الحمد لله الذي اوجب على المؤمنين ان يكونوا فيما بينهم اخوانا. وان في نصرة الحق واذلال الباطل اعوانا. والحمدلله الذي ربط الامور باسبابها وجعل لحصول وبلوغ الامال ان تؤتى البيوت من ابوابها. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة منا الى النار وعقابها ونأمل بها الفوز بدار النعيم وثوابها. واشهد ان محمدا عبده ورسوله انصح من وعظ واحكم الخلق فيما قصد. واتقاهم لله فيما عبد صلى الله عليه وعلى آله واصحابه. ومن تبعهم باحسان في الاعمال والمعتقد وسلم تسليما اما بعد فيا ايها الناس انكم تحضرون في كل في اسبوع الى مسجد من مساجد الجوامع. وانكم تسمعون ما يلقى اليكم من المواعظ نصائح ولكن هل هذا يؤثر في سلوككم ومنهاجكم؟ هل هذا يؤثر في في اقوالكم وافعالكم ايها الاخوة ان الواجب علينا ان نتقي الله عز وجل وان نكون من المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالاخوة وامرهم بالتعاون على البر والتقوى لا تأخذكم في الله لومة لائم. لا تلوا جهدا في نصرة الحق وهداية خلق واسلكوا طريق الحكمة في كل دعوة تقومون بها لله وفي الله فان من سلك طريق الحكمة مع اخلاص القصد وارادة الاصلاح فاز بمطلوبه. قال الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولي الالباب اما من لم يكن له اخلاص في القصد او حكمة في التوجيه والدعوة فانه يفوته من المطلوب بقدر ما فاته من الاخلاص والحكمة. ايها الناس ان في مجتمعنا مشاكل كثيرة تحتاج الى توجيه وحل واني اضرب لذلك مثلين في خطبتي هذه المثل الاول حال الناس بالنسبة الى ولاة الامور الاعلين والادنين فان من الناس من لا يقوم بالواجب نحو ولاة اموره. لا ينصحهم ولا يرشدهم اما خوفا على نفسه واما خوفا على منصبه او وظيفته. واما هيبة مما مراكزهم لانهم فوقه. ولكنه مع سكوته عن النصيحة. يعمد بدلا من ذلك الى النيل منهم والوقوع في اعراضهم ونشر مساوئهم واخطائهم معرضا عن كل ما قاموا به من المحاسن والصواب. ولا شك لا شك ان سلوك هذه الطريق اعني السكوت عن نصيحة ولاة الامور. ونشر مساوئهم واخطائهم. لا شك انه ايقيم معوجا ولا يصلح فاسدا وانما يزيد البلاء بلاء ويوجب بغض ولاة وكراهيتهم والتباطؤ في تنفيذ اوامرهم التي تجب طاعتهم فيها. والانفصال بل الانفصام بين الرعية والرعاة. ولا يشك عاقل في ان هذه النتيجة لها خطرها العظيم على المجتمع كله. وانا لا اشك ايضا ان ولاة الامور كغيرهم من بني ادم يصدر منهم الخطأ والصواب. فكل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ان ولاة الامور ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. انهم بشر كغيرهم من البشر يخطئون ويصيبون ولكن ليس من النصيحة ان نسكت عن اي شخص ارتكب خطأ لا سيما ولاة الامور الذين اذا صلحوا اصلح الله بهم من تحت ايديهم. ولهذا الرجل الصالح يكون مديرا على مدرسة فيصبح الله به المدرسين والدارسين وكل من يتصل فيه في هذه المدرسة وتجد الرجل مديرا لمدرسة على العكس من الرجل الصالح فيحصل به من فساد ما يحصل. ايها الاخوة اذا لم يكن من النصيحة ان نسكت على خطأ ارتكبه من ارتكب من الناس فان الواجب علينا الواجب علينا لان الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم الواجب علينا ان نبذل الجهد بكل ما نستطيع في بيان ذلك الخطأ لمن ارتكبه سالكين بذلك سبيل الحكمة. بحيث نتصل به شفويا ان امكن او كتابيا اذا لم يمكن ولا شك ولا شك ان الاتصال الشفوي اولى بكثير من الكتاب لانه الشفوي تحصل به المواجهة. ويزول ما في النفس. وربما يكون ما ارتكب من العمل صوابا بعد البحث والمناقشة. لان كثيرا من الناس والاسف لان كثيرا من وللاسف بسطاء سطحاء يأخذون الامور بظواهرها ويحكمون عليها بادي الرأي ولاول وهلة ولكن عند التأمل والمناقشة يتبين خطأ ذلك الواهم وان الصواب مع خطأه وان الخطأ معه فاذا حصلت المشافهة والمناقشة واتقى الانسان ربه وسكت عن مساوئ عباد الله وبين ما فيه المصلحة من بيان صوابهم واحسانهم. فانه يكون بذلك خير ويكون بذلك درء الشر. اما الوقيعة في اعراض الناس ولا سيما في اعراض ولاة فان هذا من الخطأ العظيم. ايها الاخوة اذا لم تمكن المشافهة فحينئذ يأتي الكتابة او الاتصال بالواسطة. ولا ينبغي للانسان ان يحتقر نفسه في بيان الحق والنصح للخلق فان لصاحب الحق مقالا مؤثرا ولو على المدى البعيد. الا ترون الى موسى عليه الصلاة والسلام حين اجتمع الناس له فرعون بكيده وجنوده وسحرته فقال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى. فماذا كان من هذه الكلمة امام هذه الجنود امام هذه الجنود الذين اعتزوا بانفسهم استمعوا للنتيجة. قال الله تعالى فتنازعوا بينهم واذا حصل التنازع بين القوم حل الفشل فيهم وذهبت ريحهم كما قال الله تعالى واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. فاتق الله ايها المسلم اتق الله في نفسك. اتق الله في ولاة امورك. اتق الله في جميع اخوانك. لا تنشر المعائب وتكون اخك عن الصواب وعن المصالح فان ذلك ليس من العدل بل هو جور عظيم. ومتى رأيت من اخيك عيبا والانسان محل الخطأ والنسيان. فذكره وانصح فيما بينك وبينه بالتي هي احسن فربما يكون الصواب معه وانت المخطئ فيما ظننت. اما المثل الثاني فهي حال الناس بالنسبة لمن تحت ايديهم حيث ان بعض المدراء والرؤساء والاباء والاخوة الكبار يحتقرون من تحتهم احتقارا بالغا بحيث لا يقبلون منه ان يتكلم ولو بالحق وتجده هم ينظرون اليه نظر ازدراء واهانة. وهذا من الكبر الذي يخشى ان يطبع الله على قلب صاحبه. قال الله تعالى كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه وحسن ونعله حسنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال كبر مطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم. وغمط الناس هو احتقارهم وازدراؤهم. فاتق الله ايها الرجل لا تردن الحق لازدراء من قال به فتحرم دخول الجنة. واستمع الى الحق من كل احد. وان كنت فوق مرتبة وسنا فانك تواضعك لذلك لا يزيدك الا رفعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تواضع احد لله الا رفعه. وتأمل قول الله عز وجل في وصف عباد الرحمن والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يقروا عليها صما وعميانا. واتصف باوصافهم تنل ثوابهم اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا قام لا تظن انك حينما كنت مثيرا لهذا الرجل انك فضلت عليه في كل شيء في العقل والتفكير واصابة الحق والحكمة لا قد يكون هو اقرب منك الى الصواب والحكمة وقد يكون الصواب وحليفك الفشل فاتق الله يا اخي المسلم لا تزدري من هو تحتك واجعل الحق هو نصب عينيك ولا ترده لازدراء من تراه حقيرا عندك. اللهم انا نسألك ان تجعلنا من عبادك الصالحين واوليائك المتقين وحزبك المفلحين يا رب العالمين. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد على اله وصحبه اجمعين. الحمد لله على احسانه واشكره على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي ايده الله ببرهانه. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وانصاره واعوانه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها الاخوة فانكم سمعتم ما ذكرناه في الخطبة الاولى من انه يجب على الانسان ان يكون عدلا فيما يحكم به من قول او عمل والا ينظر الى مساوئ عباد الله معرضا عن محاسنهم. وان يكون حكيما فيما يقوله وما يفعله وما يدعو به وما يوجه به فان الحكمة هي الخير. كما قال الله تعالى ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ففي الحكمة خير كثير لمن وفق لها. وان التسرع في الامور وان التسرع في امور والثناء على الانسان بالقدح قبل ان يعرف الانسان قبل ان يعرف الرجل ما ما سبب هذا الامر انه لخطأ كبير عظيم. صلى معاذ ابن جبل رضي الله عنه باصحابه ذات ليلة. فقرأ فقرأ بل شرع في قراءة طويلة فانفتل رجل من القوم وصلى وحده فرماه بعض الناس بالنفاق ثم وان الامر بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه انت يا معاذ لان معاذا رضي الله عنه قرأ قراءة طويلة اكثر مما يشرع في تلك الصلاة اجتهادا منه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال له افتان انت يا معاذ؟ اما الرجل الذي انصرف فرماه بعض الناس بالنفاق فان النبي صلى الله عليه وسلم عذره وهكذا يفعل بعض الناس ما هو خير خطأ في نظر الناظر لاول لاول الامر. ولكن قد يكون لهذا الفاعل عذر يعذر به ويسوغ له افعل؟ ولقد حدثني رجل عن اخر انه انفتل من الصلاة بعد ان دخل فيها او قال حينما او باع او قال بعد اقامة الصلاة فانتقده من انتقده من اهل المسجد ولما تبين الامر وجدنا ان هذا الذي انفتل قال اني رأيت الامام قد قص لحيته ومعلوم ان اللحية معصية للرسول صلى الله عليه وسلم. ومعصية الرسول معصية لله عز وجل. وعلى هذا هذا الامام عاصيا مصرا على هذه المعصية والمعصية الصغيرة اذا اصر عليها الانسان صارت واذا فعل الانسان كبيرة صار فاسقا على المشهور من مذهب الامام احمد ابن حنبل رحمه الله واذا كان فاسقا فانه لا تصح الصلاة خلفه على المشهور من المذهب ايضا. فتبين ان هذا المنصرف كان له له عذر اخذ به باجتهاد منه. ولكن الصواب ان قص اللحية محرم وان حلقه ها اشد تحريما وان الانسان اذا اصر على ذلك فهو مصر على معصية. ولكن الصلاة خلفه صحيحة هل الصلاة خلف كل انسان فعل المعصية صحيحة لانه مسلم ولانه اخ لنا في دين الله ولكن كلما كان الامام اتقى لله فهو افضل. كما ان بعض الائمة والشيء شيء يذكر بعض الائمة يكون مرضيا لثوبه حتى ينزل اسفل من كعبيه وهذا محرم عليه بل قد قال بعض العلماء ان صلاة المسبل لا تصح وبناء على هذا القول فان الصلاة خلف امام مسبل لا تصح لان صلاته غير صحيحة فكيف تأتم بانسان صلاته غير صحيحة؟ وبعض العلماء يرى ان صلاة المسبل صحيحة لكنه اثم باسداده. وعلى كل حال فاني احذر اخواني المسلمين من الائمة ان يكونوا مسبلين لثيابهم او لسراويلهم او لمشالحهم. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اسفل من الكعبين ففي النار ولا فرق في ذلك بين ان يفعله الانسان اتباعا لعادة اعتادها الناس او وان يفعله للكبر والخيلا لان الكبر والخيلاء ليست هذه عقوبته بل عقوبته اشد واعظم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه ثلاثة لا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. قالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. فقال ابو ذر خابوا وخصوما يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما ان من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة ايها الاخوة المسلمون انني اريد منكم ان تكونوا دعاة الى الحق ناصحين للخلق مخلصين لله تعالى في دعوتكم والا تتسرعوا في الحكم على الامور حتى تعرفوها من جميع جوانبها ولا واذا اذا رأيتم من اخوانكم خطأ فاتصلوا بهم اتصالا مباشرا وانصحوهم حتى يتبين الامر ومن نصح فانه يجب عليه ان يتبع الحق. وان خالف هواه ليكون عابدا لله تعالى لا عابدا لهواه واعلموا ايها الاخوة ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم الجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شد شذ في النار. واعلموا ان الله امركم بامر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه سلموا تسليما. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملتك. اللهم احشرنا في زمرته. اللهم اسقنا من حوضه. اللهم ان في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء صالحين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين يا رب العالمين. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين. ربنا اغفر لنا اخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكروا واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توحيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون