بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين وديان يوم الدين. احمده تعالى على مزيد خيره وتتابع الائه وكثرة افضاله. سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله خاتم النبوة وامام المرسلين. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام ففي رحاب بيت الله الحرام وعلى مقربة من كعبته المعظمة نتقي ليلة الجمعة نقلب صفحات من شمائل وحقوق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لنزداد خيرا على خير ونجمع مع البركة بركة. فجوار البيت وانتظار الصلاة الى واغتنام بركة هذه الليلة بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هي من الخيرات التي لا تكاد تجتمع الا لمن كتب الله تعالى له ذلك الفضل والخير والتوفيق. والله عز وجل كريم يؤتي الفضل من يشاء ايها الكرام ما زال مجلسنا هذا في مدارسة ما خطه الامام القاضي عياض الي يحصوا رحمة الله في كتابه العظيم الموسوم بالشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. ومجلسنا هذا هو الحادي عشر ونحن اليوم في الحادي والعشرين من شهر صفر لعام الف واربعمئة وسبعة وثلاثين للهجرة. في هذا المجلس نتم وما ما كنا قد بدأناه في مجالس سابقة. ولا يزال الحديث متصلا فيما ساقه الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى في القسم الاول من الكتاب في اول ابوابه. وهو الذي جعله مخصوصا بذكر شواهد القرآن التي دلت على عظيم قدر رسولنا صلى الله عليه وسلم عند ربه سبحانه وتعالى. وقد ابدع الامام رحمه الله في التقاط تلك المواضع من القرآن ظمي النظير منها الى نظيره والشبيه منها الى شبيهه. ليجعل من ذلك فصولا متوائمة متناسقة تدل بمجموع على الغرض الذي اراد اثباته من السياق رحمه الله. وقد وقف بنا الحديث في الفصل الخامس في قسم الله سبحانه وتعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم ليحقق مكانته عنده. وهو فصل يغاير الذي قبله الذي اقسم الله تعالى فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم في نحو قوله تعالى لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون اما هذا الفصل فهو قسم الله تعالى بما شاء من خلقه لنبيه صلى الله عليه وسلم اثباتا. وتحقيقا مكانته وقدره عند ربه جل في علاه. وقد ابتدأ المصنف رحمه الله فصله هذا بسورة الضحى. وثنى فيها بعد ذلك بسورة النجم ومثلث رحمه الله تعالى بالقسم الواقع في اواخر سورة التكوير فلا اقسم بالخنس وختم الفصل رحمه الله بمطلع سورة القلم. والمواضع الاربعة التي ساقها في هذا الفصل اراد بها رحمه الله ها ايات اقسم الله تعالى فيها بشيء من خلقه لامر عظيم. وكان المقسم عليه في المواضع الاربعة هو تحقيق عظيم المكانة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وما احله الله تعالى به من المكانة الرفيعة والمنزلة العظيمة وذلك ذلكم الحديث يساق مساق الشرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن يا امة محمد صلى الله عليه وسلم اذ نقف على مثل هذه المواضع من القرآن. ونكشف ما فيها من المعاني العظام. وايضا ما فيها درر البيان الذي جاء في كتاب الله الكريم فاننا اولا نتعرف على مواضع الشرف لرسولنا صلى الله عليه وسلم لترتفع رؤوس الامة افتخارا بنبيها العظيم. الذي اكرمنا الله تعالى به وخصنا به وجعلنا من امته عليه الصلاة والسلام. وثانيا فان ذلك الشرف يستتبع شرفا لامته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. فشرفه شرف لامه وعظيم مكانته عظمة لامته. ومن هنا ارتفع شأن الامة المحمدية المباركة بين الامم. وكانت عند الله سبحانه وتعالى حظية ولها من المكانة والسبق في الاخرة ما دلت عليه جملة النصوص في مثل قوله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة. الاخرون اي في الدنيا زمانا في عمر التاريخ. وجودا في هذا الكون فنحن امة لكننا السابقون يوم القيامة نعم السابقون بما خصنا الله تعالى به بكرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يوم القيامة اذ يستفتح نبينا عليه الصلاة والسلام ابواب الجنة. فيقال له من؟ فيقول انا فيقول له الملك لك امرت ان افتح ولا افتح لاحد قبلك. فيدخل عليه الصلاة والسلام يقود الامة التي تسبق الامم في دخول الجنان. اقول فهذا الذي نتناوله في مجالسنا في معرفة عظيم قدر نبينا عند ربنا انما هو لنتعرف على مواضع الشرف التي بوأها الله تعالى اياها. ولنتعرف ايضا على شرف نناله لشرف نبينا عليه الصلاة والسلام. وثالثا فان ذلك يسوقنا الى اداء حق عظيم. وواجب كبير يتعلق برقابنا ويناط بنا امة محمد عليه الصلاة والسلام. ذلكم هو تعظيم رسول الله عليه الصلاة والسلام. واحلاله حل اللائق به في القلوب حبا وتعظيما وايمانا وتصديقا. وصولا الى الغرض الاكبر صدق الطاعة والاتباع استمساك التام بالسنن حذو القذة بالقذة. فالتعظيم مطلب شرعي. والله قد قال في مقاصد البعثة النبوية لرسول الله عليه الصلاة والسلام انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وعزروه وتوقروه. فتعزير رسول الله عليه الصلاة والسلام اي تعظيمه واحترامه وتوقيره واجلاله بل هو غرض وقصد من مقاصد البعثة لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. فصار هذا مطلبا تسعى الى الحصول عليه والى تحقيقه في القلوب يا كرام الا فاعلموا اذا ما رمنا تعظيم رسول الله عليه الصلاة والسلام في القلوب كما اراد الله فاعلموا ان اقصر الطرق واعظمها لتحقيق ذلك المرام هو ان نعرف كيف عظم الله رسوله عليه الصلاة والسلام. فاذا اكتشفت ووجدت وعلمت ان هذا مكان عظيم عظمه الله تعالى به. وهو الخالق رب والارض اله الاولين والاخرين. اذا كان الله قد عظمه وبوأه هذه المكانة فكيف الظن بما يجب له على امته يعني علي وعليك. وما الواجب تعظيمه؟ وكيف السبيل؟ الى ان نعرف حقه اللائق به عليه الصلاة والسلام. جاءت الله في الكتاب الكريم لتعلمنا معشر المؤمنين من هو رسول الله عند الله من هو نبي الله عند الله من هو محمد صلى الله عليه وسلم عند الذي بعثه بالهدى ودين الحق وارسله ليظهره على الدين كله. من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في القرآن الا فاعلم ان القرآن كلام الله. والله ماذا قال عن نبيه بكلامه سبحانه في كتابه العظيم ذلكم هو استكشاف هذه المواضع وتقريب الصفحات والتقاط هذه الاماكن من القرآن كما صنع القاضي عياض رحمه الله في الموضع الاول في هذا الفصل في سورة الضحى التي قرأ بها امامنا في صلاة المغرب وفقه الله فان سورة الضحى التي الحديث عن مطلعها ومبدأ اياتها في مجلس ليلة الجمعة الماضية. جاء فيها الحديث جليا واضحا. كيف ان الله جل جلاله يظهر لنبيه عليه الصلاة والسلام من عظيم المكانة والملاطفة والود له في الكلام والاحسان له في المعاملة يقسم له ربه ليقول له ما ودعك ربك وما قلى. ثم يزيد في احسانه واكرامه فيقول له وللاخرة خير لك من الاولى ويستمر ذلك الاحسان الالهي والكرم الرباني والحفاوة العظيمة برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول له ربه على سبيل التحقيق والتأكيد والقسم ولسوف يعطيك ربك فترضى. ثم يستمر السياق كما مر بكم في ذلك المجلس الى الحديث عن امتنان نعمة الله عز وجل وواحاطة نبيه عليه الصلاة والسلام بالعناية والحفاوة والكرم والرعاية قبل ان يبعث قبل ان يصطفى قبل ان يختار للرسالة. لان المعنى اذا كان ربك قد اعلى شأنك احاطته رعايتك واكملت بك العناية الالهية قبل ان تكون نبيا. افيظن ان ذلك بعد النبوة يظمحن ويتلاشى ليقول الافاكون قد ودعه ربه وقد قلاه وابغضه لما فتر الوحي وتأخر. فكان ذلك على سبيل لاثبات عظيم المكانة له عليه الصلاة والسلام. وجاء ذلك في كتاب الله الكريم على سبيل القسم والضحى والليل اذا ما ودعك ربك وما قلى. تقدم ايها الكرام ان السورة من عظيم ما جاء في كتاب الله ملاطفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واظهار عظيم مكانته عند ربه هي درة وكانت في عظيم المواساة لقلبه العظيم صلى الله عليه وسلم ومراعاة الملك العظيم لهذا القلب العظيم من الرب الكريم سبحانه وتعالى. وقف بنا الحديث عند نصف سورة في قوله سبحانه وتعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. وكان قد قال القاضي عياض رحمه الله تضمنت هذه السورة من كرامة الله له وتنويهه به وتعظيمه اياه ستة وجوه. اتينا على الوجوه الاربعة الاول ووقف بنا الحديث عند الخامس منها نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال القاضي ابو الفضل عياض ابن موسى فليحسبي رحمه الله تعالى الخامس ما عده الله تعالى عليه من نعمه وقرره من الاء قبله في بقية السورة من هدايته الى ما هداه له او هداية الناس به على اختلاف التفاسير ولا مال له فاغناه الله بما اتاه او بما جعله في قلبه من القناعة والغنى. ويتيما فحدب عليه عمه واواه اليه. وقيل اواه الى الله وقيل يتيما لا مثال لك فاواك اليه وقيل المعنى الم يجدك فهدى بك ضالا واغنى بك عائلا واوى بك يتيما كره الله ذكره بهذه المنن وانه على المعلوم من التفسير لم يهمله في حال صغره وعيلته ويتمه وقبل معرفته به ولا ودعه ولا قلاه. فكيف بعد اختصاصه واصطفائه؟ يشير مصنف رحمه الله تعالى الى ما جاء في السورة من الايات عقب قوله سبحانه وتعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. وهي الثلاث ايات التي جاءت فيها المنن الالهية لرسول الله. عليه الصلاة والسلام. في قوله تعالى الم يجدك يتيما فاوى؟ ووجدك ظالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. فهذه ثلاث نعم امتن الله تعالى بها على نبيه عليه الصلاة والسلام. والمعنى يا احبة ان مطلع السورة الذي اقسم الله تعالى فيه على نفي ما زعمته قريش ايذاء لرسول الله عليه الصلاة والسلام اذ قالت ودعه ربه او قلاه او هجره شيطانه. وامثال ذلك من العبارات التي مرت بكم في الروايات فلما جاء ذلك النفي ما ودعك ربك وما قلى جاءت هذه المنن مزيد اثبات على ان الله حظي بنبيه في معتن به مكمل رعايته عليه الصلاة والسلام. الم يجدك يا محمد؟ الم يجدك ربك يتيما فاوى؟ ووجدك فهدى ووجدك عائلا فاغنى. كيف تصبح هذه المنن من الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كيف تصبح وجها من وجوه العظمة الحديث الان عن تعظيم الله لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فهن ما ودعك ربك وما قلى تعظيما وفهمنا وللاخرة خير لك من الاولى تعظيما. وفهمنا ولسوف يعطيك ربك فترضى ايضا تعظيما. فما وجه عظيم في قوله في هذه المنن الم يجدك كذا وكذا وكذا؟ وجه المنة رعاكم الله ان الله يخبره انك يا قد كنت قبل ان تكون نبيا كنت يتيما فاواك كنت ضالا فهداك كنت عائلا فاغناك هذه المنن تشعر ان الذي امتن عليك واكرمك واحاطتك عنايته وادركتك رعايته ووصلت اليك هدايته وانت قبل ان تكون نبيا فلا احرى بك ان تكون في ذلك كله اعظم بعد النبوة. فصار هذا وجها من وجوه التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام الذي اواه ربه وهداه ربه واغناه وكفاه ربه يحقق له ذلك كله باضعاف ضعاف بعد ان اصبح نبيا فتحقق اذا انه بعد نبوته عليه الصلاة والسلام اعظم واحرى واكثر ادراكا من رعاية الله وهداية الله وكفاية الله منها قبل ان يكون نبيا صلى الله عليه وسلم. هذا الامتنان جاء على ايجاد وجوه التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ومن هنا جعلها القاضي عياض رحمه الله تعالى جعلها وجها من وجوه في السورة فخصها بهذا العنصر ليثبت ان هذه المنن جاءت على هذا المعنى الكبير. بقي التأمل في سياق الايات والفاظها يقول الله تعالى له الم يجدك يتيما فاوى ومعلوم يتم رسول الله عليه الصلاة والسلام. فابوه عبدالله بن عبدالمطلب مات وهو حمل في بطن امه عليه الصلاة والسلام. وقيل في اوائل ولادته. وايا كان فما ادرك من ابوة ابيه شيئا صلى الله عليه وسلم. واما فايضا لم يستمتع بها في صباه. عليه الصلاة والسلام. فانها الاخرى لم تحط وليدها بحنان الامومة امتي كما تفعل الامهات ولم يدرك عليه الصلاة والسلام من عطف الامومة ايضا شيئا كثيرا. لان السنوات الاربع الاولى من حياته انما قضاها مسترضعا في بني سعد فما ادرك من امومة امه في العام الا اياما معدودات. ثم تموت امه ويلتحق بكفالة جده فيمكث عنده ايضا سنوات او سنتين سيرتين. ويمكث في كفالة جده عبدالمطلب وهو سيد قريش. ورأسها المقدم وامامها الذي لا يقدم عليه احد. وكان عبد المطلب سيدا مهابا. عظيما رأسا في قريش هو صاحب الامر واليه السؤدد واليه الشرف واليه السيادة في قريش. فكان التهابه ورسول الله عليه الصلاة والسلام حفيده يتيم في عكفي كفالته وفي رعايته. فيأتي اليه صبيا عليه الصلاة والسلام قد فقد ابويه. فيأتي في كفالة جده فيحول بعنايته ويظلله بشرف سيادته. وما تمر السنوات قليلا الا ويموت جده فينتقل الى كفالة عمه ابي طالب. وابو اطالب مكث يرعى رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى اكرمه الله بالوحي وشرفه بالرسالة. يعني ظل في جوار عمه تربى في بيته كابن من ابنائه ونشأ معه بين بنيه وبناته ولما كبر عليه الصلاة والسلام واشتد عوده واستقل في الحياة تزوج بخديجة ام المؤمنين رضي الله عنها. وعمل في الرعي وعمل في التجارة. كل ذلك وعمه يرعاه. فلما اكرمه الله بالنبوة وعادته قريش ورمته عن قوس واحدة ما كان يدافع عنه الا عمه ابو طالب. على كفره على شركه على عدم ايمانه وتصديقه بنبوة رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا الاجمال يا كرام هو جزء من معنى قوله تعالى الم يجد كيتيما فاوى. فاواه الله تعالى في مراحل يتمه كلها. في فقد ابيه ثم فقد امه ثم فقد جده ثم الصيرورة الى كفالة عمه الذي ظل يدافع وينافح ويذود عن ابن اخيه مع عدم موافقته اياه في المعتقد وعلى عدم تصديقه له في الرسالة فاي شيء هذا؟ والله لا شيء الا ان الله تكفل به. لا شيء الا ان الله سخر له الاسباب وساق له امور الكون حتى يكون نبيا معصوما محاطا مجللا عليه الصلاة والسلام. فما ادركته اليتم التي تلحق بعض الايتام. ولا ادركته حرمان الحياة التي ربما افسدت قلوب بعض الايتام. لكنه عليه الصلاة السلام حظي بذلك كله برعاية الهية كريمة. كانت تهيئة لما يراد له بابي وامي صلى الله عليه وسلم كان اعدادا لهذا القلب ان يكون الانسان البشر الذي يحمل على عاتقيه كاهل الرسالة واعباءها ويقود هذا النور الى الامة الى قيام الساعة ويخرج الله تعالى به هذا الجمع البشري من الظلمات الى النور ويجدد من درس من النبوة وما فتر وما مضى مما سبق من هدى الانبياء والمرسلين. فكان دورا كبيرا عظيما. واحتشدت له تلك الارهاصات كانت تلك المراحل اعدادا وتهيئة. كل هذا يختزل في كلمتين في قوله سبحانه الم يجدك يتيما فاوى بلى اواه ربه وكان اعظم ايواء لانه لم يتكفل به والدان كسائر البشر. انا وانت ام واب فان لم يكن فخالة او جدة ونحو ذلك. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يتذوق حنان الابوة ولا الامومة ولا عطفها ولا رعايتها. كان لحكمة عظيمة جليلة. الا وهو ان يتخلص وارتباطه بربه عز وجل. لم يجد ما وجد الصبيان كلهم بين ابوين تعلق بالام وتعلق بالاب واتكال في الامر حتى يكبر الوليد بينهما. لكن هذا الحرمان افضى بحكمة الهية. الا يبقى قلب هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منذ اولى لحظات الحياة الا يبقى فيه موضع التعلق والاتصال والا يتمحض ها هنا الفضل الا لله والا يكون لاحد من البشر منة عليه صلى الله عليه وسلم. فتكفل الله به وكانت هذه الرعاية الالهية تنتقل به من الى يد من ام ومرضعة الى جد الى عم ثم استوى ذلك كله حتى كساه الله بشرف التي فقام باعبائها. يا احبة خلوص الفضل لله في هذا القلب العظيم. اوجد تعلقا كبيرا بربه سبحانه وتعالى اوما ترى انه قبل النبوة ما كانت تطيب نفسه لما تعبده قومه كلها وما تميل اليه من عبادة الاوثان وتجلال الاصنام ما كان يطيب قلبه لانه ما فطر على ذلك عليه الصلاة والسلام. وكان يذهب الى غار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد كان مرتبطا بربه وكانت احداث طفولته وصباه تؤيد هذا المعنى وتؤكده في فؤاده عليه الصلاة والسلام. فنشأ لا ما ينشأ الولدان وعاش صلى الله عليه وسلم لا كما يعيش الابناء لا يعرف ابا فما رآه لا يعرف اما فما استمتع بحنانها ولا عطفها يا كرام، ان احدنا كم يشعر بفقد الوالدين وهو رجل كبير استقل في الحياة ونشأ، لكن يبقى لفقد او احدهما غصة في القلب وحرقة في الفؤاد. ويشعر احدنا ان ظهره انكسر وان اظلمت في وجهه لو فقد احد والديه فما ظنكم بيتيم صغير؟ ما يرى ابويه بعينيه ولا استمتع بالحنان والعطف كل ذلك والله والله ما اوجد فراغا في قلب المصطفى عليه الصلاة والسلام بل اوجد فيه امتلاء بارتباطه بربه وتعلقه به فكان هذا التهييء الالهي لهذا النبي الكريم لونا عجيبا يا كرام برسول الله عليه الصلاة والسلام. ان ينشأ عظيم الاتصال بالله فوالله ما عرفت الدنيا يتيما اعظم من محمد صلى الله عليه وسلم. ولا عرفت يتيما ساق الله الخير على يديه فاشرقت به الظلمات وانزاحت به الجاهلية ولا تبدد به الظلام مثل رسول الله عليه الصلاة والسلام بل ما عرفت الدنيا كلها انسانا اعظم بركة ولا اتم نورا وخيرا على البشرية والكون باجمعه كمثل رسول الله عليه الصلاة والسلام. ذلكم الذي نشأ يتيما فما هيأ له ابوه مجدا ولا احاطته امه بحنان ولا ربت في قلبه معنى لكن الله تكفل به فاوى والم يجدك يتيما فاوى؟ كان ايواء الله له عليه الصلاة والسلام يحمل هذا المعنى الكبير يحمل هذا المعنى العظيم فقد شيئا هو في نفوس البشر لبثا واساس. هي لبنة اساس وركن يحتاج اليه كل الناس الابوان. الام والاب لكن الله عز وجل عوضه بذلك ايواءا الاهيا وكفالة عظيمة ربانية ساقه فيها من يد الى يد ومن موضع الى موضع حتى تبوأ شرف الرسالة عليه الصلاة والسلام. وعمه على كفره ما زال محيطا به. معتنيا به والله لا تشك لحظة انها جزء من دلالة قول الله له الم يجدك يتيما فاوى؟ والله لن يصلوا اليك بجمعهم حتى اوسد في التراب دفينا فاصدع بامرك ما عليك غضاضة فابشر. وقر بذاك منك عيونا. يقولها عمه الكافر وهو يعطي ابن اخيه رسول الله عليه الصلاة والسلام كل سبل الدعم والمؤازرة ويقول له انطلق لتبلغ ما امرك به الله ولا عليك بما يقولونه لك او يتوعدونه بك. فيقول امض لما امرت ولا يزال مؤيدا له حتى نال ذلك الكرم الالهي تخفيف العذاب عنه يوم يلقى الله. هذا جزء من دلالة قول ربه له الم يجدك يتيما فاوى. اما قوله سبحانه ووجدك ضالا فهدى. فالمقصود بالظلال ها هنا معان متعددة. افاض فيها اهل التفسير وذكروا فيها وجوها متنوعة من معنى الضلال. والمتبادر الى الذهن اول مرة ان المقصود به ظلال الجاهلية. وظلال الكفر البعد عن الله وعدم توحيده وعدم افراده جل في علاه بما يستحق من الوهية وعبودية وربوبية واستقامة على امره وتوجه القلوب والابدان اليه بافراده بالعبادة. هذا المعنى كان هو المتبادر الى الاذهان وهو الذي عاشته العرب قبل بعثة رسول الله عليه الصلاة والسلام ونشأ بينهم وكان على هيئتهم عليه الصلاة والسلام الا ان الله عصمه فما سجد لصنم قط ولا تلوثت جبهته الشريفة العفيفة صلى الله عليه وسلم بالسجود لغير الله قط. لان الله نزع حظ الشيطان من قلبه منذ ان كان صبيا يسترظع في بني سعد. فعاش عليه الصلاة والسلام على الفطرة لكنه ما وجد للدين الحنيف يهتدي بطريقها ليعرف حق الله فيؤدي العبادة كما يريد الله. وانما نشأ على اعتزال عدم موافقة وعدم رضا بما كانت تعمله قريش. فما المقصود بالظلال ها هنا؟ المقصود به في المعنى المتبادر عدم الهداية الى نور التوحيد والعقيدة. ذلك ان معالم الدين قد اندرست. وقد كانت فترة الرسل قد طالت من بعد عيسى عليه السلام الجاهلية وعبثت اوحال الشرك والخرافة بعقول العرب فما عرفوا لله حقا. امنوا به لكنهم ما عبدوه ايقنوا واثبتوا واعترفوا بخلقه لكنهم ما اقروا بالعودة اليه بين يديه ولا بالبعث بعد الموت ولا الحساب. فما عبدوا الله ولكن اشرف معه غيره سبحانه وتعالى. الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى. اي فهداك الله عز وجل من هذا الضلال وهداك ايضا مما كانت عليه الجاهلية. وقيل في المعنى ووجدك بين الظلال. وليس معناه واثبات الضلال اليه عليه الصلاة والسلام. فانه يقال للانسان اذا كان بين قوم انت كذا يعني انت بينهم. وانت معهم وانت من وسطهم وليس في هذا اثبات الضلال اليه لما ثبت من عصمته عليه الصلاة والسلام من ضلال الشرك والجاهلية قبل النبوة وقيل معناه ووجدك ضالا فهدى اي غافلا عن هذا الوحي وعن هذا المقصود بالبعثة والرسالة فهداك الله تعالى بالوحي. فانه يقال في الغفلة ضلال. ومنه ايضا قوله سبحانه وتعالى ربك بغافل عما يعملون. فالله عز وجل لا ينسى. وقال موسى عليه السلام علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى لا يضل ربي اي لا يغفل ربي سبحانه وتعالى. وما ربك بغافل عما تعملون. فالضلال ها هنا بمعنى الغفلة. الم يجدك ضالا اي غافلا وهذا معنى ثابت في عدد من النصوص. منه قوله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان فالمقصود بالظلال هذا المعنى الغفلة وعدم العلم السابق بما سيكون عليه امره عليه الصلاة والسلام وهذا المعنى حق واطلاق لفظ الظلال عليه ايضا حق في مثل قوله لا يضل ربي ولا ينسى. فليس تأويلا متكلفا ولا مذموما. ومنه قوله سبحانه وتعالى ايضا ما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك. اذا لارتاب المبطلون. بل اصلح من ذلك قوله سبحانه نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين. فالغفلة ليست وصفا سيئا ولا قبيحا لكنها اثبات لحال قبل نور الهداية بالوحي. فان كل ما قبل الوحي في البشرية قفلة وكلما قبل النبوة ايضا هو على ذلك عدم علم بالمراد الذي من اجله خلق الله الخلق وبعث به المصطفى عليه الصلاة والسلام وقيل في المعنى ضالا اي في قوم ضلال كما تقدم وهو مذكور عن بعض السلف كالسد والفراء. وقيل معنى ضالا اي محبا للهداية والوحي وتطلق على المحبة اذا طغت على القلب فان المحبة تسمى ضلالا. لانها تضل بصاحبها. فاذا طغى الحب وتجاوز حده في القلب اضحى ضلالا بمعنى يضل صاحبه عن وصوله الى مبتغاه والى مراده. ومنه قول ابناء يعقوب عليه السلام اخوة يوسف عليهم السلام لما جاءوا لابيهم فقالوا تالله انك لفي ضلالك القديم. ما ارادوا شتم ابيهم يعقوب عليه السلام وحاشى ولا ارادوا وصمه بالضلال الذي هو ضد الهداية بمعنى الغواية او بمعنى الانتكاس عن صراط المستقيم حاشا تالله انك لفي ضلالك القديم اي ضلال قصدوا حبه ليوسف عليه السلام حبه القديم الذي جعل انه يبكي من الحزن حتى فقد بصره. لما قال لهم اني لاجد ريح يوسف اذ اتوا بالقميص. قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم يعني ما زال حبه القديم في قلبك باعثا لك هذا الخاطر ولم يرى شيئا لكن الريح التي وجدها في قميص يوسف عليه السلام فيؤتى ها هنا بمعنى المحبة. فيكون تأويل الاية ووجدك محبا تواقا متطلعا. الى هدايتي فهدى، وهذا حق ايضا فانه ما طابت نفسه عليه الصلاة والسلام بعبادة الاوثان. ولا بالاستقامة على الاصنام ولا السجود لها ما طابت نفسه قبل النبوة ابدا. وكان ينصرف الى غار حراء فيتحنف اي يتعبد. اي عبادة يتعبد ولا صلاة ولا قرآن ولا ذكر مخصوص شرعا لان الوحي ما نزل بعد. انما كان يتوجه بقلبه ونظره الى ربه سبحانه وتعالى فهذا المعنى هو اصلح دليل على توقان قلبه وتطلعه عليه الصلاة والسلام الى هداية ربه. وما فطره الله من العصمة عن دنس الشرك والجاهلية واوحالها. فصار هذا التطلع ظاهرا باديا عليه. فقال له ربه ممتنا عليه ووجدك ضالا فهدى. وقد قال العربي الاول هذا الضلال اشاب مني المفرق. والعارظين ولم اكن متحققا عجبا لعزة في اختيار قطيعتي بعد الضلال فحبلها قد اخلقا. فوصف الحب بالظلال وهذا وصف عربي مشهور اذا طغى اذا طغى الحب على القلب وتمادى بصاحبه وصف بالضلال فهذه معادن كما ترى ان قوله سبحانه وتعالى ووجدك ضالا فهدى اي وجدك يا محمد على غير الهداية التي ارادها الله فهداك بالوحي وكمل لك الصراط ولم يجعله مهتديا فقط بل اماما للمهتدين يدل الامة الى الهدى ودين الحق الذي بعثه الله سبحانه وتعالى به. قال سبحانه وتعالى ووجدك عائلا فاغنى. عائلا اي فقيرا والمقصود ان حياته عليه الصلاة والسلام قبل النبوة كانت على الفقر فاغناه الله. اي غنى الغنى المقصود ها هنا نوعان احدهما غنى المال وذلك بان الله اكسبه بالحلال ما اغناه به عن الفقر والعوز والحاجة الى ان يمد يده للاخرين فما فعل عليه الصلاة والسلام لان الله قد اغناه. فاغناه بالتجارة بمال خديجة رضي الله عنها قبل ان ثم بمالها بعد ان تزوجها واغناه بالرزق الحلال بالمال ورعي الغنم فما احتاج عليه الصلاة والسلام الى ان يتسول او يمد يده سائلا او يحتاج الى عطف انسان وشفقة اخرين. واغناه ايضا بالمعنى المتقدم في قوله فاوى فان الله اغناها بعناية جده وكفالة عمه فكانوا حوله اذ ذاك يغنونه عن سؤال الناس والاحتياج الى البشر من حوله عليه الصلاة والسلام والمعنى الاخر وجدك عائلا فاغنى غنى النفس. وهي القناعة وتمام الرضا عما كتب الله وما ساق الله من الرزق والله ما تعرف الدنيا قلبا. ملئ قناعة اعظم من قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام. الذي ما تطلع الى الدنيا قط ولا تعلق قلبه بشيء من حطامها قط وهو القائل عليه الصلاة والسلام والله لو ان عندي مثل احد ذهبا ما سرني ما سرني ان يبيت عندي وبقي عندي منه دينار الا دينار ارصده لديني. ما يقبل ولا يرظى ولا يتطلع عليه والسلام. يؤتى بالمال والغنائم فلا يبرح يفرقها عليه الصلاة والسلام يمينا وشمالا. ما تعلق قلبه بحطام دنيا قط عليه الصلاة والسلام تفتح له مكة والطائف وينصر ويفتح في حنين وثقيف واوطاس ويؤتى بالمال الكثير بين يديه عليه الصلاة والسلام. كثرة بحيث يعطي منها بعض الناس مئة مئة من الابل. فمال عظيم كبير وفير. والله ما ادخر لنفسه منها شيء عليه الصلاة والسلام. ولا حاز لبيته شيئا منها بل بلغ العطاء كل الناس الا اقرب الناس اليه وهم الانصار. فوجدوا في نفسهم شيئا من ذلك. وكانت فيه القصة المعروفة لما كرهم بان لهم ما هو اعظم. الا ترضون ان يذهب الناس بالشاي والبعير؟ وترجعون برسول الله الى دياركم؟ قالوا بلى يا رسول الله. فاكتفوا بمعيته عليه الصلاة والسلام والمقصود انه اغناه الله عز وجل. وملأ قلبه رضا فما عرف عليه الصلاة والسلام بعد النبوة متطلعا. وهنا يقول له الم يجدك يتيما فاوى؟ ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. فقد اغنى الله عز وجل قلبه قبل النبوة وبعدها ومع ذلك كله ومع تمام قناعته واكتفاء قلبه عليه الصلاة والسلام فان الله يقول له ولا تمدن ان عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. ورزق ربك خير وابقى. لكنه والله يا اخوة درس لي ولكل مسلم وجد من حظ الدنيا هذه قليلا او كثيرا. ان كان رزقا كتبه الله لك سيسوقه اليك لا محالة وان كان شيئا منعك الله اياه فلا تلهث ولا تتعب نفسك بالبحث والسعي خلفه فلن تدرك الا حبة كتبها الله تعالى لك وما عدا ذلك فلا ينبغي تعلق القلوب به. من وسع له في رزقه او من قدر عليه رزقه. كل اولئك انما في عظيم ما كتب الله من اقدار سيقت فيها الارزاق الى العباد وهم في بطون امهاتهم قبل ان يخرجوا الى الدنيا هذا معنى قوله سبحانه وتعالى ووجدك عائلا فاغنى. يقول القاظي عياظ رحمه الله ما عده تعالى عليه من نعمه وقرره من الائه قبله في بقية السورة من هدايته الى ما هداه اليه. او هداية الناس به على اختلاف التفاسير. يريد ان المفسرين اختلفوا في قوله الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى. فهدى حذف فيه المفعول. فهل المعنى هداك او هدى الناس بك المعنيان محتملان. فان قلت فهداك يعني الم ووجدك ضالا فهداك بعد الضلال الذي وجدك عليه ربك. وان قلت فهدى بك الناس فالمعنى اعظم في الامتنان. ان الله لم تبلغ عنايته بك يا محمد عليه الصلاة والسلام. ان يهديك من الضلال بل ان يجعلك سببا لهداية الاخرين. فيهتدون نور النبوة والبحي والوحي الذي بعثه الله تعالى به. قال رحمه الله ولا مال له فاغناه الله بما اتاه او بما جعله في قلبه من القناعة والغنى ويتيما فحدب عليه عمه واواه اليه. عمه ابو طالب ومعنى يعني اهتم به وعطف عليه واشفق عليه. وقيل الم يجدك يتيما فاوى؟ قيل اواه الى الله. وقيل قيما لا مثال لك فاواك اليه قال مجاهد كما في تفسير القرطبي رحمه الله هو من قول العرب درة يتيمة اي لا مثال لها ومجاز الاية الم يجدك واحدا في شرفك لا نظير لك. فاواك واحاطك باصحاب ينصرونك ويتبعونك ويتبعون نور الهدى الذي بعثت به. والمعنى في هذا دقيق ايضا وفريد. وشاهدوا اللغة يسمح به. وقد اثر عن مجاهد كما سمعت رحمه الله قال وقيل المعنى الم يجدك فهدى بك ضالا واغنى بك عائلا واوى بك يتيما هذا التوجيه الاخير في الاية هو على تقدير التقديم والتأخير. الم يجدك يتيما فاوى؟ فيجعل يتيما ليس مفعولا ليجدك بل مفعولا لاوى. ووجدك ضالا فهدى يجعل ضالا ليس مفعولا لقوله وجدك بل لقول به فهدى فيقول تأويل الاية هكذا الم يجدك فاوى يتيما ووجدك فهدى ضالا ووجدك فاغنى عائلا وعندئذ تصبح الاوصاف الثلاثة ليست متعلقة ولا متوجهة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا الضلال ولا اليتم ولا فيكون التقدير تقديما وتأخيرا. الم يجدك يا محمد يعني الم يبعثك؟ ويختارك لهذه النبوة والرسالة فتحق بذلك هذه المعاني يتيما فاوى ضالا فهدى عائلا فاغنى. يعني هدى بك ضالا واعال بك هو اغنى بك عائلا وهدى بك ضالا واوى بك يتيما. هذا توجيه مذكور لكنه ليس هو الراجح على ما تقدم اما في المعاني. قال رحمه الله ذكره بهذه المنن وانه على المعلوم من التفسير. لم يهمله في حال صغره وعيلته ويتمه وقبل معرفته به ولا ودعه ولا قلاه. فكيف بعد اختصاصه واصطفائه صلوات الله وسلامه عليه نعم. قال القاضي رحمه الله تعالى السادس امره باظهار نعمته عليه. وشكره بما شرفه بنشره واشادة ذكره بقوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث. فان من شكر النعمة بها وهذا خاص له عام لامته. السادس يعني من وجوه التعظيم في سورة الضحى لرسول الله عليه الصلاة والسلام تقدمت معك الوجوه الخمسة الاولى القسم تصريح الله له ما ودعك ربك وما قلى وعده بالاكرام ولسوف يعطيك ربك فترضى ايضا وعده بحاله الاكمل وللاخرة خير لك من الاولى. واخيرا فيما مضى سابقا المنن الخمس المنن الثلاث. في لما ذكر في قوله الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. الوجه السادس من وجوه التعظيم في السورة هذه لرسول الله عليه الصلاة والسلام قوله واما بنعمة ربك فحدث اين التعظيم هذا الامر من الله لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان يتحدث بنعمة الله. كيف يتحدث بنعمة الله يذكر ما اكرمه الله به من النعم. ويتحدث بين الخلائق بنعمة الله عليه. فيكون تحدثا لسانيا بالكلام وثمة تحدث بالنعم يكون بالفعال تحدث الفعل له وجوه منها ان يظل العبد ان يظل العبد متعبدا لربه شاكرا التي انعم بها عليه ومنها ان يرى اثر النعمة على العبد في هيئته في لباسه فان كانت النعمة علما ظهر اثر العلم عليه ببذره وعطائه. وان كانت النعمة مالا ظهر اثر المال عليه سعة في المباح. وتنعما بما اكرمه الله. وان كانت النعمة ذرية تجارة قل ما شئت في ظهر اثر النعمة ويكون هذا من التحدث بها. يقول الله له واما بنعمة ربك فحدث. المعنى معلوم. لكن كيف يكون هذا الامر وجها من وجوه التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام؟ لانه متى حدث ثاء متى حدث بنعمة الله عليه ظهرت وجوه العظمة التي احاطته بعناية ربه به. تلك الوجوه المذكورة الم يجدك في من فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. المطلوب اظهارها. والتحدث بها واسماع الكون كله بما حدث له من نعمة الله. ولا شك ان هذا من جليل تعظيم الله لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان يشيع ذكره وان يعم خبره عليه الصلاة والسلام. فيا مسلم هذا البيت المبارك الذي يشيع فيه ذكر نبي الامة عليه الصلاة والسلام فيتحدث به الاب المبارك بين اسرته واولاده. وتتحدث به الام العاقلة بين بنيها وبناتها يتحدث بها الاستاذ الموفق مع طلابه وتلاميذه يتحدث بها الامام والخطيب مع اهل لمسجده يتحدث بها الكل الى الكل. هذا تعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ورفعة لشأنه واعلاء لخبره نشر لسيرته عليه الصلاة والسلام. امره الله ان يظهر النعمة ويتحدث بها. ونحن احق من يمكن ان يشرف بهذا حديث بالنعمة التي اسداها الله الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال القاضي عياض رحمه الله امره باظهار نعمته عليه وشكره ما شرفه به بنشره واشادة ذكره بقوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث فان من شكر النعمة الحديث بها. قال وهذا خاص له عام لامته خاص له في الخطاب في الاية. عام لامته في المعنى فنحن جميعا مأمورون ان نتحدث بنعم علينا. يا قوم التحدث بنعمة الله هو لون من شكر الله على النعمة. لكن التحدث بنعمة الله تحدث بنعمة لا تفاخرا ولا مباهاة واثرا وكبرا على الناس. ابدا لا يمكن ان ينقلب التحدث بنعمة الله ان يظهر في مظاهر الترف وللخيلاء ولا الفخر ولا البغي على الاخرين. فصاحب المال اذا تحدث بنعمة الله عليه لا ينبغي ان يظهر في ذلك لك كبر ولا غرور ولا استعلاء على الخلق بالمال ويظن ان هذا من التحدث بنعمة الله. ليس من التحدث بنعمة الله بالمال ان تظهره مباهاة وافتخارا فيكسر به قلوب الفقراء. ليس من الفخر بالعلم ولا التحدث به ان يتباهى به العالم بعلمه وان اظهر على الناس جهلهم وان يظهر علوه واستكباره بالعلم. كل ذلك لن يدخل بحال في التحدث بنعمة الله. فكل كل ذي نعمة متى تحدث بنعمة الله عليه كان معترفا مخبتا منيبا. شاكرا لله معترفا بفضل الله تعالى عليه لا كما يفعل المتكبرون المترفون وقد قال قارون انما اوتيته على علم عندي. هكذا يفعل الكبر تعمي العيون عن ابصار الطريق ويظل القلوب حتى عن الاعتراف بالنعمة لواهبها سبحانه وتعالى. هذا يراد به قول المصنف رحمه الله هذا خاص له صلى الله عليه وسلم عام لامته. وقد تحدث بنعمة الله عليه. فاظهر نور النبوة بين يديه عليه الصلاة والسلام وكان ينشر هذا النور في كل ما استطاع من مواضع ومواقف واحوال صلى الله عليه وسلم بلغت وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين. ولم يلحق بالرفيق الاعلى صلوات الله وسلامه عليه حتى احتشدت له الخلائق والبشرية ممن امن به في حجة الوداع وهو يستنطقه فيقول الا هل بلغت؟ فيقولون بصوت اسم مع الدنيا ورواه التاريخ؟ نعم فيقول اللهم فاشهد يرفع اصبعها في السماء ثم ينكتها الى الناس. يريد ان يشهد الله على اعترافهم واثباتهم بانه بلغ الرسالة صلوات الله وسلامه عليه نعم. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه القوة ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا تتدلى فكان قاب قوسين او ادنى. فاوحى الى عبده ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. افتمارونه على ما يرى؟ ولقد نزلة اخرى عند سدرة المنتهى المأوى اذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى امن ايات ربه الكبرى. هذا هو الموضع الثاني الذي ساقه المصنف رحمه الله في هذا الفصل وتذكيرا به فقد عنون الفصل رحمه الله بقوله في قسمه تعالى جده له بعظيم حقه وقدره او ليحقق مكانته عنده. فهذا موضع اخر وقد تقدم ان سورة الضحى بالقسمين الذين جاء فيها والضحى والليل اذا سجى كانت تحمل وراء هذين القسمين. الوانا من العظمة لرسول الله عليه الصلاة والسلام مضى ايضاحها في مجلس الليلة ومجلس ليلة الجمعة الماضية. وهذا موضع اخر في كتاب الله. فيه قسم ايضا من الله على عظيم قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام الا وهو مطلع سورة النجم. اقسم الله فقال والنجم اذا هوى ثم هذا القسم بالنجم اذا هوى جاء مستتبعا لجملة من وجوه التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وجاءت في بوجوه متعددة ومعان مترادفة متتابعة. ففيها كما جاء في سورة الضحى. الوان من التعظيم وصور من المكانة لرسول الله عليه الصلاة والسلام التي اثبتها القرآن. اذا هو موضع اخر في القرآن يا قوم. يقسم فيه ربنا ليحقق معنى كبيرا. هذا القرآن الذي يبقى بين ايدينا لنقرأه صبح مساء. انما يراد منا ان نفقه معناه هي رسائل يخاطبنا الله تعالى بها. فاي معنى يمكن ان تفهمه عبد الله؟ اذا كان ربك يعظم نبيه عليه الصلاة والسلام والله لن تفهم الا ان الله يقول لك يا عبدي يا عبدي هذا محمد صلى الله عليه وسلم عظيم القدر عظيم المكانة عندي. فلو وقف بك الخطاب الالهي ها هنا. بالله عليك اي معنى ستنصرف به؟ وربك فانما قال لك يا عبدي هذا محمد عندي. هو كذا وكذا. واظهر لك من عظيم المكانة. ورفعة المنزلة وشرف المتبوء له عليه الصلاة والسلام عند ربه. فلو وقف بك الحديث ها هنا من الذي سينطبع في فؤادك عبدالله؟ واي معنى من سيستقر في عقلك رعاك الله وان الله يقول لك هذا رجل اصطفيته من بين البشر. ونبي اعليت مكانه من الانبياء ورسول جعلت له خاتم الرسالة. جعلت له ختم الرسالات وجعلته مقدما ومبوأ مكانة ما بلغها قبله احد لا من الانبياء ولا الملائكة الكرام عليهم السلام هذا معنى يأتي في كتاب الله في اكثر من موضع. جاء في سورة الضحى والخطاب له عليه الصلاة والسلام. تأمل معي سورة التي انتهينا منها وفرغنا منها للتو ليس فيها اية فيها خطاب لي ولا لك. السورة من مبدأها الى منتهاها. خطاب لرسول الله عليه الصلاة والسلام ربه يخاطبه. ربه يوحي اليه ربه يناديه. ربه يواسيه. ربه يظهر عظيم مكانته عنده ليس في الاية امر لي ولا لك ولا خطاب لي ولا لك لكن المعنى العظيم هو الذي ينبغي ان تفقه هو من السورة وانت تقرأها وتحفظها وتسمعها بل وتقرؤها اطفالك الصغار. هذا المعنى الذي يأتي في القرآن في كل اية ان كل اية من كتاب الله نحن نتعبد بتلاوتها ونتقرب الى الله بقرائتها ولنا بكل حرف منها حسنة من الحسنات مضاعفة بعشر امثالها لكن المعنى الاكبر كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب. فما مساحة التدبر في سورة كالضحى ما مساحة التذكر في سورة كالضحى؟ ليس فيها خطاب لنا. ولا امر يتعلق بنا ولا تكليف يناط بنا. انما هو خطاب من الله الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. والله ما هو الا ان تحمل الصدور هذا المعنى العظيم من التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام وان تمتلئ القلوب تقديرا لهذا المعنى الكبير. ربه في ايات متتابعات يخاطبه يلاطفه يعده ويمنيه ويفتح له الابواب تلك الابواب. ويقول له وللاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك فترضى ثم يعدد امتنانه عليه. حسبك انك اذا فرغت من السورة قراءة او سماعا وقد فهمت وعقلت ووعيت ان تنصرف وملء قلبك هذا المعنى العظيم من التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. هو ذلك المعنى يتكرر بك الان في سورة نجم وسيأتيك في خواتيم سورة التكوير وسيأتيك في سورة القلم ربنا يرسل ملكا بالوحي فينزل جبريل عليه السلام بايات من القرآن لو كان معنى يراد به خصوصية المناجاة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لما كان قرآنا يتلى الى يوم القيامة. لما كانت ايات تثبت في المصاحف وتقرأ ويتعبد الله بها. اذا كان امرا خاصا برسول الله عليه الصلاة والسلام. او اذا كانت تتعلق بشخصه الكريم عليه الصلاة والسلام. لكنها تتعلق بشخصه الكريم. في الخطاب وتتعلق بنا نحن فيما يجب له علينا لا من الحق العظيم وفاء وتعظيما وحبا وتقديرا. هذا المعنى اذا مقصد قرآني يا كرام. وعنايتنا به هو لب الاشتغال بكلام الله. وان نفقه ماذا يريد الله. لما خاطب الله نبيه بهذه الايات. وانزل وحيه بهذه الايات ماذا يريد من العباد؟ وهم يسمعون تلك الايات ويقرأون تلك السور. يريد منهم ان يفقهوا معنى يصلوا اليه. وان يحققوا في في قلوبهم من معاني الايمان ما يجب ان يكون مثله لنبي اصطفاه الله ورفع قدره واعلى مكانته واعز شأنه وخصه بكل تلك الكرامات. ذلك المعنى يتكرر كثيرا في كتاب الله وكم احسن القاضي عياض رحمه الله لما جعل تلك الايات في كتاب الله مجموعة ثم بوبها ثم رتبها ثم جعلها في فصول عاقبة ليجعلك في سياق واحد تنتقل بين اية واخرى ومن سورة الى اخرى وانت سائر في هذا المسار تدرك ماذا يراد بك ان تفهم من كتاب الله وانت تتلوه صبحا ومساء وانت تمر بك الايات مرات ومرات يقسم الله في كتابه والنجمي اذا هوى ربك يقسم فارعي سمعك واصغي بقلبك وافتح فؤادك. ربك اذا اقسم فانما يريد اثبات قضية من العظمة بمكان وكلام ربنا كله عظيم سبحانه وتعالى. لكن ان يقسم ربك وهو سبحانه والله مستغن عن القسم. لا يقسم ربنا صدقه لنا حاشا لكنها تنويه بعظمة امر سيأتي مذكورا بعد القسم. فاذا سمعت ربك يقسم فاصغي بجوارحك وافتح قلبك وفؤادك واستشعر ان قضية عظيمة ستطرق سمعك الان. فاذا سمعت والنجم فاذا اقسم الله سبحانه وتعالى في كلامه باي شيء من خلقه فانما هو التنويه بامر عظيم يأتي عقب القسم. والمقسم عليه اذا امر عظيم. فاذا سمعت في سورة النجم او في الضحى سمعت ثمن من الله فان مسألة عظيمة تأتي عقب هذا القسم. وفي السورة يقول الله والنجم اذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى فكان المقسم عليه شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام. واستمرت الايات في اظهار عظيم مكانته وتزكيته. ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى. الى ان قال سبحانه ما كذب الفؤاد ما رأى وقال فيه ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ايات ربه الكبرى. هذه المعاني العظيمة التي اشتملت عليها سورة النجم هي وجوه من وجوه التعظيم في كتاب الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم. جاءت وقد اقسم الله تعالى عليها هذا هو هو المراد الذي اراد به المصنف رحمه الله الاتيان بسورة النجم ها هنا في هذا الفصل اتباعا للحديث بما تقدم عن سورة الضحى نرجع ذلك كله في مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. هذا احد الاخوة يسأل يقول ذكرتم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعلق قلبه بامه ولا ابيه. فبماذا يفسر بكاؤه على امه والرغبة في الاستغفار لها؟ الذي يفسر به رعاك الله هو ما فطر الله تعالى عليه قلوب بشر من حب الوالدين ولا يمكن ان ينفي انسان حبا لام او اب. لكن المقصود بالتعلق هو ان يظل القلب مرتبطا بذكرى لا تزول عن الفؤاد والخاطر. ويبقى معولا في جزء من الفضل والاحسان الى احد من البشر. هذا القدر الذي قصدت به من التعلق لم يحصل لرسول الله عليه الصلاة والسلام مع والديه. لانه ما ادرك من سن حياته ولا تقدم عمره ما اشعر ان لبنات من حياته الطاهرة كانت بوضع والديه. لكنها برعاية الله وايواءه كما تقدم. اما الحنين والشوق والبكاء ففطرة في البشر وكلما كان القلب اعظم رقة ورحمة ورأفة وجد هذا المعنى ولابد ولا اظن قلبا بشريا كان ارأف فمن قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا ارحم ولا اعظم في هذا المعنى. والله عز وجل قد اثنى عليه به في كتابه. فلما مر بقبر امه عليه الصلاة والسلام استأذن ربه في ان يزور قبرها فاذن له فلما استأذنه سبحانه وتعالى في الاستغفار له ما اذن له فدمعت عيناه عليه الصلاة والسلام كما يحصل لكل انسان لا يجد والديه على خير ما يحب من الهداية او حتى من التوفيق لهذا الدين فكم يجد من الشفقة والحزن والاسى فذاك امر فطري ليس هو المقصود في المعنى. يا كرام هذه ليلة شريفة ندبتم فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتنموا خيرا كبيرا واجرا عظيما وفضلا متتابعا. بالصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فاللهم صل وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين ابدا. يا كرام هي جمعة القلب هي جمعة القلب المنيب وواحة الخضراء تنبت زاهي الاشجار. صلوا على خير الانام وسلموا في يومها. يا مواكب الاخيار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير ومن زكاها انت وليها ومولاها نسألك يا حي يا قيوم ان تحفظنا والمسلمين جميعا بحفظك وتكلأنا برعايتك. اللهم احفظنا من شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار يا ذا الجلال والاكرام. اللهم عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تنزل نصرا مؤزرا وفتحا مبينا لاخوتنا المرابطين على الحدود والمجاهدين في الجنوب اللهم سدد رميهم وقوي عزائمهم وثبت اقدامهم وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز. اللهم تقبل شهيد وداوي جريحهم واجبر كسيرهم وتولى بعنايتك امرهم يا حي يا قيوم. اللهم انا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ لك من كل شر ناصيته بيدك لا اله الا انت ولا رب لنا سواك يا حي يا قيوم يا ارحم الراحمين ارحم موتانا اجمعين واشف مرضانا يا ارحم الراحمين. وهبظان لنا يا رب العالمين. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بناصيتنا الى البر والتقوى. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار صل يا ربي وسلم وبارك على الرسول المصطفى والنبي المجتبى محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين