بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم الحمدلله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له خلق كل شيء فقدره تقديرا. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. امام الانبياء وخاتم المرسلين. بعثه ربه بين يدي الساعة ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد فيا اهل الايمان هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة ليلة انس تأنس فيها قلوب المحبين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومالها لا تأنس وهي تستمتع في مثل هذه الليلة من كل اسبوع بالصلاة والسلام على من احبته القلوب بذكره الافئدة واشتاقت الى لقائه وكم سألت ربها ان تظفر بشفاعته صلوات ربي وسلامه عليه ليلة الجمعة الليلة التي تجد فيها قلوب المحبين مساحة اوسع باقبالها بكثرة الصلاة والسلام على الذي حثهم على كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة كالجمعة ليلة الجمعة ليلة زهراء قمراء. مضيئة مشرقة يجد فيها المؤمن اعمالا صالحة تزيده قربا من ربه وهو فوق ذلك يجد فيها ايضا مجالا ليكون اكثر قربا من نبيه صلى الله عليه وسلم وهو يكثر الصلاة والسلام عليه في ليلة كهذه وفي يوم عظيم كيوم الجمعة. اما ان كثرة الصلاة والسلام على رسول الله يا ام امة الاسلام ليست مجرد ذكر نستكثر به عملا صالحا ونغترف به من الحسنات. بل هو ذلك وفوق ذلك هو باب كبير نغترف به من رحمة اكرم الاكرمين. فلكل عبد صلى على نبيه صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من ربه سبحانه وتعالى. وكلنا ذاك العبد الذي يقل او يستكثر في ليلة عظيمة كليلة الجمعة. وما ان تنقض ليلة جمعة الا والناس احد رجلين. فاما كثير الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. عظيم التقلب في رحمات الله بكثرة ما حاز من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. واخر مفرط قصر كثيرا كثيرا وشغله الشيطان كثيرا فلم يظفر الا بمرات معدودات ذاك ابدا لم يصب قوله صلى الله عليه وسلم اكثروا اكثروا ان الكثرة تعني ان يقبل احدنا يلهج صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودافعه ذلك الحب الذي امتلأ به القلب. دافعوه ذلك الموقف العظيم الذي يذكره يوم يلقى الله وهو بين يدي رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يرجو الفوز بالشفاعة. ويأمل اللحاق بذلك الركب العظيم وان يكون في السابقين ممن يدخل في صحبة امام الانبياء وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم. اكثرنا صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هو اوفرنا حظا بهذه المعاني يا كرام واسعدنا ايضا بذلك الخير العظيم والفوز الكبير والاجر المتوافر هو ايضا اوفرنا حظا بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. اما ان مجلسا كهذا ما زلنا نقلب فيه الصفحات في شمائل المصطفى صلوات الله وسلامه علي في اخباره في عظيم حقوقه على الامة. وكان بين ذلك مدخل ما زلنا نخط ابوابه بابا بابا. في الحديث عن كانته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام عند رب العالمين. والحظوة والمنزلة الرفيعة والقدر العظيم. الذي بوأه اياه اكرم الاكرمين وخالق الاولين والاخرين. ان يكون عبد من عباد الله في منزلة عظيمة عند الله. فان لذلك دليل دلالة كبيرة عباد الله ان يكون احدنا معظما ما عظم الله وان يكون مقدرا ما رفع الله قدره وان يكون محسنا منزلة ما عظم الله شأنه. اما ان نبينا صلى الله عليه وسلم بشر لا كالبشر. وامام هو النبيين ورسول هو سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. ونحن انما نشعر بحفاوة في هذه الامة. وبحظوة كانت بنبينا وبديننا وبكتابنا. فحتى تكون لنا المنزلة العظيمة بمنزلة رسول الله عليه الصلاة والسلام حق لنا والله ان نكون اكثر تبصرا بعظيم مكانته عند ربه ونحن نقرأ كلام الله وكم نستمع الى الايات في كتاب الله التي تحدثت عن منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كل ذلك هو ما كان ولا يزال يمر بنا من كلام الامام القاضي عياض رحمه الله في اول ابواب الكتاب وهو يلتقط من ايات كتاب الله الكريم. تلك المواضع التي فيها هذا الذكر العظيم لمن صلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يراد بذلك يا كرام ان نصل الى امرين اولهما ان نعلم حقيقة قدرها هذا النبي الكريم بابي وامي عليه الصلاة والسلام. وان نصل الى تعظيم من عظم الله فاذا كانت هذه منزلته عند الله فما هي هي منزلته عندي وعندك في قلبي وقلبي. واي مكانة هي التي يجب ان يكون لها في القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب كل مؤمن ومؤمنة من امته صلوات الله وسلامه عليه. واما الامر الاخر فنحن نختط طريقا واضحا قصيرا لا امتراء فيه ولا اعوجاج نقترب من ربنا بقربنا من موضع رسولنا صلى الله عليه وسلم نحث الخطى نشد العزاء نقدم النفوس نحن نتسابق نتتابع في طريق عظيم طريق السنة على صاحبها افضل الصلاة والسلام. نتعرف مواضعها كيف كان يختط هذه الحياة صلوات الله وسلامه عليه في طعامه وشرابه ولباسه ومنامه واستيقاظه في عبادته في تقربه في في معاملته في كل شأن من شؤون حياته. ان العبد كلما اقترب من سيرة نبيه عليه الصلاة والسلام قصر بمزيد من مواضع السنن فكان ذلك ادعى ولا شك لان يكون اكثر الناس توفيقا ايضا للاستنان برسول الله صلوات الله كلامه عليم في منتهى جلسة الجمعة الماضية ليلة الجمعة الماضية ما زلنا في الفصل الذي جعله المصنف رحمه الله في قسمه سبحانه وتعالى بقدر نبينا صلى الله عليه وسلم ومضى في ذلك ايات منها قوله تعالى لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون ومضى ايضا قوله سبحانه وتعالى يس والقرآن الحكيم وقوله سبحانه طه ما انزلنا عليك القرآن اشقى وكان قد وقف الحديث في قسمه سبحانه وتعالى في سورة البلد لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد ووالد وما ولد ولما اقسم الله بمكة البلد الحرام وموضع قبلة المسلمين وبيت رب العالمين جعل سبحانه وتعالى هذا القسم بهذا البلد محفوفا بمقام رسولنا صلى الله عليه وسلم فيه. فقال وانت حل بهذا البلد فزاد هذا البلد تشريفا وتعظيما حله ومقامه بابي وامه وصلوات الله وسلامه عليه. فكان لهذا البلد بحلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه منزلة كبيرة تبوأت شرف القسم الالهي بهذا البلد فقال لا اقسم بهذا البلد وان تحلم بهذا البلد. وفي قوله ووالد وما ولد. ان تجاوزت العموم في اللفظ انه يشمل كل والد وكل اما يلد فان المعنى المخصوص الذي اومأ اليه كثير من اهل العلم ان الوالد ها هنا ابراهيم عليه السلام امام الانبياء وانما اولد ذريته وفيهم اسماعيل جد محمد عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام. فيعود الايماء مرة اخرى الى منزلة صلوات الله وسلامه عليه مرتبطا بهذا البلد الذي تتفيؤون ظلاله هذه الايام في رحاب بيت الله الحرام هذا القسم وما سبق من الايات فيه اشعار بعظيم المنزلة التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءت في قسم اكثر من كتاب الله الكريم. نكمل ما بقي في هذا الفصل من الايات لننتقل الى الفصل الذي يليه في قسمه تعالى له ليحقق مكانته عند صلى الله عليه وسلم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه به اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. وتب علينا انك انت التواب الرحيم قال قال القاضي قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه التعريف بحقوق المصطفى الشفا بالتعريف بحقوق المصطفى. وقال تعالى الف لام ميم. ذلك الكتاب لا ريب فيه قال ابن عباس رضي الله عنهما هذه الحروف اقسام اقسم الله تعالى بها. هذه الحروف اقسام اقسم الله تعالى بها وعنه وعن غيره فيها غير ذلك. وقال سهل بن عبدالله التستري رحمه الله الالف والله تعالى واللام جبريل والميم محمد محمد عليهما السلام. وحكى هذا القول السمرقندي ولم ينسبه لا سهل وجعل معناه الله انزل جبريل على محمد بهذا القرآن لا ريب فيه. وعلى هذا الوجه الاول يحتمل قسم ان هذا الكتاب حق لا ريب فيه. ثم فيه من فضيلته قران قران اسمه باسمه نحو ما تقدم نعم هذه كما تقدم في مجلس ليلة الجمعة الماضية فيما يتعلق بتفسير الحروف المقطعات في اوائل السور وهي كما تقدم اربعة عشر حرفا جاءت في كتاب الله وصدرت بها بعض السور في القرآن نحو الف لام ميم ونون وصاد وقاف وحام وياسين وامثالها. هذه الايات تفاوت اهل العلم سلفا وخلفا في تبيين المراد منها. ذلكم ان كتاب الله الذي انزل بلسان عربي مبين انزل تحديا للعرب وهم امة اللسان والفصاحة والبيان. فكان هذا اللون من الايات في القرآن فيه قدر عظيم من اقامة الحجة على العرب واعجازهم ان يأتوا بمثله او بصورة منه. فذهب طائفة من اهل العلم الى ان هذه الحروف هي رموز لمعان اريد بها على سبيل الاختصار والايجاز والاعجاز الالماح الى معان يتفاوت اهل العلم في ادراكها فيما ذهب من المحققين عن الامساك في تفسير مثل هذه الحروف وايكال علمها الى الله فيقال في تفسيرها الله اعلم بمرادها لكنها جاءت ايضا على نحو من الاعجاز الذي تحدى القرآن به العرب ان يأتوا بمثله فان العرب على فصاحتها العظيمة وبلاغتها الوافرة شعرا ونثرا فانها ما عهدت في لسانها ان يتكلم متكلمها ويقول قائلها حروفا مفردة في خطابه. فلا يعهد لا في شعر ولا في نثر ان يقال نون وصاد وقاف والف لام ميم. فجاء القرآن وبهذا المنحى باسلوب جديد ما عهدته العرب فكان ايضا هذا ابلغ في التعجيز. وعلى كل فما ها هنا هو طرف من الذي مضى عنه في مجلس ليلة الجمعة الماضية. يقول القاضي عياض رحمه الله قال ابن عباس في قوله الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. اي مطلع سورة البقرة. قال هذه الحروف اقسام اقسمها الله تعالى بها وعنه يعني عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره فيها غير ذلك. يعني في تفسيرها وبيان المراد منها قال سهل رحمه الله الالف هو الله واللام جبريل عليه السلام والميم محمد صلى الله عليه وسلم. اذا هذا على منحى ايجاد معان لهذه الحروف وانها رموز الى معان مختصرة مضمنة فيها. فالالف هو الله واللام جبريل والميم محمد صلى الله عليه وسلم. حكى هذا القول السمرقندي وجعل معناه الله انزل جبريل على محمد بهذا القرآن لا ريب فيه. فعلى هذا الاتجاه يكون تفسير الاية هكذا. قال وعلى الوجه الاول يحتمل القسم ان هذا الكتاب حق لا ريب فيه. ومن فضيلته ان ذكر فيه اسمه مقرونا باسمه سبحانه وتعالى على نحو ما تقدم. نعم. وقال ابن عطاء في قوله تعالى قاف والقرآن المجيد اقسم بقوة قلب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم حيث حمل طاب والمشاهدة ولم ولم يؤثر ذلك في ولم يؤثر ولم يؤثر ذلك فيه لعلو حاله. يقول اقسم بقوة قلب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم. اين القسم؟ قاف والقرآن المجيد. القسم هنا بالقرآن لكنه اراد ايضا على هذا الاتجاه تفسير قاف هنا بانه قسم بقلبه صلى الله عليه وسلم فكأن المعنى وقلب محمد والقرآن المجيد. فسر قاف هنا فيما ذكر ابن عطاء ان القسم ها هنا بقوة قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام ما المقصود بقوة القلب هنا؟ قال احتماله للوحي وللخطاب وللمعجزات الكبار التي تحملها قلبه عليه الصلاة والسلام فلم يتأثر بذلك وما ذاك الا لعلو حاله وعظيم منزلته صلوات الله وسلامه عليه. كل ذلك كما اؤكد هو على الاتجاه الذي يرى ان لهذه الحروف المقطعات تفسيرا ومعنى مضمنا وعليه ايضا اقاويل عدد من اهل العلم كابن عباس وقتادة ومجاهد وغيرهم من كبار مفسري امة الاسلام الاتجاه الاخر الذي يمتنع عن تفسير هذه الحروف هو ايضا مذهب طائفة من كبار اهل العلم سلفا وخلفا. ويمسكون فيه عن تفسير بهذه الحروف ويقال فيها الله اعلم بمرادها. نعم. قيل هو اسم للقرآن وقيل هو اسم لله تعالى. وقيل قيل جبل محيط بالارض وقيل غير هذا. نعم هذا في تفسير معنى قاف. ذكر ابتداء قول ابن عطاء ان المراد به قسم بقوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اورد المعاني الاخر التي جاءت على السنة بعض اهل العلم. قيل قاف اسم للقرآن وقيل اسم لله تعالى وهذا ايضا مأثور حتى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وقيل جبل محيط بالارض وقيل غير ذلك فمهما تعددت فان الاشكال انه لا سبيل على اقامة دليل يثبت معاني احد هذه الاحتمالات ومن ثم امسك طائفة من عن الخوظ في معناها وجعلوها موقولا الى علم الله سبحانه وتعالى. وقال جعفر بن محمد رحمه الله تعالى في تفسير والنجم الى هواه. انه محمد صلى الله عليه وسلم. وقال النجم قلب محمد صلى الله عليه وسلم هوى انشرح من الانوار. وقال انقطع عن غير الله. هذه سادسة الايات التي ساقها المصنف رحمه الله وفي هذا فانظر ها هنا الى امرين اولهما كيف انه جمع رحمه الله عددا من المواضع في القرآن التي قيل فيها انها قسم بنبينا صلى الله عليه وسلم. وثانيا جعل المقدم من هذه المواضع هو الاوثق والذي جعل اهل العلم فيه على القول الراجح. فصدر الفصل بقوله لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون. حيث نقل هناك اجماع المفسرين على انه قسم بعمر نبينا صلى الله عليه وسلم. فتدرج من المواضع التي يقوى فيها القول. وينعقد الاجمال ويوشك الاتفاق على ان المراد به القسم برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تدرج فختم الفصل بالمواضع التي لك ان تقول يضعف فيها القول انه قسم برسول الله عليه الصلاة والسلام لكنه لا يخلو من ذكر بعض اهل العلم في هذه المواضع ان المراد به القسم فاورده في الفصل لهذا المعنى. هذه الاية السادسة والنجم اذا هوى. المتبادر يا احبة من هذه الاية والذي يفهمه كل عربي انه قسم بالنجم. الجرم المعروف في السماء الكوكب المضيء. اقسم الله به اذا هوى اذا سقط فان بعض النجوم يهوي وبعضه يرسل شهابا وبعضه يتحرك في السماء فاقسم الله به على الماية التي بعدها النجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى. لكنه اورد ها هنا عن جعفر بن محمد ان المراد بالنجم هنا محمد صلى الله عليه وسلم والنجم اي رسول الله عليه الصلاة والسلام. اذا هوى يعني اذا انشرح صدره من الانوار. ليس هذا صرفا عن المعنى فان هوى يأتي مضارعه من هوى يهوي وهو السقوط من اعلى. وهو الذي فسر به النجم المضيء والنجم اذا هوى عندما يهوي الى الارض. ويأتي هوى ومضارعه يهوى. يهوى يعني يحب الشيء هواه ويتعلق به قلبه. والنجم اذا هوى يعني اذا فسر المراد ان النجم ها هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم تم في المعنى اذا هوى قلبه وتعلق بنور الوحي فاضاء له صدره. قال ومعناه انقطع عن غير الله. فيشرق اذا اتصل بالله ويعظم ايضا انواره اذا اتصلت بنور الوحي وهذا المعنى كما قلت لا يزال هو الاضعف في السياق الراجح الذي يتبادر الى الاذهان والذي عليه اكثر المفسرين والعلم عند الله. وقال ابن عطاء رحمه الله تعالى في قوله على والفجر وليال عشر. الفجر محمد صلى الله عليه وسلم لان منه تفجر الايمان هذه اخر الايات في هذا الفصل القسم بالفجر في سورة الفجر والفجر وليال عشر. ايضا هذا غير المشهور غير المعروف بين اهل العلم وغير الذي عليه الاكثر عندما يفسرون الفجر بزمان الفجر المعروف وهو الصبح وان الله اقسم ثم على خلاف بين اهل العلم هل المراد الفجر الزمان من حيث هو في كل الايام؟ ام المراد به فجر يوم النحر على وجه بخصوص ام فجر يوم عرفة لاتصاله بقوله وليال عشر هذه اقاويل متقاربة لكنها تشترك في ان الفجر مراد هو الزمن المعلوم الذي اقسم الله تعالى باجزاء منه في عدة مواضع من كتاب الله اقسم الله بالفجر واقسم بالعصر واقسم بالضحى هذه مواضع من الزمن جاء القسم بها تنويها وتشريفا ورفعة للقدر كما تقدم. هذا المتبادر والذي عليه الاكثر لكنه ساق عن ابن عطاء معنى ها هنا ان الفجر هو محمد صلى الله عليه وسلم قال لان منه تفجر الايمان فاخذ فيه دلالة اللغة لان الفجر الذي هو الصبح انما سمي فجرا لانفجار ضوء النهار بعد ظلام الليل فكأن انفجارا ما اصاب الكون حتى تجلى الظلام وتبدد وانتشر الضياء وعم النور فسمي الفجر فجرا لهذا المعنى فاستعير هذا المعنى في هذا القول قيل والفجر اي فجر الكون في الحدث الذي انبثقت منه انوار الهداية حتى ظلمات الجاهلية هو بعثته صلى الله عليه وسلم فحملوا المعنى في هذا القول على ان المراد بالفجر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتأتى عندئذ القول بانه موضع اقسم الله فيه برسوله صلوات الله وسلامه عليه وان كان المشهور هو الراجح وما عليه الاكثر خلاف ذلك والله اعلم. قال القاضي ابو الفضل لاحصبي رحمه الله تعالى الفصل في قسمه تعالى جده له ليحقق مكانته عنده. قال جل اسمه الفصل الخامس في تعالى جده تعالى جد ربنا. ومعنى تعالى جد ربنا الجد العظمة. وانت تقول وتعالى جدك ولا اله غيرك في دعاء الاستفتاح فالجد العظمة والمكانة. ومن اللطيف في هذا المعنى ما اخرجه الامام احمد في مسنده من حديث انس رضي الله عنه قوله كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران يعني كان الرجل من الصحابة اذا حفظ هاتين السورتين العظيمتين وهما الزهراوان والغيايتان. فاذا حفظ قال كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جد فينا. يعني عظم قدره وفي رواية اخرى ايضا عند احمد في المسند كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران يعد فينا عظيما. فالجد هنا العظمة قسمه تعالى جده تعالى جد ربنا وتعاظم وتبارك قسمه سبحانه له. والفصل الذي انقضى اقبل قليل قسمه سبحانه وتعالى به بعظيم قدره صلوات الله وسلامه عليه. فثمة ثمة توافق واتصال وثيق بين الفصلين مع فارق جوهري. الفصل الذي سبق في قسم الله برسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الفصل في قسم الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم لاثبات مكانته عنده. اذا هذا فصل سيرد فيه القاضي عياض رحمه الله الله لونا لطيفا ومواضع اخر من كتاب الله فيها قسم اقسم الله تعالى به باشياء من خلقه لكن عليه شيء يتعلق بعظيم قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكم في كتاب الله يا احبة من الايات التي اراد الله اثبات عظيم مكانة نبيه صلى الله عليه وسلم فكان ذلك على سبيل التوكيد بقسم الهي يقسم ربنا وله ان يقسم بما شاء كيف شاء جل في علاه. يقسم ليقول للامة ان نبيه صلى الله عليه وسلم عظيم القدر والمكانة عنده صلوات الله وسلامه عليه. اذا هذا فصل في قسمه تعالى جده له اي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليحقق مكانته عنده. وسيرد ها هنا جملة من المواضع القرآنية. فيها عدد من الايات اثبات لمكانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاسمع رعاك الله. نعم. قال رحمه الله تعالى قال جل اسمه والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. الم يجدك يتيما فاوى ووجدك فهدى ووجدك عائلا فاغنى فاما اليتيم لا تقهر واما لفلا تنهر بنعمة ربك فحدث. نعم سورة الضحى التي يحفظها فينا الصغير قبل الكبير ونسمعها كثيرا خلف ائمتنا في الصلوات ونقرأ بها كثيرا. وهي من قصار المفصل في كتاب الله بل قيل هي مطلع المفصل القصير في القرآن من الضحى الى الناس. هذه السورة من بين المواضع في القرآن التي تناولت مكانة المصطفى صلى الله عليه وسلم تأتي سورة الضحى من بين سور القرآن المبينة لمكانة رسول الله عليه الصلاة والسلام درة متلألئة وقلبا نابضا. في سورة الضحى تجد حفظك الله همسا دافئا وتجد فيها ايضا حنانا يتدفق وعناية عظيمة برسول الله عليه الصلاة السلام في سورة الضحى لطف عظيم من الرب العظيم بالنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فيه احتواء لقلبه العظيم فيه تطييب لمشاعره فيه تلطيف لخواطره صلوات الله وسلامه عليه. سورة الضحى كل اية فيها نابضة بهذا القدر العظيم منذ القسم الذي استفتحت به السورة والضحى والليل اذا سجى. اقسم الله بانين من اناء الزمان احدهما في الليل والاخر في النهار. لكن كلاهما هو الزمن الذي يكون اصفى اوقات الليل واوقات النهار فالليل وليس اوله انما الليل اذا سجى اذا ارخى سدوله وانتشر الظلام وسكن الكون هذه لحظة يقسم فيها الله كما اقسم بالضحى الذي هو مطلع النهار. وبداية انتشار الضياء حين يتنفس الصباح الله وتنطلق الخلائق تبحث عن رزق الله. فانظر الى الزمن الذي اقسم الله به تجد انه ايضا يتضمن لطفا من بيني اناء الزمان واوقاته يؤتى بهذين الزمانين لمناسبة الموضوع الذي تضمنته السورة والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. والله لا تكاد تجد موضعا في كتاب الله. يلمس فؤاد المصطفى صلى الله عليه وسلم ويحيطه بقدر عظيم من اللطف والاكرام والمودة والانعام كما تجد في هذه الايات. خصوصا اذا علمت ان السورة لما نزلت بعدما ابطأ الوحي عنه صلى الله عليه وسلم وفتر وانقطع مدة فطفق بعض المشركين يسخر ويهزأ برسول الله عليه الصلاة والسلام ليقول قائلهم قد اجرك ربك ويقول اخر قد ودعك وقلاك يعني ابغضك. ويقول اخر ما نرى شيطانك الا قد هجرك. وامثال هذا من سخريات التي نعلم كم هي جارحة في النفوس البشرية؟ وكم هي مؤلمة في قلب عظيم امتلأ اتصالا عظيما الملكوت الاعلى فيأتي هذا السياق القرآني بهذا الايقاع وبهذه المعاني التي هي في غاية اللطف كما ترى. لا في الالفاظ التي سيقت بها الايات ولا في المعاني التي تضمنتها اعظم ما يكون. فوالله كم مرة قرأت حفظك الله سورة الضحى وكم مرة سمعتها من قارئ سواك وكم نحفظها لاطفالنا وصغارنا؟ صدقا كم مرة شعرنا انها ايات وسورة فيها لطف عظيم من الرب العظيم بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. كم مرة انست افئدتنا ايات هذه السورة ونحن نقرأها او نستمع اليها. تؤنس فؤادنا نحن لم؟ لانها ايناس لفؤاد المصطفى عليه الصلاة والسلام. فنفرح لعلمنا ان انتهى ايات تنزلت من فوق سبع سماوات وفيها القدر العظيم من المعاني الكبار التي ارادت اثبات هذا المعنى العظيم مكانة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. والله ما كانت الايات مجرد اسكات لافواه قريش الساخرة انذاك فحسب لكنها انطاق يسمع الكون الى يوم القيامة ان النبي صلى الله عليه وسلم عظيم القدر عند ربه يا اخي اسمع ربه وهو يقول ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. والله انها لايات تملأ القلب سرورا ابتهاجا وانسا ان يكون خالق الخلق ورب العالمين واله الاولين والاخرين يتولى بذاته العلية قلب عبد من عباده مباشرة بهذا القدر العظيم من الملاطفة والاحتواء والتطييب وملء هذا الفؤاد بهذا المعنى الكريم تالله ما هو الا لمكانة عظيمة. ولرسالة جليلة ولمنزلة رفيعة. تأنس افئدته هنا ايها المسلمون بمثل هذا السياق لانها رفعة لمنزلة نبينا صلى الله عليه وسلم. ورفعة منزلته رفعة لامتنا لعلمنا انه والله ما اتاه الله صلى الله عليه وسلم ما اتاه الله فضلا ولا منزلة ولا شرفا ولا مكانة الا جعل ذلك لامته صلى الله عليه وسلم. فنحن والله احظى واسعد من يجد في مثل هذه المواضع في شريعة الاسلام موئلا عظيما لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ما ودعك ربك وما قلى. اهي مجرد دفع لتهمة تداولتها السنة كفار قريش يمكن ان تقول هذا. لكنها في المعنى الاعمق والابعد والاكبر ان الله عز وجل الذي تولاه قبل النبوة فهيأه واصطفاه وجعل له من الارهاصات قبل ان نبيا فحفظه وسلمه واحاطه بعنايته قبل ان يكون نبيا فبالله ما الظن به بعد يعني اصطفي للنبوة وانزل عليه الوحي وللاخرة خير لك من الاولى. ثم يستمر هذا الاكرام الالهي ليقول له ربه ولسوف يعطيك ربك فترضى والله لو قال لنا عظيم من العظماء وملك من الملوك وثري من الاثرياء وغني من الاغنياء لسوف اعطيك حتى تقنع وما تطلبه فهو مجاب وما سألته اعطيتك لشعرت انك ملكت الدنيا بما فيها. فكيف اذا كان الغني الكريم رب العالمين؟ يقول لعبد من عباده ولنبي من انبيائه ولسوف يعطيك ربك فترضى. ما الذي يرضيه صلى الله عليه وسلم؟ والله ما بحث في حياته التي امتدت ثلاثا وعشرين سنة في النبوة ما بحث عن حظ نفسه قط لا في طعام ولا شراب ولا لباس ولا سكن انما حمل هم امته ونحن نوقن انه لا يرضيه الا ان تدخل امته الجنة. عاش رؤوفا رحيما يقودها ويخرجها من الظلمات الى النور. وسيكون معها حتى يوم الحشر. وهو يذود عن امته ويقول يا رب امتي امتي. فاذا طرق باب الجنة انما يسوق امته صلى الله عليه وسلم لتكون اول الامم دخولا. فكم نحن اصحاب حظوة وكرامة هذا النبي العظيم صلوات الله وسلامه عليه لتعلم عبد الله انه حيثما وجدت موضعا في شريعة الاسلام فيها رفعة لقدر نبينا صلى الله عليه وسلم فانه والله حق لنا ان نفرح بها. بل وان نطير بها سعادة وانس. لعلمنا ان شرفه شرف لنا وان رفعة مكانته فخر لنا وان نعول ومنزلته ايضا انما يعود بكل الخير لنا. فنحن انما نحمل هذه المعاني لانها في كتاب الله ايات تتلى الى يوم القيامة على افواه الصغار والكبار. تستمعها الاذان. تأنس بها القلوب تقع موقعها في الافئدة المؤمنة لتقف بعد ذلك على قاعدة صلبة اذا كان هذا القدر العظيم لامام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه. وينزل فيه ربه ايات بوحي من فوق سبع سماوات ينزل بها جبريل عليه السلام اعلاء لمكانته ورفعة لمنزلته وتعظيما لشأنه صلوات الله وسلامه عليه. يبقى السؤال الاكبر فاي منزلة له في قلبي وقلبك واي مكانة احللناه عليه الصلاة والسلام في القلوب والافئدة وما الذي يجب ان يكون محله والمبوأ له في قلبي وقلبك عبد الله والله ان لم يكن له المكان الاعظم والمحل الاسمى والمرتبة الاشرف فاننا لم نفقه بعد مثل هذه الايات من كتاب الله وما وعينا تماما عظيمة قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نعلم بعد ما الذي يجب ان نعيشه في قلوبنا ووفاء وصدقا في الايمان والطاعة والاتباع لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه. اذا هذا هو اول المواضع في فصل الذي خصه المصنف رحمه الله لذكر الايات التي اقسم الله فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم من اجل بيان مكانته وتحقيقها عنده سبحانه وتعالى. نعم. قال القاضي رحمه الله الله تعالى اختلف في في سبب نزول هذه السورة. فقيل كان ترك النبي صلى الله عليه وسلم الليل لعذر نزل به فتكلمت امرأة في ذلك بكلام. نعم وجاء ذلك في رواية اخرجها الشيخان البخاري ومسلم الله تعالى من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى يعني مرض او تعب فلم يقم ليلة او ليلتين. يعني لم يقم يصلي من الليل كما هو دأبه وشأنه عليه الصلاة والسلام. فقالت له امرأة يعني من قريش. قيل هي امرأة ابي لهب ام جميل وقيل غيرها. فقالت له امرأة اني لارجو ان يكون شيطان قد تركك. وفي هذا من الهزء اولا والسخرية وفيه من العناد واستمرار التكذيب ثانيا. وفيه ايضا من الاذى العظيم لفؤاد سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. واخرج مسلم ايضا نحوه فقال نزلت هذه السورة بعد ما حضرت هذه المقالة اثر انقطاعه عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل مدة بسبب مرضه وشكواه صلوات الله وسلامه وقيل بل تكلم به المشركون عند فترة الوحي فنزلت هذه السورة. نعم وجاء هذا ايضا عند البخاري ومسلم كذلك من حديث من حديث جندب وغيره قال ابطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال المشركون قد ودع محمد يعني ودعه الله ودعه ربه يعني هجره وانقطعت نبوته وانتهت قصته فانزل الله هذه السورة وعند البخاري بلفظ احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة ابطأ شيطانه نزلت هذه السورة وعلى كل فانت ترى ان سبب نزول السورة كما ثبت في الصحيحين وغيرهما انه انقطاع الوحي او انقطاع قيامه عليه الصلاة والسلام وفي كلتا الحالين تسلط السفهاء من كفار قريش بالسنتهم طعنا واذى في رسول الله عليه الصلاة والسلام سلام وفي الوحي الذي نزل عليه من ربه. فجاءت الايات بلسما شافيا. ويدا حانية ونبضا متدفقا بهذا احتواء وهذا التطييب لقلب رسول الله عليه الصلاة والسلام ليقسم له ربه انه ما ودعه وما قلاه. نعم. قال القاضي امام ابو الفضل رحمه الله تعالى تضمنت هذه السورة من كرامة الله تعالى له وتنويهه به وتعظيمه ستة وجوه الاول القسم له عما اخبره به من حاله بقوله تعالى والضحى والليل اذا سجى اي ورب الضحى وهذا من اعظم درجات المبرة. نعم. اول وجوه التعظيم في السورة ها هنا ان الله اذ اراد ان يخبر عن مكانته عليه الصلاة والسلام عنده سبحانه وتعالى اقسم له على هذه القضية وكلنا ايعلم ان ربنا لا اصدق منه سبحانه ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا ومهما قال ربنا فان والله مؤمنون مصدقون وليس كلام ربنا بحاجة الى قسم من اجل ان نؤمن ونصدق به معشر البشر لكن القسم يظفي على المقسم به جلالة وهيبة وتعظيما. وهذا المقصود ولو كانت الاية نزلت ابتداء يا محمد ما ودعك ربك وما قلاك. لتحقق المراد فما وجه القسم اذا؟ وجه القسم تعظيم. وتأكيد لهذه القضية العظيمة فاذ يقسم ربنا سبحانه فانما هو تنويه وتعظيم واشعار بجلالة المقسم عليه وهذا هو المقصود في قوله والضحى والليل اذا سجى. قال القاضي عياض رحمه الله اي ورب الضحى. على ان المحذوف ها هنا هو رب الظهر رب من ان يكون القسم بالرب ولا حاجة الى هذا لانه لربنا سبحانه ان يقسم بما شاء فيقسم ربنا ببعض مخلوقاته يكون القسم حقيقة ها هنا بهذا الجزء من الزمان وهو الضحى مطلع النهار واوله. قال بعض المفسرين وفي اختيار الضحى تحديدا من بين فترات النهار لهذا القسم الملائم لمعنى السورة. ولا تنسى ان معنى السورة عاطفة من الدفء والحنان تحيط بقلب رسول الله عليه الصلاة والسلام تثبت عناية ربه به. وعدم هجرانه وعلو منزلته. هذا اللون من المعنى يناسبه جزء من هو الضحى قالوا واللطيف في اختيار هذا الجزء من الزمان تحديدا انه مطلع النهار المستمر في صعود وارتفاع فان شمس الضحى ما تزال ترتفع وتصعد حتى تتوسط السماء وفيها تظمين واشعار ان شأن المقسم عليه وهو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كانت الايام في بداية البعثة بمكة انه لا يزال امره وشأنه في علو وصعود كما هي شمس الضحى. وفيه معنى اخر لطيف ان الضحى من بين فترات النهار وهو ابتداؤه الذي يجمع بين ضياء وانتشار الاشراقة مع عدم حرارة الشمس وقسوتها ووهجها. بخلاف ارتفاع النهار اذا توسطت فالشمس كبد السماء او قبل الزوال او بعد الزوال. فكان هذا الزمان تحديدا الذي ينتشر فيه الظياء مع عدم حرقة الشمس وحرارتها وهو ايضا متظمن لنور الرسالة والنبوة الذي سيعم الكون وينتشر في الافاق وهو الذي سيكون نور هداية يقود الناس يقود الناس بالرحمة بالوحي الذي بعث به المصطفى عليه الصلاة والسلام ويقودهم نحو جنة عرضها السماوات والارض نعم. قال رحمه الله تعالى الثاني بيان مكانته عنده وحظوته لديه بقوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى اي ما تركك وما ابغضك وقيل ما اهملك بعد ان اصطفاك. الوجه الثاني من وجوه التعظيم التي تضمنتها سورة الضحى ان الله يقول له صراحة يا محمد ما ودعك ربك وما قلى يعني لا تلتفت الى ما يقوله هؤلاء السفهاء ودعه ربه قلاه ربه ابغضه انقطع عنه الوحي ما ودعك ربك وما قال يا محمد ربك كما تركك ولا اهملك قبل النبوة فكيف الظن به بعد ان اصطفاك نبيا؟ كيف كان قبل النبوة عليه الصلاة والسلام؟ اما مات ابوه قبل ان يولد اما ماتت امه قبل ان يتنعم بصحبتها ورفقتها اما حرم حنان الابوين ثم ثم اواه جده فلم متع بسيادة جده التي كانت ترفرف راياتها بين العرب ثم انتقل الى رعاية عمه ابي طالب هذه العناية الالهية التي ادركت اليتيم في مطلع حياته وهيأت له ذلك المعنى العظيم الذي يرتقبه لما وصل سن الاربعين صلوات الله وسلامه علي هذه العناية الالهية العظيمة شق صدره لما كان يسترظع في بني سعد فاتاه جبريل فطرحه فشق صدره فاخرج المضغة فغسلها بقسط من ذهب بماء من زمزم ثم اعاده فالتأم صدره ما هذه العناية؟ كل وجوه التي تقرأها وتتعلمها في السيرة النبوية قبل ان يكون نبيا وعصمة الله تعالى له ان يركع لوثن او يسجد لصنم او يطوف بحجر هذه العصمة الالهية والعناية الربانية والاحاطة العظيمة به قبل ان يكون نبيا ايظن اي ظن ان يتحول الامر بعد اصطفاء النبوة والرسالة لينقلب الى هجران وقلي وبغظ وترك ووداع حاشا فهذا السياق يملأ الصدر يقينا. والذي ينزل عليه الوحي رسول الله عليه الصلاة والسلام. والقلب العظيم الطاهر صلوات الله وسلامه عليه مكلوم بتلك العبارات التي تسيء بها كفار قريش الى مقامه عليه الصلاة والسلام. فتنزل الاية والله كم فيها من البلسم الشافي؟ وكم فيها من تطيب الخاطر؟ بل كم فيها من رفعة المكانة وعلو المنزلة؟ لما يقول له ربه ما ربك ولو اردت ان تتقرب لك الصورة فان انسانا عظيما يمتلئ قلبك بحبه لو حصل بينك وبينه شيء ما اشعر بالانقطاع او بتغيير العلاقة. كم يضطرب فؤادك؟ وكم تحزن لذلك فكيف سيتبدد ذلك فيذهب هباء منثورا؟ لو انه بادرك وتحدث اليك وقال لك والله ما زلت احبك كم تشعر بعظيم العاطفة التي تضرب امواجها في حنايا القلب وتصطدم ايظا بجوانب الصدر وانت تشعر انك لا زلت لا زلت في دائرة المحبة وهذا المعنى الكبير الذي يأتي من غير مقارنة بحب الله جل جلاله لعبد من عباده له ربه فيقول ما ودعك ربك وما قلى بل ويقسم على القضية في قوله والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. نعم. قال رحمه الله تعالى الثالث قوله تعالى وللاخرة خير لك من الاولى. قال ابن اسحق اي اي مآلك في مرجعك عند الله اعظم مما اعطاك من كرامة الدنيا. وقال سهل رحمه الله اي ما ادخرت لك من الشفاعة والمقام المحمود خير لك مما اعطيتك في الدنيا. انظر معي كيف يتتابع السياق القرآني في تطييب خاطر القلب النبوي؟ وفي احاطته بالعناية واللطف والرعاية كيف انه له اولا استمرار المحبة والاصطفاء ما ودعك ربك وما قلى ويتصاعد هذا في وتيرته درجة ليقول له ربه وللاخرة خير لك من الاولى. لتعلم ان القضية ليست تفنيد لشبهات بثتها افواه قريش. لكنها اثبات لمنزلة اعظم ما له عند ربه. مكانته عند خالقه. المنزلة العظيمة التي اصطفاه لها رب رب العالمين سبحانه وتعالى. يقول وللاخرة يا محمد خير لك من الاولى. قيل معناه الدار الاخرة يوم القيامة خير لك من هذه الدار الاولى بمعنى ان ما خصك الله به وما اصطفاك له وما هيأك له وما حباك به في الدار الاخرة يوم تلقى الله خير من النبوة التي رفع بها قدرك بين العباد في الدنيا وما الذي جعله الله له مدخرا في الاخرة؟ الشفاعة الحوض المقام المحمود كل ذلك لا يزال محمد لا يزال لك قدر مدخر عند ربك اعظم مما اوتيت اياه في الدنيا. وقيل معناه وللاخرة اي للحال الاخرة من احوال الدنيا التي ستمر بك يا محمد خير لك من حالك الاولى التي مضت عليك في حياتك يعني تبشير له عليه الصلاة والسلام بارتفاع راية الدين وظهوره وعلو كلمته وانتشار ضوئه في العالمين ولا الاخرة لا الحال الاخرة يا محمد من بعثتك ودينك ورسالتك ونبوتك خير لك من الاولى. خير من الحال الاولى التي انت عليها الان. خير من حاله عليه الصلاة والسلام لا يزال في صدود قريش اعراضها وتكذيبها بل وصدها عن سبيل الله يا محمد للاخرة التي تأتي احوالها لاحقة خير لك مما انت فيه الان وما سيمر بك اما رأيت انه ليس مجرد تسلية للفؤاد كلهم صلوات الله وسلامه عليه بل هو فوق ذلك بشارة يرفرف لها القلب سعادة وفرحا وانسا. انما الدعوة الى عز وظهور وانتشار وان مآل امره عند ربه الى مزيد من رفعة الشأن وعلو المكانة صلوات الله وسلامه عليه وللاخرة خير لك من الاولى. نعم. قال رحمه الله الرابع قوله تعالى سوف يعطيك ربك فترضى. وهذه اية جامعة لوجوه الكرامة وانواع السعادة وشتات الانعام في الدارين والزيادة. قال ابن اسحاق رحمه الله تعالى يرضيه بالفلج في الدنيا والثواب في الاخرة. يرضيه يعني بالفوز والظفر. بالفوز باحبابه والظفر على اعدائه. يرضيه ربه سبحانه وتعالى بالظهور والانتصار طاري والفوز بتحقيق المراد من رسالته ودعوته في الدنيا وبالثواب في الاخرة. نعم. وقيل يعطيه الحوض والشفاعة اما تأملت معي الان ان السياق لا يزال يتتابع في تصاعد في اثبات مكانته العظيمة عند ربه ابتدأ بقوله ما ودعك ربك وما قلى ما هجرك ربك يا محمد وحاشا وما ابغضك وما قلاك ولا تركك والذي احتواك واعتنى بك ورعاك قبل ان تكون نبيا اولى ان يعتني بك بعد ان اصبحت نبيا وحل عليك نور الوحي. ثم قال له بعد وللاخرة خير لك من الاولى. اذا كانت القضية تسلية للفؤاد الحزين الذي اذته عبارات قريش. فان قوله سبحانه انه ما ودعك ربك وما قلى كاف والله تمام الكفاية في تبديد كل حزن وزوال كل هم لكن السياق القرآني يستمر وكلام رب العالمين يتتابع في النزول على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ليقول له وللاخرة خير لك من الاولى يا محمد الاخرة لك عند الله اعظم مما اوتيت في الدنيا. ولا يزال لك من الحظوة والكرامة اعظم مما بلغك ووصلت اليه والله ان القلب ليزداد في صعود بانس وانشراح وفرح واستبشار فتأتي الاية الثالثة التي تزداد على كل كل ذلك الى اماد لا حد لها وافق لا انتهاء له ليقول له ربه على سبيل الوعد ولسوف يعطيك ربك فترضى يسترضيه ربه بالوعد. يا محمد ان كان هذا يحزنك فلك عند الله وعد محقق من اكرم الاكرمين انه يعطيك ما يرضيك. ولا يزال هذا الوعد الرباني نافذة امل واستبشار ليس له الصلاة والسلام فحسبا لنا والله معشر امته نستبشر كل ما قرأنا مثل هذه الاية وملء افئدتنا الشعور استقر في قلوب المؤمنين جميعا انه عليه الصلاة والسلام لا يرضيه والله الا ان تحل امته في اعلى درجات كرامة. فاذا كان هذا هو الذي يرضيه فان واثقون انه لم يزل عليه الصلاة والسلام في شأن امته حرصا وشفقة ورغبة في بلوغها اعلى المنازل يحمل هذا المعنى العظيم في فؤاده صلوات الله وسلامه عليه واذا كان هذا المعنى قائما ومتحققا وهو محل يقين في صدورنا فاننا امام استبشار لا حد له ونحن نقرأ قول الله ولسوف يعطيك ربك فترضى. اذا سيعطيه ربه ما يرضيه. فمرحى لنا والله وبشرانا بوعد ربنا اعطاؤه لنبينا صلى الله عليه وسلم ما يرضيه ونحن نعلم انه لا يرضيه الا ان تكون امته فعلا الدنيا كرامة وعزا وفي اعلى درجات الاخرة شرفا وسؤددا وقربا من ربنا. ليست اية تسلية وتوسعة على فؤاده عليه الصلاة والسلام فحسب بل لي ولكم وللامة جميعا ونحن نملأ القلوب بهذا اليقين بوعد اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى وان ربه ما يزال يكرمه وكرامته والله كرامة لامته فافتح اليك عبد الله لتعلم ان قدرا عظيما في القلب ينبغي ان يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبا واقترابا من سنته ومعرفة باخباره واستمساكا بسيرته وحثا لاتباع خطواته خطوة خطوة لنكون احظى بمثله هذه الكرامة اولانا بنيلها اقربنا من سنته. اسعدنا بتحقيقها اقربنا ايضا من هديه وسيرته. كلنا ذاك رجل الذي يسعد والله يوم يلقى الله ليفوز بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين لا تسعفنا الاعمال ولا ترتقي بنا الصالحات ولا تمتلئ لنا الصحائف بما يثقل الميزان لكن كرم الله والطمع في عطائه وفضله ونواله ثم المنتظر من شفاعة حبيب القلوب صلوات الله وسلامه عليه الذي تتسابق النفوس في هذه الدنيا على ترابي من سنته والاغتراف من سيرته وتمام الاقتداء بما اوحى اليه ربه سبحانه وتعالى. هذا المعنى العظيم يا كم نقرأه؟ وكم نستمع اليه في ايات سورة الضحى؟ ونحن نشعر انها تسلية عظيمة وبشارات متتابعة وانها رفعة كبيرة والله لنبينا صلى الله عليه وسلم وفي طيات ذلك رفعة لامته وكرامة واي كرامة نعم وهذه اية جامعة لوجوه الكرامة وانواع السعادة وشتات الانعام في الدارين والزيادة قال ابن اسحاق رحمه الله تعالى يرضيه بالفلج في الدنيا والثواب في الاخرة. وقيل يعطيه الحوض والشفاعة وروي عن بعض ال النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس اية في القرآن ارجى منها ولا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدخل احد من امته النار. اي والله لا يرضى رسول الله صلى الله عليه فكيف يرظى احدنا لنفسه ما لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم له؟ والله ما يرضى لك رسول الله بالبوار والخسران فكيف ترضاه لنفسك عبد الله؟ يوم ان تنحط الهمم فتتنازل عن الواجبات وتتساهل في المحرمات يوم ان تهجر النفوس المؤمنة هدى سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. يقول علي رضي الله عنه وهو المقصود في كلام القاضي عياض عن بعض ال النبي عليه الصلاة والسلام ليس اية في القرآن ارجى منها. ووجه ذلك كما قال لان الله وعده ولسوف ربك فترظى قال ولا يرظى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدخل احد من امته النار نعم لا يرضى هو الذي اخبر عليه الصلاة والسلام لما قال لنا في مشهد من مشاهد يوم القيامة عندما يحال بينه وبين فئام من امته فينطلق عليه الصلاة والسلام منافحا مدافعا شافعا فيقول يا رب امتي امتي ينطق عليه الصلاة والسلام لا يبحث عن حظ نفسه في ذاك المقام انما عني وعنك عبد الله. فيقول يا رب امتي امتي فيقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك. فيقول عليه الصلاة والسلام سحقا سحقا. اذا كان لا يرضى صلى صلاة الله وسلامه عليه لا يرضى لاحد من امته ان يدخل النار فكيف يرضى احد من امته لنفسه بمثل هذا المقام بان يجرف على نفسه من السيئات والمعاصي والفواحش والاثام او التفريط في الواجبات او الانتهاك لحدود ما حرم الله او غشيان ما لا يرضى الله عز وجل او انتهاك صروح التوحيد والانغماس في اوحال الشرك والخرافات ما لا يرظى رسول الله صلى الله عليه وسلم به فكيف يرضى عبد لنفسه ما لا يرضاه له نبيه صلوات ربي وسلامه عليه. هذا المأثور عن علي رضي الله عنه في قوله انها ارجى اية في كتاب الله او ليس في القرآن اية ارجى منها. جاء مثل هذا المعنى على السنة عدد من الصحابة في تحديد بيع مواضع من القرآن انها ارجى ما يكون في كتاب الله. كما صح ايضا في في الترمذي عن علي رضي الله عنه قوله ما في القرآن اية احب الي من قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومثل هذا ايضا جاء عن عدد من السلف رحمة الله عليهم اجمعين في تحديد مواضع من كتاب الله انها ارجى ما يكون. يعني يتحقق فيها عظيم الرجاء بما فيها من عظيم رحمة الله منها حديث علي رضي الله عنه كما اخرج الترمذي ما في القرآن اية احب الي من قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ما دون ذلك لمن يشاء. واثر ابن مسعود رضي الله عنه لما قال ليس في القرآن ارجى من قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. وقال غيرهم ارجى اية لاهل التوحيد وهل يجازى الا الكفور؟ وقال غيره ان لقد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى. وقال بعضهم ارجى اية وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو وعن كثير وقال غيرهم كما ذكر ابن المبارك في اية قوله تعالى الا تحبون ان يغفر الله لكم قال هذه ارجى اية في كتاب بالله وللسلف مواضع متعددة يشيرون فيها الى عظيم التعلق برجاء الله في بعض ايات القرآن والمعول على عظيم كرم الله الا ورحمته. نعم. قال رحمه الله تعالى الخامس ما عده تعالى عليه من نعمه وقرره من الائه قبله في بقية السورة من هدايته الى ما هداه له او هدايته الناس به على اختلاف التفاسير. ولا مال له فاغناه الله بما اتاه او بما جعله في قلبه من القناعة والغنى ويتيما فحدب عليه عمه واواه اليه. وقيل اواه الى الله وقيل يتيما لا مثال لك فاواك اليه. وقيل المعنى الم يجدك فهدى بك ضالا واغنى بك واوى بك يتيما ذكره بهذه المنن وانه على المعلوم من التفسير لم يهمله في حال صغار وعيلته ويتمه وقبل معرفته به. ولا ودعه ولا قلاه. فكيف بعد اختصاصه واصطفائه نعم لا يزال في السورة مواضع فيها عظيم الاشارة الى منزلة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما اشتملت عليه الايات العظيمات في هذه السورة سورة الضحى من عظيم الملاطفة وعظيم وعد الله له تعالى بكريم العطاء والمن والجزاء ووعده باعظم الوعود اسمى المراتب في الجملة سورة الضحى كما سنكمل في ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى فيها هذا المعنى العظيم في منزلة رسول صلى الله عليه واله وسلم وحق لاحدنا وقد وعي شيئا من هذه المعاني قول القائل صلى عليك من اصطفاك لوحيه ما سبحت لجلاله الافواه يا بر ما اسدي وما ابدي وما اثني وقد اثنى عليك الله املؤوا ليلتكم ايها الكرام بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم اجعلوها صلاة وسلاما تتحرك بها الالسنة سيناء وتنبض بها القلوب وتتحرك بها اوراق المحبة في الصدور لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبا يحملنا جميعا بكثرة الصلاة والسلام عليه الى الاقتراب من سيرته وهديه. والاستنان به في كل شأن من شؤون الحياة صغيرها وكبيرها فتلك والله عنوان السعادة في الحياة والبركة التي يمسي احدنا عليها ويصبح في هذه الحياة ملأ الله اوقاتنا اوقاتكم بركة وعمرها بطاعته وجعل ليلتكم هذه مباركة بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد كما تحب ان يصلى عليه. وصل يا ربي وسلم وبارك على محمد كما امرت ان يصلى ويسلم عليه. اللهم صلي وسلم على نبينا محمد صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم صلي وسلم عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم ارضى عنا معهم بعفوك وكرمك ومنتك يا اكرم الاكرمين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك كان على محمد واله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين