه صلى الله عليه وسلم وهي تعلن ايضا حبها وايمانها. وتأتي كل هذه الجموع كل عام لتؤيد هذا المعنى الكبير فهي صورة عظيمة والله يا اخوة تعيشها امة الاسلام كل سنة في الحج. عظمة نحملها في دورنا لربنا الكبير المتعالي الذي اظهر دينه واعلى كلمته وايد نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا فان السنة ان يقول المعتمر والحاج على رأس كل شوط في السعي عند الصفا والمروة لا اله الا الله وحده لا ترك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده. نحمل هذه المعاني على تعاقب السنين. ونورثها للاجيال ونحمل سنة تربطنا بسيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الحج معان عظيمة ايضا تحملنا على تعظيم قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم في القلوب به في النفوس والاستمساك بسنته ولزوم شريعته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام هذا هو مجلسنا الثالث ايها الكرام في مدارسة كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ونحن نعيش ما تبقى من ايام الحج وبين ظهرانينا ايضا من وفد الله الكريم الذين اتوا الى هذا البيت الحرام يقصدونه يأمونه ويؤدون ما بقي من مناسك حجهم حتى يغادرونه مودعين بطواف الوداع. وقف بنا الحديث عند صدر الكتاب بعد مقدمته وهو الحديث في اول اقسام الكتاب في تعظيم العلي الاعلى لقدر هذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا حروفي واوراقي وحبر يراعي لبت لمدحك اذ دعاها الداعي. صلى عليك الله يا علم الهدى ما حرك الشوق الدفين شراعي. وقف بنا الحديث في صدر هذا القسم والمصنف رحمه الله يتحدث عن ما اودع الله ما اودع الله تعالى في كتابه الكريم من اصول عظيمة تدل على عظمة قدر المصطفى صلى الله عليه واله سلم نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد قال المصنف رحمه الله وغفر له ولنا ولشيخنا وللسامعين القسم الاول في تعظيم العلي الاعلى لقدر هذا النبي المصطفى قولا وفعلا. قال الفقيه القاظي الامام ابو الفضل رحمه الله لا خفاء على من مارس شيئا من العلم او خص بادنى لمحة من فهم بتعظيم الله تعالى قد نبينا عليه الصلاة والسلام وخصوصه اياه بفضائل ومحاسن ومناقب لا تنضبط لزمام. وتنويه وتنويهه من عظيم قدره بما تكل عنه الالسنة من عظيم قدره وتنويهه من عظيم قدره بما تكل عنه الالسنة والاقلام. نعم تقدم هذا المقطع من صدر المقدمة في القسم الاول من كلام القاضي رحمه الله في اخر خير مجلس قضيناه قبل الحج. ويريد رحمه الله انه من البين الواضح لكل مسلم كتب له شيء من طلب العلم ولو بادنى حظ منه فانه يعلم تماما وبداهة ان الله عز وجل قد قرر في كتابه الكريم اصولا عظيمة تدل على منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتبين مكانته عند ربه. وانه خصه جل في علاه بمحاسن وفضائل ومناقب هي بادية لكل ذي عينين. فليست مسألة غامضة تحتاج الى شرح ولا مسألة من دقائق مسائل الدين التي تحتاج الى بيان وتفصيل وايضاح لكنها من البيان بوضوح ومن المكانة الجليلة ايضا بجلاء انما يريد رحمه الله ان يبرز هذه الجوانب ويقسمها بما يعين على جمع شتات هذه الاصول العظيمة والمواضع القرآنية التي اشاد فيها ربنا الكبير المتعال بنبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام فمنها ما صرح به تعالى في كتابه ونبه به على جليل نصابه. واثنى به عليه من اخلاقه وادابه قص العباد على التزامه وحض العباد على التزامه وتقلد ايجابه فكان جل جلاله هو الذي تفضل واولى. ثم طهر وزكى ثم مدح بذلك واثنى ثم اثاب عليه الجزاء الاوفى فله الفضل بدءا وعودا وله الحمد اولى واخرى. يريد رحمه الله ان من من اساليب القرآن ومن منهج البيان في كتاب الله الكريم في بيان مقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما جاء صريحا في كتاب الله تعالى بالتنبيه على قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانته عظيم رفعته وما بوأه الله عز وجل من الشرف والسيادة والتقدم والامامة في الدنيا وفي الاخرة. اشار القرآن ايضا الى عظيم اخلاقه عليه الصلاة والسلام. وزكى ايضا صفاته. كل هذا جاء صريحا في كتاب الله فهو لون من ضيقة القرآن في بيان مكانة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اشار ها هنا الى عنوان. فان قيل فما الامثلة وما وما الايات من القرآن التي تدل على هذا المعنى فالجواب ان ما سيأتي في كل هذا القسم في ابوابه العشرة هي نوع من ابراز هذه الايات القرآنية والتعليق عليها كما ترى في طريقة القاضي رحمه الله تعالى ومنهجه في سوق ايات الكتاب وذكر شواهد الاثار وعبارات السلف حول هذه المعاني هذا اذا نوع من طريقة القرآن ومنهجه في بيان مكانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم ومنها ما ابرزه للعيان من خلقه على اتم وجوه الكمال والجلال. وتخصيصه بالمحاسن الجميلة والاخلاق الحميدة والمذاهب الكريمة والفضائل العديدة وتأييده بالمعجزات الباهرة والبراهين واضحة والكرامات البينة التي شاهدها من عاصره. ورآها من ادركه. وعلمها علم يقين من جاء ابعده حتى انتهى علم حقيقة حتى انتهى علم حقيقة ذلك الينا. وفاضت انواره علينا صلى الله عليه وسلم كثيرا. نعم يقول وقسم اخر من هذه الاساليب القرآنية ما ابرز الله تعالى لخلقه من تمام خلقة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وما جبله عليه ايضا من كريم الصفات وحميد السجايا. حتى صار اية وعنوانا عليه الصلاة والسلام على ماذا؟ اية وعنوانا على الكمال البشري. على رفعة القدر الذي خصه به ربه سبحانه وتعالى فان الله لما اصطفاه واجتباه كمله سبحانه وهداه. كمله خلقا وخلقا. وهذه اية من ايات الرفعة والعز والشرف تكميل الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام. كمله خلقا وخلقا. فاذا ما ففي الاوصاف في الخلقة فانك تجد ايضا من اعظم الايات التي تدل على عظيم مكانته عند ربه. وفي اخلاقه كذلك لون اخر من هذا المعنى الكبير كل ذلك نوع مما ابرز للمخلوقين للعيال ما ابرز لهم معنى. واما حسا فما ابرز على ايات على يديه عليه الصلاة والسلام من الايات المعجزات. والكرامات الواضحات. وكان ذلك متكررا قبل الهجرة وبعدها. ورآها صحابة وعاشوها بام اعينهم رضي الله عنهم وهم يرون مثلا انشقاق القمر. ويرون تكفير الطعام بين يديه ونبع الماء من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم في ايات ومعجزات كثيرة متكررة فهذه ايات حسية رآها الناس فعلموا انها دلائل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم. ايدها به ربه سبحانه وتعالى ايده بها وجعلها سلطانا لاظهار مكانته وعظيم منزلته عند ربه وتأييده بهذه المعجزات. فكان هذا تنوعو من ابراز الايات الدالة على صدقه ونبوته ومكانته عند ربه بشقيها. حسا ومعنى المعنى ما علمه الناس في خلقه واخلاقه. والحس ما ادركوه وعاشوه ورأوه من المعجزات المتحققة التي ادركوها بحواسهم رضي الله عنهم اجمعين. ادرك الصحابة هذا وما ادركناه. لكنه نقل الينا على وصف صحيح تثق النفوس به وتطمئن الرواية اليه فحصل اليقين عندنا كما حصل للصحابة رضي الله وعنهم وامنا به كما امنوا به رضوان الله عليهم فكان ذلك من صنف الايات التي تدل على عظيم منزلته عند ربه صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله حدثنا القاضي الشهيد ابو علي الحسين ابن محمد الحافظ رحمه الله قراءة مني عليه. قال حدثنا ابو الحسين المبارك ابن عبد الجبار وابو الفضل احمد ابن خيرون. قال احدثنا ابو يعلى البغدادي قال حدثنا ابو علي السنجي قال حدثنا محمد بن احمد بن محبوب قال حدثنا انا ابو عيسى ابن سورة الحافظ قال حدثنا اسحاق ابن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي بالبراق ليلة اسري به ملجما مسرجا. فاستعصب عليه فاستصعب عليه فقال له جبريل ابمحمد تفعل هذا؟ فما ركبك احد اكرم على الله تعالى منه؟ قال قال عرقا الحديث اخرجه الترمذي كما هو في سياق سند المؤلف رحمه الله واخرجه ايضا احمد وابو يعلى وغيرهم وفي سنده نقاش حول صحته صحح الالباني رحمه الله الحديث في صحيح الترمذي وتخريج المشكاة. وفي طرف من واقعة قصة الاسراء. لما اوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق ليركبه. البراق المعروف الذي هو قيل دابة الانبياء عليهم السلام وهو مركوب ابيظ اللون بين البغل والحمار يظع خطوه عند منتهى طرفه يعني عند منتهى بصره. وكانت من الايات المعجزات لرسول الله عليه الصلاة والسلام. اوتي بالبراق فكان قصة الاسراء والمعراج. في طرف من هذه القصة هذا الموقف الذي حصل قيل في حديث انس رضي الله عنه انه عليه الصلاة والسلام اوتي بالبراق ليلة اسري به ملجما مسرجا. ملجما يعني عليه اللجام واللجام هو الحبل الذي يوضع في فم الفرس ليقوده به قائده وراكبه. مسرجا يعني موظوعا عليه السرج وسرج الفرس هو ما يجلس عليه الراكب بعد وضعه على ظهر الفرس. والمعنى ان البراق اوتي بسرجه ولجامه. الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اراد ان يركبه استصعب عليه. يعني تأبى عليه ويحصل هذا في بعض الحيوانات ابل والخيل ان تجد ان يجد الراكب صعوبة في ركوبها. اما لنفرة فيها واما لعدم خبرة بركوبها فيحصل الاستصعاب وعادة ما يحصل ذلك عندما تكون الفرس ابية على الركوب. فتأبى ان يركبها راكب. فلا تزال تنفر وتتحرك ولا يستقيم لها ظهر فلا يتم لراكبها ان يتهيأ له الركوب. قال فاستصعب عليه فقال جبريل عليه السلام للبراق ابي محمد تفعل هذا؟ فما ركبك احد اكرم على الله تعالى منه. قال فارفض عرقا يعني ارفض البراق عرقا. ومعنى ارفض عرقا انه تصبب البراق عرقا. وقيل هذا على وجه الحياء والخجل وقيل حصل هذا ايضا على وجه الاجلال والاكبار بعد ما سمع من مقولة جبريل عليه السلام والموضع الشاهد هنا في الحديث ان قولة جبريل عليه السلام التي هي ليست من اجتهاده. لما قال ما ركبك احد اكرم على الله منه. فدل على علو مكانته صلى الله عليه وسلم وعظيم منزلته عند ربه سبحانه وتعالى ولا يزال في الابواب التالية في هذا القسم من الكتاب ادلة اكثر وضوحا وصراحة في عظيم المنزلة التي كي تبوأها رسول الله صلى الله عليه وسلم كرامة من ربه سبحانه وتعالى. الباب الاول في ثناء الله تعالى واظهاره عظيم قدره لديه اعلم ان في كتاب الله العزيز ايات كثيرة مفصحة بجميل ذكر المصطفى. وعد محاسنه وتعظيم امره وتنويه قدره اعتمدنا منها على ما ظهر معناها وبان على ما ظهر معناه وبان فحواه وجمعنا ذلك في عشرة فصول هذا اول ابواب هذا القسم وهو ابواب اربعة. وهذا الباب الاول كما عنون له في الله تعالى عليه واظهاره عظيم قدره لديه. كيف اثنى الله على نبيه عليه الصلاة والسلام؟ وكيف ابان الله عظيم منزلته وقدره عنده سبحانه وتعالى؟ الجواب كما قال القاضي عياض رحمه الله ان في كتاب الله العزيز اذ ايات ايات كثيرة مفصحة بهذا المعنى. وهذه الايات على كثرتها انت تجد فيها انواع المتفرقة من اسلوب القرآن في بيان عظيم منزلة رسول الله عليه الصلاة والسلام. كل ذلك سيأتي تفصيلا. لكن هذه الايات لكثرتها وعظيم تعددها واختلاف انحائها التي جاءت في بيان المنزلة لرسول الله عليه الصلاة والسلام تحتاج الى جمع وتبويب وترتيب وتقسيم. وهذا ما صنعه المؤلف رحمه الله. والا فانا وانت بمجرد ان تتصفح كتاب الله فانت تجد بوضوح وجلاء طريقة القرآن في الخطاب لرسول الله عليه الصلاة والسلام وانت تجد عظيم التودد الذي يجده رسول الله عليه الصلاة والسلام من ربه وهو يخاطبه وهو يوحي اليه. وضربت لذلك في مجلس سابق انت تقرأ في كتاب الله قول الله له والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. ايات ثلاث كل واحدة جديرة بان يظهر ما فيها من المعنى العظيم الذي يدل على عظيم المنزلة له عند ربه. بالله عليك عبد نبي كريم يقول له ربه بعد قسم مبجل ما ودعك ربك وما قلى ثم يطريه ويثني عليه وللاخرة خير لك من الاولى. ويبالغ في اكرامه ولسوف يعطيك ربك فترضى وتنتقل الى موضع اخر لتجد ربه يذكر له عظيم منزلته مخاطبا اياه فيقول الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك. هذه الايات يا كرام التي يخاطب فيها رب الجلال نبيه عليه الصلاة والسلام. الا ترى معي انها بموضع عظيم تدل على منزلة رفيعة ومكانة جليلة ايضا وانت تقرأ في كتاب الله قول ربه له في شأن مسألة عظيمة في الدين. استقبال القبلة في الصلاة. وهذا الحدث العظيم في الشريعة الذي اصابه لغط على السنة اليهود والنصارى واثاروا حوله جدلا وبلبلة في المجتمع النبوي انذاك وتحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة والمسألة ظلت امنية في صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام. منذ ان كان بمكة فانه وكان يشتاق ان تكون الكعبة قبلته. ولهذا فقد صح ايضا في السير انه اذا كان يصلي عليه الصلاة والسلام بمكة قبل الهجرة فاذا صلى جعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس فصلى الى الجدار الجنوبي للكعبة فيستقبل بيت المقدس ويجعل الكعبة امامه شوقا الى الا يستدبر الكعبة او ينأى عنها. فتكون امامه في اتجاهه الى بيت المقدس. لما جاء القرآن ينسخ تحويل القبلة من بيت المقدس لينسخ القبلة من بيت المقدس ويحولها الى الكعبة. تأمل هذا الاسلوب القرآني البديع قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فجعل الله سبحانه وتعالى امره الالهي مناطا برضى نبيه عليه الصلاة والسلام بالله عليكم اليس هذا بينة على عظيم منزلة تبوأها عند ربه فيشرع له ربه في الدين والاحكام والصلاة ما يجعله موافقا لرضاه صلى الله عليه وسلم فلنولينك قبلة ترضاها يقول له ربه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. يقول له ربه وجل مخاطبا اياه في مواضع كثيرة ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به. وربك اعلم بالمفسدين فان كذبوك متفق لعملي ولكم عملكم. انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. ومنهم من يستمعون اليك. افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر اليك. فالناظر اليه ماذا عساه ان يرى منهم من يستمعون اليك انما يستمعون الوحي والقرآن. وما بعثه به ربه. فهذا واظح ومعلوم. وجعل القرآن تسليته في اعراض المعرضين عن سماع الوحي انها اذان صم لا تعقل نور الشريعة ولا هدى الوحي. لكن ماذا تفهم من قوله ومنهم من انظروا اليك فماذا في النظر اليه من ايات النبوة وما الذي جعله سبحانه وتعالى من النظر اليه وعدم استجابة الناظرين اليه واهتدائهم الى نور الوحي الذي جلله به ربه؟ قال ومن منهم من ينظر اليك افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون؟ فمن لم يهتدي بالنظر اليه عليه الصلاة والسلام ويرى اثر ونور الوحي فهو اعمى. قال افانت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون. الباحث في نصوص القرآن واياته. عن هذا الباب الكبير في عظيم منزلته عند ربه ومكانته عليه الصلاة والسلام يجد من ذلك شيئا عظيما كثيرا متوفرا ما قال القاضي رحمه الله ايات كثيرة مفصحة بجميل ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم وعد محاسنه وتعظيم امره وتنويه قدره. اما تعظيم امره وتنويه قدره فشيء عظيم في نصوص القرآن. انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. من يطع الرسول فقد اطاع الله. وان تطيعوهم تهتدوا فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ومنهم من يقول ومنهم من يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. والنصوص التي تبين عظيم منزلته. ووجوب الوقوف عند امره ونهيه كثيرا. جماعها قول الله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فالحاصل ان الايات القرآنية يا كرام في هذا الباب عظيمة كثيرة وفيرة. فاذا اراد مصنف كالقاضي عياض رحمه الله ان يبرز لمن يقرأ هذا الكتاب موضع النبي عليه الصلاة والسلام من خلال ايات القرآن فسيجد كما عظيما من ايات الكتاب الكريم. فماذا صنع القاضي رحمه الله؟ حرص على جمعها وتبويبها وجعلها في اقسام باسماء فصول في كل فصل يجمع لك زمرة من الايات التي تدور حول معنى من المعاني فيحصل لك بمجموع هذه الفصول والمرور عليها وتقريب النظر في الايات التي يعرضها رحمه الله اه بما تدل على عظيم المنزلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحقق المراد ويوصلك الى المطلوب الا وهو ثناء الله على نبيه عليه الصلاة والسلام واظهار عظيم قدره لديه. السؤال وما المرجو من وراء ذلك كله سنقلب صفحات القرآن وسنتتبع عبارات القاضي عياض وهو يشرح ويبين ويبرز مواضع الذكر الجليل لرسول الله عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم فما المرجو من ذلك كله؟ ما الهدف؟ ما القصد؟ ما الذي يرمي اليه الهدف من ذلك كله يا كرام ادنى اذا استقر في قلوبنا وعقائدنا وارواحنا ان له عليه الصلاة والسلام عند ربه المكانة تما والمنزلة العظمى فما هو حقه في قلبي وقلبك عبد الله اذا كان قد تبوأ عند ربه تلك المنازل السامية والدرجات الرفيعة. فاين موضعه من قلبي وقلبك حبا وتعظيما واحتراما واجلالا ومهابة وتوقيرا ووظعا فوق الرؤوس والاعناق وعلى الاهداب ورمش العيون وان تكون سنته وسيرته وحياته اجمع بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام نور الحياة لاحدنا. ومصباح الذي يضيء له الطريق ويتتبع مواضع الخطوات. هذا مدخل مهم والله يا كرام لمن تلمس محبة صادقة ثقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ان تبحث عن مكانته عند ربه. عن عظيم منزلته عند خالقه ومولاه ربك خلق الملائكة والانس والجان له الخلق كله له الامر كله رب العالمين واله الاولين والاخرين فاذا رأيت في كتاب الله من كلام الله ما يدل على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين خلق الله اجمعين قد خص بهذه الخصائص. وتبوأ هذه المكانة وارتقى بابي وامي عليه الصلاة والسلام. تلك المنزلة شريفة رفيعة والله لتذعنن بحق انه حتم علي وعليك ان نفسح له في قلوبنا المكانة اللائقة وان نبوءه من صدورنا وحبنا وعقولنا وافكارنا وارواحنا ما يليق بمقامه الشريف عليه الصلاة والسلام وان فوالله ابدا ان نحل في القلوب بشرا محبوبا يفوق محبته عليه الصلاة والسلام ولا بمقدار شعرة وان نأبى وكل الاباء وان نرفض تمام الرفض ان تبقى قلوبنا مأسورة بحب بشر اكثر من حبه عليه الصلاة والسلام. وان يكون من نبض القلوب وخفق الافئدة في العطف والود والحب والاحترام والاشراق بنور النبوة اكثر مما له عليه الصلاة والسلام هذا المدخل من اجل الوصول الى هذا الهدف الكبير العظيم. فاجعلوا الايات التي تقرأ على اسماعكم. والمواضع التي تمر بنا في عظيم مكانته عند ربه طريقا الى هذا المقام العظيم ايها الكرام وانه والله لدرجة من درجات الايمان وثقى في صميم العقيدة يغرز احدنا عليها العقد في قلبه. ويجعلها من صميم الايمان الذي يتقرب به الى الله ان من ايماننا بالله تصديقه فيما اخبر سبحانه وتعالى. وانقياد القلوب له ظاهرا وباطنا. ومن معاني شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم القبول التام والاستسلام والانقياد لكل ما جاءنا به عن الله. وما اخبرنا به عن جل في علاه وان يكون له ايضا المكانة التي لا تتقدم عليها مكانة في القلوب والمحبة والطاعة والاتباع هذا اعظم ادب صدرت به ايات الاداب في سورة الحجرات. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. فان الله ورسوله وان تكون الشريعة امرا ونهيا هي المقدمة هي الاول وما عداها في الحياة يكون تاليا وثانيا وتبعا هذا مقصد شرعي كبير. هذا صميم الايمان هذا مطلب الشريعة ايها المسلمون. نحن في مدارسة هذا الكتاب حسبنا ان ان نمر على هذه المواضع من كتاب الله التي تدل على عظيم مكانة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لتشعر والله بعظيم تقصيرنا عندما نتخلى عن بعض السنن فوالله يصيبك الحرج والحياء. اترظى ان تتأخر عن سنة وان لتعلم ان صاحبها كان عظيم القدر عند ربه سبحانه وتعالى هل تزهد بعد اليوم في امر ثبت عندك انه من قوله وفعله عليه الصلاة والسلام. فضلا عن ان يكون من امره ونهيه اتزهد وتتأخر تتراخى تتكاسل تفتر وانت تعلم انه صاحب مكانة عظيمة وحفاوة وبهاء وجلال في القدر عند رب السماوات والارض. هذا مدخل والله يا اخوة يعالج في القلوب المؤمنة قدرا كبيرا من الخلل ربما وقعت فيه. من الفتور في طريق السنن ربما وقعت فيه. من الضعف عن الاستكمال في الحياة بتتبع تتبع كل نواحي الهدي النبوي ربما اصاب بعضنا. فالعلاج الاساس هو العودة الى جذور المسألة والوقوف على ما اعد الله الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام. وما اجتباه وما خصه به وما كرمه به ربه جل في علاه. اترى اترى ان ان الله عز وجل لما خصه بتلك المكانة والمقام المحمود والمنزلة الرفيعة. لما لما اخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه ولما تعددت الايات على اختلاف انحائها واساليبها في وصول هذا الامر الى قلوبنا معشر العباد والله ما هو الا تأسيس عظيم وتأكيد متكرر على هذه القضية لتعلم انها من صميم الايمان واس من اسس العقيدة في ديننا معشر المسلمين. سيتتبع القاضي عياض رحمه الله. هذه المحاسن النبوية في القرآن. هذه المحامد القرآنية لرسول الاسلام هذه المكانة العظيمة والحفاوة والبهاء التي وجدناها في كتاب الله لرسولنا صلى الله عليه واله وسلم وجعل ذلك في فصول عشرة ناتي عليها تباعا. نعم قال رحمه الله الفصل الاول فيما جاء من ذلك مجيء المدح والثناء وتعداد المحاسن. كقوله تعالى لقد اذا جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف هذه اية ايها الكرام طالما سمعناها من ائمتنا في الصلوات في التراويح من القراء في المذياع في التلفاز طالما قرأناها في كتاب الله من حفظنا او من المصاحف ونحن نقرأ وربنا يخاطبنا وانا وانت داخلان في هذا الخطاب لقد جاءكم يعني انا وانت. لقد جاءكم رسول من انفسكم. عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. بالله عليك اما حركت الاية يوما ما في فؤادك في قلبك. معنى عظيما الحب والتعظيم والاحترام لنبي عليه الصلاة والسلام اخبر الله عنه بهذه الاوصاف دعني اعكس السؤال فاقول ما الله وهو يخبرنا باية كهذه ما مراد ربنا وهو يخاطبنا؟ فيقول لقد جاءكم يا عبادي. رسول من انفسكم والذي ارسله هو الله. لكنه اذكروا هذه الاوصاف ويعددوا المحاسن والخطاب لنا. لقد جاءكم رسول هو كذا وكذا وكذا اما سألت نفسك يوما ما ما المراد؟ لم يخاطبني الله بهذا؟ ماذا يريد مني ربي؟ والله يريد منك الله يريد منك ان تفسح في قلبك مكانة لائقة لنبي هذا وصفه. اخبر عنه ربه. ايليق به مكانة في القلوب تحل ثانيا او ثالثا او عاشرا ايليق ان يكون له في القلوب زاوية وهامش لا يعيش صميم القلب حبا ولا تستضيء به القلوب طاعة واقتداء. وربه لما يمدحه ويعدد محاسنه يقول عزيز عليه ما عنتم يشق عليه الامر الذي يشق عليكم بالله عليه نبي يحمل هم امته ويجعل المشقة عليها مشقة على فؤاده وقلبه هو واسطة بينهم وبين ربهم لكنه في مقام التشريع وتقبل الوحي لا يزال يحمل الشفقة على الامة والرفق بهم والرأفة والرحمة. الله يقول لك نبي ملأ قلبه رأفة ورحمة لي ولك وشفقة بي وبك اذا كان يحمل هذا في قلبه لي ولك. فماذا حملنا نحن في قلوبنا له انا وانت؟ هذا هو السؤال هذا هو فهمنا لاية كهذه يعدد ربنا محاسنه ويذكرنا باوصافه ويذكر من جميل المعاني ما يحرك في القلوب هذا المعنى العظيم ما موقفنا من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ ان تقول امنت به صدقته اتبعته فتنطلق تتبع سننه وتطبق هديه في الحياة هذا مقصد عظيم. لكنه لا يقوم الا على ساق المحبة. والاستسلام الكامل بالانقياد والطاعة هو الاتباع ما لم تقم شجرة الطاعة والاتباع في القلوب على ساق المحبة له عليه الصلاة والسلام فان الن يكون سديدا يا عباد الله؟ المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام منبعها موقفه من امته عليه الصلاة والسلام قرآن في ايات متعددة يلفت انظار العباد الى هذا المعنى العظيم لم يكتب لي ولا لك العيش معها عليه الصلاة والسلام. نعم. ولم نرى دموع عينيه تذرف حزنا على امته. او شفقة عليها ولا رأيناه في مواضع كثيرة يرى على وجهه عليه الصلاة والسلام التمعر الحزن الاسى الخوف الحب الفرح ما قرأنا هذه المشاعر لاننا ما عشناها. لكن القرآن يخبرنا ونحن نؤمن بصدق كلام ربنا ونحن نؤمن بعظيم ما اخبر الله به. ثم ثبتت الروايات في السيرة والسنن ما رآه الصحابة ما نقلوه ما عاشوه. فنحن والله على يقين ان الله ملأ قلبه حبا لامته. ورأفة بها ورحمة بل وحرصا عظيما. حرص لم انتهي بانتهاء حياته بين امته عليه الصلاة والسلام. بل حرص يمتد الى يوم البعث والجزاء. الى يوم الحشر والنشور عندما تفصل الامم ويقضى بين الخلائق ويؤتى كل امة بامامها تدعى كل امة بامامها. ويؤتى برسول عليه الصلاة والسلام شهيدا. فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد؟ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. هل فهمت الان سر تأثره بقراءة الاية التي سمعها عليه الصلاة والسلام من ابن مسعود فذرفت عيناه وهو يسمع وجئنا بك على هؤلاء شهيدا والله لست تشعر الا استشعاره عليه الصلاة والسلام لعظيم الشفقة والرأفة والرحمة بامته في موقف الهول والفزع يوم تجمع الامم بين يدي الله. فتذكر الموقف فذرفت عيناه حزنا شوقا خوفا رأفة رحمة مشاعر ما تستطيع ان تعبر عنها رصدها ابن مسعود لما قال فالتفت فاذا عيناه تذرفان. هذا المعنى تكرر في الروايات ووجدناه وفي مواضع متعددة رأفته بامته رحمته عليه الصلاة والسلام. لم يزل حتى اخر لحظة يذود دون امته يحول بينها وبين عقاب الله فاذا قضي بين الخلائق فريق في الجنة وفريق في السعير. ويفصل ويحال بينه وبين فئام من امته فلم يزل ينافح عنها عليه الصلاة والسلام فيقول يا رب امتي امتي لم يزل يناشد ربه في امته ما تركها ما تخلى عنها ما نسيها في موقف قال فيه الانبياء عليهم السلام كل قال نفسي نفسي. وهو يقول امتي امتي عليه الصلاة والصلاة. هذا الموقف العظيم الذي حمله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لامته والله يا قوم يستوجب على كل محب ان يعلم عظيم المحبة الواجبة له بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم. وان يكون له في حياتنا مساحة عظيمة مشرقة تحتل تحتل اهتمامنا الاكبر في تفكيرنا في اهتماماتنا في تعلمنا وتعليمنا في تربيتنا اولادنا وناشئتنا ان تبقى سيرته العطرة وان تبقى اخلاقه وشمائله نبراسا تضيء لنا الحياة في زمن نحن احوج ما يكون فيه الى ان نضيء الظلمات التي احاطت بنور النبوة ومشكاتها الصافية وسيرته عليه الصلاة والسلام بين ايدينا مشرقة بهية نظرة نعم قال السمرقندي وقرأ بعضهم من انفسكم بفتح الفاء وقراءة الجمهور بالضم. نعم قراءة شاذة ليست في الصحيحين المتواتر لقد جاءكم رسول من انفسكم. يعني من النفاسة. من اكثركم نفاسة والشيء النفيس الثمين رفيع القدر عظيم المنزلة. والمعنى ان الله اصطفاه واختاره واجتباه من انفس الخلق من اعظمهم منزلة اكثرهم نفاسة في القدر خلقا وخلقا صلى الله عليه وسلم. لكن القراءة لا تصح وقراءة الائمة العشرة وغيرهم من انفسكم كما هو السائد في قراءة الناس قال القاضي الامام ابو الفضل رحمه الله الامام ابو الفضل هو القاضي عياض رحمه الله اعلم الله تعالى المؤمنين او العرب او اهل مكة او جميع الناس على اختلاف المفسرين من المواجه بهذا الخطاب انه بعث فيهم رسولا من انفسهم يعرفونه لقد جاءكم رسول. الخطاب لمن الاية في سورة التوبة. لقد جاءكم رسول من انفسكم. الخطاب لمن قالوا لامة الاسلام ام هو لقريش ام هو للعرب كل ذلك اقوال المفسرين. من المواجهة بهذا الخطاب؟ فاذا قلت خطاب الله في القرآن لكل البشرية فالخطاب لكل الناس عربا وعجما. ومن قال المقصود العرب لان الله قال من انفسكم ولم يكن نبيا الا من العرب ومن قاله ومن قريش فلانها اخص من العرب وهي قبيلة ينتسب اليها رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول اعلم الله المؤمنين او العرب او اهل مكة او جميع الناس على اختلاف المفسرين من المواجه بهذا الخطاب انه بعث فيهم رسول من انفسهم يعرفونه. نعم ويتحققون مكانه ويعلمون صدقه وامانته. فلا يتهمونه بالكذب. وترك وترك وترك النصيحة لهم لكونه منهم يعني لا يتهمونه بالكذب ولا يتهمونه بترك النصيحة لهم وانه لم يكن في العرب قبيلة قبيلة الا ولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولادة او قرابة وهو عند ابن عباس وغيره معنى قوله تعالى الا المودة في القربى. نعم هذا وجهنا الان من وجه من وجوه فهم الاية. يقول اخبر الله اخبرنا ايها المؤمنون او اخبر العرب. او اخبر قريشا او اهل مكة انذاك انه لقد جاءكم رسول من انفسكم قال ولما كان من انفسكم اذا انتم تعلمون صدقه وتعلمون شدة نصحه وانه لا يمكن بحال ان يكون خائنا او كذابا او غاشا لكم فيترك فيما انتم تحتاجون اليه. قال لكونه منهم لما قال من انفسكم هذه النسبة نوع نوع من مخاطبة المشاعر. ونوع من تحريك العواطف في القلوب ما المانع الذي يحمل على التأخر في الاستجابة له عليه الصلاة والسلام وهو رسول منكم من انفسكم قال انه لم يكن في العرب قبيلة الا ولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولادة او قرابة. وهو عند ابن عباس وغيره وهو عند ابن عباس وغيره معنى قوله تعالى الا المودة في القربى. لو قالت الاية على تقدير بعض المفسرين لقد جاءكم ايها العرب فكيف يكون المعنى من انفسكم؟ هو ليس من كل العرب هو من قريش خاصة قال لا ها هنا وجه وهو انه عليه الصلاة والسلام له بكل قبائل العرب صلة من جهة ما. من قريب او من بعيد الصلة القريبة له من قريش ومن بعيد بباقي العرب. كيف هذا؟ قال من خلال المصاهرة والارحام. فانت اذا بحثت في نسبه الصلاة والسلام في ابائه واجداده واخواله واعمامه لوجدت حتما ان قبائل اخرى غير قريش لها بقريش شيء من المصاهرة والقرابة والتراحم والانساب. وبالتالي في صدق ان تقول لقد جاءكم ايها العرب وليس قريش خاصة رسول من انفسكم لانه مرتبط بالعرب وقبائلها المختلفة قال هذا هو جزء من المعنى عند ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى الا المودة في القربى في سورة الشورى قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى. اي قل يا محمد انني لا اسألكم ايها العرب اجرا على الدعوة والتبليغ والنبوة التي كلفت بها اليكم. لا اريد اجرا لا اريد ثوابا. لا ابحث عن مصلحة ولا حظ شخصي. الا المودة في القربى يعني ولكن يحملني على التواصل معكم والصبر على اذاكم. ومحاولة هدايتكم المودة في القربى هل قرابته بكل العرب بهذا المعنى نعم لان صلته بالعرب اما مباشرة وهي الصلة القريبة الولادة مع قريش او البعد باختلاط العرب وانسابها وارحامها فتكون هي المعنى الذي اشار اليه ابن عباس ان لها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولادة او قرابة وبالتالي فيصح حمل الاية لقد جاءكم رسولي على معنى الخطاب للعرب كافة وليس لقريش خاصة نعم وهو عند ابن عباس وغيره معنى قوله تعالى الا المودة في القربى وكونه من اشرفهم وارفعهم وافضلهم على قراءة الفتح وهذه نهاية المدح على قراءة الفتح يعني من انفسكم وقد بينا انها قراءة شادة ثم وصفه بعد باوصاف حميدة واثنى عليه بمحامد كثيرة. يقصد في الاية نفسها عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فكم وصفا هذه كم وصفا جاء في الاية عزيز عليهما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. هذه اوصاف اربعة جاءت في سياق الاية. عزيز عليه ما عنتم ان يشقوا عليه ويصعب عليه صلى الله عليه وسلم ما عنتم يعني ما كان فيه شدة ومشقة عليكم. نعم. كان يشفق من امر يوقع الامة في حرج عليه الصلاة والسلام كان يشفق ويصيبه العسر والحرج ان يرى امته في ضائقة او في صعوبة في شيء من تكاليف دينها او والحياة التي تعيش عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم الحرص في الهداية والابلاغ والدعوة. وان يدعى وان ان نفسه وحياته وعمره عليه الصلاة والسلام في تعليم الامة وتبليغها. وحيا الله بالمؤمنين رؤوف رحيم. وسيأتي الكلام على هذه الاوصاف ثم وصفه ثم وصفه بعد باوصاف حميدة واثنى عليه بمحامد كثيرة من حرصه على هدايتهم ورشدهم اسلامهم وشدة ما يعنتهم ويضر بهم في دنياهم واخراهم وعزته عليه ورأفة وعزته عليه ورأفته ورحمته بمؤمنيهم. قال بعضهم اعطاه اسمين من اسماء رؤوف رحيم. نعم في الاوصاف الاربعة تلحظ تفريقا بين الوصفين الاولين والوصفين الاخرين في شيئين الشيء الاول ان الوصفين الاولين عامان للامة لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما ان انتم حريص عليكم فان يعز عليه صلى الله عليه وسلم ما يعنت الامة وان يكون حريصا عليها انتبه. هذا يشمل الامة كلها. مؤمنها وكافرها فانه عليه الصلاة والسلام حريص على الامة المؤمن منهم والكافر والبر والفاجر والمستجيب والمعاند وحرصه هو الذي جعله نبلغ الدعوة وينافح ويحاول ولم يمنعه صدود قريش واعراضها ولا بعض قبائل العرب ولا اليهود بالمدينة لم ينعوا من استمرار محاولة ما ذلك الا للحرص مع العداوة مع الحرب ومع المعارضة ومع المصادة والمشاقة لله ورسوله الا انه كان عليه الصلاة والسلام لا يزال حريصا. ولما كلف بالتشريع للامة وامر بتكليفهم بالصلاة وكانت خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم لم يزل يراجع ربه يسأله التخفيف بمشورة من نبي الله موسى عليه السلام فان هذا ايضا من حرصه على الامة وان يعز عليه ما يشق بها نعم هذان وصفان يشملان الامة. لكن لما جاء الله يخبرنا عن وصف الرأفة والرحمة فانه خصها بالمؤمنين من امته قال بالمؤمنين رؤوف رحيم. فتبين ان الحرص وان يعز عليه ويصعب ما يشق على الامة. هذا وصف عظيم في اخلاقه عليه الصلاة والسلام يتناول امته جمعاء الامة المستجيبة امة الهداية او المعرضة المعاندة الكافرة امة الدعوة والبلاغ اما الرأفة فهي وصف اخص. والرحمة كذلك ان يكون رؤوفا رحيما هذان الوصفان جعلهما الله تعالى في سياق الاية ها هنا خاصا باهل الايمان ولا يخفى ما في هذا من لطيف العناية الالهية باهل الايمان ام في الشريعة وان الله عز وجل جعل في قلبه عليه الصلاة والسلام من الرأفة والرحمة لاهل الايمان خاصة. وان كانت مواضع اخرى اشارت الى التعميم وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وسيأتي سياق الاية هنا بعد قليل في وصف الرحمة. لكن مع ذلك يبقى ها هنا السياق مؤكدا على ان الرأفة التي ملأت قلبه عليه الصلاة والسلام لله تعالى له بقوله بالمؤمنين رؤوف رحيم وان الوصفين اخص بالمؤمنين منهم من غيرهم من الامة. واما الملحظ الاخر فان هذين الاسمين كما قال هنا اعطاه اسمين من اسماء رؤوف رحيم. وليس في هذا موضع اشكال ان يوصف بعض خلق الله بشيء من الاوصاف التي التي اختارها الله تعالى لنفسه. وهذا انما يناسب مقام المخلوقين كل بحسبه. فانت تقول في بعض المخلوقين كريم والكريم من اسماء الله. وتقول فلان عظيم والعظيم من اسماء الله. فكذلك الشأن في رؤوف ورحيم. فانت تصف الاباء بانه رحيم والام بانها رحيمة. وذلك ليس من منازعة المخلوق للخالق في شيء من صفاته. انما هي تطلق على كل بحسبه وهذا امر نسبي فينسب من هذا الوصف للمخلوق بما يلائمه وينصف وينسب لله تعالى بالمقام اعظم والاكمل الذي لا يشاركه فيه المخلوق بوجه ما. والملحظ الاخر هنا ايضا ان هذه الاوصاف التي يمكن ان تطلق باشتراك بين المخلوق والخالق مثل كريم ورؤوف ورحيم. ونحو هذا فانما يجوز اطلاقها على المخلوق بالقيد او بالنسبة او بالتعريف فلان كذا بالتنكير على انه فلان كريم وفلان رحيم وفلان عظيم. واما اذا اطلقت فان الاطلاق لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى. فلا يقال الكريم الا لله ولا يقال الرؤوف الرحيم الا لله سبحانه وتعالى. فحيث اطلقت هذه الصفات فاطلاقها انما يستحقه الخالق جل في علاه نقف هنا ولا يزال في كلام المصنف رحمه الله تتمة في سياق الحديث نأتي عليها في ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله اجعل وفي ليلتكم هذه نصيبا من كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتم تلتمسون. انوار هذه الصلوات برحمات تتنزل عليكم من ربكم وصلوات مضاعفة كل صلاة بعشر امثالها وبين يديكم قوله عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله الله عليه بها عشرا. فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. واجعلوا جمعتكم غدا ايضا عاطرة مضيئة مشرقة بما شرع لكم فيها من الطاعات والعبادات التبكير الى الجمعة وقراءة الكهف وكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واجعلوا هذا من العمل الصالح الذي تملؤون به صحائفكم وتتقربون به الى ربكم. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا ورزقا واسعا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين واجعلنا يا رب