ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخليله وامينه على وحيه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله. فصلوات الله وسلامه عليه على اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اما بعد فيا ايها الناس ان للشهادة شأنا عظيما في جميع المعاملات فالشهادة في النكاح شرط من شروط صحته عند كثير من العلماء فلا يصح النكاح الا بشهادة عدلين والرجعة من الطلاق الاشهاد عليها شرط لها عند بعض العلماء والطلاق يشهد عليه ايضا فاقيموا الشهادة لله ولا تفرقوا فيها لا تتهاونوا بالامر فانه ربما ينكر من عليه الحق اما نسيانا واما ظلم والشهادة تحفظ الحقوق لكم لا تهملوها ولا تفرطوا فيها لا سيما في الامور التي تثبت في الذمة فان الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وقال واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوا الى قوله ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه عباد الله اقيموا الشهادة لله اقيموا الشهادة لله وحده لا تحابوا فيها قريبا من اجل قرابته ولا صديقا من اجل صداقته ولا غنيا من اجل غناه ولا فقيرا من اجل فقره ولا تقيموها على بعيد من اجل بعده ولا على عدو من اجل عداوته اي لا تشهدوا عليه بما ليس واجبا عليه لانه عدو لكم بل اقيموا الشهادة لله وحده اقيموها اقيموها كما امركم الله به فانه سبحانه هو الحاكم بينكم العالم بسركم وعلانيتكم اقيموها كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تنهوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا يجب على الانسان ان يشهد حتى على والده حتى على ابنه حتى على امه حتى على جميع اقاربه جاهدا لله عز وجل ولا يحل له ان يكتمها اذا كانت على هؤلاء ولا يجوز له ان يشهد على عدوه بما ليس بحق فان الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا كونوا لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اي لا يحملكم بغضهم على الا فتشهد بالحق ايها المسلمون ان الشهادة امرها عظيم. وان حظرها لجسيم في تحملها وادائها فلا يحل كتمانها ومن يكتمها فانه اثم قلبه ولا يحل له ولا يحل لاحد ان يشهد الا ان يكون عالما بما يشهد به علما يقينيا انه مطابق للواقع فلا يشهد له فلا يحل له ان يشهد بما لا يعلم ولا يحل له ان يشهد بما يعلم ان الامر بخلافه لا يحل له ان يشهد بما يغلب على ظنه حتى يتيقن حتى يتيقن ذلك يقينا كما يعلم الشمس على مثلها فليشهد او ليته ايها المسلمون ان من المؤسف حقا ان من المؤسف حقا ان نسمع عن اناس يتقدمون الى المساجد ويحرصون على فعل الخير ولكنهم يتهاونون بالشهادة فيشهدون بالظن المجرد او يشهدون بما لا يعلمون او يشهدون بما يعلمون ان الواقع بخلافه يتجرأون على هذا الامر المنكر العظيم. اما مراعاة لقريب او توددا لصديق او محاباة لغني او عطفا على فقير يدعي انه بذلك يريد الاصلاح. زين له سوء عمله فرآه حسنا. كما زين لغيره من اهل الشر والفساد سوء وعمله فرآه حسنا فالمنافقون زين في قلوبهم النفاق. واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض. قالوا انما نحن مصلحون. فقال الله عز وجل فيهم الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشكرون وعباد الاصنام عباد الاصنام زين في قلوبهم عبادتها وقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهي في الواقع لا تزيدهم من الله الا بعدا الذين يشهدون للفقير مراعاة لحاله وهم يعلمون ان الامر بخلاف ما شهدوا به يقولون اننا نشهد له ارحمه ولا يضر ولا يضر ولكنهم لكنهم في الحقيقة ظلموه لكنهم في الحقيقة ظلموه لانهم هم اعطوه ما لا يستحق ايها الناس ان كل مفسد ربما يدعي انه مصلح وربما يظن انه مصلح بسبب شبهة عرضت له فالتبس عليه الافساد بالاصلاح او بسبب ارادة سيئة او بسبب ارادة سيئة زينت له فاتبع هواه ولكن الصلاح كل اصطلاح باتباع شريعة الله وتنفيذ احكامه والعمل بما يرضيه ايها المسلمون ان من الناس من يشهد لشخص بما لا يعلم انه يستحقه بل ربما بما يعلم انه لا يستحقه. يدعي انه عاطف له. يدعي انه عاطف عليه راحم له بذلك ولكنه كما قلنا انما هو ظالم له وليس راحما له ومن الناس من يشهد للموظف المهمل لوظيفته بمبررات لاهماله لا حقيقة لها فيشهد له وهو غير مريض او يشهد له بشغل قاهر وهو غير مشغول او يشهد له باستئجار سيارات او غيرها من اجل العمل وهو لم يفعل ذلك. وان من الناس من يشهد لشخص انه قام بالوظيفة منذ وقت كذا وكذا وهو لم يقم بها ولم يباشرها يزعم الشاهد بذلك انه يريد الاصلاح بنفع المشهود له ولم يدري انه بهذه الشهادة ظر نفسه وظر المشهود له وافسد على نفسه افسد على المشهود له ما افسد من دينه لقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما قالوا يا رسول الله هذا المظلوم فكيف ننصر الظالمين قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك اياه ايها المسلمون ان شهادة الانسان بما لا يعلمه علما يقينيا مثل الشمس او بما يعلم ان الواقع بخلافه انها من شهادة الزور التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم. وجعلها من اكبر الكبائر. فقال صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر وتأمل يا اخي كيف صدر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الخبر بهذا الاستفهام وبهذا وبهذا التعظيم لهذا الخبر الا انبئكم باكبر الكبائر؟ يعني فانتبهوا قالوا بلى يا رسول الله الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قالوا لا يسكت او قالوا ليته سكت وقال انس بن مالك رضي الله عنه ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقال الا انبئكم باكبر الكبائر قول الزور او قال شهادة الزور ايها المسلمون ان هذين الحديثين الصحيحين الثابتين عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليتبين بهما تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لشهادة الزور وجرمها والتحذير منها. لقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم التحذير منها بقوله وفعله عظمها عظم ذلك عظم ذلك بفعله حيث كان يتحدث عن الشرك والعقوق متكئا فلما ذكر شهادة جلس ليبين فداحتها وعظمها. وعظمها بقوله حين جعل يكرر القول بها حتى قال الصحابة لا يسكت او تمنوا ان يسكت وعظمه ايضا حين صدر القول عنها باداة التنبيه الا وحين فصلها في حديث انس عما قبلها من الكبائر وقال الا انبئكم باكبر الكبائر ايها المسلمون ايها المؤمنون بالله ورسوله. ايها الراجون لرحمة الله. ايها الخائفون من عذاب الله. ايها مؤمنون بيوم الحساب ايها المؤمنون بيوم تقفون به بين يدي الله عز وجل. لا مال ولا بنون تنظرون ايمن منكم فلا ترون الا ما قدمتم. وتنظرون اشأى منكم فلا ترون الا ما قدمتم. وتنظرون امامكم فلا ترون الا النار تلقاء وجوهكم. انكم ستسألون عما شهدتم به. فمن شهدتم عليه او شهدتم على انكم مسؤولون عما شهدتم به وعمن شهدتم عليه او شهدتم له فاتقوا الله واحذروا ايها المؤمنون ايها المؤمنون عباد الله تصوروا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو المبلغ عن الله القائم بامر الله الناصح لعباد الله تصوروه وهو يعرض على امته بنفسه ان ينبئهم باكبر الكبائر ليحذروها ويبتعدوا عنها. وتصوروا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تصوروه كأنه امامكم كان متكئا ثم يجلس عند ذكر شهادة الزور. وتصوروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرر ويؤكد ان شهادة الزور من اكبر الكبائر. والله لو تصورتم هذا حق التصور لعرفتم فداحة شهادة الزور ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تحدث عن الشرك والعقوق وهو متكئ لم يجلس لان الداعي الى الشرك والعقوق ضعيف في النفوس لان الشرك والعقوق مخالفان للفطرة لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم حينما تحدث عن شهادة الزور جلس لان الداعية اليها قول لان الداعي اليها قوي وكثير هل قرابة والصداقة والغنى والفقر؟ كلها قد تحمل ضعيف العقل والدين على ان يشهد الزور ولكن المؤمن العاقل حينما يعلم ان نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين. اذا تصور انه يحذر هذا التحذير من شهادة الزور. لا يمكن ام لا يمكنه ابدا ان يقدم على شهادة الزور مهما كانت الاسباب والدواعي ايها المسلمون ان شهادة الزور مفسدة للدين والدنيا والفرج والمجتمع. انها معصية لله ورسوله انها كذب وبهتان. انها اكل للمال بالباطل. فالمشهود له يأكل ما لا يستحق. والشاهد يقدم له ما الا يستحق ان شهادة الزور سبب لانتهاك الاعراض وازهاق النفوس. فان الشاهد بالزور اذا شهد مرة هانت عليه الشهادة مرة اخرى واذا شهد بالصغير هانت عليه الشهادة بالكبير لان النفوس بمقتضى الفطرة تنفر من المعصية وتهابها فاذا وقعت فيها هانت عليها وتدرجت من الاصغر الى ما فوقه ايها المسلمون ان شهادة الزور ضياع للحقوق واسقاط للعدالة وزعزعة للثقة والامانة للاحكام وتشويش على على المسؤولين والحكام. فهي فساد الدين والدنيا والاخرة. وفي الحديث عن النبي الله عليه وسلم انه قال لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار اخرجه الحاكم وقال صحيح الاسناد بل حذر الحذر ايها المسلمون الحذر الحذر من شهادة الزور وان زينها الشيطان في قلوبكم ولا تأخذكم في الله لومة لائم. ولا تصرفكم عن الحق ظلول كاذبة. او ارادات اثمة تاقوا الله ورسوله وتتبعوا غير سبيل المؤمنين. اللهم انا نسألك في مقامنا هذا نسألك اللهم في مقامنا هذا ونحن في انتظار اداء فريضة فرضتها علينا نسألك اللهم ان توفقنا لاقامة الحق والعدل والبيان وان تجنبنا الباطل والجور والبهتان. وان تحمينا عما يضرنا في ديننا ودنيانا انك جواد كريم. اللهم انك خلقتنا وهديتنا ويسرت لنا امورنا نسألك اللهم بهذه النعمة ان ان تمن علينا بنعمة الدين الى ان نلقاك يا رب العالمين. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستأبروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فانه لم يبقى على دخول شهر شعبان الا ايام قليلة وهذا الشهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه كما جاء ذلك في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط الا رمظان وما رأيته في شهر اكثر صياما منه في شعبان فقد كان يصومه الا قليلا منه. ولهذا ينبغي للانسان ان يكثر من الصوم في شعبان تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم واحتسابا لثواب الله عز وجل. فان الله يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا اما ان يصوم يوما ويفطر يوما او اياما ويفطر اياما او اياما كثيرة متتابعة حتى يبقى يوم او يومان على رمضان ثم يفطر لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا شهرا كاملا الا شهر رمضان وهنا اشياء ينبغي التنبيه عليها مما يعتقده الناس في شعبان او يقومون به من عمل. فمن ذلك صيام النصف فيه حديث علي رضي الله عنه عند ابن ماجة ان في صوم النصف منه مزية على ولكن هذا الحديث ضعيف. قال قال ذلك ابن رجب في اللطائف. وقال صاحب المنار والصواب انه موظوع اي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فلا ينبغي ان نخصص يوم النصف من شعبان قوم دون غيره من الايام ومن ذلك ايضا فضل ليلة النصف وردت فيه اخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف ظعفها الاكثرون قال الشيخ عبدالعزيز بن باز انها ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها ومن ذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حديث يصح الاعتماد عليه في تخصيصها بقيام لا مطلقا ولا مقيدا بعدد. وغاية ما جاء في تخصيصها. ما جاء عن بعض التابعين من الشاميين في تعظيمها والاجتهاد في العبادة فيها. قال ابن رجب في اللطائف وعنهم اخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل انهم بلغهم في ذلك اثار اسرائيلية وانكر ذلك اكثر علماء الحجاز يعني في عصر التابعين وقالوا ذلك كله بدعة وقال ايضا لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه شيء. وقال صاحب المنار ان الله لم اشفع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى اله ولا في سنته عملا خاصا بهذه الليلة. وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليلة وكله موضوع والموضوع عند والموضوع عند العلماء هو المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك انه اشتهر عند كثير من العوام ان ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام وهذا باطل لان الذي يقدر فيه ما يكون في العام انما هي ليلة القدر وليلة القدر هي التي قال الله فيها فيها يفرغ يفرغ كل فيها يفرق كل امر حكيم. وهي في رمضان قطعا لقول الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ومن ذلك ان بعض الناس اذا كان يوم النصف من شعبان اطعموا الطعام فيوزعونه على الجيران والفقراء ويسمون ذلك عشاء الوالدين. وهذا لا اصل له. لا اصل له عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا انزل في الامة وما ليس كذلك من امور الدين فانه بدعة وكل بدعة ضلالة ايها الاخوة مثل هذه الامور لا ينبغي ان تتلقى من افواه العامة وانما تتلقى من العلماء العلماء بالحديث والسنة العلماء بطريق السلف الصالح. اما ما يشتهر عن العوام فان العوام يشتهر عنهم كثير من الطوام لذلك ينبغي الرجوع في هذه الامور الى اهل العلم العارفين بالسنة اسأل الله تبارك وتعالى ان ان يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه. وان يرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه وان لا يجعل ذلك ملتبسا علينا فنضل. ايها الاخوة اذا سمعتم شيئا في هذا المكان او في غير هذا المكان مما اعتاده الناس وليس له اصل فينبغي لكم ان تبثوا ذلك بين العامة حتى تزول عنا هذه الاعتقادات المبنية على شيء ليس له اساس