بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. احمد الله تعالى الذي اكرمنا وهدانا ومن كل ما سألناه سبحانه وتعالى من علينا واعطانا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام ذو الخير والفضل والانعام. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته الائمة الاعلام. ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم واتبعهم باحسان وبعد ايها الكرام فما زال هذا المجلس يتكرر بنا في ليلة كل جمعة من اسبوع الاعوام نقلب فيها الصفحات ننظر فيها طرفا من نور البشرية المضيء الذي بعثه الله عز وجل لهذه الامة نورا وسراجا منيرا. سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وشمائله المباركة. مصباح هداية في ظلمات ونور بركة يقتبس منها المسلم في كل ما اكرمه الله تعالى به من بعثة هذا النبي الكريم بابي وامي امي هو صلى الله عليه واله وسلم. وقد قال قائلهم بشرى النبوة طافت كالشذى سحرا. واعلنت في ميلاد انوار وشقت الصمت والانسام تحملها تحت السكينة من دار الى دار. وتأتي ليلة الجمعة فتحمل معها ايضا قسطا كبيرا من اشواق المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم يبحثون عما يستكثرون به من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وانت تعلم وكلنا يعلم انه فرق بين الشفتين بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة شريفة مباركة كهذه تحريكا بالشفاه الردى وبين ان يكون تحريكا للشفتين بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع باعث كبير من بواعث بالشوق ودافع من دوافع المحبة وملء القلوب والخواطر والافئدة هذا الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يقوم قائم الحب في قلوب المحبين لنبيهم عليه الصلاة والسلام اذا ما استقر في القلوب تلك الغراس التي تدل المؤمن المحب على جوانب على جوانب مما استدعى في البشرية حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كمله ربه سبحانه واثنى عليه ورفع ذكره كل هذا لا يزال يتردد علينا في الباب الاول في فصله الاول من ثناء الله تعالى واظهار عظيم قدر نبيه صلى الله عليه وسلم لديه. ما زالت مجالسنا تقلب صفحات كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى الله عليه وسلم للقاضي عياض الي رحمة الله عليه ولا يزال حديثنا ممتدا في هذا القسم الاول الذي خصه المصنف رحمه الله في سرد الايات والشواهد القرآنية التي تنبئ عن عظيم قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد مر بنا في المجلسين السابقين ان هذا مدخل مهم يا كرام. وبوابة عظمى من بوابات الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانت كلما قرأت اية او سمعتها خلف امام او في مذياع وتجد في السياق القرآني هذه الاشادة والحفاوة من رب العزة والجلال بنبيه عليه الصلاة والسلام فانما يتضح لك امران مهمان بالغان احدهما ان المقام العظيم وهذه المنزلة الرفيعة ان بلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه وكان بهذه المثابة التي اوضحتها ايات القرآن الكريم فان هذا يقود الى سؤال كبير. ان كان هذا مقامه عند ربه فكيف هو مقامه في قلبك عليه الصلاة والسلام. وما هي منزلته من فؤادك بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. واين نبحث في هذه القلوب ذات المضغة التي تسكن خلف اين نبحث فيها عن المساحات المتسعة لاعظم حب واصدقه لبشر ينبغي ان يكون لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والامر الاخر الذي يبدو في مثل هذا التأصيل المنهجي العلمي. في بيان هذه المنزلة الرفيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى هي نتيجة مختصرة تقول لكل مؤمن سالك طريق العبودية. اذا ما رمت اقرب المنازل عند رب برية فدونك طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان اردت القرب فهاك اقرب الخلق الى ربه سبحانه وتعالى واعظمه منزلة عندهم اقترب من هديه تقترب من ربك. وكن اقرب الناس الى سنته واتباع سيرته وتقليب الصفحات وملء القلوب محبته تنل والله ارفع الدرجات واشرف المقامات عند ربه الذي رفع له ذكره واعلى مكانته. هذا الباب يؤصل في اين هذه المعاني العظيمة وهي اصول شرعية ينبغي ان تنتصب عند كل مسلم واضحة قائمة شاهدة هي التي تخط بالقدمين هذا الطريق العظيم نحو الاقتداء الكامل برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقف بنا الحديث في الفصل الاول والمصنف رحمه الله يعرض بعضا من الايات التي فيها الحفاوة والذكر العظيم لمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقف بنا الحديث عند قوله تعالى الله نور السماوات والارض وما في الاية من الاشارات حتى جاء عند اية اخرى من السياق القرآني وهي قوله سبحانه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وبعد. قال المصنف رحمه الله تبارك وتعالى وقد سماه الله تعالى في القرآن في غير هذا الموضع نورا وسراجا منيرا. فقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. وقال تعالى انا ارسلناك اهدوا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. نعم تقدم بنا الحديث ايها الاخوة الكرام في منتهى المجلس السابق عند الكلام في قوله تعالى الله نور السماوات والارض مثل نور كمشكاة فيها مصباح. ومر بكم ايضا خلاف المفسرين في عود الضمير في قوله تعالى مثل نوره. هل هو نور الله سبحانه وتعالى المقصود في هذه الاية وهو المتبادر والظاهر والذي يغلب عليه دلالة السياق ام هو والمعنى الاخر الذي ذكره عدد من اهل العلم في تفسير قوله مثل نوره وان المقصود نور المؤمن وتبقى الاية في هذا استئناف في هذه الجملة استئنافا مستقلا عن صدر الاية. فاذا كان مثل نوره اي مثل نور المؤمن وهداه في قلبه الى اخر التمثيل ووجه الشبه في الاية فاذا كان المقصود هو المؤمن فاولى المؤمنين بهذا المثل هو نبي الامة عليه الصلاة والسلام الذي يظرب المثل بالنور الذي بعثه الله تعالى به. لما انتهى المصنف رحمه الله من التعليق على الاية الكريمة التي انتهينا منها في مجلس الجمعة الماضية اتى الان بنصوص اخر من القرآن فيها دلالة اوظح في ان الله عز وجل وصف نبيه وصلى الله عليه وسلم بالنور. وسماه نورا. فاورد ها هنا قوله رحمه الله. وقد سماه الله تعالى في القرآن في غير الموضع نورا وسراجا منيرا. واتى بايتين. الاولى قوله تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. والاخت اخرى قوله سبحانه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه واله وسلم. اما الاية الاولى فيتضح تمام معناها بسياق الاية كاملا. وصدر الاية خطاب لاهل الكتاب كما في سورة المائدة. يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم يعني يا اهل الكتاب. نور قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ذكر اهل العلم كما ذكر شيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله قال يعني بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم. قد جاء من الله نور والمقصود به رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول الطبري رحمه الله يعني بالنور محمدا صلى الله عليه واله وسلم الذي انار الله به الحق واظهر به الاسلام ومحق به الشرك فهو نور من استنار به يبين الحق. صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فقوله قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يعني يا اهل الكتاب بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاكم من ربكم سببان للهداية وسلوك طريق الحق اما احدهما فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما الاخر فهو القرآن الكريم. وقد وصف الله نبيه بالنور كتابه بالمبين وبالتالي يتم بجمع الامرين حصول الهداية الذي يرتفع معه العذر بالاستنكاف والاستكبار الصدود عن الحق عند اهل الكتاب الذين استكبروا وابوا قبول نور النبوة والكتاب المبين. فقال قد جاءكم من الله نور كتاب مبين. على ان بعض المفسرين ذهب الى ان تفسير قوله قد جاءكم من الله نور يقصد به نور الاسلام. او القرآن فيكون من باب عطف الشيء على بعض اوصافه. قد جاءكم من الله نور يعني قرآن وكتاب مبين. يعني ايضا من اوصافه لانه كتاب وكل ذلك سائغ والاول اولى. لان العطف يقتضي المغايرة وكلما عطف لفظ على لفظ وامكن حمله لكل واحد منهما على معنى مستقل كان من حمل الفاظ القرآن الكريم على معان اكمل وشمول اوسع وهو الاليق بكتاب بالله سبحانه وتعالى قال وفي الاية الاخرى قال تعالى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذن به وسراجا منيرا. هذه اوصاف خمسة مذكورة ها هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انا ارسلناك شاهدا وهذا اولها ومبشرا وهذا ثانيها ونذيرا وهذا الثالث وداعيا الى الله وهذا الرابع وسراجا منيرا وهذا الوصف الاخير هو المقصود ها هنا باستشهاد المصنف رحمه الله. يقول لان الله قد ذكر نبيه في القرآن بانه نور وسراج منير وقد مرت بك اية النور واما السراج المرير فهو ها هنا. وهذا مما لا لبس فيه ولا احتمال. لان السياق مخاطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وربه يقول له انا ارسلناك يعني يا محمد انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. ها هنا وقفتان يسيرتان يا احبة مع هذه الاية. اولى هاتين الوقفتين ان الله عز وجل اذ يخاطب نبيه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الايات الوارد مثلها كثيرا في كتاب الله فانك والله والله لتقف على عظيم الحفاوة والمنزلة والمكانة التي حظي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه. اما كيف ان ربه من فوق سبع سماوات يخاطبه ويقول انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعية الى الله باذنه وسراجا منيرا. تالله ما اعظمه من ثناء يبلغه من رب الارض والسماء. والله ما اعلاها من منزلة يبوؤها اياها ربه سبحانه وتعالى. ويذكره بهذه الاوصاف وهو الذي بعثه بالنبوة. وهو الذي بالمعجزات وهو الذي ارسل اليه الوحي وساق اليه ملائكة السماء ومع هذا يجلل قدره كما تسمع فيقول له ان ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. واما ثاني الوقفتين فهو لما وصفه بالسراج والسراج هو المصباح الذي ينبعث منه الضوء وهذا شاهد على كونه عليه الصلاة والسلام نورا النبوة الذي بعثه الله تعالى به. هذا السراج هذا السراج لما وصف الله تعالى به الشمس قال وجعلنا قال سراجا وهاجا فلما وصف الشمس بالسراج وهي النور الذي تضيء به الدنيا كلها قال وهاجا لان متوهجة وفيها من الحرارة والاحتراق ما يناسب معنى التوهج. ولما اتى لوصف نبيه عليه الصلاة والسلام قال سراجا منيرا. فاثبت له النور والضوء ونفى عنه الاحتراق او الحرارة ونحوها. فتم له من ربه اجمل الوصف واكمله بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام بقي ان نقول ايها الاحبة اذ يصف الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالنور في مثل هذه الايات القرآنية. فالمعنى الذي لا ينبغي ان يختلط في هو النور الذي جعله الله تعالى محفوفا برسول الله عليه الصلاة والسلام. فكلامه للامة نور يدل على الحق وحياته بين اصحابه نور يهديهم به من الضلال. والدين الذي جاء به نور والوحي الذي للامة نور اقواله وافعاله صلى الله عليه وسلم نور اخلاقه شمائله التي انبعث عبيرها حتى ملأ الافق نور سيرته العطرة التي ما تزال تروي للاجيال هذا الحب الظامئ الى قيام الساعة ايضا نور فما يتصل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نور انما يتحقق لمن اقبل عليه واقتبس منه من اتى اليه واستضاء بنوره ورضي ان يتشرف بسلوك هذا الطريق في ظلال طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى ذلك كانه لا ينبغي ان نفهم ان هذا المعنى المقصود خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مادة غير مادة الطين التي خلق منها بنو ادم. لان بعض من يغلو في هذا الاتجاه يحاول ان يستشهد بامثال هذه الايات على ان الله خلق رسوله صلى الله عليه وسلم من نور مغايرا لخلقة بني ادم اجمعين. وهذا مما يستعصي عليه كثير من الاصول شرعية والقواعد المقررة والنصوص المتواترة ثم هو تكلف في استشهاد بمثل هذه الايات التي لا تدل صراحة على خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم من نور. نعم. له من الشرف وعلو المكانة ما هو اعظم من خلقة النور التي اختص الله بها ملائكة السماء عليهم السلام. خلقة الملائكة وجنس الملائكة المخلوق من نور لهم شرف وصف ولا شك. لهم بهذا وصف وشرف وفخر لكن ما خص به رسول الله عليه الصلاة والسلام من مآخذ الشرف ومنطلقات السؤدد هي اعظم بكثير من ان مادة الخلقة من نور او من غيرها. اما الذي تستقيم به كل النصوص والقواعد فهو انه عليه الصلاة والسلام من ادم المخلوقة من طين وانما شرفه ربه واعلى منزلته ورفع مكانته بامور عظيمة كثيرة اخر لا اعد مثل هذا السياق على الاستشهاد بخلافها والله اعلم. نعم. ومن هذا قوله تعالى الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. هذه السورة سورة الشرح والتي تعقب في الترتيب في المصحف سورة الضحى. وكلتا السورتين من عظيم ما جاء في كتاب الله تسلية وتثبيتا لفؤاده لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله يا اخوة ان المغموم فينا لينشرح صدره اذا قرأ سورة الشرح. والمحزون فينا يزول همه ويتبدد كثير من غمه اذا قرأ سورة الشرح لما فيها من المعاني اللطيفة العجيبة في اثرها على القلوب المكلومة او المحزونة او المهمومة. والله خالق الخلق ومدبر الكون يقول فان مع العسر يسرا. ان مع عسري يسرا. كم يبدد هذا من هموم النفس البشرية؟ اقول يحصل هذا لاحدنا اذا قرأ كلام الله واستمع لهذه الايات من من سورة الشرح وهي من عظيم ما في كتاب الله من الاثر العجيب والعظيم والمبين والنور كما وصف الله به قرآنا القرآن الكريم اقول اذا كان احدنا يشعر بهذا المعنى فما بالك برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الذي خوطب بهذه الايات والتي نزلت من اجله عليه الصلوات والسلام الذي يقول له ربه الم نشرح يا محمد لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك. ثم يؤكد كل هذا التأييد الالهي هذه الحفاوة الربانية ثم يقول له ربه فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب فلا شك اذا ان هذه السورة باياتها القصيرة الوجيزة التي يحفظها صغار ابناء المسلمين هي والله من درر ما في كتاب ابالله من الايات العظيمة وكل كتاب الله كذلك. لكنها في اوضحها في الدلالة على مال رسول الله عليه الصلاة والسلام عند ربه من المكانة من الحفاوة من المنزلة الرفيعة بل يقول له ربه رفعنا لك ذكرك. وسيأتي المصنف رحمه الله على ايات بهذه السورة اية اية مشيرا الى ما في طياتها من المعاني العجيبة. التي تشرح فؤاد رسول الله عليه الصلاة والسلام. بل دعني اقول لك والله تشرح فؤاد كل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لان فؤاد المحب ينشرح بكل ما يتعلق محبوبه عليه الصلاة والسلام. فاذا امتلأت القلوب محبة رأيتها رأيتها تأنس كثيرا لكل ما فيه. رفعة اشادة وحفاوة بمن احتل في القروب منزلة عظيمة رفيعة. فتأنس القلوب لهذا المعنى. نعم. قال رحمه الله شرح وسع والمراد بالصدر هنا القلب. قال ابن عباس شرحه بالاسلام. وقال سهل بنور الرسالة وقال الحسن ملأه حكما وعلما. وقيل معناه الم نطهر قلبك حتى لا يؤذيك الوسواس. وكل هذه المعاني ليست متناقضة لكنها متعددة متعاضدة متآزرة لما يقول احد السلف شرح الله صدره اسلام ويقول الاخر بنور الرسالة وهما سواء ويقول الثالث ملأه حكما وعلما. فلما امتلأ صدره عليه الصلاة والسلام بالحكمة والعلم ونور النبوة كان انشراحا فسيحا ولا شك ولا صدر اعظم ولا اشرح من صدر جعله الله عز وجل لمهبطا للوحي وجعله مستودعا لنور النبوة لا صدر اوسع. ولذلك فاعظم الصدور سعة وانشراحا هي اعظمها حظا بهذا النور بهذا الهدي الالهي. نعم لا وحي بعد موت رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا نبوة بعد لان قبضه الله فلا ينتظرن عبد ان يشرح الله صدره فيصطفيه بالنبوة والوحي. ولكن من اراد ان يشرح الله صدره ما شرح صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام فلينظر الى الاسباب. فاذا كانت هي نور الهداية واذا كانت هي طاعة الله واذا كانت هذا الوحي المبين فان كل من اقبل على حظ عظيم من هذه المعاني التي تجذب شرح الصدور وجد من الانشراح بقدر ما يجد وهذا باب واسع من فضل الله تعالى على عباده. واعظم المؤمنين انشراحا بالصدر هو اعظمهم امساكا بهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. تدري لم؟ لانه باختصار قد اقتصر هذا الباب على ما يلم له شتات الصدر وتشعب الفكر والفؤاد فاذا استمسك بهدي النبوة وجد له في كل باب من ابواب الحياة قفس من نور النبوة فاخذ به. ولا يزال تستجمع عنده من هدي النبوة قدر حتى يضيء قلبه بهذا النور. وحتى يجعل صدره ايضا محلا لهذه الهداية فيجد والله من انشراح الصدر وسعة الخاطر وطيب القلب وانس الحياة كل ما يكون من المعاني التي قد يعجز عنها البيان لكنها طيب الحياة الطيبة التي سماها الله عز وجل فلنحيينه حياة طيبة. طيب الحياة ليست في سعة اموال. وليست ايضا في اتساع في لذائذ الحياة ووجوه الاستمتاع سعة الحياة حقيقة في انشراح الصدر وانشراحه بما جعله الله تعالى مادة تتحقق بها هذه المعاني. لما يقول الحسن ملأه حكما وعلما. ويقول سهل بنور الرسالة. ويقول ابن عباس شرحه وبالاسلام قال وقيل معناه الم نطهر قلبك حتى لا يؤذيك الوسواس؟ فلما عصمه الله تعالى من تسلط الوساوس عليه وتسلط الشياطين عليه عليه الصلاة والسلام كان هذا نوعا من تطهير القلب الموجب لانشراح الصدر. وانت الان كما ترى فهذه ليس فيها تنافر ولا تناقض ولا اختلاف. انما هو اجتماع المعاني. التي تتآلف فتتعاضد وتتآزر ببيان هذا المعنى الكبير وان الله اخبر بشرح صدر نبيه عليه الصلاة والسلام. وهذا الاستفهام ليس ليس استفهاما استخباريا يعني لا يراد منه الجواب يعني لم يسأل الله نبيه الم نشرح لك صدرك لينتظر الجواب بلى. ابدا انما هو تقرير واخبار. ويؤتى بمثل هذه صيغ في اساليب العرب تأكيدا على المعنى. ومبالغة في اثباته. الم نشرح يعني قد شرحناه لك الى ابعد ما يمكن ان تعبر عنه واساليب العرب فيؤتى بهذه الصيغة التي هي في قالب الاستفهام لكنه مبالغة في التقرير والتثبيت لهذا المعنى. وقوله عنك وزرك الذي انقض ظهرك. قيل ما سلف من ذنبك يعني قبل النبوة. وقيل اراد ثقل ايام الجاهلية وقيل اراد ما اثقل ظهره من الرسالة حتى بلغها. حكاه الماوردي والسلمي وقيل عصمناك ولولا ذلك لاثقلت الذنوب ظهرك حكاه السمرقندي. لما يقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ووضعنا عنك وزرك ما الوزر الذي وضعه الله عن نبيه عليه الصلاة والسلام ان قلت الذنوب والخطايا فلا سبيل اليها مع القول بعصمته عليه الصلاة والسلام وانه كسائر اخوته من الانبياء عليهم السلام جميعا معصومون من معصية الله مؤيدون بالوحي مبلغون رسالة الله. فما الوزر الذي وضعه الله عن نبيه عليه الصلاة والسلام؟ ثم لاحظ هو موصوف بما بانه اثقل ظهره عليه الصلاة والسلام. فاي وزر هذا الذي اثقل ظهره؟ اذا هو حمل ثقيل فسر ها هنا بما سمعت من المعاني قيل ما سلف من ذنبك يعني قبل النبوة. وقيل اراد ثقل ايام الجاهلية. والمقصود بثقل ايام الجاهلية قريب من المعنى السابق. ان كان هناك شيء من الذنوب والعصيان قبل النبوة فان قيل كيف يتصور ذنوب ومعاصي قبل ان ينزل الوحي وقبل ان يأتي الاسلام وقبل ان يحدد طريق الطاعة من المعصية فهل يوصف فعل الجاهلي قبل الاسلام؟ بانه طاعة او معصية؟ الجواب في جملة نعم. نعم فان بقايا من الحنيفية كانت ولم تزل وما جعل الله عز وجل زمانا قط خاليا من شيء يقيم به الحجة على الخلق لكنه يبلغ بقدر متفاوت على كل فالمقصود انه قد يصيب بعض الجاهليين ايام الجاهلية اصابة الحق كما حصل في افراد قلائل والمراد ان من اصاب شيئا من ذلك في بعده عن اصابة الحق يصدق عليه معصية الله. ولذلك يصدق على قريش قبل الاسلام انها كافرة بالله انها بعيدة عن الحنيفية التي ارسل الله بها الرسل وانزل بها الكتب. هذا معنى اخر وقيل ثالثا اراد ما اثقل ظهره من الرسالة حتى بلغها. وهذا المعنى الاخير يجعل السياق في الاية متسقا مع ما الوحي والنبوة. الم نشرح لك يا محمد صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك اي الحمل الثقيل الذي اصابه بعد التكليف النبوة فانه حمل واي حمل. وامانة ولا شك وثقل عظيم لولا عون الله له وتثبيته اياه بالوحي والمعجزات كل ذلك لا شك تثبيت وتخفيف من ثقل الحمل الذي تحمله عليه الصلاة والسلام بالوحي قال ووضعنا عنك وزرك قيل اراد ما اثقل ظهره من الرسالة حتى بلغها. والا افتظن انه بوسع مخلوق لو اوكل الى طاقته وقدرته فحسب ان يقوم بحمل عظيم يتسع في مداه حجم امتي شرقا وغربا ثم هو مكلف بهداية جيل من البشرية قد تواطأ وشب وترعرع على كفر وعبادة للاوثان ونسيان لنور النبوة والرسالة على حين عناية وجهالة وضلالة ابدا والله. لكنه التأييد الالهي اهيب لنبيه عليه الصلاة والسلام. فهذا ولا شك لون من تخفيف هذا الحمل والثقل. ولذلك قال في معنى ووضعنا عنك وزرك يعني خفف الله عن نبيه ثقل هذا الحمل الذي كلفه به بنور النبوة حتى بلغها. وقيل في المعنى الاخير وضعنا عنك وزرك. اي اسقطنا عنك الذنوب والمعاصي بالعصمة. فلا سبيل لوقوع المعصية. وبالتالي فلم يتحقق له عليه الصلاة والسلام ولا يلحق به ما يلحق غيره من الامة. انا وانت يصيب احدنا ويخطئ يكتسب الحسنة ويقترف الخطيئة ونتقلب بين حسنات وسيئات ونخلط عملا صالحا واخر سيئا وكلنا معول على فضل الله العظيم برحمته لكن مقام النبوة اعظم. ولما يعصم الله انبيائه من الذنوب والعصيان فانه ولا شك اغلاق الباب فيكون معنا ووظعنا عنك وزرك يعني على معنى المبالغة ان الله عز وجل خفف عنه فوظع اعنه اي ازال عنه ثقل الذنوب والمعاصي التي لا سبيل الى اقترافها بالعصمة. وبالتالي يكون هذا لونا عظيما من تخفيف الذي كتبه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. ولذلك قال ولولا ذلك لاثقلت الذنوب ظهرك. فلما اغلق باب ذنوبي ظل هذا المعنى قائما بان الله وضع عنه وزره الذي يثقل الظهر اي قد يثقله فيما لو وقع لكن الله قد عصمه منه وقوله تعالى ورفعنا لك ذكرك. قال يحيى ابن ادم بالنبوة. وقيل اذا ذكرت اذا ذكرت ذكرت معي قول لا اله الا الله محمد رسول الله. وقيل في الاذان. نعم. هذه الاية الثالثة التي فيها ايضا هذه الحفاوة الالهية برسول الله عليه الصلاة والسلام. وهي اصلحها واوضحها في عظيم المنزلة المكانة. يقول الله لنبيه ورفعنا لك ذكرك رفع الله ذكر نبيه عليه الصلاة والسلام. فما رفعة ذكره؟ قيل بالنبوة واذا نظرت الى هذا المعنى ايقنت انه لا درجة يمكن ان يرتقيها بشر اعظم من النبوة. ولذلك فهي اصطفاء محض واختيار الهي لا سبيل الى تحقيقه ولا الوصول اليه لا باجتهاد ولا بطاعة ولا نيل او اكتساب. جعلها الله عز وجل حصرا على الاصطفاء واذا فهمت هذا ايضا علمت ان ما بعد النبوة من الدرجات هي في علوها وارتفاعها بقدر اقترابها من النبوة بمعنى ان اعظم الصالحين صلاحا واشد الاتقياء تقوى واقربهم الى منزلة النبوة هو اعظمهم اخذا بنور النبوة وسلوكا لطريق اصحابها عليهم السلام. فمن سلك طريق الانبياء اقترب من منازلهم. ومن لزم سنن انهم فعلا اقترب كثيرا من رفعة درجاتهم. فيكتب الله للعبد من رفعة الذكر وعلو المنزلة وشرف المكانة بقدر قربه من صاحب المنزلة الرفيعة من الانبياء عليهم السلام. هذا معنى النبوة ورفعنا يا محمد لك ذكرك بالنبوة لا شك انها ارفع منازل البشر في هذه الحياة على الاطلاق. قال وقيل اذا ذكرت ذكرت معي. يعني في قولي لا اله الا الله محمد رسول الله وقيل في الاذان. وها هنا تجد اقتران اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم ربه سبحانه وتعالى فكل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله او تشهد بها في الشهادتين او في الاذان وجدت هذا التلازم العجيب من الذي جعله هكذا؟ من الذي جعل شهادة الاسلام ذات شطرين؟ احدهما متعلق بالذات الالهية والاخر متعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام؟ من الذي قرر ان يكون مفتاح الاسلام؟ واول اركانه وجمل الاذان على هذا النحو هو ربه سبحانه وتعالى الا تلحظ اذا الان ان هذا نوع من الحفاوة الالهية ورفعة المكانة من الله نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال بعض السلف كلما ذكر ربه سبحانه وتعالى ذكر معه في الاذان وفي الشهادتين وغيرهما اذا ذكرت ذكرت معي. فجعل الله ذكره على السنة عباده. مقترنا في عديد من المواظع بذكر اسم نبيه عليه الصلاة والسلام. بلى والله نأتي اليوم بعد اربعة عشر قرنا من الزمان لنشهد ولا حاجة الى شواهد لكتاب لكنه مما يزيد يقينا وفهما وادراكا نأتي اليوم بعد اربعة عشر قرنا لنشهد بام اعيننا. ونحن حاضرون في هذه الامة انه تعاقبت الاجيال وتكررت القرون وتتوالى الى الف واربع مئة سنة وزيادة ولا تزال ملايين والشفاه تذكر هذا الاسم الكريم مقرونة بالصلاة والتسليم والحب العميق صلى الله عليه وسلم. اليس هذا من رفعة الله لذكر نبيه عليه الصلاة والسلام بلى والله رفعة ذكره عليه الصلاة والسلام ان البشرية الى اليوم في تاريخها الطويل منذ ادم عليه السلام الى اليوم ما عرف التاريخ انسانا. ظلت البشرية تقتات على سيرته. وتتعلم من هديه وتتخلق باخلاقه. وتستكمل الاخلاق والقيم والفضائل مثل محمد عليه الصلاة والسلام. الف واربع مئة سنة ولا يزال هذا الاسم العظيم منارة للاخلاق للاداب للعقائد لاجمل ما تكون عليها حياة البشر اطلاقا. اليس هذا من رفعة الله لذكر نبيه عليه الصلاة والسلام؟ بلى والله وقل ما شئت عندما تشهد الاعداء قبل الاحبة والخصوم المخالفون قبل الاتباع الموافقين. عندما يشهدون بعظمة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام توقن ان هذا طرف من معنى قول ربه ورفعنا لك ذكرك. والله لسنا بحاجة الى ان يأتي صاحب تاريخ عظماء البشر واعظم مئة انسان في حياة البشرية فيبدأون صفحات كتبهم وموسوعاتهم التي يشهدون بها باقلام والسنتهم على عظمة رسول الله عليه الصلاة والسلام فتصدر به تلك المدونات والمؤلفات والله لسنا بحاجة الا اننا نوقن ان طرف من هذا المعنى الكبير ورفعنا لك ذكرا. فيأتي اليهود والنصارى على طمس بصائرهم. وعلى عمايتهم عن الحق وعلى عدم دخولهم في الاسلام وتشرفهم بنور هداه الا انهم يتواطؤون على ان اعظم انسان يمكن ان يصف في جوار العظماء في تاريخ البشر والذي يتقدمهم بلا مقارنة ولا يمكن ان يحذو احدهم ولا قرب منزلته هو محمد صلى الله عليه وسلم. اخبرني بربك ما هذا ان لم يكن هو المعنى او جزء من المعنى العظيم في قول الله له ورفعنا لك ذكرك ولئن امتدت بنا حياة فعشنا ما شئنا وما شاء الله لنا من السنين. لترى وتسمع ما يدل على هذا المعنى الكبير من شواهد متكررة كل حين وربه قد قال له قبل الف واربع مئة وست وثلاثين سنة وزيادة. قال له ورفعنا لك ذكرك. والله تأتي جموع الحجيج كل عام. ومواسم المعتمرين فوجا بعد فوج فيقشعر بدنك لهذا المعنى الكبير. يوم ان كان عليه الصلاة والسلام بمكة يحاول في احاد قريش وافرادها ان يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فلا يجد الا اباء واعراضا واستكبارا بل وشيئا من الاذى حتى خرج مهاجرا عليه الصلاة والسلام واذا بك تبصر اليوم هذه التي تأتي من اقصى اسيا وافريقيا واوروبا والامريكيتين وهم يقولون بالسنتهم طوعا وحبا وتصديقا ويقينا لا اله الا الا الله محمد رسول الله. بل يأتون ها هنا ليطوفوا بالكعبة. ويسعون بين الصفا والمروة يترسمون خطاه. يسألون كيف خطا محمد عليه الصلاة والسلام كيف دعا؟ كيف طاف؟ كيف سعى؟ كيف اعتمر؟ كيف حلق؟ كيف ذبح؟ كيف بات؟ كيف رمى؟ هذا والله عظمة يا اخوة. هذا جزء من معنى به ورفعنا لك ذكرك عندما يخرج عليه الصلاة والسلام من مكة مهاجرا وحيدا ليس معه الا صاحبه في الغار وهو يحمل في صدره هذا الهم عظيم اكان يرى بعلم الغيب عليه الصلاة والسلام انه ستأتي جموع من كل الاجناس والالوان والالسنة تأتي تقف وامام قبره الشريف لتقول السلام عليك يا رسول الله والله وجزء من معنى قوله ورفعنا لك ذكرك. كلما مرت هذه الشواهد وتعاقبت هذه الجموع فانت تقف على عظيم المنزلة. عظمة والله لا يدانيها في عظمة الحياة الانسانية شيء. ولا تعجب لانها الهية كتبها الله عز وجل لاعظم انبيائه منزلة ورفعة ومكانة. وقد قال في اية تتلوها ملايين الافواه وتدخل اضعافها من الاذان جيلا بعد جيل ان الله قال لنبيه ورفعنا لك ذكرك. بقي ان نقول ما نكرره منذ مجلسين اذا كان الله قد رفع له ذكره واعلى منزلته وخاطبنا نحن بهذه الايات لتبقى على مسمع ومرأى تدخل وترددوا عبر السنتنا لتقع في قلوبنا كل يوم. فما المراد وما المقصود الا ان يكون له عليه الصلاة والسلام في القلوب المكانة اللائقة الاسماء التي تليق بهذه الرفعة التي كتبها الله له ايليق بالله عليكم؟ بعد كل الذي سمعت ان يكون هذا حظه عند ربه وليس له في قلبك شيء من ذلك؟ ايليق وبالله عليكم ان يرفع الله ذكره ويخاطب به الامة في اية تتلى الى يوم القيامة. ثم لا تزال بعض القلوب تقدم او تؤخر وبعض المحبوبات تراوح المكان بينها وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام والله لا سواء بين قلب استقر فيه عظمة هذا الحب البشري لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وابت القلوب كل الاباء ان تحل في المنزلة الاولى والمرتبة الاعظم محبوبا اعظم واشرف واجل من رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهي تسقي هذا الحب دوما بمثل هذه الايات وانت تقرأ في كتاب الله رفعنا لك ذكرك كلما ابطأت بك نفسك عن تطبيق سنة مثلا فتذكر ورفعنا لك ذكرك كلما وجدت فتورا وقصورا في شيء من دوافع الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فتذكر ورفعنا لك ذكرك. كلما الشيطان في حبائله ووساوسه وابتعد بك عن نور النبوة وهدي الاسلام فتذكر ورفعنا لك ذكرك اجعل حبا عظيما من يقود فيك اتباعا صادقا واستمساكا كاملا بهدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال الفقيه القاضي ابو الفضل رحمه والله هذا تقرير من الله جل اسمه لنبيه عليه السلام على عظيم نعمه لديه. وشريف منزلته عند وكرامته عليه بان شرح قلبه للايمان والهداية ووسعه لوعي العلم وحمل الحكمة ورفع عنه ثقل امور الجاهلية عليه. وبغضه وبغضه لسيرها. وما كانت عليه بظهور دينه على الدين كله وحط عنه عهدة اعباء الرسالة والنبوة لتبليغه للناس ما نزل اليهم وتنويهه بعظيم مكانه وجليل رتبته ورفعه ذكره وقرانه مع اسمه. قال سادة رفع الله ذكره في الدنيا والاخرة. فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة الا يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم وروى ابو سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل عليه السلام فقال ان ربي وربك يقول تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال اذا ذكرت ذكرت معي والحديث حسن اسناده الهيثمي وهو شاهد للمعاني التي مر ذكرها قبل قليل في تفسير قوله ورفعنا لك ذكرك. نعم قال ابن عطاء جعلت تمام الايمان جعلت تمام الايمان بذكري معك. وقال ايضا جعلتك من ذكري فمن ذكرك ذكرني. وقال جعفر بن محمد الصادق لا يذكرك احد بالرسالة الا ذكرني الربوبية نعم فحيث يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يذكر احد من المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة الا ذكر الله بالربوبية وما تستلزمه من الالوهية فاذ يقول اشهد ان لا اله الا الله فاثبت ربوبية والوهية لله وجعلها فعل ذلك يتبع لها الشهادة بالرسالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. واشار بعضهم في ذلك الى الشفاعة نعم بمعنى ان الشفاعة هي ايضا معنى من معاني رفعة الذكر لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ووجه ذلك واضح والمقصود بها الشفاعة العظمى يوم القيامة عندما تفزع الخلائق الى الانبياء والرسل واحدا واحدا بدءا بادم عليه السلام ويطلبون منه ان يشفع عند ربه هي الشفاعة التي يؤذن فيها للفصل بين الخلائق للقضاء لموقف وفزعه وهوله يوم طال الوقوف وشق الانتظار وصعب على البشر احتمال مزيد على ما هم عليه. فيفزعون الى الانبياء يلتمسون الشفاعة عند ربهم وانما لجأت الجموع البشرية الى الانبياء لما سبق من علمهم انهم اقرب الخلق الى ربهم سبحانه وتعالى فاتوا يستشفعون فلما اتوا الى الانبياء كما في حديثه كما في احاديث الشفاعة يأتون ادم عليه السلام فابراهيم فموسى فعيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام ويعتذرون عنها لما لي في ذلك الموقف من عظم الهول والفزع ويأتون الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها انا لها فينطلق فيسجد تحت العرش فيحمد الله بمحامد علمه اياها حتى يقال له يا ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. انما كانت شفاعة عظمى لانها ليست خاصة بامته عليه الصلاة والسلام. بل هو يشفع للبشرية جمعاء ثم لاحظ معي ليست شفاعة دخول جنة ولا خروج من نار تلك شفاعات اخرى لها مواضعها كما دلت عليها لكن الشفاعة العظمى في ان يأذن الله في الفصل بين الخلائق والقضاء فريق في الجنة وفريق في السعير لانه من عظم هول الموقف يرجو صاحب النار ان يذهب الى النار وينتهي الفزع الذي هو فيه. وهون الخطب الذي احتوى البشرية جمعاء هذا الموقف العظيم في الشفاعة هو لا شك رفعة لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولذلك يسأل المؤمنون ربهم في مواضع حدد الشفاعة لنبيهم عليه الصلاة والسلام وهي المقام المحمود. هي المنزلة العظيمة هي الشفاعة العظمى وهي ولا شك لون بالرفعة في الذكر التي خص الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام نعم. ومن ذكره معه تعالى ان قرن طاعته بطاعته. واسمه باسمه. فقال تعالى واطيعوا الله رسول وامنوا بالله ورسوله. فجمع بينهما بواو العطف المشركة. ولا يجوز جمع هذا الكلام في بغير حقه عليه السلام يقصد رحمه الله انه في ايات كثيرة تقرأ قل اطيعوا الله والرسول. امنوا بالله رسوله فعطف اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم على لفظ الجلالة في هذه الايات بعامل واحد اي بفعل واحد اطيعوا الله والرسول امنوا بالله ورسوله. وهذا العطف لم يفصل فيه بعامل مستقيل يعني لم يقل امنوا بالله وامنوا رسوله ما قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول وان جاء هكذا في بعض الايات. لكن هذا العطف كما قال ها هنا رحمه الله فجمع بينهما بواو العطف في المشركة فماذا في هذا؟ يقول في هذا لون من رفعة ذكره. لان الله جعل ذكره في مثل هذه الايات مقرونا بذكره سبحانه وتعالى وجعل الامر بطاعته لاحقا بالامر بطاعته سبحانه وتعالى. هذا لون من رفعة الذكر. قالوا ولا يجوز جمع هذا كلام في غير حقه عليه الصلاة والسلام. كيف؟ نعم لا يجوز كما سيأتي الان في بعض النصوص جاء النهي ان يقول قائل ما شاء الله وشاء فلان فالواو لا يجوز ان يسوى فيها مع الذات الالهية احد من الخلق. لكنه لما جاء في السياق القرآني فيما يتعلق بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر بالايمان به وبرسول الله صلى الله عليه وسلم دل على ان هذا لا ليس ليس مغتفرا فقط بل هو شيء من رفعة الذكر ان يذكر مثل هذا في السياق لرسول الله عليه الصلاة والسلام مع ما يذكر او ينسب الى الله عز وجل من الامر بالايمان او الامر بالطاعة فكان هذا لونا من رفعة الذكر الذي خص فيه صلى الله عليه وسلم بمعنى وسيزداد وهذا وضوحا بعد الاحاديث الاتية. قال رحمه الله قال حدثنا الشيخ ابو علي الحسين ابن محمد الجياني الحافظ فيما اجازنيه وقرأته على الثقة عنه. قال حدثنا ابو عمر النمري النمري. قال حدثنا ابو عمر النمري قال حدثنا ابو محمد ابن عبد المؤمن قال حدثنا ابو بكر بن داسه قال حدثنا ابو داوود السجزي قال ابو داوود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن منصور عن عبد الله ابن يسار عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم ما شاء الله وشاء فلان. ولكن ما شاء الله ثم شاء فلان قال الخطابي ارشدهم صلى الله عليه وسلم الى الادب في تقديم مشيئة الله تعالى في تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه. واختارها بثم التي هي للنسق والتراخي. بخلاف الواو التي هي للاشتراك. نعم. اذا هذا حكم شرعي وهو عدم جواز ان يعطف في ذكر المشيئة الالهية الا يعطف عليها واو مشيئة احد من البشر. فلا يقولن احد ما شاء الله وشاء فلان. ولما قال القائل بحضرته عليه الصلاة والسلام ما شاء الله وشئت قال له مستنكرا صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ ووجه ذلك ان هذه الواو توحي في ظاهرها بحكم دلالتها في اللغة على التسوية. ما شاء الله وشئت يعني مشيئتك ومشيئة الله سواء ومتساوية. فقال بل ما شاء الله وحده وقال هنا بل قل ما شاء الله ثم شاء فلان. هذا العطف ثم يقتضي الفصل على التراخي بايجاد المسافة التي تقضي بالتفرد اولا بمشيئة الله وحده ثم يأتي بعدها ما يكون من مشيئة احد من البشر. وهذا تأكيد لعدد من الايات الاله الخلق والامر. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. ليس في هذا نفي للمشيئة البشرية كلا فانت تشاء وانا اشاء وانت تشاء الليلة ان تصنع كذا وغدا ان تعمل كذا هذه مشيئة البشر. لا نكران فيها. انما المستنكر شرعا ان يذكر في الكلام ما يوحي ولو من غير قصد. ما يوحي بان هذه مشيئة تضارع او تنافس او تساوي مشيئة الله وحاشى فعلمنا ايها المسلمون ادبا عظيما في مقام التعبير عن كلام نذكر فيه اسم الله على السنتنا ان نفيده بعظيم الادب المهابة ما شاء الله ثم ما شاء فلان. فاذا جئت الى اب رب اسرة او مسؤول او عظيم او صاحب قرار او امير او ايا كان. فاردت ان تحدثه عن شيء يختص بصلاحيته وقراره وامره ومشيئته فاردت ان تسوق في ذلك كلاما فليجعل ذلك عقب مشيئة منسوبة الى الله سبحانه وتعالى. حتى في الكلام ينبغي ان يحفظ هذا وهذا من جليل الادب الذي نتأدب به مع ربنا سبحانه وتعالى. هذا الحديث دل على هذا الاصل العظيم. اراد ان يقول المصنف رحمه الله مع ذلك فانت تقرأ واطيعوا الله والرسول ولم يفصل بي ثم وامنوا بالله ورسوله ولم يفصل بثم هذا وجه ذكره المصنف رحمه الله ووجه اخر ان الامر بالايمان والطاعة مما يتوحد فيه الامر فيكون العطف هناك مغاير للعطف هنا وذلك ان المشيئة البشرية تختلف عن المشيئة الالهية. فمن ثم استدعى الفصل بينهما بثم بخلاف الايمان برسول الله عليه الصلاة والسلام فانه ضمن الايمان بالله وكذلك الامر بطاعته. وهذا وجه ذكره المصنف رحمه الله نعم ومثله الحديث الاخر ان خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بئس خطيب القوم انت. قم او قال اذهب قال ابو سليمان كره منه الجمع بين بين الاسمين بحرف الكناية لما فيه من التسوية. وذهب الى انه انما كره له الوقوف على يعصهما. وقول ابي وقول ابي سليمان اصح لما روي في الصحيح انه قال ومن يعصهما فقد غوى ولم يذكر الوقوف على يعصهما. نعم. هذا خطيب من الصحابة جاء بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد. فمن يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصه ما فقد غوى فاوقفه النبي عليه الصلاة والسلام وقال له بئس خطيب القوم انتقم او قال له اذهب فما رضي له عليه الصلاة والسلام هذا الاسلوب في التعبير تردد العلماء في وجه الاستنكار النبوي على كلام هذا المتكلم وخطبة هذا الخطيب. فانه لما قال ومن يعصه ما فقد غوى الصحيح الراجح انه عطف بين اسم الله سبحانه وتعالى واسم رسوله عليه الصلاة والسلام بضمير واحد. قال ومن يعصيهما اي اعصي الله ورسوله فما احب عليه الصلاة والسلام ان يسوى بينه في الذكر مع الله عز وجل بضمير يجمع بينهما. وهذا من تمام الادب ولا يقدح في شيء من معاني الايمان لكنه تأديب نبوي منه عليه الصلاة والسلام للخطيب وللامة من بعده. وذهب بعضهم الى ان المأخذ على الخطيب الذي استنكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام هو في سوء وقفه في سياق الكلام فانه وقف على ومن يعصهما معنى انه قال هكذا من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فعطف من يعصهما على الطاعة وجعل الحكم متحدا. فهذا مما يحيل المعنى ويقلبه. وهذا لا يساعد عليه كثيرا السياق كما قال المصنف رحمه الله لما روي في الحديث الصحيح انه قال ومن يعصهما فقد غوى ولم يذكر الوقوف على رعصهما. على كل هو وجه ذكره اهل العلم في ان الخطأ الذي وقع فيه الخطيب وخطأه النبي عليه الصلاة والسلام هو عطفه هذا في الضمير المتحد بين اسم الله واسم رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم. وقد اختلف المفسرون واصحاب المعاني في قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي هل يصلون راجعة على الله تعالى والملائكة ام لا؟ اللهم صلي وسلم وبارك عليه هذا استطراد للكلام اذا كان الادب الان هنا الا يسوى بين اسم الله واسم احد من الخلق في الظمير المشترك في الضمير المشترك ولذلك نهى فقال لا تقل من يعصهما واستنكر على الخطيب. فماذا تقول في الاية ان الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم يصلون هذا الظمير بواو الجماعة هل هو يعود الى الملائكة ام يعودوا الى الذات الالهية والملائكة بمعنى ان الله يصلي وملائكته تصلي فالجميع يصلون على النبي هل هذا هو المعنى ام المعنى ان المقصود بيصلون هم الملائكة فقط لانه على المعنى الاول ان قلت ان الله يصلي وملائكته تصلي فالجميع يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم انت ها هنا ايضا جمعت في ضمير واحد بينما يعود الى الذات الالهية وما يعود الى الملائكة قال وقد اختلف المفسرون واصحاب المعاني في قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم هل يصلون راجعة على الله تعالى والملائكة يعني معا ام لا؟ نعم فاجازه فاجازه بعضهم ومنعه اخرون لعلة التشريك. وخصوا الضمير بالملائكة وقدروا الاية. ان الله يصلي وملائكته كته يصلون. نعم اذا هذا وجه من قال بمنع العود في الظمير الى الاشتراك. لان الاصل الذي تقرر عدم التشريك بين الذات الالهية وغيره سبحانه على في ظمير واحد وبالتالي فيستدعي الكلام تقديرا. ان الله وملائكته يصلون. يصلون يعني الملائكة. طيب واين الخبر في قوله ان ان الله قال تقدير فتقول ان الله يصلي وملائكته يصلون وهذا سائغ في اللغة ان يعطف بعظ الظمائر ويذكر متعلق يفيد الاشتراك نحن بما عندنا وانت بما عندك راض والرأي مختلف. يعني نحن بما عندنا راضون وانت بما عندك راض وهذا سائغ مستعمل يقول قائلهم نحن بما عندنا وما ذكر الفعل نحن بما عندنا وانت بما عندك راض والرأي مختلف وعلى هذا يتخرج هذا الوجه في الاية الكريمة. نعم. وقد روي عن عمر ابن عن عمر ابن الخطاب وقد روي عن عمر رضي الله عنه انه قال من فضيلتك عند الله ان جعل طاعتك طاعته. فقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله. نعم وقد تقدم هذا قبل قليل انه ايضا جزء من معنى رفعة الله لذكر نبيه عليه الصلاة والسلام. من اطع الرسول فقد اطاع الله. ولا شك ان الله عز وجل اذ جعل طاعة نبيه عليه الصلاة والسلام. موجبة لطاعة الله عز وجل ومحققة اياها فهذا لون عظيم ايضا وباب كبير. بالرفعة منزلة نبيه عليه الصلاة والسلام بان جعل طاعته محققة لطاعة الله سبحانه وتعالى. وهذا باب سيسرد فيه مصنف رحمه الله عددا من النصوص الاخر هي ختام الفصل الاول نرجئها الى مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. ايها الكرام هذا المجلس وغيره انما هو سبب نحرك فيه مياه المحبة الراكدة في القلوب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. والا فما من شك ان اي مؤمن ومؤمنة يحملون في قلبهم هذه الجذوة من الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ويبقى هذا الفتيل ممتدا في هذه القلوب المؤمنة التي ايقنت وصدقت واحبت رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن الفرق يقوم بين من يقوم على هذا المعنى الكبير احركه على الدوام وينشئ صروح هذه المحبة التي يبني بها بنيان الطاعة والاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام فيزداد بنيان المحبة في قلبه وسوخا واستمساكا وشموخا. وبين من يغفل عن ذلك ويتراخى. فيضعف ويتهاوى هذا البنيان في صدره. هذا الباب الكبير الذي نسلك فيه. المدارسة للسيرة والشمائل المحمدية في ليلة الجمعة انما نقصد به تحريك هذا المعنى الكبير في قلوب المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فاذا قوي دافع الحب في القلوب فابشر بخير لان الشجرة التي تثمر طاعة عندما تقوم على ساق المحبة الثابتة في بنيان القلوب فاعتنوا رعاكم الله بعمران هذا المعنى من حب رسول الله عليه الصلاة والسلام في القلوب التي يمكن ان تسقى على الدوام. تأتي ليالي الجمع. وكلما غابت الخميس اشرقت معها شموس المحبين في قلبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم يشتغلون بكثرة الصلاة والسلام عليه. وتأتي الجمعة وبعبيرها ونفحاتها وبركاته وبسورة الكهف التي تقرأ فيها وصلاة الجمعة التي تعج بها الجوامع وتمتلئ بها المصليات ايضا هي الاخرى تنال حظا وافرا عند هذه الجموع من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهم يوقنون ان هذا من الحركات التي يصيبونها يوم الجمعة. ويقول عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة. فاكثروا من الصلاة علي فيه. فاللهم صل وسلم بارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين ابدا. ان الصلاة على المختار لو كتبت في سفر من الدر باحرف من الى شعشع الدر بالافاق مفتخرا وغرد السفر بالاسفار في خير. فاكثروا الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام واجعلوا جمعة كن مضيئة مشرقة حافلة بهذا المعنى الكبير فليس ورائها الا خير عظيم. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم اجعل لنا من كل خير بابا عظيما وسهما وافرا. نسألك اللهم من كل خير تعلمه ولا نعلمه. نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ بك من كل شر انت اخذ بناصيته. لا اله الا انت ولا ربنا سواك. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وحقق امالنا وبلغنا مولانا يا اكرم الاكرمين. نسألك يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما رحمة من عندك. تغنينا بها عن رحمة من سواك اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين