فعندنا الان الحسن والقبح له عدة معاني اولا بمعنى ملائمة الطبع ومنافرته حكم عقلي وقلت انه ينبغي ان نقول حكم بمعنى الكمال والنقص ها؟ حكم عقلي نعم بمعنى المدح والذم عقلي شرعي عقلي شرعي بمعنى الثواب والعقاب شرعي محض تريما فصارت اقسام الحقيقة اقليم محض وشرعي محو وعقلي شرعية اللهم وفقك نعم احدثها المتكلمون وملأوا فيها الصفحات وفائدتها قليلة وعلمها معروف بالفطرة والتأمل وهذا كله مما يجعل علماء السلف يذمون علم الكلام لانهم يملؤون الدنيا كلاما لا طائل تحته لا طائلته كل يعرف ان الصدق حسن والكذب قبيح وكل يعرف انه ليس لنا حق بان نقول هذا فيه اثم وهذا فيه عقوبة هذا من الله عز وجل الحاصل ان ما قاله المؤلف رحمه الله قول مرجوه قال المؤلف رحمه الله فلا حاكم الا الله هذا صحيح لا حاكم الا الله لا كونا ولا شرعا كما قال الله تعالى له الحكم واليه ترجعون الاله الخلق والامر الحاكم هو الله وحده لا حاكم غيره فان قلت هذا انت الان اتيت بحكم ودليل الحكم انه لا حاكم الى الله والدليل قوله تعالى له الحكم واليه ترجعون الا له الخلق والامر وما اشبه ذلك من الايات الكثيرة ولكن كيف تجيب عما اقره الفقهاء جميعا من قولهم النظر للحاكم حكم الحاكم يرفع الخلاف يذهبان الى الحاكم فيحكم بينهما بل الى قوله تعالى فابعثوا حكما من اهله وحكم من اهلها كيف تقول بهذا نقول ان الحاكم والحكم يحكمان بحكم الله فالحكم الاول لمن لله وما الحاكم الا مبين بحكم الله وملزم به فحينئذ لا اشكال في الموضوع لا حاكم الا الله طيب الحكم الا قلت انه حكم شرعي وحكم قدر كوني والله تعالى هو الحاكم لعباده تشريعا وهو الحاكم لعباده تقديرا قال المؤلف والعاقل لا يحصن ولا يقبح ولا يوجد ولا يحبب في غريبه العقل لا يحسن وشو الجماد ما يعرف هذا قول في غاية الضعف الحصد العقل يحسن بلا شك يحصن الحسن ويقبح القبيح حتى انه جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح فالعقل يحصن ويقبح خلافا لما قاله المؤلف رحمه الله العقل يشهد شهادة قطعية ان الصدق حسن وان الوفاء حسن وان بذل المال الى المحتاج حسن وان معونة الانسان على شؤونه حسن حسنا وهكذا لا شك في هذا ويقبح العدوان والظلم والكذب والغدر وما اشبه ذلك كيف نقول لا يحسن ولا يقدر بل لولا ان العقل يحسن ويقبح ما عرفنا حسن الشريعة ولا حسن ما امر الله به ولا قبح ما نهى عنه اليس كذلك لولا ان العقل يعرف الحسن والقبيح ويحصن الحسن ويقبح القبيح ما عرفنا حسن ما امر الله به ورسوله ولا قبح منه الله عنه ورسوله اذا فقول المؤلف لا يحسن ولا يقبح مردود طيب ولا يوجد ولا يحرم صحيح صحيح العقل لا يوجد بمعنى ايجابا يترتب عليه الثواب ولا يحرم يعني تحريما يترتب عليه العقاب لكن قد يوجب العقل شيئا حسب العادة وقد يحرم شيئا حسب العادة لكن لا يقولون ان هذا حرام شرعا تعاقب عليه او هذا واجب شرعا تثاب عليه فنفي الايجاب والتحريم عن العقل قد نقول انه عند التحقيق فيه تفصيل كيف ذلك نقول ان اردتم الايجاب الذي يترتب عليه الثواب والتحريم الذي يترتب عليه العقاب فهذا صحيح نفي عن اقل صحيح وان اردتم ايجابه الشيء حسب العادة بدون ان يترتب عليه ثواب العقاب فهذا قد نقول انه ان نفعه غير صحيح وان العقل يرى ان هذا الرجل الذي فعل ما يعتب عليه عادة فعل محرما في العادة واذا فعل ما تقتضيه العادة فعل واجبا في العادة لكن قد نقول لا ينبغي ان نطلق عليه انه واجب او محرم لان المعروف شرعا ان الواجب شرعا ما امر الله به على سبيل الزام والمحرم ما نهى عنه على سبيل الالزام بالترك فهذا قد يوهم اذا قلنا انه يوجب او يحرمه. وحين اذ نقول يصح ان ننفي له يوجب ويحرم لان يوجب ويحرم لا يتبادر منه الا الايجاب الذي يترتب عليه الثواب او التحريم الذي يترتب عليه العقاب وحينئذ نقول الاولى كما قال المؤلف ان ننفي ثبوت ذلك للعقل لئلا يوهم معنى فاسدا اما من حيث ان العقل يقتضي احيانا ان يلزم الانسان بهذا الشيء المعروف عادة تركا او فعلا فهذا امر امر واقع كثيرا ما نسمع من الناس في الامور العادية والله هذا واجب عليك واجب عليك انك تفعل كذا واجب عليك ان تفعل كذا وهم ما هو بواجب فرظي لكن نراه واجب يرونه واجبا عقليا حسب ما تطويه العالم قال لا يوجب ولا يحرم ولا يرد الشرع بما يخالف ويعرف ايش ها ولا يرد الشرع بما يخالف ما يعرف ببداهة العقول وضروراتها هذا كأن المؤلف رحمه الله اراد ان ينفي شيئا لازما له حينما قال ان العقل لا يحسن ولا يقدم قيل له فهل يرد الشرع بامر يخالف ما يعرف ببداهة العقول وضروراتها اجاب بانه لا ينكر فكل ما ورد به الشرع فانه لا يخالف ما يعلم بضرورة العقول وبديهياتها نعم وش معنى البداهة والظرورات البداهة يعني الذي يعلم بادنى تأمل انه مخالف للعقل والظرورة ما يقضيه العقل على وجه الظرورة فمثلا العقل الشرع لا يمكن ان يرد باباحة الزنا لماذا لانه يعلم ببداهة العقول قبحه قبحه وفساده وان الانساب تختلط ولا يعرف دين فلان من ابن فلان طيب الشرع لا يمكن ان يرد باباحة الظلم لماذا ها؟ لانه معلوم ببداهة العقول وضرورتها ان الظلم منكر والشرع لا يأتي بمثل هذا فالشرع اذا لا يأتي لا خبرا ولا طلبا بشيء يخالف ضرورات العقول وبدهياتها ابدا لكن قد يأتي العقل بما تحاروا فيه العقول وفرق بين ما تحيله العقول وما تحاروا فيه العقول ما تحار فيه العقول لعدم ادراكها وضع في ادراكها امر الشرف بالوضوء من لحم الابل هذا امر مسلم وواجب علينا قبوله والعمل به لكن العقل لماذا ما الفرق بين لحم الابل ولحم اه ونحن الفقر مثلا نقول هذا ممكن يعني يمكن ان يأتي الشرع بامر تحار فيه العقول ولكنها لا تحيله العقول ولهذا يقال الشرع يأتي بمحارات العقول لا بمحالاتها محاراتها اي محل الحيرة وعدم الوصول الى الحكمة بقصور العقل لا محالاتها يعني لا لا الامور المستحيلة طيب المؤلف كانه في هذه العبارة قرب من من القول بايش؟ بالتحصين العقلي والتقبيح العقلي والله اعلم اصول الفقه لكن فيه شيء من التوحيد والعقيدة وقد سبق لنا ان العقل على كلام المؤلف لا يحسن ولا يقبل وانه لا يوجد ولا يحرم وان الصحيح ان العقل يحصن ويقبح وان هذا هو الواقع لكن لا بمعنى ترتب الثواب والعقاب لان هذا ليس الى العقل ولكنه الى الله تعالى ورسوله هل يوجب ويحرم لا يعني لا يوجد بمعنى انه يلزم بحيث يكون المخالف مستحقا في العقاب هو الفاعل مستحقا للثواب. وكذلك لا يحرم بحيث يكون الفاعل مستحق للعقاب والتارك مستحقا للثواب وسبق انه انه لا يرد الشرع بما يخالف بداهة العقول وضرورتها وان هذا امر مستحيل فلا يمكن ان يرد العقل بايجاب ان يرد الشرع بايجاب الضرر لا يمكن ان يوجب الشرع ما فيه ضرب لان هذا يعلم ببداهة العقول انه لا يصدر من الرب الرحيم ولا يمكن ان يرد الشرع بشيء متناقض لان هذا يخالف ما يعلم بضرورة العقل ان الشرع لا تناقض فيه طيب وقال المؤلف رحمه الله والحسن والقبيح شرعا ما امر الله به وما نهى عنه الاختصار الحقيقة احيانا يوجب الاشتباه عند بعض الناس الحاسد والقبيح شرعا ما امر الله به وما نهى عنه نقول هذا فيه لفظ ونشر مرتب فالحسن شرعا ما امر الله به والقبيح شرعا ما نهى الله عنه لكن نظرا للاختصار جعله المؤلف من باب اللف والنشر نعم وعندي انه لو لو افرد كل مسألة على حدة لم يزد عليه الا كلمة شرعا فقط وقال الحسن شرعا ما امر الله به والقبيح شرعا ما نهى الله عنه وش تزيد عليه كلمة الشرع لكن بعض الناس من اجل الاختصار يعمل هذا العمل وفيه ايضا فائدة ان الطالب يتمرن على مثل هذه العبارات التي في كلام الفقهاء رحمهم الله اذا لو سألت ما هو الحسن شرعا ما على الله ما امر الله به. طيب وسبق ان كله انما امر الله به حسن شرعا وعقلا وما نهى عنه فهو قبيح شرعا وعقلا ولهذا قال بعض اهل العلم ان ان الله لم يأمر بشيء فقال العقل ليته لم يأمر به ولم ينهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينهى عنه ابدا بل ما نهى عنه فان الشرع يقول فإن العقل يقول مقتضى العقل ان ينهى عنه وما امر به الشرع فان العقل يقول ان مقتضى العقل ان ان يؤمر به