بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين وبعد ايها الاخوة الكرام فهذا هو اول دروس شرح متن جمع الجوامع للامام تاج الدين عبدالوهاب بن علي السبكي رحمة الله عليه. وكان اللقاء المنصرم تمهيدا للشروع في هذا الدرس. تضمن حديث عن موقع هذا المتن جمع الجوامع بين متون علم الاصول واسباب اختياره ونبذة موجزة من مؤلفه التقي تاج الدين السبكي رحمه الله. ثم الحديث عن المنهج الذي اقتضى ان يكون اختيار هذا المتن في هذه المرحلة بعد الذي تمت دراسته في اوقات سابقة. نبدأ اليوم بعون الله تعالى وهو اول دروس هذا المتن في شرح اوائل الى الكتاب بدءا من مقدمة المصنف رحمة الله عليه. وهذا الدرس الاول الذي ينطلق في منتصف شهر محرم هذه الليلة بعون الله من عام الف واربع مئة وسبعة وثلاثين للهجرة. وكنت قد اشرت في منتهى الدرس المنصرم الى محاولة البحث عن نسخة محققة للكتاب تكون متوفرة بين ايدي الاخوة في هذا الدرس لكنه ما الوقت في خلال الاسبوع الماضي الى الوصول الى شيء مناسب من حيث توفر الكمية التي نحتاجها ولا النسخ المحققة التي يراد البحث عنها ولعله في الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى نكون قد ظفرنا بحل يتيسر معه النسخ للاخوة الحاضرين في الدرس. نسأل الله التيسير. ولهذا ولان لا يفوت قدر كبير من شرح الكتاب وليس بين الاخوة المتن الذي يتابعون فيه فلعلنا نقتصر الليلة على طرف من مقدمة المصنف التي استهل بها الكتاب نجعلها مدخلا من اجل ان نجمع بين عدم توقف الدرس وعدم التقدم فيه مع عدم توفر الكتاب بين ايدي الاخوة الشباب الدارسين نعم ابدأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه من والاه وبعد قال المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الكتاب نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها. خطبة الكتاب هذا من صنيع المحقق. ولم يقل المصنف في هذا العنوان وبالتالي فانه من الدقة اذا قرأ القارئ اذا قرأ القارئ وقد نسب الكلام الى المصنف بقوله قال المصنف الله الا يذكر الا ما قاله. ويكون ما يجتمعه المحققون عادة مما يوضع بين الاقواس اما هو لافادة القارئ ولتسهيل تقسيم الكلام لكن اذا قلنا قال فلان فلننسب اليه الكلام الذي قاله دون ما اضافه المحقق من او زيادات سواء اقتضاها الكلام او كان مما يناسب التقسيم لافهام القارئ. نعم. قال رحمه الله نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها ونصلي على نبيك محمد هادي الامة لرشادها وعلى اله وصحبه ما قامت والسطور وعلى اله وصحبه ما قامت والسطور لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها. ونضرع اليك في لمنع الموانع عن اكمال جمع الجوامع الاتي من فني الاصول بالقواعد القواطع البالغ من الاحاطة مبلغ ذوي الجد والتشمير. الوارد من زهاء مائة مصنف منهلا يروي ويمير المحيط بزبدة ما في شرحي على المختصر والمنهاج. مع مزيد مع مزيد كثير وينحصر في وينحصر في مقدمات وسبعة كتب. نعم هذه مقدمة المصنف رحمه الله تعالى لهذا المتن الصغير في حجمه الكبير في محتواه جمع الجوامع. وتقدم بك الحديث في مجلس الليلة الاسبوع الماضي عن الكتاب ومحتواه وصنيع المصنف رحمه الله تعالى فيه بما يغني عن اعادته ها هنا في هذا المقام. ابتدى رحمه الله بمقدمة يسيرة موجزة تناسب ايجاز الكتاب. وهكذا تكون عادة مقدمات المتون مختصرة لان المتن في ذاته عبارات موجزة مختصرة فلا يناسب فيها الاطناب ولا الاطالة في المقدمات ولو اشتملت على فنون من البلاغة واضرب البيان بديع الذي يستخدمه الادباء والمزلفون عادة. قال رحمه الله نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها يعني يكون الحمد على النعم سببا لاستجلاب المزيد وهذا ات من قوله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم وقد قال السلف من تتابع بالحمد تتابعت عليه النعم. واثر المصنف رحمه الله البدء ها هنا بالفعل نحمدك اللهم ما وصيغة الفعل كما مر بكم كثيرا في مقدمات المتون هي احدى الصيغتين التي يستفتح بها حمد الله عز وجل في الكلام الخطب والمصنفات بمعنى ان المستفتح بحمد الله سيختار احد طريقين اما الجملة الاسمية في مثل قولك الحمد الله او المؤكدة مثل قولك ان الحمد لله. او يختار الجملة الفعلية بقوله احمد الله او نحمد الله ونحوه. وعند اهل العلم لكل من الاسلوبين او الطريقتين دلالة لغوية وافادة معنوية فان الجملة الفعلية تفيد التكرار وتفيد التجدد مع الحدوث. فالذي يقول احمد الله يشعر الفعل هنا بتجدد الحمد وتتابعه على الدوام. والجملة الاسمية منزوعة منها هذه الدلالة لكنها تفيد الثبات والاستقرار فالقائل الحمد لله يثبت حمدا مستقرا. فلكل من الاسلوبين دلالته ومعناه واجمع ما في ذلك الجمع بين الصيغتين وهي الاتية في خطبة الحاجة. في حديث النبي عليه الصلاة والسلام وصيغته التي يتداولها الخطباء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. فانظر كيف جمع صلى الله عليه وسلم بين الصيغتين والاسلوبين ابلغ في الاحاطة بمعاني الحمد بما تدل عليه الجملة الاسمية والجملة الفعلية كذلك. قال نحمدك اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها ونصلي على نبيك محمد هذه الامة لرشادها. صلى الله عليه وسلم اقتصر المصنف رحمه الله على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال بعض الشراح كان الاولى به ان يقرن الصلاة بالتسليم. ولا شك ان هذا هو الاكمل في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الله قال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ولان الجمع بين الصلاة والسلام هو المخصوص بمقام الانبياء ونبينا خاصة صلى الله عليه وسلم. واما الصلاة بمعنى الدعاء وحده فقد اطلقه رسول الله عليه الصلاة والسلام في مثل قوله اللهم صلي على ال ابي اوفى. قال رحمه الله وعلى اله وصحبه يعني في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ما قامت الطروس والسطور لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها. الطروس جمع قرس بكسر الطاء وهي الصحيفة. كما ذكره اصحاب ابو المعاجم وقد ذكر الجوهري في الصحاح وابن منظور في لسان العرب وابن سيدة ايضا في المحكم انه يقال للصحيفة درس اذا كانت قد محيت ثم كتبت. وذلك انهم كانوا يستخدمونها مرات في الكتابة. كالالواح لا يقال طرس الا اذا كتب ثم محي ثم كتب. واما المكتوب مرة فلا يقال له ذلك والامر فيه واسع. فالمقصود بالضرس صحيفة الورق او الصحيفة التي يكتب فيها من ورق او غيره. قال ما قامت الطروس والسطور. وقصد الكتابة فهو الان يشير الى الاوراق والصحائف التي تكون محل كتابة والى السطور التي تكتب فيها وجعل هذا ظرفا تستمر فيه الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قامت يعني الصحائف السطور لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها. وهذا ضرب من البلاغة بديع وادب رفيع. بمعنى اللهم ادم الصلاة والسلام على نبيك صلى الله عليه وسلم كلما استمر استخدام الصحائف والسطور في كتابات اهل العلم في الالفاظ الرائقة في عيون الكتابة والجمل مقام البياض والسواد في العيون. وهذا يعني ان هذا مستمر الى قيام الساعة لان بني ادم لا يزال يستخدم مثل هذا واهل العلم لن ينفك احدهم عن استخدام الصحف والكتابة فيها بالسطور الفوائد وتقرير الاحكام وآآ اثبات الجمل البديعة والفوائد الماتعة فهذا لا ينفك سيبقى ابدا فجعل ذلك مقرونا بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو ظرب مما تقرن فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بالامور المستمرة الى قيام الساعة كما يقرن باستمرار الشروق والغروب وبنوح الطير وتغريد الحمام وتحليق الطير وامثال ذلك مما لا يزال متتابعا في الكون قال رحمه الله ما قامت والسطور لعيون الالفاظ مقام بياضها وسوادها ونضرع اليك في منع موانع عن اكمال جمع الجوامع. هنا صرح رحمه الله باسم الكتاب الذي اسماه جمع جمع الجوامع سائلا ربه ان يرزقه التوفيق والسداد لان يكون هذا مشروعا محفوفا بالقبول توفيق الاكمال الذي تتم معه هذه المشاريع وسأل الله تعالى ان يمنع الموانع يعني ان يحيل ويحول بينه وبين كل ما يطرأ عليه يمنعه من اتمام هذا وهذا ايضا يعني مما يتعلم في صنيع اهل العلم وكلامهم واشاراتهم ان العالم مهما بلغ من العلم ومهما اوتي من الاسباب التي هي في الجملة اسباب يعني علم ووقت وصحة واسلوب والة تمكنه من ان يقوم باي مشروع علمي لكنه يبقى احدنا مهما بلغ من الاسباب الا انه لا يزال فقير لا يزال فقيرا واقفا على باب ربه. والتضرع الى الله سمت اهل العلم لانهم اولى الناس بهذا المعنى. اذا كان الانبياء والرسل عليهم السلام يظهرون غاية الافتقار الى الله سبحانه وتعالى فيقول موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير. ويقول عيسى عليه السلام ما قلت لهم الا اما قد امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد في مواضع كثيرة تجد فيها ادب الانبياء عليهم السلام في اظهار عظم الافتقار الى الله. فاولى الناس بامتثال هذه المعاني ورثة الانبياء والرسل عليهم السلام. وليس ذلك الا اهل العلم وطلبته والسالكون في هذا الطريق. هم اولى الناس حقيقة ان يقوم فيهم معنى الافتقار والذل والانخضاء والخضوع لله والانكسار بين يديه في طلب تحقيق المراد وبلوغ المنى. ولام امنية اعظم عند اهل العلم من الوصول الى عظيم المرادات في تحصيل العلم وفهمه وادراكه وتعلمه وتعليمه. هذا كله متوقف على عظيم فضل الله وقد جاء ذاك صريحا في كتاب الله ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء. فهذا شيء يعني يتعلمه طالب العلم مع انه ليس مقصودا ها هنا في السياق انما طريقة اهل العلم تعلم هذه المسائل من خلال عباراتهم الفاظهم قال ونظرع اليك في منع الموانع عن اكمال جمع الجوامع. وقد اكرمه الله فاكمل جمع الجوامع انتشر في حياته رحمه الله ووصل الى ايدي طلبة العلم والعلماء في اوانه. فمنهم من علق عليه وقرأه شرحه ومنهم ايضا من ناقشه وسأله واستدرك عليه وهذا دليل على انتشار الكتاب وتاج الدين السبكي رحمه الله لما اتم جمع الجوامع وانتشر بين ايدي الطلبة ووصل الى العلماء وبلغهم ونظروا فيه وقرأوه واطلعوا عليه صارت هناك مكاتبات بين تاج الدين السبكي وبين بعض اهل العلم في زمانه. فكاتبه بعضهم موجه اليه اسئلة واعتراضات على ما قرره في جمع الجوامع اما من حيث الاسلوب والصياغة او الالفاظ والعبارة او المحتوى او التقرير للمسألة الى اخرها في ذلك فلما اكتملت عنده جملة من الاسئلة واجتمعت صنف رحمه الله كتابا اخر اشرنا اليه في الدرس الماظي اسماه منع عن جمع الجوامع. فكانت هذه مناسبة لطيفة. هو في مقدمة الكتاب سأل الله ان يمنع عنه الموانع من اكمال جمع الجوامع ولما تم له الكتاب وبلغته اسئلة اهل العلم ونقاشهم واستدراكاتهم جمعها ثم صاغ فيها مصنفا اسماه منع قانعي عن جمع الجوامع. لم يقصد فيه شرحا لالفاظ الكتاب. لكنه اراد الاجابة عما ورد من اعتراضات ونقاشات وسؤالات جاء بها فنثرها في كتاب منع الموانع وقرر فيها ماذا قصد بهذه العبارة؟ ولماذا اتى بهذا اللفظ؟ ولماذا قال ولم يقل هكذا ثم اجاب عما يراه رحمه الله فصار كتابا مستقلا اسمه منع الموانع عن جمع الجوامع. ولا يخلو عادة احد شراح جمع الجوامع على كثرتهم لا يخلو احد منهم من الاستفادة من منع الموانع وان لم يكن شرحا كاملا الا انه يستفاد منه لانه من صنيع المؤلف نفسه وكلامه ذاته. فما يقوله في جملة وما يقرره في عبارة هو المعول ينبغي ان يكون هو الذي يقصد به المؤلف لانه ادرى الناس بما يكتب ويقول رحمة الله عليهم اجمعين. قال رحمه الله ونضرع اليك في منع عن اكمال جمع الجوامع الاتي من فني الاصول بالقواعد القواطع اشار ها هنا الى ان مضمون هذا الكتاب الذي اسماه جمع الجوامع يأتي من فني الاصول وهو مثنى فن. والمقصود الاصولين ها هنا اصول الدين واصول الفقه فقرر ها هنا ان جمع الجوامع ات في مسائله من هذين الفنين. من اصول الدين واصول الفقه. واتى منهما بالقواعد القواطع وهو ما يمر بك في مسائل الكتاب ان شاء الله. قال البالغ من الاحاطة بالاصلين يعني اصول الدين اصول الفقه مبلغ ذوي الجد والتشمير الوارد من زهاء مائة مصنف منهلا يروي ويمير. يعني هذا الكتاب قد حوت مسائله خلاصة ما جاء في عدد كبير من الكتب والمراجع كما قال زهاء مائة مصنف وهذه المئة مصنف ليست كثيرة في زمن الامام السبكي رحمه الله في القرن الثامن الهجري. فكتب الاصول فوق ذلك بكثير. لكنه جمع امهات الكتب وعيونها ورؤوسها فكانت عنده. ما يحفظ منها وما يرجع اليه وما فهمه واستوعبه فكان كل ذلك حاضرا لما صنف جمع الجوامع. هذا لم يقله تاج الدين السبكي مفاخرة او مباهاة او استكثارا لكنها كانت عادة عند اهل العلم السابقين رحمهم الله عندما يريد احدهم ان يستحث همة طلاب العلم كانه يريد ان يقول لك لا تزهد فيه فهو كتاب متعوب عليه ولا تنظر اليه نظرة عاجلة فقد جمعته من كذا وكذا وهذا كله وان كان اثباتا للجهد اولا وتقريرا وتوثيقا الا انه ايضا في المحصلة يشعرك وانت تقرأ مقدمة الكتاب انك كامام مشروع علمي هو عصارة مئة مصنف تقريبا في الاصول. اذا وليس كتابا قاله من من مما قال ورد عليه في الخاطر او مما استقر عنده من مسائل لكنه محرر وقد اجتهد فيه رحمه الله واكد هذا فقال احيط بزبدتي بزبدة ما في شرحي على المختصر والمنهاج مع مزيد كثير. يعني هذا الذي ساقرره لك واقربه لك واصوغه لك في جمع الجوامع هو محيط بزبدة ما اوردته في شرحين كبيرين. وقد اشرت اليه ما في الدرس المنصرم شرحه الاول على الابهاج عفوا شرحه على منهاج البيضاوي وقد علمت ان المنهاج هو مختصر للحاصل نتاج الدين الارمو والمحصول الامام الرازي. فالبيضاوي لما اختصر المنهاج وقدمه شرح تاج الدين السبكي هذا المتن منهاج البيضاوي مكملا ما ابتدأه ابوه رحمه الله في مقدمة الكتاب في الابهاج فان والده تقي الدين السبكي ابتدأ شرح الكتاب ووقف فيه عند حد الواجب. ثم اكمل ابنه تقي الدين اكمل ابنه تاج الدين صاحب جمع الجوامع اكمل الكتاب واسماه الابهاج في شرح المنهاج ولما انتهى اقبل على شرح مختصر ابن الحاجب في كتاب اسماه رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب. فهذان شرحان كبيران على متنين هما العمدة في ذلك الوقت كتب الاصول. وكما قلت لك فاحدهما يمثل محصول الرازي. والثاني يمثل احكام الامدي في مختصر ابن الحاجب. وقد شرح تاج الدين السبكي الكتابين وبالتالي فهو مدرك تماما لمسائل الكتابين والمختصرين باقباله على شرحهما. هو يقول لك الان ان جمع الجوامع هو زبدة ما في دينك الشرحين. بل قال مع مزيد كثير. اذا فيه من المسائل في جمع الجوامع ما ليس في شرحه في الابهاج على المنهاج وما ليس في شرحه رفع الحاجب على مختصر ابن الحاجب. وهذا ايضا ما قلت لك اغراء لطالب العلم وهو يقرأ مقدمة الكتاب ان ان تاج الدين السبكي فعلا قدم جهدا علميا نفيسا وهو يشعرك بهذه العبارات انه قدم شيئا ليس باليسير وانه يحتاج الى عمل ينظر فيه المصنف وينظر فيه الشارح وينظر فيه الطالب نظرة الانصاف. بل قال رحمه الله في اخر كتابه لما ختم الكتاب وهو يريد ان يودع خاتمة الكتاب شيئا يعبر عن المعنى. قال رحمه الله فان هذا الكتاب لا يتأتى اختصاره. يعني يقول مع افيه من المسائل الا انه في اقصى درجات الاختصار واي اختصار بعده سيكون مخلا. واراد ان يغلق الباب انه لا يصلح ان يكون مختصرا لهذا الكتاب. مع ان شيخ الاسلام زكريا الانصاري رحمه الله اختصره واسماه لب الاصول ثم شرحه لكنه كان حصل الخلل من فوات بعض المسائل على كل هذا الصنيع من المصنف كما قلت لك درج عليه بعض اهل العلم في رفعه همم واستحثاثها وفي استنفار همة طالب العلم وهو يقبل على المتن ان يكون له وعي وادراك والمام بمضمون الكتاب مسائله بالحاجة الى ان يشمر تشمير الحريص في الافادة مما اشتمل عليه المتن من المسائل والعلوم. قال رحمه الله تعالى وينحصر في مقدمات وسبعة كتب. يعني هذا المتن سيشتمل على سبعة كتب سبقها بعض المقدمات. المقدمات جمع مقدمة بفتح الدال على انها اسم مفعول. ويصح في كسر الدال فتقول مقدمات جمع مقدمة على انها اسم فاعل وكلاهما له وجه فاذا قلت مقدمة اسم مفعول من قدمها؟ المصنف مقدمة اي كتاب مقدمة اي كتاب قدمها المصنف على باقي الفصول والابواب فهي مقدمة قدمها المصنف فكانت بين يدي الكتاب. ويمكن ان تقول مقدمة فتكون هي اسم الفاعل وتكون المقدمة التي يصوغها المؤلف تقدمك الى ما بعدها من الابواب. يعني تأخذك اليها وكلا المعنيين صحيح والوجهان جائزان بل آآ ذكر القرافي رحمه الله عن بعض آآ ارباب اللغة ان كل كلمة مقدمة مقدمة كتاب مقدمة مشروع مقدمة اه اه مجموعة كلها يجوز فيها الوجهان مقدمة ومقدمة قال الا مقدمة الجيش فانها لا تطلق الا بكسر الدال على غير خلاف فيها واما معنى المقدمات عند اهل العلم فالمقصود بها كل ما يوقف عليه حصول امر اخر. مقدمة اي شيء يترتب عليها اصول امر بعده فلا تكون مقدمة الا وبعدها شيء يلحقها ويتبعها. وعند المناطق يقولون المقدمة جزء من الدليل فان الدليل المنطقي يتكون من مقدمتين صغرى وكبرى وهاتان المقدمتان تجمعان الى بعضهما فتنتج عنهما النتيجة. هذا يسمى دليلا عند المناطق كقولهم مثلا العالم ممكن وكل ممكن له سبب. اذا فالعالم له سبب فالجزء الجملة الاولى تسمى مقدمة. والثانية تسمى مقدمة صغرى وكبرى. الاولى صغرى والثانية كبرى. ثم تنتج عنهما نتيجة. هذا اصطلاح تركيب الدليل عند المناطق بهذا التقسيم يطلقون مصطلح المقدمة على الجزء من الدليل. اما هنا في التصنيف فالمقصود به قمة الكتاب اي صدره وبداية التصنيف التي يذكر فيها المصنفون عادة اسماء كتبهم ومنهجهم ومرادهم وشيء ما يجعلونه مدخلا يعين القارئ على فهم ما سيأتي من فصول وابواب الكتاب اذا هي سبعة كتب رتبها المصنف رحمه الله على ما سيأتي بك في اثناء الكتاب. الكتاب الاول في في الادلة بل في القرآن جعل معه دلالات الالفاظ الكتاب الثاني في السنة ثم الاجماع القياس ثم الادلة المختلف فيها وسماها آآ سماها رحمه الله الله تعالى الاستصحاب والاستصلاح وذكرها في مجموعة من الفصول مجموعة وختم اخر كتبه بالاجتهاد والتقليد وبعض مسائل تتعلق طول الدين نشرع اليوم في صدر الكلام في المقدمات فقط ونقف عندها. نعم قال رحمه الله الكلام في الكلام في المقدمات. اصول الفقه دلائل الفقه الاجمالية وقيل معرفتها والاصولي العارف بها وبطرق استفادتها ومستفيدها والفقه العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من ادلتها التفصيلية والحكم خطاب الله تعالى المتعلق بفعل المكلف من حيث انه مكلف ومن ثم لا حكم الا لله. ماذا تلحظ؟ بماذا بدأ في المقدمات بدأ بتعريفات عرف الاصول عرف الفقه ثم عرف الحكم الشرعي ثم تواصل فيما بعد المقدمات التي ذكرها هنا قبل الكتاب الاول هي ما يذكره الاصوليون عادة في بدايات كتب الاصول قبل الخوض في باب الادلة. وذلك على الحصر في مقدماته يتناول الاتي تعريف الاصول تعريف فقه تعريف الحكم الحسن والقبح هل هما شرعيان او عقليان؟ ويترتب على ذلك مسألة شكر المنعم؟ هل هو واجب عقل او شرعا ويتفرعوا عن ذلك حكم الاشياء قبل الشريعة هل هي على الحظر ام على الاباحة؟ ذكر امرا معدوم ثم شرع في الاحكام الشرعية الواجب مستحب المباح المكروه الحرام تكلم عن الاحكام الوضعية السبب والشرط الصحة والفساد الاداء والقضاء والاعادة والرخصة والعزيمة ثم انتقل الى تعريف الدليل وتعريف تعريف النظر التصور التصديق الظن الوهم الشك التي ترد عادة في مقدمات الكتب من اجل ان تكون مفاتيح يفهم بها القارئ ما سيأتي من مسائل ذكر ايضا في مقدماته مسائل الحكم الشرعي الامر بواحد من اشياء الواجب المخير. مسألة فرض الكفاية حدها مسألة الواجب الموسع مسألة ما لا يتم الواجب الا به مسألة تناول الامر المطلق المكروه مسألة التكليف بالمحال مسألة آآ الشرط الشرعي مسألة لا تكليف الا بفعل ثم ختم بتعدد تعلق الحكم باعتبارات. كل هذا اورده المصنف رحمه الله في مقدماته ثم شرع في الكتاب الاول وهو الحديث عن دليل الكتاب وهو القرآن واتى بمسائله وانطلق بعد الى دلالات الالفاظ ما يتعلق بها. ابتدأ رحمه الله فقال اصول الفقه دلائل الفقه الاجمالية هذا تعريف لاصول الفقه باي اعتبار هذا باعتباره علما ولقبا وانت تعرف ان اي مصطلح او لفظ يتكون من كلمتين فانت تتعامل معه بطريقتين اما ان تقسم هذه الكلمات المضافة الى بعضه وتتعامل مع كل مفردة على حدة وهذا يكون تعريفا باعتبار الالفاظ المفردة باعتبار كل جزء من الكلمة والمصطلح. واما ان تتعامل مع الكلمتين على انها اسم واحد يعني كما لو قلت لك عبدالرحمن مباشرة ينصرف الى ذهنك شخص رجل يطلق عليه اسمه عبد الرحمن. هو يتكون حقيقة من لفظتين عبد وهو وصف للمخلوق الذي كلفه الله بالعبودية في هذه الحياة من بني ادم والرحمن اسم من اسماء الله تعالى يحمل معنى الرحمة العامة التي تناولت خلقه. فعبدالرحمن هو العبد المخلوق من بني ادم لربه الرحمن. هذا المعنى التفصيلي لو تعاملت مع كل لفظ من هذه الالفاظ المظافة على حدى. لكنك لو دمجت عبدالرحمن فاصبحت عندك اشبه بكلمة واحدة. هكذا يقال اصول الفقه اصول الحديث اصول التفسير. اسماء العلوم. ان نظرت اليها كاسماء الاشخاص فقلت اصول الفقه مثل عبدالرحمن عبارة عن اسم يطلق على شيء محدد عبدالرحمن اطلق على رجل تعرفه قريبك اخوك ابن عمك ابن جيرانك ينصرف الى ذهنك تتصور شخص معين يحمل هذا الاسم. فاصول فقه هكذا هي بهذا الاعتبار. فاذا قلت اصول فقه مباشرة وهذا المتبادل عند طلبة العلم ينصرف الذهن الى علم محدود المسائل معروف الابواب يسمى بهذا الاسم. هكذا تكون تكون مصطلح اصول فقه عبارة عن عبارة عن علم يطلق على علم من العلوم. ويسمونه هكذا لقبا على من لقبا هذا فاذا هو لقب على علم محدد. واذا تعاملت معها على انها كلمتين اصول وفقه اصول الشيء اسسه كلياته والفقه هو العلم المعروف. اذا هذا هو قواعد علم الفقه فهذا طريق وهذا طريق السبكي ها هنا سلك اي الطريقين على اعتباره علما ولقبا على علم. فقال اصول الفقه دلائل الفقه الاجمالية. انطلق مباشرة دلائل الفقه الاجمالية دلائل جمع دليل جمع دليل ادلة او دلائل فعائل جمع فعيلة مثل ربائب وربيبة مثل حبائب وحبيبة ولهذا فمن خطأ اذا يقول احدكم اه يا حبايب هذا يطلق على الاناث لانه جمع حبيبة وليس جمع حبيب ففعائل جمع فعيلة وبالتالي فالصواب هنا ان يقال ادلة وهذا مما نوقش فيه عدد من المصنفين في الاصول وصار يقال ليش تقول دلائل؟ قل ادلة المهم هو يريد بدلائل ادلة يعني الدلائل عندهم هنا جمع دليل الاصوب والادق ان يقال ادلة الفقه الاجمالية لن نخوض كثيرا في التعريف لكن حسبك ما مر بك كثيرا. المراد بادلة الفقه الاجمالية قواعده التي يبنى عليها ادلة الفقه الاجمالية هي مصادر مصادر الاحكام التي تأتي في الفقه. انا لما اقول التيمم التيمم مشروع عند فقد الماء هذا حكم فقهي واما اقول ايضا ان مسح المتوضئ على خفيه يجوز للمسافر ثلاثة ايام بلياليها وللمقيم يوما وليلة هذا حكم. وكل مسألة في الفقه هي حكم شرعي احكام الفقه كثيرة مصادر استنباط هذه الاحكام هو ادلتها ولست اقصد ها هنا النص الذي دل على مسألة التيمم الحديث او الاية. ولا النص الذي دل على مسألة مسح الخف لا تلك ادلة تفصيلية دليل كل مسألة بعينها يسمى دليلا تفصيليا في الفقه كم دليلا تفصيليا عندنا كثير جدا كل نصوص القرآن التي تستنبط منها الاحكام دلائل جزئية ادلة جزئية كل احاديث السنة التي تحفظونها في الاحكام وبلوغ المرام ومنتقى الاخبار وغيرها كثير. وما جاء في الصحيحين وفي السنن والمسانيد. كل هذا ادلة جزئية. هذا دليل في التيمم وهذا في الوضوء وهذا في الحيض وهذا في الطلاق وهذا في النكاح هذا في البيع وهذا في القصاص كل هذه ادلة جزئية. هذه الادلة جزئية الكثيرة جدا في الفقه متعددة. فانت اذا جمعتها وحصرتها وجئت تقسمها الى قواعد كبرى والى مصادر كلية يخرج لك انها تنحصر في مسارات محددة. القرآن السنة الاجماع قياس قول الصحابي شرع من قبلنا وبالتالي انت حصرت الادلة التي بلغت عشرات ومئات والوف واضعاف حصرتها في هذا في انواع اجمالية فالقرآن والسنة والاجماع والقياس هذا معنى قول الاصولين الادلة الاجمالية. اذا الادلة الاجمالية الية للفقه ما هي هي مصادر بناء الاحكام التي تقررت في الفقه. وهذا لا يكون الا في الادلة الكبرى. القرآن وتحته كم دليلا تفصيليا تجد تحشرات مئات الوف. السنة دليل اجمالي. تحتها كم دليل تفصيلي يندرج؟ ايضا عشرات مئات الوف. هكذا القياس هذا الاجماع هكذا كل الادلة الاجمالية. هذا هو المقصود عندهم بادلة الفقه الاجمالية. يعني ما يصلح ان يكون دليلا تبنى عليه الاحكام وتستنبط منه. يندرج في هذا ايضا ان من الادلة الاجمالية القواعد الكلية التي تستخدم في بناء الاحكام والمتعلقة عادة بادلة الالفاظ ودلالتها على المعاني. ان العموم دلالته كذا والخصوص اذا ورد عليه يخصصه والاطلاق يتناول اللفظ من حيث الماهية من غير قيد. فاذا جاء القيد في موضع قيد المواضع الاخرى المطلقة اذا اشتركت معها في السبب والحكم وهذه قواعد هذه ايضا هي مثابة كليات مثابة ادلة اجمالية تجعلها اصلا وتجري عليها الفاظ النصوص في الكتاب والسنة ستنتج لك احكاما هذا مقصود الاصوليين بقولهم الادلة الاجمالية. فاذا باختصار شديد محتوى علم اصول في جمع الجوامع وفي غيره من كتب الاصول. ما الذي يتناوله علم الاصول ويشتغل به ويقدمه لطلاب العلم ادلة الفقه لو قلت ادلة فقه وسكت يتبادر الى الذهن اني ساجد فيها اية القصاص واية الزنا واية السرقة واية الخمر واية الوضوء واية النواقض واية كذا ودليل كذا وحديث كذا لا ليس هذا المقصود. ليست كتب اصول الفقه هي عبارة عن الادلة التفصيلية لكل مسألة. هي ادلة اجمالية اجمالية انفع او الادلة التفصيلية انفع كلاهما يحتاج اليه طالب العلم الادلة التفصيلية اين يجدوها في الفقه ماذا يقدم الفقهاء في كتب الفقه لطالب العلم يقدمون له كل مسألة بحكمها مع مع دليلها. ولهذا يعرفون الفقه بانه معرفة الاحكام الشرعية بادلتها التفصيلية الفقه معرفة الحكم مع دليله. ان تعرف الحكم وحده هذا ليس فقها ولذلك انت تجد عامل نظافة وجاهل وعامي وامي يعرف صفة الوضوء ويعرف احكام الصيام ويعرف ان هذا من المفطرات ويعرف صفة الحج ولو سألته لاجابك لكنه لا يعرف الادلة. هل هذا فقه؟ وهل يسمى فقيها؟ المسلم اذا عرف الاحكام فقد ادى ما وجب عليه مما اراد الله به ان يعبده لكنه لا يسمى فقها ولا يسمى صاحبه فقيها الا اذا عرف المسألة بدليلها فاذا جمع بين الحكم والدليل فقد فقه. وفقه النكاح وفقه الطلاق وفقه الحج وهكذا هو معرفة الاحكام بادلتها. ففي الفقه تقدم الفقهاء المسائل مع كل مسألة دليلها قد يكون نصا قد يكون قياسا قد يكون اجماعا قد يكون قواعد شرعية كلية الى اخره فهناك تقدم الاسئلة المسائل بادلتها التفصيلية. اما في الاصول فانهم يقدمون الادلة الاجمالية. انا اقول كلاهما يحتاج اليه طالب العلم لكن ايهما اقرب منالا وايسر تحصيلا واسرع فهما الادلة التفصيلية والاجمالية تفصيلية ايسر ولهذا يستسهل طلبة العلم علم الفقه ويستصعبون الاصول لان الدليل في الفقه مرتبط المسألة كذا ودليلها كذا. خلاص واظح ومفهوم فربط الحكم بدليله ففهم. واذا جلس طالب العلم في درس وعرف المسائل قام من مجلسه وقد حفظ مسألتين ثلاثة خمس عشرة في باب آآ صفة الصلاة مثلا في اركانها في مسائل الاذان في احكام المناسك تعلم جملة من المسائل وعرف الاحكام فيشعر انه استفاد وحاز علما تمثل في بعض المسائل بينما علم الاصول لا يعطيك هذا التفصيل يعطيك الكليات يعطيك المداخل يعطيك الاسس ويستصعبها طلبة علم لانها في نظرهم لا تثمر مسألة عملية مباشرة. هو يقوم من مجلس لحضور درسا واثنين وخمسة وعشرة وربما كتابا ويشعر انه ما فقه مسألة شرعية عملية. وهذا صحيح. لان علم الاصول لا يعطيك احكام المسائل ويعطيك المفاتيح والمفتاح اذا اقتنيته لن يفتح لك الباب ما لم تدخله في باب وتعمله فاذا اخذته ولو كان من انفس المفاتيح ومصنوع من الفضة او من مادة ثمينة مهما بلغ فان جعلته في جيبك فقد اغلقت الفائدة فمفاتيح العلوم الادوات انما تثمر اذا استعملت. ويستصعب طلبة العلم هذا الباب لانهم لا يمارسون. فيرونه تحصيلا مجرد جافا والاولى بمن اراد ان يستثمره ان يعمله. على كل اذا تعريف الاصول كما قال دلائل الفقه الاجمالية. وقف المصنفون عند هذا تعريف ولم يتناول ما يذكره غيره بقولهم وطرق الاستفادة او طرق الدلالة او كيفية الاستفادة من هذه الادلة التي هي دلالات الالفاظ وسيأتي بعد قليل قال رحمه الله وقيل معرفتها. معرفة ماذا مرة اخرى قال اصول الفقه دلائل الفقه الاجمالية وقيل معرفتها يعني في طريقتين لتعريف الاصول اما ان تقول هي دلائل الفقه او معرفة دلائل الفقه الاجمالية. ما الفرق هو الان ماذا يريد ان يعرف علم اصول الفقه فعلم اصول الفقه هو الادلة الاجمالية او معرفة الادلة الاجمالية هذا جدل يخوض فيه المصنفون عادة هل اعرف العلم بانه العلم بالشيء او هو الشيء نفسه هذا اعطني الكتاب هذا كتاب اصول فقه. ماذا فيه فيه مسائل الاصول الادلة الاجمالية العلم الذي اريده اعرفه هو هذه المسائل او العلم بها المسائل يعني سواء علمتها او لم تعلمها هذا هو العلم ادركته علمته او لم تعلمه هذا هو العلم. اذا هو الادلة والخطب في هذا يسير لاني لما اعرف التفسير او اصول الفقه او مصطلح الحديث او علم النحو اي علم اذا جئت اعرفه ينطلق باعتبارين اذا اردت اسماء العلوم عموما بها قواعد الفن ومسائله ويراد بها ادراك هذه القواعد. فاذا قصدت ان العلم هو ما حصل ادراكه قلت هو المعرفة او هو العلم بكذا واذا اردت مسائل الفن نفسه ستقول هو كذا مباشرة. والخطوة في هذا يسير. لكن الملفت للنظر ان السبكي هنا قال وقيل معرفة فاشار الى الخلاف ورجح ماذا رجح الاول ان اصول الفقه هي دلائل الفقه الاجمالية وهذه طريقة سلكها بعض اهل العلم واعتبروا ان هذا هو والاولى باعتبار العلم هو الادلة. وقيل المعرفة. الطريقة الاولى طريقة الرازي. التي رجحها السبكي. الطريقة طريقة البيضاوي البيظاوي في مختصر في المنهاج لما عرف الاصول قال معرفة دلائل الفقه الاجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد فجعل العلم هو المعرفة الاشكال ما هو ليس الاشكال لكن السؤال في السطر التالي لما عرف السبكي الفقه ماذا قال والفقه العلم بالاحكام الشرعية العمل ليش ما قال الفقه والاحكام الشرعية العملية يعني في في تعريف اصول الفقه قال هو دلائل وفي تعريف الفقل العلم طب واحد من الاثنين اذا كان هو يرى يرى ان تعريف العلوم هو المسائل نفسها يعرفها بالمسائل واذا رأى ان تعريف العلوم هو العلم بها يعني وحد الطريق اما يقول في الاثنين العلم بالدلائل او معرفة الدلائل او يقول في الاثنين هنا دلائل وهناك احكام شرعية مباشرة فلماذا فرق بينهما السبكي؟ يقول هو تفريق راجع الى الى حقيقة العلمين بمعنى الفقه لغة ما هو؟ خلاص انتهينا. يقول اصلا تعريف الفقه لغة راجع الى الفهم. فليست مسائل الفقه فقها بل العلم بها هو الفقه فتعريف علم الفقه هو العلم بالاحكام الشرعية. اما الاصول مسائل مجردة فعرفها بانها دلائل الفقه الاجمالية. والخطب في هذا يسير لاهل العلم طريقان في تعريف العلوم. قال رحمه الله والاصولي العارف بها. الظمير يعود الى ماذا؟ دلائل الفقه الاجمالية اذا اذا كان علم الاصول هو دلائل الفقه الاجمالية فمن هو الاصولي العارف بها طيب هذا تحصيل حاصل ما يحتاج الى ان يريده في التعريف لكنه قال العارف بها وبطرق استفادتها ومستفيدها فجعل تعريف الاصول اوسع من تعريف علم الاصول. هذا علم الاصول قال هو الادلة الاجمالية. قال والاصولي هو الذي يعرف هذه ادلة ويعرف كيف يستفيدها ويطبقها ويستنبط منها الاحكام ويعرف ايضا شروطها المتعلقة بالمستفيد يعني المجتهد من هو الاهل لهذا الصنيع؟ فجعل دائرة الاصول في التعريف اوسع دائرة من من تعريف الاصول نفسه وهو بالتالي ماذا جعل جعل توظيف هذه الادلة ومعرفة الاستفادة منها خارجا عن تعريف الاصول داخلا في تعريف الاصولي واعترضه بعض الشراح وانه كان الاولى به ان يجعل في في الاصول دلائل الفقه الاجمالي وكيفية الاستفادة منها. قال رحمه الله والفقه العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من ادلتها التفصيلية علم مكتسب. علم بماذا بالاحكام الشرعية العملية مكتسب من ماذا الادلتها التفصيلية خلاص هذان ركنان في الفقه. علم باحكام شرعية عملية. مكتسب من الادلة التفصيلية. قد عرفت الان ما معنى ادلة صينية يعني دليل كل مسألة بحسبها دليلا تفصيليا جزئيا. وعرفت ما معنى العلم المقترن بالدليل؟ لان مجرد ادراك المسائل دون دليلها لا يعتبر فقها. وانما العلم المقترن الحكم المقترن بالدليل هو المسمى فقها في اصطلاح العلماء. قال رحمه الله العلم بالاحكام الشرعية العملية. هذه قيود يذكرونها دوما في تعريف الفقه. احكام شرعية حتى تخرج غير الشرعية. اللغوية ليست احكاما فقهية العقلية ليست احكاما فقهية. الاحكام الشرعية الصادرة من الشرع الذي قال لنا هذا واجب وهذا مستحب وهذا مكروه وهذا حرام فما كان مصدره الشريعة فالعلم به علم فقهي لكن يخرجون مسائل العقائد ولهذا قالوا العملية فما كان احكاما عملية فهو الفقه. واما الاحكام الاعتقادية فهو عقيدة. المسائل التي تتعلق بعقائد لا ممارسة فيها للعمل الا بما يستلزمها فان هذا يسمى احكاما شرعية ايضا لكنها لا تدخل في مسمى الفقه. قال رحمه الله والفقه العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من ادلتها التفصيلية. ثم قال وهي اخر جملة نقف عندها في درس والحكم خطاب الله تعالى المتعلق بفعل المكلف من حيث انه مكلف لو تذكرون في شرح مختصر الروضة بماذا عرف الحكم الشرعي خطاب الله تعالى المتعلق بافعال المكلفين اقتضاء او تخييرا او وضعا فهم متفقون على ان الحكم الشرعي خطاب ما مصدره الله جل جلاله وهذا يشمل القرآن لانه خطاب هو كلام الله ويشمل السنة لانها وحي الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاهما خطاب الله المتعلق بافعال المكلفين. لان من خطاب الله ما يتعلق بذاته العلية. الله لا اله الا الا هو الحي القيوم. اليس خطاب الله لكن هل هو متعلق بافعال المكلفين؟ لا. هل فيه حكم شرعي الان؟ اذا هذا ليس حكما شرعيا خطاب الله تعالى المتعلق بافعاله سبحانه وتعالى. خلقكم من نفس واحدة يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. اليس هذا طاب الله؟ بلى. هل هو متعلق بفعل المكلف؟ الجواب لا. متعلق بفعل الله. اذا ففي النصوص الشرعية في خطاب الشارع ما لا يتعلق بفعل المكلف مع انه خطاب الله فهل يسمى حكما شرعيا؟ لا ولذلك انت لا تستنبط منه حكما شرعيا فقهيا تبني عليه مسائل فاذا خطاب الله واسع وعام ومتعدد لكن حتى نعرف الحكم الشرعي الذي هو بناء الفقه عليه نقول خطاب الله متعلق بفعل المكلف. حتى المتعلق بذات المكلف لا علاقة لنا به ولا تستنبط منه حكما ولما اقول المتعلق بفعل المكلف هذا المنحصر. فاذا وجدت خطابا من الله في القرآن او في السنة على لسان رسول الله صلى الله عليه سلم فما كان من هذه الخطابات متعلقا بفعل المكلفين فهذا هو الحكم الشرعي. مثال اقيموا الصلاة مثال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وامثلة هذا كثيرة فكل هذا هو عبارة عن خطاب لله سبحانه وتعالى متعلق بفعل مكلف. بقي القيد الاخير. قال من حيث انه مكلف واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم هذا خطاب الله. متعلق بفعل مكلف لكنه ليس من حيث انه مكلف. فاذا هذا ليس حكما شرعيا. هذا اخبار يخبر الله تعالى فيه عما حصل بين ابليس والملائكة وادم في النشأة الاولى التي خلق فيها ادم عليه السلام. فاذا هذا ايضا ليس حكما شرعيا من حيث انه مكلف ولذلك كما قلت فالخطاب المتعلق بفعل مكلف من حيث الاخبار فمثل واذ قلنا للملائكة لا يشمل تكليفا اذا ليس خطابا مشتملا على حكم شرعي فيخرج من هذا. فانحصرت الدائرة في الخطاب قدر من الله سبحانه وتعالى المتعلق بفعل المكلف من حيث انه مكلف يعني المشتمل على تكليف يتوجه اليه امرا او نهي بالصور المتعددة على ما سيأتي معك في اللقاء المقبل. من حيث انه عادة تكون الهمزة مكسورة بعد ان بعد بعد حيفا اعد حيث كما تأتي مكسورة بعد القول والزركشي له فائدة لطيفة رحمه الله يقول وقد اولع بعض الفقهاء بالفتح يعني اذا قالوا حيث ان يقول وقد اولع بعض الفقهاء بالفتح وعد من اللحن فهذا مما ينبه عليه ان الهمزة ان بعد حيث وبعد القول لا تأتي الا مكسورة. نقف هنا ليكون درسنا المقبل ان شاء الله تعالى في الاسبوع قادم ابتداء من قوله والحسن والقبح بمعنى ملائمة الطبع ومنافرته الى اخر ما اورده وننشط ان شاء الله مضي في آآ المقدمات حتى لا يطول بنا المقام فيها. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا. والله على اعلم وصلى الله وسلم على نبينا