الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد. هذا ما يتعلق باصول الفقه في الجملة داخل المذهب الحنبلي. اما المصنفات فربما كانت الاشارة فيها هذا مغنية عن تكرار شيء منها لكن على عجالة كتاب العدة للقاضي ابي يعلى هو اولى المحاولات المتكاملة ورسالة شيخه ابن حامد ابي عبد الله الحسن ابن حامد لم تكن متكاملة وليست رسالة اصولية لكنها في تفسير عبارات احمد رحمه الله التي يفهم منها موقفه انتبهوا في الفتاوى. فجاءت محاولة القاضي ابيه اعلى في كتابه العدة وتميزت بعدة مزايا اولها السبق والمبادرة التي لم يسبقها كتاب اصولي دي كبير وثانيها الجمع الغزير لمرويات احمد رحمه الله داخل الكتاب وثالثها حرصه الشديد رحمه الله اعني القاضي ابا يعلى انه لا يريد ان يبين عن مذهبه هو وترجيحه واراد ان يثبت مذهب احمد فيبوب التبويب الاصولي المعتاد. يأتي في دلالات الالفاظ او في الادلة. فاذا ما جاء وعنون بمسألة الذي يهمه بالدرجة الاولى ان يظفر بمسألة وفتوى عن الامام احمد تبين موقفه من هذه القاعدة فيصوغ الرواية مباشر ولذلك الكتاب احد مظاني الروايات عن احمد فيورد الرواية ويستخرج منها ما يفهم منها هو ان احمد رحمه الله يقول مثلا بتقديم العام على الخاص او يقول بان الامر المطلق يدل على الوجوب او يرى ان الامر بعد النهي يقتضي الاباحة هو هكذا وعمدته في ذلك المرويات ثم هو يشركك يضع الرواية امامك ويقول انظر كيف اجاب وقال كذا. اذا مذهبه كذا وهذا يدل على كذا قد توافقه وقد تخالفه وقد يبدو لك انت شخصيا فهم من الرواية غير ما اثبته هو لكن هذا الصنيع وحده كان الحقيقة اه كان اظافة علمية كبيرة في ساحة الاصول داخل المذهب الحنبلي. هي محاولة مبكرة وجمع ولهذا اصبح الكتاب يعني ذا اثر ووزن كبير جدا عند الاصوليين الحنابلة. وكانوا ولا يزالوا يرجعون اليه فهو يمثل ثروة الامام وفقه الامام ويؤصل لمذهبه يأتي بروايته ويستخرج منها ما يدل على انه انما افتى بكذا لانه يرى ان القاعدة كذا ويحاول ان يسوق لك ذلك ويبين فهمه. ربما شفع ذلك رحمه الله بشيء من الاقوال الاخرى وحاول ان يورد ذلك. كل من جاء بعد ابو يعلى بعد القاضي ابي يعلى كان عالة عليه فيورد نقلا عنه ويورد الرواية التي اوردها ويحاول تحرير مذهب الامام رحمه الله قد يوافق وقد يخالف لكن صار شغل الشاغلين فيما بعد عند الحنابلة هو كتاب العدة للقاضي ابي اعلى لما استفتح القاضي ابو يعلى هذا الباب بكتابه العدة جاءت المحاولات بعده متتابعة نشط اثنان من تلامذته وهما القاضي ابو الخطاب الكل وذاني في كتابه التمهيد في اصول الفقه وتلميذه الاخر ابو الوفاء ابن عقيل في كتابه الواضح في اصول الفقه التمهيد والواضح كونهما الاثنين من تلامذة القاضي ابي يعلى فانها تعني ايضا محاولة لفتح هذا الباب العجيب ان ليس شيئا من التمهيد ولا الواضح له اثر لا في التبويب ولا في النتائج ولا في الاستقراء عما صنعه شيخهما القاضي ابو يعلى. فمن يقرأ التمهيد كانك تقرأ لجيل مختلف تماما مختلف التبويب مختلف الترتيب مختلف في ايراد المسائل. لا يظهر فيه الاثر الواضح لشيخه الا في ايراد الروايات التي اوردها عن الامام في في العدة فيريدها القاضي ابو الخطاب في التمهيد. كذلك يصنع ابو الوفاء ابن عقيل في الواضح في اصول الفقه. تبويبه مختلف وترتيبه مختلف وتناثرت فيه مسائل علم الاصول وليس هناك التبويب الذي يجمع كل مسائل الامر في جهة وكل مسائل النسخ في جهة وكل مسائل القياس في جهة بل هي متناثرة وعليك ان تبحث ولذلك لا يستغني المتصفح لكتاب الواضح عن العودة الى الفهارس ليعرف موقع المسألة التي يريد بحثها التمهيد والواضح اصبحت اضافات علمية وبالتالي في جيل واحد على الاقل بين القاضي ابي اعلى وتلامذته كالقاضي ابو الخطاب القاضي ابو الوفاء ابن عقيل في جيل واحد تأتي هذه الثلاثة الكتب الكبار لما اقول كبار يعني حتى في حجمها التمهيد مطبوع في طبعة اجزاء العدة مطبوع في خمسة اجزاء. الواضح مطبوع في اربعة اجزاء فهي ضخمة من حيث الحجم. وضخمة ايضا من حيث المحتوى وضخمة ايضا من حيث امامة هؤلاء فهم ائمة المذهب في ازمانهم. القاضي ابو يعلى ليس شيخ الحنابلة في زمنه بل شيخ الطبقة وامام المتوسطين عند الحنابلة القضاء وتوريثه العلم للاسرة باعلى او اسرة الفراء كانت هي ايضا محل عناية فكان هذا محاولة مبكرة جدا هذه الكتب المتتابعة اه بدءا بالقاضي ابي يعلى وانتهاء بابي الوفاء ابن عقيل رحمة الله على الجميع جعلت محاولات الوصول في تبويب وترتيب وتعيين مذهب الحنابلة اصبحت بابا مفتوحا فتتابعت المصنفات وثمة كتب كثيرة بين متوسط وصغير وبين متن وبين شرح. جاءت متتابعة في هذه المرحلة آآ كان من ابرز المحاولات التي حظيت ايضا بعناية اهل العلم صنعة الامام ابن قدامة رحمه الله ابي محمد عبد الله بن احمد بن قدامة صاحب المغني المشهور وصاحب عمدة الفقه وصاحب الكافي وصاحب المقنع. الامام الذي يعتبر مجدد الفقه عند الحنابلة في تلك المرحلة آآ ابن قدامة جمع له الامامة في العلم الامامة في الديانة والصلاح والتقوى. الانتساب الى اسرة عريقة بالعلم مشهورة عند الحنابلة بيت مقدسة وعنايتهم بالعلم آآ اخوته وابناء اخوته اقواله اصحاب فقه واصحاب قضاء في المذهب الحنبلي واصحاب عناية اه من اراد ان ان يعرف بابن قدامة يكفيه ان ينسبه لكتاب المغني حتى يعرف وزن الامام رحمه الله ليس في المذهب بل بين فقهاء نعم قاطبة فلما يأتي امام جبل وعلم كابن قدامة ويكون له كتاب اصولي كان له وزن كبير عند الحنابلة ولا شك. كتابه المشهور روضة في الناظر وجنة المناظر. كان هو محاولة ايضا وكتابا وعملا علميا جليلا في هذه المرحلة روضة الناظر لابن قدامة بناه على كتاب المستصفى للغزالي واقصد بالبناء عليه النقاط التالية اولا انه تبعه في التبويب والترتيب والغزالي رحمه الله له آآ منهج خاص وله طريقة في ترتيب مسائل العلم عرف بها وتميز واشتهر بها رحمه الله فجاء ابن قدامة فسلك مسلك الغزال في التبويب الى الحد الذي عاتب فيه ابن قدامة رحمه الله لما تبع الغزالي حتى في ايراد المقدمة المنطقية قبل مسائل علم الاصول فان الغزالي اول من صنع هذا بين اهل الاصول قاطبة. ولا يعرف قبل الغزال كتاب في الاصول جعل المقدس المنطقية جزءا من الكتاب لكن الغزالي صنع هذا واورده فجاء ابن قدامة رحمه الله فتابعه عليه فكان هذا اقصد من شدة موافقة ابن قدامة للغزالي ومتابعته في الترتيب انه اورد حتى المقدمة التي ما صنعها احد الغزالي وحتى زمن بعيد بعده ايضا لم يتابعه عليه احد. فكان هذا ايضا مسارا لشدة العلاقة بين المستصفى وبين روضة الناظر ابن قدامة النقطة الثانية التي ظهر فيها عظيم الموافقة هي ان ابن قدامة رحمه الله لما اورد اه لما الف كتابه روضة الناظر على خطى وعلى منوال المستصفى فانه تبعه ليس في التبويب بل حتى في الصياغة وايراد العبارة فان في تطابقا كبيرا وتشابها كبيرا في كثير من المواضع احيانا يختصر الكلام فيريده اجمالا واحيانا يريده على وجه التقارب العبارات والالفاظ فهل معنى هذا ان ابن قدامة في الروضة كان نسخة مهذبة من المستصفى؟ الجواب لا بدليل انه صنعه او الفه او انشأه لبيان المذهب الحنبلي واصول المذهب فان ابن قدامة لمن يقارن بين الكتابين يجده يورد خلاصة ما اورده المستصفى في الفصل او في الباب او في المسألة ثم يحرص على اظهار مذهب احمد رحمه الله ومكانة المسألة عنده في المذهب وماذا يقول فيها ويريد على ذلك الادلة فهذا وجه يختلف فيه المستصفى عن الروضة فليس في المستصفى للغزالي ذكر لمذهب احمد رحمه الله في الابواب ولا الفصول والمسائل بخلاف الروضة التي انما بنيت والفت اساسا لبيان وصول مذهب الامام احمد. لكنه كأنه جاء بالمستصفى فافرغه ثم ابرز في كل باب وفصل مذهب احمد رحمه الله فصار ضمنا بين المسائل التي ذكرها مذهب احمد رحمه الله في كل قضية ومسألة النقطة الثالثة فيما بين المستصفى والروضة ان الامام احمد رحمه الله لما نقلت عنه المسائل وابتدأ القاضي ابو يعلى فمن بعده بتأسيس وايضاح وبيان مذهب الامام احمد رحمه الله كان من بعده حريصون على ايراد ذلك في كتبهم. جاء ابن قدامة فجاء بالمستصفى واورده وضمنه مذهب احمد رحمه الله كان حريصا على نقل اختلاف الروايات ايضا عن احمد اذا احتاجت المسألة فيرد الخلاف مما تميز به ابن قدامة في الروضة عن الغزالي في المستصفى مخالفته في الترجيح في عدد من المسائل ليس بالقليل. وهذا ايضا يؤكد غلط دعوى من يرى ان ان الروضة لا يعدو ان يكون نسخة مكررة من المستصفى للغزالي. فانه خالفه في جملة من المواضع ابرز في كثير من المواقف خلافه بل احيانا كان يشير الى ترجيح مرجوح عنده رجحه الغزال يعني لما يأتي لفصل فيرجح الغزالي فيه مذهبا فيشير لابن قدامة الى تضعيف هذا فيقول ورجح بعضهم كذا ويقصد الغزال في المستصفى ثم يرفض هذا الترجيح ويرى ما يذكر ما يراه راجحا مخالفة ابن قدامة للغزال في المستصفى دعت الباحثين الى محاولة استقراء الكتابين والمقارنة بينهما فخرجت دراستان علميتان لما خالف فيه ابن قدامة الغزالي في المستصفى وخرجت مبوبة ومبحوثة في مسائل كتاب من الاول الى الاخر كانت آآ احدى القسمين او كانت احدى الدراستين من نصيب معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس ايضا في رسالته الماجستير فانه عمد الى وجه قارن بين ابن قدامة وبين الغزالي في المستصفى ثم اكملت الدراسة حتى خرجت كاملة لاثبات الفروقات والمخالفات كانت لاثبات ان روضة الناظر ليس نسخة من المستصفى وان كان متأثرا به تأثرا كبيرا في التبويب في العبارات في ايراد الادلة ربما ايضا في الاقتصار على ما يريده لكن تأتي لمسائل فينشط ابن قدامة لايراد الادلة فيما يراه راجحا خارجا عما ذكره الغزالي في المستصفى اردت فقط ان اشير الى ان روضة الناظر لابن قدامة حظيت باهتمام كبير في اوساط الحنابلة لكون امام كون مؤلفه اماما ذا مكانة عالية عند الحنابلة وهو ابن قدامة وان صنعة الفقه العظيمة عند ابن قدامة وبرزت في المغني وغيره من المصنفات. ايضا كانت معززة لان يكون كتابه الاصولي كتابا عظيما ثقيل الوزن. ولما ربطه بالمستصفى ايضا كان له الاثر الكبير بعد ابن قدامة في الروضة جاءت محاولات وجاءت متابعات كان من اشهرها مختصر الروضة واختصره اكثر من واحد منهم البعلي في مختصر روضة الناظر ومنهم الطوفي نجم الدين في البلبل وهذه المختصرات تظهر عناية الحنابل المتأخرين بروضة الناظر لابن قدامة فلما اعتنوا بها حاولوا الاهتمام بذلك جعلت الشروحات وجعلت بعض الاعمال العلمية بناء على كتاب روضة الناظر. لكن يعني للحق يقال امامة ابن قدامة التي تبهر طلاب العلم في المغني ليست هي الموجودة في روضة الناظر بل دعني اقول ان من يقرأ بعمق عبارات ابن قدامة في المغني واستدلاله المتين واراده القواعد والاحتجاج بها في المغني يجدها اقوى بكثير من تقريره للمسائل في كتاب اصول متخصص كروضة الناظر يعني نفس المسألة الاصولية وتقريرها والاحتجاج بها والبناء عليها صنيع ابن قدامة وتعامله معها في المغني اعمق واقوى بكثير مما هي روضة الناظر لعل سبب ذلك هو ارتباطه او ربطه للكتاب بالمستصفى فصار كالمقيد بالكتاب التي لا تجعله ينطلق في تقرير العبارة ولا في تحريرها ولا في بنائها ولا في صياغتها على وجه مستقل تماما. ليس هذا قدحا لكن مقارنة بين صنيعين فمن يقرأ صنيع ابن قدامة في المغني واستدلاله بالقواعد الاصولية وارادة وتطبيقه لها يقف على فقه عظيم ويقف على امامة ايضا بالغة لهذا الامام الجامع بين الفقه والاصول. فهو كذلك يعني ما يتأتى لفقيه ان يتسلم ذروة الفقه ويتربع على عرشه في امامة الفقهاء في زمنه الا وهو قوي البضاعة كثير المتانة في علم الاصول لانه اصول هذا العلم وقواعده التي يبنى عليها فيما بعد جاءت الكتب المتأخرة التي هي كما قلت محاولة لجمع الجهود السابقة شرح الكوكب المنير وصوب مفلح ومن جاء بعدهم هي محاولات جمع اصول هذا المذهب وقواعده الفت المختصرات ايضا مختصر ابن اللحام غير مختصر الروظة مختصر من اللحام مختصر مستقل جمعه في وصول مذهب احمد قواعد الاصول قواعد الفصول ومعاقد الاصول كتاب اخر اه شرح غاية السوء لابن المبرد هي كذلك جملة من الكتب الاصولية التي الفها الحنابلة ووضعوها لمحاولة الاحتفاظ اصول مذهب احمد رحمه الله النقطة الاخيرة في لقاء الليلة هو المتن المختار بعد هذا العرض من خلال ما تبين وجدت بعد تأمل انه ربما كان الانسب لنا اختيار متن مختصر الروضة روضة الناظر للامام نجم الدين الطوفي مختصر البلبل في اصول الفقه للاعتبارات التالية اولها انه يحقق ما اسلفت الاشارة اليه في صدر الحديث من اهداف درسنا في هذه المرحلة ولاننا اتفقنا على اننا مرحلة ارتقينا فيها مرحلة المقدمات ومرحلة التأسيس والتصور المجمل وقد تقدم هذا كله. فنحن في مرحلة فيها ان تكون دراستنا على نوع شمولي تؤسس لمسائل هذا العلم ويكون فيها ما اقول حصر واستقراء لكن مرور بمسائل هذا العلم المهمة التي لا يستغني عنها فقيه فترد المسائل اصولها وفروعها وتريد النقاشات وترد الاحتجاجات. ويرد لك التبويب في في الادلة وفي الاستدلالات وسائر ما يعتني به الاصوليون بحيث لا يبقى بينك وبين المطولات الا مرحلة المطولات التي تتسم بالاسترسال حتى مع الدقائق والحواشي والاستدراكات والتعليقات. تلك التي تحتاج الى نفس يقوى فيه طالب العلم على خوض غمار هذه المرحلة بعد تأسيس هذه الارضية الصلبة. فنحن في مرحلة بناء الدور الاول بعد الارض يعني اذا كان قد تأسست التصور المجمل فالان البناء الجيد المتين لتأسيس هذا العلم ومواقع المسائل بعضها مع بعض كتاب آآ متن البلبل آآ مناسب جدا في هذه المرحلة السبب الثاني او السمت الثاني لهذا الكتاب هو علاقته بالروضة كما قلت قبل قليل كتاب روضة الناظر حظي باهتمام كبير في اوساط الحنابلة لما اسلفت من امامة ابن قدامة رحمه الله ومن عظيم العناية بثروته ومؤلفاته العلمية وكتاب الروضة واحد منها لما وقع في الروضة شيء من آآ ما اقول عدم التحرير لكن ليست المتانة المعهودة عن الامام ابن قدامة كما هو الحال في المغني جعل ذلك بعض الحنابلة يعمدون الى محاولة آآ اعادة ترتيب الروضة او بلاش نقول اعادة ترتيب محاولة انشاء مشاريع علمية تقوم على روضة الناظر يعني ما الذي حدى بالحنابلة ان يؤلفوا مختصرات للروضة؟ اكثر من مختصر السبب الاول هو محاولة صياغة عبارة الروضة بطريقة اكثر الى الاختصار واقرب الى لملمة الانتشار. ومحاولة الاقتصار على مذهب احمد رحمه الله. من جاء بعد ابن قدامة في عمل يحاول ان يخدم روضة الناظر اتجه تماما الى هذا المعنى فجمع بين المحافظة على ما صاغه ابن قدامة في الروضة من اصول مذهب احمد رحمه الله وتضمينه في كل الابواب والفصول موقف احمد من المسائل وبالاختصار يحاولون في تلافي شيء تلافي شيء مما قد يكون آآ صعبا في الفهم او فيه شيء من الارباك. كما حصل مثلا في مطلع باب القياس في الروضة. فان ابن قدامة رحمه الله اورد نقلا على اختلاف النسخ فيه لا يزال مرتبكا امر اخير ان نسخ الروضة متفاوتة كثيرة جدا النسخ المخطوطة وكل طبعاات روضة الناظر حتى التي خرجت الى اليوم مع جهد المحققين فيها واختلاف الجهود المتبعة ووقوفهم على اكثر من نسخة مخطوطة لا تزال دون المستوى الذي يقف معه قارئ الروضة على انه هي هذه عبارة ابن قدامة لفظه وهذا اصوب في اللفظة هذي وفي السياق وهذي الجملة هي المحررة هنا. والسبب على كثرة اختلاف على كثرة تعداد نسخ روضة ناظر الى انها كثيرة الخطأ ان كثيرة الاختلاف والتفاوت فيجهد الباحثين المحققين ان يقفوا على المحرر في العبارة ومع اختلاف النسخ يعجزك ان تختار منها ما تراه وابو ادق فتبقى روضة الناظر مع اختلاف النسخ ومع اختلاف الجهود العلمية لا تزال ما اقول مربكة لكن ليست المحررة تماما يعزو بعض الباحثين ذلك الى ان ابن قدامة لم يتسنى له رحمه الله قبل مماته اعادة النظر مرة اخرى في الروضة بعد الفراغ منها وتحريرها على وجه محبر. بحيث يكون مغنيا لجهد يأتي من بعده. وهذا سبب التفاوت في خلاف النسخ المخطوطة. على كل فكان سبب اخر لاختيار متن مختصر الطوفي هو ارتباطه بكتاب الروضة وقد علمت مكانته ومنزلته عند الحنابلة سبب ثالث ان متن الروضة كما ان متن المختصر مختصر الروضة للطوفي كما سيأتيك في الدرس اللاحق ان شاء الله جمع بين حسنيين الاولى انه اختصر روضة الناظر والثانية انه لم يلتزم في اختصاره معنى الاختصار بمعنى الاقتصار على عبارة ابن قدامة لا بل هو انشأه صياغة جديدة من جديد فالعبارة عبارة الطوفي لا عبارة عن قدامة وطريقته واستدلاله حافظ فيه على ما اورده ابن قدامة في الكتاب فهو جمع بين الابقاء على ما اورده ابن قدامة من قواعد من مذاهب من احتجاجات من ادلة من ترجيحات الا انه صاغه بعبارة وهذه الحسنى الثانية التي جعلت الطوفي بهذه المثابة في مختصر البلبل متميزا جعلته رحمه الله ايضا يحاولوا ترتيب الكتاب بطريقة لا يخرج بها عن البناء الاساسي للروضة. ومحاولة اعادة المسألة الى موقعها الصحيح. فتراه ربما خالف ابن قدامى في شيء من الترتيب والتبويب. فيأتي لمسألة في باب من الابواب فيأخذها من موضعها ويريدها في موضع اخر هو اليق بها هذا التفاوت اليسير بينما صنعه الطوفي في المختصر مع الروضة الاصل ما اراد به ان يخرج تماما. بالمناسبة يقول بعضهم حتى التسمية يعني مختصر روضة ابن قدامة ومختصر روضة الناظر وتسميته بالبلبل كما ارتضاه مصنفه الامام الطوفي رحمه الله. ايضا له علاقة فبلبل وروضة روضة يعني بستان وحدائق غناء فاتى ببلبل من هذه الروضة فاراد ان يشير قالوا ان صح هذا التفسير ان ان يشير الى ان ان اختصاره منقح لطيف كما هو تغريد البلبل الانيق المشنف للاذان فهو لا يخرج عن سياق الكتاب ولا عن نمطه بل فيه تحسين وفيه لطافة وفيه شيء من التحبير الذي يجعل المتن افضل واجمل اخيرا من المزايا التي جعلت اختيار متن الروضة متن مختصر الروضة للطوفي هو ان المتن مختصر الروضة للطوفي الحقيقة يعد من افضل كتب الاصول تحريرا للعبارة وهذه ميزة مهمة للغاية مختصر الروضة للطوفي ليس عند الحنابلة فقط بل بين مختصرات الاصول. يعتبر من اجودها وامتنها بانه جمع بين تحرير العبارة يعني ليست هناك عبارات عائمة وليست هناك الفاظ تحتاج الى اصلاح واستدراك وليس شيء يستدرك عليه الا كتاب الله ولكن الكتاب محكم فالعبارات الاصولية للطوف في المختصر قوية متينة محكمة بحيث ان حتى والتحريرات التي يريدها والاستدراكات متينة للغاية بالاضافة الى ذلك فانه رحمة الله عليه يعني عمد الى تبويب المسائل وتنقيحها واختيارها ثم اختيار الانسب والاليق حتى التعريفات التي يريدها ابن قدامة في الروضة يعدل عليها الطوفي الى ما هو اجود وما هو اقل اعتراضا وما هو اسلم وحتى الادلة يختار ما هو اقوى وربما اضاف شيئا في الحقيقة ومختصر لكنه محكم. فاحد مزايا مختصر الروضة احكام العبارة. ودقتها ومتانتها هذه الدقة والمتانة والاحكام لم تصل الى حد اغلاق العبارات كما هو سمت كثير من مختصرات الاصول يعني مختصر كمختصر ابن الحاجب على الرغم من يعني انتشاره وصيته وكثرة وقوعه فاذا طلب سلفا وخلفا الا انه كتاب الغاز مختصر يعني من يقرأ العبارة هو لغز عليك ان تفكه وعليك ان تفهمه ولابد ان تفتح شرحا. يعني بالكاد بالكاد ان تفهم عبارة فهما مستقلا من غير الى شرح هذا الاختصار الذي يبلغ حد الايجاز ما وقع ابدا في مختصر روضة الطوفي لكنه عبارة مفهومة الا انها قوية البناء محكمة. يحاول جاهدا ان تكون مستوعبة مؤدية للمعنى غير مستطردة لما يتطرق اليه الخلل وان كان في مناقشات ولا يخلو كتاب كما قلت آآ امامة الطوفي هو الذي سيأتي الحديث عنه في الاسبوع القادم ان شاء الله. جعلت الكتاب ايضا محل اعتناء وللحق يقال ان اماما كالطوفي يعتبر في المتأخرين يعني الطوفي وفاته سبع مئة وسطعش في المتأخرين تتكلم على عالم من علماء القرن الثامن الهجري. وعلم الاصول قد استوى على سوقه. وبلغ نضجه منذ القرن الخامس واواخر فيأتي واحد بعد اربعة قرون عامة الاصوليين من جاء بعد القرن السادس يعني بعد المحصول للرازي وبعد احكام الامدي كما مضى هذا في المقدمات السابقة عامة من جاء بعدهم يدور في فلكهم ولذلك اصبحت مسالك الاصول بعدهم في الغالب تتجه اتجاهين اما فلك المحصول للرازي او فلك احكام الامدي. فجا مختصر ابن الحاجب وكل الجهود علمية وهي في فلك احكام الاامدي. وجاء مختصر البيضاوي وشروح متتابعة وهي في فلك محسود الرازي. فصارت الجهود العلمية الاصولية كلها تدور حول هذين المسارين فقل ان تجد عند المتأخرين بعد القرن السابع بعد القرن السادس والسابع قل ان تجد بينهم اماما محررا محققا يعني ان ان يأتي بما بشيء يخالف من سبقه في في تقرير مسألة او في ترجيح او في ابداء دليل او في اظهار قاعدة يختلف عما سبق هذا قليل جدا واحد من القلائل هو الامام الطوفي بلا مبالغة الذي تجد عندهم في شرحه تجد عنده اضافات علمية وتحريرات نفيسة وتقرير لقواعد لطيفة قد لا تقف عليها بعباراتها عند من سبق سم به ان شئت فتحا الاهيا اسميه توفيقا اسميها امامة ومتانة في العلم هذا وارد. واحد من هؤلاء القلائل عند المالكية مثلا الامام القرافي رحمه الله هذا من القلائل الذين جاءوا في تلك المرحلة ممن عنوا ففتح الله عليهم في تقرير قواعد وتحرير مسائل واظهار استدلالات عز في من سبق واحد من هؤلاء القلائل عند الحنفية مثلا كمال ابن الهمام. صاحب التحرير. واحد من هلأ القلائل اه داش الدين السبكي ووالده تقي الدين. هؤلاء القلائل الذين جاءوا الحقيقة ائمة. ائمة مبرزين في الفقه والاصول وصنعتهم تدل على استقلال في الفهم باظ جيد وجودة اذهان ولم يكونوا اسرى لكتب او مصنفات او مؤلفات. نعم في الامة كثير من العلماء البحار وكثير الافذاذ لكن ان غاب هذا العمق العلمي لما اصبحوا اسرى لمتون وصار يشتغل في فلك كتاب فصار مقيدا بعبارته مقيدا بطريقته مقيدا باستدلاله فان خرج خرج ليبدي شيئا من الذي لا يخرج في الجملة عن هذا السياق بخلاف الائمة الذين ذكرتهم قبل قليل. واحدة من مزايا اختصار متن مختصر الروضة للطوفي ان الطوفي نفسه شرحه وصاحب الكتاب صاحب البيت كما يقولون ادرى بما فيه ودائما شراح المتون على تفاوتهم فاولى الشروح بالافادة من المتن وشرح صاحب المتن نفسه فان الطوفي رحمه الله مع اختصاره الجميل الجيد المتقن للروضة فانه شرح مختصره وهو المطبوع في ثلاثة اجزاء شرح مختصر للروضة للطوفي اصبح ثروة علمية. واصبح كتابا جميلا ومعتبرا به ومعدودا في الكتب المهمة في ميدان علم الاصول عند الحنابلة متداول من جاء بعد الطوفي الحقيقة افاد كثيرا اصول ابن مفلح تحرير ابن الهمام آآ شرح الكوكب المنير لابن النجار. كل هؤلاء اصبحوا يعودون الى شرح مختصر الطوفي. وآآ يحاولون الاخذ منه والافادة عنه والاشارة الى ما يرجحه ما يقرره فصار فعلا اقول منعطفا مهما في تاريخ اصول الحنابلة شرح مختصر الروضة للامام الطوفي نجم الدين سليمان ابن عبدالقوي رحمه الله. هذا الكتاب الذي صنعه الطوفي والفه صار مرجعا مهما. فقل لهذا السبب من الاسباب صار اختيار متن كتاب مختصر روضة ابن قدامة للطوفي احد الاختيارات التي قامت الاسباب التي قام عليها هذا الاختيار. اذا هو كتاب اه محرر اه مختصر لكتاب معتبر عند الحنابلة مخدوم بشرح من نفس صاحب المتن وفي النهاية ايضا امامة المصنف صاحب المتن والشرح جعلت اختيار هذا الكتاب آآ محلا للدراسة لنا ان شاء الله في الاسابيع المقبلة قبل ان اختم هذه النقطة علي ان اقول ان كتاب روضة الناظر بالاعمال العلمية المتتابعة عليه كلها تكون خادمة لمن يريد ان يشتغل على مختصر الروضة للطوفي. يعني شخص قرر وان يدرس متن البلبل فارتباط البلبل بروضة الناظر توسع لك مجالات البحث والتحظير والدراسة والبحث للكتاب. لم؟ لان البلبل مبني على الروظة فكل ما خدم الروضة سيخدم البلبل ولابد شروح الروضة مختصرات الروضة ستكون عونا لكل من اراد ان يفهم كتاب البل ومع ان شرح الطوفي نفسه وافي كافي يعني مطبوع في ثلاثة اجزاء ضخمة كبيرة بحرف صغير فالثلاث الاجزاء الضخمة تعني استيعابا شبه كامل للعبارات التي لا تحوجك الى شيء اخر لكن نقول مع ذلك فان مزيدا من التوسع سيجد مجالات مفتوحة الابواب ممن خدم الروضة الطوفي بشرحه والمختصر والمختصرون المختصرون الاخرون الذين سميت بعضهم قبل قليل اه ممن خدم الروضة ايضا وتكون يكون صنيعه ايضا محل افادة. الامام الحنبلي المتأخر عبدالقادر بن بدران الدومي الدمشقي. الشامي لما صنف المدخل الى مذهب الامام احمد رحمه الله ثم صنف شرحا على روضة الناظر اسماه نزهة الخاطر العاطر بشرح روضة الناظر اه قبل ان يطبع شرح مختصر الروضة للطوفي كانت تحريرات ابن بدران وتعليقاته على عبارات ابن قدامة في الروضة تشير الى امامة فذة في الاصول فلما طبع شرح مختصر الروضة عرف ان جل النقولات كانت عن الطوفي وان تلك المواضع الماتعة والمحررة كانت هي هي عبارات الطوف في شرح مختصر. فابرز هذا وابن بدران ذاته اشاد جدا مختصر الروضة للطوفي واعترف بجلالة قدره اه مذكرة الشيخ الشنقيطي رحمه الله محمد الامين صاحب اضواء البيان فانه لما درس في الجامعة الاسلامية وكان يشرح للطلبة روضة الناظر باعتبارها مقررا على الطلاب كان يملي تعليقات رحمه الله او كان يعلق تعليقات نفيسة على بعض المواضع لانه يشرح فاذا جاء الى موضع من روضة الناظر وحرر رحمه الله شيئا من المسائل او استطرد في استدلال او ناقش او اي او توسع فكان الطلاب يجمعون هذا عنه وطلاب الجامعات كعادتهم يحفظون عن شيوخهم واساتذتهم ما ينقلونه او ما يسجلونه عنهم ثم يتداولون ذلك فيما بينهم فجمعت تلك الوريقات وتعليقات الشيخ رحمه الله بما يسميه الطلاب بين يديه مذكرة مذكرة في اصول الفقه هذه المذكرة طبعت وصارت كتابا وصارت طلاب يدرسونها ويعتنون بها ولا يكاد يستغني من يدرس روضة الناظر عن الرجوع الى مذكرة الشيخ محمد الامين الشنقيطي. ليست شرحا يعني لا تنتظر منه ان يشرح كل بل ربما قرأت الفصل في نصف صفحة وليس للشيخ اي عبارة عليه وربما تأتي لعبارة فتجد الشيخ يفرض صفحتين ثلاثة اربعة على جملة وعبارة فهي مذكرة وتعليقات فلا يستغني عنها. فهذه واحدة من النواحي التي يبرز فيها العناية بابواب يتسع فيها البحث لكل من اراد ان يستفيد في شرح مختصر الروضة للطوفي رحمة الله عليه درسنا القادم بعون الله تعالى سنبتدأ بمقدمة الكتاب قبله سنعطي مقدمة يسيرة موجزة للامام الطوفي نجم الدين متانته ومكانته العلمية ونشأته عند الحنابلة. شيء بسرعة مما مر ذكره الان على قدر اكثر ساعة عن مختصر البلبل ومكانته. وسماته العامة مختصر الروضة البولي بل ما مزاياه وما خصائصه؟ والى اي مدى يمكن الافادة منه؟ ثم سنشرع في المقدمة وان سمح الوقت بدأنا في اول مباحث الكتاب لكن هذا كله سنرجئه من اراد ان يحظى بنسخة مستقلة للبلبل للروضة يكون تعليقه عليها من اراد ان يستصحب الشرح فيكون ونظره على العبارة على اننا لن نقرأ الشرح لكن سنقرأ المتن وحده والافادة بالدرجة الاولى ستكون من عبارات المصنف نفسه الطوفي في شرح من اراد ان يقتني الشرح ليكون مرجعا له يذاكر فيه ويرجع اليه ويحضر منه ويفيد. هذا ينصح به للغاية مع ما اشرت اليه من ذكرت الشيخ الشنقيطي ونزهة الخاطب ابن بدران وغيرها كلها محل افادة لا يستغني عنها طالب العلم ارجو ان يوفقنا الله عز وجل ونحن ندعوه ونسأله ضارعين ان يتم لنا انهاء دراسة المتن خلال اسابيع ما تبقى من من هذا الفصل الا يتجاوز بنا منتهى الفصل الدراسي الثاني. يعني كما حصل العام الماضي الا يحوجنا هذا الى ان ندخل عاما جديدا اخر بل ننتهي في اثناء او مع او في اواخر الفصل الدراسي الثاني بحيث يكمل الله عز وجل لنا دراسة متن متكامل مستقل في عام دراسي. اسأل الله تعالى نحن في مطلعه ان يلهمنا التوفيق والسداد والهدى والرشاد وان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. وافتح علينا في هذا العلم وغيره فتوح العارفين ندرك به مراد رب العالمين ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في ادلة الشريعة افادة منها واحتكاما اليها وتعبدا بها ودلالة للعباد اليها وان يرزقنا الله واياكم اعلى منازل اهل العلم الربانيين الراسخين. ويجعله حجة لنا ويرزقنا سدادا وفهما في كتابه ثم في سنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم وان يحشرنا واياكم في زمرة العلماء العاملين. وان تكون الحجة لنا لا علينا يوم نلقاه. وان يوفقنا لكل خير فيما يحب وهو يرضاه والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين