غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد ختامي باذن الله. مع شرحنا على الامهات الاعتقاد للامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الصالحي رحمة الله تعالى عليه في هذا الباب الاخير ابن قدامة عليه رحمة الله تطرق الى مسائل النبوات. وهي الموضوع الثالث من مواضيع علم الاعتقاد كما اسلفنا وعرفنا ان هذا الباب يدرس فيه علماء الاعتقاد مجموعة من المسائل. اشهر المسائل التي تبحث فيه ما هي طرق الاستدلال على نبوة وعرفنا ان اهل السنة والجماعية يوسعون طرق الاستدلال على النبوة ولا يحصرونها في طريق واحد كما يفعل اهل البدع. ثم اه السؤال الثاني او المسألة الثانية التي تبحث ما هي المعجزة ما طبيعة المعجزة؟ وما الفرق بينها وبين السحر وبين الكرامة؟ كذلك مما يبحث في هذا الباب ما هو الفرق بين آآ الرسول والنبي وان كانت مسألة فرعية كما سيأتي. كذلك مما يبحث فيه حقوق الانبياء وما الذي يجوز عليهم؟ وما الذي يمتنع عليهم؟ ثم يتبع بعد ذلك اهل العلم آآ هذا الباب بذكر مسائل الصحابة ومسائل الخلافة والامامة ويختمون بذكر منهج اهل السنة والجماعة في التعامل مع اهل البدع المخالفين للجادة الحقة في المحاضرة السابقة اذا تطرقنا للمسألة الاولى وانهيناها. كيفية الاستدلال على النبوة وشرعنا في المسألة الثانية وهي بيان طبيعة المعجزة وما الفرق بينها وبين السحر والكرامة؟ وعرفنا آآ ان التعريف الدارج للمعجزة انه انها امر خارق للعادة يجريه الله سبحانه وتعالى على ايدي انبيائه ليتحدوا به اقوامهم مع ادعائهم النبوة بهذه العناصر الثلاث هذا التعريف لا يسير على طريقة اهل السنة وان كان منتشرا في المصنفات المعاصرة وانما يسير على طريقة مشاعره وبدأنا نفند هذا التعريف جزءا جزءا وبدأنا بالجزئية الاولى فان الاشاعر قالوا ان المعجزة امر خارق للعادة وهي بذلك احبتي لن تفترق عن السحر لان السحر ايضا امر مخالف للعادة اي هو خروج عن المألوف. وعرفنا ان الاشاعر لماذا قالوا اه المعجزة امر خارق للعادة لانهم ينفون قانون السببية الذي اودعه الله عز وجل في هذا الكون. فلا يرون ان هناك سنن كونية تسير على هذا القانون ان يوجد المسبب مع ان الله عز وجل كما قلنا هو خالق السبب وخالق المسبب لكن الله سبحانه وتعالى هناك اشياء يخلقها مباشرة من دون توظيف الاسباب وهناك اشياء يخلقها الله سبحانه وتعالى من خلال توظيف الاسباب. وتوظيفه للاسباب ليس لانه محتاج اليها او مفتقر اليها. حاشاه سبحانه وتعالى. لكن ليعلمنا نحن الخلق كيف نوظف قانون السببية في الاستدلال على اه طبائع الاشياء وكيف فنوظفه في عمارة هذا الكون. وهذا شيء نلاحظه فكل العلوم التجريبية القائمة اليوم احبتي هي تقوم على توظيف قانون السببية. اذا الاشاعرة قالوا بهذه الشطحة الكبيرة الهائلة في الحقيقة وقاموا بنفي قانون السببية. بالتالي كل الاشياء التي تسير في هذا الكون آآ تسير على وفق العادة عندهم وليس على قانون المضطرد. يعني قانون سنة الهية. لأ تسير على وفق عادة يمكن ان ان تخرق اما ان تخرق بالسحر واما ان تخرق على ايدي الانبياء. اذا خرقت على ايدي الانبياء بالشروط التي ستأتي تكون يكون هذا الخلق معجزة اما اذا خرقت العادة على ايدي السحرة يسمى هذا الخرق سحرا فعندهم كما ذكرنا في المحاضرة السابقة عند الاشاعرة اه النار والاحتراق امران متزامنان عادة فمن عادة الله سبحانه وتعالى انه يخلق الاحتراق عند عند وجود النار. هكذا يقولون لا يقولون بسبب النار بل يقولون عند وجود النار. ومن عادة الله سبحانه وتعالى ان يخلق الشبع عند وجود الطعام. ومن عادة الله ان يخلق الري عند وجود الشراب وهكذا فالامور في هذه الحياة لا تجري ان سبب ينتج مسبب عند الاشاعرة بل تجري على ان هناك امور متزامنة في العادة اذا طرق هذا التزامن المعتاد اذا خرق هذا التزامن المعتاد فاما ان يكون خرق العادة معجزة اذا صحب بالشروط التي ستأتي واما ان يكون خرق العادة هذا سحرا. وبينا ان هذا كلام فاسد تماما بل هذه الامور النار والاحتراق علاقتها مع بعضها علاقة السببية والطعام والشبع علاقة السببية والماء والري علاقة السببية فالله سبحانه وتعالى بحكمته جعل الطعام سببا للشبع. وجعل الماء سببا للري. وجعل النار سببا للاحتراق وقل ذلك في سائر الاسباب تمام؟ طيب اه اذا الاشاعرة ادركوا انهم في مأزق في هذه القضية وهو اننا اذا قلنا ان المعجزة هي خرق العادة فبالتالي سيكون هناك اشتباه واشتراك بين المعجزة وبين السحر. لان السحر خرق للعادة ايضا. فكيف سنفرق اذا بين المعجزة ننظر الباقلاني ليبين وجهة نظر الفكر الاشعري في التفريق بين المعجزة والسحر. يقول الباقلاني الذي صنف كتابا كاملا اسمه التبيان عن الفرق بين المعجزات والكرامات والحيل والكهانة والسحر والنار جينات عنوان طويل جدا وهو كتاب مطبوع تجدونه قليل الانتشار في المكتبات لكنكم تجدونه ربما في المكتبات العامة كتاب كامل صنفه ابو بكر الباقلاني ليبين الفرق بين هذه الامور المشتبهة. فيقول الباقلاني وهذا نص كلامه فما الفصل على هذا بين السحر آآ معجز. اي بعد ان ذكر الباقلاني التعريف السابق للمعجزة وانها للعادة طرح هذا السؤال ما هو السؤال؟ ما الفصل؟ اي ما الفارق على هذا؟ اي بناء على هذا التعريف؟ فما الفصل على هذا بين السحر والمعجز انظر الجواب الذي يقدمه الباقيين فيقال جواب هذا قريب دعونا ننظر ما هو القريب. قال وذلك اننا قد بينا ان من حق المعجز اي الامر المعجز. الا يكون معجزا حتى يكون واقعا من فعل الله سبحانه وتعالى على حد خرق عادة البشر ما اه هذه الجزئية الثانية او الشرط الثاني الذي يشرطه الاشاعرة في المعجزة خرق العادة نعيد. اه فان من حق المعجز الا يكون معجزا اي الامر لا يكون معجزا حتى يكون واقعا من فعل الله على احد خرق عادة البشر مع تحدي الرسول صلى الله عليه وسلم وتقريع مخالفه بتعذر مثله عليه اه اذا المعجزة لا بد من ان يكون خرق للعادة زائد ان الرسول يتحدى المخالفين هذا من شرط المعجزة شرط وركن في المعجزة عند الاشاعرة ان الرسول يتحدى بخرق العادة المخالفين له. ويأمرهم ان يأتوا بمثل هذه طيب نكمل معه قال فمتى وجد الشيء الذي ينفرد الله بالقدرة عليه يعني متى وجد خرق العادة؟ على غير تحدي نبي به. اه اذا وجد خرق العادة من دون تحدي النبي به واحتجاج لنبوته بظهوره لم يكن معجزا. يعني اذا وجد خرق العادة من دون ان يتحدى النبي صلى الله عليه وسلم به المخالفين. اذ ويحتج على نبوته اللي هو الشرط الثالث كما سيأتي حينئذ لن يكون هذا الخرق اعجازا. فان كان ذلك كذلك خلاص اذا عرفنا اذا الفرق بين المعجزة والسحر قال فان كان ذلك كذلك خرج السحر عن ان يكون معجزا مشبها لايات الرسل وان كان لاحظوا ماذا يقول الباقلان هذه كلمة خطيرة هنا. يقول وان كان ما يظهر عند فعل الساحر من جنس بعض معجزات الرسل لاحظوا تصريح الباقلاني يعني هو يقول ما يظهر على ايدي السحرة هو من جنس بعض معجزات الرسل فاذا هناك تجانس فعلا بناء على كلام الاشاعرة سيكون هناك تجانس لانه هذا خرق للعادة وهذا خرق للعادة. والحل الذي قدمه الباقلاني والفكر الاشعري ما هو؟ الحل الذي قدموه للتفريق بين المعجزة السحر ان يقولوا المعجزة هي صحيح امر خارق للعادة كالسحر لكن انضاف اليها ان الرسول تحدى بها المخالفين وثانيا ثالثا اعتبروه القيد الثالث احتج بهذا الخرق على نبوته فلابد اذا من امر خارق للعادة والرسول يتحدى به المخالفين ويستدل به ويحتج به على نبوته. لابد من هذه الامور الثلاث لتكتمل عناصر المعجزة عند الفكر الاشعري. طيب نقول يظهر من كلام الباقلاني السابق بشكل واضح ان السحر والمعجزة عنده كلاهما من جنس ونص على ذلك. لكن الفرق بينهما في امرين الامر الاول ان المعجزة عنده مقرونة بالتحدي شرطا وتقريع المخالف على عدم القدرة على الاتيان بها هذا الشرط الاول. او بسميها الثاني انتم للمعجزة لابد من ان المعجزة تكون مقرونة بالتحدي وتقريع المخالف انه لا يستطيع ان يأتي به. ثانيا ان تكون المعجزة مقرونة بادعاء النبوة معها. يعني الامر الخارق للعادة لابد ان يقترن بادعاء النبوة. وان يقول النبي انا افعل هذا الامر خارق للعادة لاستدل به على نبوتي هكذا تتكامل المعجزة في الفكر الاشعري خرق العادة والنبي يتحدى به المخالفين ويقرعهم ويزجرهم على انكم لن تستطيعوا ان تأتوا به. ثالثا النبي وهو يأتي بهذا الخرق يقول انا استدل بهذا الخرق على نبوتي. بهذه الاركان الثلاث تحصل المعجزة الان ورد اشكال على الفكر الاشعري في هذه القضية. اذا كانت المعجزة هي خرق للعادة مع تحدي النبي بها وادعائه النبوة من خلالها طيب لو جاء ساحر من السحرة ففعلا فعلا خارقا للعادة وتحدى الناس به وادعى ان هذا الخرق للعادة يحتج به على نبوته ماذا ستفعلون ايها الاشاعرة في هذه الحالة جاء ساحر من السحرة فعل شيئا خارقا للعادة مثله مثل النبي لكن هذا الساحر تحدى الناس ان يعملوا مثل فعله وقرن فعله وخرقه للعادة بادعائه النبوة. اذا كيف سنكتشف ان وهذا الساحر والله كاذب في ادعائه النبوة. ما هو فعل كما فعل النبي. اتى بخرق العادة وتحدى وادعى ان هذا الخرق دليل على نبوته اذا كيف سنفرق بينهما؟ الباقي الان انتبه على هذه القضية. فقدم هذا الجواب. ماذا يقول الباقلاني؟ ان الساحر هذا كلام الباقلاني ان الساحر اذا احتج بالسحر وادعى به النبوة ابطله الله من وجهين هكذا يقول الباقلاني ان الساحر اذا احتج بالسحر وادعى به النبوة يعني احتج بالفعل الخارق للعادة على نبوته وقال انا نبي لاني فعلت هذا الفعل للخارق والعادة واتحداكم به. اذا اه ستصدقوني على نبوتي الا اذا استطعتم ان تفعلوا مثل فعلي. فالان الباقي اللاني بده يكشف لنا كيف نميز انه هذا الساحر كاذب وليس مثله مثل النبي صادق فيقول ان الساحر اذا احتج بالسحر وادعى به النبوة ابطله الله بوجهين احدهما انساه الله عمل السحر جملة. الساء في وجهة نظر الباقلاني يقول لك ان الساحر اذا اراد ان يخلق العادة ليستدل بها او احتج بها على نبوته او يدعي بها نبوته في هذه الحالة وفي هذه الصورة ينسيه ربنا سبحانه وتعالى عمل السحر فلا يستطيع ان يأتي بالسحر. انساه الله عمل السحر جملة او لم يفعل او لم يفعل الله عند قوله او فعله شيئا في المسحور من موت او سقم او بغض. اذا هاي الحالة الاولى ان ينسيه الله السحر. هذا الاحتمال الاول. الاحتمال الثاني يقول ثانيهما ان ابواب السحر معلومة عند السحرة. فاذا جاء الساحر بسحر وادعى به النبوة وتحدى به الناس لاحظوا اذا جاء الساحر بسحر يعني خرق العادة وادعى به النبوة وتحدى به الناس اتى بالشروط الثلاث للمعجزة. فان الله سرعان ما يكشف زيفه بان يسلط عليه السحرة ليفعلوا ما هو اعظم من سحره. فيبطل التحدي ليفعلوا ما هو اعظم من سحره وادق فينكشف للناس كذب هذا الساحر. الحل الثاني انه هذا الساحر اذا فعل الشيء الخارق للعادة وتحدى الناس به وادعى النبوة. الله سبحانه وتعالى مباشرة يجعل السحرة يتسلطون عليه فيفعلون فعلا وخرقا للعادة. اعظم من الخرق الذي ارتكبه هذا الساحر بالتالي بطل تحديه للناس. طب هاي الاجوبة التي ياتي بها الباقلاني من اين اتى بها؟ يعني ما الدليل على ان الله سينسي الساحر آآ سحره او سيسلط السحرة عليه ليفعلوا فعلا خرقا للعادة هو اعظم من فعله. ما الدليل ايها الباقلان على كل هذه الاقتراحات التي قدمتها في الحقيقة احبتي لا يوجد اي دليل وان هي مجرد اقتراحات يقترحها الباقلاني رحمة الله تعالى عليه. فنقول نلاحظ ان من الحلول التي يقدمها الباقلاني هي حلول لا دليل عليها بوجه من الوجوه حلول مقترحة يتوهمها الامام الباقلاني رحمة الله عليه لمواجهة مأزق معين وجده امامه. وليست حلول اه علمية يدل عليها الشرع ويدل عليه الواقع. يعني كيف عرف الباقلاني ان الله سينسي الساحر سحره هذا مجرد احتمال احبتي واقتراح لحل هذه الاشكالية التي وقع فيها. فهو عرف المعجزة بشكل خاطئ. ثم وجد هناك عدة اشكاليات ترد على تعريفه فحاول ان يقترح اقتراحا حلولا لها وان لم يكن هناك اي دليل يثبت صحة هذه الحلول. بالتالي كل الفكرة التي انبنت عليها معجزة على طريقة الاشاعرة فكرة مغلوطة سببها الاساسي سبب الغلط فيها نفي قانون السببية. نفي قانون السببية جرهم الى كل هذه المضايق والى كل هذه الاجوبة غير المقنعة في الحقيقة والتي لا دليل عليها. نقول مما يدل على بطلان اشتراط الاشاعرة في حد المعجزة ان تكون مقرونة بالتحدي بها. الان سابطل لكم اشتراط اشاعرة في المعجزة ان تكون مقرونة بالتحدي لان الاشاعرة قالوا المعجزة امر خارق للعادة. ومن شرطها ان تكون مقرونة بالتحدي. هل هذا الشرط هذا شرط فاسد احبتي. وليس من شرط المعجزة ان تكون مقرونة بالتحدي. كيف ذلك يا شيخ؟ انظروا. نقول مما يدل على بطلان اشتراطه الاشاعرة في حد المعجزة ان تكون مقرونة بالتحدي بها هو ان كثيرا من المعجزات التي ظهرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم صدرت منه ابتداء وهو بين اظهر الصحابة من المؤمنين في المدينة النبوية ولم يتحدى بها النبي صلى الله عليه اي احد كنبع الماء من بين اصابعه ووضع يده على عين فلان في غزوة بدر فعادت عينه الساقطة سليمة. الى غير ذلك من المعجزات التي ظهرت على يديه وهو في طيبة الطيبة بين المؤمنين الصادقين. فمن يتحدى بها؟ اذا كثير من المعجزات فعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولم يتحدى به احدا. فمن اين اتيتم ان المعجزة لا بد وان يتحدى بها النبي صلى الله عليه وسلم المخالفين. هذا شرط لا دليل عليه تمام. بل حتى معجزاته بمكة لم ينقل لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى المشركين وتحداهم بها ابتداء وطلب منهم ان يفعلوا معجزة من معجزاته كالاسراء والمعراج. يعني هل النبي صلى الله عليه وسلم اتى لكفار قريش وقال لهم يلا انا عندي معجزة الاسراء والمعراج اتحداكم ان تفعلوا مثلها. ما قال لهم ذلك ولم ينقل لنا في شيء من السير انه فعل ذلك. تمام طب يا شيخ القرآن الكريم الم يتحداهم بهم؟ الم يتحداهم به؟ النبي صلى الله عليه وسلم نقول انتبهوا. القرآن الكريم انما تحداهم الله سبحانه وتعالى به بعد ان ادعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم افتراه من عنده. ولم يتحداهم به ابتداء يعني هل النبي صلى الله عليه وسلم اول ما قرأ عليهم القرآن قرأ اول اية وقال يلا اتحداكم ان تأتوا بها؟ ام التحدي وقع بعد ان ادعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم ترى لو نظرنا في نصوص الكتاب والسنة سنجد ان التحدي بالقرآن انما وقع بعد ان ادعوا ان محمدا صلى الله عليه وسلم افتراه وانه اتى به من فلان الرومي او من فلان اليهودي او ما شابه ذلك. فهنا الله عز وجل تحداهم بالقرآن وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يتحداهم به والدليل اقرأوا قوله تعالى ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور. لاحظوا ام يقولون افترى. الدعوة ان النبي صلى الله عليه وسلم افتراه حينئذ الله عز وجل قال لهم انتم تدعون انه افتراه اتوا بمثله. هنا وقع التحدي ولم يقع التحدي بالقرآن ابتداء هكذا وهذا فهم مغلوط لطبيعة التحدي بالقرآن اذن فنقول والقرآن الكريم انما تحداهم الله به بعد ان ادعوا افتراء النبي صلى الله عليه وسلم له ولم يتحداهم به ابتداء بدليل قوله تعالى ونفتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات. فليس اذا من شرط المعجزة ومن حقيقتها ان يقع التحدي بها كما زعم المخالفون. وهنا نترك الساحل بن حزم الظاهري ليبين فساد هذا الشرط بنفسه. يقول ابن عزمي الظاهري رحمة الله عليه ان اشتراط التحدي في كون اية النبي اية اي معجزة معجزة. ان اشتراط التحدي في كون اية النبي اية دعوى كاذبة سخيفة لا دليل على صحتها لا من قرآن ولا سنة صحيحة ولا سقيمة. يعني حتى حديث ضعيف يدل على اشتراط لا يوجد قال ولا من اجماع ولا من قول صاحب ولا من حجة عقل يعني حتى العقل لا يدل على ذلك. قال ولا قال بهذا احد قبل هذه الفرقة الضعيفة يقصد الاشعرية يعني ما في احد اتى بهذا بهذا التصور للمعجزة قبل هذه الفرقة الضعيفة يقصد بها الفرقة الاشعرية. ثم قال ابن حزم الظاهري انه لو كان ما قالوا يعني لو كان الامر فعلا كما يقود الاشاعرة يشترط التحدي حتى يكون المعجز معجزة. لسقطت اكثر ايات النبي صلى الله عليه وسلم كنبعان الماء من بين اصابعه واطعامه المئين والعشرات من صاع شعير وعناق كما عادت في غزوة خيبر او غافل في غزوة الخندق. لانه صلى الله عليه وسلم لم يتحدى بذلك كله احدا. ولا عمله الا بحضرة اهل اليقين اي من الصحابة. ويقول ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه مؤكدا على بطلان هذا الشرط. ان عامة معجزات الرسل لم يكن يتحدى بها ويقال ايتوا بمثلها. ما في دليل على ان الرسل كانوا اذا فعلوا معجزة يأتوا اقوامهم يلا اعملوا مثل ما فعلنا. لا يوجد اي دليل لكن قد علم انهم لا يأتون بمثلها فهذا لازم لها. اه يعني هي طبيعة المعجزة ان الاقوام لا يستطيعون ان يأتوا بمثلها طبيعتها طبيعتها ان الاقوام لا يستطيعون ان يأتوا بها فيلزم من هذا لزوما فقط ان يكون هو شكل من اشكال التحدي. يقول ابن تيمية يعني هو التحدي ملازم لها. شيء طبيعي اذا فعلت امر معجز. كنبي من الانبياء ان هؤلاء القوم لا يستطيعون ان يفعلوا كفعلي ولا ما عادت معجزة دليل على صدق النبوة. فيقول ابن تيمية هو من لازم المعجزة ان من الاقوام لا يستطيعون ان يأتوا بمثلها فيكون شكل من اشكال التحدي عموما لكن ليس من شرط المعجزة ان يأتي النبي ليتحدى ويصرح بالتحدي ويقول لقومه افعلوا كما فعلت. هذا ليس من شرطها. وقد نص ابن تيمية بشكل واضح ان عامة معجزات الرسل لم يكن يتحدى بها ويقال للاقوام اتوا بمثلها تمام فماهيتها هي انخراط السنن الكونية والقوانين الطبيعية. يعني الان لو شخص قال لنا طب يا شيخ اذا ما هي المعجزة؟ نقول المعجزة احبتي هي هي انخراط السنن الكونية والقوانين الطبيعية لنبي من الانبياء وليست خرق العادة. فرق هائل جدا بين ان تقول ان المعجزة هي خرق السنن الكونية. وبين ان تقول انها خرق العادة ازا عند اهل السنة والجماعة باختصار هي خرق السنن الكونية والقوانين الطبيعية لنبي من الانبياء لتكون دليلا على صدقه نقطة من دون اي شرط اخر خرق السنن الكونية والقوانين الطبيعية لنبي من الانبياء لتكون دليلا على صدقه من دون اشتراط التحدي ومن دون اشتراط الشرط الثالث الذي سانقضه الان وهو ان آآ يصرح النبي انني فعلت هذا الامر الخارق للعادة استدلالا على ذبوتي. لا يشترط ان يقول ذلك وان يصرح انه فعل هذا الفعل استدلالا على نبوته. اهل السنة يرون مجرد خرق السنن الكونية والقوانين الطبيعية نبيا من الانبياء يكون هذا معجزة دالة على صدقه. تمام طيب اذا نكمل يا شيخ كلامنا في تفنيد اه تعريف الاشاعرة للمعجزة اذا فماهية المعجزة عند اهل السنة هي انغلاق السنن الكونية والقوانين الطبيعية لنبيا من الانبياء. واما عدم القدرة على معارضتها. فهذا نتيجة واثر ملازم لها فعدم قدرة المخالفين على معارضتها وان يأتوا بمثلها كما قلنا هذا امر ملازم وليس من طبيعتها طيب نذهب الى بطلان الشرط الاخر الذي اشترطه الاشاعرة وهو اقتران خرق العادة والتحدي بادعاء هذا الرجل للنبوة. اقتران خرق العادة والتحدي بادعائه النبوة هذا ايضا شرط باطل. اشتراط ادعاء النبوة، لابد يقول النبي انني فعلت هذا الفعل لانني نبي. هل يشترط ان يصرح بهذا ويدعي النبوة وهو يفعل هذا الفعل الخالق للعادة؟ نقول هذا ليس شرط بل شرطيته باطلة. كيف يا شيخ الشرطية باطلة. نقول اذ كيف يكون ادعاء النبوة هو جزء من مفهوم المعجزة؟ مع ان المعجزة اصالة انما اتت لتثبت هذا الادعاء. يعني احبتي اليست المعجزة وظيفتها ان تثبت صدق هذا الرجل في ادعائه النبوة يعني فهي دليل على صدق هذا الرجل في ادعاء النبوة. فكيف يكون ادعاء النبوة جزء من مفهوم المعجزة؟ هذا امر لا يعقل كيف يكون ادعاء النبوة هو جزء من مفهوم المعجزة. مع ان المعجزة انما اتت لتكون دليلا على ادعاء النبوة فكيف يكون المدلول جزء من الدليل؟ هذا لا يعقل. فهمتم الفكرة المعجزة لماذا اتى الله عز وجل بها؟ لم نقل لتكون دليلا على النبوة دليلا على ادعاء فلان للنبوة. اذا كيف يكون ادعاء النبوة جزء من مفهوم المعجزة مع ان المعجزة انما اتت لتدل عليه. هل يكون المدلول جزء من الدليل؟ لا يمكن ذلك اذا واما بطلان الشرط الذي اشترطوه وهو اقترانها اي خرق العادة بادعاء النبوة فهذا بطلانه واضح. اذ كيف يكون ادعاء النبوة جزء من مفهوم المعجزة مع ان المعجزة انما اتت لتثبت هذا الادعاء اساسا بعبارة اخرى. هل يعقل ان تكون النتيجة المراد اثباتها هي جزء من الدليل هل يعقل ان تكون النتيجة المراد اثباتها هي جزء من الدليل وشرط في الدليل هذا لا يقبل يقول ابن تيمية والذين قالوا ان شرط الاية ان تقارن دعوى النبوة غلطوا غلطا عظيما ثم قال بين هذا الغلط. دعوة النبوة هو الذي تقام عليه البينة. هو الذي نحتج له. والذي تقام عليه البينة لا يكون جزءا من الحجة هذا كلام ابن تيمية. دعوى النبوة هو الذي نحن نقيم عليه البينة والذي تقام عليه البينة لا يكون جزءا من الحجة. وهذا احبتي فيه اه دور اه سبقي وهو ذا دور ممتنع كما درسنا في المنطق ممتنع عقله. اذ كيف يكون المدلول ركنا في الدليل كيف يكون المدلول ركنا في الدليل؟ مع ان الدليل انما اوتي به لنصل به الى المدلول. فهذا فيه دور سبقي ممتنع عقلا اننا نجعل المدلول ركن وشرط في الدليل ثم نأتي بالدليل لنستدل على هذا المدلول كل هذه الانتقادات السريعة التي نوجهها لهذا التعريف تدل على ان هذا التعريف متهالك متآكل لا يعطي اي حقيقة علمية عن المعجزة اذا انتهيت الان من تعليقي على تعريف الاشاعرة. تعريف الاشاعرة للمعجزة بانه امر خارق للعادة. قلنا هذا خطأ علمي كبير انبنى على نفي الاشاعرة لقانون السببية. وانبنى على هذا الخطأ انه لا فرق بين المعجزة وبين السحر. لان كليهما خرق للعادة ثم ان الاشاعر ادركوا هذا المأزق فحاولوا ان يشترطوا شروط اخرى لفصل المعجزة عن السحر فقالوا المعجزة خرق للعادة مقرون بالتحدي مع ادعاء رجل النبوة. وعرفنا ان قرن خرق العادة بالتحدي ايضا باطل. الكثير من معجزات النبي عليه الصلاة والسلام لم بها وفعلها مع المؤمنين في طيبة الطيبة. وان الاشتراط الاخير ان ان يكون التحدي آآ مصحوبا ومقترنا بادعاء النبوة قلنا ادعاء النبوة هو المدلول الذي نريد ان نأتي بالمعجزة لتدل عليه. فكيف يكون المدلول ركنا في الدليل؟ هذا ايضا مرفوض عقلا. فبطل هذا التعريف من رأسه والتعريف الصحيح للمعجزة انها خرق للسنن الكونية والقوانين الطبيعية على ايدي انبياء الله ورسله لتكون دليلا على صدقهم. ولا نحتاج الى اكثر من ذلك. فهناك سنن كونية تنخرق. وليس خرق للعادة ما يفعله السحرة خرق للعادة. ما يفعله الرسل خرق للسنن الكونية. فافعال السحرة لا يمكن ان تشابه بوجه من الوجوه افعال الانبياء او معجزات الانبياء افعال السحرة خرق للعادة. خروج عن المألوف فقط. لكن السحرة لا يخلقون السنن الكونية. واما ما يفعله الانبياء هو خرق للسنن الكونية. فالفرق بين المعجزة والسحر هو فرق في طبيعة العمل نفسه. فرق في العمل نفسه فالانبياء معجزتهم كسر وخرق للسنن الكونية بتقدير الله. والسحرة افعالهم مجرد خرق للعادة. ولا يمكن لساحر ان يخرق السنن الكونية. فالفرق اذا بين المعجزة والسحر عند اهل السنة فرق واضح في طبيعة الفعل وذاته. وليس فقط الفرق كما الاشاعرة ان السحر لا يكون مقرونا بالتحدي او ادعاء النبوة وان الساحر اذا تحدى وادعى النبوة الله ينسيه السحر او ما شابه ذلك. كل هذه اقتراحات واوهام يأتون بها ولكن لا يوجد اي دليل شرعي او واقعي او علمي يثبتها. تمام. الان نذهب للتفريق بين المعجزة كرامة. بعد ان عرفنا الفرق بين المعجزة والسحر ان المعجزة خرق للسنن الكونية واما السحر خرق للعادة فقط نأتي الى الفرق بين المعجزة والكرامة فنقول باختصار هناك عدة فروق بين المعجزة والكرامة بها يظهر التمايز بين المفهومين ساذكر ثلاثة فروق. الفرق الاول بين المعجزة والكرامة. ان الكرامة احبتي قد تكون بخرق السنن الكونية وقد تكون بامور معنوية لا خرق فيها بوجه من الوجوه الكرامة مفهومها اوسع من المعجزة من هذه الجهة. فالكرامة قد تكون بخرق السنن الكونية. هل الله عز وجل يخرق السنن الكونية كرامة لولي من اوليائه؟ نعم يمكن ذلك فالكرامة اما خرق للسنن الكونية لكن هناك احتمال اخر للكرامة. وقد تكون الكرامة آآ امرا معنويا فقط. لا خرق في وهذا الجانب الاخر للكرامة يتغافى عنه كثير من المصنفين في هذا الباب. يظنون ان كرامات الاولياء هي مجرد خروقات خطأ. الكرامة كما تكون للسنن الكونية قد تكون امرا معنويا. كيف يعني يا شيخ امر معنوي؟ مثلا كتثبيت خائف في حرب. هذه كرامة. يكرم الله عز وجل احد في معركة من المعارك شعر بخوف الله فجأة ينزل عليه السكينة والطمأنينة. هذا شكل من اشكال الكرامات وان لم يكن خرق للسنن الكونية كذلك اه انزال اه السكينة كما قلنا في الحرب. كشف كربة الله عز وجل يرى عبدا من عبيده في كربة من الكربات في كشفها عنه من دون ان يبذل هذا العبد سببه تكشف الكربة عنه فجأة او يسخر الله خلق من خلقه ليكشف عن هذا العبد كربته وهذا الشكل اه ايضا من اشكال الكرامات فحصر الكرامات في الخوارق فقط حصر ليس بسديد بخلاف المعجزة فان المعجزة تكون بخلق السنن الكونية فقط. اذا هذا اول فرق بين المعجزة والكرامة. ان الكرامة قد تكون بخرق السنن كونية وقد تكون بامور معنوية كتثبيت خائف او انزال سكينة او كشف كربة ولا يوجد فيها خرق للسنن الكونية. اما المعجزات فهي خاصة بخرق السنن الكونية والقوانين الطبيعية. ولا يوجد لها حل اخر. طيب هذا الفرق الاول. طب نذهب الى الفرق الثاني. ان كرامات اولياء قد يقع فيها خرق للسنن الكونية. اتفقنا على ذلك. لكنه هذا الخرق للسنن الكونية الذي يقع كرامة لولي من الاولياء لكنه لا يصل الى حجم الخرق الذي يقع للانبياء في المعجزة يعني السنن الكونية يمكن ان تخرق للانبياء معجزة ويمكن ان تخرق للاولياء كرامة. لكن خرق السنن الكونية للاولياء كرامة لا يصل في حجمه وفي قوته لخرق السنن الكونية للانبياء. وهذا طبعا بالاستقراء من هنا قسم ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه معجزات الانبياء الى نوعين ابن تيمية قسم معجزات الانبياء الى قسمين بالاستقراء. هناك معجزات كبرى ايات كبرى عظمى لا يمكن ان تقع كرامة للاولياء ولا لاحد من البشر سوى الرسل والانبياء. كانشقاق القمر والاتيان بالقرآن واحياء الموتى مثل هذه الامور لا يفعلها اه الاولياء كرامة ولا يمكن ان تقع لهم كرامة. لان هذه خروقات كبرى كبرى عظمى للسنن وهناك خروقات كونية اي خرق للسنن الكونية لكنها تسمى خروقات صغرى. فهذا النوع هو الذي يقع اه الاولياء. هذا النوع هو الذي يمكن ان يقع كرامة للاولياء. فهناك ايات صغرى يمكن ان يقع جنسها للاولياء كرامة مثل ايش يا شيخ؟ قالوا كما حدث مع ابي مسلم الخولاني التابعي المخضرم الذي القاه الاسود العنسي في النار. فخرج من النار ولم يصب باذى. فلما اتى المدينة ولقي عمر بن الخطاب قال له عمر الحمد لله الذي اراني شبيه ابراهيم عليه السلام. الان من معجزات الله لابراهيم انه لما القي في النار خرج منها سليمة من دون ان يصاب باذى. كذلك التابع الجليل ابو ادريس الخولاني ابو عفوا ابو مسلم الخولاني رحمة الله تعالى عليه. حدث له مثل هذا الامر. القار الاسود العنسي في النار وفي اوجهها وحرها. لكنه خرج سليما معافى. فما وقع لابي مسلم الخولاني كرامة فيها خرق للسنن الكونية من سنن الله عز وجل ان النار تحرق خرق هذا الامر لابي مسلم الخولاني كما خرق لابراهيم عليه السلام لكن يقولون هذه الايات ليست من الايات الكبرى. وانما من الايات الصغرى التي يمكن اتقاضى الانبياء معجزة. ويمكن ان تقع عن الاولياء كرامة لكن في الحقيقة هذا الفرق الذي ذكره البعض وذكره ابن تيمية يبقى عليه اشكال يحتاج لبحثه. وما هو الضابط الذي يفرق بين الايات الكبرى والايات الصغرى يعني ابن تيمية وضع هذا التفريق. لكن نقول ما هو الضابط الذي سيفرق لنا بين ايات كبرى فنقول هذه لا يمكن ان تقع للاولياء وبين ايات صغرى او خروقات كونية صغرى يمكن ان تقعد الاولياء. هل هناك ضابط علمي ثابت في نصوص الكتاب والسنة يفرق بينهما؟ ام هو مجرد اجتهاد هذه القضية اتركها للبحث لانني لم اجد فيها ضابطا تستروح له النفس. ضابط التفريق بين الايات الكبرى والصغرى. يعني لماذا عددنا اية ابراهيم عليه السلام ومعجزته صغرى؟ بينما عددنا شق القمر كبرى الان يمكن ان يلاحظ مشق القمر امر مهول جدا يتعلق بجرم سماوي بعيد. بينما قضية ابراهيم عليه السلام امر يتعلق بقانون السببية للنار فقط. فهناك فرق. انا اقول يمكن ان يدرك هذا. لكن في النهاية سيبقى هذا الباب مجال للجدل اهو الضابط الذي يحسم الامر؟ بحيث نستطيع ان نصنف بشكل واضح هذا الى ايات كبرى وهذه الى ايات صغرى. كما قلت هذا اتركه للبحث العلمي. الفرق ثالث ان كرامات الاولياء تابعة لتحقيق الايمان بالانبياء يعني كرامات الاولياء خلق للسنن الكونية لكن هذا الخالق للسنن الكونية على سبيل الكرامة لا يقع الا لمن هو متابع للانبياء حقه لا يقع الا لمن هو متابع للانبياء حقا. فكرامات الاولياء في الحقيقة هي ايات من ايات الانبياء. يقولون كرامات الاولياء اية من ايات الانبياء لماذا؟ قالوا لان هذه الكرامات انما تحصل للاولياء لما تمسكوا بمنهج الانبياء وساروا على دربهم بخلاف ما تجهر به جماعات التصوف الغالي من وقوع الكرامات لساداتهم واقطابهم مع هجرهم لكتاب الله. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقصيرهم في الفرائض واستباحتهم للمحرمات واختلاط الرجال بالنساء والرقص والمعازف. فهذه الاحوال التي يدعيها غلاته التصوف انها والله كرامات هي في الحقيقة احوال شيطانية احوال شيطانية يعينهم الشيطان عليها ولا تكون خرقا للسنن الكونية. وانما تكون خرقا المألوفة من جنس ما يفعله السحرة فهذه الاحوال التي يدعونها احوال شيطانية خيلت لاهل الجهل منهم كرامات والمؤمن المتبصر بدينه يعرف الفرق بين يعرف ما هو الذي يعتبر خرق لسنن كونية وما الذي يعتبر خرق للعادة وان هذا الذي يزعم انه قطب من الاقطاب يستعين شياطين الجن والانس ليرفعوه في السماء او يمشوا به على الماء. واذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم فان الشياطين ستذهب ويغرق هذا الرجل في وحل او في جرم افعاله. فعلينا ان نعرف احبتي ان الكرامة لا يمكن ان تحصل لرجل هجر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع طرق الشياطين واستباح المحرمات والرقص واختلاط الرجال والنساء وزعم انه يتقرب الى الله بمثل هذه الامور ثم تخلق له الكرامات هذا جهل وسفه لا يقبله انسان عاقل كيف يكون الابتعاد عن منهج الكتاب والسنة سبب في تحصيل الكرامات؟ هذا لا يقبله عاقل عرف طبيعة هذا الدين لكن ينبغي التنبيه على قضية. ينبغي التنبيه على قضية مهمة جدا وهذي ركزوا فيها لان البعض يخطئ فيها. الكرامة احبتي ليس من شرطها ان تقع للاولياء فقط البعض يظن ان الكرامة لا يمكن ان تقع الا لولي من الاولياء الذين بلغوا درجة الاحسان. هذا فهم مغلوط ايضا عن طبيعة الكرامة. بل الكرامة يمكن ان تقع لمؤمن ضعيف الايمان ينزل الله عز وجل عليه كرامة من كراماته ليقوي الايمان في نفسه وليعززه في وجدانه هذا يمكن ان يقع بقوة لانه هذا المؤمن ضعيف الايمان يحتاج الى من يثبته. فتأتيه الكرامات. واما اولياء الله سبحانه وتعالى فليس بشرط ولايتهم ان تخلق لهم الكرامة بل عندهم من الايمان واليقين ما يستغنون به اصالة عن كل الكرامات فهم يعتمدون على ايمانهم بالله ووثوقهم به ورؤيتهم له رؤية الاحسان اقصد ان يعودون الله سبحانه وتعالى كانهم يرونه. فهذا المقام عن وقوع الكرامات فلا يحتاجون الى مثل هذه المسببات. المثبتات وان كان في الواقع ان كثير من الكرامات تقع للاولياء هذا اه يعني حق لا شك فيه. لذلك نقول ينبغي التنبيه على ان الكرامة ليس من شرطها ان تقع للاولياء فقط. ولا تدلها ركزوا والكرامة لا تدل على علو ايماني من وقعت له علامة لم تقع له ولا على ان فلان الذي وقعت له كرامة افضل عند الله من فلان الذي لم تقع له كرامة. فهي كما تقع للاولياء يمكن ان قالوا ضعاف الايمان ليزدادوا ايمانا ويقينا فقد يكون الانسان مؤمنا عاليا الايمان لا يحتاج لكرامة تثبت ايمانه فهو مستغن عنها ومقابله شخص ضعيف الايمان يحتاج لما يعزز الايمان واليقين في قلبه فيجري الله له كرامة ليزداد ثباتا. فالكرامة اذا ليست ملازمة تاما للولاية والاولياء. كما يزعم البعض بل ذكر بعض اهل العلم لاحظوا ذكر بعض اهل العلم ان الكرامة قد تقع للمسلم الفاجر وهو يواجه الكافر المشرك لاجل مصلحة شرعية دينية. وهذا وقع كثير فيما المسلمين. يكون قائد المعركة مسلم لكن عنده فجور وخمر الى غير ذلك من المحرمات. لكن الله سبحانه وتعالى يجري له كرامة ارغام بل لانف الكافر المشرك. فاذا الكرامة بابها واسع. قد تقع لمؤمن ضعيف الايمان. قد تقع لمؤمن فاجر. وقد تقع للاولياء. واما المعجزات فهي مختصة بالانبياء. اذا هذه ثلاث فروق ذكرتها سريعا. ثلاث فروق بين المعجزة والكرامة. الكرامة تكون بخرق السنن. وقد تكون بامور معنوية. اما المعجزة بخرق السنن فقط اه ان خرق السنن الكونية في الكرامات لا يصل الى مرتبة خرق السنن الكونية في المعجزات ان الكرامة انما تحصل بمتابعة الانبياء. ولا تحصل لمن هو مخالف لمنهج الانبياء كما يزعم ولاة التصوف ان الكرامات تحدث لهم ليلا ونهارا وهذا كله كما قلنا من الاحوال الشيطانية التي يلبسها الشيطان على العوام فيظنون انها كرامات وخرق للسنن الكونية وعرفنا ان الكرامة امر تقع للوالي وقد تقع لمؤمن ضعيف الايمان ليزداد ايمانا. تمام. هكذا نكون احبتي انتهينا من هذه القضية. قضية ما هو الفرق بين المعجزة والسحر والكرامة. بسم الله الحمد لله دعونا نذهب الى المسألة الثالثة ثم بعد ذلك سنذهب الى ابن قدامة رحمة الله عليه وننهي معه المسائل التي اوردها في هذا الباب. المسألة الثالثة ما الفرق بين الرسول والنبي ما الفرق بين الرسول والنبي؟ نقول هذه المسألة من فروع باب النبوات وليست من اصول هذا الباب وهي مسألة اجتهادية لا يبدع فيها المخالف. مسألة اجتهادية. ذكرت هذا الفرق ذكرت فرق اخر فرق ثالث. مسألة اجتهادية يتطلب فيها الدليل ولا يبدع فيها ولا يثرب فيها بعضهم على بعض. لذلك نقول تعددت الاجوبة التي قدمها اهل السنة والجماعة لهذا تفريق واقرب الاقوال اقول انا واقرب الاقوال يعني ليس جزما اراه اقرب الاقوال واقلها سلامة من الاعتراض اقرب الاقوال للصواب واقلها سلامة من الاعتراض ما ذكره ابن تيمية رحمة الله عليه حيث قال بعد تتبعه واستقرائه لنصوص الكتاب والسنة يقول التالي ساقرأ نص ابن تيمية ثم ابين لكم ما يستنبط منه من فوائد. يقول ابن تيمية عليه رحمة الله النبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ اي ينبأ الناس. بما انبأه الله به. النبي هو الذي ينبئه الله. يأتيه نبأ من الله. ثم هو ينبأ بما انبأه الله به. فان ارسل مع ذلك الى من خالف امر الله ليبلغه رسالة من الله اليه فهو رسول. اه كيف يتحول النبي الى رسول؟ ويصبح نبيا رسولا. اذا ارسله الله سبحانه وتعالى الى قوم مخالفين يدعوهم الى توحيد الله سبحانه وتعالى. حينئذ يصبح هذا النبي رسولا ايضا قال واما اذا كان انما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو الى احد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول. اما اذا هذا الرجل الذي وصلته الانباءات من الله سبحانه وتعالى. لم يرسل الى قوم مخالفين كفار يدعوهم وان ما تصله انباء من الله وهو ينبئ بها المسلمين من حوله لم يصل الى مخالفين كفار وانما تأتيه انباء من الله وتعليمات يخبر بها المؤمنين حوله ليمتثلوا هو من الله فهذا يسمى نبيا فقط طيب قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. لاحظ ابن تيمية كفى سيدقق في هذه الاية. الاية وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى. الاية بدأت بفعل الارسال. ارسلنا. اذا يقول ابن تيمية هذا يدل على ان الرسول مرسل وان النبي مرسل ايضا. لان ربنا ايش قال؟ وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. فاذا الرسول مرسل والنبي مرسل وليس كما يظن البعض ان النبي ليس مرسلا من الله سبحانه وليس مطلوبا منه ان ينبئ احدا لا هذا القول ضعيف النبي مرسل والرسول مرسل لكن الفرق الى من ارسل كل واحد منهما فاذا ارسل الى قوم مخالفين جاحدين ليدعوهم الى هذا الدين فهو نبي ورسول. واذا انبئ لكنه لم يصل الى مخالفين وانما بقي يعلم المؤمنين فقط فهذا يسمى نبيا فقط. هذا هو التفريق الذي يراه ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه فيقول معلقا على هذه الاية فذكر ارسالا يعم النوعين وقد خص احدهما بانه رسول. اللي هو الاول وما ارسل من قبلك من رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي امره بتبليغ رسالته الى من خالفه كنوح. وقد ثبت في الصحيح انه اين نوح عليه السلام اول رسول الى اهل الارض انه بعث الى مخالفين وقد وقد كان قبل قبل نوح انبياء كشيث وادريس عليهم السلام وقبلهما ادم كان نبيا مكلما قال ابن عباس كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلها على الاسلام. فبالتالي من لما نزل ادم الى الارض لحتى وقع الكفر كان عشر قرون كلها على الاسلام. اول ما وقع الكفر ارسل الله عز سيدنا نوح كاول رسول على هذه الارض ارسله الله الى قوم مخالفين يدعوهم الى الاسلام. فاولئك الانبياء يأتيهم وحي من الله ما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين. يعني الانبياء اللي كانوا خلال عشرة القرون الاولى كادريس وشي ايش وظيفتهم؟ وظيفتهم يأخذوا انباء من الله سبحانه وتعالى ويعلموها للمؤمنين حولهم. كالعبادات والطاعات وما شابه ذلك. فهم لم يرسلوا الى مشركين بل ارسلوا الى مؤمنين ليعلموهم احكام دينهم ثم يقول ابن تيمية هنا دقيقة مهمة وليس من شرط الرسول ان يأتي بشريعة جديدة. لان البعض يقول آآ ان شرط ان يأتي بشريعة جديدة واما النبي فيأتي مؤكدا لشريعة من سبقه. هذا التفريق ايضا ليس بدقيق. الرسول قد لا يأتي بشريعة جديدة والدليل على ذلك ما يقول ابن تيمية ان يوسف عليه السلام يعتبر رسول لانه تعامل وارسل الى قوم كافرين يدعوهم الى الاسلام اهل مصر ولكنه لم ياتي بشريعة جديدة وكان على ملة ابراهيم وكذلك داود وسليمان كانا رسولين مع انهما على شريعة التوراة شريعة موسى عليه السلام فبالتالي هذا يدل على ان الفرق الجوهري بين اه الرسول والنبي ان الرسول شرطه ان يرسل الى قوم مخالفين. وان من النبي فيرسل الى قوم مؤمنين. وكل رسول ارسل الى مخالفين هو نبي. لكن ليس كل نبي رسول. يعني الرسول هو نبي ايضا لكن النبي لا يشترط ان يكون رسولا. فمن انبأه الله بنبأ هو نبي دائما اي واحد ينبئ الله بنبأ هو نبي. الان ان امر بهذه الانباء ان يتوجه بها الى كافرين يصبح نبي ورسول ان اقتصر بهذه الانباء على المؤمنين فقط يكون نبيا فقط. فهذه هي الفروق التي ذكرها ابن تيمية بين النبي والرسول يمكن ان نلخصها فنقول من هذا النص يمكن ان نستخلص النقاط التالية. اولا معرفة الفرق بين الرسول والنبي لا يكون الا بعد استقراء تام لنصوص الكتاب والسنة ومعرفة موارد لفظ الرسول ولفظ النبي. وكيفية استعمال الشارع لهذين اللفظين. واي تفريق بين الرسول والنبي لا يعتمد الاستقراء التام او شبه التام سيكون تفريقا ضعيفا مغلوطا. وانا من اين اخذت هذا الامر او هذه القاعدة من فعل ابن تيمية ابن تيمية اتى للاية القرآنية وما ارسلنا من قبلكم الرسول ولا نبي. اتى لما اخبرنا الله عز وجل به عن يوسف وداوود وسليمان. جمع كل النصوص مع بعضها البعض بالاستقراء. توصل الى هذه النتيجة والى هذه الفرق. فاول ملاحظة انه اي شخص يريد ان يذكر تفريقا بين النبي والرسول لابد ان يكون هذا التفريق منبني على ملاحظة ورود بهذه الالفاظ في نصوص الكتاب والسنة. ثانيا مما نستنبطه من نص ابن تيمية ان كل من ينبئه الله بامر وهو ينبئ به من حوله يسمى نبيا وكل نبي لابد وان يكون له ارسال. لان ربنا قال وما ارسلنا من رسول ولا نبي او من قبلكم من رسول ولا نبي. فالنبي مرسل والرسول لكن الفرق الى اين ارسل كل واحد منهما؟ كما دلت على ذلك اية الحج السابقة. فان ارسل هذا النبي الى قوم معاندين مخالفين لامر ربهم فهو نبي ورسول ايضا. اما ان ارسل الى قوم مؤمنين اي ان ارسل النبي الى قوم مؤمنين ليعلمه امر ربهم واحكام شريعتهم ولم يتعلق ارسال باحد من الكافرين فهو نبي فقط. وبالتالي ستكون النبوة اعم من الرسالة. فكن رسول نبي وليس قلنا برسول. ثالثا ليس من شرط الرسول المبعوث الى قوم مخالفين معاندين ان يأتي بشريعة جديدة بل يمكن ان يبقى على شريعة الانبياء الصالحين قبله وضابط وصفه بانه رسول هو مجرد ارساله الى امة معاندة. هذه المسائل الثلاث هي اهم مسائل ساتطرق في باب النبوات مسألة كيف يستدل على النبوة؟ وهل المعجزة هي الدليل الوحيد؟ ثانيا ما الفرق بين المعجزة وبين السحر والكرامة؟ ثالثا فرق بين الرسول والنبي. بحثنا هذه المسائل الثلاث. والان نعود الى ابن قدامة رحمة الله عليه. لننظر ما هي المسائل التي تطرق اليها في باب النبوات نقول نلاحظ ان ابن قدامة لم يتطرق لم يتطرق الى شيء من هذه المسائل الاصول. في باب النبوات. بل شرع مباشرة في باب النبوات بذكر صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي وصفه الله عز وجل بها ومنحه اياها. فماذا قال ابن قدامة في مطلع باب النبوات؟ انظروا ماذا قال قال ومحمد رسول الله خاتم النبيين. وسيد المرسلين لا يصح ايمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ولا يقضى بين الناس في القيامة الا بشفاعته. ولا يدخل الجنة امه الا بعد دخول امته. صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود وهو امام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم وامته خير الامم. لاحظوا هذا النص لم يتطرق ابن قدامة رحمة الله لا الى دليل النبوة ولا الى المعجزة ولا الى التفريق بين النبوة والرسالة. مباشرة تكلم عن صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اقول ولعل ابن قدامة ارتأى في لمعته ان يجنح الى الاختصار في طرح المسائل والتركيز على العموميات والكليات ليسهل على عوام المسلمين قراءتها ليسهل على عوام المسلمين قراءتها والانتفاع بها وحفظها اذا لكتب الجدل العقدي كتب الجدل العقدي التي يذكر فيها دلائل النبوة والفرق بين المعجزة الكرامة والسحر وما التفريق بين النبي والرسول؟ كل هذه كتب نسميها كتب الجدل العقدي. اذا كتب الجدل العقدي لا تلقى في العادة رواجا وقبولا بين عوام الناس ويصعب عليهم فهمها واستيعابها ولا غرض لهم اساسا بها. يعني العامي ما بهمه يعرف ايش دلائل النبوة ولا انه يفرق كثيرا بين المعجزة والسعر والكرامة. امر جيد لو عرف ذلك. لكن العامي يريد آآ الكليات. الاصول ينطلق منها في حياته. بعيدا عن كل هذه الجدلية وعليه جاءت لمعة الاعتقاد كرسالة عامة. يريد ابن قدامة لها ان تحفظ وان ترسخ في الاذهان. وان تنطلق الى فضاء العمل مباشرة بعيدا عن الجدل العقدي العميق. لذا سنذكر تباعا كل صفة اثبتها ابن قدامة للرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وما دليل هذه الصفة من نصوص الكتاب والسنة ثم ننتقل الى مسألة جديدة ومن هنا احبتي سنبدأ القراءة السريعة لان المسائل التي بقيت هي مجرد يعني كما نقول افكار عامة نضبطها بضوابط يسيرة ومحدودة نسأل الله حسن الختام دوما. اه الصفة الاولى التي ذكرها للنبي عليه الصلاة والسلام اولا انه رسول الله. ودليلها قوله تعالى محمد رسول الله ثانيا خاتم النبيين دليلها قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. ثالثا سيد المرسلين دليلها الحديث انا سيد ولد ادم يوم القيامة. والانبياء والرسل هم من بني ادم. فبالتالي هو سيد الرسل بالضرورة. رابعا قال لا يصح ايمان العبد حتى يؤمن به ويشهد بنبوته. ودليلها قوله عليه الصلاة والسلام والذي نفس محمد بيده. لا يسمع بي احد من هذه للامة اي امة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. رواه مسلم فهذا دليل على انه لا يصح ايمان العبد حتى يؤمن بنبوته ويشهد برسالته. خامسا لا يقضى بين الناس يوم القيامة الا بشفاعته. وقد سبقت ادلة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود حتى يشفع او حتى يبدأ الله عز وجل بالحساب والقضاء بين الناس يوم القيامة. سادسا لا يدخل الجنة امة الا بعد دخول امته والدليل. قوله صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون يعني الذين اتينا اخيرا في هذه الحياة الدنيا السابقون يوم القيامة سابعا هو صاحب لواء الحمد. والدليل قوله صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر. وبيدي لواء الحمد ولا فخر. ثامنا من صاحب المقام المحمود بدليل الاية عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. تاسعا صاحب الحوض المورود ودليله قوله صلى الله عليه وسلم ان من كل نبي حوضا وانهم يتباهون ايهم اكثرهم واردة واني لارجو ان اكون اكثرهم واردا. رواه الترمذي. عاشرا هو امام النبيين طيبهم وصاحب شفاعتهم. دليله قوله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة كنت امام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر اي من دون فخر. رواه الترمذي الحادي عشر امته خير الامم. والدليل قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس احد عشر او احدى عشر صفة احدى عشر صفة اه ذكرها ابن قدامة للنبي صلى الله عليه وسلم وكلها ثابتة في نصوص الكتاب والسنة. انتقل احبتي ابن قدامة بعد ذلك الى مباحث الصحابة وعرفنا آآ ان كثيرا من اهل العلم ومن المصنفين في العقائد يذكرون مبحث الصحابة في كتاب النبوات. واقول احبتي هناك عدة وجوه وتعاليل لادخال مبحث الصحابة اصالة في كتب العقائد يعني ما هي اوجه ادخال البحث في الصحابة وفي خصائص الصحابة في باب العقائد. عموما نقول هناك عدة وجوه لادخال البحث في الصحابة في للاعتقاد عموما. الوجه الاول ان الصحابة الكرام هم الذين نقلوا الدين لنا اصولا وفروعا. بالتالي اي موقف سيتخذه المرء من الصحابة سيؤثر هذا الموقف مباشرة في مسائل الاعتقاد قد من جهة تلقيها عنهم والاطمئنان لما نقلوه الينا من هذه المسائل عن المعصوم. ومن جهة ما حفظوه لهذه الامة من امور الدين فمن اعتقد مثلا عدالة الصحابة ونزاهتهم وغيرها من الصفات التي امتدحهم الله عز وجل بها سيكون مطمئنا قلبه لكل ما بلغه الصحابة من امور الدين اصولا وفروعا اما من طعن في عدالة الصحابة وخونهم وشك في نزاهتهم اه فانه لن يتلقى الشرع منهم ولن يتلقى اصول الدين وفروعه منهم سيذهب الى مضائق ومتاهات كما فعل ذلك كثير من اهل الكلام. اذا الموقف من الصحابة سيؤثر في تلقينا لمسائل الاعتقاد منهم موقفنا من الصحابة كيف ننظر اليهم؟ سيؤثر في تلقينا لمسائل الاعتقاد منهم فهم الذين نقلوها اساسا. بالتالي يجب علينا ان موقفنا من الصحابة وما نظرتنا الهم حتى نحدد موقفنا من مسائل اصول الدين التي نقلت الينا بواسطتهم وهذا يدل على اهمية ذكر مبحث في كتب العقائد. ثانيا ان الموقف من الصحابة من حيث تعليلهم وعدم تعديلهم كان سببا في قيام فرق وطوائف تاريخية في التاريخ الاسلامي بينها حروب ونزاعات وطبقت عليها احكام من اهل السنة والجماعة. فاذا الموقف من الصحابة كان سببا في قيام الفرق طوائف في هذه الامة واتجاهات متباينة مما استدعى آآ دراسة الموقف من الصحابة في كتب العقائد لتتبين الجادة حقه التي تعامل بها السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم مع هذا الجيل الاول جيل الصحابة الكرام. اذا هناك مبررات حقيقية واقعية تدل على انه لابد ان نتطرق الى مبحث الصحابة في علم الاعتقاد لكن البعث الصحابة في علم الاعتقاد يتعلق بمسائل محددة سنشير الى بعد قليل بعد ان نعرف من هو الصحابي. والسؤال الان اذا بالتأكيد سيكون من هو الصحابي؟ نقول احبتي البحث في تعريف الصحابي والحدود والقيود التي يجب ان تذكر في هذا التعريف والخلاف الوارد فيها هذا كله نبحثه في اصول الفقه وفي علم مصطلح الحديث. والذي يهمنا هنا ان نعطي تعريفنا عاما للصحابي ثم نسير الى ذكر المسائل المتعلقة بهم. فنقول الصحابي هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن من به ها لقي النبي عليه الصلاة والسلام وهو مؤمن به. ومات على ذلك اي مات على الايمان. ولو تخلل ردة بالاصح يعني ممكن شخص لقي النبي عليه الصلاة والسلام وهو مؤمن به ثم بعد مدة ارتد ثم عاد مسلما ومات على الاسلام فهذا يعتبر صحابيا ولا حرج. وقد وقع هذا لبعض الصحابة كابن ابي السرح. فانه لقي النبي صلى الله عليه وسلم وامن به وهو عندما لقيه ثم ارتد ثم عاد واسلم. فاعتبره اهل العلم من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنه. فالصحابة هم كل شخص لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولو لحظة ولو ثانية لا نشترط طول الصحبة. كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به اي لقيه حال كونه مؤمنا به مش لقياه وهو كافر ثم اه اسلم بعد ذلك ولم يرى النبي عليه الصلاة والسلام. لا الشرط ان يلقى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في في حال كونه مؤمنا به ويموت على الاسلام ولو تخللت ردة على الاصح من كلام اهل العلم طيب بعد ان عرفنا الصحابي نقول المسائل التي تبحث في هذا الباب كثيرة متعددة من اهمها البحث في عدالة الصحراء ما هي المسائل التي يبحث بها العقديون في مسائل الصحابة هاللي يبحثون عن كل امر يتعلق بالصحابة كلا يهتمون بالابحاث والمسائل التي تتعلق بشأنهم. البحث في عدالة الصحابة فضائل الصحابة موقف اهل السنة والجماعة من الصحابة عموما ومن الخلفاء الراشدين خصوصا الموقف مما حدث بين الصحابة من نزاع وشجار كذلك ما يتعلق بال البيت وموقف اهل السنة والجماعة من اهل البيت وحقوق اهل البيت حقوق ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وفضائل ازواجه عليهم رحمة الله على وبعض الابواب الاخرى التي تتبع هذه المسائل. اذا هذه اشهر الابواب والمسائل التي يتطرق اليها في مبحث الصحابة في كتب العقائد. طبعا دفعا طالت يا احبتي عليكم ساقتصر على المسائل التي اوردها ابن قدامة في لمعته فهي كافية شافية في هذه المرحلة باذن الله. المسألة الاولى التي تطرق اليها ابن قدامة في موضوع الصحابة هي منزلة الخلفاء الراشدين. هذه هي المسألة الاولى منزلة الخلفاء الراشدين قال ابن قدامة وافضل امته ابو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم اجمعين لما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي. افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره. او فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره. وصحت الرواية عن علي ابن ابي طالب انه قال خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث. وروى ابو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين لا افضل من ابي بكر وهو احق خلق الله بالخلافة. اي ابو بكر احق خلق الله بالخلافة بعد النبي لفضله وسابقته وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة واجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة. ثم من بعده عمر لفضله وعهد ابي بكر اليه. ثم عثمان لتقديم اهل الشورى له. ثم علي لفضله واجماع اهل عصره عليه. هؤلاء الخلفاء الراشدون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. وقال الخلافة من بعدي ثلاثون سنة فكان اخرها خلافة علي رضي الله تعالى عنه. نقول احبتي تطرق ابن قدامة في هذا المقطع الى مسألتين تتعلقان الخلفاء الراشدين. المسألة الاولى فضل الخلفاء الراشدين على سائر الامة. فقرر ابن قدامة القول الذي استقر عليه اهل السنة والجماعة. وهو ان افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم. وافضلية ابو بكر ثم عمر مما اجمع عليه اهل السنة والجماعة ولم يقع خلاف كن بينهم في ذلك. قال الشافعي ما اختلف احد من الصحابة والتابعين في تفضيل ابي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة. وانما وانما اختلف من اختلف منهم في علي وعثمان. وقال ما لك بن انس في ابي بكر وعمر ليس فيهما اشكال انهما افضل من غيرهما. فهذا قول لمالك وقول الشافعي يبين لكم طبيعة المسألة. وانما وقع الخلاف اذا عثمان وعلي فاختلف اهل السنة في التفضيل بينهما على ثلاثة اقوال. القول الاول وهو قول الاكثر تقديم عثمان بن عفان القول الثاني تقديم علي بن ابي طالب والقول الثالث التوقف في التفضيل بينهما. لكن ما استقر عليه المتأخرون من اهل السنة في في هذه المسألة هو تقديم عثمان على علي لكثرة النصوص الواردة في فضله عليه. وان كان من الصعب ان نعد هذا طبعا اجماعا بسبب وجود الخلاف في السابق واستقراره والذي لا يموت بموت اربابه. فالاقوال كما يقولون لا تموت موت اصحابها. فقد كان الامام سفيان الثوري وطائفة من اهل الكوفة يذهبون الى تقديم علي على عثمان. وقد روي يتراجع سفيان الثوري عن ذلك وعودته الى القول المشهور عند اهل السنة. فالله تعالى اعلم. لكن ما نستفيده من هذا التأصيل ان يعلم ان تقديم ابو بكر وعمر محل اجماع لا خلاف فيه. ومن خالف في تقديمهما فهو من اهل البدع. واما بين عثمان وعلي فالخلاف فيه اسهل لا يصل الى التبديع فيه. وان كان اللازم على المؤمن ان يتبع ما عليه جماهير علماء اهل السنة آآ والذي استقر عليه قول المتأخرين في تقديم عثمان ابن عفان على علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه في الفضل استدل ابن قدامة لبيان هذا الترتيب في الافضلية باي حديث؟ استدل بحديث ابن عمر ابتداء كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره. وهذه الرواية التي فيها زيادة او فيها ذكر لعلي بن ابي طالب في الحقيقة رواية ضعيفة لا تصح. والرواية الثابتة في كتب السنة وعند الامام البخاري هكذا كن نغير هكذا يقول ابن عمر في الحديث الصحيح كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فنخير ابا بكر اي نقدم ابا بكر. ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ولم يتطرق الى ذكر علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وفي زيادة عند الطبراني فيسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره. وهذا الاثر من اصل هذا الاثر الذي في صحيح البخاري من اصلح ما يستدل به جماهير اهل السنة والجماعة على تقديم عثمان على علي بن ابي طالب رضي الله عنه. واستدل القدامى ايضا باثر صحيح عن علي بن ابي طالب رواه احمد في مسنده انه قال خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث ولعل ابن قدامة انما ركز على هذا الاثر واتى به ليبين للشيعة الروافض ان سيدنا علي بن ابي طالب هو بنفسه حكم ان ابا بكر وعمر عمر افضل منه تمام اه المسألة الثانية التي تكلم عنها ابن قدامة في الخلفاء الراشدين احقيتهم بالخلافة وانهم الخلفاء الراشدون المهديون الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم فنقول انتقل ابن قدامة بعد بيان افضلية هؤلاء الاربعة الى بيان احقية هؤلاء الاربعة بالخلافة. فبين ان ابا بكر هو اول الخلفاء الراشدين. واحق آآ واحق الخلق بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. خلافا لما يزعمه اهل البدع من ودليل احقية ابي بكر بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكرها ابن قدامة. اولا انه افضل الخلق بعد الانبياء وافضل الصحابة الكرام باتفاق الامة ولا عبرة بمخالفة الروافض. ثانيا تقديم النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر ليؤم الناس في الذي مات فيه فيه اشارة قوية لاحقية ابي بكر بالامامة العظمى. فبما ان النبي صلى الله عليه وسلم قدمه في الامامة الصغرى فهذا تنبيه على احقيته بالامامة العظمى. ثالثا سبقه الى الاسلام فهو من اول الرجال اسلاما. كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة رابعا اجماع الصحابة على مبايعته. والله سبحانه وتعالى لم يكن ليجمع الصحابة على ضلالة. حتى من تأخر منهم عن البيعة كعلي بن ابي طالب لم يكن ذلك لشكه في احقية ابي بكر. وانما تأخر بسبب وقوع الخلاف في آآ قضية ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين فاطمة رضي الله تعالى عنها وبين ابي بكر الصديق وهي قصة مشهورة في السير هي التي سبب التأخر في البيعة واما هو فكان مقر بان الاحقية لابي بكر بدليل انه حينما اتى ليبايعه اخبره انني ما تأخرت عن مبايعتك لانني اشك في استحقاقك للخلافة طيب اذا هذه ادلة استحقاق ابي بكر للخلافة. ثم بعد آآ ابي بكر الصديق الاحق بالخلافة عمر بن الخطاب لعدة اسباب. اولا لانه افضل الامة بعد ابي بكر الصديق لافضليته. بعد ابي بكر بالاتفاق. ثانيا لان ابا بكر عهد بالخلافة اليه. مع اقرار الصحابة جميعا له وهنا ينبغي ان ننبه على شيء وهو ان خلافة عمر ابن الخطاب لم تكن بمجرد عهد ابي بكر الصديق لعمر بالخلافة بهاي الصورة ان ابو بكر قرر ان يكون عمر خليفة فعهد اليه بالخلافة والزم الصحابة بذلك. هذا فهم مغلوط وليست هكذا تقام الخلافة في الاسلام. بل ابو بكر الصديق رضي الله عنه كما ذكر كنت بالسيار اه لما شعر بدنو اجله اه استدعى الصحابة الكرام واخبرهم انه يعني شعر بنزول الموت به وانه يريد ان يشاورهم في الخليفة بعده حتى لا يختلفوا بعد وفاته. فاستشار اهل الحل والعقد فاستدعى عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وسعد رجالات الانصار وبدأ يشاورهم واحدا واحدا في استخلاف عمر والكل وافقه على استخلاف عمر. ربنا الله يعني كما يقولوا طلحة بن عبيد الله قال اني لاخشى من شدته على الناس لكن في النهاية طلحة بن عبيد الله كان مقر ان عمر بن الخطاب هو رجل اهل لهذا الموطن فاجمع اهل الحل العقد على توريته الخلافة حينئذ قام ابو بكر بكتب بكتب كتاب يقرأ امام الناس في المدينة ويوزع في الامصار ويقرأ في المساجد في كل القرى والامصار ان الخليفة بعد ابي بكر هو عمر ابن الخطاب. فاذا خلافة عمر لم تكن بمجرد رأي ابي بكر بل كانت بمشورة المسلمين. ولولا يتفق المسلمون لما الزمهم ابو بكر رضي الله تعالى عنه باستخلاف عمر رضي الله تعالى عن الجميع طيب بعد عمر ابن الخطاب الاحق بالخلافة عثمان ابن عفان. والدليل على احقيته اولا افضلية عثمان بعد ابي بكر وعمر عند اهل السنة ثانيا اتفاق الامة على خلافة عثمان فقد جاء في كتب التاريخ ان عمر بن الخطاب لما آآ طعن واصبح على فراش الموت الستة الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه مراد. عبدالرحمن بن عوف سعد بن ابي وقاص. آآ الزبير بن العوام. طلحة بن عبيد الله او عثمان وعلي استدعاهم وبدأوا يشاورهم آآ وامرهم الا تخرج الخلافة من بينهم ثم مات مات. فاجتمع هؤلاء الستة فانسحب الزبير وطلحة وسعد من الخلافة. وعبدالرحمن بن عوف انسحب لكنه قال انا اكون اه من يستفتي الناس في امر عثمان وعلي فبقي عثمان وعلي في المشهد هنا عبدالرحمن بن عوف في ثلاثة ايام بلياليها. لف على كل بيوت المدينة حتى سأل عواتق في الخدور عن ايهما افضل عثمان ام علي؟ ثم استقر الامر على تقديم عثمان على علي في الخلافة بعد ان تعهد عثمان ان يسير على خطى صاحبيه ابي بكر وعمر ثم بعد عثمان الاحق بالخلافة بالتأكيد هو سيدنا علي بن ابي طالب والسبب انه افضل الامة بعد عثمان على الصحيح الثابت عند اهل السنة. ثانيا اتفاق الامة على بيعته ومن وقع من نزاع وحروب بين علي رضي الله عنه وبين معاوية وبعض الصحابة لم يكن على اهلية معاوية في الخلافة. فحتى معاوية والزبير الذين واجهوا علي بن ابي طالب ابتداء كانوا مقرين بان علي هو الاولى بالخلافة. وانما النزاع كان بينهم على ما هو الاولى ابتداء. هل نثأر لعثمان ام نقوم اه اعادة تنظيم الملك والخلافة. فعليك ان يرى ان الامر الذي يجب ان يبتدى به اعادة تنظيم الخلافة بعد الفتنة التي وقعت بسبب مقتل عثمان. معاوية وطلحة والزبير معهم عائشة رضي الله عنها الجميع كانوا يرون ان اول امر واول مطلب هو الثأر من قتلة عثمان فهذا هو الذي سبب الحروب والنزاع والشقاق يعني كعادة اهل السنة والجماعة لكفوا عن الخوض فيما شجر بينهم ونسأل الله ان يغفر لجميعهم لكن لم يكن النزاع بينهم على الخلافة والامارة تمام. اذا فهذا عرض سريع لهؤلاء الخلفاء. اه الراشدين الاربع. ثم يقول ابن قدامة رحمة الله عليه ويختم كلامه في هذه المسألة ويبين ان هؤلاء الاربع هم الخلفاء الراشدون المهديون قائلا هؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال عليه الصلاة فيهم النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وقال ايضا الخلافة من بعدي ثلاثون سنة يعني اجمع هذا الحديث مع هذا الحديث. الخلافة من بعده ثلاثون سنة الخلافة الراشدة. وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. فكان اخرها خلافة علي رضي الله طبعا يعني اخر الثلاثين سنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت خلافة علي. لان خلافة ابي بكر سنتان وخلافة عمر عشرة وخلافة عثمان اثنى عشر بقيت اربع سنوات هي خلافة او خمس سنوات هي خلافة علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وان كان بعض اهل العلم يرى ان دقة تقتضي ان نقول ان الخلافة الراشدة لم تنتهي بعلي بل انتهت بالحسن بن علي بن ابي طالب لان الحسن هو الذي حكم اخر ستة اشهر من الثلاثين سنة التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ثم تنازل بالخلافة بعد ذلك لمعاوية بن ابي سفيان اي بعد ستة اشهر حقنا لدماء المسلمين فيكون هو اخر الخلفاء. ومن لم يعتد بخلافة الحسن بن علي ولم يره من الخلفاء الراشدين وذلك بسبب قصر مدة خلافاته يعني ستة اشهر ما استطاع ان يعمل فيها شيء وانما تنازل بعدها مباشرة لمعاوية فهذا آآ التوجه يعني من توجه الى عدم عدة على الحسن ابن علي من الخلفاء الراشدين نظر الى قصر مدة خلافته. لم يستطع في هذه المدة القصيرة ان يصنع شيئا. لكن من عده من الخلفاء الراشدين نظر الى ظاهر كلام النبي صلى الله عليه وسلم ان الخلافة من بعده ثلاثون عاما والذي كمل عقد آآ هذه الثلاثة هو الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه. دعونا ننتقل احبتي الان الى مسألة جديدة بعد ان انهى ابن قدامة رحمة الله تعالى عنه حديث عن اه منزلة الخلفاء الراشدين وعن استحقاقهم للخلافة. انتقل الى مسألة ثانية وهي الشهادة للصحابة بالجنة. هل يشهد للصحابة رضوان الله تعالى عليهم بالجنة. فنقول يقرر اهل السنة والجماعة ان كل صحابي ان كل صحابي شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة انه يشهد له بذلك. وعلى رأسهم العشرة المبشرون بالجنة الذين جاء فيهم ابو بكر في الجنة عمر في الجنة عثمان في الجنة علي في الجنة طلحة في الجنة الزبير في الجنة سعد في الجنة ابن زيد في الجنة عبدالرحمن ابن عوف في الجنة ابو عبيدة ابن الجراح في الجنة هؤلاء يسمون العشرة المبشرين بالجنة. حديث رواه الترمذي وغيره واسناده صحيح. كذلك من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة اثابت ابن قيس ابن شماس وعبدالله بن سلام. وعد بعض اهل العلم من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة بالجنة. فوصلوا الى نفرا. فهؤلاء كلهم نشهد لهم بالجنة اما من عاداهم من الصحابة الصحابة الذين لم يأتي فيهم نص خاص بانهم من اهل الجنة. فهل يشهد لهم بذلك؟ بل حتى غير الصحابة احبة ممن ظاهره الصلاح والخير آآ والعدالة من ائمة التقى ومن الاولياء والصالحين. هل يشهد لهم بالجنة فهذه مسألة عامة. الصحابة الذين لم يأت فيهم نص خاص بانهم من اهل الجنة. وكذلك الاولياء الصالحون والائمة العاملون من هذه الامة عموما هل يجوز ان نشهد لشخص معين منهم بالجنة؟ فنقول اختلف اهل العلم في هذه المسألة اقوال اشهرها قولان. القول الاول انه لا يجوز الشهادة لاحد من اهل القبلة بالجنة الا من ورد فيه النص الخاص. بالتالي الذين لم يرد فيهم نص خاص آآ ائمة الهدى والاعلام والاولياء والعباد وغيرهم من اهل الصلاح بالتأكيد طبعا لم يرد فيهم نصوص فهؤلاء انشهد لهم جزما بالجنة لانه لم يرد فيهم نص خاص. وانما نرجو ونحسب انهم على خير. اما ان نشهد لهم بالجنة قطعا فهذا لا يكون على الرأي القول الثاني احبتي يذهب الى انه يجوز الشهادة بالجنة لكل من شهد له اهل الايمان والصلاح والعدالة بانه على خير وانه مات على خير يجوز الشهادة بالجنة لكل من شهد له اهل الايمان والصلاح بالخير والعدالة واستدلوا على ذلك بحديث الجنازة التي مرت على النبي صلى الله عليه وسلم فاثنى عليها الصحابة خيرا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبات فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي وجبت فقالوا النبي عليه الصلاة والسلام وجبت لها الجنة انتم شهداء الله في الارض. فاستنبط بعض العلماء من هذا الحديث انه يجوز آآ الشهادة المعينين بالجنة متى شهد لهم المسلمون العدول الثقات بانهم كانوا على خير وصلاح وتقى وهذه مسألة بشكل عام هل يجوز الشهادة لاحد من اهل القبلة بالجنة ام لا يجوز؟ نعتبر من مسائل الاجتهاد وليست من مسائل اصول الاعتقاد. وان كان الرأي الاول انه لا يشهد لاحد بالجنة الا من شهد له النص هو الذي هو الرأي الذي اختاره ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه حيث استطرد ببيان بحكم الشهادة لاحد من المسلمين بجنة او نار. فقال ابن قدامة في لمعته بين ايديكم ولا نجزم لاحد من اهل القبلة بجنة ولا نار الا من جزم له الرسول لكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. فبين رحمة الله تعالى عليه انه لا يجزم لمسلم بانه من اهل الجنة. ولا يجزم لمسلم مات مثلا على المعاصي والذنوب والكبائر انه من اهل النار الا من ورد فيه النص. وقد ورد النص بالشهادة لبعض المؤمنين بالجنة كما سبق. ثابت بن قيس وعبد الله بن سلام وللعشرة المبشرين لكن يا ترى هل هناك نص بالشهادة لمسلم معين بانه ممن سيدخل النار مع اعتقادنا بان دخوله للنار سيكون مؤقت لان اهل الاسلام لا يخلدون في النار هل هناك نص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن مسلم معين انه سيكون في النار؟ ونحن نعلم ان دخول النار سيكون مؤقتا لكننا نجزم ان هذا المسلم المعين الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل النار سيدخل النار هذه الفترة المؤقتة التي الله عز وجل اعلم بها. نقول في الحقيقة هناك بعض النصوص المحتملة لذلك كحكمه صلى الله عليه وسلم على بعض المسلمين او على احد المسلمين ممن مات يوم خيبر انه رآه في النار بسبب اه بردة غلها او عباءة قال صلى الله عليه وسلم هو في النار بسبب بردة غلاها او عباءة. فالذي يظهر ان هذا الرجل بما ان النبي عليه الصلاة والسلام حكم انه سيدخل النار سيدخل النار لكن بما انه مسلم فان دخوله النار سيكون مؤقتا والله تعالى اعلم. كذلك مثلا حكم النبي صلى الله عليه وسلم اه على من مات اتى في غزوة احد بعد ان قتل نفسه انه من اهل النار يحتمل ان يكون هذا الرجل دخول النار مؤقت وان جريمته آآ طبعا منافقا حقا هو من اهل النار مخلد لكن النص لم يأتي بانه كان منافقا منافقا نفاقا اعتقاديا مخرجا من الملة وانما الرجل ضعف اتكأ على سيفه لما جرح وقتل نفسه. فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه من اهل النار حتى لا الصحابة ولا يمدحه بما ليس فيه. لكن هل دخوله النار سيكون دخولا ابديا؟ بناء على انه منافق نفاق اعتقادي؟ ام سيكون دخولا مؤقتا بناء على جرمه الذي فعلوا ثم يخرج الله تعالى اعلم. فاقول اذا هناك بعض النصوص المحتملة آآ ان تكون شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض المسلمين انه سيدخل النار دخولا مؤقتا. واما الشهادة لبعض الصحابة بالجنة فهذا كثير تظاهرت عليه النصوص واما من لم يرد فيه النص المعين فلا يشهد له بجنة ولا نار كما يقول ابن قدامة وفي قضية النار اشد يعني عدم الجزم بالنار اشد من عدم الجزم بالجنة فعلينا ان نحتاط في قضية النار. لماذا؟ لان الله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده وفضله لا يخلف وعده لاحد من اوليائه ان يدخله الجنة لكنه يمكن ان يخلف وعيده يمكن. يتوعد الناس على النار. يتوعد اهل الكبائر على النار. لكنه لا ينفذ وعيده في بعضهم كرما منه وفضلا فيتجاوز عنهم يوم القيامة. فالله لا يخلف وعده. لكنه قد يخلف وعيده كرما وجودا وتفضلا منه سبحانه وتعالى على العصاة من خلقه. فلذلك يصعب جدا جدا جدا ان نجزم على مسلم مات على هذا الدين وان كان مسرفا على نفسه بالذنوب والمعاصي والموبقات يصعب ان نجزم له بالنار بل لا يصح والله تعالى اعلم لان الله عز وجل قد يخلف وعيده وقد يدخله الجنة بسبب صدقة تصدق بها على مسكين. بغي من بغايا بني اسرائيل دخلت النار بسبب سقيها لكلب. فنحن لا نجزم ولكن الامور الى الله سبحانه ولكن كما قال اه ابن قدامة نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين فالشهادة على مسلم موحد انه من اهل النار بناء على معاصيه وذنوبه امر بعيد. خاصة مع كثرة الشفاعات يوم القيامة. فلا مانع من ان يشمل هذا المسلم العاصي بشفاعة من هذه الشفاعات فلا يدخل النار. نعم القاعدة العامة اننا نرجو للمحسنين من المؤمنين الجنة ونتفائل قالوا لهم بها ونخاف على المسيئين آآ المذنبين من النار ونخشى عليهم منها لكننا في نهاية الامر نفوض الامور الى الخالق سبحانه وتعالى. ثم تابع ابن قدامة استطراده في هذه المسألة. الان هذا شيء من الاستطراد من ابن قدامة. فبين ان من عقيدة اهل السنة والجماعة اولا انهم لا يكفرون احدا من اهل القبلة بذنب ثانيا لا يخرجون ايضا احدا من الاسلام بسبب ترك عمل من عقيدة اهل السنة انه لا يخرج احد من الاسلام بسبب ذنب ولا يخرج احد من الاسلام بسبب ترك عمل نقول استدل ابن قدامة على هاتين القاعدتين بحديث انس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من اصل الايمان الكف عن من قال لا اله الا الله لا نكفره بذنب ولا نخرجه من الاسلام بعمل فيما يظهر اي المراد بترك عمل والجهاد ماض منذ بعثني الله حتى يقاتل اخر امتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والايمان بالاقدار. هذه الامور الثلاث ذكرت في الحديث على انها من اصل الايمان ولكن هذا الحديث في الصحيح او في الظاهر انه ضعيف هذا الحديث رواه ابو داوود لكن اكثر اهل العلم على ضعفه مع صحة معناه ان المعاني اللي فيه صحيحة لكنه ضعيف من حيث الاسناد نقول احبتي اه قول ابن قدامة انه لا يكفر احد من اهل القبلة بذنب ولا يخرج احد من الاسلام بسبب ترك عمل من تائل التي استشكلها بعض اهل العلم وبعض الشراح على ابن قدامة في لمعته وفي الحقيقة لم يفهموا مقصده بها. فظل هؤلاء ان ابن قدامة رحمة الله عليه لا يرى خروج مسلم من دائرة الايمان باي ذنب يعمله حتى ولو كان الذنب مما ورد فيه نص خاص بان فعله كفر وظنوا ان ابن قدامة لا يرى ان المسلم يخرج من الايمان بترك عمل حتى ولو ورد النص الخاص ان هذا العمل من تركه يكفر ويخرج من دائرة الايمان وفي الحقيقة هذا الفهم الذي فهمه بعض الشراح لكلام ابن قدامة واستشكلوه عليه ليس بسديد وهو جمود مع ظاهر آآ العبارة مع عدم ملاحظة لسياقها. لاننا احبتي لا تذكرون في مسائل الايمان. قررنا ان انسان يخرج من دائرة الايمان ويدخل في دائرة الكفر باحد ثلاثة اشياء. اولا اذا آآ ترك جنس العمل الظاهر بالكلية. وهذه اصناها. ثانيا اذا ترك فعلا مأمورا ورد النص الخاص ان هذا الفعل المعين من تركه يكفر ثالثا اذا ارتكب ذنبا من الذنوب هذا الذنب ورد فيه النص على ان من فعله يكفر. هكذا يخرج الانسان من دائرة الايمان الى دائرة الكفر وقعدنا بناء على ذلك ان المسلم اذا ترك عملا او مجموعة من الاعمال الظاهرة المأمور بها التي لم يرد نص خاص فيها ان تركها كفر انه لا يكفر. وكذلك المؤمن اذا فعل الذنوب والمعاصي واسرف على نفسه لكن هذه الذنوب لم يرد نص خاص فيها ان فعلها كفر. ايضا لا يكفر وان كان ايمانه ينقص. بالتالي كلام ابن قدامة صحيح. يعني الاصل ان مسلم لا يخرج من الايمان بارتكابه لذنب من الذنوب. كلام صحيح. والمسلم لا يخرج من دائرة الايمان بتركه لعمل الاعمال هذا كلام صحيح. وانما يخرج اذا ترك عملا ورد فيه نص خاص ان تركه كفر. او ارتكب ذنبا ورد فيه نص ان فعله كفر. وهذه حالة استثنائية وليست هي الحالة الاصلية. فابن قدامة رحمة الله عليه هو يبين في دمعته الحالة الاصلية الحاجة الاصلية انه لا يخرج احد من دائرة الايمان الى دائرة الكفر بسبب ترك عمل او بعض اعمال او بسبب ارتكاب ذنب او بعض ذنوب. لابد يرد النص خاص فيها واذا لم يرد النص الخاص فيها نبقى على الحالة الاصلية انها غير مكفرة. وهذا ما اراد تقريره. وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة. فلا يجب لابن القدامى ان يستثني هنا لانه ليس في مقام الاستثناء وانما هو في مقام ذكر الاصول. فنقول اه وهذا الفهم لكلام ابن قدامة ليس بسديد وجمود مع ظاهر العبارة مع عدم ملاحظة سياقها. فقد قررنا سابقا في مسائل الايمان ان اهل السنة يقولون ان المسلم لا يخرج من دائرة الايمان بترك احد افراد العمل المأمور. الا اذا ورد النص الخاص بان تارك هذا العمل المعين يكفر وقررنا كذلك ان المسلم لا يخرج من دائرة الايمان بفعله لذنب من الذنوب الا اذا دل النص على ان هذا الذنب فعله كفر تارئ ابن قدامة انما يقرر هنا الاصل العام وليس الحالة الاستثنائية. فالاصل العام انه لا يكفر احد بفعل معصية او بترك عمل وهذا كلام صحيح موافق لعقيدة اهل السنة والجماعة. وما ورد الكفر بفعله من الذنوب او تركه من الواجبات فهذه حالة استثنائية ابن قدامة ليس في سياق تقريرها فلا يجوز تحميل كلام ما لا يحتمل وانه خالف اهل السنة ففي هذه المسألة كما زعم البعض بعد ذلك انتقل ابن قدامة احبتي لتقرير بعض المسائل التي تتعلق يعني في هذا المكان استطرد ابن قدامة وتكلم عن بعض المسائل بولاية الامور كيف يتعامل مع برهم وفاجرهم؟ فقال ونرى الحج والجهاد ماضيان ما طاعة كل امام برا كان او فاجرا. وصلاة الجمعة خلفهم جائزة وسنتجاوز هذا البحث لهذه المسائل المتعلق بولاة الامر هنا حتى نجمعها في موطن واحد بعد قليل باذن الله كي لا ينقطع الحديث عن الصحابة لانه ابن قدامة ما زال لم ينتهي من حديثه عن مسائل الصحابة. طب لماذا اورد مسألة ولاة الامور في هذا الموطن؟ اه هاي المسألة التي اوردها من مسائل ولاة الامور انما اوردها هنا لانها متعلقة بالحديث السابق الذي استشهد به على القاعدتين. لان الحديث حديث انس ثلاثة من اصل الايمان الكف عن من قال لا اله الا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الاسلام بعمل والحج والجهاد ماض الى منذ بعثني الله حتى يقاتل اخر امتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل بالاقدار. فهذه الفقرة الثانية ان الجهاد ماض منذ بعثني الله حتى يقاتل اخر امتي الدجال. لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل. اراد ابن قدامة بما انه اورد ان يأتي بها وان كنت انا افضل ان يكون الموضوع في ترتيب اكثر وتنسيق اكثر من ابن قدامى انه حتى لو كنت اتيت بهذا الحديث في هذه المنطقة الاصل انه اي مسألة لا تتعلق بولاية الامور انما تذكر في مكانها الذي ستبحث فيه انت وولاة الامور وقضاياهم بعد قليل. حتى لا ينقطع تسلسل الكلام على الطالب. لذلك ساتجاوز هذه واتي اليها بعد قليل ان شاء الله حينما انهي من الكلام عن مسائل الصحابة. اذا تكلمنا عن الخلفاء الراشدين تكلمنا عن الشهادة للصحابة بالجنة اطردنا قليلا في هذه المسائل ثم الان نعود الى المسألة الثالثة المتعلقة بالصحابة وهي حقوق الصحابة. فنقول انتقل ابن قدامة ليقرر حقوق الصحابة على الامة عموما فقال باختصار ومن السنة تولي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا واحد. ومحبتهم وذكر محاسنهم الترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم من الاقتتال. واعتقاد فضلهم ومعرفة فتسابقتهم. اذا هذه ثمانية حقوق للصحابة رضوان الله تعالى عليهم على الامة. طبعا تفصيل هذه الحقوق وبيان اهميتها ومنزلتها وكيف تتجلى في حياة الانسان مما يطول به الامر ولكنها بما انها واضحة سهلة فاننا ذكرناها تباعا واستشهد بالقدامة رحمة الله عليه ببعض النصوص التي تدل على هذه الاصول منها قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا اخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فهذه الاية تدل على جماع تلك الحقوق السابقة للصحابة من سلامة الصدر والدعاء والترضي عليهم لانهم من السلف الصالح الذين سبقونا. والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان واول من سبقنا بالايمان من هذه الامة هم الصحابة الكرام. لذلك مما استدل به ابن قدامة قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء وعد الكفار رحماء بينهم. وهذه الاية اه تدل على تعديل الله للصحابة الكرام وعلى ثنائه عليهم فيجب ان نقبل هذه التزكية الالهية ايضا الدليل الثالث قال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه طبعا هذا فيه اثبات لفضل الصحابة رضوان الله تعالى عليه من جهتين. الجهة الاولى ان اثبات ان اعمال الصحابة ولو كانت قليلة فانها تفوق في الاجر ثواب اعمال من بعدهم ولو كانت كثيرة بسبب تفوقهم علينا في الاخلاص. والهدف النبيل. ثانيا اه هذا الحديث يدل على فضيلة الصحابة في انه نهى عن سبهم وعن شتمهم. ومسألة شتم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اه فيها تفصيل. هل تكفر او لا تكفر؟ فنقول الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ان كان سبهم بما يقتضي ردتهم وتكفيرهم وتفسيقهم ايوا تخوينهم فهذا كفر مخرج من الملة اذا كان شاتم الصحابة شتمه يقتضي تكفير الصحابة او الحكم عليهم بالردة او التفسيق او بطلان العدالة والتخوين فهذا كفر مخرج من الملة ومنه شتم عائشة رضي الله تعالى عنها او اتهامها بالزنا. فمن اتهم عائشة بما برأها الله عز وجل منه في كتابه الكريم فقد كفر وهذا كثير ما يقع فيه الروافض عليهم من الله ما يستحقون. من قذف عائشة بما برأها الله منه فقد كفر. لانه كذب الله وطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهم ام المؤمنين بما هي بريئة منه. وهذا كفر مخرج من الملة. اما النوع الثاني من الشتم وهو تتم الصحابة بما لا يقدح في عدالتهم ولا في ديانتهم ولا يخرجهم من الملة. كوصف بعض الجهال لبعض الصحابة بانهم كانوا بخلاء او بانهم كانوا جبناء اه فمثل هذه مثل هذا الوصف هو يعتبر شتم ونقيصة يعزر من يقوله ويؤدب وهو اثم عند الله انه لا يخرج من الملة فهاد النوع الثاني الذي لا ينتقص من ديانة الصحابة وانما فيه انتقاص من اخلاقهم اه لا يخرج من الملة لكنه حرام ومعصية ويعزر فاعله ويؤدب. اذا سب الصحابة على نوعين سب فيه انتقاص من اديانهم واتهام لهم. آآ بعدم العدالة والحكم عليهم بالفسق فهذا كفر مخرج من الملة. نوع اخر فيه انتقاص من الصحابة لكنه لا يطعن في عدالتهم ودينهم. كوصف بعض الصحابة والجبن او البخل فهذا فهذه معصية لكنها لا ترتقي الى درجة الكفر ننتقل بعد ذلك الى المسألة الرابعة وهي حقوق ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. من المسائل التي قررها ابن قدامة في هذا الباب الموقف من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وواجب المؤمن تجاههم فقالوا من السنة الترضي عن ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. المطهرات المبرآت من كل سوء. وافضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه. زوج النبي في الدنيا والاخرة. فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم. هذا كلام ابن قدامة نقول من المسائل التي تطرق اليها ابن قدامة في هذا السياق فضل خديجة وعائشة. اذا هو اولا اقر فاضل امهات المؤمنين عموما رضي الله تعالى عن الجميع وقد سردنا سيرة امهات المؤمنين في شرحنا على الارجوزة المائية فلتراجع وذكر انهم مطهرات مبرآت من كل سوء ثم نص على فضيلة خديجة بنت خبيرد عائشة رضي الله تعالى عنها. وقد اختلف اهل السنة والجماعة ايهما افضل؟ آآ خديجة ام عائشة هناك ثلاثة اقوال وهذه مسألة اجتهادية. فذهب بعض اهل العلم الى تفضيل خديجة بنت خبير رضي الله عنها لما اه ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من النصوص في مدحها وانه قال لعائشة انه لم يبدله الله عز وجل خيرا من خديجة. هناك من ذهب الى تفضيل عائشة رضي الله عنها على خديجة. لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وهناك من ذهب الى التسوية بينهما وقال ان خديجة فضلها يتعلق باول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم حيث وقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته ودعمته وازرته وعائشة فضيلتها تتعلق باخر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم حيث حفظت سنته ونقلت الى الناس. فكل واحدة لها فضيلة تعادل فضيلة اخرى. فبالتالي الفضائل متساوية. وهذه مسألة اجتهادية كما قلنا لا يثرب فيها احد على احد ثم اه تطرق ابن قدامة لقضية قذف عائشة بالزينة وبين اه ان حكم قذف عائشة بالزينة انه كفر مخرج من الملة لانه تكذيب لصريح القرآن وطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم. آآ نذهب الى المسألة الخامسة. المسألة الخامسة الموقف من معاوية رضي الله تعالى عنه. هذه اخر مسألة نذكرها في الصحابة وذكرها ابناء وهي قضية الموقف من معاوية رضي الله عنه. تطرق ابن قدامة الى موقف اهل السنة من معاوية وانما خصه بالذكر دون غيره من الصحابة الكرام لكثرة الطاعنين واللامزين في هذا الصحابي الجليل خاصة من الرافضة ومن شايعهم بسبب الحروب والمشاكل التي وقعت بينه وبين علي بن ابي طالب. فقال ابن قدامة ومعاوية خال المؤمنين وكاتب وحي رسول الله واحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم. اذا ذكر ابن قدامة بالتالي فضيلة معاوية رضي الله تعالى عنه. وذكر ثلاث خصائص له اولها انه خال المؤمنين. كيف يكون معاوية خال المؤمنين؟ قالوا من جهة انه شقيق ام حبيبة. رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وبما ان امهات ام حبيبة هي ام المؤمنين بالتالي اخوها معاوية سيكون خال المؤمنين. هل هذه النظرة صحيحة ام ليست بصحيحة؟ هذه مسألة اجتهادية. بعض اهل العلم يقول ان اه اشقاء امهات المؤمنين اخوال للمؤمنين. والبعض يقول لم يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت اه عن الصحابة الكرام وبالتالي لا يصح هذه التسمية وهذا التلقيب اه لهم اه ووسمهم بهذه السمة. والذي يذهب اليه هذا الامر وهو انه آآ لا يسمى معاوية او غيره من اشقاء امهات المؤمنين اخوالا للمؤمنين لعدم ورود النص عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ولان القضية قضية شرفية يعني قضية امهات المؤمنين قضية شرفية شرف الله سبحانه وتعالى بها امهات المؤمنين فلا يقاس عليها. ولا نبدأ نقيس نقول اخوالهم اخوال للمؤمنين واباؤهم اجداد للمؤمنين. الى اخر هذه الاقيسة. يعني هذه فضيلة شرفية خص الله بها امهات والفضائل ليست اماكن للقياس والله تعالى اعلم. بالتالي ارى انه لا لا يسمى يعني معاوية رضي الله تعالى عنه. خال المؤمنين كما لا يسمى اي شخص من اشقاء امهات المؤمنين بانه خالي. يعني القضية لا تتعلق بمعاوية رضي الله عنه بذاته. بل اي قريب لامهات المؤمنين لا تتعدى اليه هذه الفضيلة وهذه الشرفية لعدم ورود النص بتعديها اليهم وهذه المسألة لا تؤخذ بالقياس والله اعلم. لكن الخصيصة الثانية خصيصة صحيحة انه كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم. معاوية كان احد كتاب الوحي. وهذه الخصيصة احبتي تدل على تعديل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن ابي سفيان ولا كيف يستأمنه على الوعي؟ الخصيصة الثالثة انه احد خلفاء الاسلام واعدل ملوك الاسلام. وهذه خصيصة صحيحة ثابتة لهم كما قال ابن عباس ما رأيت رجلا كان اخلق بالملك من معاوية اي كان جديرا بالملك رجل ملك وملكه كان عادلا وان كانت خلافته امرته بعد انتهاء الخلافة الراشدة فلا يعتبر هو من الخلفاء الراشدين لكن هذا لا يعني انه لم يكن عادلا اه رضي الله تعالى عنه ونزيد على ما ذكره ابن قدامة من فضيلة معاوية ان اختيار عمر ابن الخطاب لمعاوية بن ابي سفيان اميرا على الشام بعد وفاة شقيق معاوية يزيد ثم استبقاء عثمان له عليها اميرا ايضا دليل واضح على عدالة هذا الرجل ونزاهته. آآ اذ لم تكن فراسة عمر وعثمان لتخطئ فيه. وتنازل الحسن بن علي ايضا بالخلافة له تدل عدا على عدالته ايضا اذ لم يكن الحسن ابن علي ليتنازل عن الخلافة لفاسق. وقد كان رضي الله تعالى عنه ايضا من فقهاء الصحابة وكان بارا بامهات المؤمنين وما شجر بينه وبين علي بن ابي طالب رضي الله عنه مما يجب السكوت عنه اذ لا فائدة ترجى من الخوض فيما شجر بين مما قد يقع في نفوس البشر فهم في نهاية حالهم بشر ولا معصوم الا من عصمه الله. ننتقل احبتي الان الى مسألة جديدة وهي مسألة الخلافة عموما وموقف المسلمين من ولاة الامر وهي مسألة قبل الاخيرة مع ابن قدامة. نقول انتقل ابن قدامة الى مبحث جديد يتعلق بقضية العلاقة بين الرعية وولاة الامور. وهذا مبحث انه يذكر في هذا الموطن من كتب الاعتقاد لان الخلاف من تبعات النبوة. فان وظيفة الخليفة وولي الامر ان يطبق الشرع. هذه وظيفة الخليفة وولي الامر ان مطبق الشرع الذي اتى به الانبياء بالنيابة عنهم بعد وفاتهم وظيفة الخلفاء والامراء تطبيق شرع الله نيابة عن الانبياء بعد وفاتهم والبحث في هذه مسائل طويل والكلام فيها كثير. وقضايا آآ السياسة الشرعية وما يتعلق بولاية الامور من القضايا الشائكة وتنزيلها على الواقع يحتاج الى عالم ورع يخشى الله مع تبصره بمقاصد الشرع وما يصلح للناس من السياسة وسنقتصر في هذا المجلس الاشارة العامة لرؤوس المسائل التي تطرق اليها ابن قدامى في هذا الباب. وهي اولا يقول ابن قدامة بوجوب السمع لائمة المسلمين وامراء المؤمنين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله فانه لا طاعة لاحد في معصية الله. هذا هو الاصل الاول في العلاقة بين المسلمين والحاكم المسلم الذي يطبق شرع الله هو آآ وجوب الطاعة والانصياع لائمة المسلمين. هذه عقيدة اهل السنة والجماعة. ما لم يأمر هؤلاء الامراء بمعصية. فان امروا بمعصية فلا طاعة لهم. لا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وهذه قضية واضحة ثانيا وجوب اقامة الحج والجهاد مع امام المسلمين. طبعا هم فقهائنا الاقدمين او فقهاؤنا الاقدمون يعني يتصورون ان الخليفة المسلم او الحاكم المسلم على فجوره وعلى ما فيه من المعاصي فانه لا يتخلف عن الدفاع عن ثغور المسلمين وعن اقامة الحج والجهاد. هكذا يفترضون الحاكم المسلم الذي فيه فجور ومعاصي وذنوب. فيقولون وجوب اقامة الحج والجهاد مع امام المسلمين برا كان او فاجرة يعني حتى لو كان فاجر وسيجاهد ليحمي ثغور المسلمين نجاهد معه. ونحن نبحث عن هؤلاء. يعني لو كان فاجرا وجاهد لي يحمي ثغور المسلمين نحن معه واذا حج ليقيم هذه الشعيرة نحن معه. فالحج والجهاد يكون مع كل امام وحاكم مسلم وحاكم مسلم كان او فاجرا. وكذلك الشعائر العامة المناطة بولاة الامور في الفقه الاسلامي كصلاة الجمعة. هذه الاصل ان يقيمها الخليفة المسلم والحاكم المسلم. وصلوات الاعياد. ادي الاصل ان يقيم الخليفة المسلم والحاكم فانها تقام معهم وتصلى ورائهم حتى ولو كانوا فسقة. حتى ولو كانوا فسقة حفاظا على التئام شمل المسلمين طيب المسألة الثالثة التي ذكرها ابن قدامة هي طريق الثبوت الخلافة واقامته. كيف تثبت الخلافة وتقام وتستتب وتستقر نقول احبتي تثبت الخلافة وتصبح لازمة. لا يجوز الخروج عليها باحد طريقين. الطريق الاول هو الطريق الشرعي الصحيح. وهو اهل الحل والعقد على تنصيب رجل مستوف لشروط الخلافة هذا المنصب وهذه هي الطريقة الصحيحة التي يدعو اليها الاسلام ويحث الناس على اتباعها وهذه الطريقة تستتب بها الخلافة قولا واحدا. الطريقة الثانية القهر والغلبة بالسيف. فلو ان رجلا قهر وغلب الناس بالسيف يعني رجل مسلم غلب بالسيف على المسلمين واستطاع ان اه يجمع الامارات والدول وان تخضع كلها لسطوته وحكمه هل بهذه الطريقة تثبت الخلافة والحكم لهذا الرجل؟ نقول نعم ذهب اهل السنة والجماعة الى ان الغلبة بالسيف حتى او من غلب بالسيف حتى تستتب له الامور وتستقر له الناس وتهدأ له النفوس فان هذا الرجل يصبح خليفة يجب طاعته ويحرم الخروج عنه مع ان هذه الطريقة ليست هي الطريقة التي يدعو اليها الاسلام في تولي الحكم والخلافة. الطريقة الصحيحة هي ايش؟ هي مشاورة اهل الحل والعقد. لكن في بعض الاحيان يتم تولي الامور بطريقة اخرى بطريقة الغلبة بالسيف. كما حدث في الخلافة العباسية وما بعدها من الخلافات. فكثير منها كان بالسيف والقوة. فهل هذه الخلافة صحيحة ويحرم الخروج عنها؟ قال اهل العلم نعم. حتى ولو كانت بالسيف فانها صحيحة ثابتة. لماذا؟ قالوا حقنا لدماء المسلمين. لانه لو طلبنا من الناس ان يخرجوا على كل حاكم تستتب له الامور فان هذا سيسبب هرجا ومرجا في حياة الامة وستهدر الدماء من دون اي فائدة ترجى فحتى لو جاء رجل غلب بالسيف اننا نقر بخلافته ونحرم الخروج عليه حقنا لدماء المسلمين. لكن نقول احبتي هذا تعليق مختصر قبل ان انتقل للمسألة الاخرى ان عقد الخلافة او عقد الامامة هذا عقد بين الراعي والرعية فهناك حقوق للراعي وهناك حقوق للرعية متى لم يأتي الراعي بالحقوق او بالواجبات عفوا متى لم يأتي الراعي بالواجبات المنوطة به التي هي من حقوق الرعية ولم يقم بواجبات الخلافة وواجبات الامامة انتهى عقده لان بعض الناس يفهم القضية بشكل خاطئ يظن انه بما ان نصوص اهل السنة والجماعة تقر بالطاعة لامام المسلمين وللحاكم والمسلم برا كان او فاجرا بالتالي هذه طاعة عمياء تطيعه ولو كان فاجرا مهما فعل. لا نقول احبتي ينبغي ان نفهم كلام اهل السنة والجماعة فرق بين حاكم مسلم عنده فجور وشرب للخمر ومجالسة للنساء وفعل ما يفعل. لكنه مقيم لحقوق الرعية مؤد لواجباته وبين رجل تولى الحكم لكنه لا يؤدي واجبات الحكم ولا بها فرق بين الرجلين فالحكم عبارة عن عقد بين الراعي والرعية اذا اتى الراعي بشروط العقد وواجباته ووفى ما عليه فاننا نقول لا يجوز الخروج عليه حتى ولو كان فاجرا في نفسه. فان فسقه عليه يحاسب عنه امام الله. واما نحن فالمهم ان هذا الرجل ادى حقوق الدولة المسلمة. لكن الحالة الثانية هي ان يكون هذا الرجل غير مؤدي لحقوق الدولة المسلمة ومفرط فيها ففي هذه الحالة ينتهي العقد بينه وبين الامة. ينتهي العقد بينه وبين الامة ويصبح من الجائز طبعا مع مراعاة المصالح والمفاسد. هنا سانقل لكم كلام الجبيني رحمة الله عليه في كتابه الشهير الغياثي. وهذا من اشهر كتب السياسة الشرعية اي الغياث كتاب غياث الامم فلتيات الظلم تكلم فيه الجويني عن قواعد السياسة الشرعية وتولية الحكام وعزلهم وما يتعلق بذلك. يقول ابن اه الجبيني رحمة الله عليه وهو يتكلم اه عن فسق الحاكم المسلم. يقرر ان الحاكم المسلم اذا فسق وكان فسقه على نفسه فلا يجوز الخروج عليه حتى نحافظ على الدولة المسلمة ولان لا يؤدي هذا الخروج الى سفك للدماء فما دامت الامور مستتبة والامن قائم وهذا الحاكم ادى حقوق الرعية عموما في الجملة حتى لو وقع منه شيء من الظلم. ما دامت الحقوق الكلية الكبرى للدولة المسلمة قام بها فان فسقه واثمه على جنبه لا نجوز الخروج عليه حتى لا يؤدي ذلك كما قلنا الى فتن والى هرج ومرج. لكن الحالة الثانية هي التي تهمني ايضا ابحث فيها لان بعض الناس يعمم الفجور على كل الصور. لا هناك صورة لا تقبل. وهو اذا اخل الحاكم بشروط العقد الذي بينه وبين الرعية يقول الجويني وهذا كله حرص الله مولانا لان هذا الكتاب كتبه للخليفة في عصره. وهذا كله في نوادر الفسوق فاما هنا سنبدأ فاما اذا تواصل منه العصيان وفشى منه العدوان وظهر الفساد وزال السداد وتعطلت الحقوق والحدود وارتفعت الصيانة ووضحت الخيانة واستجرأ الظلمة ولم يجد المظلوم منتصفا ممن منتصفا ممن ظلمه. وتداعى الخلل والخطل الى يا عظائم الامور وتعطيل الثغور. فلا بد من استدراك هذا الامر المتفاقم على ما سنقرر القول فيه على الفاهم ان شاء الله وذلك ان الامامة انما تعنى لنقيض هذه الحالة. يعني الامامة والخلافة والحكم انما اي يقصد به حماية ثغور المسلمين اقامة الحدود. اه تحقيق الحق. اه اعطاء الحقوق الى الرعية وايصالها ان يشعر الناس بالامن والامان ان لا تكون هناك خيانة وتواطؤ مع اعداء الامة. لهذا تقصد الامامة. فمتى كانت الامور على خلاف لذلك تماما اذا لم يعد مفهوم الامام له وجود. ولم يعد له حقوق في مفهوم الشرع الاسلامي. وهذا ما يقرره اهل السنة يوم الجماعة وهذا ما قرره الجبيني وهذا ما قرره ابن تيمية وغيرهم من اهل العلم الكبار لكن اذا وصل الامر الى هذه الحالة الى كما قلنا تعطل الحقوق والحدود وارتفعت الصيانة ووضحت الخيانة واستجرأ الظلمة وتداعى الخطل والخلل الى الامور وتعطلت الثقور اه والى هذا الحاكم واعداء الامة. فهل مباشرة نقول للرعية انتفضوا وازيلوا هذا الحاكم. هل هكذا يقول الجبيني؟ الجبيني رحمة الله تعالى عليه وضع قواعد عامة للتعامل مع هذه الحالات المعقدة الصعبة. يقول رحمة الله عليه فالوجه اذا اذا كان الحاكم وصل الى هذه الحالة المزرية من انه عطل حقوق الامامة فهنا لم يعد له حق على الرعية طب ما العمل معه؟ هل نخلعه مباشرة او ينظر في مآلات الامور من مصالحها ومفاسدها؟ يقول الجويني الوجه ان يقاسم الناس مدفوعون اليه مبتلون به بما يفرض وقوعه في محاولة دفعه. فان كان الواقع الناجز اكثر مما يقدر وقوعه في روم الدفع فيجب احتمال المتوقع لدفع البلاء الناجز. يعني اذا كان ما يتوقع حصوله من خلع هذا الرجل ما يتوقع حصوله من الفساد والبلاء اقل ضررا من بقائه على كرسيه فاننا نتحمل الفساد القادم دفعا للفساد والضرر الاشد الذي نحن فيه. لكن وان كان المرتقب المتطلع يزيد في ظاهر الظن على ما الخلق مدفون اليه فلا يسوغ التشاغل بالدفع بل يتعين الاستمرار على الامر الواقع. وقد يقدم الامام مهما اخر. يعني اذا كان الامر بالعكس اذا كان يغلب على الظن اننا ما سندفع الناس اليه من ازالة هذا الرجل من المفاسد واراقة الدماء اسوأ بكثير من الحالة الراهنة التي نحن فيها. فهنا يجب البقاء على الحالة الراهنة ولا يجوز دفع الى حالة هي اكثر ضرر وفساد منها لمصلحة موهومة. فالامر اذا نحتاج الى سياسة شرعية من عالم ورع يخشى الله سبحانه وتعالى ويعرف مقاصد الشرع ويحسم الامور بميزان العدل حتى لا يوقع الناس في الحرج. لكن انا ما احببت ان اؤصله ان افرق بين حالتين لان ان بعض الناس يجعل الاحوال كلها واحدة ان الحاكم الفاجر شيء واحد. لا. الحاكم الفاجر على نوعين. هناك من فجوره متعلق بنفسه. او شيء من الظلم يتعلق ببعض الرعية مع الاستتباب الامني العام وتحقيق مصالح الشعوب وملاوحة حماية الثغور وعدم خيانة الامة. فهذا نعم يجب سمع الطاعة له ولا يجوز الخروج عليه دفعا للفتن. واما الحالة الثانية من كان وصل الى مرحلة آآ الاستنجاد باعداء الامة وخيانة الدين بيسموها الخيانة العظمى وفتح البلدان حتى يأتي المستعمر عليها ويحتلها ويفعل ما يشاء اعداء الامة ولا حق مسلمين في ان يعترضوا عليه فهذا امره اخر. وليس هذا هو الفجور المراد الصبر عنه في النصوص الشرعية. وهذا يكفي احبتي في هذا قام وننتقل الى مسألة اخرى وهي مسألة ختامية وهي موقف اهل السنة والجماعة من اهل البدع عموما وكيفية التعامل معهم نقول ختم ابن قدامة لمعته بالحديث عن موقف اهل السنة والجماعة من اهل البدع. الذين خالفوا ما سبق تقريره من اصول مسائل الاعتقاد. فان اهل البدع الذين لم يرتكبوا بدعة تخرجهم من دائرة الملة. لان الان من وقع في بدعة تخرجوا من دائرة الملة كغلاة غلاة الجهمية وغلاة غلاة القدرية فهؤلاء كفار مرتدون يعاملون معاملة اهل الردة. لكن كلامنا هنا عن اهل البدع الذين لم تصل الى ان تخرجهم من دائرة الملة. فنقول ان اهل البدع الذين لم يرتكبوا بدعة تخرجهم من دائرة الملة فانهم وان ثبتت لهم اصل قوة اسلامية تحت مظلة هذا الدين العظيم. لكننا نبرأ الى الله من بدعهم وانحرافاتهم التي شوهوا بها نقاء هذه العقيدة ووضوحها حين انصرفوا الى منابع كدرة ليستقوا منها. ومن ما هو مقرر عند اهل السنة والجماعة في هذا الباب. ان المسلم الواحد قد يجتمع فيه حب وبغضان. هل يجوز ان ابغض المسلم؟ نقول نعم المسلم قد يجتمع فيه حب وبغض. في حب لما معه من الايمان والطاعة والسنة. ويبغض لما يقترفه من البدع والمعاصي والذنوب. يقول ابن تيمية مبينا هذا الاصل عند اهل السنة. واذا اجتمع في الرجل خير وشر وفجور وطاعة وسنة وبدعة. استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير. واستحق من معاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر. فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الاكرام والاهانة. وهذا هو الاصل الذي اتفق عليه اهل السنة والجماعة. انتهى كلام ابن تيمية الذي يبين طريقة اهل السنة والجماعة. في معاملة اهل البدع ان الرجل الواحد وان كان مسلما احبه من جهة وابغضه من جهة احبه لما فيه من الايمان وابغضه لما فيه من المعصية والبدعة نقول وصيانة لجناب هذا الدين ودرءا للفتنة عن العامة فان اهل السنة وضعوا قواعد للتعامل مع اهل البدع والزيف تحقق مصلحة الدين وحمايته من ان تطاله يد التحريف والتشويه وتقي عقول المسلمين من شر هذه البدع ومن ثمارها. ومن هذه القواعد في التعامل مع اهل البدع التي ذكرها ابن قدامة اولا هجران اهل البدع ومباينتهم. فيهجر مجالسهم ومحادثتهم زجرا لهم عما هم فيه من الزيج والضلال لان الجلوس مع اهل البدع ومعاشرتهم مفسد للقلب مورث للشبهة مضعف للديانة مسهل لامر البدعة عند الناس كما هو مشاهد في واقعنا المعاصر من استهانة الخلق بمسائل الاعتقاد واعتبار الخلاف فيها خلافا سائغا لا ينبغي تحميله ما لا يحتمل. وهذه النظرة الساذجة للخلاف العقدي انما هي ثمرة عدم اهتمام اهل الحق بابراز محاسن عقيدة اهل السنة واثارها في اصلاح المجتمعات والرقي بها. وعدم انحيازهم انحياز اهل الحق. عدم انحيازهم الكلي لاهل اه لاصول اهل السنة والجماعة ورد صولات اهل الزيغ عنها وبيان مفاسد الطرق البدعية في انحدار الامة وتراجعها وتفرقها وعودتها الى الوراء بدلا ان ترتقي في سلم الحضارة. ومن نظر في سيرة السلف الصالح وكيف كانوا يتعاملون مع ارباب البدع من الطوائف مختلفة من طردهم من المجالس ورفض الجلوس معهم على الموائد والامتناع من محادثتهم والامر بهجرهم. يدرك حرص السلف على حماية جناب هذا الدين والحفاظ عليه ممن اتخذوه لهوا ولعبا يقول ابن عبدالبر وهو يعلق على قصة هجر الصحابة لكعب بن مالك لما تخلف في غزوة تبوك. يقول ابن عبدالبر وهذا اي الهجر وهذا اصل عند العلماء اي عفوا هذا الحديث عفوا اصل عند العلماء في مجانبة من ابتدع وهجرانه وقطع الكلام عنه في مجانبة من وهجرانه وقطع الكلام عنه. ويقول للبغوي ايضا معلقا على نفس الحديث. وفيه اي في هذا الحديث من الفوائد انه جرانة اهل يكون على التأبيد. وهذا كلام اذا الائمة الكبار ابن عبدالبر يقر قضية الهجران. وكذلك البغوي رحمة الله عليه. وقد كان الحنابلة الى احبتي يحذروني من عقيد الحنبلي من مجالسة اهل البدع. فكان ابن عقيل ينفر من الحنابل مع انه رأس من رؤوسهم. يقول لماذا تمنعونني من جالست الاشياخ والاستفادة من علومهم حتى ولو كان بيننا وبينهم اختلاف انا استفيد مما عندهم من العلم. الان ماذا حرز لابن عقيد الحنبلي لما امتنع من قبول نصيحة مشايخ الحنابلة. كان الحنابلة يحذرون ابن عقيل من مجالسة اهل البدع من المعتزلة وغيرهم ويأبى ابن عقيل كان يأبى ويقول وكان اصحابنا الحنابلة هذا كلام ابن عقيل. وكان اصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء وكان ذلك يحرمني علما نافعا. لكن هل كان فعلا ما حصله ابن عقيل من هؤلاء الذين زعم انهم علماء علما نافعا كما يقول الذهبي وهو يبين صواب ما فعله الحنابلة. تجاه ابن عقيل. ماذا يقول الذهبي يقول كانوا اي الحنابلة ينهونه عن مجالسة المبتدعة ويأبى. قال حتى وقع في حبائلهم في حبائل اهل البدع تجسر على تأويل النصوص. فنسأل الله السلامة. يعني ابن عقيل سبب انحرافه ابتداء انه كان يتجرأ على مجالسة شيوخ البدع من المعتزلة وغيرهم ويثق بعقله. للاسف حتى وقع في حبائبهم وتكلم بكلام غريب لا يصدر من شخص عاقل. في مسائل الاسماء والصفات وتجاسر على تأويل النصوص وصرفها مع ان ابن عقيل رجل ذكي من اذكياء الحنابلة. لكن الذكاء ليس وحده يكفي احبتي ليعصمكم من الفتن. لا بد من ان تتبعوا طريقة السلف. العودة الى الكتاب والسنة وهجران كلام اهل الزيغ والضلال حفاظا على هذا العقل. فمهما بلغت من الذكاء شبهة قد تكون اقوى منك طيب ويجب التنبيه هنا الى اصل مهم وهو ان هذا الموقف من اهل البدع موقف شرعي. يعني حينما نهجر اهل البدع هذا ليس موقف شخصي بينك وبين طائفة او بينك وبين طريقة هذا موقف شرعي حكم شرعي وتصرف شرعي. فيجب فيه ما يجب في سائر الاعمال الشرعية من الاخلاص لله والمتابعة لهدي الصحابة والتابعين. فلا يجوز ان يكون الهجران لاهل البدع لمجرد التشهي والهوى او لتصفية حسابات ومسائل نفسية بينك وبين شيخ طائفة اخرى. فما هو حال كثير ممن يدعو الى هجر اهل البدع في هذا الزمان؟ يقول ابن تيمية منبها على هذا الضابط النفيس. اسمعوا ماذا يقول يقول فمن هجر لهوى نفسه او هجر هجرا غير مأمور به كان خارجا عن هذا اي عن متابعة اهل السنة وما اكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانة انها تفعله لله تجد شيخ يقول لكم اهجروا اهل الطوائف الفلانية والفلانية ولا تجالسوا طبعا انت تظن ان هذا الشيخ يأمرك بهذا الهجران تقربا الى الله. وفي الحقيقة انما في قلب هذا الشيخ انما هو الحسد والغل. على شيخ اه تلك الطائفة لانه برز اكثر منه واصبح حاضر في الشاشة اكثر منه او لان الناس تجتمع حوله وتنفر عنه. فحتى يولف قضية اه اه تنفير الناس عنه يؤلفها بلباس العقيدة. وانه لجناب العقيدة يطالبكم ان تتركوا الشيخ الفلاني. وانه لجناب العقيدة يأمركم الا تجالسوه وانما هو في الحقيقة هوا في النفس يريد ان يشبعه وحسابات شخصية يريد ان يصفيها معه اذا اه وما اكثر ما تفعل النفوس ما تهواه؟ ظانة انها تفعله لله. صدق الله. ثم يقول ابن تيمية واذا كان مبتدع يدعو الى تخالف الكتاب والسنة بين امره للناس. ليتقوا ضلاله وليعلموا حاله انه مبتدع. وهذا كله يجب ان يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله لا لهوى الشخص مع الانسان مثل ان يكون بينهما عداوة دنيوية او تحاسد او تباغض او تنازع على رئاسة والله انا من يترأس الطائفة الفلانية فلان او فلان يعرف بين الشيخين خلافة يبدأ هذا يبدع هذا ويحذر الطلبة من الجلوس معه ويوهمهم انه صاحب بدعة صاحب بدعة بل هذا الشيخ هو نفسه صاحب بدعة وانما بدأت الحسابات الشخصية تصفى للاسف على موائد الاعتقاد طيب قال فيتكلم بمساويه مظهرا النصح ان فلان والله عنده البدعة الفلانية وعنده اشكالية ولا اظن انه ضبط هذه المسائل ويظهر لك كل هذه الانتقادات على وجه النصح لك وهو كاذب. فيجب اذا حتى هجران اهل البدع احبتي له ضوابطه. له قواعد وموقف شرعي يجب ان يتخذ تعقل وليس هو موقف غوغائي او همجي من طائفة تجاه طائفة اخرى. ثم اختم واقول في هذه القضية يجر التنبيه الى قضية مهمة وهي ان اجر اهل البدع هو مثله مثل سائر الاعمال الشرعية تصرف منوط بالمصلحة وتحقيق المقاصد. وانما التزمه السلف الصالح لمصلحة حفظ الدين من صولات اهل البدع والزيغ عليهم. فمتى اقتضت المصلحة مخالطة اهل البدع في زمن من الازمان خاصة حينما تكون الجولة لهم وزمام الامور اسمعوا هذا الكلام. فيضطر الانسان لشيء من المجاملة والمداراة لهم او يستشعر من نفسه القدرة على اقتحام مجالسهم واماكنهم العامة وان يغير احوالهم وان يردهم الى السنة فلا مانع من هذه المجالسة في هذه الصورة دفعا لمفسدة شرهم وضررهم الاكبر. او تحقيقا لمصلحة دعوتهم وارشادهم الى جادة اهل السنة. فان اهل سنة احبتي في النهاية هم ارحم الخلق بالخلق وهم احرصوا على اهل البدع من انفسهم ويرجون لهم الهداية والعودة الى الجادة الحقة وانما اتخذوا منهم ذلك الموقف الحاد بالهجر صيانة للدين ولعبائد عوام المسلمين حتى لا يدخلها ما دخل عقائد كثير من المسلمين يوم من البدع والضلال حينما سايروا اهل البدع وجالسوهم واطلقوا العنان لسماع كلامهم. والمراد ان يعلم ان ما تقرأه يا طالب العلم في في كتب السلف من الشدة على اهل البدع وتقريعهم انما كان في سياق زمني يتناسب مع هذه الحال. حينما كانت الصولة لاهل السنة والجماعة وزمام الامور بايديهم والناس مجتمعة حولهم. لكن حينما اختلفت الاحوال وانتشرت البدع وتراجع حضور اهل السنة عند القوة الحاكمة. اضطر العلماء والائمة في الزمن اللاحق. لنوع لنوع اخر من التصرف مع اهل البدع. يتلائم مع تلك الظروف الصعبة التي عاشوها. فاياك ان تضرب تصرفات اهل العلم بعضها ببعض تجاه اهل البدع بل ان تعلم ان لكل تصرف تصرفه العلماء من اهل السنة والجماعة زمانه ومكانه. يعني طالب العلم يقرأ في سيرة احد علماء السلف يجي له شديد على اهل البدع. طب يقرأ في سيرة احد علماء السنة في القرن السادس او السابع الهجري يجد عنده شيء يعني من المداراة الجلوس مع اهل البدع اذ معهم وحضور مجالسهم. فيظن ان هذه مواقف اجتهادية. يظن يعني ان هجران اهل البدع وعدم هجرانهم موقف اجتهادي. وفي الحقيقة احبتي لا عندما كانت الصورة للاهل سنة والجماعة كانت طريقة اهل السنة والجماعة عموما هجران اهل البدع وتركهم. لكن حينما ضعف كما قلنا حضور اهل السنة والجماعة في المشهد وغلبت المذاهب الاخرى على السلطة الحاكمة واصبحوا يسومون علماء اهل السنة سوء العذاب ويسجنونهم ابن تيمية حينما سجن في سجن القلعة في دمشق قضى نحبه رحمه الله تعالى حينما تكون الصورة لاهل البدع قد يضطر بعض علماء اهل السنة الى شيء من المداراة والمجاملة وحضور مجالسهم افعل لضرر الفتنة عنه. وهذا موقف اخر يتناسب مع سياق زمني. فلا تضارب اذا بين اهل العلم في مواقفهم وانما لكل موقف المناسب له والمصلحة التي ترجى منه. اذا هذا الموقف الاول من اهل البدع. هجران اهل البدع ومباينتهم. الموقف الثاني سامحوني ان اسرع سريعا حتى نسعى الى ختم الكتاب باذن الله في هذا المجلس الاخير. ثانيا ترك الجدال والخصومات في الدين. من قواعد اهل السنة والجماعة في التعامل مع اهل البدع ترك مناظرتهم ومجادلتهم بلا مصلحة تقتضي ذلك. كان يكون الجدال لمجرد العبث او اظهار القدرة على الجدال والنقاش او اظهار تفوق في علوم الالات او نحوها او تكون نفس المناظرة او المجادلة غير منصفة ولا يكاد يظهر فيها الحق لكثرة اللغط والاخذ والرد في هذا بحيث يخشى ان تكون نتيجة النقاش عكسية وهو ان يظهر اهل البدع على اهل الحق. وكذلك اذا كان المناضل ضعيف الحجة ركيك البيان فانه يجب عليه ترك التناظر والجدال. يقول ابن تيمية وقد ينهون عن المجادلة والمناظرة اذا كان المناظر ضعيف العلم بالحجة وجواب الشبهة فيخاف عليه ان يفسده ذلك المضل. يعني بنخاف عليك لانك ضعيف ان يفسدك صاحب البدعة ففي هذه الاحوال ونحوها يجب اجتناب المناظرة وتكون مذمومة شرعا. لكن في المقابل متى كان في المناظرة نصرة لاهل الحق ورفع لشعارهم لاهل البدع وكشف لعوارهم من مناظر متخصص متمكن في اصول هذا الباب فان المناظرة تكون حينئذ مطلوبة بل شرعا لاظهار الحق وتبيينه للناس. ومن هنا نقول يقول ابن تيمية ان جنس المناظرة والمجادلة فيها محمود ومذموم ومفسدة ومصلحة وحق وباطل. اذا مناضلة اهل البدع قد يكون منها ما هو حق ومنها ما هو باطل منها ما هو موقف صحيح ومنها ما هو موقف مغلوط فيجب اذا الموازنة واتخاذ الموقف الصحيح من اهل العلم في هذه المسألة. ثالثا ترك النظر في كتب المبتدعة وترك الاصغاء الى كلامهم. نقول من قواعد اهل السنة في التعامل مع المبتدعة ترك النظر في كتبهم وترك الاصغاء لدروسهم ومحاضراتهم وخطبهم. لان الشبهة خفية. تندس في قلبك وتتسلل الى عقلك من دون دوني ان تستأذنك. فاذا استحكمت من قلبك صعب عليك بعد ذلك ان تتخلص منها. خاصة اذا كان المستمع من عوام المسلمين الذين لا يملكون حصانة فكرية تجاه اي كلام يسمعه ولا يملك ميزانا يزن به الكلام ليعرف غثه من سمينه. لذا كان يزجر السلف عوام المسلمين ان ينظروا في كتب ومصنفات اهل البدع وان يحضروا مجالسهم وان يسمعوا حديثهم او يسمعوا منهم شيئا. كل هذا صيانة للعقول الضعيفة ان تضل في متاهات الشبهات وهذا ما يقع فيه للاسف كثير من شبابنا اليوم. يقول لك يا شيخ انا في عقلي الشبهة. طب ما السبب؟ ولو دخلت عاليوتيوب وسمعت فلان وطرح علي شبهة بصراحة اقتنعت بكلامه. طب يا اخي الكريم لماذا هذا العشوائية؟ لماذا تسمع لمن هب ودب؟ ينبغي على كل انسان ان يعرف عقلية الشخص الذي يسمع له قبل ان نقدم على السماع منه. فاذا كان من اهل البدع اغلق المقطع لا تتابعه. يعني احرص على دينك ان تدخل فيه شبهة احرص على الا يكون هذا الرجل سببا في ان يسلبك دينك واعتقادك وعلاقتك الصحيحة بالله. كثير اليوم ممن هو منافق عليم اللسان تصدر على اليوتيوب وعلى وسائل التواصل وعلى التلفاز وظيفته ان يستلب عقول الشباب ويأخذها الى الالحاد والشبهات والطعن في الله سبحانه وتعالى وفي حديث رسول الله ثم بعد ان يقع الشاب في هذه المصيبة يأتي يصرخ. طب يا اخي نحن ابتداء نقول لك اهجر هؤلاء. اياك ان تصغي الى كلام لا تسمع. اذا وقعت الشبهة تأتي تصرخ ماذا سنفعل لك بعد ذلك؟ فاذا طريقة السلف طريقة حكيمة فيها صيانة لديانة الناس ان يقع فيها شيء من الشبهات والخطل طيب بعد ان بين ابن قدامة الموقف من اهل البدع في هذه الثلاث الجمل هجران اهل البدع وبينتهم ترك مجادلتهم ثم اذا لم يكن فيها مصلحة ثالثا ترك النظر في كتبهم والاصغاء الى كلامهم. انتقل ليبين من ما هي البدعة ومن هم اهل البدع فنقول انتقل ابن قدامة لبيان حقيقة البدعة فاتى بتعريف مختصر يبين طبيعتها عموما. حيث قال وكل محدثة في الدين بدعة كل محدثة في الدين بدعة. واذا اردنا ان نفصل كلام ابن قدامة السابق فنقول باختصارنا لا استطيع ان اؤصل البدعة وفروعها واشكالها وانما هو كلامنا عام جملي يليق بهذا الختام. نقول البدعة هي كل اعتقاد او قول او فعل يحدثه الانسان في امور الاديان. من دون وجود مستند شرعي له. سواء قصد به التعبد او لم يقصد ذلك. اي اعتقاد او قول او فعل يحدثه الانسان في في امور دينية. لان الامور الحياتية الاعتيادية احدث ما شئت بل الشريعة كما نقول تأمرك ان تبدع في الامور الدنيوية. لكن في الامور الدينية عليك ان تتوقف. فكل قد او قول او فعل يحدثه الانسان في امور الاديان من دون مستند شرعي من الكتاب او السنة نسمي هذا الاعتقاد او وهذا القول او هذا الفعل بدعة. سواء قصد به ان يتعبد الى الله او لم يقصد وطبعا ما فائدة هذا القيد الاخير قصد به التعبد او لم يقصد؟ هذا لادخال بعض الاعمال التي يفعلها الناس لا على وجه التعبد بل على وجه يعني التمتع الحياة الدنيا مع ان هذه الاعمال هي من امور الاديان التي لا يجوز الابتداع فيها. كموضوع اعياد الميلاد. فان الناس حينما تفعل اعياد الميلاد لابنائهم او هم لا يقصدون التعبد الى الله وانما الفرحة والسرور. لكن الاعياد من امور الاديان. فلا يجوز ان تحدث عيدا من هواك ومن عقلك حتى ولو لم تقصد التعبد لله. لذلك قلنا البدعة كل اعتقاد او قول او فعل يحدثه الانسان في الامور الدينية. فعلينا ان نعرف امور الاديان ونتوقف ونأخذها فقط من الكتاب والسنة ولا نحدث فيها امورا باهوائنا وامزجتنا بحجة اللهو واللعب. فان هذه من الامور الخطيرة طيب الان نقول فاي امر من امور الاديان احدثه الانسان من قبل نفسه من دون وجود مستند شرعي يقوم عليه فهو بدعة سواء كان هذا الاحداث والابتداع في اصل الفعل كمن احدث سادسة لم تأتي بها الشريعة او يكون في وصف الفعل. فالبدعة قد تكون في اصل الفعل او القول او الاعتقاد او في وصفه. فيكون اصله مشروعا لكن يعجز في وصفه ابتداعا. فالبدعة اذا اما ان تكون في الاصل او في الوصف. ومثال البدعة في الوصف كمن يغير في هيئات الصلاة فيحدث فيها افعال جديدة لم تأتي بها الملة. فجنس الصلاة مشروع. لكن الهيئات الجديدة التي اضافها فلان الفلاني هيئات بدعية. فاذا البدعة في الاصل وتكون في الوصف ايضا وتفاصيل هذا الباب واحكامه وضوابطه كثيرة لا يحسن الاستعجال بطرحها. لذا نلجأ الحديث عنها في دورات اخرى باذن الله واما اهل البدع فقد وسمهم ابن قدامة بانهم كل متسم يعني بعد ان عرف البدعة اتى ليقول لك من هم اهل البدع؟ فقال كل متسم بغير الاسلام السنة مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية كالكلابية شيوخ الاشاعرة ونظائرهم فهذه فرق الضلال وطوائف البدع اعاذنا الله منها. نقول جعل ابن قدامة كل طائفة تنتسب الى غير اهل السنة والجماعة من اهل البدع لانه ايش قال؟ وكل متسم بغير الاسلام والسنة مبتدع. كل شخص سمى نفسه وانتمى الى طائفة غير اهل السنة والجماعة وغير الاسلام العظيم فهو مبتدأ. ثم سمى لك الاسماء الرافضة الجهمية الخوارج القدرية المرجئة معتزرين هذه اسماء مرت معنا اثناء هذه الدورة باكملها. ثم ضرب امثلة على ذلك بذكر اسماء العديد من الطوائف التي مرت معنا خلال المدارس السابقة. لكن احبتي للدقة العلمية نقول بعض هذه الطوائف التي سماها اه ابن قدامة اه تنتسب الى السنة والجماعة وتدعي انها هي اه من ينحصر فيها مذهب اهل السنة والجماعة. فالكلابية الذين ذكرهم وكذلك اه تلاميذه من الاشاعرة وكذلك الماتوريدية. هؤلاء يتسمون بالسنة والجماعة ويقولون نحن اهل السنة واه الجماعة ووبعض هذه الالقاب اصالة التي ذكرها ابن قدامة لاهل البدع لم يتسمى بها اهل البدع وانما سماهم بها اهل السنة والجماعة. اذا فبعض هذه الالقاب التي ذكرها ابن قدامة لاهل البدع انما هي من تسمية اهل السنة والجماعة لهم. وليس اهل البدع هم من وضعوها لانفسهم ولذا نقول انت فهمتم الاشكال احبتي انه ابن قدامة يقول كل من تسمى بغير الاسلام والسنة مبتدع. ثم ذكر اسماء طوائف عديدة مفهوم كرامة بالقدامى انه هذه الطوائف لانها تسمت بغير الاسلام والسنة ولانها لم تنطلق لم تسمي انفسها اهل السنة والجماعة آآ هي مبتدعة في الحقيقة طب بعض هذه الطوائف تسمي نفسها اهل السنة والجماعة وبعض هذه الطوائف هي لم لم تختر هذه الاسماء لنفسها. وانما لقبها بهذه الاسماء اهل السنة والجماعة. فالمرجئة نحن اهل السنة من تسميه مرجئة. واما هم لا يعتبرون انفسهم مرجئة. اذا يحتاج كلام ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه الى شيء من الضبط فنقول ان الضابط الصحيح للمبتدع انما يكون بالنظر الى حقيقة قوله ومنهجه وطريقته بغض النظر عن اللقب الذي تلقب به. انظر الى قوله ومنهجه وطريقته وتنقيبه نفسه بالقاب سوى الاسلام والسنة. يعني لو ان بعض الطوائف نعم لقبت نفسها بسوى الاسلام والسنة. كالمعتزلة فاننا احبتي اه نعتبر هذا اللقب مؤشر على الابتداع او قل هو علامة من علامات اهل البدع هذه الالقاب. لكن ليس هو الضابط الاساس في معرفة من هو مبتدع ممن ليس مبتدع. يعني انا ما بقول انه فلان مبتدع بناء على اسمه او لقبه او الطائفة التي يتسمى بها انا انظر في قوله وفي مضمونه وفي طريقته اذا كان قوله ومظنهجه وطريقته تخالف الكتاب والسنة احكم عليه بالبدعة. لكن اذا قوله لا يخالف الكتاب والسنة او طريقته لا تخالف الكتاب والسنة. وان كان لربما اخطأ في منحه نفسه اسم لا يحتاج اليه غير الاسلام والسنة. لكن في النهاية لا استطيع ان اقول انه فرقة بدعية. فتعليق الابتداع باختصار على مجرد الاسماء كما يوهم كلام ابن قدامة ليس آآ ضابطا علميا دقيقا. نعم هذه الاسماء اختلافها وابتعادها عن تسمية الاسلام وتسمية اهل السنة والجماعة هي مؤشر لكنها ليست هي الضابط الحقيقي لمعرفة من هو مبتدع ممن ليس بمبتدع ثم لما بين ابن قدامة ان التلقب بغير الاسلام والسنة من سيما اهل البدع ومن منهجهم خشي ان يفهم من كلامه ان لاحد المذاهب الفقهية المتبوعة ايضا هو من قبيل التلقب بغير الاسلام والسنة. يعني مذهب ابو حنيفة الشافعي ما لك احمد. فاراد ان هذا الوهم بقوله واما النسبة الى امام في فروع الدين كالطوائف الاربع فليس بمذموم. فان الاختلاف في الفروع رحمة. والمختلفون فيه اي في فروع محمودون في اختلافهم مثابون في اجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة واتفاقهم حجة قاطعة. فالنسبة اذا المذاهب الفقهية المتبوعة انت سمي نفسك حنبلي او شافي او مالكي او حنفي لا حرج في ذلك. حتى يعرف المسلك الفقهي للعالم. النسبة لاحد المذاهب الفقهية المتبوعة ليعرف المسلك كالفقه للعالم ليس من الابتداع المظلوم المذموم وليس من التسمي بغير اسم الاسلام والسنة لان الخلاف في الفروع رحمة بالخلق وسعة احد الامة ولا ابتداع فيه وكل مدرسة من هذه المدارس تشكل منحا فقهيا اجتهاديا يسوغ الاخذ به من دون ان يثرب احد على احد. وانما هو المذموم في هذه القضية التعصب المذهبي المقيت الذي يلغي الاخر ولا يلتفت اليه. واما اصل التمذهب والتمسك به بطريقة. واما اصل التمذهب والتمسك ثقة معينة في الفقه يندرج فيها الانسان في هذا الباب ويتعلم عليها فهذا هو المسلك المرضي. والجادة الصحيحة عند اهل العلم عبر قرون الاسلام بعد استقرار اه المذاهب اه حتى يتلقى الفقه ويتعلم بعيدا عن الفوضى العلمية التي يريدها البعض من دون نظر في مآلات الامور. اه اذا ابن قدامة رحمة الله عليه بين ان الانتساب الى المذاهب الفقهية هذا انتساب في فروع الدين. والانتساب في فروع الدين للمذاهب الفقهية هذا امر جائز لا حرج فيه. بل هو اختلاف رحمة وسعة واما الاشكالية ان تنتسب للفرق البدعية التي هي في اصول الاعتقاد فهذه النسبة اليها اشكالية يجب عليك ان تبتعد عنها وان تحرص على التمسك باسم الاسلام والسنة وان تدعك من كل هذه الالقاب وان كان كما قلنا الالقاب ليست هي بنفسها التي تدل على الابتداع وانما مضمون هذه الالقاب وما تدل عليه من اقوال مغلوطة هي الابتداع بذاته وختم ابن قدامة لمعته بقوله ونسأل الله ان يعصمنا من البدع والفتنة. وان يحيينا على الاسلام والسنة. وان يجعلنا ممن يتبع رسول الله في الحياء وان يحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله. وهذا اذا ايضا اه اخر ما نقوله ونختم به كلامنا وشرحنا على هذه اللمعة المباركة اننا نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يحيينا على الكتاب والسنة وان يميتنا على الكتاب والسنة وان يبصرنا الطريق. اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. سامحونا على الاطالة في هذه المجالس لكنها مجالس مفيدة نافعة باذن الله يؤسس يؤسس فيها الانسان لعقيدة حقة بوعي وفهم وتروي وبانصاف. بعيد عن التجني عن المخالفين وبعيد عن التميع واضاعة الحق بينهم. نسأل الله العظيم ان نكون وفقنا في ايصال عقيدة اهل السنة والجماعة في ثوب لطيف رائق منهجي انه ولي ذلك والقادر عليه ونلتقي في مجالس اخرى باذن الله من مجالس غراس العلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ