غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح الارجوزة المائية للشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح نظم بالارجوزة المائية في ذكر حال اشرف البرية للامام ابن ابي العز الحنفي رحمة الله تعالى عليه. وما زلنا نسير مع هذا الامام وهو يتحدث عن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم. لن ازداد تعرفا له وشوقا اليه وحبا وتعلقا بهذا النبي العظيم صلوات ربي وسلامه عليه. ننظر كيف تعب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف اصابه الجهد والهموم والابتلاءات حتى يصل الينا هذا الدين غضا طريا نحيا فيه في مجتمعاتنا بامن وايمان وسلامة واسلام. نعم محمد صلى الله عليه وسلم احبتي مهما ذكرنا في وصفه ومهما آآ تعرفنا على احواله واخلاقه واهديه وشمائله. فاننا لن نقدره قدره ولن نعرف حقه حق معرفة بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه فهو انسان فرد خرج في عالم مليء بالجاهلية العمياء. خرج ليدعو الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام. جاء فردا وتحمل اعباء هذه الدعوة المباركة على كاهله. لتصل الى الاجيال اللاحقة ولتصل رسالة التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله الى الافاق. ليخرج الناس كما قلنا من الحيرة والجهل والشك والشرك والظلم الى العدل والرحمة والانصاف والخير. فصلوات ربي وسلامه عليه. في المجلس السابق احبتي تحدثنا اه عن حادثة الاسراء والمعراج وتوقفنا عندها الحادثة الاسراء والمعراج عرفنا انها وقعت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين او ثلاث على خلاف بين علماء السير عرفنا ان هذه الواقعة تثبيتا من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد ان ابتلي بالبلاء الشديد بوفاة زوجته الصابرة المؤمنة خديجة بنت خويلد ووفاة عمه الذي كان مناصرا له ابي طالب فجاءت حادثة الاسراء والمعراج تثبيتا وتسلية وتضمينا من الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام ما ودعك ربك وما قال فكانت هذه الواقعة مصداقا لهذه الاية والسورة المباركة. عرفنا الاسراء والمعراج وما وقع فيه من التفاصيل ثم اليوم احبتي نعود لنكمل في رحلة النبي صلى الله عليه وسلم وما هي الاحداث التي تبعت الاسراء والمعراج تروي لنا كتب السير ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمه ابي طالب خصوصا كان يكثر من عرض نفسه على القبائل التي كان الى مكة في مواسم الحج فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغل هذه الفرصة يستغل وجود قبائل عديدة من العرب تجتمع في موسم الحج ليعرض نفسه عليها لعل قبيلة من هذه تتبنى هذه الدعوة المباركة فينتقل النبي صلى الله عليه وسلم الى جوارها بدلا ان يبقى محاربا من قومه واهل مكة عموما فالنبي صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على على عدد من القبائل يروي لنا ابن هشام ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ عرض نفسه آآ على قبيلة كندة. قال ابن اسحاق حدثنا ابن شهاب الزهري ابن الامام ابن شهاب الزهري يروي انه صلى الله عليه وسلم في موسم الحج عرض نفسه ودعوته على قبيلة كندة في منازلهم التي نزلوا فيها في مكة هو فيهم سيد يقال له مليح. فدعاهم الى الله عز وجل اي دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الله عز وجل. وعرض عليهم نفسه فابوا عليه القبيلة قبيلة كندة من القبائل المشهورة عند العرب ومنها كان الشاعر المعروف امرؤ القيس النبي صلى الله عليه وسلم عرض دعوته عليهم وعرض عليهم الاسلام وان ينصروه وان يعاونوه فابوا ان يدخلوا في هذا الدين ايضا من القبائل التي عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عليها قبيلة بني عامر ابن صعصعة يقول ابن هشام دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الله عز وجل. وعرض عليهم نفسه. فقال له رجل منهم يقال له آآ بعيرة او وبيحره ابن فراس. قال والله لو اني اخذت هذا الفتى من قريش لاكلت به العرب ثم قال له ارأيت ان نحن بايعناك على امرك؟ ثم اظهرك الله عز وجل على من خالفك؟ ايكون لنا الامر من بعدك اذا هذا الرجل اللي هو بيحرر ابي الفراس اه فيما يظهر كان يبحث عن ملك يبحث عن عز عن فخر له في العرب ما كان يبحث عن دعوة وعن ايمان وعن نصرة لدين الله سبحانه وتعالى. فهو اولا قال لقومه لو اننا اخذنا هذا الفتى لملكنا به العرب ثم خاطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا محمد لو ان الله نصرك وعلا شأنك. هل سيكون لنا الامر من بعدك في الخلافة والملك فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ قال الامر لله يضعه حيث يشاء اذا كنتم ابتداء تريدون ان تدخلوا في هذه الدعوة بهذه النية الفاسدة وطلبا للملك. فنحن لا نريد منكم القبول. نحن نريد اناس يحملون هذه الدعوة نقية طاهرة لاجل الله سبحانه وتعالى. والشيء الوحيد الذي اعدهم به ان هو الجنة هذا هو الشيء الوحيد الذي يعدكم به. والا فامور الدنيا الملك فيها لله يضعها حيث يشاء. فقال له هذا الرجل افنهدف للعرب دونك يعني تريد منا ان نقاتل العرب دونك ونحميك. فان اظهرك الله كان الامر لغيرنا لا حاجة لنا بامرك انظروا اذا الدواعي التي كانت سائدة عند القبائل العربية تريد الملك تريد النفوذ تريد السيطرة وهذا للاسف هذه القبائل التي كانت متناحرة في جزيرة العرب. ايضا يروي عبدالله بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى بني حنيفة وايضا هؤلاء من جهة نجد. اتاهم في منازلهم فدعاهم الى الله سبحانه وتعالى فلم يكن احد من العرب اقبح عليه ردا منهم ردوا على النبي صلى الله عليه وسلم ردا قبيحا ويروي لنا عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه فيما اخذه من كبار الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يجول في الموسم على القبائل ليعرض نفسه آآ عليها كان يتبع دائما عمه ابو لهب كان يتبعه عمه ابو لهب. فكلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى قبيلة يعرفهم بالله سبحانه وتعالى ويدعوهم الى التوحيد ويخبرهم اه بالثمن الذي يعدهم الله عز وجل به ان اطاعوه وان يتبعوه في الجنة كلما اتى الى قبيلة يكون عمه ابو لهب عليه من الله ما يستحق خلفه بمجرد ان ينتهي النبي صلى الله عليه وسلم من خطاب هذه القبيلة يصعد ابو لهب ويقول لهم اياكم ان تصدقوا هذا الرجل فانه يدعوكم الى ان تسلخوا والعزى ويريد منكم اه ان تخرجوا من دين ابائكم الى دين جديد. ويبدأ يسفه برأي النبي صلى الله عليه وسلم يهون من هذا الامر فالقبائل حينما ترى عم هذا الرجل يحذر الناس منه وينفرهم من اتباعه. فكثير من القبائل كانت تأخذ هذا المنحى. دعوه مع قومه هم بانفسهم يتفاهمون مع بعضهم البعض اما نحن فما لنا ولهذا الامر؟ اذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على القبائل رجاء يفتح الله سبحانه وتعالى على قبيلة من هذه القبائل فتتبنى هذه الدعوة المباركة وفعلا جاء الامر الالهي والابن الالهي في احدى مواسم الحج ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سائر في طريقه يتفقد القبائل مر به ستة او سبعة اشخاص من قبيلة تدعى الخزرج وهذه القبيلة كانت تسكن في يثرب التي هاجر اليها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك واصبح اسمها طيبة او المدينة النبوية اذا ستة او سبعة اشخاص من قبيلة الخزرج اتوا الى موسم الحج ليشهدوا الموسم. فالنبي صلى الله عليه وسلم مر بهم وسألهم من اين انتم؟ وما الذي جاء بكم؟ الى اخر التفاصيل التي سنسردها ان شاء الله الان من كلام ابن هشام. يقول ابن هشام رحمة الله عليه. لما اراد الله عز وجل اظهار دينه واعزاز نبيه وان جاز موعده له خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الانصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج اراد الله بهم خيرا. وهنا احبتي دعوني اتوقف عند هذا المشهد وانظروا الى دقة كلام ابن هشام. قال لما اراد الله بنبيه خيرا وان يعزه. هذا احبتي يدل على امر معين في فقه الدعوة الى الله عز وجل وفي البناء الحركي والدعوي لهذه الامة. وهو ان لحظة آآ الانتصار ولحظة التقدم النهائية هذه لحظة تترك الى اقدار الله سبحانه وتعالى. وليس لانسان او داعية ان يستعجلها وان يقطفها من عنده. ما معنى هذا الكلام اكثر يا شيخ نحن علينا احبتي في حياتنا الدعوية ان نبذل الاسباب بالدعوة الى دين الله سبحانه وتعالى والثبات على المبادئ العقدية الحقة. ولا نساوم على شيء من هذه المبادئ. ولا نجعلها في المزاد من يعطينا ملكا او يعطينا سلطة او وزارة فاننا نساومه على مسائل الاعتقاد. كلا ان فقه الدعوة يعني ان نثبت على دين الله سبحانه على المبادئ العقدية الثوابت التي لا تقبل التغيير والمساومة. ونبقى ندعو الى الله سبحانه وتعالى. واما اللحظة التي سيأتي فيها النصر وتنتقل فيها هذه الدعوة من اه السرية الى العلنية ومن العلنية الى المواجهة والحرب العسكرية هذا كله في اقدار الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار لنا الوقت واللحظة المناسبة للانطلاق في هذه الميادين واما استعجال قطف الثمار قبل ان يحين وقتها فهذا في الحقيقة هدر للجهود الدعوية العظيمة التي بذلت عبر السنين برأيكم احبتي النبي صلى الله عليه وسلم هل كان عنده حساب معين انني سادعو عدة سنوات في مكة ثم ساذهب الى المدينة لاتولى حكمها؟ هل كان هذا في حسابه هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك انه سينتقل الى المدينة وسيؤمن به الاوس والخزرج؟ ام جاءت هذه اللحظة لحظة قدرية من دون ان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم بها مكافأة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم على ثباته وصبره طوال طوال تلك السنوات التي فاتت؟ اليس هذا هو الواقع؟ نعم النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه رؤيا انه سيهاجر الى ارض جرداء وفيها بخيل وما شابه ذلك لكنه ما كان يعرف بابيه وامي صلوات ربي وسلامه عليه. ما هي هذه الارض؟ وما طبيعة اهلها؟ وان محلها بالضبط فلذلك كان هو يبذل الاسباب التي امره الله عز وجل بها. الدعوة الى دين الله. مواجهة المشركين بالحجة والبيان والقول. ولم يؤمر لا حرب ولا بالدفاع العسكري ولم يؤمر ايضا بان ينتقل هو بنفسه الى المرحلة النهائية مرحلة بناء الدولة في المدينة النبوية. هو بقي قائما على الاسباب الشرعية وينتظر اللحظة المناسبة لينتقل فيها الى مدينة اخرى ينصر فيها دعوته ويقيم بها هذه الدولة المباركة دولة الاسلام ودولة التوحيد. فما اريد ان اقوله هنا ان كثيرا من الدعاة للاسف من اجل اه الاستعجال ومن اجل قطف الثمرة بشكل مبكر تجدهم يقفزون مراحل ويحملون الدعوة وابناء الدعوة ما لا يطيقون فاذا هذه الثمرة ثمرة الدعوة وثمرة البذل والعطاء على مدة سنوات طوال تذهب في لحظة واحدة. وتنتهي هذه الدعوة وهذا المسلك الدعوي الذي سلكه فلان. فاذا علينا ان نكون على وعي من سيرة محمد صلى الله عليه وسلم. والا نصاب باليأس ايضا من زاوية اخرى. لان بعض الناس اقول يا شيخ متى النصر ومتى ستقوم هذه الامة ومتى ستنهض من جديد. فانظر في حال هذا السائل الذي يسأل متى النصر ومتى ستنهض هذه الامة. انظر في صلاته في في تمسكه في علاقته بربه فاذا العبادة هزيلة. واذا العلاقة بالرب ضعيفة واذا هو يقدم هواه على شرع الله سبحانه وتعالى واذا هو ينتظر اللحظات ويقتنصها من اجل ان يفعل المحرمات وينظر الى ما يغضب الرب سبحانه وتعالى. فانظر في حاله ويتساءل هذا الرجل لماذا يسأل عن النصر الالهي ومتى تنهض هذه الامة وهو لم يأخذ بالسبب بعد هو في نفسه وفي اه امور اسرته لم يراقب الله سبحانه وتعالى. لم يبذل جهدا لم يبذل جهدا في الحفاظ عليها على قيمها وعلى اخلاقها وعلى سلوكياتها وعلى التزامها بالحرام والحلال عندما تكون انت مواظب على حدود الله سبحانه وتعالى وتأخذ بالاسباب وتستمر وتتعب تأتيك الجائزة في الوقت المناسب الذي يختاره الله سبحانه وتعالى وليس في الوقت الذي تختاره انت. ولربما ايضا لا تأتيك في هذه الدنيا. لربما انت تبذل الاسباب وتنتهي القصة والحكاية في هذه الحياة وتطوى التراب. والنصر يأتي بعد ذلك بسنوات وسنوات. لكن المهم انك ثبت على المبادئ الحقة ولم تساوم عليها ولم تلعب بدين الله سبحانه وتعالى ولم تكن انسانا متفرجا تسأل عن النصر وانت لا تبذل له الاسباب. فما اريد ان اختم به اذا الان ان النبي صلى الله عليه وسلم في لحظة قدرية. الله سبحانه وتعالى هي هو الذي هيأها له كان على قدر بلقاء شباب من الخزرج هكذا هو يسير في الموسم فجأة لقي شبابنا الخزرج من دون ميعاد سابق. لكن الله سبحانه وتعالى يعلم ما هو مخبأ له فلقي هؤلاء الشباب فانظروا في الحوار الذي دار بينهم. لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم من انتم فقالوا نفر من الخزرج فقال امن موالي اليهود؟ لان اليهود كانوا يسكنون يثرب قالوا نعم قال افلا تجلسون؟ اكلمكم؟ دعونا نجلس نتحدث قالوا بلى تجلس ما عندنا مشكلة فجلسوا معه فدعاهم الى الله عز وجل وعرض عليهم الاسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله لهم به في الاسلام ان يهود كانوا معهم في بلادهم وكانوا اهل كتاب وعلم بينما كان الخزرج والاوس اصحاب اوثان وكانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا اذا كان بينهم شيء قالوا لهم ان نبيا مبعوثنا الان قد اظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وارم. يخبر ابن هشام ان اليهود كانوا قد غزوا المدينة واقاموا بها وسكنوا مع الانصار مع الاوس والخزرج. اه في هذه المنطقة وكان بين اليهود وبين الاوس والخزرج مواجهات. ومنافحات فكان اليهود دائما يتوعدون الاوس والخزرج ويقولون انتظروا علينا. انتم تقاتلوننا انتظروا فان هذا زمان يطل فيه نبي جديد على هذه الامة وسنؤمن به ونقاتلكم معه فكان الاوس والخزرج يسمعون هذا كثيرا من اليهود. ان هناك نبي سيخرج. واليهود هم اهل كتب سابقة. فهم يعلمون فعلا ان موعد خروج النبي الجديد اقترب لكن ما كانوا يظنون ان هذا النبي سيكون من العرب وليس منهم فالمهم الاوس والخجرات كانوا يسمعون كثيرا من اليهود ذاك التهديد وذاك الوعيد باننا سنقاتلكم ايها الاوس والخزرج بهذا النبي العظيم الذي اخرج وقد اطل زمانه الخزرج وهم يتحاورون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويتبادلون معه الكلام في الدعوة والتوحيد والدين الجديد. تذكروا تلك القصة التي كان اليهود يجدونهم بها. قصة النبي الجديد الذي اطل زمانه. فماذا قال بعضهم لبعض فقال بعضهم لبعض تعلم والله انه للنبي الذي توعدكم به يهود. فلا يسبقنكم اليه اصبح الخزرج هؤلاء النفر الستة او السبعة يتحدثون مع بعضهم يقولون والله ان هذا الرجل هو النبي الذي يخوفكم به اليهود. فدعونا نسبقهم الى الايمان ماني به فاستغل هؤلاء الفتيان الفرصة فاجابوه فيما دعاهم اليه امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقوه وقبلوا ما عرض عليه من الاسلام وقالوا له انا قد تركنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم. فعسى الله ان يجمعهم بك الان ايضا تروي لنا كتب التاريخ كما ان اه الاوس والخزرج كان لهم مشاكل وحروب مع اليهود كانت لهم ايضا مشاكل مع بعضهم فكان هناك معارك كثيرة بين الاوس والخزرج. احيانا تكون الدائرة للخزرج واحيانا تكون الدائرة للاوس. ومن اشهر تلك المشاهد موقعة التي كانت قبل اسلام الاوس والخزرج بسنوات معدودة وقعت بينهم واقعة كان فيها سفك للدماء وهلك فيها كثير من رجالات القبيلتين فهؤلاء النفر الستة حينما رأوا اه طيب هذه الدعوة المباركة والاخلاق العالية التي يدعو اليها النبي صلى الله عليه وسلم. املوا ان تكون هذه الدعوة سببا في توحيد الاوس والخزرج وانتهاء النزاع والصراع بينهم في يثرب فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان بيننا وبين اخواننا صراع وحروب واننا نسأل الله ان يجمعهم بك فسنقدم عليهم وندعوهم الى امرك. ونعرض عليهم الذي اجبناك اليه من هذا الدين. فان يجمعهم الله عليك فلا رجل اعز منك يعني اذا اجتمعت الاوس والخزرج عليك يا محمد صلى الله عليه وسلم فسيكون لك العز والفخر ثم صرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين الى بلادهم وقد امنوا وصدقوا قال وهم فيما ذكر لي ستة نفر من الخزرج. اذا اه ابن هشام يذهب الى انهم كانوا ستة نفر من الخزرج وليس سبعة كما ذهب البعض المهم لما قدموا المدينة التي كانت تسمى اثرب في ذاك الوقت. قدم هؤلاء الستة الى اهلهم من من الخزرج. وايضا ذهبوا الى الاوس وعرضوا عليهم هذا الدين الذي اتى به النبي صلى الله الله عليه وسلم فانتشر خبر النبي صلى الله عليه وسلم في بيوت المدينة وان هناك دين جديد يدعو اليه رجل وان هذا الدين يحمل الفضائل والاخلاق العالية الى اخر تلك التفاصيل فاصبح لسان النبي صلى الله عليه وسلم على كل او في كل بيت من بيوت الاوس والخزرج في العام القادم في الموسم القادم الذي اتى اه خرج وفد جديد من يثرب تجاه مكة حتى يشهد موسم الحج وكان هذا الوفد الجديد يتكون من اه اثني عشر رجلا تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس. كانوا امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فانطلقوا في هذا الموسم الى الحج حتى يلقوا هذا النبي العظيم يبايعونه او يبايعوه على السمع والطاعة عن ان ابن هشام سيسرد لنا ماذا وقع في بيعة العقبة الاولى. يقول ابن هشام حتى اذا كان العام المقبل وافى الموسم من صار اثنا عشر رجلا فلقوه بالعقبة اي التقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في العقبة والعقبة هي في منى. الان في وقتنا الحالي هي في منى لا يوجد هناك العقبة جمرة العقبة الكبرى والصغرى والوسطى فالعقبة هذه منطقة في منى ويقولون بين منى ومكة. فالتقى النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء النفر في العقبة وكان الكفار بشكل عام لما يحجوا في الجاهلية كانوا يأتون الى العقبة او الى منى فيقفون عندها ويرمون عندها فالان النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقى هذا الوفد في العقبة فبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم على بيعة عرفت في التاريخ فريق باسم بيعة النساء لماذا سميت باسم بيعة النساء؟ لان هذه البيعة لم يكن فيها بيعة على القتال والحرب. ولم يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بعد في خوض المعارك مع عانديه مع كفار قريش. فلذلك بايعهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان يبايع عليه النساء فيما بعد. وهو ما ذكره الله عز وجل في سورة ممتحنة اه يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على الا يشركن بالله شيئا. ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتينا ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف بايعهن. هذه البنود هي التي بايع عليها النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة الاولى لهؤلاء النفر اه الذين اتوا من يثرب وسميت هذه البيعة بيعة ماذا؟ بيعة النساء. لماذا سميت بيعة النساء؟ لانه لم يذكر فيها امر الحرب. وانما بايعهم النبي صلى الله عليه وسلم على المبادئ التي كان يبايع عليها النساء فيما بعد اذا قال اه فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء. وذلك قبل ان تفترض عليهم الحرب. وكان من ضمن هذا الوفد اسعد ابن من زرارة ورافع ابن مالك وعبادة ابن الصامت وابو الهيثم ابن التيهان. زعماء كبار في الاوس والخزرج الان هؤلاء الوفد القلة اه ارسل طلبه من النبي صلى الله عليه وسلم ان يرسل معهم رجل ليعلمهم دينهم في يثرب فالنبي صلى الله عليه وسلم بكياسته وفطانته ما قال لاحدهم ان تتولى تعليم الناس لانه كان يعلم بوجود المشاكل بين الاوس والخزرج لو ان شخصا من القوس او الخزرج هو الذي توالى الدعوة ربما هذا زاد في الشحناء بين القبيلتين. فالنبي صلى الله عليه وسلم ارسل سيدنا صعب ابن عمير ليكون داعية الى الله سبحانه وتعالى وسفيرا للنبي عليه الصلاة والسلام في مدينة يثرب. قال ابن اسحاق فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير وامره ان يقرئهم القرآن وان يعلمهم الاسلام وان يفقههم في الدين فكان اما في المدينة بالمقرئ وكان يصلي بهم وذلك ان الاوس والخزرج كره بعضهم ان يؤمه البعض ما كانوا يحبون الى الان القلوب لم تأتلف بعد بينهم بسبب كثرة الدماء. فما كانوا يحبون والله ان يكون امام يثرب قبل ان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الخزرج لان الاوس قلوبهم ستشتعل. وكذلك في المقابل لو كان الامام من الاوس قلوب الخزرج ستشتعل. فالنبي صلى الله عليه وسلم اراحهم من هذا النزاع الدائم وبعث سفيرا من عندي هو مصعب بن عمير ليكون هو الامام الذي يقتدي به القوم بسم الله اذا كانت هذه يا احبتي تفاصيل بيعة العقبة الاولى الان هؤلاء الاثنا عشر مع مصعب بن عمير عادوا الى يثرب. وبدأ مصعب بن عمير يؤدي المهمة التي وكلها او وكله النبي صلى الله عليه وسلم هي مهمة الدعوة آآ وتعليم الناس القرآن وتعليم مبادئ الاسلام وآآ الايمان بهم. فبدأ الحمد لله الاسلام ينتشر في يثرب وما من بيت قالوا الا وقد دخله الاسلام. وما من بيت الا وقد دخله الاسلام واسلم فيه نفر من الرجال والنساء يقول ابن هشام ثم ان مصعب بن عمير رجع الى مكة. وخرج من خرج من الانصار من المسلمين الى الموسم مع حجاج قومهم من اهل الشرك حتى قدموا مكة. الان بدأ يتحدث ابن هشام عن آآ البيعة الثانية للعقبة البيعاء الثاني مصعب بن عمير ذهب يدعو في بيتوتات يثرب فانتشر الاسلام كما قلنا في البيوت وفي القرى التي حول المدينة عندما جاء الموسم الاخر للحج بعد ذلك في العام المقبل اراد الانصار ان من الاوس والخزرج ان يأتوا بوفد كبير لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم كانوا يدركون خطر هذه الرحلة فخرجوا مع المشركين من قومهم. الان ليس كل الاوس والخزراج دخلوا في هذا الدين. دخلت طائفة كبيرة نعم لكن بقي كثير منهم على الشرك فحينما جاء العام المقبل وجاءت قافلة الحج من يثرب تجاه مكة كان المسلمون يستخفون مع هذه مع عناصر القبيلة من المشركين فكانت هذه القافلة باختصار مختلطة فيه اهل الشرك من اهل يثرب وفيها المسلمون من اهل يثرب اتوا في قافلة واحدة والمسلمون من اهل يثرب لم يخبروا من كان معهم من المشركين بالهدف من الحضور. وان هناك بيعة حتى لا يفشوا امرهم في مكة فيعترض عليهم كفار قريش او يصبح هناك قتال وما شابه ذلك. فكتموا قضية البيعة بينهم. ولم يحدثوا بها من اتى معهم من المشركين. طيب وعد آآ المسلمون الذين اتوا الى الكعبة او الى مكة في هذا الموسم. النبي صلى الله عليه وسلم بالبيعة في نفس المكان الذي عقدت فيه البيعة في المرة السابقة. اين؟ ايضا عند بمنطقة العقبة عند منطقة العقبة. وكان عدد الرجال في هذه البيعة على خلاف بين علماء السير. منهم من قال كان عددهم اه سبعين رجلا. ومنهم من قال كان عددهم ثلاثة وسبعين رجلا آآ وامرأتين وفي الحقيقة يعني تحديد الرقم بحد ذاته ليس له كبير فائدة يبنى عليها حكم شرعي. سواء قلنا كانوا سبعين او كانوا ثلاثة يعين الامر في ذلك هين لكن كثير ما يشتهر انهم كانوا اه ثلاثة وسبعين رجلا ومعهم امرأتان. الان سنتعرف اكثر على تفاصيل هذه البيعة يقول آآ البراء ابن معرور احد رؤوس الخزرج الذين اتوا اه الى بيعة النبي صلى الله عليه وسلم في البيعة الثانية وخرج مع الوفد يقول البراء ثم خرجنا الى الحج ووعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة في اوسط ايام التشريق. في اوسط ايام التشريق. طب ممكن واحد يقول طب يا شيخ هم كفار مكة والعرب كيف كانوا يعرفون قضية الحج ايام التشريق نقول احبتي كانت بقايا دين ابراهيم موجودة عندهم هم كانوا يحملون بقايا دين ابراهيم عليه السلام والحج هذا من تفاصيله ومن ملة ابراهيم عليه السلام ليس شيء جديد في الشريعة الاسلامية. لكن الذي كان جديدا عليهم ما هو؟ التفاصيل التي اتى بها النبي صلى الله عليه وسلم في فرائض الحج واركانه. والا فاصل الحج كان معروفا عندهم اصل الحج كان معروفا عندهم وكانت المشاعر في العموم معروفة عندهم لكن الاسلام اتى ببعض التفاصيل وتعديل بعض الاخطاء التي كانوا يرتكبونها في اداء هذه العبادة. المهم تواعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في اوسط ايام التشريق عند الجمرة قال البراء فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ومعنا عبدالله بن عمرو بن حرام ابو جابر سيدنا جابر بن عبدالله كان والده ممن حضر هذه العقبة او هذه البيعة. لكن متى حضرها؟ هو لما قدم معهم كان مشركا. وما كان ام ان هناك بيعة ستحدث لكن الذي وقع ان المسلمين من الاوس والخزرج ارادوا ان يجعلوا عبدالله بن حرام يسلم ارادوا ان يجعلوا عبدالله بن عمرو بن حرام يسلم ويدخل معهم في هذا الدين لانه كان رجل كبير من رجالاتهم. فالمهم اتى المسلمون من الاوس والخزرج على عبدالله بن حرام. وعرضوا عليه الاسلام هذه الدعوة المباركة وكان رأسا من رؤوسهم فرضي وقبل ودخل معهم في هذا الدين واخبروه ان هناك بيعة ستحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في منتصف الليل في منتصف الليل في منطقة العقبة اوصت ايام التشريق وكان اه كما قلنا عبدالله وكان شريفا من شرفائنا اخذناه معنا. وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين امرنا. اي ما كنا من معنا من المشركين ممن خرجوا معنا من يثرب امرنا واننا على دين هذا الرجل واننا اتينا لبيعته ما اخبره قال فكلمناه وقلنا له يا ابا جابر انك سيد من ساداتنا وشريف من اشرافنا وانا نرغب عما انت فيه ان تكون حطبا للنار ثم الى الاسلام واخبرناه بميعاد الرسول صلى الله عليه وسلم ايانا عند العقبة فاسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا من النقباء وزيرا من الوزراء الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء البيع قال البراء فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا. انظروا كيف كان المحافظة على الهدوء حتى لا يعرض اي صخاب واي جلبة في ذاك الموسم. قالوا نمنا الى منتصف الليل في رحالنا قالوا حتى اذا مضى شيء من الليل خرجنا من رحالنا يتسللون تسللا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنا نتسلل كما تتسلل القطع الطيور الفراخ الصغيرة مستخفين حتى اذا اجتمعنا في الشعب اي في ان كان هناك كان شعب او شق في الارض عند العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ومعنا امرأتان من نسائنا وهي نسيبة بن كعب رضي الله عنها واسماء بنت عم رضي الله عنها قال اجتمعنا في هذه ننتظر حضور النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ودخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ومعه من قال وكان معه العباس ابن عبد المطلب. وهو يومئذ على دين قومه. يعني العباس كما هو معلوم لديكم اسلم متأخرا بعد غزوة بدر يعني اسلم متأخرا احبتي وشارك اصلا في غزوة بدر مع المشركين لكنه اخرج اجبارا لهذه الغزوة. اخرجه المشركون جبرا اذا لم يكن يريد الخروج فهو كان مناصرا للنبي صلى الله عليه وسلم يحاول ان يشكل له غطاء امني كما كان آآ شقيقه آآ ابو طالب بشكل امنيا لكن العباس لم يكن في تلك المنزلة العالية من قريش كما كان لابي طالب. المهم النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ معه العباس وان كان العباس لم يؤمن بعد لكنه كان يستأمنه عليه الصلاة والسلام على اسراره فيروي لنا الاوس والخزرج ان النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليهم مع عمه العباس ابن عبد المطلب قالوا وهو يومئذ على دين قومه الا انه احب ان يحضر امر ابن اخيه ويتوثق له فلما جلس كان اول متكلم هو العباس ابن عبدالمطلب. فماذا قال قال يا معشر الخزرج والاوس ان محمدا منا حيث قد علمتم يعني صحيح نحن لسنا على دين محمد لكن محمد صلى الله عليه وسلم محمي عندنا. ان محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه فهو في عز من قومه ومنعت في بلده وانه قد ابى الا الانحياز اليكم واللحوق بكم. فان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه ومانعونه ممن خالفه فانتم وما تحملتم من ذلك وان كنتم ترون انكم مسلمون وخاذلوه بعد الخروج اليكم فمن الان فدعوه فانه في في عزة ومنعة من قومه وبلده. طبعا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في كمال العزة والمنعة في قومه. لكن في النهاية ان يبقى بين اعمامه واقاربه افضل له من ان يخرج الى قوم لا يعرف كيف سيعاملونه وتتفرد به العرب. فالعباس هذه الرسالة التي اراد ان يوصلها للخوف للاوس والخزرج. محمد صلى الله عليه وسلم يريد ان يذهب اليكم انتم تريدون استقباله. اذا كنتم على قدر هذا الاستقبال وعلى قدر الثبات معه وان تنصروه فليذهب اليكم. والا ان كنتم تخشون من ان تخذلوه ولا تقفوا معه فدعوه بين اهله وقومه ومعشره فقالوا له الاوس والخزرج بماذا؟ اجابوا العباس بن عبد المطلب قالوا له قد سمعنا ما قلت قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما احببت انا عندي الاصول والخزرج قالوا يا العباس سمعنا وجهة النظر لديك. عرفنا ماذا تريد. الان نريد ان نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ونريد ان نسمع منه. فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بتلاوته القرآن ودعاهم الى الله ورغبهم في الاسلام ثم قال ابايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وابنائكم هادي تسمى بيعة الحرب والقتال. انه هنا لم يبايعهم على ما بايع عليه في البيعة السابقة. البيعة السابقة كانت في امور اخلاقية. لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرق ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم احكام عامة. لكن هنا كانت بيعة قتال حرب النبي صلى الله عليه وسلم صريح انه يريد ان يتأكد هل يستطيع ان يهاجر اليكم او لا استطيع الهجرة فاراد ان يحتاط ولا يريد ان يحملهم ما لا يطيقون فقال لهم ابايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وابناءكم يعني ان تحموني ما تحمونا نساءكم وابناءكم فقام البراء بن معرور وكان من سادات قومه ثم قال نعم والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه ازرنا. وكانوا يكنون عن النساء بالاجر لانكم هن لباس لكم وانتم لباس لهم واله قائد البراء بن معرور مقولة عظيمة قال له سنمنعك مما نمنع به نسائنا بهذا المعنى. فبايعنا فبايعنا يا رسول الله. فنحن والله ابناء واهل الحلقة الحلقة هي السلاح انا فنحن احد السلاح والحرب اورثناها كابرا عن كابر فاعترض قوله رجل من عقلاء الخزرج هو ابو الهيثم ابن التيهان. وكان ممن حضر البيعة الاولى. لكن هذا الرجل من عقلائهم كان يريد ان يأخذ من افواههم الكلمة. قال لهم يا رسول الله او قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ان بيننا وبين الرجال يقصد بالرجال اليهود حبالا اي عهودا وانا قاطعوها رح نقطع عهودنا مع اليهود وسنحميك انت فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم اظهرك الله ان ترجع الى قومك وان تدعنا؟ يعني اذا انتصرنا يا رسول الله هل ستعود الى قومك في مكة وتدعنا في المدينة وفي يثرب؟ والا ستبقى معنا. الان هؤلاء لم يكونوا طالبين للملك. ما كان بدهم الملك كانوا يريدون شخص النبي صلى الله عليه وسلم ان يبقى بينهم. وهذا حق لهم وشرف عظيم ان يبقى النبي صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسم الثقة وقال لهم بل الدم الدم والهدم الهدم انا منكم وانتم مني اسالم من سالمتم واحارب من حاربتم يعني الان سنمتزج مع بعضنا ستمتزج ارواحنا ودماؤنا وسيختلط تاريخنا. اياكم ان تظنوا بعد كل هذا الوفاء الذي ستبذلونه ايها والانصار انني اترككم واعود الى بلادي والى مكة كلا. بما انكم حملتم هذه الدعوة على اكتافكم وستبذلون من اجلها فانني ابقى معكم الى ان القى الله سبحانه وتعالى. دمي دمكم وهدمي هدمكم. اسالم من سالمتم واحارب من حاربتم فبايعه الجميع حينئذ بيعة الموت فقالوا يا رسول الله بماذا تعدنا اذا نحن اوفينا بهذه البيعة؟ قال بشيء واحد الجنة فقالوا رضينا البيع لا نقيل ولا نستقيل فعلا كان الانصار رجال احبتي كان الانصار ثابتين راسخين في عقائدهم في ايمانهم. صدقوا الله فالله سبحانه وتعالى صدقهم. واثنى عليهم في كتابه الاولون من المهاجرين والانصار الذين نصروا هذه الدعوة وحموها باظهرهم وبارواحهم وانفسهم. الان بعد ان تمت البيعة النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان ان يخرج نقباء. يعني مثل وزراء مثل مندوبين يديرون شؤون الاوس والخزرج في المدينة الى ان يقدم النبي صلى الله عليه وسلم اليها. فاخرج اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم اخرج كم نقيب اثني عشر نقيبا؟ تسعة من الخزرج وثلاثة من الاووس. وكان اول من وضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم قلت له من البيعة هو البراء ابن معرور ثم تتابع القوم بعد ذلك على البيعة. لما انتهى القوم احبتي من بيعة النبي صلى الله الله عليه وسلم امرهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يعودوا الى رحالهم. فخرج رجل منهم اخذته الحمية لهذا الدين يقال له العباس ابن عباد رضي الله عنه فقال والذي بعثك بالحق يا رسول الله ان شئت لنميلن عليهم الليلة باسيافنا يريد ان يظهر للنبي صلى الله عليه وسلم انه من الان مستعد لبذل الروح والمهج ولمواجهة المشركين. فالنبي صلى الله عليه وسلم ذاك القائد حكيم قال له لم نؤمر بعد بذلك ليس هذا وقت المواجهة ولم يحن وقتها. النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد ان يستعجل بهذه الثلة الجديدة التي بايعته لا يريد ان يستعجل بها الخوض في اتون حروب ومواجهات عسكرية بل يريد ينظر دائما في مقاصد التصرفات وفي مآلاتها. وماذا يترتب عليها بعد ذلك؟ صدقوني احبتي لو كان هناك عجلة في اتخاذ اي قرار فان العجلة تئد هذه الدعوة في مهدها. النبي عليه الصلاة والسلام الان حقق انتصار جيد. انه وجد ثلة مؤمنة مستعدة ان ان تستقبله في مدينة تحميه تنصره يستطيع ان يؤسس دولة جديدة لهذا الدين فلا يريد ان يستعجل الخطى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يريد ان ينتقل الى تلك الديار الجديدة وان يؤسس دولته وان يقيم منهجه وان يرفع لهذا الدين فرحا. ثم بعد ذلك عود للمواجهات العسكرية مع المعاندين والمحاربين لهذه الدعوة. وهذا المنهج يجب على الدعاء الى الله ان ينتبهوا اليه ان الاستعجال في المواجهات قبل ان ينظر في مآلات الامور وفي مقاصد الشريعة الغراء هو انتحار جماعي تعرض فيه نفسك ايها الداعية وتعرض فيه من اتبعك للابادة وسفك الدماء من دون ان تكون الثمرة واضحة للناس يجب ان تكون الخطوات محسوبة يجب ان يكون هناك تنظيم وترتيب وتهيئة للظروف قبل اي مواجهة غير آآ محسوبة ومواجهة غير متكافئة الاطراف لذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير وفق وحي الله سبحانه وتعالى. وهذا الوحي يرسم لهذه الامة منهجا الى يوم القيامة. كيف ينظر فيما الات التصرفات والا يستعجلوا والا يقحموا انفسهم في مواجهات قبل ان يستعدوا لها حق الاستعداد. اذا المهم قال النبي صلى الله عليه وسلم عباس ابن عبادة لم نؤمر بعده بذلك ولكن ارجعوا الى رحالكم. قالوا فرجعنا الى مضاجعنا فنمنا عليها حتى اصبحنا فلما اصبحنا غدت علينا جلة قريش فقالوا يا معشر الخزرج كأن هناك خبر تسرب لصناديد قريش لقد حدث هناك لقاء بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين جماعة من اهلها هذا الخبر وصل الى كفار قريش. فكفار قريش في الصباح اتوا الى آآ المكان الذي نزلت فيه قافلة اهل يثرب في ميناء. اتوا عليهم فقالوا يا معشر الخزرج انه قد بلغنا انكم قد جئتم الى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين اظهرنا وتبايعونه وتبايعونه على حربنا وانه والله ما من حي من العرب ابغض الينا ان تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم. يعني انتم ايها الخزرج يا اهل يثرب بيننا وبينكم ود وكان اهل مكة اذا خرجوا في تجارتهم الى الشام يمرون بيثرب. فكان هناك علاقات تجارية وطيدة بين اهل مكة وبين ما اهل يثرب فكفار مكة اتوا على اهل يثرب وقالوا لهم نحن لا نريد ان نخسركم ولا نحب آآ ان تندلع حروب بيننا وبينكم. نريد ان نحافظ على علاقتنا على تجارتنا على تواصلنا فلماذا فعلتم هذا الفعل مع هذا الرجل الذي حاربنا وخرج عن دين ابائه وهاجم اصنامنا فالان آآ انبعث يعني من روى هذه القصة يقول فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شيء ما علمناه وقد صدقوا. يعني نحن قلنا احبتي القافلة التي اتت من يثرب باتجاه مكة لموسم الحج. لم يكن اه مجملها من المسلمين كان فيها مسلمون وكان فيها من الكفار الذين بقوا على شركهم. فهؤلاء المشركون من اهل يثرب حينما سمعوا صناديد قريش يخاطبونهم بذلك ويقولون لهم كيف قابلتم محمد صلى الله عليه وسلم وبايعتموه واردتم ان تخرجوه من بين اظهرنا. فهؤلاء المشركون من اهل يثرب قالوا صناديد قريش والله ما فعلنا ذلك. وهم صادقون. لانهم لم يعلموا ان المسلمين الذين خرجوا معهم قابلوا محمد صلى الله عليه وسلم في منتصف الليل فكما قال ابن هشام اه المشركون من اهل يثرب قالوا لاهل مكة نحن لم نقابل هذا الرجل ولم يعرف بيننا وبينهم اي لقاء فمن اين اتيتم بهذا المقال؟ واما المسلمون فسكتوا، وصنعوا كأنهم لا يعلمون شيئا. كما قال الرواة نظر بعضهم الى بعض، هل وقع شيء؟ لم يقع لا شيء ثم يكمل ابن هشام سرد هذه القصة قالوا ونفر الناس من منى انتهى موسم الحج وعاد اهل يثرب الى مناطقهم والى بلادهم لكن كفار قريش تأكدوا من دقة المعلومة التي بلغتهم. تأكدوا ان هناك لقاء ليلي وقع بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين يا جماعة من اهل يثرب تواعدوا فيه على ان ينصروا النبي عليه الصلاة والسلام وان يهاجر النبي عليه الصلاة والسلام اليهم وان يحموه كما يحمون نسائهم فخرج كفار قريش في طلب القوم اي في طلب اهل يثرب فما استطاعوا ان يدركوا منهم الا رجلين ادركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وهؤلاء ايضا من زعماء آآ الانصار. قالوا فاما المنذر فاعجز القوم. يعني حاول ان يتفلت منهم فاستطاع ان يهرب واما سعد بن عبادة فاخذوه فربطوه يديه الى عنقه بنسع رحله. اي اذنا سعد بن عبادة رضي الله عنه القى القبض كفار قريش وربطوا قدميه. وربطوا قدميه باتجاه عنقه من خلال الحبل الذي كان على دابته واهانوه وادخلوه مكة وهم يضربونه ويؤذونه فاستصرخ سعد بن عبادة بجبير ابن مطعم بن عدي وكان هذا من رجالات قريش آآ كان اذا قدم الى يثرب يحميه سعد بن عبادة ويحمي تجارته ويوفر له سبل الراحة. فحينما ادخل كفار قريش سعد ابن سعد ابن عبادة الى مكة بالضرب والشتم والاهانة ووضعوه وفي المسجد الحرام اه سعد بن عبادة صرخ مناديا لجبير بن مطعم. فوصلت صرخته اليه من خلال رسول قيل لجبير بن مطعم ان سعد بن عبادة يستصرخ بك ويذكرك الولاء الذي بينك وبينه. ففعلا اتى جبير ابن مطعم واخذته الحمية العربية واستنقذ سعد بن عبادة من ايدي صناديد مكة واطلق سراحه فعاد سعد بن عبادة ادراجه الى يثرب. اذا كانت هذه قصة اه بيعة العقبة الثانية. بيعة العقبة الثانية كما قلنا شهدها على طريقة ابن هشام. اه شهدها ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان من الانصار واما على طريقة ابن ابي العز الحنفي فيقول والبيعة الاولى مع اثني عشر من اهل طيبة كما قد ذكر ابن آآ ابي العز الحنفي يقول البيعة الاولى للعقبة شهدها اثنا عشر رجلا من اهل طيبة. قال وبعد ثنتين وخمسين اتى اي حينما اصبح عمر النبي صلى الله عليه وسلم اه اثنين وخمسين عاما اي بعد بيعة العقبة الاولى بعام اتى سبعون في الموسم هذا ثبتا فاذا ابن ابي العز يرى ان عدد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بايعة العقبة الثانية ان عددهم سبعون لكن ابن هشام يرى انهم كانوا اه ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين وهذا خلاف كما قلنا في التعداد لا ينبني عليه حكم شرعي والله تعالى اعلم فلا حرج فيه المهم انتهت بيعة العقبة الثانية وعاد اه المسلمون الى يثرب وبدأت الاستعدادات والتحضيرات لاستقبال المهاجرين من مكة والاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن هشام رحمة الله عليه قبل ان نبدأ بذكر موضوع الهجرة. يقول ابن هشام رحمة الله تعالى عليه اه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعه العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحلل له الدماء. وانما يؤمر بالدعاء الى الله عز وجل والصبر على الاذى والصف عن الجاهل فكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم فهم من بين مفتون في دينه ومن بين لمعذب في ايديهم ومن بين هارب في البلاد فرارا منهم طيب آآ فلما اتت قريش على الله عز وجل وردوا عليه ما ارادهم به من الكرامة من خلال هذا الدين. وكذبوا بنبيه صلى الله عليه وسلم وعذبوا ونفوا من عبده ووحده وصدق نبيه واعتصم بدينه اذن الله عز وجل لنبيه في القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم. فكانت اول اية في الكتاب تبيح للمؤمنين قتال المشركين قوله تعالى في سورة الحج اذن الذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. فجاءت هذه الايات من سورة حج تعلن اباحة القتال للمؤمنين الذين ظلموا واضطهدوا على ايدي المشركين. فكان هذا اول نص الهي يبيح لهم القتال لكن مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم اخر موضوع المواجهة حتى تتم الهجرة الى المدينة النبوية ويتم تأسيس الكيان الاسلامي المنظم ثم بعد ذلك ستبدأ المواجهات مع هؤلاء المشركين اذن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم اذا في الحرب وبايعه هذا الحي من الانصار على الاسلام والنصرة له في بيعة العقبة الثانية فامر النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ اصحابه من المهاجرين من قومه ومن معه بمكة من المسلمين بان يبدأوا الهجرة الى الان جاء امر من النبي صلى الله عليه وسلم اهل مكة ممن اسلم معهم ان يبدأوا الهجرة الى المدينة ففعلا بدأ المسلمون يتسربون رويدا رويدا باتجاه المدينة النبوية ويلحقون باخوانهم من الانصار. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مين في مكة ان الله عز وجل قد جعل لكم اخوانا ودارا تأمنون بها. فخرجوا ارسالا واقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ولم يهاجر بعد ينتظر ان يأتيه الامر الالهي من الله سبحانه وتعالى بالهجرة كان اول من هاجر الى المدينة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين رجل من بني مخزوم يقال له ابو سلمة ابو سلمة هو زوج ام المؤمنين ام سلمة رضي الله تعالى عنها وكانت اولا عند ابي سلمة فلما توفي ابو سلمة تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام. ابو سلمة بن عبدالاسد قصة هجرته الى المدينة النبوية صار محزنة ومؤثرة جدا في الحقيقة وتدل على عمق ايمان هذا الرجل بربه سبحانه وتعالى وكيف كان الصحابة يضحون بكل شيء في الحياة بمعنى كل شيء من اجل ان يبقى لهم هذا الدين. ابو سلمة بن عبد الاسد حينما اذن له النبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عموما في مكة بالهجرة اه اخبر ام سلمة بذلك فاستعدوا للرحيل الى المدينة وفي صباح اليوم الموعود ذهب ابو سلمة بزوجته ام سلمة على ناقة وانطلقا معا باتجاه المدينة وقبل ان يغادر ابو سلمة حدود مكة وهو على تخومها آآ ادركه اهل ام سلمة. اقارب ام سلمة ادركوا ولحقوا ابا سلمة فقالوا له والله لا ندعك تهاجر بابنتنا والله لا ندعك تهاجر بابنتنا. وكان آآ مع ابي سلمة وام سلمة ابنهم. سلمة. كان معهم في الهجرة فبعد عناد ومفاصلة وحوار ونقاش واحتدم الامر بين ابي سلمة وبين اهل ام سلمة قالوا له لا يمكن لن نقبل ان تذهب بام سلمة في تلك اللحظة كان هناك مدافعة اما ان يبقى ابو سلمة في مكة ويمكن ان يفتن في دينه ويتعرض لاقصى العقوبات والعذاب من كفار قريش واما ان يبيع هذه الروح وهذه نفس الله سبحانه وتعالى ويرضى بقضاء الله وقدره ويعض على الصعوبات وينطلق باتجاه المدينة وحده. فابو سلمة اتخذ القرار الصعب فعلا وهو القرار الصائب باذن الله. وتوجه نحو المدينة تاركا زوجته وابنه عند اهل ام سلمة الان عاد اقارب ام سلمة بام سلمة وبابنها الى بيوتهم فمن عرف بالموضوع الذي عرف بالموضوع اقارب ابي سلمة فذهب اقارب ابي سلمة الى اهل ام سلمة فقالوا لهم تركتم الرجل يهاجر وحده وفرقتموه عن زوجته ثم تأخذون ابننا لان ابن ابو سلمة ابن ابي سلمة ينسب اليهم فينسب الى قبيلة ابيه ثم تأخذون بعد ذلك ابننا والله لا تأخذونه فاصبح هناك تجاذب لهذا الطفل الصغير. اهل ابي سلمة يجذبونه اليهم واهل ام سلمة يجلبونه اليهم. قال علماء السير حتى قطعت يده وخلعت في اثناء هذه المنازعة انظروا الى الصعوبة كيف اشتدت اكثر يوما بعد يوم على ابي سلمة وعلى ام سلمة وفي النهاية اهل ابي سلمة هم الذين اخذوا الصبي بعد ان خلعت يده فتفرقت وتشتت هذه العائلة. ابو سلمة في المدينة وام سلمة اه عند اقاربها وعند اهلها واقاربها. وابنها عند اقارب زوجها. تشتت كامل للعائلة فكانت ام سلمة رضي الله تعالى عنها كما تروي كتب السير تخرج في كل يوم الى البطحاء من الصباح حتى المساء الى بطحاء مكة الى صحرائها. تبكي على تلك الواقعة المؤلمة التي حدثت لها ولزوجها. ثم تعود في المساء الى اقاربها ثم في اليوم التاني تخرج تبكي من الصباح الى المساء. جلست على هذه الحال سنة كاملة سنة كاملة احبتي وهي تشعر بالالم والمرارة بسبب هذه الفرقة وهذا التشتت الذي اصاب عائلتها وفي يوم من الايام وهي تبكي في بطحاء مكة جاء رجل من اهل النخوة من كفار قريش فمر بها ورآها تبكي فعاد الى اهلها وقال لهم الا ترحمون هذه المرأة المسكينة؟ اعيدوا لها ابنها ودعوها تلحق بزوجها. ايش تريدون بها انظروا الله سبحانه وتعالى كيف يسخر عباده؟ وهذا مصداق الحديث ان الله آآ ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر فعلا احيانا سبحان الله تجد رجل فاجر مشرك لكن الله سبحانه وتعالى يأتي بالخير على يديه. وهذا من تسخير الله سبحانه وتعالى لعباده فذهب اهل ام سلمة الى اقارب ابي سلمة وقالوا لهم نحن قررنا ان نجعل ام سلمة تلتحق بزوجها في المدينة فنحن نرى ان تعطوها ابنها ليلحق بها ويكتمل شمل هذه العائلة. وندعهم وشأنهم ففعلا حينما رأى اقارب ابي سلمة ان الامور بدأت تحل رضوا رضوا بان يعطوا سلمة لامه. فخرجت ام سلمة بابنها وانطلقت باتجاه مكة. عفوا باتجاه المدينة اذن ام سلمة بابن لها صغير خرجت على ناقة امرأة وحدها تخرج على ناقة وتغادر مكة باتجاه المدينة. لا تعلم ماذا يمكن ان يتعرض لها في الطريق من اخطار من دواب من وحوش من قطاع طرق لكن اه الحرقة لهذا الدين واه الخوف على ان تفتن في دينها جعلها ترتكب كل هذه الامور وتخوض كل هذه الصعاب وام سلمة في الطريق الله سبحانه وتعالى بتدبيره لعباده وانظروا كيف ان الله عز وجل والله لا ينسى عباده في احلك اللحظات وفي اصحابها يسخر الله سبحانه وتعالى لك من يخفف من يساعد من يسندك حتى ولو كان مخالفا لك في المنهج او في الدين فمن الذي لقي ام سلمة في الطريق؟ لقيها رجل يقال له عثمان ابن ابي طلحة وكان هذا الرجل ايضا من كبارات اهل مكة وكان بيده مفتاح الكعبة اه فلقيها وكان يعرف ابا سلمة وام سلمة فقال لها اين تريدين يا ام سلمة؟ فاخبرته اننا نريد المدينة فهذا الرجل بنخوة العرب التي نفقدها اليوم للاسف عند كثير من المسلمين قال امرأة مثلك يا ام سلمة تذهب من مكة الى المدينة وحدها وتخوض هذه الصحاري والله لا يكون ذلك فاصر ان يوصلها الى المدينة ثم هو يعود الى مكة. طبعا يوصلها للمدينة احبتي هذا ليس يعني مشوار نصف ساعة كما يقولون. هذه رحلة ايام هذه رحلة ايام لكن النخوة العربية والشرف العربي كان يأبى على رجل شهم مثل عثمان بن ابي طلحة ان يترك امرأة كهذه تسير وحدها في الصحاري فاوصلها الى المدينة. وعند مسجد منطقة قباء تركها وقال لها هذه المدينة فادخلي وعاد ادراجه الى مكة. عثمان بن ابي بطلحة الله سبحانه وتعالى حفظ له هذا المعروف فهداه الى الاسلام وان كان اسلم متأخرا قبيل فتح مكة لكن في النهاية الله عز وجل هداه للاسلام فانظروا احبتي كيف صنائع المعروف فعلا تقي مصارع السوء. صنائع المعروف تقي مصارع السوء فهدى الله عز وجل. هذا الرجل الى الاسلام بسبب صنائع المعروف التي كان يمتلكها ويؤديها لغيره من الناس هذا نموذج فقط من نماذج الهجرة الى المدينة نماذج مؤلمة. حتى تعرفوا احبتي كما قلنا دائما ان هذا الدين انما اتى على اشلاء والدماء والتضحية والنصب والتعب بذلت مهج وارواح واعمار تشتت اناس وفقدت ارواح وتيتم اطفال. كل هذا من اجل لا اله الا الله. من اجل محمد رسول الله. من اجل ان ينتشر هذا الدين في الارض بذلت كل هذه الارواح والمهج. واصيبت العائلات بالنكبات وتشتت. وكانت الهموم والاحزان والاحداث المؤلمة. كل هذا من لا اله الا الله لان الصحابة وضعوا بين اعينهم قوله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. يقاتل في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. واعد عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. الصحابة وثقوا بوعد الله سبحانه وتعالى فبذلوا كل شيء من اجل مرضاته. واستعدوا للتضحية بكل شيء بالاموال بالمهج بالانفس بالاهالي بالاقارب. من اجل فقط ان تبقى لا اله الا الله تصدع ومن اجل ان يقوم صرح لهذا الدين. اليوم تأتي على انسان تساومه على الصلاة تساومه على ترك الربا تساومه على ترك النظر الى الحرام. تساومه اه على بر الوالدين على صلة الارحام. فقط هذا ما نريده منك تصعب هذه الامور ويقول يا شيخ لا تشدد علينا وهذا الدين فيه سعة ويبدأ يتعذر. احبتي انظروا الفرق بيننا وبين الصحابة الكرام كيف ان هؤلاء القوم ضحوا بكل شيء في حياتهم نعم الصحابة ضحوا بكل شيء في حياتهم وبذلوا كل شيء من اجل هذا الدين. ونحن ماذا قدمنا لهذا الدين هل بذلنا اموالنا واوقاتنا واعمارنا لطلب العلم ولتعليم هذه الشريعة الغراء ولنفقه الناس في دين الله ولنوعي المجتمع نصنع حضارة جديدة لهذه الامة؟ ام اننا رضينا بالدون ورضينا بالكسل والنوم في بيوتنا؟ نعم علينا ان نعرف كيف كانوا وكيف نحن الان آآ خرج كثير ايضا من اهل مكة باتجاه المدينة وهناك مثلا آآ عامر ابن ربيعة ومعه امرأته ليلى ابي حثمة ايضا عبدالله بن جحش خرج باهله وابنائه اقاربه باتجاه المدينة ايضا عمر ابن الخطاب وقصة الهجرة المشهورة لدي من ابي ربيعة الى غيره من آآ المهاجرين الابرار انتقلوا باتجاه المدينة الى الديار التي اعدها الله سبحانه وتعالى وكتب لها ان تكون هي مهد الدولة الاسلامية. ومنها ستنطلق الجحافل والجيوش لنصرة هذا الدين. النبي صلى الله عليه وسلم لم يهاجر بعد لم يهاجر بعد. ينتظر الاذن الالهي من الله سبحانه وتعالى. وكان يأتيه ابو بكر الصديق فيستأذنه في الهجرة. ابو بكر الصديق كان يأتي جعل النبي صلى الله عليه وسلم فيستأذنه بالهجرة اه الى المدينة. فالنبي صلى الله عليه وسلم يأمره بان يتريث لعل الله ان يجعل لك رفيقا. كان يأمره ان يتريث ويقول له لعل الله ان اجعل لك صاحبا ورفيقا فكان ابو بكر يطمع ان يكون هذا الصاحب والرفيق هو النبي صلى الله عليه وسلم. الان كفار قريش احبتي اه بدأ الخوف في قلوبهم يزداد اكثر واكثر حينما رأوا ان المسلمين في مكة بدأوا يخرجون باتجاه يثرب لاقامة الدولة الجديدة خشي كفار قريش من ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ايضا الى المدينة كانت هذه النقطة بالنسبة لهم نقطة مقلقة جدا. انهم يدركون ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا هاجر الى المدينة فهذا يعني ان هناك مواجهة عسكرية ستبدأ بينه وبين اهل مكة فارادوا ان يمنعوا النبي صلى الله عليه وسلم باي طريقة من الهجرة كما قص ربنا سبحانه وتعالى علينا في كتابه واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك كفار قريش توعدوا ان يجتمعوا في دار الندوة وهي دار كانت للقصي ابن كلاب. قريش لا تقطع شيئا في امرها حتى تجتمع فيها. توعدوا ان يجتمعوا في يوم معين في دار الندوة ليتناقشوا امر محمد صلى الله عليه وسلم وكيف يحلون هذه الاشكالية ابن عباس رضي الله تعالى عنه يروي لنا تفاصيل هذا اللقاء. يقول لما اجمعوا لذلك اي للاجتماع في دار الندوة من اجل النقاش في امر النبي صلى الله عليه وسلم وابتعدوا ان يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها. في امر رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوا في اليوم الذي له اليوم الموعود المتفق على اللقاء فيه خرج صناديد مكة ليجتمعوا في دار الندوة. وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة فاعترضهم ابليس في هيئة شيخ جليل من الذي حضر هذا اللقاء واراد ان يدخل فيه؟ ابليس عليه من الله ما يستحق ابليس اتى على صورة رجل قالوا رجل يماني وعليه لباس جليلة تظن اهل مكة ان هذا الرجل من التجار الذين قدموا الى مكة للتجارة فوجدوه واقفا على باب دار الندوة فلما رأوه واقفا على الباب قالوا من الشيخ؟ من اين انت فقال انا شيخ من اهل نجد والبعض يقول كما قلنا انه شيخ من اهل اليمن. المهم قال شيخ من اهل نجد سمع بالذي ابتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى الا يعدمكم منه رأيا ونصحا اي لعلكم تستفيدون مني. انا شيخ سمعت ان لكم لقاء في هذا اليوم لتتناقشوا في امر هذا الرجل الذي افسد عليكم دينكم. فاحببت ان احضر معكم هذا اللقاء لي افيدكم بشيء من النصائح قالوا اجل فادخل قالوا ما يعني عندما رأوه رجل بهيئة فخمة والظاهر انه رجل صاحب ثروة ومال ما عرفوا انه ابليس. قالوا له ادخل لعلنا نستفيد منك فدخل معهم وقد اجتمع في هذه الدار اشراف قريش. فقال بعضهم لبعض ان هذا الرجل قد كان من امره ما قد رأيتم. فانا والله ما انه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا. يعني نخشى ان يثب علينا مع هؤلاء الذين اسلموا معه من اهل يثرب فاجمعوا فيه راية دعونا نتفق على حل نحل الان فيه فتشاوروا فيما بينهم فقال قائل منهم احبسوه في الحديد واغلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما اصاب اشبهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت. حتى يصيبه ما اصابهم. يعني احبسوه حتى الموت. هذا باختصار فالشيخ النجدي او اليمني الذي هو ابليس ماذا قال قال لا والله ما هذا برأيي يعني هذا ليس حل. والله لان حبستموه كما تقولون ليخرجن امره من وراء الباب. الذي اغلقتموه دونه الى اصحابه فلا اوشكوا وان يثبوا عليكم فينزعوه من ايديكم. يعني انصار الان الذين في يثرب اذا سمعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتقل وهو مأسور سيثبون عليكم سيستخرجونه من بين ايديكم فليس هذا حل فتشاوروا بينهم. جاء رجل اقترح اقتراح اخر. فقالوا نخرجه من بين ظهورنا فننفيه في من بلادنا. اختار رجل نفي. قالوا ننفيه من البلاد فاذا خرج عنا فوالله ما نواري اين ما نبالي اين ذهب ولا حيث وقع. اذا غاب عنا وفرغنا منه فابليس الشيخ النجدي اليماني قال لا والله ايضا ليس هذا برأي ناجع الم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به. والله لو فعلتم ذلك ما امنتم ان حل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه. ثم يسير بهم اليكم حتى يطأكم به هم في بلادكم ليأخذ امركم من ايديكم ثم يفعل بكل بكم ما اراد هو. يعني ابليس قال لهم هذا ليس حلا لانكم اذا نفيتموه يذهب الى القبائل الاخرى وبمنطقه العذب يستطيع ان يتلاعب بعقولهم كما يقول ابليس. ويتبعونه ثم بعد ذلك يأتي بهم اليكم ليستأصل اه ليستأصل من بلادكم ويفعل بكم ما يريد فقال ابو جهل بن هشام انا انا الذي اجد حلاء قال والله ان لي رأيا ما اراكم وقعتم عليه بعد. قالوا وما هو يا ابا الحكم فقال ما رأيكم ان نأخذ من كل قبيلة شابا جلدا قويا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمد الى محمد فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه ثم يتفرق دمه بين القبائل جميعا. فلا يقوى اقارب محمد صلى الله عليه وسلم من بني عبد مناف على حربنا جميعا. وتنتهي قصة هذا الرجل ابليس فرح بهذا الرأي. لاحظوا يعني رأي اه ابي جهل كان رأي جيد جدا بالنسبة لابليس رأيي لم يقترحه ابليس نفسه رأي ابي جهل رأي لم يقترحه ابليس بنفسه. فلما سمع ابليس هذا الاقتراح من ابي جهل سر به وقال القول ما قاد هذا الرجل. هذا الرأي ولا رأي غيره ولا رأي غيره. فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له الان اذا انتهى الحوار بين اهل مكة واتفقوا على رأي ابي جهل انهم يأتون من كل شاب او من كل قبيلة من قبائل قريش بشاب جلد قوي يعطونه سيفا ويجتمعون عند باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم ضربوه بالسيف ضربة رجل واحد. وحينئذ لن يستطيع آآ بنو عبد مناف ان يواجهوا جميع القبائل وبالتالي ينتهي امرهم اتى جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم اياكم ان تظنوا ان الله سبحانه وتعالى سيخذل نبيه في هذه اللحظات مباشرة اتى جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا محمد لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه الليلة لا تبيت في بيتك لان هناك مؤامرة يحييكها الكفار لك فلما كانت عتمة من الليل يعني في اطراف الليل وحينما خيم الظلام على مكة اجتمعوا على بابه. اجتمعت كفار قريش بفتيانها على باب النبي صلى الله عليه وسلم. يرصدونه متى ينام. فيثبون عليها فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مكانهم قال لعلي بن ابي طالب نم على فراش الليلة وتسجى ببرده اي يتغطى بثيابي فانه لن يخلص اليك شيء تكرهه منهم طبعا قصة نوم علي بن ابي طالب مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فراشه هذه قصة اختلف فيها علماء السير. البعض يثبتها والبعض يضاعفها البعض يثبتها ويقول فعلا صح ان آآ علي بن ابي طالب نام على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة. والبعض يأبى ذلك ويقول بل هذا لم يصح وانما هذه من الاحاديث آآ المدخولة في السيرة. فالله تعالى اعلم بالحال الله تعالى اعلم بالحل هل فعلا ثبت نوم علي بن ابي طالب ولم يثبت لكن المهم ان جبريل اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم وامره الا يبيت في فراشه الليلة محمد ابن كعب القرظي احد رواة السير يقول لما اجتمعوا له اي لما اجتمع كفار قريش وفتيان قريش على باب النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم ابو جهل ابن هشام فقال وهم على بابه ابو جهل الان يخاطب هؤلاء الفتيان الذين استعدوا لقتل النبي عليه الصلاة والسلام. قال لهم ان محمدا يزعم انكم ان تابعتموه كنتم ملوك العرب ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الاردن هذا يدل على ان الاردن في زمنهم كانت جنان قال وان لم تفعلوا كان كان له فيكم ذبح ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها. المهم يعني بدأ ابو جهل يستهزأ التعاليم الشرعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها اهل مكة. ويقول لهم هذا الرجل يعدكم انكم ستملكون الارض ان اتبعتم وان هناك جنة تنتظركم وان لم وان لم تتبعوه فانه سيذبحكم وانه ستكون هناك معارك بينكم ثم تموتون ثم يأتي يوم القيامة تدخلون جهنم. المهم بدأ يستهزئ بتعاليم هذا الدين وبما يدعو اليه النبي صلى الله عليه وسلم الناس في تلك اللحظات خرج النبي صلى الله عليه وسلم امام القوم واخذ حفنة من تراب في يده ثم قال انا اقول ذلك انت احدهم ماذا يعني ذلك؟ النبي صلى الله عليه وسلم كما يروي ابن هشام سمع ما قاله ابو جهل من استهزائه بتعاليم هذا الدين. فحينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم خرج امامهم لكنهم لم يروه اعمى الله سبحانه وتعالى ابصارهم عنه. وهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام انه خرج امامهم. وقال قوله لم يسمعها حتى ابو جهل قال اه قال النبي صلى الله عليه وسلم انا اقول ذلك انت احدهم. يعني هذا الكلام الذي تستهزئ به انا اقوله وانت احد هؤلاء الذين سيذبحون يا ابا جهل وستقتل وستبعث وستلقى في نار جهنم. لكن الذي يظهر ان هذا لم يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم لابي جهل. وانما قاله في نفسه واخذ الله تعالى على ابصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هؤلاء الايات من سورة ياسين ياسين والقرآن حكيم انك لمن المرسلين. الى قوله تعالى فاغشيناهم فهم لا يبصرون. عن النبي صلى الله عليه وسلم اخذ حفنة من تراب ووضع على رأس كلفة من فتيان قريش الذين اتوا ليقتلوا حفنة ثم خرج حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الايات. ولم يبق منهم رجل الا وقد وضع على رأسه ترابا. ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم فبينما هم ما زالوا ينتظرون خروج النبي صلى الله عليه وسلم وما علموا ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ووضع على رؤوسهم التراب يظنون هو النائم في داخل البيت فبينما هم ينتظرونه اذ اتاهم ات فقال لهم من تنتظرون هنا فقالوا ننتظر محمدا ليخرج الينا. قال خيبكم الله. والله قد خرج محمد امام اعينكم. ثم ما ترك منكم رجلا الا وقد وضع على رأس ترابا وانطلق لحاجته. افما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه. فاذا عليه التراب فعلا ثم جعلوا يتطلعون في الحجرة فيلحظون رجلا نائما ولم يعرفوا انه علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. فظنوا انه النبي صلى الله عليه وسلم فبقي القوم يقولون لا لا كلامك ليس بصحيح هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ها هو نائم على فراشه بعد فلم يبرحوا كذلك حتى اصبحوا اي انقضت الليلة وجاء الصباح ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يخرج فهنا لما قامت جاء الصباح علي رضي الله تعالى عنه ان ثبتت هذه القصة اقول ان ثبتت قام من الفراش. فاندهش كفار قريش من هذا الموقف وعرفوا انهم خدعوا وان محمدا صلى الله عليه وسلم قد فر من ايديهم. اين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة؟ عندما خرج اينما اين ذهب النبي عليه الصلاة والسلام فكيف ستستمر تفاصيل تلك الرحلة المباركة؟ رحلة الهجرة الى المدينة النبوية. هذا ما نتكلم عنه ان شاء الله في مجلس اخر من مجالس شرح الارجوزة بيئية وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ