الله عز وجل وتنقص له ان يكون الله تعالى يفعل الشيء عبثا ولهو فان قال قائل اننا نرى بعض الموجودات وبعض المخلوقات او ان شئت فقل بعض المفعولات لله عز وجل وليس لها حكمة او يأتينا تأتينا اوامر الله وليس لها حكمة فالجواب ان عدم رؤية الحكمة في المفعولات او المأمورات ليس لانتفائها ولكن لقصورنا او تقصيرنا اما اننا قاصرون عن ادراك هذه الحكمة لانها فوق مستوانا وفوق عقولنا واما اننا مقصرون لم نبحث لم نبحث عن الحكمة ولم ننقب عنها حتى نصل اليها اما ان يوجد شيء من مأمورات الله او من مخلوقات الله بلا حكمة فهذا امر مستحيل يوجد بعض الاشياء المخلوقة لا نعلم لها حكمة لكن اذا تأملتها وجدت ان لها حكمة ولنفرض هذا في اللواسر كالعقرب وشبه وفي المؤذيات كالبعوض والذباب وما اشبه ذلك يقول قائل ما الحكمة من هذا نعم تأمل تجد حكما مو حكمة حكمة واحدة اما ان تنظر للشيء نظرة سطحية وتقول والله هذا ما له حكمة هذا قصور منك او او تقصير اما قصور تأملتها عجزت ان تلقى شيئا او انك مقصر لم تتأمل ويذكر ان رجلا ان ملكا جبارا اراد ان يتحدى بعض اهل العلم وقال له ما الحكمة من خلق الذباب فقال الحكمة ان يرغم ان يرغم الجبارين امثالك لانه يقع على انفه رغما عليه نعم الذباب يقع على انفه ويطرب على انفه نعم يمكن يفرش برجليه ولا جناحيه وهو على انف هذا الرجل الجبار الذي آآ يخفض البشر رؤوسهم عند رؤوسهم عنده خوفا منه هذا جواب في الحقيقة هذا جواب لطيف ومقنع ولا غير مقنع؟ ها يعني مقنع يعني الله عز وجل يتأمل ليعرف الناس انهم اذلة ولهذا تحدى الذين يعبدون من دون الله قال ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه تعف الطالب والمطلوب المهم انك لا يمكن ان تجد شيئا بلا حكمة لكن تخفى عليه الحكمة لقصورنا او تقصيرنا والله اعلم وعلى نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله تعالى وفعله امره لا لعلة وحكمة في قول وفي قول اخر لعلة وحكمة وهذا القول هو المتعين وهو اللائق بالله سبحانه وتعالى ان يكون فعله وامره لعلة ولحكمة لكن كما اشرنا قريبا من الحكم ما هو معلوم ومنها ما ليس بمعلوم لكننا نؤمن ونشهد بان الله عز وجل لا يفعل فعلا ولا يأمر بامر الا وفي حكمة ولا ينهى عن شيء الا وفيه حكمة انظر الى الاية الكريمة التي تشير الى هذا ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى كل هذه الحكمة تقتضي الامر بها كل ما امر الله به فهو دائر بين العدل والاحسان بيت هذه القربى الاحسان الى القربى ونص عليهم باهمية حقهم وينهى ايش عن الفحشاء والمنكر والبغي كل احد يرى ان الحكمة في النهي عن هذه الاشياء اذا امر الله تعالى لابد ان يكون لحكمة وفعلها الذي هو الخلق والايجاد لابد ان يكون بحكمة واما القول بانه ليس لحكمة ولا لعلة وان مجرد المشيئة مرجح فهو قول ضعيف وفيه من تنقص الله عز وجل ما نرجو الله ان يعفو عن قائله والا في الامر خطير لانك اذا قلت ليس لحكمة ولا لعلة لزم ان يكون فعله سبحانه وتعالى لغوا وعبثا و ولعبا والله عز وجل يقول وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ايحسب الانسان ان يترك سدى ولا ادري هذا كثيرا قال المؤلف وهي وارادته ليستا بمعنى محبته ورضاه وسخطه وبغضه فيحب ويرضى ما امر به فقط وهي اي المشيئة والارادة ليست بمعنى المحبة والرضا والسخط والبغض طيب اه قوله في معنى محبته ورضاه وسخطه وبغضه فيها لف ونشر وش نوعه لأ غير مرتب ليش المحبة يقابلها البغض البغض والرضا يقابله السخط والترتيب مختلف فهو لف ونشر ايش غير مرتب وان شئت فقلت مشوش كما يقولون المشيئة ليست بمعنى المحبة ولا بمعنى الكرامة ولا بمعنى السخط ولا بمعنى الرضا لا شك فيها المشيئة تتعلق بكل ما شاء من محبوب ومكروه ومرضي ومسروط عرفت فالله تعالى شائن لكل شيء حتى الذي يبغضه فقد شاء وحتى الذي يسخط فقد شاء والذي يرضاه ويحبه ايضا قد شاء فالمشيئة عامة لكل مشاء من محبوب ومكروه ومرضي ومسخوط ولهذا لو قال لك قائل هل شاء الله عز وجل الفحشاء الجواب؟ نعم ما فيها ما فيها تقسيم المشيئة نعم شاءوا لان الله تعالى ذكر قتال المؤمنين والكافرين وقال ولو شاء الله ما اقتتلوا وذكر تخطيب المكذبين وقال لا شاء ربك ما فعلوه ولو شاء الله ما فعلوه اذا ما وقع ولو من مكروه يكره الله فهو بمشيئته فاذا قال قائل كيف يشاء ما يكره وكيف يشاء ما يبغض ما يسخطه فالجواب ان الحكمة يقتضى الدائم وقد يكره الشيء ويقع بمشيئته لكن لحكمة وغاية وغاية مثلا الكفر مكروه الى الله عز وجل مبغوض اليه بلا شك ولا لا وهو محل سخطه لماذا يقع بمشيئته لحكمة عظيمة من اجل ان تتم كلمة لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وقد اشاره الى ذلك في قوله ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين منها ان يتبين الكافر من المؤمن لو كان الناس كلهم مؤمنين ما تميز كافر من مؤمن ولم يكن للمؤمن شيء يحمد عليه لان الامة كلها مؤمنة فهو لن يخرج عن بيئته فاذا كان كافر ومؤمن من شاء ذهب الى الكفار ومن شاء ذهب للمؤمنين حينئذ عرف المؤمن حقا عالم الجهاد هل يرفع مع كون الناس كلهم مؤمنين لا ما يرفع الا بوجود الكفار وعلى هذا فقس نعمة الله بالايمان لا يعرفها المؤمن الا اذا كان هناك ايش كفؤ كما ان نعمة الاستقامة لا يعرفها المستقيم الا اذا كان هناك فسق وهذا امر يعرفه من تدبره اذا المشيئة عامة في ايش في كل شيء فيما امر الله به ومنهى عنه فيما احبه وما كرهه فيما رضيه وما سخطه. كل شيء واقع بمشيئة الله ولهذا كان المؤمنون يقولون كلمة عامة شاملة وهي ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن طيب اذا ليست المشيئة بمعنى المحبة والرضا والسخط والبغض الارادة المؤلف اطلق ان الارادة ليست بمعنى المحبة والبغض والرضا والسخط ولكن هذا الاطلاق فيه نظر لان الارادة اما كونية واما شرعية فان كان فان كانت كونية فهي بمعنى المشيئة ليست بمعنى المحبة ولا بمعنى الكراهة ولا الرضا والسخط وان كانت شرعية فهي بمعنى المحبة فهي بمعنى محبة يريد يحب لا يريد لا يحب فكلام المؤلف رحمه الله على اطلاقه فيه نظر والصواب التفصيل فيقال ان اراد المؤلف بالارادة الارادة الكونية فكلامه صحيح لان الارادة الكونية بمعنى المشيئة وتتعلق بكل شيء بما يحبه ويرضاه وفيما لا يحبه ولا يرضاه وان اراد الارادة الشرعية فهي بمعنى المحبة بمعنى المحبة فكلامه على اطلاقه فيه نظر انتبه طيب فاذا قال قائل ايتوا لنا بدليل يدل على هذا التقسيم حتى نقتنع فنقول تستمع الى قول الله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ما المراد بالارادة المراد الارادة الشرعية يعني يحب ان يتوب عليه وليس يريد ان يشاء وان يتوب عليكم لانه لو شاء ان يتوب علينا نعم لتاب الناس كلهم الى الله ولكن يريد بمعنى يحب وما احبه فقد يقع نعم وقد لا يقع طيب اه انظر الى قوله تعالى ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم يريد هنا بمعنى يشأ فهي كونية لان الله لا يريد شرعا ان يغوي الناس بل يريد شرعا ان يهدي الناس يبين الله لكم ان تضلوا يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم وبهذا عرفنا ان الارادة اما كونية فتكون بمعنى المشيئة لا بمعنى الامر والنهي او الرضا والسخط او الفوضى والكراهة وان كان الشرعية فهي بمعنى المحبة بمعنى المحبة والرضا فيريد كذا اي يحبه ويرضاه لا يريد كذا يعني لا يحبه ولا يرضاه وقد سمعتم الامثلة الدالة على تقسيم الارادة الى هذين القسمين فاذا قال قائل ما الفرق بين الارادة بالمعنيين الجواب الفرق اولا الارادة الكونية لا بد فيها من وقوع المراد فاذا اراد الله الشيء كونا فلابد من وقوعه الارادة الشرعية قد يقع فيها المراد وقد لا يقع طيب فرق اخر الارادة الشرعية تكون فيما احب والارادة الكونية تكون فيما احب وفيما لم يحب الارادة الشرعية اذا بمعنى المحبة والارادة الكونية بمعنى المشيئة فهذان فرقان بين الارادتين. فاذا قال القائل هل الله يريد الكفر يريده كونا لا شرعا كذا هل يريد الله الاسلام يريده شرعا ويريده كونا نعم قد يريده كونا قد يريده كونا فيسلم الانسان طيب ثم قال الملك رحمه الله عز وجل قال فيحب ويرضى ما امر به فقط صدق الله عز وجل يحب ويرضى ما امر به ويكره سبحانه وتعالى ويسخط ما نهى عنه