بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده ولا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه على ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد. فهذا بعون الله وتوفيقه ومجلسنا الحادي عشر في شرح دراسة متن جمع الجوامع في اصول الفقه للامام تاج الدين بن السبكي رحمة الله عليه. وهذا المجلس نستأنفه بعد ان افتتحنا في المجلس سابق ما يتعلق بدلالات الالفاظ في مجلسين سابقين. انهينا في المجلس السابق ما يتعلق بمفهوم المخالفة تعريفه واقسامه وشروط الاحتجاج به وبعض مسائله المتعلقة به. مجلس الليلة هو ان كان مختصرا الاعتذار بعض الاخوة بالاختبارات فسنجعله موجزا في بعض الموضوعات لكنه مجلس لغوي خالص. فالمباحث التي ستمر بنا الليلة هي من مباحث علم اللغة ومبادئها والمقدمات التي ليست هي من صلب علم الاصول. وانما يريدها الاصوليون عادة في هذا الموضع قبل الخوظ في الدلالات باعتباره مدخلا يحتاج اليه من ينظر في دقائق اللغة ودلالات الفاظها الحديث في هذا المبحث اعني دلالات الالفاظ كما تقدم مرارا هو الشطر الثاني من صلب علم الاصول. الصلب الاول والشطر الاول فيه هو الحديث عن الادلة الشرعية. الكتاب السنة الاجماع القياس. قول الصحابي المصلحة الا شرع من قبلنا وهكذا. فالشطر الثاني من صلب العلم ومقصوده الذي وضع هذا العلم من اجله هو الحديث طعم الاستفادة او استنباط الاحكام من الفاظ النصوص الشرعية. فاذا هي مباحث في صلب اللغة والتعامل معها هو وفق مقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن وتحدث به المصطفى عليه الصلاة والسلام فليس تغريبا ان نجد في كتب الاصول كثيرا من مباحث اللغة وغوصا في دقائق الخوظ فيما يتعلق بالالفاظ ولاتها ومعانيها بما قد لا تجده احيانا في كتب اللغة ذاتها. هذا الخوض وتلك الدقة هو جزء من تعظيم النص شرعي كما اسلفت سابقا تعظيم النص قاد هؤلاء الفقهاء الى النظر الى الفاظ الشريعة على انها الفاظ محكمة ذات دلالات في اللفظ وفيما يقابله ومنطوقه ومفهومه وكل جهة يمكن الاستفادة منها فان ذلك يتأتى في الفاظ النصوص الشرعية لانها نصوص شرعية. من اجل ذلك كانت هذه المقدمات. اه ليس هذا بالظرورة معناه اهمية هذه المداخل وشدة تعلقها بعلم الاصول لكنها هكذا ترد في بعض الكتب مع ان كثيرا من المسائل الاتية جزء منها الخلاف ولفظي وجزء منها لا يترتب على الخلاف فيها شيء من المسائل في علم الاصول فهي اشبه اذا بالتصور العام المجمل علم اللغة مداخلها من وضع اللغة كيف ابتدأت اللغة؟ هل اللغة في الفاظها تدل على معان لمناسبة او لغير مناسبة لانه سيبني عليها شيئا من مسائل اللغة كالاشتقاق والترادف والاشتراك وشيئا من الاشياء التي سيرتبط بها في بعض تفريعاتها مباحث اصولية نحو الحقيقة والمجاز وما اشبه ذلك. فابتدأ المصنف رحمه الله في مباحث اللغة ها هنا قضية حدوث هذه الموضوعات اللغوية واهميتها وما يتعلق بها من بعض مسائل هي كما قلت لغوية وتقسيماتها ليست ذات اثر كبير في علم الاصول لكنها مقدمة لما سيأتي بعدها. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامعين مسألة من الالطاف حدوث الموضوعات اللغوية ليعبر عما في الضمير وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر وهي الالفاظ الدالة على المعاني وتعرف بالنقل تواترا او احادا وباستنباط العقل من النقل. لا مجرد العقل. قال رحمه الله مسألة من الالقاف الالطاف جمع جمع لطف وليس جمع لطيفة. جمع لطيفة لطائف. قال من الالطاف والالطاف جمع لطف والمقصود بها الالطاف الربانية الالهية. يعني من لطف الله تعالى او من من جملة الطاف ربنا سبحانه وتعالى بعباده المسألة الاتية. ما هي؟ قال حدوث الموضوعات اللغوية وعبر عما في الضمير بعبارة اوضح تقول من لطف الله تعالى بعباده ان هيأ لهم استخدام لغة يتحدث بها البشر يعبرون بها عما في نفوسهم وقضاء حوائجهم هذا المعنى بصورة واضحة وسهلة. ولا شك ان هذا من الطاف الله تعالى بخلقه فانه خلقهم سبحانه وتعالى اجناسا والوانا شتى ولهم مقاصد واغراظ وحوائج. وجعل سبل التفاهم بين عباد عبر عبر هذه اللغة التي يتكلمون بها. فهذه من الطاف الله سبحانه وتعالى. لكن عبارة المصنف كما سمعت قال من الالطاف الموضوعات اللغوية ليعبر عما في الظمير. حدوث حدوث الموضوعات اللغوية. يعني حدوث هذه الموضوعات الالفاظ التي وضعت من اجل معاني. هذه حدوثها لطف من الله. ايش معنى حدوثها وجودها يعني لما لم يقل احداثها من الذي احدث اللغة سترجع الى مسألة خلافية لعلها تكون مستأنف درسنا القادم ان شاء الله. هل اللغة توقيفية او اصطلاحية هل هي من الله سبحانه وتعالى؟ على مقتضى قوله وعلم ادم الاسماء كلها؟ ام هي تواضع واصطلاح يتفاهم عليه ارباب وكل لغة بلسانهم فيتفقون على او يتواطؤون على معنى لكل لفظ ويجعلون لكل شيء من الكلام الفاظا مخصصة هذه مسألة خلافية سيأتي ذكرها. المصنفون رحمه الله يريدوا ان يتجاوز هذا الخلاف. ولا يقف عند اصل اللغة هل هي توقيفية او وضعية اصطلاحية تجاوز هذا يريد ان يقول سواء كانت توقيفية او اصطلاحية هي في النهاية نعمة ولطف الهي هو يريد هذا المعنى الان ولا يريد ان يدخلك في الخلاف. قال بعض الشارحين ما اراد ان يقول احداث الموضوعات اللغوية لئلا يتوهم انه الان مذهبا وان الاحداث ربما اوهم انه يرجح ان اللغة موضوعة اصطلاحا. فقال حدوث يعني ايا كان سبب وجود اللغة وحدوثها هل كان توقيفا؟ ربانيا او كان اصطلاحيا بشريا على كل وعبر بحدوث ابن الحاجب عبر باحداث ولعل احداث تعبير ابن الحاجب ادق وعدول المصنف رحمه الله عن احداث الى حدوث لا يساعده على توقي ما اراد الاحتراز منه. لان حدوث او داس كلاهما سيعود الى السؤال ذاته. فمن احدث اللغة ستقول هي توقيفيتنا واصطلاحية ثم حدوث مصدر من الثلاثي حدث واحداث مصدر من الرباعي احدث والاحداث ادق من الحدوث لان حدث فعل لازم. فلا تقال حدثت اللغة بل تقال احدثت اللغة فلها محدث على كل هذا مجرد اه تدقيق في عبارة المصنف. قال حدوث الموضوعات اللغوية هذا لطف الهي من الالطاف. ليعبر عما في الضمير. اي ضمير ضمير البشر المتكلم حتى يعبر كانت هذه الموضوعات اللغوية وهي لطف الهي. قال رحمه الله وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر الموضوعات اللغوية يعني اللغة والكلام الذي يستعمله البشر للتفاهم والتخاطب والتعبير عما في الضمير قال هي افود وايسر من الاشارة والمثال الاشارة والمثال كلاهما سبيل للتخاطب والتفاهم. اما الاشارة فواضح كما يتفاهم من لا ينطق ولا يسمع فانهم يتفاهمون بلغة الاشارة وهي وسيلة الى التعبير عما في الضمير بل حتى الناطق الذي يتكلم يستخدم الاشارة احيانا فيشير باشارات تفيد معان يشير اليك هكذا ان اسكت هكذا ان انصرف هكذا ان اقبل فتستخدم الاشارة للتعبير لكنها هل هي يعني الاشارة ايسر في التعبير من اللغة او اصعب اللغة ايسر صحيح اللغة ايسر لم لانها اوسع في الاستعمال والدلالة. الاشارة ستبقى محصورة في الدلالة على بعض المعاني. واللغة اوسع. ولهذا قال هي افيد افيد لانها تتناول من المعاني ما لا تتناوله الاشارة. قال وايسر لماذا ايسر لماذا ايسر لعدة اسباب لانك باللغة باللغة تعبر عن المعاني الكثيرة بالفاظ يسيرة وليست كذلك الاشارة ثمان اللغة تساعدك على ان تعبر بها آآ بطريقة تستطيع ان تحقق جملة من اغراضك. انا مثلا اريد ان احدث شخصا ولا يسمعني الاخر فاخفض صوتي واهمس في اذنه فيحصل المعنى المراد. اما الاشارة فلا يمكن اخفاؤها وامثال هذا هذا الكلام الذي قورن فيه بين اللغة او بين الموضوعات اللغوية وبين الاشارة كذلك ينطبق على المثال. ماذا يقصد بالمثال؟ قال افيد من الاشارة والمثال وايسر ما المثال استخدام المثال المحسوس يعني انت مثلا ان تطلب من شخص ان يعطيك شيئا ما او تكلمه عن شيء ما. فتأتي بمثاله تريد شيئا تحدث مثلا عن فاكهة كالتفاح او البرتقال فتأتي له بمثله حتى تخاطبه هذا ايضا صعب لانك تحدثه او تحاكيه بمثال عندك حتى ينطبق عليه المعنى الذي تريد نقله اليه. فالاشارة والمثال وغيرها وغيرها من الاساليب ليست في يسر اللغة. للتعبير عما في الضمير والتخاطب بين البشر. قال رحمه الله وهي الالفاظ الدالة على المعالي هي الضمير هذا يعود الى ماذا الموضوعات اللغوية التي هي كما قال لطف من الالطاف الالهية. قال هي الالفاظ الدالة على المعالي. هذا تعريف وهو تعريف الالفاظ اللغوية كما ترى هي الالفاظ الدالة على المعاني. قال الالفاظ ليخرج الاشارة ونحوها فانها ليست من الموضوعات اللغوية قال الالفاظ الدالة على المعاني ليخرج الالفاظ المهملة التي لا تدل على معنى فانها ليست ايظا من الموضوعات اللغوية. ثم ختم بطريقة معرفة اللغة قال تعرف بالنقل تواترا واحادا او باستنباط العقل من النقل. ذكر طريقين تستفاد منهما الموضوعات اللغوية. الطريق الاول النقل ويقصد بالنقل استعمال الناس بكلمة ولفظة وتعاملهم بها على معنى معين يتداوله الناس يعني انت مثلا انت تعلمت اللغة سواء كانت اللغة العربية او لغة اخرى مما تتحدث بها او تفهمها وتفهم بها كيف حصل لك الدلالة على معاني تلك الالفاظ كلفظة قلم وسماء وارض وشمس وبيت وشارع ومسجد وام واب كيف حصل لك هذا؟ حصل لك هذا بنقل من حولك سمعتها من اقاربك واسرتك ووالديك واصدقائك والناس من حولك. حصل لك النقل بهذا حصل لك النقل فاستفدت اللغة وعامة اللغة في اي لغة على اي لسان فانما مأخذها النقل والنقل درجتان تواتر واحاد. فثمة الفاظ متوافرة على لسان اهل كل لسان التي يستوي في معرفتها الصغير والكبير والمتعلم والجاهل بل وحتى الامي والذي لا يقرأ ولا يكتب وهي التي ترتبط بحياة الانسان مباشرة كلفظة ماء ولفظة سماء وارض وشمس. هذه ما ما يقف احد دون العلم بها. او ربما كانت احادا وهي الفاظ اللغة التي يقف عليها المتعلمون والمثقفون وطلاب العلم وربما ارتقت الى الخواص من اهل اللغة والادباء فيها في معرفة الفاظها. في النهاية تواتر او احاد يلتقيان في انهما طريق ترد بها اللغة او يصل اليها الانسان وهي نقل الطريق الاخر قال العقل المستنبط من النقل العقل ايضا طريق للوصول الى الموضوعات اللغوية. ونبه المصنف رحمه الله الى ان العقل وحده لا يستقل لا يستطيع العقل وحده ان يستدل على الموضوعات اللغوية لانها ليست من العقليات. بل العقل اذا استنبطها من النقل. ضرب تراح لهذا مثلا قال لو عندك قاعدة انت وصلت الى ان كل جمع محلى بالف فانه يفيد العموم. قال انت بنيت هذا على احداهما مقدمتين كلتاهما نقلية كلتيهما نقلية فتقول في الاولى ثبت عندي بالنقل ان كل ما يصح منه الاستثناء فهو عام وثبت عندي ايضا ان الجمع المحلى بان يصح منه الاستثناء. اذا الجمع المحلى بال عام مقدمة اولى نقلية ومقدمة ثانية نقلية النتيجة عقلية هذا المثال ايضا فيه نزاع لانه في النهاية المسألة ها هنا مبناها على النقل. فصح اذا ان عامة ما يوصل وبه الى اللغة مبناه على النقل. واما اثبات العقل فبهذا القيد وهو ايضا محل تنازع. هل العقل مدخل لاثبات اللغة لا ليس كذلك بل قالوا العقل اذا استنبط من النقل صح ان يكون طريقا لمعرفة اللغة لكن في الحقيقة حتى هذا العقل الذي يستنبط من النقل مبناه وايضا على خطوة اولى نقلية وخطوة ثانية نقلية فالثالثة لن تكون عقلية محضة. ولهذا اشار فقال لا بمجرد العقل يعني انه لا يصح ان يكون طريقا لاستنباط او للوصول الى الموضوعات اللغوية ومعرفتها هنا فقط في عبارة المصنف قال رحمه الله وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر ماذا يقصد ما هي التي افيد من الاشارة والمثال الموضوعات اللغوية قوله افيد بالياء نبه عليها بعض الشراح انها لا تستقيم لان صيغة افعل تصاغ من فعل ثلاثي وافيد من افاد وهو الرباعي فلا يصح ان تقول افيد وقواعد التفظيل في الاشتقاق تمنع صيغة افعل من الرباعي بل تحتاج الى كلمة تظاف فتقول اكثر فائدة وهكذا نعم والوضع جعل دليلا ومدلول اللفظ اما معنى جزئي او كلي او لفظ مفرد مستعمل كالكلمة فهي قول مفرد او مهمل كاسماء حروف الهجاء او مركب. طيب. هذا تقسيم لمدلول اللفظ كل كلامنا كما قلت في جلسة الليلة هي مسائل لغوية بحتة مدلول اللفظ ركز معي الان في تقسيم سأذكره ثم ساعود الى معناه. مذلول اللفظي ينقسم الى قسمين معنى ولفظ مدلول اللفظ ينقسم الى قسمين. الاول المعنى والثاني هو اللفظ والمعنى ينقسم الى قسمين جزئي وكلي واللفظ ينقسم ايضا الى قسمين مركب ومفرد والمفرد ينقسم الى مستعمل ومهمل مرة اخرى ساقول مدلول اللفظ ينقسم الى قسمين معنى ولفظ اما المعنى فنوعان جزئي وكلي واما اللفظ ايضا فنوعان مركب ومفرد والمفرد نوعان مستعمل ومهمل اذا فهمت هذا سيستقيم لك فهم كلام المصنف. قال ومدلول اللفظ اما معنى جزئي او كلي. معنى جزئي او معنى كل هذا الشطر الاول الذي هو المعنى والمعنى نوعان جزئي وكلي ثم قال او لفظ مفرد مستعمل ماذا يقابله واحدة واحدة يقابله لفظ مفرد مهمل او لفظ مركب ولهذا قال او لفظ مفرد مستعمل كالكلمة فهي قول مفرد او مهمل كاسماء حروف الهجاء او مركب فتم له واضح واضح او اعيد نعيد اذا فهمت معي التقسيم ابتداء ان مدلول اللفظ ينقسم الى معنى ولفظ والمعنى نوعان جزئي وكلي. واللفظ نوعان مركب ومفرد والمفرد نوعان مستعملون مهمل فانظر كيف ساق المصنف هذا التقسيم؟ قال رحمه الله ومدلول اللفظ اما معنى جزئي او كلي اخذ الشطر الاول وهو المعنى وذكر نوعيه. قال مدلول اللفظ اما معنى جزئي واما معنى كلي وهذان النوعان كلاهما يندرج تحت المعنى. ماذا بقي باقي اللفظ باقسامه ولهذا قال او فانتقل الى الشطر الثاني من مدلولي اللفظ. قال او لفظ مفرد مستعمل فيقابله لفظ مفرد مهمل غير مستعمل او لفظ مركب فتم له التقسيم على هذا. قال او لفظ مفرد مستعمل كالكلمة فهي قول مفرد او مهمل كاسماء حروف الهجاء او مركب اذا فهمت هذا التقسيم فلتفهم معناه مدلول اللفظ اللفظ في اللغة اللفظ في اللغة اتعامل معه بطريقتين الطريقة الاولى على اعتبار ان اللفظ في اللغة هو الحروف التي تدل على معنى خلاص وبهذه الطريقة فيكون مدلول اللفظ هنا هو المعنى لان مدلول كلمة قلم هي الالة التي يكتب بها مدلول كلمة كتاب هي مجموعة الاوراق التي يكتب فيها شيء ما. مدلول كلمة سماء مدلول كلمة رجل مدلول كلمة طفل ونحو هذا مدلول الالفاظ او المدلولات الالفاظ هي المعاني. معنى مدلول يعني ما دل عليه اللفظ واللفظ يدل على ماذا على معنى هذا هو المتبادر من فهم كلمة مدلول اللفظ فلما اقول مدلول اللفظ يتبادر مباشرة ان المدلول هو المعنى. لان عندنا في اللغة لفظ ومعنى فاللفظ طريق الى المعنى اللفظ دليل الى المعنى والمعنى مدلول اللفظ يعني ما دل عليه اللفظ اذا اللفظ دليل والمعنى مدلول هذا واظح جدا اذا هذا هو الاستعمال الاول او الطريقة الاولى لاتعامل مع مصطلح مدلول اللفظ. اذا مدلول اللفظ هو المعنى. الطريقة هي الطريقة اللغوية يعني مدلول اللفظ اللفظ يعني لفظة لفظ كلمة لفظ هذي هي هي لفظية فاتعامل معها كيف؟ على انها في اللغة تأتي على انواع. لفظ مفرد ولفظ مركب والمركب جزئي وكلي عفوا المفرد مستعمل ومهمل والمركب ما كان اكثر من لفظ. يعني مثلا في اللغة انت تقول هل والواو حرف العطف وثم هذي لفظ او ليست تفظا بلى لفظ مفرد وتقول كلمة انسان او بحر او كتاب هذه لفظ هذه الفاظ مفردة وكذلك لو قلت ربنا الله هذا لفظ وهو مشتمل على اكثر من كلمة ركب بعضها الى بعض. كل هذا في اللغة يسمى لفظا. اذا لما يقول لك مدلول اللفظ ستقول ان اردت ان اردت ما يتعلق بالمفهوم يعني ماذا يفهم من اللفظ هذا هو المعنى وان اردت ما يصدق عليه كلمة لفظ فهو المفرد والمركب تقسيم لغوي لا علاقة له لا تنتظر ان تفهم من فهم المسألة ما سيبنى عليها من حكم شرعي ومسائل اصولية. تقسيم لفظي وشكلي ايضا فقط ليرتب لك طريقة الاستخدام يعني لما يقول لك اقسام اللفظ او اقسام دلالات اللفظ فلما يقول لفظ لفظ كلمة لفظ هذا مدلولها ان اردت بمعنى المفهوم من اللفظ فالمفهوم منه معنى وان اردت ما يصدق عليه كلمة اللفظ فانه يصدق على المفرد المستعمل والمفرد المهمل وعلى المركب كل ذلك يسمى لفظا وهم يختصرون في التقسيم فيقولون مدلول اللفظ اما معنى واما لفظ فلا تقول هذا تقسيم غريب. كيف يكون اللفظ من انواع مدلول اللفظ؟ لا هو تقسيم باعتبارين. فمدلول اللفظ يعني ما يدل على اللفظ نوعان نوعان باعتبارين باعتبار المفهوم فمدلول اللفظ معنى وباعتبار ما يصدق عليه اللفظ فمدلوله ما هو لفظ مركب ولفظ مفرد على ما ساقه المصنف رحمه الله فهو تقسيم لغوي شكلي تماما. قال ومدلول اللفظ اما معنى جزئي او كلي المعنى الجزئي ما يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه مثل لفظة زيد فانها لا تدل الا على انسان ذكر واحد ويقابله المعنى الكلي ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه مثل لفظة انسان. وكل هذا سيأتي اجله المصنف وسيأتي تفصيله فلهذا اختصره هنا. فلا تشغل نفسك به المعنى الجزئي ما هو؟ والمعنى الكلي ما هو؟ قال او لفظ مفرد قلنا هذا تقسيم او القسم الاخر من مدلول اللفظ باعتبار ما يصدق عليه اللفظ. قال لفظ مفرد مستعمل كالكلمة فهي قول مفرد لفظة كلمة على ماذا تدل على القول المفرد؟ ولك ان تحل محلها اي لفظة مفردة مثل كتاب وسماء ومسجد وبيت وقلم ورجل الى اخره هذه الفاظ مفردة مستعملة. ويقابلها اللفظ المفرد المهمل مثل له فقال كاسماء حروف الهجاء اسماء حروف الهجاء اسم الالف الف واسم الباء باء فلاحظ الف مكونة من الهمز واللام والفاء هذا الف هذا لفظ. ما معناه قال ليس له معنى هو اسم لهذا الحرف الهجائي تقول جيم هذا اللفظ يتكون من الجاء يا ماء جيم تتكون من ثلاثة حروف هذا اسم الحرف لكنه لفظ مهمل يعني لا يدل على معنى مستعمل كسائر الكلمات المركبة للألفاظ المستعملة ولك ان تقول ايضا في المهمل الالفاظ التي يمثلونها بالمقلوبة كمقلوب زيد ونحوها فان ايضا الفاظ مهملة لا تدل على معنى. قال اخيرا او مركب بالمركب الالفاظ التي تدل على معنى بتركب بعض الالفاظ المفردة بعضها الى بعض. كقولك مثلا ربنا الله ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وامثال هذا من الكلمات السائرة على السنة الناس. نعم والوضع جعل اللفظ دليلا على المعنى ولا يشترط مناسبة اللفظ للمعنى خلافا لعباد حيث اثبتها فقيل بمعنى انها حاملة على الوضع وقيل بل كافية في دلالة اللفظ على المعنى واللفظ موضوع للمعنى الخارجي للذهني. قال والوضع جعل اللفظ دليلا على المعنى انتقل الى مسألة في تعريف الوضع في اللغة ايضا سواء قلنا ان اللغة موظوعة تواطؤا واصطلاحا بين البشر فوظعوا كل لفظ لمعنى او قلتي توقيفية وضعت توقيفية. الان لفظة قلم. لفظة بحر. لفظة اسد لفظة مسجد لفظة كعبة لفظة صلاة لاحظ معي كل كلمة انطقها الان كل كلمة انطقها الان يتصور الذهن بازائها معنى اليس كذلك؟ هذا المعنى حاصل المعنى هذا ارتبط باللفظ. هذا الذي نقوله في العربية يتحقق في الاردية والتركية والاندونيسية والهوساوية والانجليزية والفرنسية وكل اللغات ينطبق عليها هذا الكلام وهو ان كل لفظ يرتبط بازائه معنى يعرفه ارباب اللغة وينطبع هذا في اذهانهم مباشرة بمجرد سماع اللفظ فاللفظ يدل على معنى ولهذا يقولون الالفاظ قوالب المعاني. فالمعنى موظوع في قالب اللفظ. يقول الود جعل اللفظ دليلا على المعنى. وكما قلنا اللفظ دليل والمعنى مدلول اللفظ دليل معنى والمعنى مدلول اللفظ فالعلاقة بينهما هكذا فاللفظ طريق الى المعنى والمعنى نتيجة لللفظ. قال في المسألة التي يريدها الان هل هناك علاقة بين اللفظ والمعنى هل ثمة ارتباط بين حروف الكلمة في اللفظ وبين معناها يعني كلمة صلاة كلمة دعاء كلمة طواف. كلمة رجل كلمة طفل كلمة نكاح كلمة بيع وقل ما شئت من الفاظ اللغة هل ثمة مناسبة مشترطة بين اللفظ في حروفه وبين المعنى الذي يدل عليه اللفظ قال رحمه الله ولا تشترط مناسبة اللفظ بالمعنى هذا هو مذهب الجمهور ان الالفاظ لا يشترط لها المناسبة في المعنى تدري على ماذا استندوا؟ قالوا لاننا نجد في اللغة ان من الالفاظ ما يحمل معاني لا اوسع من مشتركة متناقضة والليل اذا عسعس ما عسعس اقبل وادبر كيف العلاقة هذا لا هذا لا يمكن ان تزعم ان علاقة مشترطة بين اللفظ والمعنى ستكون علاقة متناقضة. هل العلاقة بين الاقبال والادبار في تناقضها ترتبط بلفظ واحد اذا افترضنا ان هناك علاقة كذلك لما تقول القرء وهو الحيض والطهر كيف تكون العلاقة وفي معاني متناقضة؟ اما المشتركة او المتراضي فيمكن ان توجد لكن المتناقض لا سبيل لها في ذلك. قال خلافا لعباد حيث اثبتها هذا المذهب الثاني من يشترط وجود المناسبة بين اللفظ والمعنى. مذهب قال به بعض المعتزلة ونسب ايضا الى بعض السلف وسمى هنا احد المعتزلة من معتزلة البصرة وهو عباد ابن سليمان الصيمري. او يقال الصيمري بفتح الميم او ظمها والفتح اشهر. نسبة الى تيمر موضع في اقصى العراق وهو كما يقولون من ادنى عراق العجم وابعد عراق العرب يعني هو في اواخر العراق العربي وابتداء العراق الاعجمي مما وراء النهر. عباد احد اه معتزلة البصرة نسب اليه والى غيره من المعتزلة القول باشتراط مناسبة بين المعنى واللفظ. هذا قول وكما ترى هو مسألة لغوية لا علاقة لها وبالتالي يقولون ابحث فانك تجد في كل لفظة من الفاظ اللغة شيئا ما يربط بين اللفظ والمعنى في مناسبته له هذا مسلك يسلكه بعض من ينظر الى جذور اللغة واصولها ليثبت ان اللفظ مهما تعددت معانيه او شعبت او توسع بها الاشتقاق فانها تعود الى جذر يجمع تلك الاصول كما صنع مثلا ابن فارس في المجمل فانه يأتي الى الالفاظ فيدل من خلال التتبع والاستقراء الى ان يصل الى ان اللفظ في اصله يعود الى معنى واحد تفرت عنه المعاني. هذا ليس فيما نتحدث عنه من اشتراط المناسبة لكنها خطوة. فمن يعني ينظر الى فلسفة اللغات وطريقتها قد يتوصل بالنظر الى وجود مناسبة على كل فهو مذهب نسب الى الى بعض القائلين ان الواضع عند وضع اللغة راعى مناسبة بين اللفظ وبين اللغة يعني ليس ليس عبثا لما جيء بلفظة طفل للدلالة على على الانسان الصغير الذي لا يزال في هذه المرحلة من العمر ولما عدل عن لفظة طفل الى صبي فانه يعني يشير الى معنى معين. وكذلك اللفظ له دلالة ثم لما بلغ به الى فتى ثم رجل ثم كهل او شاب كل ذلك لعلاقة بين اللفظ والمعنى. هذا مذهب كما قال خلاف قال لعباد حيث اثبتها اثبت ماذا اثبت اشتراط المناسبة بين اللفظ والمعنى فقيل يعني هذا المذهب الذي يرى الاشتراط ما معنى الاشتراط؟ قيل بمعنى انها حاملة على الوضع ايش معناه ان هذه المناسبة هي التي حملت على وضع هذا اللفظ لذلك المعنى. وقيل بل كافية في دلالة اللفظ على المعنى. يعني اما ان فسرا بانها سبب من اجلها وضع اهل اللغة هذا اللفظ لهذا المعنى او لمجرد انها كافية في الدلالة على وجود الترابط هل هي سبب او هي مجرد مناسبة هذان مذهبان على القول باشتراط مناسبة اللفظ المعنى آآ في ذكر آآ اشتراط المناسبة ذكر القرار في آآ فائدة لطيفة. يقول بعض من يقول باشتراط المناسبة بين اللفظ والمعنى يقول ثمة مناسبة علمها من علمها وجهلها من جهل. قد يجال عامة اهل اللغة يجهل العلاقة بين اللفظ لكن قد يوهب لبعض الناس كما في القيافة كما في الفراسة. فيوهبون او بشيء من النظر الثاقب وحدة الذكاء والتوسع في اللسان قد يوهب احدهم الوقوف على العلاقة بين اللفظ والمعنى وهي المناسبة هذه. فيحكي القرافي رحمه الله ان بعضهم كان يدعي معرفة المسميات من الاسماء يعني اذكر له الاسم حتى لو ما عرفه. يستدل من خلال حروف اللفظ على المعنى الذي يمكن ان يدل عليه اللفظ. كان يدعي معرفة مسميات من الاسماء تأتيه باسم لا يعرف معناه. لكن يستدل بالنظر في الالفاظ الى ما يدل عليه. فقيل له ما مسمى اذ جاق قال وهي من لغة البربر فقال اجد فيه يبسا شديدا واظنه اسم للحجر فكان كذلك. فقيل هو نوع من كما تقول في الفراسة وفي القيافة وان ثبت هذا فهذا لا يعني صحة المذهب باطلاق لكنها تذكر ها هنا لطيفة. نعم واللفظ موضوع للمعنى الخارجي لا الذهني خلافا للامام وقال الشيخ الامام للمعنى من حيث هو وليس لكل معنى اللفظ. بل كل معنى محتاج بل لكل معنى محتاج الى اللفظ محتاج. بل لكل معنى محتاج الى اللفظ. طيب قال رحمه الله لا زلنا في سياق مسائل لغوية بحتة. اللفظ موضوع للمعنى الذهني او الخارجي خذها معي هكذا تدريجا. اتفقنا على ان اللفظ موضوع لمعنى. ماشي قلنا اللفظ دليل الى المعنى والمعنى مدلول. طيب اللفظ يدل على معنى سؤال اي معنى هذا الذي يدل عليه اللفظ لفظ كتاب لفظ مسجد لفظ حرم لفظ مسلم هذا اللفظ يدل على اي معنى هل هو المعنى يعني الحاصل في الذهن او المعنى الخارجي يعني الموجود متمثل حقيقة في الواقع لاحظ نحن نخوض في مسائل دقيقة جدا وشي من يعني عمق المسائل ودقتها قال اللفظ موضوع للمعنى الخارجي لذة يعني خلافا للامام وقال الشيخ الامام للمعنى من حيث هو. ذكر ثلاثة مذاهب في المسألة رجح هو ان يكون اللفظ موظوع للمعنى الخارجي المعنى الخارجي ايش يقصد المتحقق في الخارج. طيب انا لما اقول انسان هل هو منصرف الى معنى متصور في الذهن او الى معنى موجود حقيقة في الخارج موجود حقيقة في الخارج. طيب لما نقول بحر زئبق هذا معنى ذهني. طيب الالفاظ توضع لمعنى خارجي او لمعنى ذهني. ذكر ثلاثة مذاهب. قال اللفظ موظوع للمعنى خارجي للذهني. هذا الذي رجحه الامام تاج الدين السبكي رحمه الله وهو الذي رجحه عدد ايضا من الاصوليين مثل ابي اسحاق الشيرازي وهو من اول من نصر هذا المذهب ان الالفاظ موضوعة للمعنى الخارجي وليست للمعاني الذهنية. قال خلافا للامام من الامام الامام الرازي الان المذهب الذي رجحه السبكي ان اللفظ موظوع لمعنى موجود في الذهن بالادراك وموجود في الخارج بالحقيقة المذهب الذي رجحه الرازي لا ليس كذلك بل اللفظ موظوع للمعنى في الذهن من حيث حصوله في ادراك الذهن بغض النظر عن حصوله في الخارج فاللفظ موضوع لهذا المعنى هذا طريقة الرازي ورجحها كثير من الاصوليين مثل ابن الحاجب والبيضاوي وغيرهم فرجحوا ان الالفاظ تدور مع المعاني الذهنية وجودا وعدما. فاذا حصل المعنى في الذهن باللفظ او عدم اللفظ معه تصور في الذهن فربطوه بالمعاني الذهنية. ايضا لا يتبنى على لا يبنى على هذا اي ثمرة في هذا الخلاف. وقال الشيخ الامام يقصد والده رحمه الله للمعنى من حيث هو يعني بغض النظر ان يكون ذهنيا او يكون خارجيا وبالتالي فسيكون حقيقة في كليهما على ذهنه او معنى خارجي اه الرازي لما اراد ان ينصر مذهبه في ان الالفاظ موظوعة للمعاني الذهنية وليست الخارجية ساق حجة كالتالي. يقول نحن لو رأينا جسما من بعيد وظنناه صخرة سميناه صخرا فاذا اقتربنا منه فوجدناه او فتبين لنا انه حيوان يعني كائن حي يتحرك وظنناه طيرا سميناه طيرا فلما دنونا منه اكثر واقتربنا فاذا هو انسان سميناه انسان يريد ان يقول بغض النظر عن حقيقة الشيء في الخارج الذهن لما تصور شيئا ها سماه واطلق عليه لفظا فيثبت بهذا ان اللفظ موضوع للمعنى الذهني وليس للخارجي. لان الخارجي كان انسانا والذهن سماه صخرة في الاول سماه طيرا في الثاني. سماه انسانا في الثالث. هذا طريقة الرازي والدليل لو تأملت لا يستقيم له. لم ايوا هو المعنى الذهني حصل بناء على تصور وقوعه في الخارج. ليس معنى ذهنيا مجردا الذهن لما ظنه صخرة اذا وبنى بنى هذا على وقوعه في الخارج انه صخرة فسماه صخرة وليس على المعنى الذهني المجرد وكذلك لما تبدل له من حال الى حال وسماه من صخرة الى طير الى انسان. وهو كما ترى يعني جزء من من الاشكال في يتعلق بخلاف لغوي دقيق لا يبنى عليه اي خلاف اه فقط انا اشير الى الخلاف المذكور هنا لا لا لا يتأتى على اسماء الاشارة ولا اسماء الاعلام اسمه الاشارة لما اقول هذا هل تتصور انه مراد به معنى ذهني اسماء الاشارة لا تتأتى الا على الا على متشخص واقع وكذلك اسماء الاعلام انت لما تقول زيد وعمرو وخالد وبكر فانت تريد معاني متشخصة واقعة في الخارج وليست ذهنية. هذه ليست داخلة في محل الخلاف محل الخلاف في اسماء الاجناس النكرة. اسم الجنس النكرة لما اقول رجل لما اقول كتاب لما اقول شجرة لما اقول حجر هذي اسماء الجنس النكرات التي يتأتى فيها الخلاف الاطلاق للدلالة على معنى ذهني او معنى في الخارج هذا هو الذي وقع فيه الخلاف وهو اه لفظي كما ترى. قال رحمه الله وليس لكل معنى لفظ بل لكل معنى محتاج الى اللفظ هذا واضح ليس كل معنى ليس لكل معنى لفظ يعني السؤال هل الالفاظ بعدد المعاني في اي لغة هل الالفاظ بعدد المعاني لا ايهما اكثر الالفاظ ام المعاني؟ المعاني المعاني اكثر فالالفاظ اقل وبالتالي فالنتيجة عقلا ستقول ان الالفاظ ليست بعدد المعاني اذا ليس كل معنى له لفظ بعين يمثلون في الشروح باسماء الروائح الروائح اه متفاوتة جدا ودرجاتها متعددة وليس لكل درجة من الروائح اسم يخصه بدليل ان تقول رائحة كذا او رائحته تشبه كذا فانت تنسبها الى هذا الاسم العام. فالالفاظ ليست بعدد المعاني. وليس كل معنى يتأتى له لفظ للدلالة على ان ما يختلج في نفسي الانسان من حيث هو جملة مشاعر وعقل يفكر فيه من المعاني ما يتجاوز اللفظ بكثير. ولهذا كم يقول الادباء والبلغاء في وصف مشاعر مشاعر مثلا الحب او مشاعر الخوف هذي المشاعر التي يصرحون ان الالفاظ عاجزة عن الوفاء بالمراد. ما يستطيع ان يعبر تماما عن المراد وهذا حقيقة المعنى الذي يكون في داخلك احيانا اكبر من اي لفظ. ليس لانك محدود اللغة. ليس لانك عاجز في اللغة او مبتدئ فيها بل لو كنت فصيحا بليغا متحدثا مفوها شاعرا حتى هذا يصل الى مرحلة يشعر ان ما في نفسه من المعاني لا يساعده اللفظ على الوفاء بها. فدل على انه ليس لكل معنى لفظ بل حتى يستقيم تقول لكل معنى محتاج له لفظ. والمعنى الذي لا يحتاج او يندرج او عليه اللفظ فليس له لفظ يخصه. قوله ليس لكل معنى اللفظ هذا نفي فقوله ليس معناه لا يجب او لا يجوز عمدا عبر المصنف رحمه الله بقوله ليس لان الرازي في المحصول قال لا يجب قال لا يجب ان يكون لكل معنى اللفظ بل لا يجوز هذه عبارة الرزع في المحصول وبعض الاصولين اقتصر على نفي الوجوب وبعضهم اقتصر على نفي الجواز لا يجب معناه يجوز يعني يمكن ان يكون لكنه ليس واجبا. ومن يقول لا يجوز فهو ينفي الوجوب من باب اولى. المصنف ما اراد ان يدخل في هذا الخلاف واتى بعبارة تشمل الاثنين فقال ليس لكل لفظ معنى فنفى وهو اعم من ان يكون نفي وجوب او نفي جواز نعم بل لكل معنى محتاج الى الى اللفظ والمحكم المتضح المعنى والمتشابه ما استأثر الله تعالى بعلمه. وقد يطلع عليه بعض اصفيائه. طيب نختم الليلة بهذه المسألة ايجازا او مع تتمة اللفظ الذي بعدها في قول الامام قال رحمه الله المحكم المتضح المعنى والمتشابه ما استأثر الله وتعالى بعلمه الكلام في المحكم والمتشابه يرد في كتب الاصول ايضا استطرادا فيما يتعلق بمباحث اللغة. ووصولا الى قضية اخرى في القرآن محكم ومتشابه الفصل في هذا مرده الى النصوص. الله سبحانه وتعالى يقول كتاب احكمت اياته. فوصف القرآن كله بانه محكم. وقال سبحانه الله نزل احسن الحديث كتابا متشابه فوصفه كله بالتشابه. وقال في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام كتاب واخر متشابهات. فانتهى الخلاف في القرآن محكم ومتشابه. كله محكم؟ نعم بمعنى كله متشابه نعم بمعنى بعضه محكم وبعضه متشابه نعم بمعنى فكله محكم بمعنى متقن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. في غاية الاحكام والاتقان يجل عن الوصف لانه تنزيل من حكيم ومتشابه بمعنى يشبه بعضه بعضا فلا يتأتى فيه تناقض او اختلاف او اضطراب وهذا يرادف معنى الاحكام لانه لو لم يكن يشبه بعضه بعضا ويتفق ولا يختلف ما كان محكما فمن مقتضيات الاحكام في القرآن ان يكون متشابها. ومعنى التشابه كما فهمت الان هو عدم الاختلاف. وعدم تناقض والاضطراب. وما معنى ان نفصل القرآن؟ فيقال بعضه محكم وبعضه متشابه. يراد وها هنا معنى اخر ان بعضه محكم يعني واضح تمام الوضوح لا يتطرق اليه اشتباه في الفهم ولا اختلال وانه محكم بمعنى انه لا تختلف فيه الفهوم وهو اصول الديانة والشرائع. وما استقرت عليه الملل كتحريم المحرمات القواطع وايجاب الواجبات الكليات كايجاب توحيد الله وربوبيته والوهيته وتعظيمه وتنزيهه والايمان بالرسل وتصديقهم والاستجابة لما جاءوا بهم من الله وتحريم الفواحش والاثام هذا كله من المحكمات في الشريعة ويمثله في القرآن بجملة مواضع جاءت فيها تلك المواضع المحكمة. يعني ابن عباس رضي الله عنهما لما فسر منه ايات محكمات ذكر مثالا له الانعام قل تعالوا ادوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. الى اخر الثلاث الايات العشر. المذكورات في الاية. هذه امثلة هذا يسمونها محكمات والمتشابهات هي النصوص او المسائل او الالفاظ في القرآن التي تتفاوت فيها الافهام ويتطرق اليها اكثر من احتمال وهي المسائل التي نسميها مجال الاجتهاد بين الفقهاء. فيتطرق اليها اختلاف الافهام. اختلاف الاستنباط. فهذا المعنى من ان بعض الكتاب محكم وبعض متشابه. الاصوليون يأتون الى معنى محكم ومتشابه بهذا الايراد فيأتون به في كتب الاصول. قال المحكم المتضح المعنى اذا اذا اراد ان اللغة وما معنى محكم ومتشابه فتبين لنا ان القرآن كله محكم بهذا المعنى وكن له متشابهة ايضا بهذا المعنى. واذا اراد المعنى في الاحكام والتشابه القوة في الدلالة على المعنى والوضوح وعدم الاختلاف. فالقرآن بعضه محكم وبعضه تشابه كما جاء في سورة ال عمران قال رحمه الله والمحكم المتضح المعنى والمتشابه ما استأثر الله تعالى بعلمه قال وقد يطلع عليه بعض اصفيائه في سورة ال عمران يسوق المفسرون والفقهاء والاصوليون هذا الخلاف. هذا المتشابه الذي سمى الله تعالى في ال عمران واخر متشابهات هذا القسم الاخر من الايات في القرآن قال منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. ثم بين الله سبحانه وتعالى الموقف الواجب تجاه هذين القسمين قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله والضمير يعود الى ماذا المتشابه وما يعلم تأويله الا الله وبهذا يتضح لك ان المتشابه بهذا المعنى هو ما استأثر الله بعلمه هذا على اعتبار ان الوقفة ها هنا لازم وما يعلم تأويله الا الله. فتكون الواو بعدها استئنافية. والراسخون في العلم يقولون امنا به فيكون الموقف الواجب تجاه ما استأثر الله بعلمه هو الايمان وايكال المعنى الى الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا هذا هو المذكور هنا هذا على اعتبار ان الوقف هنا لازم وعلى هذا جمهور المفسرين والفقهاء والاصوليين ان المتشابه ما استأثر الله تعالى بعلمه من يرى ان الواو هنا عاطفة فالوقف ليس لازما والمعنى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يعني ايضا يعلمون تأويله وهذا مستقيم لغة ومستقيم حتى مع السياق. ولا تناقض فيه والراسخون في العلم ايضا يعلمون. لكن لاحظ الراسخون فقط وليس غيرهم والراسخون من رسخ في الشريعة واستضاء بانوارها وتفتق ذهنه ايضا بما باحكامها واسرارها ومعانيها حتى تشبع منها وارتوى. هذا الذي يرزق فهم معاني المتشابه على هذا المعنى والتفسير. والراسخون في العلم فيكون ومشمولا فالمذهب فالمذاهب في الحكم المتشابه او معناه مذهبان. الاول ان تقول ما استأثر الله بعلمه ها ما يعلمه ما لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم المصنف ماذا رجح الاول او الثاني عبارة المصنف ليست اه ليست واضحة لما قال ما استأثر الله بعلمه فان هذا يوهم انه يرجح المذهب الاول انه لا يعلم تأويل المتشابه الا الله لكن لما قال وقد يطلع عليه بعض اصفيائه فيكون الثاني فلو كان يرجح المعنى الاول ما يتأتى له هذا التذليل وقد يطلع. واذا رجح المذهب الثاني لقال ابتداء ما يعلمه الله ويطلع عليه بعض اصفيائه ويكون المقصود هنا الراسخون في العلم. لكن على كل الذي ذكره الشراح عن المصنف رحمه الله انه يرجح المذهب الاول وهو مذهب الجمهور اما هو قد يتلو عليه بعض اصفيائه يؤذن بخلافه كما مر معك آآ قبل ان نتجاوز هذه المسألة نشير الى مسألة مهمة مثال المتشابه على القول بانه مما لا يعلم تأويله الا الله فهي المواضع من القرآن التي لا يعلم معناها. وان اجتهد بعض الناس في تأويلها فانها ليست مما يسار فيه الى الظن ولا الى حتى الجزم بمعناه. ولعل من اوضح الامثلة على ذلك الحروف المقطعات في اوائل السور فانها ترد حتى على السنة متقدمي سلف الامة من كبار الصحابة والتابعين. تفسير لها في الف لام ميم وحاء ميم وطه وكافها يا عين صاد ونحوها ومع ذلك فان مذهب كثير من المحققين منهم هو التوقف عن معناها وايكال علمها الى الله سبحانه وتعالى فهذا يصلح تماما ان يكون مثالا للمتشابه في القرآن الذي استأثر الله تعالى بعلمه الذي انبه اليه ان كثيرا من الاصوليين يضرب مثالا للمتشابه في القرآن بايات الصفات الالهية وهذا ايضا ملحظ يستحق النظر والتنبيه عليه وهو ان الاشاعرة دأبوا في مسائل الاصول اذا اتوا الى مثال المتشابه ان يضربوا المثال له بايات الصفات وخصوصا ايات الصفات الاختيارية او الفعلية او غير الصفات السبع التي يثبتونها كصفة الوجه وصفة اليدين وصفة النزول وصفة المجيء ونحوها فانهم على مذهبهم في العقيدة بتأويل هذه المعاني فينظرون الى ان هذه النصوص من المتشابه ليكون مدخلا يبنى عليه مذهب قرروه في الاعتقاد. وهو الصيرورة الى تأويلها. في ان لو كانت مما سلموا بوضوح معناه ما وقع فيه الاختلاف. فهذا كله مما لا يستقيم ايضا ان يكون مدخلا بهذه الطريقة. بل يقال ايات الصفات من الواضحات في المعنى والا ما خوطب به العرب على مقتضى لسانهم وان ينسب الى السلف رحمهم الله بابواب الصفات الالهية التفويض مطلقا فهذا ايضا ليس دقيقا. والصواب عنهم كما تعلمون انهم يفوضون الكيفية وليس المعنى فاما المعنى فمعلوم فكل لفظ في اللغة له معنى. نسبة هذا المعنى الى الذات الالهية بمقتضى اللسان العربي غير محال لكن تصوره عقلا يتوقف على الكيفية وهي التي لا سبيل اليها عقلا والتفويض السلفي ان صحة التسمية يأتي هنا في تنزيل هذه الصفة وتخيلها او تكييفها فيما ينسب الى الذات الالهية فهنا يقف العقل ولا مجال له ويكف عن الاستمرار في النظر. فهذا التفويض لا يعني ان اللفظ ها هنا اصبح من المتشابه الذي لا يوصل الى معناه بل المعنى حاصل. واما تصوره تكيفه تخيله فهذا الذي لا سبيل اليه ولا يصح اطلاقا المثال بايات الصفات في الكتاب لانه من قبيل المتشابه. نعم قال الامام واللفظ الشائع لا يجوز ان يكون موضوعا لمعنى خفي الا على الخواص كما يقول مشبتو الحال الحركة معنى يوجب تحرك الذات نختم الليلة بهذه المسألة هل يوضع اللفظ الشائع لمعنى خفي هذه مسألة هل الالفاظ الشائعة والمقصود بالشيوع ما هو؟ انتشاره على الالسنة. ضرب مثالا بالحركة الحركة لفظ شائع يستعملها المتعلم والجاهل والعالم والامي لفظة حركة ما المعنى الذي يستعمله الناس بهذا اللفظ الشائع حركة انتقال الاجسام وتحركها هذا المعنى لكن بعض الفلاسفة والمناطق في مسألة فهم يسمونها الحال يثبتون يثبتون حالة بين الموجود والمعدوم ويسمونها الحال. قضية فلسفية دقيقة ولها مباحث في اواخر المتن ان شاء الله فيقولون الاشياء موجودة ومعدومة. وبين الوجود والعدم بين الوجود والعدم مرحلة تسمى الحال ويصفونها بالحركة اذا جاءوا يعرفون يقولون معنى يوجب تحرك الذات الحركة ليست هي الحركة التي نفهمها في المعنى الشائع. يقول الحركة معنى. ليست الحركة هي انتقال الجسم. لا هي معنى يوجب تحرك الذات من اجلها تتحرك الاجسام. وليست هي الحركة ذاتها. هذا المعنى بغض النظر عن تسليمك او رفضك له انا دقيق جدا السؤال هو هل يصح هل يستقيم لغة ان الالفاظ الشائعة توضع لمعان خفية لا يدركها الا الخواص يعني لا يعلمها الا المتبحرون العلماء الذين يخوضون في دقائق المسائل قال الامام يعني الرازي واللفظ الشائع لا يجوز ان يكون موضوعا لمعنى خفي الا على الخواص يعني معنى خفي الا على الخواص يكون عندهم معلوما اما عند عامة الناس فهو معنى خفي. ظرب مثالا فقال كما يقول مثبت الحال. الحال ما قلت لك صفة لموجود غير متصف بالوجود ولا بالعدم. حال بين الوجود والعدم كما يقول مثبت الحال في تعريف الحركة معنى يوجب تحرك الذات. والحركة في المعنى الشائع هي انتقال الاجسام وحركتها ذاتيا فهذا المعنى كما ترى خفي جدا فهذه الفائدة ذكرها الرازي رحمه الله وساق هنا المصنف ان المعنى اللفظ الشائع يوضع لمعنى شائع واختزاله في معان خفية قد يكون سائغا اصطلاحا لكن وضعا لغويا لا يستقيم ذلك معنى اصطلاحا ربما تأتي انت الى علم من العلوم ومسألة من المسائل الدقيقة فيصطلحون على لفظ ان يكون لذلك المعنى الدقيق في علم من العلوم فهذا مما لا خلاف فيه ولكن ليس على ذلك المعنى الذي يطلق في اه الاستعمالات الشائعة نقف ها هنا ليكون استئنافنا في الدرس المقبل ان شاء الله في مسألة ابتداء اللغات او وضعها هل هي توقيفية ام اصطلاحية وما يعقبها من مسائل في الدرس المقبل ان شاء الله تعالى. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول قلتم ان الرازي لا يستقيم له المثال الذي ذكره عن الصخرة ثم الطائر ثم الانسان لم تذكر التعقب عليها واستدراك. بلى قلت لا يستقيم لان المعنى الذي تصوره الذهن ولم يكن للتصور الذهني والمعنى الذهني المجرد بل المعنى الذهني المبني على المعنى في الخارج فقلت لا يستقيم لانه ينصر القول بان الالفاظ موضوعة بالمعاني الذهنية فقط هل الكتابة تدخل في الموضوعات اللغوية ام خارجة عنها كالاشارة ولما عرف ولما عزف المؤلف عن ذكرها مع الاشارة الكتابة في الموضوعات اللغوية لكنها قد تكون اه منطوقة لسانا او مكتوبة والكتابة ليست الا رسما للالفاظ فما يكتب هو موظوع لغوي وليس خارجا عنها يقول قول ابراهيم عليه السلام لما رأى القمر قال هذا ربي هل يدل على صحة قول الامام الرازي لا تعرف خلاف المفسرين الطويل في محاجة ابراهيم عليه السلام ومجادلته لقومه في ظل الله في سورة الانعام قال هذا ربي في القمر في الكوكب ثم القمر ثم في الشمس وانه قاله على الراجح من اقوال المفسرين آآ اقامة للحجة عليهم وليس لمعنى متصور عنده في الذهن ولا في الخارج فخرج عن موضوع الى جملة يقول ذكرت من ايات الصفات من المحكمات ويعلم معناها. فعلى هذا ما معنى استواء الله الوارد في قوله الرحمن على العرش استوى هل معنى استواء الله معلوم ام فقط المعنى اللغوي للاستواء غير منسوب الى الله ويكون معنى استواء الله غير معلوم القاعدة تنطبق على معنى الاستواء وغيرها. كل المعاني المنسوبة الى الله عز وجل معلوما معلوم معناها لغة والمجهول هو كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بها لما تقول الاستواء على العرش الفعل استوى اذا عدي بعلى في اللغة واضح معناه تماما افادته مجموعة معاني متركبة الارتفاع والعلو والاستقرار. ومنه جاءت لتستووا على ظهوره. وتقول استويت على الراحلة او على المركوب او على الدابة فالاستواء على يفيد هذا المعنى. هذا المعنى لغة واضح والله عز وجل مستو على عرشه بالمعاني التي دل عليها الاستواء المعدى بعلى في اللغة. الارتفاع الظهور العلو لكن كيفية هذا الاستواء هي المجهولة وقل مثل ذلك في كل نصوص الصفات والله اعلم يقول قول والدي المصنف للمعنى من حيث هو لم افهمه قال رحمه الله اللفظ موضوع للمعنى الخارجي لا الذهني خلافا للامام والشيخ الامام للمعنى من حيث هو ذكر مذهبين هل اللفظ موظوع للمعنى في الذهن؟ او للمعنى الخارج؟ مذهبان كما سمعت وحجة كل منهما والد المصنف الامام تقي الدين السبكي قال موضوع للمعنى من حيث هو يعني يصدق على الذهن ويصدق على الخارجي فيقول اللفظ موضوع لمعنى اي معنى؟ قال المعنى ويصدق على الاثنين معا. وبالتالي فسيكون من قبيل الاشتراك يصدق على المعنى الذهني وعلى المعنى الخارجي في ان يقول هل نقول ايات الصفات محكمة المعنى متشابه في الكيفية آآ هذا يتحرز عن استخدام هذه المصطلحات في ابواب الصفات لئلا تكون مدخلا الى ما لا يحسن الاحتراز منه فيما بعد لكن تقول نصوص الصفات واضحة المعنى مفهومة الدلالة لكن مجهولة الكيفية والله عز وجل في كل نصوص الكتاب والسنة وتوصف بها سبحانه وتعالى فعله آآ او ذاته العلية او وصفه النبي صلى الله عليه وسلم انما كان باوصاف ما وقف الصحابة يوما ما يسألون كيف ذلك او يجهلون او يتطرقون الى السؤال. وقديما لما بدأ الخلاف في الامة وسؤال الامام مالك رحمه الله تعالى في القضية المشهورة التي اصبحت اصلا يبين مذهب السلف لما قال الرجل يا ابا عبد الله الرحمن على العرش مستوى كيف استوى فاطرق الامام مالك رحمه الله رأسه نيهة ثم رفع فاجاب. السؤال هنا كان واضحا والامام مالك رحمه الله كان ايضا صريحا في الجواب. الرجل لما سأل قال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى. الرجل ما سأل عن المعنى. قال كيف استوى ولم يسأل ما معنى استوى ولهذا لما اطلق الامام مالك رحمه الله فاما كان تهيبا من جواب لسؤال لم يكن معهودا او انه كان يظن رحمه الله مدخلا لباب قد يفضي الى بعض الشر مقصودا او غير مقصود اطرق في الجواب ثم لما تكلم رحمه الله نطق بالعبارات التي صارت قاعدة لمذهب السلف فقال الاستواء معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فقرر اصول مذهب السلف في هذا الباب قال الاستواء غير مجهول. يعني معلوم المعنى والكيف غير معقول. معنى الاستواء من حيث هو معنى ليس مجهول بدلالة انك ما سألت عنه لانك علمت معناه لكنك تجاوزت الى ما لا يعقل معناه وما لا يعقل لا يصح السؤال عنه قول غير معقول يعني العقل لا يمكن ان يصل اليه. فما فائدة السؤال عنه ما فائدة اقحام العقل في باب ليس له فيه مدخل ولو اقتحمت بعقلك في الباب الذي ليس للعقل فيه مدخل فلن يكون وراءه الا الضلال وهكذا فعلت الطوائف التي اقحمت العقول في ابواب الصفات فظلت عن سواء السبيل يقول هل هناك مثال على الحال فليس مثالا هو حال هي كما قلت لك يعني وصف لقضية منطقية كلامية فلسفية خالصة وهو وصف لحال او وصف للاشياء بين الوجود والعدم يعني المعروف والمتقرر عند عامة اهل العلم ان الاشياء على قسمين من حيث الانقسام الى وجود وعدم موجودة معدوم فهم يثبتون حالا ثالثة هل دلالة اللفظ على المعنى يختص بلغة معينة؟ كما ان النحويين يحتجون بلغة بني تميم فلماذا لا يحتج ببعض لا يحتج ببعض المعاني اذا كانت اللغة غير توقيفية والمعاني شائعة وكثيرة هذا يعني ادخاله لمسألة في مسألة دلالة اللفظ على المعنى يختص بلغة معينة لا لا يختص كل اللغات الا ترى ان كل اهل لغة يتخاطبون ويتفاهمون وفق معاني لالفاظهم بلغتهم ولهذا قد تكون اللفظة الواحدة من لغة الى لغة مختلفة المعنى. والسبب في ذلك تواضع اهل اللغة او تفاهمهم واصطلاحهم على معنى معين فهذا ليس خاصا بلغة. اما الاحتجاج بلغة اخرى بلغة على لغة اخرى هذه مسألة اخرى. من ناحية الفصاحة وثبوت وقوة اللغة كما هو حال اللهجات ولغة بني تميم ولغة هذيل هذه ليست لغات بمعنى انها اجناس داخل اللغة العربية لكنها لهجات والاحتجاج بعضها على بعض اما من ناحية الثبوت او القوة او الفصاحة او موافقة القرآن ونحو ذلك فاللغة غير توقيفية وتوقيفية واختلاف المعاني وشيوعها وكثرتها وكل هذا سيكون من ما يترتب على المسألة الاتية التي نستفتح بها درسا ان شاء الله في اصل اللغات ومبدأها هل هي توقيفية او اصطلاحية وضعية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد