بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا غدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين. وقرة عيون المحبين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون هذا المجلس المنعقد في كل ليلة من ليالي الجمعة. في رحاب بيت الله الحرام نستكثر فيه من الصلاة والسلام على سيد الانام صلى الله عليه واله وسلم. القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لم تزل ورد المحبين في هذه الليلة الشريفة وهذا اليوم العظيم اعني يوم الجمعة. صلى عليك الله يا علم الهدى واستبشرت بقدومك ايام هتفت لك الارواح من اشواقها وزينت بحديثك الاقلام. صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. صلى الله وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه في امته المصلون. وصلى الله سلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. وهذا المجلس انما نستكثر فيه من الصلاة والسلام على حبيب القلوب وانسها وفرحة القلوب وسعدها. محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. ونحن نقلب صفحات في ذكر حقوقه العظيمة الواجبة له على امته عليه الصلاة والسلام. وحقه على امته عظيم صلى الله عليه سلم الاوان الصلاة والسلام عليه لون من الوان حقوقه العظيمة العاطرة التي تفوح بها افواه المحبين وتنبض بها قلوب المؤمنين الا فصلى الله وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين متتابعين ابدا ما زال مجلسنا ايها الكرام في تدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض ابن موسى رحمة الله عليه والليلة نحن نشرع في بابه الرابع من القسم الاول. وحتى يعلم الاخوة سياق الكتاب صرنا اليه فان الكتاب اقامه المصنف رحمه الله على قسمين اثنين. الاول في بيان عظيم قدر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عند رب العزة والجلال. والقسم الثاني في حقوقه العظيمة التي يجب على اهل الاسلام في امته القيام بها وبذلها وفاء وايمانا وحبا وطاعة واتباعا وسائر الحقوق الواجبة له عليه الصلاة والسلام. والقسم الاول العظيم الذي ما زلنا فيه منذ بداية هذه المجالس اقامه المصنف رحمه الله على ابواب ونحن قد انجزنا في ليلة الجمعة الماضية الثلاثة الابواب الاول وهذا هو الشروع في رابع ابواب القسم الاول من كتاب تقدم في الابواب الثلاثة عظيم مكانة النبي عليه الصلاة والسلام عند الله. وما كمله الله عز وجل به من خلقا وخلقا وما اجتمعت فيه الروايات الصحيحة والاثار المشهورة في بيان عظيم قدره وجليل خصائصه وما الله تعالى به بالرفيع المكانة وعظيم المنزلة وسمو الرتبة الشريفة التي تبوأها عليه الصلاة والسلام. وهذا الرابع في بيان المعجزات والخصائص والكرامات. هل علمتم الان لماذا حشد المصنف رحمه الله تلك الابواب الاربعة لما فيها من عظيم المكانة ورفيع القدر وشريف المنزلة. قبل ان يشرع رحمه الله في بيان الحقوق التي يجب علينا القيام بها انها تمهيد وتوطئة لاجل ان تتسع القلوب بهذا الحق العظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام. اذ يقال لك عبد الله ان حقا عظيما من الحقوق هي الايمان او الطاعة او المحبة عليك ان تؤسس في قلبك اولا مكانة هذا النبي كريم عليه الصلاة والسلام. وعليك ان تجعل له في صدرك المكانة الارحب والمنزلة الاعلى لاي انسان وبشر ويمكن ان يحتل قلبك تقديرا واجلالا ومحبة وتشريفا هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم. هذا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم هذا الذي حمل حمل الامة وبلغ الرسالة وادى الامانة صلى الله عليه وسلم قبل لان تعرف حقه الواجب عليك ان تقدره حق قدره عليه الصلاة والسلام. وقدره العظيم جاءت به النصوص الشرعية. ما زلنا في ابواب الكتاب السابقة وفصوله المتتابعة نتصفح هذا القدر العظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام الا فاعلموا ان من تمام معرفتنا لعظيم قدره هذا الباب العظيم باب المعجزات. باب الكرامات والخصائص اختص الله بها محمدا صلى الله عليه وسلم اما لو كنا صحابة يا كرام وعشنا بصحبته عليه الصلاة والسلام. واكتحلت اعيننا برؤيته صلى الله عليه وسلم وتشنفت اذاننا بسميع اللذيذ من خطابه صلى الله عليه وسلم. ورأينا وشهدنا وادركنا ما ادرك الصحب الكرام مما يملأ القلوب والاسماع والابصار حبا وتعظيما واجلالا لعرفنا ان لصحبته عليه الصلاة والسلام وما يمكن ان يؤثر في قلوب العباد من الشيء العظيم هو اية من ايات الله. جعلها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام اما انه كما قلنا مرارا لان فاتنا شرف الصحبة لن يفوتنا ما احتفظت به الرواية من دقيق الوصف ما عاشه الصحب الكرام رضي الله عنهم من كل انواع المتع من الايمان والصحبة والحفاوة بصحبتهم لرسول الله صلى الله الله عليه وسلم وهم ينقلون ما شهدوه ورأوه وعاشوه وسمعوه كل صغير وكبير من شأنه صلى الله عليه وسلم هذه المعجزات التي سيشرع المصنف في بيانها باب مهم على اهل الاسلام العناية به وان يكون لهم حظ في علمهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكون لهم حظ من العلم بهذا الباب فانه ايمان والوقوف على معجزاته ايضا من المنطلقات والرواسخ العظيمة التي يجب ان تستقر في قلوب اهل الاسلام. صحيح اننا اما شهدنا شقاق القمر ولا حادثة الاسراء ولا نبع الماء من بين اصابعه ولا تكفير الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم ما شهدناها ولا حضرناها لكننا والله الذي لا اله الا هو نؤمن بها تمام الايمان بها صدق اليقين حتى لكأننا نراها بام اعيننا. وكأننا نعيشها بملئ حواسنا وما ذاك الا لما ثبتت به تلك الرواية الصحيحة الثابتة المتواترة تارة ودونها تارة لكنها تثبت في مجموعها ان الله عز وجل قد ايد المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم بالوان من المعجزات والكرامات كانت سببا في انفتاح احل القلوب المغلقة واسلام القلوب الكافرة فانقادت واذعنت واسلمت. ونأتي نحن اليوم بعد بعد العديد من القرون وتتابعها فنشهد ونوقن ونؤمن بتلك المعجزات التي صحت بها الرواية وتناقضتها الامة جيلا بعد جيل. فهذا الباب الرابع اذا في ذكر المعجزات التي ايد الله بها نبينا صلى الله عليه واله وسلم. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو المجلس الخامس والسبعون من مجالس تدارس كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام وباسانيدكم المتصلة الى القاضي العلامة ابي الفضل عياض ابن موسى رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال في الباب الرابع فيما اظهره الله تعالى على يديه من المعجزات وشرفه به من الخصائص والكرامات. قال المؤلف رحمه الله تعالى حسب المتأمل ان يحقق ان كتابنا هذا لم نجمعه لمنكر نبوة نبينا صلى الله الله عليه وسلم ولا لطاعن في معجزاته فنحتاج الى نصب البراهين عليها وتحصين حوزتها حتى لا يتوصل المطاعن اليها ونذكر شروط المعجز والتحدي وحده. وتحدي حده والتحدي وحده والتحدي وحده وفساد قول من ابطل نسخ الشرائع ورده بل الفناه لاهل ملته الملبين لدعوته المصدقين لنبوته. ليكون تأكيدا في محبة له ومن مات لاعمالهم وليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. صدر المصنف رحمه الله هذا بالجمل التي سمعتم قبل قليل وهو يريد ان يقول ان اي حديث عن معجزات الانبياء جملة ومعجزات نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة ياتي على مساقين في الكلام. مساق يذكر فيه شأن المعجزات امام المنكرين والمكذبين والكافرين. فيكون سياق المعجزات بهذا المعنى لاجل اثبات صدق النبوة والرسالة واثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم وانه مبعوث رب العالمين. وانه موحى اليه من فوق سبع سماوات. هذا يحتاج اليه من لا يؤمن به عليه الصلاة والسلام. ومن لا يزال في شك من امره. ومن لا يزال مترددا في شأنه صلى الله عليه وسلم قال المصنف هذا الكتاب ما وضع لهذا المساق ولم يكن مؤلفا لهذا الصنف من البشر. انما الفه للمساق الاخر وهو اسعه للاسلام. اهل الاسلام المؤمنين به عليه الصلاة والسلام. انا وانت وسائر اهل الاسلام. هل نحتاج يا كرام وقد امنا به وشهدنا بصدق رسالته السؤال هو هل نحتاج الى ذكر المعجزات والوقوف عليها؟ هل نحتاج الى تقريب الرواية والنظر في تلك المعجزات التي كانت ارغاما لقريش ومن معها ودحضا لتكذيبهم ومحاولة لرد شبهاتهم لقد كانوا كفارا وقد كانوا يشككون وبايات الله يجحدون. فكانت المعجزات فتحا لقلوبهم المغلقة. وكانت كسرا للاقفال التي اوصدت بها الصدور المظلمة. فهل يحتاج اهل الاسلام وقد امنوا وصدقوا واستجابوا واطاعوا واحبوه عليه الصلاة والسلام هل احتاج انا وانت وسائر بني الاسلام؟ الى ان نعرف المعجزات وان ندرسها ونتعلمها؟ الجواب نعم والف نعم لاسباب كثيرة اولها كما قلت انها من العلم المتعلق بالميراث النبوي الذي يتحتم على اهل الاسلام ام تعلمه وتعليمه؟ ولامر اخر انها وان لم تكن لاثبات الصدق عند المكذب والمنكر والكافر فانها تزيد المؤمن ايمانا ولا شك وهي تثبت دعائم الايمان في قلوب اهل الاسلام. كيف بمسلم ضعيف الايمان؟ ربما عصفت به بعض الشبهات. واثرت في نفسه بعض الاغاليق فتلقفتها اذنه التي ما حصل بها من قبل علما فان من شأنها ان تزعزع القلوب الضعيفة والمهترئة فيأتي هذا الباب ترسيخا للايمان في قلوب اهل الاسلام. وترسيخا لدعائمه وتثبيتا لاطواده في قلوب المسلم ولامر ثالث يا كرام ما زالت المعجزات التي هي مدد من الله والتي هي باب عظيم يؤيد الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام ما زالت تكشف لك صفحة من عظمة هؤلاء البشر الكرام عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. كيف هذا؟ الا ينبيك هذه المعجزة العظيمة ان بشرا عظيما عند الله قد اصطفاه الله واجتباه واعلى منزلته فخصه بمعجزات عظيمة بقدر عظمة قدره عنده عليه الصلاة والسلام. بلى وهذا مقصود المصنف في هذا السياق. معجزة كالاسراء والمعراج يبلغ بها الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم اعلى المقامات. ويتجاوز السبع سماوات ويبلغ سدرة المنتهى. وفيها من الاحداث في في الكرامة والحفاوة ما تكشف لك عن عظيم قدره عند ربه. اما انها توقفك على عظيم قدر ينبغي ان وفر في القلوب المسلمة له صلى الله عليه وسلم. ومن شأن ذلك ان يزيد الحب حبا. وان يزيد الايمان ايمانا وان يزيد الطاعة صدقا وطاعة واستنانا. هذا باب يا كرام مهم لاهل الاسلام العلم بمعجزات الانبياء العلم بتلك الكرامات التي خص الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام فكما قال المصنف بل الفناه لاهل ملته الملبين لدعوته المصدقين لنبوته ليكون تأكيدا في محبتهم له ومن مات لاعمالهم يعني تزيدون ماء في اعمالهم من طاعة وحب واستنان واقتداء ووفاء له عليه الصلاة والسلام وليزدادوا ايمانا مع ايمانهم قال رحمه الله تعالى ونيتنا ان نثبت في هذا الباب امهات معجزاته ومشاهير اياته لتدل على عظم قدره عند ربه. واتينا منها بالمحقق والصحيح الاسناد. واكثره مما بلغ القطع مع اوكاد واضفنا اليها بعض ما وقع في مشاهير كتب الائمة رحمهم الله تعالى. اذا بين رحمه الله مقصوده في هذا الباب وانه ذكر المعجزات وقد ثبت في الصحيحين. قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي من الانبياء او ما من الانبياء نبي الا اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر قل ما من نبي الا ويعطيه الله من الايات ما يؤمن على مثله البشر. لعظمة الاية ولكونها باهرة ومعجزة لا يمكن ان تدرك بالحس والامكان البشري. قال عليه الصلاة والسلام وانما اكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. يقصد معجزة القرآن التي سيخصها المصنف رحمه الله بتقديمها من بين المعجزات. ويفصل فيها القول في اجمل تفصيل واوضحه في عظيم قدر معجزة القرآن بين معجزات نبينا في الاسلام صلى الله عليه وسلم وبين ذلك سيسوق رحمه الله توطئة فيها تعريف للنبوة والرسالة والوحي والمعجزة وما مقصودها في بعثة الانبياء والرسل عليهم السلام. قال رحمه الله واذا تأمل المتأمل المنصف ما قدمناه من جميل اثره وحميد سيره وبراعة علمه. ورجاحة عقله وحلمه وجملة كماله وجميل خصاله وشاهد حاله وصواب مقاله لم يمتد في صحة نبوته صدق دعوته. يقول رحمه الله اذا اردت ان احدثك عن معجزات ايد الله بها نبينا صلى الله عليه وسلم لتكون اثباتا لصدق نبوته ورسالته وكونه موحى اليه من الله. ومرسلا الى هذه الامة والبشرية لاخراجها من الظلمات الى النور. اذا اردنا ذكر المعجزات فدونك امرا ليس مما احتاجوا الى اثبات ولا حادثة وقعت في ليلة او زمان او مكان. يقول اذا تأمل المنصف ما قدمنا من جميل اثره صلى الله عليه وسلم وحميد سيره صلى الله عليه وسلم. وبراعة علمه صلى الله عليه وسلم. ورجاحة عقله وحلمه صلى الله عليه وسلم وجملة كماله صلى الله عليه وسلم وجميع خصاله وشاهد حاله وصواب مقاله صلى الله عليه وسلم لم يمتلي في صحة نبوته وصدق دعوته. تعرف ماذا يقصد يقصد يكفي كونه عليه الصلاة والسلام بشرا حيا عاش بين امته ولو لم يؤت معجزة من المعجزات يكفي تهدوا حياته صلى الله عليه وسلم اعظم دلالة على صدقه وعلى كونه نبيا نوحا اليه من الله. كيف يا اخي كل ما مر معك فيما سبق من من خصال واخلاق وعظمة وجلال ما عرفها البشر في بشر من قبله عليه الصلاة والسلام قلنا مرارا ربما تجد عظيما من البشر في الكرم. وثانيا في الشجاعة وثالثا في الحلم والاناة. ورابعا في الجود والعطاء وخامسا في الحنكة والدهاء. وسادسا في القيادة والسياسة وسابعا وثامنا وعاشرا. قد تجد عظيما من البشر وفي باب من ابواب الحياة. اما ان تجتمع العظمة من وجوهها في الحياة. لبشر مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم فما عرف التاريخ وانسانا كمثله بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم. شاهدوا حالي حياته باكملها كانت معجزة كانت اية نعم ولذلك اسلم بعض من اسلم بمجرد ان رآه. فسر لي قول الله جل وعلا في سورة يونس في سياق العتب على من واستنكف وصد واعرض عن الايمان به صلى الله عليه وسلم. والله يقول له ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون ارأيت الحجة منهم من ينظر اليك كان النظر اليه كافيا. لاثبات صدقه عليه الصلاة والسلام فجاء العتب افانت تهدي العم كان هذا في مقام الاعذار يعني يا محمد ان من هؤلاء من لم يدخل الايمان قلبه مع انه نظر اليك. يقول الطبري رحمه الله في في بيان معنى الاية ومنهم من ينظر اليك. قال ومنهم من ينظر اليك يا محمد. ويرى اعلامك وحججك على نبوتك ويقول ابن كثير رحمه الله ومنهم من ينظرون اليك والى ما اعطاك الله من التؤدة والسمت الحسن والخلق العظيم والدلالة الظاهرة على نبوتك. اذا هذا من غير احتياج الى ايات ومعجزات. لا الى قمر ولا اسراء ومعراج ولا الى تكفير طعام ونبع ماء. هذا امر اخر. لكن شاهدوا حاله عليه الصلاة والسلام. ولذلك قال بعض العلماء نفس صورة النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة الباهرة. وهيئته وطلعته الظاهرة وسمته ودله يدل العقلاء على صدقه. ولهذا قال ابن سلام كما سيأتي بعد قليل. فلما رأيت وجهه عرفت انه ليس بوجه كذاب صلى الله عليه وسلم. هذا امر يا كرام ينبغي ان نعلمه ونحن بين يدي ذكر معجزات نبوته الدالة على صدقه صلى الله عليه وسلم. وهذا امر خفي في بواطن النفوذ لا يهابه الا رب الارض وخالق البشر. ربنا عز وجل عندما يمنح الله عبدا من العباد قبولا وتكون القلوب ملتئمة مؤتلفة حياله. وتجد من الانس والارتياح الى النظر اليه وقبول قوله. والصدق ثقتي في قوله هذه هبة من الله. فاذا كانت لعبد من الانبياء الكرام عليهم السلام كانت اية عظيمة. ولهذا المصنف رحمه الله الان بعض الشواهد لفئام كان مجرد رؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم او معرفة ببعض اخباره كانت كافية في ايمانهم وتصديقهم برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وقد كفى هذا غير واحد في اسلامه والايمان به صلى الله عليه وسلم. كفى هذا يعني ما ذكره رحمه الله في كماله وخصاله وحميد سيرته وشاهد حاله انه كان كافيا لغير واحد في اسلامه وايمانه برسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله تعالى فروينا عن الترمذي وابن قانع وغيرهما باسانيدهم ان عبد الله بن سلام قال له ان عبد الله ابن سلام ان عبد الله ابن امن قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جئته لانظر اليه. فلما استبنت وجهه وعرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب. نعم هذا النظر اليه صلى الله عليه وسلم. مجرد النظر اليه كان اية على صدقه ما الذي رآه عبدالله بن سلام يقول لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جئته لانظر اليه هكذا يقول جئته لانظر تدري من عبد الله بن سلام عبدالله بن سلام حبر من احبار اليهود وعالم من علماء اهل الكتاب وهو كما وصفته اليهود عالمنا وابن عالمنا وعظيمنا وابن عظيمنا. هكذا يشهدون له قبل اسلامه رضي الله عنه. فجاء وعنده من العلم ما يعرف به صدق المدعي للنبوة من كذبه لكنه قال جئته لانظر اليه. لقد كان يعلم ان الفراسة وحدها ربما كانت كافية. وان النظر الى وجه نبي صادق مبعوث من الله وحده سيكون كافيا. يقول جئته لانظر اليه فلما استبنت وجهه عرفت ان وجهه ليس بوجهي كذاب. صلى الله عليه واله وسلم وساق المصنف رحمه الله هذه الرواية عن عبد الله بن سلام فيما يذكره الان من طريق الامام الترمذي والحديث صحيح اخرجه الترمذي واحمد والحاكم وصححه ايضا ووافقه الذهبي. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى حدثنا به القاضي وابو علي رحمه الله قال حدثنا ابو الحسين الصيرفي قوابو الفضل بن خيرون عن ابي على البغدادي عن ابي علي السنجي السنجي عن ابن محجوب عن الترمذي رحمه الله. قال حدثنا محمد بن بشار ان قال حدثنا عبدالوهاب الثقفي ومحمد بن جعفر وابن ابي عدي ويحيى ابن سعيد عن عوف ابن ابي جميلة عن زرارة ابن اوفى عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه الحديث. قال رحمه الله عن ابي رمثة التيمي رضي الله رمثة عن ابي رمثة التيمي رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله الله عليه وسلم ومعي ابن لي. فاريته فلما رأيته قلت هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم. هذا شاهد اخر لان كان الاول عبد الله بن سلام رضي الله عنه وهو الامام الحب المشهود له بالجنة كما شهد له النبي صلى الله عليه وسلم لان كان قد بلغ به رؤيته للنبي عليه الصلاة والسلام وقوع الايمان في قلبه فهذا شاهد اخر. ابو رمثة التيمي مختلف في اسمه واصح الاقوال فيه انه رفاعة تبن يثري بي التيمي. كان طبيبا جراحا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد التقى برسول الله صلى الله الله عليه وسلم وبصحبته ابنه فجاء اليه فحكى فيما وقع بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللقاء والحوار هذه الجملة قال اتيته ومعي ابن لي فاريته. يعني ما كان يعرفه فاراه بعظ الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا هو ذا. قال فلما رأيته قلت هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم هذا وهو ما سمع منه قرآنا ولا شهد معجزة فيما يرى الناس من المعجزات تكون سببا للايمان ودافعا. كان النظر اليه صلى الله عليه سلم ورؤية وجهه النظر اية على صدقه في نبوته صلوات ربي وسلامه عليه. قال رحمه الله تعالى الا وروى مسلم وغيره ان ضمادا لما وفد عليه صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله وعليه وسلم ان الحمد لله نحمده ونستعينه. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل لا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رسوله قال له اعد علي كلماتك هؤلاء فلقد بلغن قاموس البحر هات هات يدك ابايعك. هذا الحديث وقد اخرجه مسلم في صحيحه يصلح ان يكون شاهدا ثالثا لرجل ثالث كان اسلامه وايمانه برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتجاوز لقاءه الاول به عليه الصلاة والسلام. هذا ضماد ابن ثعلبة الازدي قدم مكة. وكان احد الرقاة يرقي المرضى من جني والمس والسحر قدم ضماد ضماد ابن ثعلبة الازدي. قدم مكة وكان يرقي من هذه الريح التي تسمى في مس الجن ونحوه و اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض عليه الرقية من اجل انه بلغه من سفهاء قريش ان محمدا مجنون صلى الله عليه وسلم فقدم بحسن نية والحديث في رواية مسلم وسياقها كما يلي قدم ضماد بن ثعلبة الازدياد وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء مكة يقولون ان محمدا مجنون صلى الله عليه وسلم فقال لو اني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يديه قال فاتاه فقال يا محمد اني ارقي من هذه الريح وان الله يشفي على يدي من شاء فهل لك يعني هل لك ان اجرب معك الرقية لعل الله يشفيك مما تزعمه قريش فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان قال هذه الكلمات جوابا له. قال ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فقال له ضماد اعد علي كلماتك هؤلاء فاستوقفته الجمل والعبارات فاعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فقال ضماد في كل مرة اعد علي كلماتك هؤلاء فلما اتم المرات الثلاث قال ظماد لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن قاموس البحر يعني وسط البحر ان هذه العبارات والجمل والكلمات اهتز لها الكون وارتج لها الافق وقد بلغت وسط البحر وقيل معناه لجة البحر وقعره الاقصى في قوتها وعظيم اثرها. فما زاد على ان قال هات يدك ابايعك فشهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا موقف ثالث يؤكد لك انه من كان ينظر اليه او من كان انا يستمع اليه كان ذلك حجة قائمة عليه في ايمانه برسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاضي رحمه الله وقال جامع بن شداد كان رجل منا يقال له طارق. فاخبر انه فاخبر انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال هل معكم شيء تبيعونه؟ قلناه هذا البعير قال بكم؟ قلنا بكذا وكذا واسقا من تمر. فاخذ بخطامه وسار الى المدينة فقلنا بعنا من رجل لا ندري من هو ومعنى ضعينة. فقالت انا ضامنة لثمن البعير رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر لا يخيس بكم. فاصبحنا فجاء رجل بتمر فقال انا رسول الله صلى الله عليه وسلم انا رسول الله قال انا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال انا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكم يأمركم ان تأكلوا من هذا التمر وتكتالوا حتى تستوفوا ففعلنا. نعم هذه ايضا رواية رابعة. لموقف حصل فيه التصديق به صلى الله عليه وسلم بمجرد النظر الى وجهه الكريم عليه الصلاة والسلام. والحديث في رواية طارق طارق المحاربي كما ذكر هنا وهو طارق بن شهاب. من الصحابة الذين ادركوا النبي عليه الصلاة والسلام ويروي قصته وحديثه جامع ابن شداد المحاربي الامام الحجة احد علماء الكوفة. يقول كان رجل منا يعني من قبيلته بني محارب رجل يقال له طارق فاخبر عن موقف حصل فيه رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لما قدموا المدينة. الحديث اخرجه الدار قطني والبيهقي صححه ابن حبان وفيه ضعف لكن الحافظ ابن كثير قال له شواهد ترفعه الى درجة الحسن. وفي الحديث قصة لطيفة. يقول طارق المحاربي رضي الله عنه قلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز وهو على دابته وقدم عرقوبها وهو يقول يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا ورجل خلفه يرميه بالحجارة وهو يقول هذا الكذاب فلا تسمعوا منه من يقصد يقصد عمه ابا لهب. قال فسئل عنه فقيل ان هذا المقدم فمحمد. واما هذا الذي خلفه فابو لهب امه يرميه ويمشي خلفه يكذبه بين الاقوام. هذا كان شأن رسولكم صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة يسعى في تبليغ الدعوة ويأتي على مجامع الحجيج قبل الموسم وبعده يعرض رسالة الاسلام. ويعرض دعوة الدين يكذبه فكان هذا المشهد الاول الذي رأى فيه طارق المحاربي رسول الله صلى الله عليه وسلم. احتفظ بالمشهد في ذاكرته فكان موقفا عابرا لكنه كان ملحوظا لديه. قال رضي الله عنه ثم قدمنا بعد ذلك فنزلنا قرب المدينة فتجمع علينا رجل فقال هل معكم من شيء تبيعون؟ او سألهم قبل من اين اقبلتم؟ قلنا من الربذة او من حولها فقال هل معكم شيء تبيعون؟ قلنا نعم هذا البعير فقلنا بكم؟ قال بكذا وكذا وسقا من تمر فاتفقوا على السعر وانهم يبيعون البعير على مقدار معين من اوسق التمر. قال فاخذ بخطامه ودخل المدينة من الذي اخذ البعير رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يعرفونه. قال فاخذ بخطامه فدخل المدينة. فقلنا اي شيء صنعنا؟ بعنا بعيرا من رجل لا ندري من هو واخذه واخذه من غير ثمن فاخذه وانصرف. فكأنهم تعجبوا لحماقة بدرت منهم في بيع وشراء مع رجل مجهول هذا المشهد كانت تحظره امرأة جالسة. قال ومعنا ظعينة في جانب الخباء. امرأة تجلس معهم كانت تصحبهم في ثقة قومهم قال ومعنا ضعينة في جانب الخباء فقالت انا ضامنة لثمن البعير قالت انا اضمن ثمن البعير ان كنتم تخشون عدم السداد. قالت انا ظامنة لثمن البعير. لقد رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر والله لا يخيس بكم ما تعرفه لكن كان رؤية وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم كافيا لمرأة مثل هذه ان توقن انه رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام. قالت رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر لا يخيس بكم. قال فاصبحنا في اليوم التالي فجاءوا رجل بتمر وقال انا رسول رسول الله اليكم وانه يأمركم ان تأكلوا من هذا التمر حتى تشبعوا. وان تكتالوا حتى تستوفوا. يعني خذوا ما تريدون وحتى تقنعوا وتكونوا راضين بما حصل بيننا من بيع وشراء؟ قال ففعلنا ثم دخلنا المدينة فرأيت رسول صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول يا ايها الناس اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعود الى اخر الحديث وفيه هذا الشاهد من المرأة التي رأت نبي الله صلى الله عليه وسلم فكان رؤيتها لوجهه الشريف اية على صدق من غير حاجة الى معجزة واية عظيمة اخرى صلى الله عليه وسلم. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى وفي خبر الجلندا ملك عمان لما بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه الى الاسلام قال الجولندا والله لقد دلني على هذا النبي الامي انه لا يأمر بخير الا كان اول اخذ به ولا ينهى عن شر الا كان اول تارك له. وانه يغلب فلا يغلب وانه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يضجر ويفي بالعهد وينجز الموعود واشهد انه نبي صلى الله عليه وسلم وبارك عليه. هذا شاهد خامس وهو خبر الجولاندا ملك عون وفيه وقد ساق الحافظ ابن حجر خبر اسلامه في كتاب الاصابة بسند صحيح الى الزهري رحمه الله كملك عمان بعث اليه النبي عليه الصلاة والسلام سفراء الدعوة ودعاة الاسلام فشرح الله صدره للاسلام فاسلم كان من العظماء والملوك والرؤساء الذين اجابوا دعوة النبي عليه الصلاة والسلام. قال الحافظ المصنف هنا لما بلغه اي الجولاندا ملك عمان لما بلغه ان النبي عليه الصلاة والسلام يدعوه الى الاسلام قال والله لقد دلني على هذا الامي انه لا يأمر بخير الا كان اول اخذ به ولا ينهى عن شر الا كان اول تارك له. هذه يا كرام رسالة للمعلمين والاباء والدعاة والناصحين وكل من يرجو قبولا لقوله في المجتمع ان رمت ان يسمع قولك وان تستجاب نصيحتك وان يقبل توجيهك ووعظك ونصحك فدونك ما يمكن ان تفتح به القلوب ليست البراعة في الخطب ولا فصاحة الالفاظ ولا استرسال الشعر ولا انشاده. المؤثر الاعظم في قلوب البشر سلوك المتحدث والواعظ والناصح ايها الاباء ايها الدعاة ايها العلماء ايها الائمة والخطباء يا كل من يبحث عن كلمة تجد موقعها في قلوب السامعين. هذا الجولاندا يقول لقد دلني على هذا النبي الامي. يعني دلني على صدقه انه لا يأمر بخير الا كان اول اخذ به ولا ينهى عن شيء الا كان اول تارك له ثم ذكر من الصفات الاخر وانه يغلب فلا يبطر ويغلب افلا يضجر يعني ان انتصر كان متواضعا عليه الصلاة والسلام. وان غلب وهزم كان لا يزال يحمل الفأل الظن فلا يضجر ولا يزال يعمل في سياق دعوته والجهاد في سبيلها. ثم قال ويفي بالعهد وينجز الموعود واشهد انه نبي صلى الله عليه واله وسلم. قال المؤلف رحمه الله وقال اني افتويت في قوله تعالى يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. هذا مثل ضربه الله تعالى آل نبيه عليه السلام يقول يكاد منظره يدل على نبوته وان لم يتلو قرآنا ما قال ابن رواحة رضي الله عنه لو لم تكن فيه ايات مبينة لكان من ينبيك بالخبر. هذا عبد الله بن رواحة شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول في جزء من مدحه للمصطفى عليه الصلاة والسلام. هذا البيت الذي تناقلته العلماء لو لم تكن فيه ايات مبينة لكان منظره ينبيك بالخبث لكان منظره عليه الصلاة والسلام ينبيك بصدقه ولو لم تكن معه ايات مبينة ومعجزات باهرات حجج ودلائل وايات بينات. كان النظر اليه صلى الله عليه وسلم كافيا. ومن اللطائف لاهل العلم في تفسير اية النور يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. قول الامام النحوي نفطويه رحمه الله هذا مثل ضربه الله الا لنبيه صلى الله عليه وسلم يقول يكاد منظره يدل على نبوته يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار في مثل النور الذي ذكره الله في سورة النور. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها فيضيء ولو لم تمسسه نار. الزيت لا يضيء في الفتيل الا باشتعال النار فيه فاذا اشتعل النار في الزيت او قد واضاء لكنه من شدة من شدة صفائه ونقائه يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار. يقول نفطوي هذا مثل ضرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يكاد منظره يدل على نبوته وان لم يتلو قرآنا. ان لم يسمع السامع منه اية من القرآن فيها الاعجاز والفصاحة والبلاغة فحسبك النظر اليه والامر كما قال ابن رواحة رضي الله عنه لو لم تكن فيه ايات مبينة لكان منظره ينبيك بالخبر صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله تعالى وقد ان نأخذ في ذكر النبوة والوحي والرسالة وبعده في معجزة القرآن وما فيه من رهان ودلالة. قال رحمه الله فصل في النبوة والرسالة والوحي. قال اعلم ان الله جل اسمه قادر على خلق المعرفة في قلوب عباده. والعلم بذاته واسمائه وصفاته وجميع تكليفاته ابتداء دون واسطة لو شاء. كما حكي عن سنته في بعض الانبياء وذكره بعض اهل التفسير في قوله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحي. نعم. بين يدي ذكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قدم المصنف رحمه الله الامام القاضي عياض قدم اسطرا في غاية التحرير والنفاسة العلمية فيها ذكر الوحي ومعناه. والنبوة والرسالة ومعناهما والتفريق بين النبي والرسول وما جاء في هذا السياق من كلام العلماء مما قدمه الامام القاضي عياض في هذا المقام فهي مسائل علمية محررة قبل الشروع في ذكر المعجزات. قال في اولها ان الله جلت قدرته على ان يجعل العلم به سبحانه في نفس عبد من عباده من غير واسطة وابتداء كما يقذف ذلك في قلوب من شاء الله من الانبياء والرسل فيقع في قلب احدهم ونفسه علمه بربه جل وعلا. وقد ذكر هذا في تفسير الاية وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا. يعني شيء يقذف في قلبه ويشعر به في فؤاده فيكون هذا من العلم الذي اوحاه الله تعالى اليه نعم قال رحمه الله تعالى وجائز ان يوصل اليهم جميع ذلك بواسطة تبلغه كلامه تبلغه هم كلامه تبلغهم كلامه وتكون تلك الواسطة اما من غير البشر كالملائكة مع الانبياء او من جنسهم كم الانبياء مع الامم ولا مانع لهذا من دليل العقل ولا مانع لهذا من دليل نعم هذان طريقان يجد بهما قلب العبد علمه بربه. الطريق الاول بلا واسطة وان يؤتى العبد علمه بربه عز وجل وحيا. وهذا من خصوصيات الانبياء عليهم السلام. ان يقذف في قلب احد وحي من الله يعرف به علما عن الله. واما الطريق الاخر لسائر البشر فهو طريق الواسطة الذي يحصل به العلم عن الله بواسطة. والواسطة نوعان. اما ملك ينقل العلم عن الله الى الرسل والانبياء وهذه احد سبل الوحي. وهي ايضا من خصائص الانبياء ان يحصل لهم بوحي ملك من الملائكة الكرام عليهم السلام. والطريق الاخرى هي تبليغ الانبياء للامم الذي حصل لي ولك ولسائر البشر في الامم علمنا بربنا ما علمناه الا عن طريق الانبياء والرسل فهذا علم حصل بواسطة رسل الله وانبيائه الكرام عليهم السلام نعم قال رحمه الله واذا جاز هذا ولم يستحل وجاءت الرسل بما دل على صدقهم من معجزات وجب تصديقهم في جميع ما اتوا به. لان المعجز مع التحدي من النبي صلى الله عليه قائم مقام قول الله صدق عبدي فاطيعوه واتبعوه. وشاهد على صدقه فيما قوله وهذا كاف والتطويل فيه خارج عن الغرض فمن اراد تتبع تتبعه وجده مستوفا في مصنفات ائمتنا رحمهم الله تعالى. نعم. اتيان المعجزة على يد نبي من الانبياء هو بمثابة ان يقول الله لعباده هذا عبدي صادق فاطيعوه. ما معنى ان ينشق القمر لرسول الله عليه الصلاة والسلام هي رسالة لكل الامة ان هذا رسول الله صدقا وهو نبي حقا فاتبعوه واطيعوه وصدقوه فهذا معنى المعجزات تأييد من الله ودلالة على صدق من اصطفاه الله عز وجل. قال رحمه الله وهو ايضا شاهد على صدقه فيما يقوله. فاكتفى بهذه الجملة والتطوير في تقريرها يخرج بمقصود المصنف عن الكتاب فاحاله لمن تكلم باستيفاء في امر المعجزات وشأنها ودلائلها التي تحمل معنى تصديق الرسل والانبياء عليهم السلام. قال رحمه الله فالنبوة في لغة من همز مأخوذة من النبأ وهو الخبر. وقد لا تهمز على ولقد لا تهمز على هذا التأويل تسهيلا. نعم النبوة والنبي مأخوذة في اللغة من احد معنيين وبها قرأت قراءتان صحيحتان في القرآن النبيء والنبوءة. فعلى لغة الهمز اسم النبوءة النبي والانبياء مأخوذة من النبأ. والنبأ بمعنى الخبر. فالنبي النبي فعيل على وزن فعيل. يعني بشر وانسان اوتي خبرا. هو نبي يعني مخبر من الذي خبره؟ ربه عز وجل. وهو ايضا مخبر عن الله. فهو على وزن فعيل. اما بمعنى مفعول انه اتاه الخبر من الله فهو نبي بمعنى مخبر او بمعنى فاعل فهو مخبر يعني قولوا هذا الخبر والعلم بالوحي من الله الى سائر خلق الله ليدلهم على طريق الله وجنته وطاعته ورضوانه. هذا انا الاول ان تكون ان يكون معنى النبوءة من النبأ. والمعنى الاخر لغة ان يكون النبي من النبوة وهي الرفعة فالانبياء اصحاب رفعة وشرف رفيع في اممهم. فيسمى النبي نبيا بانه عالي القدر رفيع المنزلة على سائر البشر عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. قال رحمه الله النبوءة في لغة من همز فالنبوة في لغة من همز مأخوذا من النبأ وهو الخبر. وقد لا تهمز على هذا التأويل تسهيلا. والمعنى ان الله تعالى على غيبه واعلمه انه نبيه. فيكون نبي منبأ فعيل بمعنى مفعول. او مخبر نعم او يكون مخبرا عما بعثه الله تعالى به ومنبأ بما الله عليه فعيل بمعنى فاعل. ويكون عند من لم يهمزه من النبوة وهو ما ارتفع من الارض ومعناه ان له رتبة شريفة ومكانة نبيهة عند مولاه منيفة. فالوصفان في حق مؤتلفتان عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم. الوصفان يعني سواء اخذ اسم النبي من وهو الخبر فهو مخدر ومخبر. واما ان يكون من النبوة وهو كما قال من الرفعة وعلو القدر فهو ايضا وصف محقق له صلى الله عليه وسلم بحكم رتبته الشريفة ومكانته المنيفة عند ربه عز وجل وعند امته صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله واما الرسول فهو المرسل. ولم يأت فعول بمعنى مفعل مفعل ولم يأت فعول بمعنى مفعول في اللغة الا نادرا. جاء الى اللفظة الاخرى وهي لفظة قول رسول على وزني فعول في اللغة وهي من الرسالة. رسول بمعنى مرسل. قال وقليل في اللغة ان يأتي وزن بمعنى مفع وهذا منها فهو رسول بمعنى مرسل يعني من الله بالوحي والبلاغ والدين والحلال والحرام حرام فهو رسول بمعنى مرسل. نعم. قال رحمه الله وارساله امر الله تعالى له بالابلاغ الى من ارسله اليه واشتقاقه من التتابع ومنه قولهم جاء الناس ارسالا اذا بعضهم بعضا فكأنه الزم تكرير التبليغ او الزمت الامة اتباعه. واختلفت العلماء رحمه الله رحمهم الله هل النبي والرسول بمعنى او بمعنىين؟ فقيل هما سواء واصله من الانباء وهو الاعلام. واستدلوا بقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك رسول ولا نبي وقد اثبت لهما معا الارسال قال ولا يكون النبي الا رسولا ولا رسول الا نبيا. هذا احد قولي العلماء في التفريق بين النبي والرسول. عموما بين والرسل هل كل رسول نبي وكل نبي رسول؟ ها هنا قولان لاهل العلم. ذكر المصنف اولا اول قولين وان النبي بمعنى الرسول. وبالتالي فهما مترادفان. واستدل لهذا القول باية وما ارسلنا من قبلك فمن رسول ولا نبي. فاشتركا في الارسال ما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. فالرسول مرسل والنبي ايضا مرسل فقال فاشتركا في الارسال وبالتالي فهما مترادفان. هذا احد القولين نعم. قال رحمه الله وقيل هما مفترق مفترقان من وجه اذ قد اجتمعا في النبوة التي هي الاطلاع على الغيب والاعلام بخواص النبوة او الرفعة لمعرفة ذلك لمعرفة ذلك وحوز درجتها وافترقا في زيادة الرسالة للرسول وهو الامر بالانذار والاعلام كما قلنا. ثاني قولي العلم ان النبوة تختلف عن الرسالة. وبالتالي فليس كل نبي رسولا. يقول يشتركان في امر ان كلاهما يأتيه الوحي من الله. كلاهما منبأ من الله يطلع على الغيب من قبل الله. لكن الرسول يختص عن النبي بالارسال فيبعث ويرسل الى الاقوام ينذرهم ويبشرهم وذلك في سياق التفريق بينهما ويستدلون بالاية ذاتها التي تقدمت وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. قال ففرق بين الاسمين ولو كانا شيئا واحدا ما كرر في الاية ذاتها. لكن لما قال من رسول ولا نبي وعطف احدهما على الاخر فان العطف يقتضي المغايرة عند العلماء. فدل على ان النبي يختلف عن الرسول والا ما عطف والا كان تكرارا. نعم قال رحمه الله وحجتهم من الآية نفسها التفريق بين الإسمين ولو كان شيئا واحدا لما حسن في الكلام البليغ. قالوا والمعنى وما ارسلنا من رسول الى امة او نبي ليس بمرسل لا احد وقد ذهب بعضهم الى ان الرسول قال رحمه الله تعالى وقد ذهب بعضهم الى ان من جاء بشرع مبتدأ ولم يأت به نبي غير رسول وان امر بالابلاغ والانذار. والصحيح والذي عليه الجماء الغفير ان كل لرسول النبي وليس كل نبي رسولا. واول الرسل ادم واخر واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم. نعم. ثم ذكر رحمه الله القول الثاني من قولي اهل العلم وهو التفريق بين النبي والرسول وعليه استدلوا باية وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي بان العطف يقتضي المغايرة. فاذا افترق وجب بيان وجه تفريق ما الفرق بين النبي والرسول؟ ثم ها هنا اقوال ذكر منها ان النبي الذي لم يؤمر بالبلاغ ان الرسول من امر بالبلاغ. وذكر القول الثاني ان الرسول من جاء بشرع مبتدأ يعني شرع جديد مخالف لمن سبقه من الانبياء. ومن لم يأت به نبي غير رسول. اذا ما جاء بشرع جديد. وهذا اقرب الاقوال. وانبياء بني كثيرون بهذا العدد. فكان يأتي النبي وبعده الانبياء تأكيدا لنبوته ببعثته ورسالته التي جاء بها فاذا اختلفت الرسالة كان رسولا اوحي اليه بشرع جديد قال والصحيح الذي عليه الجماء غفير ان كل رسول نبي. وليس كل نبي رسولا. فايهما اعم واكثر الانبياء اكثر لان كل رسول سيكون نبيا وليس كل نبي يكون رسولا. فعدد الانبياء اكثر والرسل المعنى اقل واولهم ادم عليه السلام واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم. قال وفي حديث ابي ذر رضي الله عنه ان الانبياء مائة الف واربعة وعشرون الف نبي. وذكر ان الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر اولهم ادم عليه السلام. الحديث الذي ذكر عن ابي ذر فيه ضعف اخرجه البيهقي في السنن واخرجه الذهبي وغيره وفيه ضعف. وفيه ان ابا ذر قال قلت يا رسول الله كمن نبيون؟ قال مئة الف نبي واربعة وعشرون الف نبي. قلت كم المرسلون منهم؟ قال ثلاث مئة وثلاثة عشر. لكن الرواية في العدد لا تصح بالرواية التي ذكرها المصنف عن ابي ذر رضي الله عنه. قال رحمه الله فقد بان لك من النبوة والرسالة وليستا عند المحققين ذاتا للنبي ولا وصف ذات. خلافا للكرامية في تطويل لهم وتهويل ليس عليه تعويل. نعم يقول بان لك بهذا التفريق معنى النبوة والرسالة. وفي الحقيقة عند اهل العلم ليست النبوة والرسالة ذات للنبي ولا وصفا ذاتيا. ليس ذات النبي البشري ليست هي النبوة. هو بشر لكن النبوة كرامة من الله وتكليف ورسالة عظيمة وليست وصفا ذاتيا بل هي امر يكتبه الله لمن شاء اصطفاء واختيارا خلافا لما يقرره الكرامية في عقيدتهم يخالفون بها السلف واهل السنة وقد كانت ردود العلماء في بيان بطلان بعض عقائد الكرامية وهذا منها كما قال المصنف في تطوير لهم وتهويل ليس عليه تعويم. بقي في هذا الفصل تعريف الوحي ومعناه لغة واصطلاحا وذكر معجزات ومعناها نرجئها الى المجلس المقبل بعون الله تعالى. ايها الكرام هذه الليلة الشريفة التي انتصف فيها شهر شعبان ونحن ايضا مستقبلون فيها بدرا يملأ السماء لا يذكرنا بشيء اعظم من جمال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان الصحابة اذا بلغوا الغاية في وصف الجمال يصفونه باجمل من القمر والبدر. حتى قال جابر بن سمرة النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الاضحيان. يعني في منتصف الشهر