الحمد لله الذي من علينا بتمام النعمة وكمال الدين وامرنا باتباع هدي الانبياء والمرسلين وحذرنا من اتباع المخالفين العاصين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يقضي بالحق ويحكم بالعدل وهو احكم الحاكمين واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل المرسلين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واتبعوا هدي نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فان هديه خير الهدي وسنته اقوم السنن وسبيله اهدى السبل اتبعوا نبيكم صلى الله عليه وسلم في عباداته وفي اخلاقه ومعاملاته اتبعوه في ذلك ظاهرا وباطنا. في السراء والظراء والمنشط والمكره. فيما يوافق وفيما يخالفها فان ذلك حقيقة الاتباع اما من لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم الا في الظاهر او لا يتبعه الا في الظراء او السراء. او لا يتبعه الا فيما يوافق هواه. فليس بمتبع حقيقة الاتباع ايها الناس اتبعوا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لتحققوا اتخاذه لتحققوا اتخاذكم له نبيا لتحققوا اتخاذكم له نبيا واماما اتبعوا سنته لتحشروا في زمرته وتنالوا شفاعته اتبعوا سنته لتسعدوا في الدنيا والاخرة. وتفوزوا بالتجارة الرابحة اتبعوا سنته فانها تحتضن كل خير وترفض كل شر ولقد ادرك تلك الحقيقة اقوام فاتبعوا سنته فنجوا واعرض عن تلك الحقيقة اقوام فخالفوا السنة فهلكوا ايها الناس ان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حققها بفعله ودعا اليها ودعا اليها بقوله وحتمها بامره واقتضتها الفطرة التي فطر الله عباده عليها ان من ذلك اعفاء اللحى وحف الشوارب. فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب واعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء فقص الاظفار وغسل البراجم يعني مفاصل الاصابع. ونتف الابط وحلقل ونتف الابط وحلق العانة وانتقاص الماء يعني الاستنجاء. قال احد الرواة ونسيت العاشرة الا ان تكون المظمظة. وقال بعظ العلماء هي الختام ايها المسلمون اذا كان اعفاء اللحية واحفاء الشارب مما اقتضته الفطرة فانه كذلك خلق الانبياء والمرسلين وسبيل خيار عباد الله المؤمنين فاستمعوا قول الله عز وجل عن هارون صلى الله عليه وسلم حين قال لاخيه موسى عليه الصلاة والسلام يا ابن يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي واستمعوا ما حدث به الصحابة رضي الله عنهم عن لحية خاتم النبيين وامام المتقين ورسول رب محمد صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها كنت اطيب النبي صلى الله عليه وسلم تعني عند الاحرام باطيب ما يجد حتى اجد وبيص المسك حتى اجد وبيس الطيب في رأسه ولحيته رواه البخاري وقال جابر بن سمرة قال جابر بن سمرة رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا شعر اللحية رواه مسلم وفي مسند الامام احمد ان رجلا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فاخبر ابن عباس فقال ابن عباس رضي الله عنه هل تستطيع ان تصف لي هذا الرجل الذي رأيت؟ قال نعم. قال قال فيما قال من وصفه قد ملأت لحيته من هذه الى هذه حتى كادت تملأ نحره. فقال ابن عباس رضي الله عنهما لو رأيته في اليقظة ما استطعت ان تصفه فوق هذا يعني ان ما ذكرت من الوصف مطابق لصفة لصفة النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن مسعود رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم كان كث اللحية كثيفها بدون طول ووصفه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بانه كث اللحية. وفي حديث اخر بانه ضخم ايها المسلمون اذا كان اعفاء اللحية واعفاء الشارب مقتضى الفطرة وخلق الانبياء وسبيل المؤمنين. فهو الذي امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم امته في قوله خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب. رواه البخاري ومسلم بمعناه. ورواه عن ابي هريرة بلفظ الجوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس ايها المسلمون ان الواجب على المؤمن ان يكون حازما محكما لكتاب الله وسنة رسوله ان على المؤمن ايها المسلمون ان الواجب على المؤمن ان يكون حازما محكما لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ناظرا بعين البصيرة والعقل. اي الطريقين اهدى واولى؟ طريق اقتظته الفطرة وسار عليه الانبياء وخلفاؤهم واتباعهم وطريق اقتضته الضلالة وارتضته النفس الامارة بالسوء. وثار عليه اعداء الله ورسوله من المشركين والمجوس اي الطريقين بالله عليكم اولى واحرى بالاتباع طريق اقتضته الفطرة وسار عليه الانبياء وخلفاؤهم واتباعهم وطريق اقتضته الضلالة وارتضته النفوس الامارة بالسوء. وسار عليه اعداء الله ورسوله من المشركين قيل والمجوس من المشركين والمجوس ان على المؤمن ان يكون حازما منفذا لامر لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تنفيذه طاعة لله طاعة لله تعالى ليتحقق له وصف الايمان. فان الله يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ظل ضلالا مبينا ان على المؤمن ان يكون منفذا لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرا من العقوبة العاجلة او فان الله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال الامام احمد رحمه الله اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك وذلك لان المعاصي بريد الكفر ينزلها العاصي مرحلة مرحلة حتى توصله الى الكفر تهاونوا بهذه المعصية ثم بما هي اكبر ثم بما فوقها حتى يصل الى الكفر وكراهة الحق من غير ان يشعروا ايها المسلمون ان الاصرار على المعاصي والتهاون بها كبيرة من الكبائر تخرج المرء من العدالة الى الفسق ومن الحلم الى السفه فبادروا الى الاقلاع عن معصية الله. وتوبوا الى ربكم توبة نصوحا. وافعلوا ما ما امركم به رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تقولون انتم بالسنتكم يقولون اشهد ان محمدا رسول الله وان من تمام الشهادة له بالرسالة ان تمتثلوا امره فافعلوا ما امركم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعفاء اللحية واحفاء الشارب ومخالفة اعداء الله ايها المسلمون لقد نص اهل التحقيق من العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على ان حلق اللحية حرام وعلى ان اعفائها واجب فمن لم يقم بذلك فهو اثم عاص لا يزيده اصراره على ذلك الا بعدا من الله ونقصا من ايمانه وخروجا عن سبيل المؤمن عن سبيل المرسلين والمؤمنين الى سبيل المجوس والمشركين ولقد كان المسلمون في ذلك على الاستقامة والصواب حتى فشى فيهم هذا الداء فاصبح الكثير منهم على الظلال بعد الهدى وعلى الفسوق بعد التقى المعروف عند كثيرهم منكرا والمنكر معروفا. وصارت الامة الاسلامية لا تمثل امة في مظهرها في هذه العبادة ايها المسلمون واذا كان بعض الناس اليوم يحلق لحيته ليبقى وجهه وجه شاب في اعتقاده. فان بعض الناس بياض شيبه بالصبغ الاسود لتبقى لحيته لحية شاب في اعتقاده. ولم يعلم ان اصول شعره تكشف تكشف تستره كما قال الشاعر نسود اعلاها وتأبى اصولها ولا خير في فرع اذا خانه الاصل ان تسويد بياض الشيب سواء كان في اللحية او في الرأس من صغير او كبير من ذكر او انثى معصية لرسول الله صلى الله الله عليه وسلم ومضاهاة لخلق ومضادة لخلقة الله تعالى بالتستر عن ما اراد الله به قال النبي صلى الله عليه وسلم غيروا هذا يعني الشيب بشيء واجتنبوا السواد. رواه مسلم فاتقوا الله عباد الله واتبعوا سبيل المؤمنين الذين قال الله فيهم انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه. فاولئك هم فاولئك هم الفائزون اللهم اجعلنا من المؤمنين الذين يقولون سمعنا واطعنا. اللهم اجعلنا ممن لا تكون لهم الخيرة من امرك وامر رسولك اللهم ارزقنا الفوز بسعادة الدنيا والاخرة. اللهم اجعلنا ننظر الى ما كان عليه سلف سلفنا الصالح لنقتدي به ونكون معهم يوم القيامة. اللهم انا نسألك حبك وحب ما امرت به اسألك اللهم ان ترزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه يا رب العالمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين واصلي وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين الحمد لله حمدا كثيرا كما امر. واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من اشرك به وكفر. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله سيد البشر. الشافع المشفع في المحشر. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ما بدا الفجر وانور وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس فقد سمعتم ما جاء في اعفاء اللحى واعفاء الشوارب من النصوص الواضحة الصريحة التي تدل دلالة واضحة على انه لا يجوز للمؤمن بالله ورسوله ان يحلق لحيته لان في ذلك معصية لان في ذلك معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولان في ذلك مشابهة المجوس والمشركين والمؤمن لا يمكن ان يرظى ابدا بمخالفة طريق الانبياء والرسل والمؤمنين الى طريق المجوس والمشركين وان السنة في الشارب ان يحفه الانسان او يقص اطرافه. واما حلق الشارب نهائيا فان ذلك ليس من السنة حتى قال الامام ما لك رحمه الله ارى ان يؤدب فاعله لانه مثله ولقد التبس على بعض الناس او جادل بعض الناس بالباطل ليدحض به الحق حيث قال ان من المجوس اليوم ومن الكفار اليوم من يعفي لحيته واننا اذا حلقنا اللحية لم نكن متشبهين بهم. ونقول ان هذا الجدال لا ينفع عند الله يوم القيامة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين لنا ان اعفاء اللحية واحفاء الشوارب من الفطرة التي فطر الناس فطر الله الناس عليها فهي فطرة سليمة مستقيمة بقطع النظر عن كونها مشابهة او غير مشابهة ثم ان الشيء اذا نص عليه الشارع بقي حكمه ثابتا وانزالت المشابهة بعد ذلك وهم اذا اعفوا لحاهم فهم الذين تشبهوا بالمؤمنين. فهل اذا وافقونا في شيء من الفطرة يكون لنا من مشروع ان نخالفهم فيه فنخرج عن فطرة الله ان هذا لا يمكن ان يقوله عاقل يدري ما يقول. فضلا عن ان يقوله مؤمن ليبطل به امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتق الله يا اخي المسلم اتق الله في نفسك. اتق الله في اخوانك. لا تكن قدوة سيئة. وان اننا رأينا اناسا من الله عليهم باتباع امر النبي صلى الله عليه وسلم. والقيام بما تقتضيه الفطرة حيث اعفوا لحاهم بعد ان كانوا يحلقونها فازدادوا بذلك ايمانا واستنارت وجوههم وصاروا رجال بمعنى الكلمة واصبحوا متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين. ولم يضرهم ذلك ولله الحمد شيئا بل زادهم رفعة عند الناس وهو زائد لهم رفعة عند الله ان شاء الله وانني لاعجب ان يقوم اناس من الذين ظلوا ضلوا الطريق فصاروا يجعلون الخنافس وخرجوا به عن عادة الناس وعن ما تقتضيه الشريعة ولم يبالوا بتلك المخالفة وهؤلاء الذين النبي صلى الله عليه وسلم باعفاء اللحية لا يعفونها خوفا من ان يخالفوا امثالهم واجناسهم هذا امر عجيب ان يتمادى اولئك المخنثون في باطلهم وفي اهوائهم ولا يبالون بمخالفة الناس وانت لا تمضي في اتباع امر النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من ان تخرج من اضرابك واجناسك فكن حازما وجادا واتق الله واستعن به فانه يعنك ويهون عليك الامر. اسأل الله لي ولكم ان من المتبعين لرسول الله ظاهرا وباطنا واعلموا ايها المسلمون ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فعليكم الجماعة فان يد الله على الجماعة. ومن شذ شذ في النار اتدرون ما هي الجماعة؟ ليست الجماعة هي جماعة المساجد فحسب ولكن الجماعة الاجتماع على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الاجتماع على شريعة الله في كل شيء هذه هي الجماعة ومنها الاجتماع على الصلاة في المساجد ايها المسلمون ان الله تعالى امركم بامر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد الذي بلغ البلاغ المبين وادى الامانة على اتم وجه اللهم اجزه عنا افضل ما جزيت نبيا عن امته اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته اللهم ادخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضى عن خلفائه الراشدين وعن سائر اتباع وعن سائر المؤمنين يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون