بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماوات وملئ الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمد الله تعالى ربي واشكره
دينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام النبيين وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته
ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الكرام فهذه الليلة الشريفة بما فيها من كرم وخير وفضل وبركة حقها ان تملأ بالصلاة والسلام على امام الورى ونبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه
فبها تزداد هذه الليلة خيرا وبركة في حق صاحبها. وما اشتغل مسلم محب بمثل كثرة صلاته وسلامه على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فكيف بها ليلة الجمعة التي قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله
الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرة هي الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام التجارة الرابحة ورأس المال الذي لا ينقص هي الصلاة على المصطفى
صلى الله عليه وسلم تعبير المحب عن حبه لحبيبه عليه الصلاة والسلام ووفاء الوفي لنبي الامة عليه الصلاة والسلام ما زال المسلمون في حبهم يتنافسون بصلاتهم وسلامهم على نبيهم وامامهم وقائدهم
قلوبهم صلى الله عليه وسلم. وهم بذلك يصيبون بالصلاة عليه عليه الصلاة والسلام صلوات ربهم الكبير تعال وصلاة ربهم رحمة ونجاة ونور وذكر حسن وثناء عطر في الملأ الاعلى. ايها الكرام
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة ومغنم وخير وبركة. وهي في ليلة الجمعة ويوم الجمعة اشد خيرا ورحمة وبركة. فيا من ترجون شفاعته صلوا عليه وسلموا تسليما. ويا من تحبون نبيكم صلوا عليه وسلموا تسليما
امام ويا من تبحثون حثيثا عن سنته صلوا عليه وسلموا تسليما. ان الصلاة على المختار لو كتبت باحرف في سفر من الدر لشعشع الدر بالافاق مبتهجا وغرد الستر بالاسفار في فخري. ما زال
مجلسكم هذا ايها الكرام يقلب صفحات من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض ابن موسى الياصوبي رحمة الله عليه. ونحن ما زلنا ايضا في بابه الثالث. الذي جعله الامام القاضي عياض رحمه الله
الله في بيان تلك النصوص من السنة ومأثور الخبر والروايات التي جاء فيها اثبات عظيم القدر للمصطفى صلى الله عليه وسلم. وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية في ذكر الفصل الذي ثبتت فيه اسماء نبينا صلى الله عليه
وسلم واسماؤه عليه الصلاة والسلام التي مرت معنا في المجلس المنصرم هي ما تضمنها حديث الصحيحين لما قال عليه الصلاة والسلام لي خمسة اسماء انا محمد وانا احمد وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وانا الحاشي
الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب. ومر بكم زيادات هذا الحديث في بعض دواوين السنة وما اشتملت عليه عليه من اسماء اخر. هذا الفصل ما زال فيه بقية مع الفصل الذي اعقبه به المصنف يريد به اثبات
ما ثبت من اسماء نبينا عليه الصلاة والسلام. وقد تقرر في الشريعة يا كرام ان الشيء اذا عظم قدره تعددت اسماؤه كما في تعدد اسماء القرآن الكريم على وجه العموم. وتعدد اسماء سورة الفاتحة مثلا منها على وجه الخصوص. فالشيء
اذا عظم تعددت اسماؤه ولهذا تعددت اسماء مكة واسماء المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعدد الاسماء شرف للمسمى. ومن هذا الباب حرص المصنف رحمه الله على ايراد هذا الفصل
في اثبات اسمائه عليه الصلاة والسلام. هذا اولا. اما ثانيا فلان اسماء المصطفى الكريم عليه الصلاة والسلام ذات دلالات بديعة تشعر بعظمته ورفيع قدره عليه الصلاة والسلام. وقد مر بكم تفصيلا دلالة هذه الاسماء
من الحمد واحمد فهو اعظم من حمد الله واعظم من حمده عباد الله. فهو اعظم حامد واعظم محمود عليه الصلاة والسلام وما اوتي الحمد عبد مثله عليه الصلاة والسلام. ولا حمدت البشرية ايضا بشرا مثله عليه الصلاة والسلام
في عظيم ما اجتباه الله به وحباه به صلوات ربي وسلامه عليه. اضافة الى الاسماء الاخر كنبي الرحمة ونبي الملحمة والحاشر والعاقب ورسول الراحة ورسول الملاحم او المقفي ونبي التوبة وسائر تلك الاسماء
وقف الحديث بعدما اتم المصنف رحمه الله ما وقف عليه من الروايات في دواوين السنة التي تحفظ احاديث مرفوعة اليه صلوات ربي وسلامه عليه في اثبات تلك الاسماء ذات الدلالات البديعة. والمعاني العظيمة له عليه الصلاة والسلام
ثم شرع المصنف في تتمة الفصل وبقيته يورد جملة من الاسماء التي وردت في الكتب السابقة وما مبثوثة في القرآن على هيئة اوصاف واشارات يقصد بها نبينا عليه الصلاة والسلام وايضا ما جاء على السنة علماء
الامة والمسلمين من امته صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى. في الباب الثالث في فصل
في اسمائه عليه السلام وما تضمنته من تفضيله. وقد جاءت من القابه صلى الله عليه وسلم وسماته في القرآن عدة كثيرة سوى ما ذكرناه عدة كثيرة. عدة كثيرة سوى ما ذكرناه. كالنور والسراج المنير والمنذر
والمبشر والبشير والشاهد والشهيد والحق المبين وخاتم النبيين والرؤوف الرحيم والامين وقدم الصدق ورحمة العالمين ونعمة الله والعروة والعروة الوثقى والصراط المستقيم والنجم الثاقب والكريم والنبي الامي وداعي الله في اوصاف كثيرة وسمات جليلة نعم سمعتم يا كرام عددا من الاسماء والاوصاف
التي جاءت مبثوثة في القرآن. وهي جاءت في اطلاقات بعظها قصد بها النبي عليه الصلاة والسلام خصوصا. مثل ما قال كالنور والسراج المنير. قال الله في سورة المائدة يا اهل الكتاب قد جاءكم يا اهل الكتاب
كتابي قال الله سبحانه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. في تفسير النور في الاية قولان شهيران للمفسرين قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. المعنى الاول ان النور هنا هو القرآن. والعطف عليه
بقوله وكتاب مبين هو لزيادة البيان وايضاح المعنى. وان القرآن نور ومبين يهدي به الله من اتبع معه سبل السلام وجاء في التفسير الاخر وعليه جلة المفسرين ان النور في الاية محمد صلى الله عليه
وسلم فمعناها قد جاءكم من الله نور يعني محمد عليه الصلاة والسلام وكتاب مبين وهو عطف عندئذ يقتضي المغايرة وحمل التفسير الذي يفيد تعدد المعنى اولى من الذي يفيد معنى مؤكدا او
تررا ولهذا اتى المصنف بالكلمة النور وهي التي جاءت في الاية المذكورة. واما السراج المنير ففي قوله تعالى وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. ومن لطيف قول بعض اهل العلم ان الله عز وجل وصف الشمس
انها سراج وهاج. ووصف القمر بان ووصف النبي عليه الصلاة والسلام بانه سراج منير. واذا قد اشترى الشمس والقمر في تحقق النور بهما الا ان الوهج الذي في الشمس يصحبه حرارة واحتراق بخلاف برودة
في ضوء القمر فلما شبه النور فيه عليه الصلاة والسلام والظياء ببعثته ورسالته ونور الوحي الذي بعثه الله به كان على الوصف الذي معه الرأفة والرحمة وهو السراج المنير. قال والمنذر والنذير مثل قوله سبحانه
تعالى انما انت منذر ولكل قوم هاد. وقوله سبحانه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ويقابل الانذار البشارة. والنبيون عليه الصلاة والسلام مبشر ونذير. مبشر لمن لاهل الاسلام لاهل الايمان لاتباعه للمستجيبين لدعوته ورسالته المصدقين بنبوته عليه الصلاة والسلام
فهؤلاء لهم البشارة جاء بها عليه الصلاة والسلام. وجاء بالنذار لاهل الكفر والصدود والتكذيب فانه ايضا جاء ينذر بالوعيد وبنار تلظى وبعقاب شديد من رب العزة والجلال الانذار البشارة وقد وصف عليه الصلاة والسلام بهما معا. اما المبشر ففي قوله انا ارسلناك شاهدا ومبشرا
ونذيرا وكذلك البشير في قوله انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا. قال وايضا جاء في اسمائه واوصافه والشهيد. اما الشاهد ففي قوله تعالى في مطلع سورة البروج وشاهد ومشهود. على قول بعض
المفسرين ان الشاهد هنا محمد عليه الصلاة والسلام فمن يقول المشهود؟ امته فانه جاء شهيدا وجاء في تفسير اشهر الشاهد والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة. اما الشهيد ففي قوله تعالى ويكون الرسول
كن شهيدا بما يشهد علينا عليه الصلاة والسلام يشهد بانه بلغ الرسالة وادى الامانة واقام الحجة انها امته التي اطاعت واستجابت ولبت الدعوة وشهدت بصدق نبوته عليه الصلاة والسلام. واما الحق المبين ففي قوله
تعالى فتوكل على الله انك على الحق المبين. واصلح منه قوله جل وعلا قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه فسر الحق هنا في الاية الذي جاء الى الامم انه محمد صلى الله عليه واله وسلم
لم واما خاتم النبيين والرؤوف الرحيم فقد تقدم مرارا. ولكن رسول الله وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام وقوله سبحانه وتعالى عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وسيأتي لهذين الاسمين خصوصا مزيد بسط وبيان في كلام المصنف رحمه الله. الامين في قوله في سورة التكوير
عن ثم امين على احد التفسيرين هل المراد جبريل عليه السلام او محمد صلى الله عليه وسلم؟ واما قدم الصدق فالاشارة فيه الى ما جاء في سورة يونس لما قال سبحانه وتعالى اكان للناس عجبا ان اوحينا الى
رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم. على بعض تفسيرات الاية ان اهل الايمان قدم صدق عند الله يوم القيامة. وما قدم الصدق هنا الا من يقدمهم صدقا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتقدم اهل الايمان يوم القيامة ويسوقهم الى الجنان عليه الصلاة والسلام. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. صلى الله عليه وسلم وقال سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت والنحل افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون وبنعمة الله
هم يكفرون. جاء في تفسير بعضهم ان نعمة الله في الاية هي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان التكفير والكفران به كفر بنعمة الله وهو ولا شك نعمة بعثته نعمة ورسالته نعمة وهداية الوحي الذي انقذ الله به الامة نعمة بل
اجل النعم نعمة الدين والاسلام الذي بعث الله به نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام. ما هي باجل واعظم الا ان تكون نعمة الحياة فليست الحياة على وجه الارض بطعام وشراب ولباس وسكن لكن النعمة العظمى هي التوفيق الى الهداية الى الصراط
والعروة الوثقى في قوله فقد استمسك بالعروة الوثقى ايضا في تفسير بعضهم انه المقصود به رسولنا صلى الله عليه وسلم يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم
في تفسير هذا الاسم في مطلع سورة الطارق والنجم الثاقب. ايضا جاء في تفسير وان كان مرجوحا انه رسول الله صلى الله عليه وسلم والاظهر لفظه الظاهر انه نجم السماء الذي زين الله عز وجل به الخلق دلالة على عظمة الخالق
وعلا انه لقول رسول كريم. ان قيل جبريل عليه السلام فهو المراد. وان حمل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الوصف هذا متعلقا به والنبي الامي كما في سورة الاعراف الذين يتبعون الرسول النبي الامي
وتقدم بكم غير ما مر ان وصف الامية له عليه الصلاة والسلام ليس من قسى وليس قدحا ولا سلبا ولا من رتبته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. لا والله بل هي وصف يدل على صدق نبوته واية من معجزات
الله عز وجل لهذا النبي الكريم. اذ لو كان يقرأ او يكتب لقالت المكذبون من امته في قريش انما بما يحكي به من الايات مما قرأ في كتب السابقين. بل وهو امي قد افترو هذه الفريا. وقال الذين كفروا ان
الا افك افترى واعانه عليه قوم اخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا. قالوها وهو امي ما قرأ ولا كتب. عليه الصلاة والسلام. بل امتدحه الله جل وعلا وما كنت تتلو من قبل
به من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون. لو كان يقرأ او يكتب عليه الصلاة والسلام فوصف الامية له شرف عليه الصلاة والسلام ودلالة على صدق نبوته وعظيم ما اتاه الله عز وجل من الوحي على وجه
اعجاز الذي يذعن به من يريد الحق والاسلام. قوله رحمه الله وداعي الله وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا في اوصاف كثيرة وسمات جليلة. هذه جملة اسماء واوصاف جاءت مبثوثة في القرآن لرسول الله صلى الله عليه
عليه وسلم حسبك عبد الله اذا تعددت امامك الاسماء والاوصاف لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان تقف بقلب مفرد بالحب والاجلال يقطر توقيرا واحتراما وادبا مع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. الذي اعلى الله قدره
ووصفه بجليل الاوصاف وعظيم الاسماء التي تدل على المعاني العظيمة هي دلالة لامته ان نبينا القدر عليه الصلاة والسلام رفيع الشأن صلوات ربي وسلامه عليه. ذلكم كله ما يزيدنا الا فيما نحن في
منذ مجالسنا السابقة هي زيادة الايمان به عليه الصلاة والسلام. هي تأكيد الحب العظيم في القلوب له عليه الصلاة والسلام معرفة قدره وتوقيره واحترامه الواجب له علينا صلى الله عليه وسلم. لانه كل
ما عرف المسلم نبيه عليه الصلاة والسلام اكثر احبه اعظم. وكلما احبه بصورة اعظم كان اكثر استمساكا سنته وايمانا برسالته وتصديقا بنبوته صلوات الله وسلامه عليه. وذلكم اعظم ما يرجوه المسلم المحب
ان يكون اقرب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام اعظم حبا اشد استمساكا اقرب الى سنته من سائر الناس وكل ذلك يؤتى من معرفة عظيم قدره وتوقيره صلوات الله وسلامه عليه. نعم. وقال رحمه الله وجرى منها
في كتب الله المتقدمة وكتب انبيائه واحاديث رسوله واطلاق الامة جملة شافية كتسميته بالمصطفى والمجتبى وابي القاسم والحبيب ورسول رب العالمين والشفيع المشفع والمتقي والمصلح والطاهر والمهيمن والصادق المصدوق والهادي وسيد ولد ادم وسيد المرسلين. نعم. هذه جملة كما قال المصنف جرت في كتب الله المتقدمة
وكتب انبيائه واحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام واطلاق الامة. ولهذا ما فتئ الخطباء والوعاظ والدعاة والائمة والمتكلمون بل وعامة المسلمين المحب منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ما جاء
ذكر اسمه الا قرنه بشيء من تلك الاوصاف. وقد ادبنا الله عز وجل فقال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعض بعضكم بعضا ان من الادب الا يقول المسلم عن نبيه عليه الصلاة والسلام قال محمد وجاء محمد وثبت عن محمد
صلى الله عليه وسلم لكنا نصحب ذلك بجليل الوصف فانك ما ان تسمع او تقرأ شيئا لاهل العلم الا قرنوا ذلك بالاوصاف التي سمعت المصطفى المجتبى ابو القاسم الحبيب رسول رب العالمين الشفيع المشفع
تقي المصلح الطاهر المهيمن الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. واول من تلقفنا عنهم هذا الادب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجمعين. فانك تجد في غير ما رواية. يقول احدهم حدثنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. ويقول الاخر ثلاث اوصاني بهن خليلي صلى الله عليه وسلم ويقول الثالث والرابع والخامس هي جملة كانوا يعلمون بها الامة من بعدهم ان هكذا ان هكذا
الادب في حديثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا نصف شيئا من فيض الحب في القلوب اذا ما جاء ذكره عليه الصلاة والسلام هو ادب الوقار يا كرام. هو ادب المحبة والتعظيم والاحترام. لاعظم من وجبت ان تحبه القلوب. وان تحترمه
نفوس المؤمنة انه رسول رب العالمين صلى الله عليه واله وسلم. وقوله وسيدي وليد ادم وسيد المرسلين. وكذلك الهادي متقين في كتب الانبياء السابقين جمل حفظتها الرواية الصحيحة ولم يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء
هذه الاوصاف وغيرها التي جاءت في التوراة والانجيل وكتب الانبياء السابقين مما نقله علماء اهل الكتاب دلالة على ان الله ذكر نبينا عليه الصلاة والسلام في كتب الانبياء السابقين في مقام المدح. واورد له الثناء
فكان عليه الصلاة والسلام محمودا رفيع الذكر قبل ان ينزل الوحي ويكون الاسلام صلوات الله وسلامه عليه. نعم وقال رحمه الله وسيد ولد ادم وسيد المرسلين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين وحبيب الله
وخليل الرحمن وصاحب الحوض المورود والشفاعة والمقام المحمود وصاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وصاحب التاج والمعراج وصاحب التاج والمعراج. ما التاج؟ سيأتي كلام المصنف عنها بعد قليل انها فان العمائم تيجان العرب. وانه اذ يقال عنه عليه الصلاة والسلام صاحب التاج. يعني صاحب العمامة
لكنه لم يكن وحده الذي يلبس العمامة بين العرب عليه الصلاة والسلام. فكيف يوصف بهذا تخصيصا صاحب التاج؟ يذهب بعض الشراح لانه التاج تاج الكرامة والوقار. ويسوقون لذلك شيء يضربون به المثل. ما اخرج الحاكم في مستدركه
عن كرامة اهل القرآن عند الله يوم القيامة. انه يلبس والدا صاحب القرآن يوم القيامة تاجا ظوؤه احسن من ظوء الشمس في بيوت الدنيا. قال النبي عليه الصلاة والسلام فما ظنكم بالذي عمل بي هذا
يعني هذا اذا كان كرامة والدي صاحب القرآن لانهما اخذا بيدي ولدهما الى القرآن لتعلمه وفهمه والعناية به اذا كانت هذه كرامة الوالدين فكيف بكرامة صاحب القرآن؟ فانظر كيف جيء بكرامة
ان اولى للوالدين بمكانتهما. فكيف الظن والفهم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الذي ما دلت الامة طريق كخير الا من بابه عليه الصلاة والسلام. ولادركت الامة شرفا ولا رفعة ولا رحمة. ولا خيرا ولا بركة. ولا اصاب
من هدى وسعادة دار في الدنيا والاخرة الا من طريق سنته عليه الصلاة والسلام. فان كان كذلك فصاحب التاج في هذا الايراد يمكن ان يحمل على هذا السياق. نعم. وقال رحمه الله وصاحب التاج والمعراج واللواء والقضيب
اما اللواء فالمراد به لواء الحمد والشفاعة التي اعطيها عليه الصلاة والسلام وقد صح عنه وبيدي لواء يوم القيامة ولا فخرا. فصاحب اللواء هو رسول الله عليه الصلاة والسلام. وكذلك الشأن بالقضيب ويراد بها
عصى التي كان كثيرا ما يمسكها صلى الله عليه وسلم وتكون بيده وربما صعد المنبر وخطب متكئا عليه صلى الله عليه واله وسلم. وقال رحمه الله وراكب البراق والناقة والنجيب. راكب البراق
والناقة والنجيب. اما البراق فمركوبه في رحلة الاسراء والمعراج. خلق عجيب من خلق الله. دابة ابيض فوق البغل فوق الحمار ودون البغل. يضع يضع طرفه او يضع حافره عند منتهى طرفه. او الى ما انتهى اليه
بصره فاذا يقال صاحب البراق فلا يعرف احد في امته ركب البراق سواه عليه الصلاة والسلام. فراكب البراق نبي عليه الصلاة والسلام والناقة والنجيب والنجيب نوع من النوق يعني ركب الناقة ايضا دلالة على تواضعه
عليه الصلاة والسلام الذي لم يشبه كبر ولا فخر ولا عجب ولا خيلاء. بل ناقته التي كان يركبها في اسفاره وحجه وجهاده على انواع لها اسماء متعددة اشهرها ناقته القصواء او العظباء صلوات الله وسلامه
وقال رحمه الله وصاحب الحجة والسلطان والخاتم والعلامة والبرهان. وصاحب الهراوة والنعلين يشرح المصنف لهذه العبارات معانيها عما قريب. نعم. ومن اسمائه في الكتب المتوكل والمختار ومقيم السنة والمقدس وروح القدس وروح الحق وهو معنى البارقليط في الانجيل. نعم. من اسمائه في الكتب يقصد هنا بالكتب
كتب الله المتقدمة كالتوراة والانجيل ونحوها. السؤال كيف عرفنا شيئا مما جاء في هذه الكتب والجواب من خلال ما نقله علماء اهل الكتاب مثل كعب الاحبار وعبد الله بن سلام ممن اسلم بعدما تعلم
اعلم اليهودية بل كان من علمائها واحبارها. فنقلوا شيئا مما اثر في تلك الكتب. وقد صح في الصحيحين وغيرهما جملة من تلك الروايات ينقلون فيها ماذا جاء عن محمد صلى الله عليه وسلم نبي الامة في كتب الانبياء
السابقين فمنها هذه الاوصاف قال سميتك المتوكل. ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق اوصاف جاءت لرسول الله عليه الصلاة والسلام. مقيم السنة ايضا كما جاء ولم يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء
والمقدس وروح القدس وروح الحق قال في تلك الاوصاف وهو معنى الباذق ليط بكسر الراء او بفتحها ما ظبطت به الكلمة في الانجيل جاء لفظ البارقليط وصفا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فما معناه؟ قال
تعلم البارق ليط الذي يفرق بين الحق والباطل. هي كلمة اذا باللغة العبرانية التي نزلت بها انجيل وان المقصود فيها في لغتهم انه انسان يجعله الله عز وجل علامة فارقة بين الحق والباطل
وهكذا كان وهكذا كانت رسالته صلوات الله وسلامه عليه. وقال نقل بعض الشراح عن اكثر ارى ان معنى البارق ليط في الانجيل بالعبرانية معناها المخلص. فايا كان فهي اشارة الى معنى هذه اللفظة وقد جاءت
وصفا لرسولنا صلى الله عليه وسلم في الانجيل. نعم. وقال رحمه الله وقال ثعلب البارق ليط الذي يفرق وبين الحق والباطل ومن اسمائه في الكتب السالفة ومعناه طيب طيب وحمطايا والخاتم
والحاتم حكاه كعب الاحبار. نعم. هذا ايضا مما حكاه كعب الاحبار. وهو كما قلت لكم ممن اسلم بعد امامته وعلمه بالكتاب بل وكان من علماء يهود. قال من اسمائه في الكتب السابقة وضبط في
لبعض نسخ الكتاب بالذال ماذ ماذ. والصحيح انه بالدال من غير نقط. قال المصنف ومعناه طيب طيب بعضهم بل هو اشارة بتلك اللهجة الى اسم محمد عليه الصلاة والسلام. وقيل ايضا ليس يقصد به معنى
بعينه بل هو اشارة الى معنى هذا الاسم الذي قد لا يحمل دلالة في عينه وانما هو اشارة الى هذا النبي الكريم الذي اتفق في اسمه مع العربية بمحمد عليه الصلاة والسلام. من الاسماء ايضا غير العربية التي جاءت في
والانجيل ما ذكر المصنف هنا نقلا عن كعب الاحبار حمطايا. وجاء في ظبط اخر بكسر الحاء مطايا او بتخفيف الميم حمطايا. قال في نقل هذا الاسم ومعناه لما سئل بعض
بعض اهل الانجيل عن معنى هذه الكلمة في لغتهم ونقل ذلك ابن الاثير وغيره في غريب هذا اللفظ لما سئل عن معنى هذه الكلمة في قال معناه الذي يمنع من الحرام ويحمي الحرام. فاذا كان قد بعث عليه الصلاة والسلام بالحلال والحرام ودلالة
الناس على صراط الله المستقيم فانه اعظم من حمى الحرمات. وتعدي حدود الله عز وجل واعظم من دعا الناس الى صراط الله المستقيم صلى الله عليه واله وسلم. اما الخاتم والحاتم فيأتي ذكرها الان. قال ثعلب
فالخاتم الذي ختم الله به الانبياء. والحاتم احسن الانبياء خلقا وخلقا. نعم. قال ثعلب وهو امام النحو مقدم الكوفيين شيخ العربية واللغة رحمة الله عليه قال الخاتم معناه الذي ختم الله به الانبياء وهو كذلك ايضا في
ولكن رسول الله وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام والحاتم احسن الانبياء خلقا وخلقا هذا ايضا مما وصف به في الكتب السابقة صلوات الله وسلامه عليه. وقال رحمه الله ويسمى بالسريانية
والمنح منا واسمه ايضا في التوراة احيط. روي ذلك عن ابن سيرين. نعم. يسمى بالسريانية وهي اللغة التي تكلم بها فيما يقال ابونا ادم عليه السلام يسمى مشقح وفي بعض نسخ كتاب الشفا بالفاء ولا يعرف له
اعلن محدد في اللغة العربية. قال والمنحى منا ويراد به محمد او روح القدس. واسمه ايضا في التوراة احيد او احيد يروى ذلك عن الامام التابعي الجليل ابن سيرين رحمه الله تعالى. هي اسماء قد لا تعرف
دلالاتها تحديدا بالعربية لكنها جاءت في سياق تعدد الاسماء والاوصاف التي وصف بها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال رحمه الله ومعنى صاحب القضيب اي السيف وقع ذلك مفسرا في الانجيل قال
معه قضيب من حديد يقاتل به وامته كذلك. وقد يحمل وقد وقد يحمل على ان يحمل وقد يحمل على ان انه القضيب الممشوق الذي كان يمسكه صلى الله عليه وسلم وهو الان عند الخلفاء. نعم. لما يقال صاحب القضيب فله احد
ذو معنيين اما ان يحمل القضيب على معنى العصا وهو القضيب الممشوق يعني العصا الطويلة التي كان يمسكها عليه الصلاة والسلام ويصعد بها المنبر ويخطب بها وما يمشي بها في الطرقات ثم صارت من بعده في ايدي الخلفاء عليه الصلاة والسلام. قال
وقد يراد بالقضيب السيف. فهل يسمى السيف قضيبا؟ قال كذلك وقع مفسرا في بعض الفاظ الانجيل ومعه قضيب من حديد وقضيب الحديد هو السيف. والدلالة على ذلك قال يقاتل به. وامته كذلك. فهو عليه
الصلاة والسلام حمل السيف وجاهد به وقاتل ورفع به كلمة الله العليا عليه الصلاة والسلام. وقال رحمه الله واما الهراوة التي وصف بها فهي في اللغة العصا. واراها والله اعلم العصا المذكورة في حديث الحوض
الناس عنه بعصايا لاهل اليمن. الحديث اخرجه مسلم في بعض روايات حديث الحوض يوم القيامة. وجاء فيه اذود الناس عنه بعصايا لاهل اليمن يراد باهل اليمن جنوب الجزيرة مطلقا. وقيل بل به المراد هنا الانصار خصوصا
انهم من اهل اليمن اذ اصلهم منها اوس وخزرج قدموا المدينة فاستوطنوها. وعلى كل فاثبات العصا في حديث الحوض دلالة على انه عليه الصلاة والسلام يحملها. فحمل بعض شراح الحديث الهراوة او الهراوة لما قالوا
وصاحب الهراوة في جزء من الفاظ الاوصاف التي وصف بها النبي عليه الصلاة والسلام انها العصا التي تكون معه يوم القيامة هذا معنى نقله القاضي عياض لكن النووي رحمه الله وغيره يضعفون هذا المعنى الذي قرره القاضي عياض. ما وجه التضعيف
وجه التضعيف ان هذه الاوصاف يراد بها معلم يعرف به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتكون علامة قالوا راكب البراق راكب الناقة يقال صاحب اللواء والقضيب صاحب الخاتم صاحب العلامة الى اخر ذلك. فان
الى المعنى هنا على يوم القيامة لم يكن علامة تدل الناس على تحديده عليه الصلاة والسلام بانه نبي اخر الزمان. وانه يحمل هنا لفظ الهراوة على العصا التي سبق الحديث عنها في القضيب التي كان يمسكها عليه الصلاة والسلام وهو قول يراد به الاستدلال
به على صدقه وانه الموصوف في الكتب السابقة بهذا المعنى والله اعلم. وقال رحمه الله واما التاج فالمراد به العمامة ولم تكن حينئذ الا للعرب. والعمائم تيجان العرب. نعم. واوصافه والقابه وسماته في الكتب
كثيرة وفيما ذكرناه منها مقنع ان شاء الله وكانت كنيته المشهورة ابا القاسم صلى الله عليه وسلم وروي عن انس رضي الله عنه انه لما ولد له ابراهيم جاءه جبريل فقال له السلام عليك يا ابا ابراهيم. قال
اوصافه القابه وسماته في الكتب كثيرة. صحيح. ولم يزل كما قلت لكم عامة اهل الاسلام فضلا عن العلماء والدعاة والائمة والخطباء يوردون في حديثهم عنه صلوات ربي وسلامه عليه من الوصف
والحديث عما يليق به ما يملأ القلوب له هيبة واحتراما وحبا واجلالا صلوات الله وسلامه عليه لكن المصنف اقتصر على الجملة التي قال ان فيها مقنع ان شاء الله. ثم ختم الفصل بكنيته صلوات ربي وسلامه
وعليه وهي المشهورة بين الصحابة ومن جاء بعدهم بابي القاسم. روى البخاري في صحيحه انه صلى الله عليه وسلم بينما كان يمشي في السوق يوما اذ سمع رجلا ينادي يا ابا القاسم فالتفت اليه صلى الله عليه وسلم فقال الرجل
انما دعوت هذا واشار الى انسان اخر كانه يقول ما قصدت نداءك يا رسول الله عليه الصلاة والسلام لما التفت قال انما دعوت هذا. فقال عليه الصلاة والسلام سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي. فثبتت كنيته بابي القاسم
ولذلك يأتي ايظا في بعظ الفاظ الصحابة لما يخبرون عن هديه عليه الصلاة والسلام ربما عبروا بابي القاسم في مثل قوله عمار من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم وقول ابي هريرة رضي الله عنه لما رأى رجل
رجلا خرج من المسجد بعدما اذن قال اما هذا فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم. هذه الكنية المشهورة اورد يصنف رحمه الله حديث انس وفيه ضعف. وقد اخرجه احمد والحاكم والبيهقي وغيرهم. لما ولد ابراهيم عليه السلام. لما
ولد ابراهيم وابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد سماه نبينا صلى الله عليه وسلم باسم ابي الانبياء ابراهيم عليه السلام جاءه جبريل فقال السلام عليك يا ابا ابراهيم. الحديث لا يصح والمشهور في كنيته ما قدمه المصنف انه
وابو القاسم صلى الله عليه وسلم. تم الفصل يا كرام وخلاصة ما فيه جملة من الاسماء والاوصاف وايجازا لما تقدم تقرر معنا. ان تعدد الاسماء والاوصاف دلالة على شرف المسمى والموصوف
وهذه قاعدة تدل على عظمة صاحب الاسماء اذا تعددت والاوصاف كذلك. من هذا الباب تقررت عظمة الله جل جلاله عظمة لا تضاهيها عظمة اطلاقا في جليل وعظيم تعدد اسماء الله وصفاته. ومن ذلك
المخلوقات فما تعددت منها اسماؤه دل على شرفه وعظيم فضله كاسماء مكة والمدينة واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه قاعدة اولى. اما الثانية فان اسمائه عليه الصلاة والسلام على تعددها. وصفاته ايضا على
تنوعها تحمل كل منها في عظيم المعنى وعميق الدلالة ايضا ما يزيد قلب المؤمن المحب لنبيه عليه الصلاة والسلام اجلالا وتوقيرا واحتراما لما حوته تلك الاسماء والاوصاف من شريف المعاني وعظيم الدلالة. لما اتم
بل نصنف هذا الفصل اعقبه بفصل اخر لطيف. بل عجيب بديع ماذا صنع؟ بحث المصنف رحمه الله في اسماء ثبتت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي مشاركة لاسماء الله الحسنى مثل رؤوف رحيم
في هذا من عظمة قدر النبي صلى الله عليه وسلم التي رفعه الله عز وجل اليها ان اشتق له من اسمائه اسماء عليه الصلاة والسلام. واشتق له سبحانه من اوصافه صفات. نعم ليس الاسم كالاسم وليست
كالصفة. ومن هنا عمد المصنف ايضا في تتمة هذا الباب بفصل اخير انه لا يمكن ان يشترك المخلوق مع في لفظ الاسم ولا يمكن ان يضاهيه في دلالة المعنى على وجه التمام. الله كريم. وتقول عن انسان من
البشر انه كريم. اذا اشترك المخلوق والخالق في الكرم فلا وجه للمقارنة اطلاقا. كرم المخلوق بحسبه وعلى قدره حاله وكرم الخالق عز وجل ما يليق بعظمته وجلاله. فجاء التنبيه اخيرا لهذا المعنى. فالفصل فيما شرف
الله به نبينا عليه الصلاة والسلام من اسماء واوصاف مشتقة من اسماء الله الحسنى. ومن صفاته العلى وفي هذا ولا اشك قدر كبير من العظمة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يراد منا يا اهل الاسلام ان نملأ بها صدورنا
وان نعرف بها قدر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام عند ربه. ليكون له قدره اللائق عندي وعندك وعند كل مسلم ومسلمة فلا والله من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف له قدره احب سنته وتمسك بها
وسارع اليها ورفع رايتها ودعا الناس اليها وحرص واجتهد ايما اجتهاد ان تكون السنة في المحيا وفي الممات وفي شأنه كله مستيقظا ونائما راكبا وقاعدا ممسيا ومصبحا. على كل حال. هذا هو شأن المحبين
الذين امتلأت صدورهم احتراما واجلالا ومحبة وتوقيرا لنبي الامة عليه الصلاة والسلام. فهذا الفصل وما شابهه هي جرعات يا كرام نتجرعها نريد بها ان نملأ القلوب حبا. حبا يقودنا الى اتباع اتم. وطاعة اصدق وايمان اكمل برسول الله
عليه الصلاة والسلام فهذا الفصل وما شاكله هو زاد هذه القلوب المحبة وهو سقاء هذا الغرس في القلوب لحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم. فصل في تشريف الله تعالى له بما سماه من اسمائه
حسنا ووصفه به من صفاته العلا. قال المؤلف رحمه الله ما احرى هذا الفصل بفصول الباب الاول في سلك مضمونيه لانخراطه في سلك مضمونها. وامتزاجه بعذب معينها. ما الباب الاول في الكتاب
نحن الان في ثالث ابواب الكتاب. اما الباب الاول فالذي عنون له المصنف رحمه الله بقوله ثناء عليه واظهار وعظيم قدره لديه. يقول المصنف هذا الفصل كان الواجب ان يكون في
ذلك الباب لانه مما يستدل به على ها على عظيم قدره عند ربه وعلى ثناء الله عليه لانه اشتق له اسما من اسمه وصفة من صفته. فاذا كان هذا الفصل احرى بذاك الباب. فلماذا اخره المصنف
ولماذا لم يورده هناك في موضعه؟ قال لانخراطه في سلك مضمونها وامتزاجه بعذب معينها. يعني هو الاليق بابواب بفصول ذلك الباب. اسمع جوابه رحمه الله. قال لكن لم يشرح الله الصدر للهداية الى استنباطه
ولا انار الفكر لاستخراج جوهره والتقاطه الا عند الخوض في الفصل الذي قبله. فرأينا ان نضيفه اليه ونجمع به شمله رحمة الله على الامام القاضي عياض. يقول ما وقعت العناية ولا فتح الله بادراك هذا المعنى اللطيف
لما كان يسطر فصول الباب الاول ولا ظهر له ولا فتح عليه الا لما بلغ هذا الموضع من الكتاب. فلما فتح الله له اورده ها هنا. فاذا قد يقول قائل
اذا كان قد تبين فهلا اخذ الفصل وقدمه الى فصول الباب الاول لا تظن رعاك الله ان المسألة في يسرها كالذي نعهده اليوم في حياتنا في الطباعة والكتابة وسهول تنقيل الفصول من باب الى باب. كانت الكتب تخطط
وباليد فاذا اتم الصفحات تلو الصفحات ليس من اليسير ان يقدم ويؤخر ويضيف شيئا في غير موضعه. فابقاه على ما هو رحمة الله عليه ثم هو يدلك على شأن اخر لدى اولي العلم رحمة الله عليهم. ائمتنا وساداتنا ممن نتعلم علمه
وفقههم واستنباطاتهم وفتوح الله عليهم فانا نتعلم ايضا من ادبهم وهديهم وسمتهم ومما يستدل به في العبارة ان العالم مهما بلغ لا يزال يستمطر فضل الله وكرم الله ان يفتح له في ابواب الفهم والتوفيق
سداد وان العالم مهما بلغ يظل معترفا بعجزه وتواضعه بين يدي ربه سبحانه وتعالى معترفا انه انذاك في فصول الباب الاول ما كان قد فطن لمثل هذا المعنى. ولا انتبه اليه لكنه رآه لاحقا فادركه به. فرحمه
والله رحمة واسعة. قال رحمه الله فاعلم ان الله تعالى خص كثيرا من انبيائه بكرامة خلعها عليهم من اسمائه كتسمية اسحاق واسماعيل بعليم وحليم. وابراهيم بحليم ونوح بشكور. وعيسى ويحيى ببر
وموسى بكريم وقوي ويوسف بحفيظ عليم وايوب بصابر واسماعيل بصادق الوعد كما نطق بذلك الكتاب العزيز في مواضع ذكرهم صلى الله وسلم على جميعهم. يقول اعلم ان الله خص كثيرا من انبيائه بكرامة
خلعها عليهم من اسمائه. ثم اورد لك امثلة في بعض الانبياء اطلق القرآن عليهم اسماء هي من اسماء اسماء الله والصفات هي من صفات الله. قال كتسمية اسحاق واسماعيل بعليم وحليم. اليس من اسماء
عليم اليس من اسماء الله حليم؟ فاين جاء تسمية اسحاق واسماعيل بحليب وعليم؟ قال وبشرناه بغلام من عليم في سورة الذاريات وفي سورة الصافات فبشرناه بغلام حليم. احدهما لاسماعيل والاخر لاسحاق
وحتى لا يدخل المصنف في الخلاف الشديد بين اهل العلم في الذبيح من ولد ابراهيم. هل هو اسماعيل او اسحاق خرج عن هذا الخلاف في ايجاز بديع. لو قال كتسمية اسماعيل بحليم يظهر انه يرجح ان الذبيح في سورة الصافات
اسماعيل وقد يدخل معه في خلاف وجدل يطول بين اهل العلم. فعدل عن ذلك الخلاف وجمع. فقال كتسمية اسماعيل واسحاق بحليم وعليم على الجملة نعم سمي بحليم وعليم من غير توزيع هذين الاسمين لئلا يفضي الى باب مما طال فيه
بين العلماء. قال وتسمية ابراهيم بحليم اين جاء هذا؟ ان ابراهيم. ان ابراهيم لحليم اواب منيب والله سمى نفسه حليما انه كان حليما غفورا. فتسمية ابراهيم عليه السلام بحليم هو من هذا الباب
الا ونوح بشكور في قوله تعالى ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. والله عز وجل ايضا شكور يشكر لعباده عبادتهم عليها جل وعلا. قال وتسميتي عيسى ويحيى ببر. في سورة مريم
قال وبارا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا وقال عن عيسى عليه السلام وبرا بوالديه. هذا الاسم البر من اسماء الله انه هو البر الرحيم فتسمية هذا ايضا من هذا الباب. قال وموسى بكريم في قوله تعالى في سورة الدخان قد وقد جاءهم رسول كريم
والكريم من اسماء الله كذلك. وايضا قوي في قصة المرأتين في القصص قالت احداهما يا ابتي استأجره ان خير من استأجرت القوي الامين والقوي من اسماء الله سبحانه وتعالى. قال وتسمية يوسف بحفيظ عليم لما قال اجعلني على
اخزائن الارض اني حفيظ عليه وحفيظ من اسماء الله وعليم من اسمائه تعالى. قال وايوب بصابر انا وجدناه نعم العبد انه اواب واسماعيل بصادق الوعد كما في سورة مريم. كل ذلك يدل على ماذا؟ ان الله
ما رفع قدر هؤلاء الكرام من سادة البشر الانبياء عليهم السلام. فانه سبحانه سمى بعضهم باسماء هي من اسمائه سبحانه وتعالى واطلق عليهم في القرآن تلك الاوصاف التي هي في حقيقتها كثيرا ما ترد في القرآن في شأن الخالق العظيم جل وعلا
على وحسبك بهذا كرامة. ان يكون المسمى من عباد الله باسماء هي من اسماء الله. والذي سماهم هو الله جل جلاله والذي اطلق عليهم هذه الاوصاف هو ربهم سبحانه وتعالى. هذا الان مدخل اراد به المصنف ان يقول لك يا عبد الله
ايها المسلم يا محبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اما رأيت ان الله سمى بعض انبيائه بشيء من اسمائه سبحانه وتعالى فماذا وقفت في كتاب الله من اسماء الله التي سمى الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم
كلكم او عامتكم سيقول سماه الله رؤوف رحيم. وهي من اسماء الله سبحانه وتعالى. وهكذا يعرف عامة المسلمين لكن المصنف جاء فوسع الباب. واراد ان يقول لك ان الثابت من الاسماء التي سمى الله بها نبيه مما
اهي اسماء له؟ فاشتقها لنبيه عليه الصلاة والسلام اوسع واعظم بل اوصلها المصنف الى ثلاثين اسما. جاءت في كتاب الله الكريم بين اسماء واوصاف سردها المصنف رحمه الله تعالى تباعا. نعم. قال رحمه الله وفظل
محمدا نبينا صلى الله عليه وسلم بانحى الله منها في كتابه العزيز وعلى السنة انبيائه بعدة كثيرة لنا منها جملة بعد اعمار الفكر واحضار الذكر اذ لم نجد من جمع منها فوق اسمين ولا من تفرغ فيها لتأليف
في فصلين يقول اذ لم نجد من جمع منها يعني يقول القاضي رحمه الله الى زمنه لا يعرف ان احدا من اهل العلم اثبت من اسماء الله التي سمى الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام فوق اسمين يقصد رؤوف ورحيم
يقول لم نجد من جمع منها فوق اسمين ولا من تفرغ فيها لتأليف فصلين. يعني ما كانوا يجدون وفرة تبلغ ان تصنف على هيئة فصلين في كتاب لكن يكتفى بذكر هذين الاسمين الرؤوف الرحيم. يقول لكنه لما اعمل فكره اجتمع له
منها وقد وفقه الله فحرر في هذا الفصل من هذه البدائع والحق ان هذا الفصل في كتاب الشفا من اصول النفيسة التي ما سبق اليها القاضي عياض رحمه الله وكان فيها فتح باب هو من توفيق الله كما صرح به الامام
تصنف رحمة الله عليه وسيأتيك الان بذكر هذه الاسماء التي هداه الله للوقوف عليها. وقال رحمه الله وحررنا منها في هذا الفصل نحو ثلاثين اسما. ولعل الله تعالى كما الهم الى ما علم منها وحققه. اتم النعم
بابانة ما لم يظهره لنا الان ويفتح غلقه ويفتح غلقه يعني قفله. طمع المصنف لما رأى ان ان الله فتح عليه باب الفهم والعلم قال ولعل الله كما الهم الى ما علم منها وحققه يتم النعم
بابانة ما لم يظهره لنا الان. قاده هذا الفتح الالهي والتوفيق الرباني الى مزيد طمع ان يفتح الله له مزيدا من الفهم والعلم وهكذا شأن العلماء. لا تظن ان احدا منهم قنع يوما برتبة من العلم بلغها. ولا
فهم حصل ما زاد اهل العلم شيئا في حب العلم سوى فتح الله لهم ابواب الفهم. وكل ما فتح لهم فيه باب طمعا في مزيد من الابواب. وكلما ارتقوا فيه رتبة طمعوا فيه الى ما فوقه من الرتب. وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء
والامام القاضي عياض رحمه الله احد اعلام الامة وعلمائها الكبار الذين كان من نفائس ثروتهم وما آآ حازته الامة في ثروتها وفي كنوز تراثها هذا السفر العظيم الذي ما زلنا نتدارسه في حقوق النبي الكريم صلى الله
عليه وسلم. وقال رحمه الله تعالى فمن اسمائه تعالى الحميد ومعناه المحمود. لانه حمد نفسه وحمده عباده ويكون ايضا بمعنى الحامد لنفسه ولاعمال الطاعات. اليس من اسماء الله الحميد؟ بلى وهو كثير في
كتاب الله متى فطنت يوما ان اسم محمد واحمد هو اشتقاق من الحميد؟ هذا الفتح الذي يقول فيه المصنف هو توفيق من الله اسمه محمد واحمد جاء من اي معنى؟ اليس من الحمد؟ ومن ربكم في ليلة الجمعة الماضية؟ محمد يعني يحمده
والخلق كثيرا واحمد يحمد ربه كثيرا. فهو اكثر من حمد الله واكثر من حمده خلق الله. يعني حمدوا خلقه وفعله وصنيعه عليه الصلاة والسلام. اذا احمد ومحمد مشتق من الحمد
والحمد هو ايضا اصل اسم الله عز وجل الحميد. فالله حميد. الله عز وجل معناه حميد بمعنى المحمود يعني يحمده خلقه. فما حمد العبد شيئا مثل ربه. والحمد كله للخالق سبحانه
ما زال اهل الاسلام يقولون في كل صلاة في مفتتح كل ركعة الحمد لله رب العالمين وكلما ركع احدهم وسجد سبح الله بحمده العظيم والاعلى. واذا ما رفعوا رأسهم من الركوع بعد
ما خضعوا وذلوا وحنوا اصلابهم في الركوع فانما يقول امامهم سمع الله لمن حمده. فيرفعون من الذل والخضوع والتعظيم والاجلال الذي ملأوه تسبيحا بحمد الله الى الرفع ليقولون ربنا ولك الحمد
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فما زالت العباد تتسابق في حمد الله فهو الحميد جل وعلا فهذا اسم الله سبحانه وتعالى الحميد لاستحقاقه جل وعلا الحمد اوله واخره. وظاهره وباطنه
وعلانيته وسره فما استحق احد الحمد الا الله جل جلاله بكل وجوه الحمد وعلى كل انواع عن المحامد سبحانه وتعالى. ومن هذا الاسم العظيم جاء اشتقاق اسمه الكريم عليه الصلاة والسلام محمد واسمه احمد كذلك
نعم وسمى الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم محمدا واحمد فمحمد بمعنى محمود وكذا وقع اسمه في زبور داود. واحمد بمعنى اكبر من حمد واجل من حمد واشار الى
اكبر من حمد واجل من حمد. واحمد بمعنى اكبر من حمد واجل من حمد واشار الى نحو هذا حسان رضي الله عنه بقوله وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا
البدو صلى الله عليه وسلم نعم هذا البيت من لطيف قوله حسان ابن ثابت رضي الله عنه شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما نطق الشعراء مديحا مثل مديحه رضي الله عنه. ولا ايضا نشدوا او قصدوا او كتبوا شعرا في عظيم رثاء
النبي عليه الصلاة والسلام كمثل ما كتب حسان رضي الله عنه. فانما الشعر مشاعر ولا حملت قلوب البشر في المشاعر عاطفة حب او فقد ولوعة كمثل ما حملتها قلوب الصحابة. رضي الله عنهم. فكان شاعرهم لا كشاعر غيرهم ممن جاء
ابعدهم؟ يقول رضي الله عنه وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما قصد ان محمود من اسماء الله لكن من اسماء الله الحميد والمادة واحدة في الحمد وقد تقدم بك ان محمدا
مشتقة من الحمد. اما نبينا عليه الصلاة والسلام فهو اعظم من حمد الله من خلق الله اما جاء في حديث الشفاعة فاحمد ربي بمحامد علمنيها. فما حمد احد ربه كمثل حمده عليه الصلاة والسلام. اليس يحشر
ويوم القيامة وبيده لواء الحمد فيقود الحامدين من خلق الله اجمعين فكل حامد تحت لوائه عليه الصلاة السلام يوم القيامة هذا اجل من حمد الله. واما اعظم من حمد عليه الصلاة والسلام. فايضا ما حمدت البشرية بشرا
كمثل رسول الله عليه الصلاة والسلام. واعظم مواقفه التي يحمده عليها الاولون والاخرون. شفاعته العظمى صلوات الله سلامه عليه وهذا انطبق عليه قول حسان رضي الله عنه فيما سمعت وشق له من اسمه ليجله. فهذا منزع
تعظيم واجلال لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ايها الكرام ما زال في الفصل بقية ناتي عليها تباعا في ليلة الجمعة المقبلة ان ان شاء الله في تتبع اسمائه عليه الصلاة والسلام المشتقة له من اسماء الله وصفاته جل في علاه. الليلة شريفة
ونبينا صلى الله عليه وسلم عظيم القدر. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عظيمة الخير. وهي في هذه الليلة ويوم الجمعة اعظم خيرا واكثر بركة. وفي الحديث الذي اخرج الترمذي وصحح ابن حبان رحمهما الله تعالى ان اولى الناس
يوم القيامة اكثرهم صلاة علي صلى الله عليه وسلم. فما زالت اهل الاسلام واهل الحب والوفاء لرسول الله عليه الصلاة والسلام يستكثرون من الصلاة والسلام عليه في هذه الليلة الشريفة وهذا اليوم العظيم فزيدوا صلاة
وسلاما عليه تزدادون خيرا وبركة والله عز وجل قد ندبنا ايها المسلمين ايها المسلمون فقالوا ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين
ابدا ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهدي لنا يا حي يا قيوم نعوذ بك يا ربي جميعا والمسلمين من شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير
خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل تدمير في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك