الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ارسله بالعلم النافع والعمل الصالح ليظهره على الدين كله واعطاه من الايات ما يؤمن على مثله البشر شهادة له بصدقه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الوهيته وملكه وحكمه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي بلغ ما انزل اليه من ربه على اكمل وجه واتمه صلى الله عليه وعلى اله وعلى اله واصحابه ومن تبعه في هديه وسلم كثيرا اما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى واحذروا اسباب سخطه وعقابه. وتوبوا الى ربكم بالرجوع عن معصيته الى طاعته ومن اسباب سخطه الى بلوغ مرضاته. احذروا ما حذركم منه نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فانه الناصح الامين المبلغ المبين فلقد حذركم النبي صلى الله عليه وسلم من امور فيها هلاككم فيها هلاككم ان بعتموها حذركم منها لتحذروها وبينها لكم لتعلموها. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم التحذير من امور اصبحتم اليوم واقعين فيها او في اكثرها فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتخذ الفيء دولا والامانة مغنما والزكاة مغرما وتعلم الدين واطاع الرجل امرأته وعصى امه وادنى صديقه واقصى اباه وظهرت في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم ارذلهم واكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن اخر هذه الامة اولها فارتقبوا عند ذلك ريح حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وايات تتابوا كنظام قطع سلكه فتتابع. اخرجه الترمذي وهذا الحديث وان كان ضعيف السند لكن له شاهد من الاحاديث وشاهد من الواقع فان الخصال المذكورة في هذا الحديث صار كثير منها في زمننا حقائق مشهودة ملموسة فاستمعوا الخصلة الاولى اتخاذ الفيء دولا. والفيئ ما افاءه الله على المؤمنين ان فاذا صرف عن اهلهم مستحقين له الى اخرين لا يستحقونه من اهل الشرف والجاه والغنى قوة فقد اتخذ دول قال الله عز وجل ما افاء الله على رسوله من اهل القرآن فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دونة بين الاغنياء الخصلة الثانية اتخاذ الامانة مغنما. اي ان الانسان اذا اؤتمن اتخذ هذه الامانة مغنما فخدع من ائتمنه وهذا احد معاني هذه يؤتمن الانسان فيتخذ من هذه الامانة مغنما. مثال ذلك ان يودعه شخص وديعة ثم يتخذ هذا المودع من هذه الوديعة مغنما. فيجحدها وينكرها وكذلك في البيع والشراء والاجارة والرهن وغيرها. كل شيء يؤتمن عليه الانسان اذا اتخذه مغنما فخدع وغدر فان هذا داخل في هذه الجملة اما الخصلة الثالثة فهي اتخاذ الزكاة مغرما. فيؤديها فيؤديها صاحب المال وصاحب السمر وصاحب الزرع وكانها غرامة وضريبة خسرها لا يؤديها بنفس واحتساب اجر وتعبد لله عز وجل وقياء وقيام بفريضة من فرائض الاسلام ومن اجل هذا ومن اجل هذا تجد الرجل يبخل بزكاته ويؤدي ما يؤدي منها بتثابر قل ونقص ويضعها في غير اهلها وانني بهذه المناسبة اذكر اخواننا الذين من الله عليهم بالثمار فباعوها واكتسبوا من ورائها دراهم كثيرة انني اقول لهم ان الواجب عليكم ان تحاسبوا انفسكم لانفسكم كيف تكسبون من وراء هذه السمار الجيدة؟ دراهم كثيرة ثم تخرجون عن زكاتها من من نقل لا تساوي ربع القيمة ان هذا لبخس وظلم. ليس على غيركم من اهل الزكاة فحسب ولكن على انفسكم ايضا ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. والله الغني وانتم الفقراء افلا تعلمون يا اصحاب الثمار والزروع؟ ان نبيكم محمدا صلى الله عليه وسلم اوجب عليكم العشر في العشر فيما يسقى بلا مؤونة. ونصف العشر فيما يسقى بمؤونة اي اوجب عليكم عشرة في المئة اذا كان يسقى بلا مؤونة او خمسة في المئة ان كان يسقى بمؤونة وهؤلاء القوم الذين باعوا ثمارهم الطيبة بالاثمان الكثيرة واخرجوا عنها عن الرديء التمر بالنسبة لها هؤلاء لا يصدق عليهم انهم اخرجوا العشر ولا نصف العشر فعليهم ان يحاسبوا انفسهم قبل ان يتمنوا ولاة حين ممات ان الخصلة الرابعة فهي ان تتعلم العلوم الشرعية لغير الدين. فلا يتعلمها الانسان تقرب الى الله ولا حفظا لشريعة الله ولا رفعا للجهل عن نفسه وعن عباد الله وانما تعلمها لنيل المال والشهادة والجاه والرئاسة وانني بهذه المناسبة اود ان اجيب على سؤال يكثر تداوله بين الطلبة بين الطلبة الذين يدرسون في الجامعات حيث يظنون ان كل من دخل الجامعات وتعلم فيها فانه تعلم لغير الدين ولكني اقول لهم اقول لهم اطمئنوا فان الانسان اذا تعلم في الجامعات ونيته ان ينال هذه الشهادة التي يحصل بها على قيادة الامة في التعليم والادارة وغيرها ليصلح بذلك عباد الله. فان هذه نية صحيحة شرعية لا يحصل بها لا يحصل بها عليه عقاب ولا عذاب. قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى اما الخصلة الخامسة والسادسة فان يطيع الرجل امرأته ويعق امه اذا امرته زوجته بشيء ان لبى جميع مطالبها سريعا. واذا امرته امه به اعرض وتثاقل او اتى به ناقصة اما الخصلة السابعة والثامنة فان يدني الرجل صديقه ويقصي اباه تجده ملازما لصديقه يظهره على اسراره ويستشيره في اموره. اما مع ابيه فمتباعد عنه كاتم عنه اسراره لا يأنس بالجلوس عنده ولا ينبسط بالتحدث معه ان الخصلة التاسعة فهي ظهور الاصوات في المساجد حتى تصبح المساجد لا قيمة لها ولا احترام يزعق الناس فيها ويصرخون كما يزعقون ويصرخون في بيوتهم واسواقهم غير مبالين ببيوت الله التي بنيت لعبادته وذكره اما الخصلة العاشرة فان يسود القبيلة فاسقهم اي ان يكون الفاسق العاصي لله ورسوله سيد قبيلته اما لظهور الفسق فيهم وكون الفسق ذا قيمة في نفوسهم فيكون السيد وفيهم من بلغ غاية الفسق كما يوجد من بعض الطوائف التي تميل الى فسوق معين اذا ابرز احدهم في هذا الفسوق صار سيدهم الذي يرجعون اليه واما لكون الدين لا اثر له في السيادة والقيادة والاثر كله للمال والجاه فصاحب المال جاه هو السيد وان كان فاسقا. نعوذ بالله من هاتين الحالين. ونسأل الله ان يجعل السيد في هذا الامة اعدلهم واتقاهم لله انه جواد كريم. ايها المسلمون ان هذا الحديث حديث عظيم واننا وقد اخذنا منه عشر خصال سوف نقتصر عليها ونسأل الله تعالى ان لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعة الله ويذل فيه اهل معصية الله ويؤمن فيه بالمعروف وينهى عن المنكر اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تصلح شعوبنا وولاة امورنا. اللهم اصلح شعوبنا وولاة امورنا. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق والاعمال. لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئ الاخلاق والاعمال لا يصرف عنا سيئها الا انت يا ذا الجلال والاكرام. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم امين الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى هدى ودين الحق فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة المسلمون انكم تحضرون في المساجد كل اسبوع لتتلقوا دروسا من الخطباء في هذه المساجد تأتون الى المساجد تقصدون وجه الله واقامة شعيرة من شعائره وتنهلون من العلوم التي تلقى من على منابر هذه المساجد وانني اقول لكم ان هذه العلوم التي تحملونها اما ان تكون حجة لكم واما ان تكون حجة عليكم فاذا كانت متلقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانها ان عملتم بها كانت حجة لكم وان اعرضتم عنها كانت حجة عليكم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم القرآن حجة لك او عليك ولم يذكر صلى الله عليه وسلم قسما ثالثا فالناس الناس نحو ما يستمعون من ذكر الله من كلام الله او كلام رسوله اما ان يكون ما يستمعونه حجة اذا عملوا به وقبلوه واما ان يكون حجة عليهم. واسأل الله ان يجعلني واياكم ممن يستمعون القول فيكون حجة لهم ويتبعون احسنه ايها الناس لقد كثر عند الناس اليوم كثرت النذور تجد الانسان اذا ايس من شيء ما نذر لله ان حصله ان يفعل كذا وكذا من الطاعات. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل. فالبخيل هو الذي لا يتصدق الا اذا نذر فيجعل النذر وسيلة الى صدقته ولكن هذا النذر كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لا يأتي بخير. ما كتب للانسان فسيحصل له سواء نذر ام لم ينذر ولكنه اذا نذر الزم نفسه بما لم يلزمه الله به وحينئذ يندم ويقرأ باب كل عالم لعله يتخلص مما نذر مثال ذلك بعض الناس يقول ان شفى الله مريضي فلله علي نذر ان اصوم كل يوم اثنين وخميس كل يوم اثنين وخميس فاذا شفي مريظه رأى انه قد الزم نفسه ما يشق عليه فذهب الى العلماء يسأل لعله يجد مخلصا من هذا النذر ولكنه لن يجد مخلصا لان صوم يوم الاثنين والخميس من بطاعة الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه. وعلى هذا فيجب على هذا الذي نذر هذا النذر ان يصوم كل يوم اثنين وخميس الى ان يلقى ربه عز وجل ومثل ان ينذر بعض الناس ان شفى الله مريضه ان يصوم شهرين فاذا شفي المريض جعل يتتبع العلماء لعله يجد رخصة في ترك صوم الشهرين ولكنه لن يجد رخصة فعليه ان يصوم الشهرين ولا يحل له ان يتوانى في ذلك اذا فالنذر فيه الزام للانسان بما لم يلزمه الله به. ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وانت اذا اردت شيئا فاسأل الله تعالى ان ييسره اذا كان عندك مريض فاسأل الله تعالى ان يشفيه دون ان تنظر اذا فقدت شيئا من مالك فاسأل الله ان يرده عليك دون ان تنظر اذا اردت ان تحصل على على شيء ما فاسأل الله ان ييسره لك دون ان تنذر فان في هذا لجوء الى الله عز وجل ودعاء له ودعاء الله تعالى من العبادة وفيه سلامة من النذر الذي تلزم به نفسك لك وانت في عافية منه ايها الاخوة انني ارجو ان تفهموا شيئين حول هذا الموضوع. الشيء الاول ان النذر مكروه فيكره للانسان ان ينذر بل ان بعض العلماء قال يحرم على الانسان ان ينذر لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وحذر منه في قوله انه لا يأتي بخير اما الشيء الثاني فهو ان من نذر طاعة وجب عليه ان يأتي بها سواء كان نذرها معلقا على شيء حصل او كان نذرا مطلقا لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع الله فليطيعه واعلموا ايها المؤمنون ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم جماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا ان الله امركم بامر بدأه بنفسه فقال من قائل عليما ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته. اللهم اسقنا من حوضه. اللهم ادخلنا في طاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم انصر المسلمين الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان. اللهم انصر المسلمين الذين يجاهدون في سبيلك ففي كل مكان اللهم انصر المسلمين الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين. اللهم الا الشرك والمشركين. اللهم اذل الشرك والمشركين. اللهم اجعل بأسهم بينهم. اللهم اهزم جنودهم اللهم فرق كلماتهم يا رب العالمين. اللهم من اراد بالمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره. وافسد عليه امره وشتت شمله واهزم جنده واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين. انك على كل شيء قدير ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك الرحيم ربنا هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصر كنا على القوم الكافرين والحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين