بسم الله الرحمن الرحيم. حمدا لله وكفى وصلاة وسلاما من على عباده الذين اصطفى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يجزي اهل الوفاء بالتمام الوفاء واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى. ومن تبعهم باحسان وسار على نهي الى يوم اللقاء وسلم تسليما كثيرا اما بعد. فهذه الليلة الشريفة التي تحل علينا في كل مرة في كل اسبوع مرة ليلة زهراء مباركة. فيها من الخيرات والحسنات التي تجتمع لامة الاسلام ما ليس في غيرها من ليالي ايام الاسبوع. وحسبكم من بركاتها ما شرع لنا من كثرة الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه واله وسلم. فقد ندبنا الى ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. ان صلاتنا على المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. لون من الوفاء العزيز الذي تبذله امة الاسلام لنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم. واكثرنا صلاة على النبي عليه الصلاة سلام اعظمنا وفاء يا امة الاسلام. ان كانت صلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم وفاء وحبا. فاجعلوا من كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم عنوان حب عنوان وفاء عنوان صدق في الاتباع والانتماء لهذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه تأتي ليلة الجمعة كل اسبوع فينطلق المحبون لا اقول بافواههم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. بل هي قبل ذلك بنبض قلوبهم وخفق افئدتهم. التي عمرت بحب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. فاذا اقبلت ليلة الجمعة شعروا بحب عظيم يغمر القلوب. وبانس يحيط بالافئدة لما لا وهي تعيش متعة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. اننا في ليلة الجمعة وفي يوم الجمعة يوما عظيما من ايام الله يوم الجمعة سيد سيد الايام. ونبينا عليه الصلاة والسلام سيد الانام. فمن ها هنا ما كانت الصلاة والسلام عليه في هذه الليلة وهذا اليوم ليست كغيرها في سائر الايام. هذا المجلس الكريم ايها الكرام باب نغترث فيه الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن نذكر سيرته ونستعرض شمائله ونتصفى صفحات عطرة من سيرته المشرقة واخباره النضرة. ما زال حديثنا في هذا الكتاب العظيم الشفاء حقوق المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. للامام القاضي عياض ان يحصبي رحمة الله عليه ما زلنا نتابع فيه وابواب الكتاب ونحن نقلب الصفحات وقوفا على هذه المعاني العظيمة التي اودعها في هذا السفر المبارك. الباب الثاني من الكتاب والذي جعله المصنف في ابراز ما خص الله به المصطفى صلى الله عليه وسلم من خصال الجلال والكمال والجمال حتى يكون ذلك خيطا من خيوط الحب نتمسك به. وحتى يكون بابا من ابواب الارتباط والولاء والانتماء ننتمي فيه الى نبي الاسلام حبا ووفاء وصدقا واتباعا. هذا الباب مضى منه فصلان عرض فيهما رحمه الله الى ما اختص الله به نبيه. صلوات الله وسلامه عليه من خصال الجلال والكمال. وفي ليلة الجمعة الماضية ذكر في ثاني فصول هذا الباب الوان الجمال المحمدي وصفاتها على الاجمال. وكيف ان الله حبا نبيه عليه الصلاة والسلام بجمال الخلقة كما كمله بعظمة الاخلاق. وان هذا الباب من الجمال في خلقته عليه الصلاة والسلام لون من مال الذي حباه الله به وهيأ له به في القلوب تعظيما وفي الاعين تعلقا وحبا وفي سائر الحياة قربا منه صلوات الله وسلامه عليه. ثالث وصول هذا الباب هي ايضا متصلة بما قبلها وهو الحديث عن شيء مما تميز به عليه الصلاة والسلام مما خصه الله به مما جعله شأنا مستقلا يتميز به عن سائر البشر هو شيء من الجمال المعنوي والحسي في نظافة جسده الشريف عليه الصلاة والسلام في طيب رائحة بدنه وعرقه عليه الصلاة والسلام في شريف دمه عليه الصلاة والسلام هي باب وفصل يجمع فيه بعض الاثار والاحاديث الواردة في هذا الباب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعاش آله واصحابه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين هذا هو المجلس الخامس والعشرون من مجالس تدارس كتاب الشفاء القاضي للقاضي ابو الفضل عياض ابن الموسى اليأسي رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى في الباب الثاني فصل في نظافة صلى الله عليه وسلم وفي بريحه وعرقه ودمه. واما نظافة جسمه في مريحه وعرقيه ونزاده ونزاهته عن الاقوال وعرات الجسد فكان قد خصه الله بذلك خالص لم توجد في غيره ثم تممها بنظافة الشرع وخصال الفطرة العشر. وقال صلى الله عليه وسلم بني الدين على النظافة. نعم. اما هذا الحديث فلا يصح سندا. بني الدين على النظافة لكن معناه ثابت من وجوه عدة فيما شرع لنا في الاسلام معشر المسلمين. نظافة الاجساد طهارة الابدان التي ارتبطت في حياتنا التي ارتبطت في حياتنا بعباداتنا. النظافة في ديننا معشر ليست مجرد كمال ولا شيئا من لون الحياة الذي نسمو به في تعاملاتنا وانماط حياتنا بدر نطب صميم العبادات فارتبطت الطهارة بالصلاة وبقراءة القرآن وبالطواف وبالحج والاعتمار وهذه الطهارة جاءت بوجوه متعددة بين وضوء واغتسال وتطيب وازالة شعر زائد اين سواك والوان من التطيب في بدن ابن ادم شرع لنا في الاسلام. فالمسلم بحكم اسلامه يتربى على نظافة البدن وطهارة الجسم. وعلى اعلى درجات ما يمكن من التطيب والتنظف. وذلك اذا ارتبط بعباداته اصبح نمطا في حياته فانت اذا صليت واذا اعتمرت واذا حججت عند احرامك وانت كذلك عندما تصلي وعندما تقرأ القرآن وعندما تصيبك الجنابة وبين الجمعة الى الجمعة كل ذلك شرع لك فيه الوان من انواع التطيب والتنظف فانظر ثم تأتي تلك العبادات التي ترتبط بهذا الباب لتجعلها ليست مجرد عادة يومية تمارسها غير المسلمين يتربى على النظافة مثلا بغسل يديه عند الطعام. وباستحمامه كل يوم صباحا او مساء. اولئك يتربون وينشأون ويعيشون على عادات يعيشونها. نحن في الاسلام نرتبط بهذه المظاهر من النظافة ارتباطا نباتنا وشتان فيصبح تنظف المسلم وطهارة المسلم وعنايته بهذا الباب من الحياة ليس مجرد عادة وسلوك يومي يمارسه او اسبوعي ونحو ذلك. لكنه ارتبط بالعبادة. هذا احد جانبين ارتباط النظافة بالعبادة في الاسلام وهو ان بعض العبادات شرع في صفتها او شروطها او مستحباتها ما يقوم به المسلم من جوانب بالتنظف والتطيب والتزين. واما الجانب الاخر من ارتباط النظافة بعباداتنا فتلك الاوامر الصريحة التي تأتي في كتاب الله او في سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. تلك التي تحث وتندب وتأمر بالعناية ببدن الانسان يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. هذا امر الهي ان تجد اية في كتاب الله يتنزل به الوحي من السماء ليأمر الله عز وجل عباده اهل الايمان ان يكونوا كذلك ان يعتنوا اذا اتوا بيوت الله عز وجل يقول عليه الصلاة والسلام من اكل ثوما او بصلا فلا يقربن مسجدنا وليقعد في بيته فان الملائكة تأذى مما يتأذى منه بنو ادم ارأيتم كيف ارتبط هذا بالعبادات؟ ثم هناك اوامر اخرى تحث على ان يكون احدنا ثانيا بطهارة بدنه خصال الفطرة التي سماها النبي عليه الصلاة والسلام في عدد من الاحاديث والروايات الصحيحة الثابتة وخصام الفطرة المراد بها تلك الصفات التي ارتبطت في الاسلام في عمق الدين. حتى جعلها في مراتب الفترة بمعنى انك الست بحاجة ان تجد اية تأمرك او حديثا يحثك طالما ظلت فطرتك سوية فينبغي ان تكون حريصا على المحافظة على هذه الخصال. وسمى النبي عليه الصلاة والسلام الوانا من العادات في النظافة والتطيب ما لا لك ببال ان هذا من صميم الدين فتشريعاته. لما يأتي في خصال الفطرة قص الشارب تقليم الاظافر نتف الابط حلق العانة غسل البراجل. استنقاص الماء وهو الاستنجاء. كل هذا يا كرام؟ فيأتي بامر صريح في الاسلام. فنحن في الاسلام نعيش نظافة نعيش طهارة نعيش تطيبا وسموا في الظاهر والباطن ننطلق فيه من عمق الشريعة في اوامرها. تارة بعبادة ارتدت بالنظافة وتارة بامر يحثك بوصفك عبدا مسلما لامر الله ولامر رسوله عليه الصلاة والسلام ان يعيش على هذا النحو من عنايته ببدنه بطيب ريحه بجمال مظهره بحسن في هيئته هكذا هو ديننا. فلما نعيش هذا المعنى في الدين فاننا نرى ذلك كمالا في الاسلام يرفع اتباعه المسلمين ليعيش المسلمون في ادنى حالاتهم وفي اقل درجاتهم قلة ذات يد مثلا او فقرا او حاجة الا انهم لا ينزلون عن حد ادنى. حسبكم حسبكم وضوء وطهارة يتكرر باحدنا خمس مرات. في يوم وليلة وحسبكم بغسل ينتاب احدنا كل اسبوع مرة او اكثر. هذا المعنى هو نوع من التطيب والتنظف واصابة البدن ماء لازالة ما يعلق عليه من رواسب من بقايا ريح او شيء من القذر والاذى والنتن هذا لون عظيم يا اخوة. ان كان هذا تشريعا في الاسلام الذي هو النظافة والطيب والطهارة فما ظنكم بنبي الاسلام عليه الصلاة والسلام في شأن للمختص به في هذا الباب انه حتما من غير نظر في ادلة ينبغي ان تقول طالما كان هذا توجيها وتشريعا في ديننا فان المنطق يقتضي ان يكون نبينا صلوات الله وسلامه عليه اعلى الامة في هذا الباب درجة في طيب جسمه في مهارة بدنه في نظافة هيئته صلوات الله وسلامه عليه. هكذا لو لم تقف على روايات بل نقلت الروايات ذلك صراحة في جملة مما ثبت به هذا المعنى العظيم. يقول المصنف رحمه الله واما نظافة جسمه عليه الصلاة والسلام. وطيب ريحه وعرقه عليه الصلاة والسلام. ونزاهته عن الاقذار وعورات الجسد عليه الصلاة والسلام. فكان قد خصه الله في ذلك بخصائص لم توجد في غيره. ثم تممها بنظافة الشرع وخصال الفطرة العشر. وهي التي جاءت في حديث مسلم من رواية ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب واعفاء اللحية سواك واستنشاق رمائي وقص الاظافر وغسل البراجم ونتف الابط وغسل البراجم والعقد التي تكون بين مفاصل الاصابع في الكف ونحوها. ونتف الابط وحلق العانة وانتقاص الماء وانتقاص الماء يعني الاستنجاع بعد قضاء الحاجة. قال الراوي ونسيت العاشرة الا ان تكون المضمضة. هذه الخصال هي من الفطرة. واذا كانت من الفطرة فهي اعلى درجة من ان تتوقف على امر في الشريعة بواحد منها. بل هي اكد من ذلك لانها ترتبط باستواء الفطرة بمعنى انه لا يخل بها الا من اختلت عنده خصال الفطرة الا من كان منتكسا مترديا معوجا في فطرته اجارنا الله واياكم. فاما من استقامت فطرته واما من استوت فطرته على السواء وكان في ذلك انسانا سويا فان حسبه ان يكون معتنيا بهذه الخصال. فاما اذا كان محبا لله ولرسول الله عليه الصلاة والسلام فسيكون في ذلك الباب اشد محافظة واما الحديث فقد تقدم انه لا يصح بهذا اللفظ وفي مجموع نصوص الشريعة ما يغني عن الاستدلال بلفظه نعم. قال القاضي رحمه الله تعالى حدثنا سفيان ابن العاصي وغير واحد انه قالوا حدثنا قال حدثنا ابو اسعاف ابو العباس الرازي قال حدثنا ابو احمد الجنودي قال حدثنا ابتسم ولحدثنا موسى فقال حدثنا مسلم قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جعفر ابن سليمان عن ثابت عن انس رضي الله عنه طبعا البخار ما شملت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا اطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلوات الله وسلامه عليه. الحديث في الصحيحين من رواية انس رضي الله عنه واذا سمعت حديثا في هذه الدقائق يصيدوا بها انس فاعلم انه ذلك الفتى الذي عاش قربا شديدا من رسول الله عليه الصلاة والسلام. فقد كان خادما قال لها وعاش معه في بيته وفي حجرته ومرافقا له في طريقه يحمل معه علي انس رضي الله عنه يحمل معه الماء والحاجة التي يريدها النبي عليه الصلاة والسلام حتى عند قضاء الحاجة. يقول انس كان النبي عليه الصلاة والسلام يخرج لقضاء حاجته فاحمل انا وغلام النحو معي اداوة من ماء وعنز فيستنجي بالماء. حتى ماء قضاء الحاجة كان يرافقه به. اذا كان شديد القرب رضي الله عنه فيجرني انس رضي الله عنه هذا المعنى فيروي شيئا استقر عنده وثبت من طول الملازمة ومن القرب ومن عظيم الصحبة بينه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام. صحبة الخادم لسيده. صحبة المحب لنبيه عليه الصلاة والسلام يقول انس رضي الله عنه واريدك ها هنا ان تفتح اذنيك وان تستوعب بفؤادك. ماذا كان يقصد انس؟ وما الذي يصف رضي الله عنه يقول ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا اطيب من ريح رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه مبالغات محب كانس رضي الله عنه ام هو شعور اولئك الذين يعشقون فيحبون في محبوبهم فيبدو احدهم محبا لكل شيء يراه ممن يحب. بلى هما الامران معا من احب انسانا وتعلق قلبه به رأى القبيح منه حسنا. ورأى السيئة منه كمالا. هكذا هو المحب. وعين عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا. هذا ان كان مستقرا بين كل البشر الا ان الثابت في شأن الكرام رضي الله عنهم انه ما وقعت اعينهم ولا اذانهم ولا جوارحهم على شيء من سوء قط ينسب الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. ولو وجد ذلك لنقل ولو في اضعف الروايات سندا. لكنك تعجب ان فاكهين على كثرة ما كذبوا وافتروا واختلقوا من الروايات الا ان احدهم ما تجرأ ان ينصب كذبة فيها فحش او سوء خلق او شيء من الفواحش والاذى ونقص القدر ينسب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. والله لن تشك الا ان ذلك كلون من العصمة من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. واذا رجعت الى حالهم وواقعهم لوجدت مثل هذا. فانس رضي الله عنه ليس مجرد محب ملأ قلبه حب رسول الله عليه الصلاة والسلام فأصبح يستطيب كل شيء يقف عليه من شأن النبي عليه الصلاة والسلام لكنه مع ذلك يحكي شيئا غير العادة غير مألوف في حياة البشر يقول ما شممت عنبرا ولا مسكا العنبر ريح يتطيب به الناس والمسك كذلك. فهو لرائحته الفواحة وشذاه وطيبه يستطيب به الناس فيبحثون عن ريح يجدها الجلساء ومنهم انسا وراحة وانشراح صدر. يقول انس رضي الله عنه ما شممت وعنبرا قط ولا مسكا ثم ما اراد ان يعمم الوان الطيبة العنبر والمسك والعود والورد اراحك فقال ولا شيئا اطيب من ريح رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. فماذا كان ريحه عليه الصلاة والسلام؟ هل المقصود رائحة جسده؟ ام طيبه يتطيب به اعلموا رعاكم الله ان نبينا عليه الصلاة والسلام كان يحب الطيب ويعتني بالطيب على الطيب لكنه كان طيب البدن والرائحة والعرق عليه الصلاة والسلام فكان طيبا فوق طيب. جسده الشريف طيب وريحه عليه الصلاة والسلام طيبة. ومع ذلك يزيدها طيبا بالتطيب الذي يتعاطاه. انها دعوة الى بني الاسلام عموما هذا نبي الامة صلوات الله وسلامه عليه. جمله ربه كمله حسنه اعلى رتبته وطيب ريحه عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يبحث عن الطيب ويقول حبب الي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة اين في الصلاة؟ فالطيب سنة حميدة. ومأثرة من مآثر المصطفى عليه الصلاة والسلام عاش عليها. فوجد الصحابة هذا المعنى لربما يقول احدنا هذا انس رضي الله عنه وهو كالولد مع ابيهم في مقامه مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو كالخادم مع اسيدي ربما غلب عليه الحب والتعظيم والاجلال فرأى كل ذلك طيبا وحسنا فهل كانت مبالغة ينقلها انس هل كانت عاطفة ان قاد لها انس فبالغ في العبارة واعظم الوصف؟ لا. ان كان انس رضي الله عنه يحكي هذا فان الروايات الاخر ايضا تذكر هذا. نعم. وعن جابر بن السامرة رضي الله عنه انه صلى الله الله عليه وسلم مسح خده قال فوجدت ليده بردا وريحا كأنما اخرجها امن جولة عطاف؟ قال غيركم الزهاب طيب او لم يمسها. يصافح المصافح فيظل يجد ريحها ويضع يده على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان بريحها. هذا رضي الله عنه احد صغار الصحابة ايضا والحديث عند مسلم قال خرج النبي عليه الصلاة والسلام فوجد صبية فمر بهم الصلاة والسلام فوضع يده على رأسهم على رأس احدهم مخدهم يلاطفهم عليه الصلاة والسلام يؤانسهم هكذا شأنه مع الامة صغارا وكبارا. قال جابر وهو يحكي هذا المشهد وقد كان بين هؤلاء الصبية. النبي عليه الصلاة والسلام يمر فيمر بيده الشريفة على رؤوسهم وعلى خدودهم يلاطفهم ويؤانسهم. فانتظر جابر بن سمر وتدوره فلما اتاه والدور قال فمسح خده قال فوجدت ليده بردا وريحا كانما اخرجها من جونة عطار او من جنة عطار تعرفون العطار الذي صنعته الطيب والعطور. وغالبا بل كل وقت هو مختلط بين الاطياب الطيبة والروائح الزاكية. فانت اذا اتيت اليه في معمله او دكانه او حجرته التي يصنع فيها الطيب فترى له تلك القنينات والاواني التي يخلط فيها الاطياب ويجمعها فيها. هذا ورد وهذا زعفران هذا ورس وهذا مسك وهذا عنبر وهل عود ونحوه؟ فهو يجمعها في تلك الاواني ما كانت هناك الا اواني الجلد التي يجمعون الى تلك الصوائل وتسمى الانية التي يحفظ فيها العطار عطره وطيبه جؤنا. فقال كأن النبي عليه الصلاة فلم اخرج يده من جؤنة عطار. ومن ادخل يده في جئنة عطار فاخرجها. فما رائحة كفه؟ الطيب الفواح والعطر العقق الذي يملأ المكان. هذا جابر يعني ان تركنا رواية انس بحكم الاختصاص والقرب والخدمة وشدة رضي الله عنه هذا جابر رضي الله عنه يحكي موقفا عابرا في طريق وهو بين الصبيان يقول فلما وضع النبي عليه الصلاة والسلام يده الشريفة على خده قال فوجدت ليده بردا برودة الكف. قال وريحا كانما اخرجها من جؤنة عطار هنا جابر ما وصف لك الرائحة وجعلك تتخيل ما الذي يمكن ان يكون فيه رائحة جنة العطار التي هي اطايب الارياح وازكاها واجملها واحبها الى النفوس. هذا مشهد عابر نقله جابر. فاذا اليه رواية انس وغيره وقفت على شيء عجيب. لماذا يروي انس هذا المعنى؟ لما يقول ما شممت عن برا ولا مسكا ولا شيئا اطيب من ريح رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذه الاية ينقلها انس رضي الله عنه. انت كما ترى ليس فيها امر ولا نهي لا حلال ولا حرام ما نقل شيئا يتعلق بالصلاة ولا بالطهارة لما حرص انس على نقل هذا المعنى في طيب رائحة رسول الله عليه الصلاة والسلام الى التابعين وينقلها التابعون الى من بعدهم. وتنقلها الامة جيلا بعد جيل. لنأتي نحن اليوم بعد اكثر من اربعمئة وثلاثين سنة ونتناقل هذه الروايات نقرأها نتعلمها نعلمها للاجيال اللاحقة فقط لتعلم ان هذا جزء من الدين الذي يجب تعلمه. وان عناية الصحابة بنقلي هذا وحفظه وروايته هو تمام من كحرصهم على نقل صفة الوضوء وصفة الصلاة والدعاء والحج والصوم وسائر انواع العبادات. من نقل هم من نقلوا الحلال والحرام هم من رووا شرائع الاسلام واركان الدين العظام من حفظ هذا ورواه دينا ينبغي نقله هم اعظم جيل امانة ووفاء وعناية بالدين. ان كان هذا صنيع الصحب الكرام رضي الله عنهم فمن جاء بعدهم من ائمة الاسلام من التابعين فمن بعدهم جيلا بعد جيل ايضا ادركوا ان هذا دين ينبغي تعلمه ينبغي العناية به فما نحن وفيه يا كرام ليس طرفا علميا. ما نحن فيه ليس مجلسا عاطفيا نتقلب فيه الصفحات في حب رسول الله عليه الصلاة والسلام في حب اجوف خال هذا صميم الدين. ورواية هذا ونقله وحفظه وتعلمه وتعليمه ونشره في الامة هو من الدين الذي رواه الصحب الكرام رضي الله عنهم ونقله من بعده من ائمة الاسلام جيلا بعد جيل. يقول جابر هذا المعنى يقوله انس ويقول غيرهم. قال المصنف رحمه الله قال غيره مسها بطيب او لم يمسها. يعني كان طيب رائحة كفه عليه الصلاة والسلام وان وضع الطيب في كفه او لم يضع فكان طيب بدنه ناشئا منه عليه الصلاة والسلام يصافح المصافحة في ظل يومه يعني المصافح يجب ريحها ويضع يده عليه الصلاة والسلام على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان بريحها يعني باثر ريح كفه التي امر بها على رأس ذلك الصبي صلوات الله وسلامه عليه. قال رحمه الله تعالى ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار انس رضي الله عنه على تضعيف عرقه فجاءت امه وخطورة تجمع فيها عرقه عرقه. فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالت نجعله في طيبنا وهو من اطيب الطيب. وذكر البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه الكبير عن جابر رضي الله عنه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه واحد الا عرف انه سلكه من طيبه. صلى الله عليه وسلم. وذكر اسحاق ابن رحمه الله ان كانت رائحته بلا طيب صلى الله عليه وسلم وبارك عليه. وروى المزني رحمه الله تعالى عنه جابر رضي الله عنه انه قال اردفني النبي صلى الله عليه وسلم خلفه. فالتقمت خاتم النبوة لفمي فكان يشد علي مسكا. صلوات الله وسلامه عليه. هذه جملة من الاثار التي تحكي طيب عرقه عليه الصلاة والسلام. وهي اخص مما تقدم في حديثي انس وجابر رضي الله عنهما حكى انس حكى انس وحكى جابر رضي الله عنهما طيب رائحته عليه الصلاة والسلام رائحة البدن رائحة الكف ما وفيه الآن في الرواية لون اخص هو طيب رائحة العرق. منه عليه الصلاة والسلام. وها هنا شيئان مهمان. الاول ان العرق فضلة مستقذرة عند بني ادم. كريهة الرائحة فيها نتن. وهي فضلة يفرزها الجسد. لان فيها من الزوائد والاذى ما ما يبذله الجسم خارجا ما يلفظه الجسم ما يخرجه فلذلك هو فضلة من الفضلات البول واكرمكم الله فضله والغائط اجلكم الله فضلا. كل تلك يفرزها الجسم يبعدها لانها اذى. فالعرق كذلك هذا اذا كان في شأن البشر ففي شأنه عليه الصلاة والسلام كان امرا مختلفا. هو ما دلت عليه الروايات. هذا الامر الاول اما الثاني فثبت ها هنا بالروايات طيب رائحة عرقه عليه الصلاة والسلام. فهذا شيء عظيم هو فوق كون من خصائصه صلوات الله وسلامه عليه الا انه لون من النعيم الذي ثبت في حق اهل الجنة اسكننا الله واياكم في الاعلى اهل الجنة يجدون في نعيمهم طيب رائحة العرق فكأنما يرشح احدهم مسكا كما ثبتت في الحديث فخروج رائحة العرق في اهل الجنة كالمسك طيبا وريحا مأنوسة كان نوع من النعيم الذي يثبت اهل الجنان فرقى الله بنبيه عليه الصلاة والسلام في هذا المعنى الى درجة اهل الجنة في النعيم الذي يعيشون. فثبتت ها هنا الروايات بطيب رائحة عرقه صلوات الله وسلامه عليه. يقول نام رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار انس على نطعم والنطع هو البساط من الجلد. اذا اتخذ على هيئة المكان الذي يجلس عليه كالسجادة والفراش والبساط يسمى اذا صنع من جلد قال فعرق فجاءت امه ام انس وهي ام سليم بقارورة فجاءت امه بقارورة تجمع فيها عرقه. فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالت نجعله في بطيبنا وهو من اطيب الطيب. الحديث يا كرام ثبت في الصحيحين عند البخاري ومسلم بروايات متفاوتة. الحديث في الرواية احمد بسند صحيح جاء فيها يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت ام سليم قم سليم هذه هي ام انس. لاحظ معي بيت انس بيت مبارك. لا انس ولا امه ام سليم ولا زوج امه ابو طلحة ثلاثة هؤلاء كانوا من المقربين جدا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فبيت انس بيت مبارك كان امه ام سليم تلك التي فارقت زوجها بسبب الاسلام وليد انس. فارقته بسبب الاسلام. واصرت على اسلامه فابى فخرج من المدينة فابتعد فهلك هناك. ثم تقدم اليها ابو طلحة يخطبها وكانت معروفة رضي الله عنها بعلو والشأن بين نساء المدينة فلما خطبها ما رضيت منه بالموافقة على ان تقبله زوجا الا ان يسلم. فكان اسلام ابي طلحة فكانت عظيمة الشأن رضي الله عنها ام سليم التي اثبت النبي عليه الصلاة والسلام مقعدها في الجنة وقصرها هناك وبشرها به وابو طلحة الذي ثبت له في المواقف العظيمة شأنه في القرب والدفاع والذات عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في المواقف في الغزوات والجهاد. واما انس فالخادم المحب والصبي المرافق والغلام المبارك الذي اتت به امه صبيا وجعلته بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام خادما. هل هناك عقل اشد من هذه المرأة التي رضيت لولدها ان يكون رفيق رسول عليه الصلاة والسلام وجعلته كذلك عنده. لهذا القرب ولهذا الاختصاص ولهذه العلاقة الحميمية بين بيت النبوة وبين بيت اهل انس كانت هذه العلاقة التي تسمع الان. يقول في رواية الامام احمد والسند صحيح. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت ام سليم فينام على فراشها وليست فيه. يعني كان يجد من رفع التكلف والحرج انه دارها وليست في الدار فيدخل فينام على الفراش. كانه بيت من بيته كانها حجرة من حجراته. لشدة القرب والعلاقة والاختصار بينه عليه الصلاة والسلام وبين هذا البيت المبارك. قال فينام على فراشها وليست فيه فجاء ذات يوم فنام على فراشها فقيل لها هذا النبي صلى الله عليه وسلم نائم في بيتك على فراشك. قال فجاءت وقد عرق عليه الصلاة والسلام يعني من الحر وهو نائم واستنقع عرقه على قطعة اديم على الفراش. يعني تأثروا الجلد التي الذي نام عليه صلى الله عليه وسلم واستنقع العرق فتجمع فيه. قالت ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك كالعرق فتعصره في قواريرها. تفعل هذا والنبي عليه الصلاة والسلام نائم. ففزع النبي عليه الصلاة والسلام يعني استيقظ من نومه وقال ما تصنعين يا ام سليم؟ قالت يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال اصبت والحديث الصحيح عند احمد هذه رواية احمد. اما رواية البخاري وليست بعيدة فهي ان ام سليم رضي الله عنه كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم من يطعى يعني فراشا من جلد او بساطا تفرش له مطعما فيقيل على ذلك النطع. يقيل يعني ينام القيلولة عندها. فاذا نام اخذت من عرقه وشعره في قارورة ثم جمعته في سك والسك الاناء الذي يشد عليه ويغلق. عادة كانوا يجمعون الطيب لان الطيب نفاذ الرائحة فاذا ترك مفتوحا ربما تطاير وما بقي منه شيء. فالسكة من الجلد هي التي كانت تجمع فيها العطور الاطياب كانت تجمع العرق والشعر الذي ينزل عنه عليه الصلاة والسلام فتجعله في سكة يعني في قطعة من جلد فتشد عليه وتغلقها هذا الحديث عند البخاري ويقول في تتمته فلما حضر انس بن مالك الوفاة اوصى ان تجعل في حانوته من ذلك السكي قال فجعل في حنوطه رضي الله عنه اوصى انه اذا مات وغسل ان طيب جسده اذا ووري القبر من ذلك العرق النبوي الذي جمعته امه في تلك السكة من عرق وشعر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. حدثني عن اي عرق تتكلم في رسول الله عليه الصلاة والسلام عن اي طيب تصفه مما خرج من جسده عليه الصلاة والسلام هذا الذي لا نعرفه بين البشر الا في نعيم اهل الجنان. اوجده الله واورثه نبيه عليه الصلاة والسلام اتعجب بعد ذلك من ان يأسر قلوب صحابته حبا وتعظيما واجلالا لكن قلنا مرارا كانوا شهيد ورأوا وابصروا وسمعوا ما كتب لنا ذلك. لكن الذي كتب لنا هذا الوصف الدقيق فلكأنك الان تسمع وكأنك ترى بل والله كانك تشم. فاملأ قلبك ما ملأ قلوبهم من الحب والتعظيم والاجلال لرسول الله عليه الصلاة سلام. فاذا تحقق ذلك في هذا المقصود ان نكون كما لو عشنا كما لو رأينا كما لو سمعنا اليست رواية في البخاري وهو صحيح اليست رواية عند احمد والسند صحيح؟ وكذلك الشأن فيما ثبت عندنا من سننه من شمائله من خصائصه ان نعيش ما عاشوا رضي الله الله عنهم وان نستمتع كما استمتعوا. لكن الفرق انهم استمتعوا بذلك حسا. ونحن نستمتع به رواية ثبتت عندنا نقبله بيقين والموعد في معاينة ذلك في الجنة ان جمعنا الله بحبيبه عليه الصلاة والسلام. ان تستمتع الاهله والابصار الاسماع برؤية هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وبالاستمتاع بهذا الوصف الذي ما زلنا ولا نظل الا مقلبين فيه الصفحات رواية نقرأها ووصفا نسمعه حتى يكون ذلك اليوم العظيم. قال وذكر البخاري في تاريخه الكبير عن جابر ذكر البخاري قال رحمه الله تعالى وذكر البخاري رحمه الله تعالى في سبيله الكبير عن جابر رضي الله عنه انه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه احد الا غلب انه سلكه من وذكر اسحاق ابن رضي الله عنه ان تلك كافرة رائحته بلا طين صلى الله عليه وسلم وروى المزني رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه انه قال اردفني النبي صلى الله عليه وسلم خلفه فانتقمت خاتم النبوة بفمه فكان يشج علي مسكا. هذه روايات ليست فيها من الصحة في السند ما ثبت في الروايات السابقة. الا ان الشواهد فيها واحدة. قال ذكر البخاري في تاريخه الكبير. والتاريخ الكبير كتاب البخاري رحمه الله فيه التاريخ وفيه احوال الرواة. واذا ذكر شيء من الروايات منسوبا الى الامام البخاري فان الصحيح الذي تلقته الامة بالقبور هو ما اخرجه الامام البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح لا في غيره لا في الادب المفرد ولا في التاريخ ولا في غير من مصنفاته رحمه الله لانه انما اشترط صحة السند وثبوت الرواية فيما اخرجه في كتابه الجامع الصحيح لا في سائر فاذا قال ذكر البخاري في الادب المفرد او في التاريخ الكبير فلا تتعامل معها برواية صحيحة ثابتة كانما هي في صحيحه الجامع قال وذكر عن جابر رضي الله عنه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه احد الا عرف ان سلكه من طيبه عليه الصلاة والسلام. يشير الى ان اثر الطيب يبقى عالقا في المكان في الممر في الطريق. فهذا من من ريحه عليه الصلاة والسلام. وذكر اسحاق بن راهوية ان تلك كانت رائحته بلا طيب عليه الصلاة والسلام. نعم وكذلك دلت الروايات السابقة. وروى عن جابر قال اردفني النبي صلى الله عليه وسلم خلفه. يعني في دابته التي يركب سواء كانت حمارا او بعيرا وقد عليه الصلاة والسلام اكثر من واحد من الصحابة في اكثر من قصة خلفه اردف اسامة وابن عباس وجابر وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين. قال فالتقمت خاتما النبوة بفمي. وخاتم النبوة هو ذلك الجزء الناشز من اللحم في كتفه خلف ظهره عليه الصلاة والسلام وهي من علامات النبوة. فلما كان رديفه يعني راكبا خلفه فكان وجهه ملتصقا بظهر رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان ملتصقا فكان مما يليه هذا الخاتم من النبوة وهي قطعة بارزة من اللحم في مثل بيضة الحمام او الحجل. فكانت موازية لفم جابر. قال فالتقمتها بفمي. فكان يشج علي مسكا اي يرشح من الريح الطيب كالمسك. الرواية ايضا لا تصح سندا وفيما سبق من الروايات الصحيحة ما يغني عنه. نعم. قال الله تعالى وقد حكى بعض المعتدين باخباره وشمائله صلى الله عليه وسلم. انه كان اذا اراد ان يتغوط انشقت الارض فاندلعت غانقه وبوله. وفاحت لذلك رائحة طيبة صلى الله عليه وسلم واسند محمد ابن سعد رحمه الله كاتب في هذا خبرا عن عائشة رضي الله وعنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم انك تأتي الخلاء فلا يرى منك شيء من الاذى فقال صلى الله عليه وسلم يا عائشة اما علمت ان الارض تبتلع ما يخرج من الانبياء فلا ومنه شيء. هذا ايضا مما لا يصح فيه السند رواية في ان بوله او غائطه عليه الصلاة والسلام. مما يخرج من فضلات الجسد انها كانت مما لا يبقى لها اثر. فقد اخرج اكثر من واحد عن عائشة رضي الله عنها مثل هذا الحديث. وهو ايضا مذكور عن ذكوان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ظل في شمس ولا قمر ولا اثر قضاء حاجة. لكنه لا يصح ويروى في بعض الكتب في الموضوعات يعني في الاحاديث المكذوبة التي لا يثبت لها سند صحيح او في روايتها نعاف شديد ضعفه او متهمة رواية بالكذب وعدم النقل في دقة وثبات. قال حكى بعض المعتنيين باخباره وشمائله وسمعوا يصنفون رحمه الله ايضا يشيروا الى عدم وجود اصل لمثل هذه الروايات. فلم ينسبها الى كتاب ولا بسند كما يفعل عادة في اخباره واثاره. قال حكى بعض المعتنين باخباره وشمائله صلى الله عليه وسلم. ولو وجد لذلك سندا لساقه رحمه والله انه كان اذا اراد ان يتغوط انشقت الارض فابتلعت غائطه وبوله وفاحت لذلك رائحة طيبة منه صلى الله عليه وسلم واسند محمد بن سعد كاتب الواقدي في هذا خبرا عن عائشة رضي الله عنها انها قالت للنبي عليه الصلاة والسلام انك تأتي الخلاء فلا يرى منك شيء من الاذى. فقال يا عائشة اوما علمت ان الارض تبتلع ما يخرج من الانبياء فلا يرى منه شيء ونكرر مرارا ان ما ثبت في شأن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. من الاحاديث الصحيحة المروية لدى اهل العلم باسانيد تثبت بتمحيص وحكم بالثبوت في شرف وكرامة ومناقب ما يغني عن التمسك بروايات ضعيفة او مكذوبة فانما ثبت في الصحيح اجل واعظم بكثير. نعم. قال رحمه الله الله تعالى وهذا الخبر وان لم يكن مشهورا فقد قال قوم من اهل العلم بطهارة الحدثين منه صلى الله الله عليه وسلم وهو قول بعض اصحاب الشافعي رحمه الله تعالى حكاه الامام ابو نصر بن الصباغ رحمه الله الله في شامله وقد حكى القولين عن العلماء في ذلك ابو بكر ابن السابق للمالكي في كتابه البديع في فروع المالكية وتخريج ما لم يقع لهم منها على مذهبهم من تفاريع الشافعية. وشاهدوا هذا انه صلى الله عليه وسلم لم يكن منه شيء يقرأ ولا غير طيبة. طيب هذا المعنى آآ متكرر ايضا يقول هذا الخبر وان لم يكن مشهورا وقد قال قوم من اهل العلم بطهارة الحدثين منه صلى الله عليه وسلم. وهو قول بعض اصحاب الشافعي ثم نسبه الى بعض علماء والصحيح ان خروج البول والغائط منه صلى الله عليه وسلم موجب للطهارة ولذلك كان فاذا كان تغوط او تبول عليه الصلاة والسلام كان يستنجي او يستجمر وكان بعد ذلك يتطهر فلو كان ذلك طاهرا لا يستلزم حدثا ما كان يرفعه بطهارة الماء صلوات الله وسلامه عليه ولا حاجة ايضا الى المبالغة في اثبات خصائص واوصاف ما ثبتت ولو كانت من خصائصه لذكرها عليه الصلاة والسلام في فخصه الله تعالى به خصوصا وان الحدثين من الاحكام التي يكثر حاجة الناس اليها ولو تميز به عليه الصلاة والسلام في هذا الباب بحكم عن سائر الامة لذكر ذلك لانه ادعى الى بيان ما يميزه ويرتفع به عن باقي الخلق اما وقد دلت الروايات على عنايته بالطهارة بعد الحدث فدل على انه في هذا الباب هو والامة سواء وانما خصه الله بامور اخرى هي اعظم واكبر من هذا بكثير. قال رحمه الله تعالى وشاهد هذا انه صلى الله عليه وسلم لم يكن منه شيء يكره ولا غير الطيب. ومنه حديث علي رضي الله عنه قال غسلت النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت انظر ما يكون من الميت فلم اجد شيئا. فقد فقلت طبت حيا وميتا قال وما استطعت وما استطعت. قال وسطعت؟ قال وسطعت منه ريح طيبة لم نجد مثلها قط ومنه قول قال ومثله قال له بكر رضي الله عنه حين قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. نعم اما حديث علي قال غسلت النبي صلى الله عليه وسلم يقصد في غسل الوفاة فذهبت انظر ما يكون من الميت فلم اجد شيئا فيما يخرج من الميت عادة عند غسله من فضلات واقذار قال فلم اجد شيئا. فقلت طبت حيا وميتا. قال وسطعت منه طيبة لم نجد مثلها قط. الحديث وان صححه الحاكم في مستدركه لكن في سنده انقطاعا. فلا يثبت. قال ومثله قال ابو بكر رضي الله عنه حين قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. نعم اقبل ابو بكر رضي الله عنه بعدما بلغه الوفاة فدخل على النبي عليه الصلاة والسلام فاكب عليه يقبله قبلة الوداع وهو يقول طبت حيا وميتا يا رسول الله اما طيبه صلوات الله وسلامه عليه في حياته وبعد مماته فمما ثبت ولا نحتاج فيه الى رواية في سندها كلام قل لاهل العلم في عدم اتصالها وانقطاعها. نعم. قال رحمه الله تعالى ومنه شرب ما لك بن سنان رضي الله وعنه دمه يوم احد ومصه اياه وتسويقه صلى الله عليه وسلم ذلك له وقوله لن تصيب نعم ابو سعيد الخضري رضي الله عنه والحديث في قصة غزوة احد وقد اخرجها سعيد ابن منصور في سننه والبزار وغيره وفي سنده يضعف. والرواية فيها قال ابو سعيد لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وقد جرح كما تعلمون اذ سقط في الحفرة التي حفرها الخبيث لابن ابي قميعة فسقط عليه الصلاة والسلام لجنبه فشج وجهه الشريف وسال الدم وانكسرت ثنيتاه ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته عليه الصلاة والسلام فتأذى فسال منه الدم. تقول الرواية في حديث ابي سعيد قال لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد مص جرحه يعني اتى ابو سعيد فمص الجرح قال حتى انقاه ولاح ابيض. يعني حتى انقطع الدم تماما فقيل له مجزه يعني اخرج الدم الذي مصصته بفمك فاخرجه انفظه. قيل له مجه؟ قال لا والله لا امجه ابدا. قال ثم ادبر فقاتل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من اراد ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا الشهيد الحديث كما قلت في سنن سعيد بن منصور وفيه ضعف. قال رحمه الله تعالى مثله شبه عهد الله بن الزبير رضي الله عنه دم حجامته فقال له عليه السلام ويل لك من الناس وويل لهم ولم ينكره عليه. هذا حديث اخر عن عبد الله بن الزبير وهو صحابي اخر وردت بعض الروايات في انه شيئا من دم النبي عليه الصلاة والسلام والقصة في حجامته وقد اخرجه البزار ايضا. والرواية قال عبدالله بن الزبير احتجم النبي صلى الله عليه وسلم فاعطاني الدم فقال اذهب فغيبه. غيبه يعني اخفه ابعده فقال اذهب فغيبه. قال فذهبت فشربته. ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما به فقلت غيبته. نعم اخفيته. فقال له عليه الصلاة والسلام لعلك شربته؟ فقال شربته فقال ولم شربت الدم؟ ويل للناس منك وويل لك من الناس. ماذا يقصد؟ قيل هذه رواية محمولة على نبوءة فيما يصيب عبد الله بن الزبير في مستقبل ايامه من فتنة تصيبه وهكذا كان. فالفتنة التي حصلت ايام امرة عبدالله بن الزبير على الحج على الحجاز وقدوم الحجاج لمقاتلته ثم قتله وصلبه وصار من هو اذى شنيع حفظته روايات التاريخ قيل هذا اشارة الى ما يصيب عبدالله بن الزبير من الفتنة بعد هذا الموقف. فالحديث ظعف في احد رواة لين الرواية وحسنه بعظ المتأخرين. فالشاهد فيه شرب عبد الله بن الزبير لدم الحجامة وعدم لانكاره عليه الصلاة والسلام وغاية ما كان فيه السؤال فقال لما صنعت؟ قال بعض اهل العلم ايضا قوله ويل للناس منك وويل لك من الناس اشارة الى ما يصيبه من الفتنة. قال بعضهم وانما اكتسب عبدالله بن الزبير قوة القلب والشجاعة والبدن من شر هذه من دم رسول الله عليه الصلاة والسلام على كل الثابت في تاريخ ابن الزبير الشجاعة وقوة البأس وشدة القتال الشعب قال رحمه الله تعالى وقد روي نحو من هذا عن مسلط عنه امرأة شربت بوله صلى الله عليه وسلم فقال لها لن تشتكي وجع بطنك ابدا. ولم يأمر واحدا منهم بغسل فم ولا نهاب عنه نعود وحديث هذه المرأة التي شربت بوله صحيح الزمت دار قطن مسلما والبخاري اخراجه في الصحيح مسلما والبخاري مسلما والبخاري اخراجه في الصحيح واسم هذه المرأة بركة واختلف في نسبها قيل هي ام ايمن وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم قالت وكان لرسول الله صلى الله عليه فسلم قدم من عيدان يوضع تحت سريره يوم الفيه من الليل. فبال فيه ليلة ثم افتقده لم يجد فيه شيئا فسأل البركة عنه فقالت قمت وانا عطشان فشربته وانا لا اعلم. روى حديث ابن جبير ابن جريج رحمه الله وغيره. هل ثبت ان احد الصحابة شرب بول النبي عليه الصلاة والسلام في هذا خلاف والمروي فيه قصتان كلتاهما عن امرأة يقال لها ام ايمن فاختلف في الروايتين هل هي واحدة تعددت قصتها ام هما امرأتان والذي صححه المحققون من اهل العلم انهما امرأتان كل منهما تكنى ام ايمن. او كل منهما تسمى بركة. واحداهما ام ايمن والاخرى ام يوسف احدى الروايتين ساقه هاون الامام القاضي عياض في البداية لما شربت بوله فقال لها لن تشتكي وجع بطنك ابدا. والثانية ها هنا لما كانت تخدم النبي عليه الصلاة والسلام وكان له قدح من عيدان يعني من سعف النخل. يوضع تحت سريره يبول فيه من الليل ما انا في البيوت حمامات اكرمكم الله. وكان الذي يريد قضاء حاجته يخرج فيتنحى عن الحي والبيوت والمساكن فيقصد خاليا يقضي فيه حاجته ومثل ذلك يصعب في الليل ثم للظلام او لشدة الحاجة فاذا قام محتقنا يصعب الانتقال يتخذون مثل هذه الاواني يقضي فيها احدهم حاجته فاذا اصبح افرغها في الخارج نهارا. قالت وكان له هذا القدح وتحت سريره فبال فيه ليلة ثم افتقده فلم يجد فيه شيئا فسأل بركة عنه والرواية ايضا انها تقول فقمت من الليل عطشانة فشربت ما فيها وانا لا اشعر. يعني لا تدري ان بها بولا. قالت فلما اصبح قال يا ام ايمن قومي فاهريقي ما في تلك الفخارة التي تبول فيها عليه الصلاة والسلام قلت قد والله شربت ما فيها فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال اما والله انه لا يجعك بطنك ابدا. وفي الرواية الاخرى التي تسمى بركة انها كانت تخدمه. فلما شربت البول الذي في القدح وقالت شربته يا رسول الله فقال لقد احتضرت من النار بحضار يريد ان ما نالته من شرب فانه يكون سببا لها في وقايتها من بهذا الشراب الذي شربته. كلا الروايتين فيها ضعف انقطاع سند. ومن يتهم في روايتها او مجهول لا يعرف وبالتالي لا يسعنا ان نصحح حديثا فيه هذا المعنى وقد ذهب بعض المتأخرين الى ان الرواية الاخرى التي فيها حديث بركة التي شربت البول الذي كان في القدح وتكنى ام يوسف فانها لما شربت قال لها وقد سألها واخبرته انها شربت قال لها صحة يا ام يوسف وكانت تكنى بذلك فما مرضت حتى ماتت الا مرضها الذي ماتت فيه. على كل فمثل ذلك ومثل شرب الدم تلحظ انه وقع اتفاقا. يعني ما قصد الصحابة هذا