السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الكرام فهذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة يجمعنا في هذا المجلس المبارك في ليلة مباركة ومكان مبارك مجلس عظيم نستكثر فيه من سنة مرغوبة في هذه الليلة الشريفة. وهو الاكثار من الصلاة والسلام على سيد الانام صلوات ربي وسلامه عليه نصيب اجر سنة ندبنا اليها المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة ونحن ايضا نصيب مع ذلك مجلس علم نغتنم فيه خيرا وهدى ورحمة وفضيلة واجرا مباركا كيف لا ونحن متحلقون في بيت من بيوت الله في مجلس من مجالس الذكر في هذا المكان المبارك وهذه الليلة الشريفة ما زال بنا المجلس المتتابع يا كرام في تقليب صفحات من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى. صلى الله عليه واله وسلم امام القاضي عياض رحمه الله تعالى. وما زالت بنا فصول الباب الثالث من الكتاب. في ذكر كل فضيلة ومنقبة جعلها الله عز وجل لنبينا عليه الصلاة والسلام باب خير ورفعة مكانة وذكر عظيم. لم يزل اهل الاسلام ينظرون في شأن نبيهم عليه الصلاة والسلام وانه ما زالت به المراتب العلا بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم ترتقي في سماء العز والكرامة فتكون كرامة له صلوات الله وسلامه عليه وتكون كرامة ايضا لامته عليه الصلاة والسلام. فصول متتابعة مضى فيها الحديث عن وجوه الكرامة. التي جعلها الله الله لنبينا عليه الصلاة والسلام وهي ولا شك تجعل عند المسلم قدرا عظيما من معاني حبه وتعظيمه توقيره كما امر الله سبحانه وتعالى وتجعل لنا نصيبا وافرا من العلم بشأنه العظيم صلوات الله وسلامه عليه احد المعاني العظام التي يلوح فيها شأن النبي المصطفى. عليه الصلاة والسلام اسماؤه العظيمة المباركة التي الله تعالى بها فان اسماؤه عليه الصلاة والسلام تشتمل معان عظيمة. وفيها من معاني الحمد والخير والعظمة ما دلت عليه النصوص الشرعية. ساق المصنف رحمه الله في الفصل الذي نتدارسه الليلة ما جاء في اسمائه صلوات الله وسلامه عليه. وحري بنا في مقام كهذا يا كرام ان نذكر ونتذكر اننا في مجلس تغشانا فيه حماة والبركات بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. فلا يفوتن على احدكم الصلاة والسلام عليه كلما ذكر واسمه صلى الله عليه وسلم ونحن ما زلنا نقلب هذه الاسطر في شأنه العظيم صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة اتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في اسمائه عليه السلام وما تضمنته من تفضيله. قال قال القاضي عياض حدثنا ابو عمران موسى ابن ابي تليد الفقيه قال حدثنا ابو عمر الحافظ قال حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن اصبغة قال الا حدثنا محمد بن وضاح؟ قال حدثنا يحيى قال حدثنا ما لك عن ابن شهاب عن محمد ابن جبير ابن مطعم عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي خمسة اسماء انا محمد وانا احمد وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر. وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي. وانا العاقب. وقد سماه الله تعالى في كتابه محمدا واحمدا. فمن خصائصه تعالى له ان ضمنه ان ضمن اسماءه ثناء وطوى اثناء ذكره عظيم شكره. فاما اسمه احمد فافعل مبالغة من صفة الحمد احمد فاف افعل فاما اسمه احمد فافعل مبالغة من صفة الحمد ومحمد مفعل مبالغة من كثرة الحمد فهو صلى الله عليه وسلم اجل من حمد وافضل من حمد واكثر الناس حمدا فهو احمد الحاء فهو احمد المحمودين. واحمد الحامدين. ومعه لواء الحمد يوم القيامة ليتم له كمال الحمد ويتشهر في تلك العرصات بصفة الحمد. ويبعثه ربه هناك مقام. هناك مقاما محمودا. كما اوعده يحمده فيه فيه الاولون والاخرون بشفاعته لهم. نعم ابتدأ المصنف رحمه الله بحديث الذي اخرجه الشيخان البخاري ومسلم وفيه يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن نفسه لي خمسة اسماء انا محمد وانا احمد وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر اه وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب. هذه خمسة اسماء يا امة محمد صلى الله الله عليه وسلم ذكرها نبينا صلى الله عليه وسلم لنفسه محمد واحمد والماحي والحاشر ولكل اسم من هذه الاسماء الخمسة معنى يدل عليه. وكلها تشتمل على وجوه من المعاني التي خص الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام. فاما الاسمان الاولان محمد واحمد فقد جاء في القرآن الكريم واما محمد فجاء في بضع ايات ما كان محمد ابا احد من رجالكم وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. واما احمد فما جاء الا في موضع واحد ومصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد فهذان الاسمان ثبتا في القرآن. وهما يدوران على معنى في اصله واحد وهو الحمد الحمد فهل نبينا صلى الله عليه وسلم حامد لربه او هو محمود عند الناس يعني الحمد له او الحمد منه. فان قلت الحمد منه لربه فهو حامد. وان قلت الحمد من البشري له عليه الصلاة والسلام فهو محمود. الجواب ان كلا المعنيين ثابت له عليه الصلاة والسلام انظر ماذا قال المصنف؟ قال من خصائصه تعالى له ان ضمن اسماءه ثناءه وطوى اثناء ذكره شكره فاما اسمه احمد فافعل. يعني في وزنه وصيغته مبالغة من صفة الحمد. هو الصلاة والسلام كثير الحمد لربه وهو الذي يحشر يوم القيامة ومعه لواء الحمد وهو امام الحامدين لربه. بل ما حمد عبد ربه مثل حمد محمد صلى الله عليه وسلم ربه. نعم ليس احد من البشر اوتي حمدا عظيما لرب من العظيم كمثل ما اتاه الله لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. فهو امام الحامدين. ويبعث يوم القيامة قال ومعي لواء الحمد ولا فخر. فيحشر عليه الصلاة والسلام ويحشر تحت لوائه امته الحامدة. هذا معنى احمد فهو كثير الحمد لربه جل وعلا. ويوم القيامة كما مر بكم في مجالس مضت. انما يؤتى الشفاعة عليه الصلاة والسلام بسجوده تحت العرش وحمده ربه جل وعلا بمحامد الهمه اياها. ولم يؤتها احد قبل ولم ان تجري على لسان مخلوق قبله عليه الصلاة والسلام فكان من اعظم البشر والخلق حمدا لربه عز وجل. واما محمد عليه الصلاة والسلام فهو على وزن مفعل. ايضا مبالغة من كثرة الحمد. يعني هو كثير الناس ويذكرونه بخير ويحمدون شأنه وفعله وقوله وخبره وحياته كلها عليه الصلاة والسلام هو محمد يعني كثر على السنة الخليقة ذكره بالحمد والثناء والمجد وما جبله الله وجل عليه من عظيم الاوصاف وجليل المعاني. قال ومحمد مفعل مبالغة من كثرة الحمد. فهو صلى الله عليه وسلم اجل من حمد وافضل من حمد. واكثر الناس حمدا فهو احمد المحمود واحمد الحامدين عليه الصلاة والسلام. فجاء الحمد منه واليه عليه الصلاة والسلام. حمد منه لربه عز وجل وحمد من البشر له عليه الصلاة والسلام لما اثر عنه من جليل الوصف والقول والفعل وكريم الخلق وعظيم السجايا وجليل ما جبله الله تعالى عليه من الاوصاف والاخلاق والافعال. فهذا معنى قوله احمد المحمودين وهو ايضا احمد الحامدين. ثم بين المصنف فقال ومعه لواء الحمد يوم القيامة ليتم له كمال الحمد ويتشهر في تلك العرصات بصفة الحمد ويبعثه ربه هناك مقاما محمودا كما وعد يحمده فيه الاولون والاخرون بشفاعته لهم في هذا المقام يا كرام في اسمه محمد عليه الصلاة والسلام يذكر نبينا صلى الله عليه وسلم معنى لطيفا كما اخرج البخاري في صحيحه وهو يقول الا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وانا محمد كانت قريش اذا غضبت وارادت ان تشتمه عليه الصلاة والسلام او تلعنه فانهم يبالغون في سبه حاولت الاساءة اليه فما ينطقون باسمه محمد لان الاسم يدل على المدح والثناء فيعدلون عن اسمه الى ضده فلا يقولون عنه محمد يقولون مذمم. جاء مذمم وقال مذمم. ويلعنون مذمم ويشتمون مذمم مذمم عكس محمد يعني كثير الذم من تقع عليه وجوه الذم وتجتمع فيه اقاويل الذم وافعال الذم واحوال الذم. يقول صلى الله عليه وسلم الا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنها يشتمون مذمم ويلعون مذمم وانا محمد. فما وقع الشتم عليه صلى الله عليه وسلم ولا وقع اللعن عليه صلى الله عليه وسلم فذهبوا بغيظهم وباءوا بكيدهم وما وقع عليه الصلاة والسلام شيء والله من حقد واحتقار ولمز وانتقاص الخليقة. كيف وقد قال الله عز وجل له والله يعصمك من الناس والله عز وجل متكفل بشأنه قال اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه فاسمه محمد صلى الله عليه وسلم اسم عظيم فيه معنى الثناء والمدح فيه السمو والرفعة فيه التزكية فيه الذكر الجميل والمدح الحسن لشخصه الكريم عليه الصلاة والسلام وصدق القائل لما قال تأبى الحروف وتستعصي معانيها حتى ذكرتك فانهالت قوافيها. محمد قل قلت فاخضرت ربا لغتي وسال نهر فرات في بواديها. لم يزل عليه الصلاة والسلام باسمه العظيم الذي عرف به في امة باسم محمد صلى الله عليه وسلم ينطق به المبغظ والمحب والموالي والمعادي والمسلم كافر الجميع بنطق اسمه عليه الصلاة والسلام يعترف بالحمد له. وانه صاحب مجد ورفعة ومكانة ولو كان كافرا هذه ساخرا حاقدا. فاذا قال محمد صلى الله عليه وسلم فقد اعترف له بمجرد نطق اسمه بما له من الحمد ثناء والمكانة الرفيعة عند الله. هذا جزء يا كرام من رفعة الله جل جلاله. لذكر نبيه عليه الصلاة والسلام في اصطفاء هذا الاسم العظيم له وجعله علما على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم ويفتح عليه فيه من المحامد كما قال صلى الله عليه وسلم ما لم يعط غيره يقصد في الشفاعة اذا جاء يحمد الله ساجدا تحت العرش يلهم الحمد فيكون بذلك من اعظم الحامدين لربه عز وجل وسمى امته في كتب انبيائه بالحمادين. سمى الله امة نبينا صلى الله عليه وسلم في كتب الانبياء السابقين بالحماديين فيقال امة الحمادين. نعم فحقيق ان يسمى محمدا واحمد عليه الصلاة والسلام ثم في هذين الاسمين من عجائب خصائصه ثم في هذه الاسمين من خصائص من عجائب خصائصه وبدائع اياته فن اخر وهو ان الله جل اسمه حمى ان يسمى بهما احد قبل زمانه واما احمد الذي اتى في الكتب وبشرت به الانبياء فمنع الله تعالى بحكمته ان يسمى به احد غيره ولا يدعى به مدعو مدعو قبله حتى لا يدخل نفس على ضعيف القلب او شك. هل ثبت ادنى احدا من بشر قبل نبينا صلى الله عليه وسلم تسمى بمحمد او باحمد اما احمد فقد جاء مبشرا به في الكتب السابقة كما في صريح الاية في سورة الصف على لسان عيسى عليه السلام. واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ان يأتي من بعدي اسمه احمد كم بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم؟ قرون فالسؤال وقد جاء صريحا في الانجيل ان نبيا في بعده عيسى عليه السلام بشر به عيسى عليه السلام في زمنه وان اسمه احمد فعلام ما جاء احد وادعى انه هذا النبي وسمى نفسه باحمد وخرج الى الناس وقال ها انا ذا النبي الذي بشر به عيسى عليه السلام قال هذا عصمة من الله حمى الله عز وجل ان يتسمى احد باسمه صلى الله عليه وسلم حتى لا يدخل اللبس او الشك. فلما حان زمانه وجاء وقت وانتشرت انباء رسالته ونزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم وبعث في العالمين وانتشر خبره في الناس اجمعين فقيل من؟ قيل محمد بن عبدالله عرف باسمه المطابق في نبوءة الانبياء السابقين وبشاراتهم عليهم السلام. فحمى الله عز وجل فما يعرف ان احدا في العرب تسمى باحمد الذي يمكن ان يدخل فيه شك لو خرج انسان فسمي او سماه ابواه باحمد. واما محمد بهذا الاسم فسيذكر لك المصنف ان بضعة من العرب سموا اولادهم بمحمد لما شاع الخبر وانتشر ان نبيا في اخر الزمان يحمل اسم محمد فسموا اولادهم به رغبة واستبشارا وتفاؤلا ان يكون اولادهم هم الموعودون بالنبوة اخر الزمان. نعم وكذلك محمد واما احمد واما احمد الذي اتى في كتب اتى في الكتب وبشرت به الانبياء فمنع الله تعالى بحكمته ان يسمى به احد ولا يدعى به مدعو قبله حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب او شك وكذلك محمد ايضا لم يسمى به احد من العرب ولا غيرهم الى ان شاع قبيل وجوده صلى الله عليه وسلم وميلاده ان نبيا يبعث اسمه محمد فسمى قوم قليل من العرب ابنائهم بذلك رجاء ان يكون احدهم هو والله اعلم حيث يجعل رسالاته وهم محمد بن محمد بن احيحة بن الجلاح الاوسي محمد بن مسلمة الانصاري ومحمد بن براء البكري ومحمد بن سفيان بن مجاشع ومحمد بن حمران حمران الجعفي ومحمد بن خزاء ومحمد بن خزاعي السلمي. لا سابع لهم. نعم. سمى المصنف ستة من العرب تسموا او سموا اولادهم بمحمد وكلهم قريب السن من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لما اشار خبر بين العرب ان نبيا يبعث من العرب يحمل هذا الاسم. فسموا اولادهم تفاؤلا. ورغبة في ان يكون هذا المسمى بمحمد هو النبي المبعوث اخر الزمان. وسمى لك اعلامهم والمعروف منهم في الصحب الكرام محمد ابن مسلمة الانصاري من صحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وارضاه. نعم ويقال اول من تسمى بمحمد محمد بن سفيان واليمن تقول بل محمد بن ليحمد من الازد طيب هؤلاء ستة كما سمى المصنف تسموا بمحمد فالسؤال الم يكن هذا مبعث شك في صدق نبوة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الم يخرج بالنبوة بعد ان نزل عليه الوحي وقال انا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما لم يكن هذا مع وجود محمدين اخرين؟ في زمنه في قبائل العرب في من سمعت اسمائهم؟ لم يكن هذا مبعث شك وتردد او كفر واعراض عند الناس ما الذي يدريهم؟ ان هذا هو ومحمد بن عبدالله النبي الذي بشرت به الانبياء والكتب السابقة اللطيف في تدبير الله لخلقه ولنبيه عليه الصلاة والسلام انه ليس واحد من المحمدين المذكورين ادعى النبوة ولا زعمها ولا نادى بها. فتم لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اراد الله من صدق نبوته وعدم مزاحمة احد له وان شاركه في الاسم لكن الله عز وجل صرفهم ان يتجرأ احد منهم على مقام النبوة فيدعيها كذبا. ادعى النبوة كذابون كالاسود العنسي ومسيلمة وغيرهم كثير. لكن ما واحد ممن تسمى بمحمد ادعى النبوة ليقول انه هو الذي دل عليه بشارات الانبياء وكتب الله عز وجل السابقة. فكان في هذا تمام ما اراد الله من الحماية لدينه ورسالته ومن تصديق نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. نعم. ثم حمى الله كل من تسمى به ان تعي النبوة او يدعيها احد له او يظهر عليه سبب يشكك احدا في امره حتى تحققت السمتان له صلى الله عليه وسلم ولم ينازع فيهما واما قوله صلى الله عليه وسلم وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ففسر في الحديث ويكون محو الكفر اما من مكة وبلاد العرب. وما زوي له من الارض. ووعد انه يبلغه ملك امتي. او يكون المحو عامة بمعنى الظهور والغلبة كما قال تعالى ليظهره على الدين كله وقد ورد تفسيره في في الحديث انه الذي محيت به سيئات من اتبعه. هذا الاسم الثالث الذي ورد في الحديث. محمد واحمد قال عليه الصلاة والسلام وانا الماحي الماحي اسم فاعل من محا محى بمعنى ازال ومسح والمحو الازالة قال انا الماحي ثم فسر الاسم هو عليه الصلاة والسلام فماذا قال؟ قال انا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر سؤال كيف محا الله الكفر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الا نرى في الامة الى اليوم من لا يزال مقيما على الكفر الا يوجد كفار منذ زمنه صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وخلافات الاسلام ودولها وقرونها الى اليوم فاين محو الكفر ما يزال باقيا ها هنا جوابان هل محا الله الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ان قلت نعم كان الاستشكال فهذا هو الكفر قائم. منذ الف واربع مئة وثمانية ثلاثين عاما منذ هجرته بل منذ بعثته ولا يزال الكفر موجودا وقائما. فاين محوه وهو لم يزل بعد قائما الجواب هنا شيئان اما ان تقول ان الكفر الذي محي به من جزيرة العرب من مكة وجزيرة العرب وما زوي له من الارض شرقها وغربها فبشر صلى الله عليه وسلم ببلوغ دينه ما زوي له من الارض وهذا حق اولم ينتشر دين الاسلام في الشرق والغرب في قدر ما زوي له واطلع من البشارات صلى الله عليه وسلم لما اتاه الملك فزوى له الارض قال فرأيت مشارقها ومغاربها. وبشره ان ملك امته يبلغ ما زوي له منها هذا جواب ان تقول محو الكفر هنا ليس بعموم الدنيا ولا على وجه الارض كلها. بل هو بمعنى مكة وبلاد العرب خاصة. نعم محا الله الكفر به من مكة. فلا كفر في مكة منذ بعثته وفتح مكة عليه الصلاة والسلام الى اليوم والى قيام الساعة. فهذا محو تام للكفر وكذلك كالشأن في جزيرة العرب ما عادت الى الكفر بعد ان اكرمها الله بالاسلام. نعم تأتيها فترات ضعف وخور وتنازع وتشاحن وشيء من الشحناء والتحريش كما قال الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد ايس ان يعبد او ان يعبد غير الله في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. فهذا جواب ان يكون محو الكفر من مكة العرب وجزيرة العرب او مما زوي له من الارض فرأى مشارقها ومغاربها وبشر ان ملك امته ما زوي له منها. الجواب الاخر ان تقول بل هو محو عام والمحو هنا بمعنى الغلبة له ولدينه صلى الله عليه وسلم. والظهور الكامل اولا نؤمن ايها بقول الله عز وجل والله متم نوره ولو كره الكافرون عما قال سبحانه وتعالى يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره. معنى الاظهار هنا العلو الانتشار على الدين كله ولو كره المشركون. فيكون معنى محو الكفر في الجواب الاخر. ان يكون الظهور العام نعم لم يزل الاسلام دين ظهور وغلبة. رغم ما تعتريه من فترات ضعف وانهزام. وخذلان وتسلط من الاعداء. لكن ان بقائه عبر القرون وامتداده عبر الزمان خلال القرون المتباعدة هو اية في ظهور هذا الدين رغم العداء ورغم ما الكيد رغم التآمر والتواطؤ لكن بقاء هذا الدين اية وهو وعد من الله ونفهم به معنى الظهور والغلبة ويكون في اخر الزمان كذلك. اولسنا نوقن امة الاسلام ببشارات صادقة من المصطفى عليه الصلاة والسلام انه لن تقوم الساعة حتى يظهر الله هذا الدين وانه لا يبقى بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بذل ذليل او بعز عزيز. يقول صلى الله عليه وسلم. بشر هذه الامة بالثناء والنصر والتمكين والله رغم المآسي والجراح والعذاب والمهانة التي تعيشها بلاد الاسلام هنا وهناك. ورغم كل ما يختنق به افئدة اهل الاسلام الا اننا ننتظر وعدا حقا كالفجر الصادق والله وشيك الحدوث وقريب الوقوع انه سيأتي الذي تكون فيه الغلبة للاسلام والظهور لدين الاسلام والانتصار لبني الاسلام هذا وعد حق فاذا فهمت هذا المعنى وايقنت به القلوب ادركنا معنى وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر. فسيعود الاسلام لانتشار كار طويل عريض ويبلغ الافاق ما بلغ الليل والنهار فيكون هذا تفسيرا لمعنى قوله صلى الله عليه وسلم وانا الذي يمحو الله بي الكفر. قال المصنف رحمه الله وقد ورد تفسيره في حديث اخر انه الذي محيت به سيئات من اتبعه. لكن الحديث في ذلك اخرجه البيهقي وابو نعيم عن وما مضى اصح لدلالة تفسيره عليه صلى الله عليه وسلم وقوله وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي اي على زماني وعهدي اي ليس بعدي نبي كما قال الا وخاتم النبيين وسمي عاقبا لانه عقب لانه عقب عليه السلام غيره من الانبياء. وفي الحديث الصحيح انا العاقب الذي ليس بعدي نبي. نعم هذا رابع الاسماء بعدما ذكر محمد واحمد والماحي ذكر هنا اسم الحاشر. قال وانا الحاشر الذي يحشر الناس على ادمي كيف يحشر الناس على قدمه؟ قال يعني على زمانه وعهده والمقصود انه لن يكون بعده نبي فهو خاتم النبيين. ويكون الحشر وانتهاء الدنيا وفناؤها وزوالها والانتقال للدار الاخرة مختوما ببعثته صلوات الله وسلامه عليه. هذا معنى الحاشر يعني انه اخر نبي وليس بعده الا زوال الدنيا والحشر عند الله والحساب والجزاء. وهو الذي جاء صريحا في اية احزاب ولكن رسول الله وخاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه. ومنه الاسم الاخير الخامس في هذا الحديث. قال وانا العاقل الذي ليس بعدي نبي فالحاشر والعاقب ها هنا متقاربان في المعنى. العاقب الذي جاء عقب الانبياء يعني بعدهم. ولم يعقبه احد يدعي النبوة بعده فبه ختمت نبوة الانبياء. واصطفاء الله عز وجل للرسل صلى الله عليه وسلم قال لانه عقب غيره من الانبياء. فالحاشر والعاقب في معنيين متقاربين يشيران الى بعثته في ختام ابوة وانه لا نبي بعده وليس بعد نبوته الى البشرية الا زوال الدنيا وفناؤها وان رسالته ابلغ الناس من بعده الى يوم القيامة حتى يرث الله الارض ومن عليها. نعم وقيل معنى على قدم اي يحشر الناس بمشاهدة كما قال تعالى لتكونوا شهداء على الناس يكون الرسول عليكم شهيدا وقيل على قدمي على سابقتي. قال تعالى ان لهم قدم صدق عند ربهم. وقيل على قدم قدامي وحولي ان يجتمعون الي يوم القيامة. وقيل على قدمي على سنتي. اورد المصنف رحمه الله هنا اربعة معان يفسر به قوله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس على قدمي بعدما ذكر المعنى الاول على قدمي قال هناك اي على زماني وعلى عهدي من المعاني المذكورة هنا في شرح الحديث على قدم ان يحشر الناس بمشاهدتي. قال الله لتكونوا شهداء على ويكون الرسول عليكم شهيدا وقيل معنى على قدمي على سابقتي يعني يسبقهم عليه الصلاة والسلام فيكون حشر الناس بعده. وقد ثبت في الحديث الذي مر بكم قبل جمعتين انه عليه الصلاة والسلام اذا نصب الصراط يكون اول من يجتازه ويعبره صلوات الله وسلامه عليه فيكون بهذا المعنى سابقا للبشرية وان قدم هنا بمعنى السابق جاء في تفسير قوله تعالى ان لهم قدم صدق يعني سابقة صدق. وقيل على قدمي يعني قدامي وقيل على قدمي اي على سنتي. والمعنى في ذلك ليفهم انه وليس معنى القدم القدم التي هي الرجل التي يمشي بها الانسان. بل لها معان اخر واسعة في اللغة تفيد دلالات تشير الى معنى حشر الناس على قدمه صلى الله عليه وسلم ومعنى قوله لي خمسة اسماء. قيل انها موجودة في الكتب المتقدمة. وعند اولي العلم من الامم السالفة اعلم لما قال صلى الله عليه وسلم لي خمسة اسماء ماذا قصد انه لا يسمى بغير هذه الخمسة او ان اباه عبدالله بن عبد المطلب سماه هكذا بهذه الخمسة الجواب لا لكنه معروف والله عز وجل اطلعه على هذه الاسماء الخمسة. اما بانها مذكورة في الكتب السابقة او عند اولي العلم ممن اتاه الله عز وجل العلم بالكتاب قبل الاسلام. والا فان الله ذكر له من الاوصاف ما يصلح ان يكون علما ولقبا اما قال الله عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص بالمؤمنين رؤوف رحيم. هذه اسماء واوصاف. واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر ولكن الله حبب اليكم الايمان الى اخر الاية. وسيأتيك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم في احاديث اخر انه يسمى نفسه بنبي الرحمة ونبي الملحمة وبالمقفى. فكيف تقول خمسة اسماء ثم نجد اسماء اخر جاءت في القرآن الكريم او جاءت على لسانه هو صلى الله عليه وسلم. الجواب انه ليس المقصود بالخمسة الاسماء في هذا الحديث الذي اخرجه الشيخان ليس المراد بها الحصر اوليس المراد الاسماء التي كان ينادى بها ويدعى بها على العلمية. لكنه كما يقول عليه الصلاة والسلام اعطيت خمسا لم يعطه احد من الانبياء قبلي ويذكر في احاديث اخر صفة زائدة على هذه الخمس. فيذكر بعض السياق مشتملا على بعض الاسماء ويذكر في سياق اخر غيرها لينتفي الاشكال. نعم وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم لي عشرة اسماء وذكر منها طه وياسين حكاه مكي الحديث لا يصح وفي سنده متهم بالوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم. وتقدم معكم يا كرام في اوائل درس هذا السفر العظيم كتاب الشفا. ان اسم طه وياسين لا يصح نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم. وتفسيره في صدر هاتين السورتين طه وياسين بانها نداء للنبي عليه الصلاة والسلام قول ذكر عن بعض اهل العلم لكنه مرجوح والراجح خلاف وانها حروف مقطعات لها دلالات اخر او مما استأثر الله عز وجل بعلمه. والذهاب الى انها علمين اسمين لمحمد صلى الله عليه وسلم فلا يثبت في ذلك دليل صحيح يكون مستمسكا. لم يثبت انه سمى نفسه بطه ولا بياسين ولا نودي به ولا عرف ذلك الصحابة ولا جعلوه لقبا او علما على اسمه الكريم صلى الله عليه وسلم. نعم وقد قيل في بعض تفاسير طه انه يا طاهر يا هادي وفي ياسين يا سيد حكاه السلمي عن الواسطي وجعفر بن محمد. نعم. على بعض التأويلات في تفسير الاية ان طاء وهاء. رمزان فالطاء ترمز الى طاهر والهاء تهمز ترمز الى هادي وياسين معناها يا سيد. وبعضهم يعول في ذلك على تفسير هذه الحروف اللغة السريانية او غيرها من اللغات التي تشترك مع العربية في اصولها. لكن ذلك لا يستقيم. فالقرآن نزل بلسان عربي مبين ولم يعهد عن العرب هذا الالغاز ولا استعمال تلك الحروف برمز تدل على اختصار لكلمات او اسماء واعلام والصحيح ما عليه جمهور المفسرين كما مر بكم ايضا في اوائل هذا الكتاب ان ياسين وطه حروف مقطعات مثل الف لام ميم وحاء ميم وباقي الحروف التي جاءت في بعض سور القرآن الكريم وان مقصودها الاعظم تحدي العرب التي ما زالت تفتخر بلسانها وتراه من اعطياتها التي تمتاز به على الامم. فكانت المعجزة التي ايد الله بها نبي صلى الله عليه وسلم من جنس ما برعت فيه امته وهو اللسان شعرا ونثرا. فتحداهم بكلام الكلام الذي ينثرونه وينظمونه. وتحداهم بجمل من جنس الحروف والكلمات والعبارات التي يتفاخرون بها في المجالس سوى الاسواق والمنتديات فعجزوا وتحداهم بالاتيان بمثله بعشر سور باية فكانوا اعجز ما يكون. وكان من تمام الاعجاز هذا التقطيع للحروف الذي ما عهدته العرب والا ما الذي جعل كبار مشركي قريش كالوليد ابن مغيرة لما يسمع حا ميم في سورة فصلت تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون. بشيرا ونذيرا الى اخر الايات فما استطاع ان يتحمل فؤاده وقع الايات في عجيب نظمها واعجاز لفظها وبديع اثرها وقعها على القلوب قبل الاسماع. فانصرف وهو يرى حقيقة ان هذا الكلام ما هو بسحر ساحر ولا بدجل دجال ولا بشعوذة مشعوذ بل كلام لا يعلوه كلام. ولا يضاهيه مثله. فكانت العرب على فصاحتها وهم اقحاح ارباب لسان يرون في اعجاز القرآن ما تحداهم. فالاظهر في سياق ذلك كله ان الحروف المقطعات ومنها طه وياسين هي كحا ميم والف لام ميم انما جيء بها للتحدي والاعجاز فيما برعت به العرب كان اية عظيمة من الله جل جلاله لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر غيره لي عشرة اسماء. فذكر الخمسة التي في الحديث الاول. قال وانا رسول الرحمة ورسول الراحة ورسول الملاحم وانا المقفي قفيت النبيين. قفيت النبيين يعني جئت في كفوهم. وقفو الشيء اثره الذي كونوا بعده قال الله ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم. ويقال لمن يتتبع الاثر طفى اثر من قبله بمعنى يتبعه ويمشي خلفه. فكونه صلى الله عليه وسلم مقفيا للنبي يعني جاء بعدهم وعقبهم ويمشي على اثرهم في الدعوة الى توحيد الله والاستجابة لامره ولزوم صراطه المستقيم وانا قيم والقيم الجامع الكامل كذا وجدته ولم اروه. نعم. اثبات هذا الاسم في قوله وانا قيم ايضا لم يثبت به سند صحيح اليه صلى الله عليه وسلم قال المصنف كذا وجدته ولم اروه. يعني لم يقع له برواية بسند متصل. قالوا ومعنى القيم الجامع الكامل وارى ان صوابه قسم بالثاء كما ذكرناه بعد عن الحرب وهو اشبه بالتفسير. نعم سيذكر المصنف بعد قليل ان قسم هذا الاسم الذي عرفته قريش وتسمت به. بل في اسماء اعمامه عليه الصلاة والسلام ابن عبد المطلب وفي بني عمه ايضا قثم ابن العباس ابن عبد المطلب فقسم اسم معروف عند العرب. يرى المصنف احتمالا ان رواية وانا قيم مصحفة. وان صوابها قسم بالقاف والثاء لا بالقاف والياء. وسيأتي هناك عن الامام الحربي اشارة الى هذا المعنى وقد وقع ايضا في كتب الانبياء قال داود عليه السلام اللهم ابعث لنا محمدا مقيم السنة بعد الفترة فقد كون القيم بمعناه وروى النقاش عنه صلى الله عليه وسلم لي في القرآن سبعة اسماء. محمد واحمد وياسين وطه والمدثر والمزمل وعبدالله. نعم هذا ايضا لا يصح مرويا بسند صحيح الى النبي صلى الله عليه وسلم لكنه ذكره الذهبي عن بعض اهل العلم انه لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسماء سبعة. ذكر محمد واحمد ياسين وطه وذكر معها المدثر والمزمل على ما جاء في صدر هاتين السورتين بالنداء بهذا الوصف الذي كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم يا ايها ويا ايها المزمل وهاتان الصورتان كما يعلم الكل كانت في اوائل ما نزل من الوحي والخطاب فيها ولا شك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو المقصود بالنداء يا ايها المزمل. ويا ايها المدثر. لكنه ليس على العلمية. ما قال يا مدثر ويا مزمل وان كان هذا يفيد لكنه ذكر على سبيل الوصف يعني يا ايها المتلبس والمتغطي والمتلحف فالمزمل والمدثر من اجل ما اصابه من حالة الهلع والخوف لما اتاه الوحي الصلاة والسلام فاتى بيته الى امنا خديجة رضي الله عنها. وهو يرتعد خوفا وهلعا لا يدري حقيقة ما رأى ولم يبلغه بعد علم اليقين فيما اتاه من الوحي فاصابه ذلك الهلع والخوف فاتى يتدثر ليذهب عنه الرعد والنفضة والخوف والقلق الذي اصابه. فجاء النداء لهذا الوصف الذي كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم وفي حديث عن جبير بن مطعم رضي الله عنه وهي ست محمد واحمد وخاتم وعاقب عاشر وماح نعم وكلها تقدمت ومعانيها ايضا واضحة وفي حديث ابي موسى الاشعري انه كان صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه اسماء فيقول انا محمد واحمد والمقفى والحاشر والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة ونبي الرحمة نعم هذا الحديث اخرجه مسلم وصحح المصنف قال ويروى ويروى المرحمة والراحة. نعم. وهذا الصحيح كما اخرجه مسلم. قال ونبي الملحمة في اخر الحديث حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم كان يسمي نفسه فيقول انا محمد احمد وهذان الاسمان قد تقدما في الحديث الاول. قال والمقفي وقد تقدم ايضا ان معنى المقفي الذي يكفر الانبياء فيأتي بعدهم وعلى اثرهم. قال والحاشر وقد تقدم ايضا في الحديث الاول في الصحيحين قال الذي يحشر الناس على قدمي وعرفت معناه. قال ونبي التوبة ونبي الملحمة المقصود بنبي التوبة ان دينه عليه الصلاة والسلام جاء بالرحمة الواسعة التي فتحت فيها ابواب التوبة للعباد فلا يزال الله بكرمه وفضله يقبل توبة عبده. ما لم تطلع الشمس من مغربها وما لم تبلغ الروح الحلقوم. فيغرغر العبد والا فباب التوبة مفتوح. والعبد مهما اساء وهفى فالله عز وجل كريم يعفو ويغفر. والعبد مهما ابتعد فالله عز وجل يناديه بالتوبة. وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. فنبي التوبة المقصود انه عليه الصلاة والسلام انما كان في رسالته المملوءة رحمة وشفقة ورأفة بامته. كان حريصا صلى الله عليه وسلم على توبتهم واسلامهم واستجابتهم ونجاتهم اكثر من اي شيء اخر. لم يكن عليه الصلاة والسلام باعظم فرحة في امة بعث اليها اكثر من توبتهم واسلامهم واستجابتهم لدينه وقبولهم لدعوته عليه الصلاة والسلام. واما قوله ونبي الملحمة فالملحمة هي الحرب والمعركة. ونبينا نبي الملاحم او نبي الملحمة. والمقصود انه ايضا في امته وفي دينه ورسالته وفي ايام بعثته خاض المعارك عليه الصلاة والسلام لن يفهم اطلاقا ان دينه عليه الصلاة والسلام قائم على اشهار السيوف واراقة الدماء. لكن نبي معناه ان دينه الموصوف بالرحمة والرأفة والشفقة والحرص على هداية العباد. يأتي متآزر معتظدا بوجه اخر فيه العزة والمناعة. فيه القوة فيه رد عدوان المعتدي. وفيه الحفاظ على هيبة الاسلام وبني الاسلام. نبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان اشفق ما يكون على امته. واعظمهم رحمة صلى الله عليه وسلم ولم يزل يذود عنها ويريد لها الخير ويدعو الله جل وعلا ويرجو لامته كل نجاة وفلاح وسعادة الا انه عليه الصلاة والسلام كان يقود الجيوش يوم بدر واحد وفي الخندق وفي خيبر وفتح مكة قادها عليه الصلاة والسلام لكنه والله ما قادها عشرا وبطرا ولا كبرا وعدوانا وحاشاه صلى الله عليه وسلم لم لكن ليستقيم لنا يا بني الاسلام فهم حقيقة الاسلام. في زمن تسلط فيه طرفان فئتان باغيتان. اما الفئة المتسلطة بالسيف والقتال والايذاء والاعتداء واراقة الدماء. ويستشهدون بصنيعه عليه الصلاة والسلام في قيادة الجيوش وخوض المعارك ان ينزل الميدان ويذود عن الاسلام. وفئة اخرى اخذت بالطرف الاخر. فخضعت ونكست رأسها وانزلت راية الجهات فاستسلمت ودانت لعدوها. واستسلمت كما تستسلم الضحية للجلاد. ديننا يا كرام فيه الرحمة مع عزة وفيه القوة مع الرأفة ديننا فيه رحمة من غير ضعف وخور. وفيه عزة وقوة دون تسلط او تجبر لا تعيشوا امة ولا تزدهر. ولا يبقى لها قوام ولا تقوم لها قائمة. ولا تحفظ لها كرامة بين الامم الا اذا كان لها سلاح تمنع به نفسها. وجهاد ترفع به رايتها وعزة تعتز بها بين الامم والا اكلها الاقوياء وغلبتها ذئاب الغاب. ولسنا امة ايضا في رحمتها بالامم. وفي حرصها على هداية البشر ليست مستضعفة ذليلة تتجرع كؤوس الذل والهوان فما تزال رغم كل ذلك تزعم انها على دين الحق لما تجمع بين هاتين الصفتين نبي التوبة ونبي الملحمة تدرك عظمة هذا هذا المعنى الذي به الى نبينا صلى الله عليه وسلم الامر بشقيه. الرحمة في غير ضعف وخور. والعزة في غير تجبر في غير تجبر ولا تسلط وكبر. هكذا هو نبينا صلى الله عليه وسلم. وهكذا هو شعار ديننا امة الاسلام التوبة ونبي الملحمة صلى الله عليه وسلم. ولتعلموا يا كرام ان نبيكم عليه الصلاة والسلام. الذي قاد الجيش يوم وبدر وجهزه يوم احد والذي حاصر او حاصره المشركون يوم الخندق والذي قاد الجيش نحو خيبر واما فتح مكة وارسل الجيش الى مؤتة وكان عليه الصلاة والسلام يؤمر الامراء ويبعث السرايا ويجيش الجيوش اعلموا رعاكم الله ان هذا النبي الكريم الذي خاض المعارك ورفع السيف واعتبره عزا لدينه وامته انه عليه الصلاة والسلام ما كان متعطشا لاراقة الدماء ولم يجعل على يديه صلى الله عليه وسلم قتل احد من امته. ولا قتل بيديه في تلك الغزوات التي تبلغ سبع وعشرين غزوة او احدى وعشرين على خلاف في عدها ما كتب الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ان يكون قاتلا احدا بيديه سوى امية بن خلف. الذي قصده يوم احد الى تلقائه صلى الله عليه وسلم قائلا اين محمد لا نجوت ان نجا والصحب حوله عليه الصلاة والسلام فهبوا يدافعون عنه فقال لهم دعوه. فاخذ حربته فهزها عليه الصلاة والسلام فانتفض الصحابة من حوله فرماه بها وهو مقبل يريد قتله. لا والله ما قصده بقتل عليه الصلاة والسلام. فلما رماه بالرمح وقع في تلقوته فخدشه خدشا يسيرا. فرجع الى قومه فزعا يقول قتلني محمد قتلني محمد. وهم يرون ان اما به بأسا ويقولون له لا نرى فيك الا السلام وما اصابك بأس وهو لا يزيد على قوله قتلني محمد فما هو الا ان مات بالطريق منصرفه من احد قبل ان يبلغ مكة اي شبهة يثيرها خصوم الاسلام عندما يظهرون ديننا ايها الكرام بمظهر الوحشية وانه ودين ما انتشر الا على حد السيف ورؤوس الرماح. وان نبينا عليه الصلاة والسلام الذي سمى نفسه بنبي الملحمة نعم. كان يلقن امته التعطش الى الدماء واراقتها. هذه بضع وعشرون غزوة. قاتل فيها الخصوم وواجه فيها الاعداء بالالوف مجتمعين. قتل فيها من اصحابه كما قتل فيها من اعدائه. لكنه عليه الصلاة والسلام ما كتب الله على يديه قتل احد من امته ولو كانوا على كفر وصدود بل وعدوان ورغبة في قتله هو عليه الصلاة والسلام لتعلم انه والله انما كان حريصا على نجاة امته على دخولها الجنة لم يحرص قط على ان يتشرب دماءها. ولا ان يفرح بزهوق ارواحها. انما جهاد دون عزة في الدين ورفعة لرايته. وانتشر الاسلام من بعده صلوات الله وسلامه عليه. قائما على فتح البلاد وعلى ادخالها في دين الله في عرض عليهم الاسلام. فمن اسلم فبها ونعمت. ومن رغب في الجزية فرضت عليه. ومن ابى للقتال قوتل. بقيت امة الاسلام عبر تاريخها الطويل. متأسية بنبيها الكريم عليه الصلاة والسلام. حتى الجهاد على يدي طائفتين كما اسلفت من زعموا ان الجهاد تعطش واراقة دماء وتفجير وتقتيل وترويع للصغير والكبير والرجل والمرأة على حد سواء واخرون انكروا الجهاد في خور وضعف وانهزام. والاسلام وسط. ونبينا عليه الصلاة والسلام كما هو نبي الملح هو نبي التوبة والرحمة صلوات الله وسلامه عليه وكل صحيح ان شاء الله ومعنى المقفي معنى العاقب واما نبي الرحمة والتوبة والمرحمة والراحة فقد قال تعالى واما نبي الرحمة واما نبي الرحمة والتوبة والمرحمة والراحة والراحة والراحة. واما نبي الرحمة والتوبة والمرحمة والراحة واما نبي الرحمة والتوبة والمرحمة والراحة. فقد قال تعالى وما ارسلناك الا للعالمين. وكما وصفه بانه يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. ويهديهم الى صراط مستقيم المؤمنين رؤوف رحيم وقد قال في صفة امته انها امة مرحومة وقال وقال الله تعالى فيهم وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ان يرحم بعضهم بعضا فبعثه صلى الله عليه وسلم ربه فبعثه صلى الله عليه وسلم ربه تعالى الى رب تعالى رحمة لامته فبعثه صلى الله عليه وسلم ربه تعالى رحمة لامته فبعثه صلى الله عليه وسلم ربه تعالى رحمة لامته. ورحمة للعالمين ورحيما بهم. ومترحما ومستغفرا لهم وجعل امته مرحومة ووصفها بالرحمة. نعم. ولهذا كان نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام. هو في ملئ رحمة لامته عليه الصلاة والسلام. كما قال الله بالمؤمنين رؤوف رحيم. ولان لا تظن ان خاصة بالمؤمنين من امته قال الله وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. والعالمين يشمل المسلمين والكافرين ورحمته تشمل الطائفتين وقد تقدم بكم هذا من قبل. ولانه نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام جاء موصيا امته وبالتراحم فيما بينها. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. وما زال يحث صلى الله عليه وسلم امته على التراحم ليرحم الكبير الصغير ويرحم القوي الضعيف ويرحم الغني الفقير ونرحم اليتامى والارامل والمساكين والضعفاء والفقراء ويرحم الكل الكل فامته امة مرحومة. ولان الرحمة تنال الامة اعظم من غيرها من الامم. فتكون اوفر اممي حظا بالجنة يوم القيامة. فامته امة الرحمة. لانه نبي الرحمة. نعم وامرها وامرها صلى الله عليه وسلم بالتراحم. واثنى عليه فقال ان الله يحب من عباده الرحماء. نعم وفي الصحيحين من واسامة انما يرحم الله من عباده الرحماء. فلانه نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عمت الرحمة نبوته وشخصه الكريم عليه الصلاة والسلام وتعاليم الاسلام التي جاءت للامة ان تكون فيما بينها قائمة على الرحمة والاحسان فكان بذلك نبي الرحمة من جميع الوجوه صلوات الله وسلامه عليه وقال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء واما رواية نبي الملحمة فاشارة الى ما بعث به من القتال والسيف صلى الله عليه وسلم. وهي صحيحة ولقد تقدم بكم المراد بنبي الملحمة والاشارة الى معنى القتال والسيف لا على معنى الايذاء والاعتداء او التجبر والتسلط على الخلق وعن حذيفة مثل حديث ابي موسى وفيه ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملاحم عليه الصلاة والسلام والحديث اخرجه الترمذي. نعم. وروى الحربي في حديثه عليه السلام انه صلى الله عليه وسلم قال اتاني ملك فقال لي انت قسم اي مجتمع قال والقسم الجامع للخير وهذا اسم هو في اهل بيته عليه السلام معلوم. تقدم ان رواية وان من اسمائه القيم ذهب المصنف الى انه ربما كان تصحيفا من قسم ابدلت الياء ثاء. وان قسما بهذا المعنى كما في الحديث الذي رواه الحربي وقد اخرجه ابو نعيم في دلائل النبوة المقصود به بمعنى قسم اسمه علم عند قريش تعرفه ومعناه الجامع للخير وهو اسم في بيته صلى الله عليه وسلم معروف تسمى به من اعمامه القسم بن عبدالمطلب. وتسمى به ايضا من بني عمه القسم ابن العباس ابن عبد المطلب ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم بل ممن شارك في غسله تكفينه ودفنه عليه الصلاة والسلام مع ابيه العباس واخيه الفضل وباقي من شارك في غسله عليه الصلاة والسلام. ما زال في الفصل البقية سيورد المصنف عقب ذلك جملة من الاسماء والاوصاف. الواردة في القرآن مثل السراج المنير والشاهد وخاتم النبيين والرؤوف الرحيم والرحمة للعالمين. وما جرى في الكتب السابقة وما يجري من الاوصاف على السنة المؤمنين من امته في جمع لطيف جعل فيه المصنف هذا الفصل استقاء معاني العظمة لنبينا عليه الصلاة والسلام من خلال اسمائه التي خصه الله بها. مر بكم الان على ما جاء في الروايات الصحيحة في الاسماء الخمسة وما زاد عليها والتتمة نأتي عليها في المجالس المقبلة ان شاء الله تعالى. نسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا كرام اتموا ليلتكم بمثل ما استفتحتموها من كثرة الصلاة والسلام على سيد الانام. فهي ليلة شريفة مباركة. والصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم عبادة مباركة. ويومكم غدا يوم الجمعة يوم مبارك. فرحم الله عبدا استجمع البركات من اوسع ابوابها. فاللهم صل وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى ويسلم عليه. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم انا نسألك من خير الدنيا والاخرة. ومن خزائن رحمتك يا ربي ما تشرح به صدورنا. وترحم به امواتنا وتشفي بها مرضانا وتدفع بها اسقامنا وتهدي بها ظلالنا. نسألك يا ربي من خير الدنيا والاخرة انت ولينا فنعم المولى ونعم النصير. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء رحماك ربنا بعبادك المستضعفين. من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. اللهم عليك باعداء الملة الذي لا تواطؤوا لحرب دينك وعبادك المؤمنين. اللهم كن عليهم يا ربي بعزتك وقوتك يا ذا الجلال والاكرام اكرام. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه