بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة الكرام فما يزال مجلسنا هذا بفضل الله متتابعا في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى ليحصوا به رحمة الله عليه ويأتي هذا المجلس في كل ليلة من ليالي الجمعة بفضل الله تعالى ومنته وفي رحاب بيته الحرام ليكون سببا تنعقد به السنة وتخفق معها القلوب بكثرة الصلاة والسلام. على امام الهدى ونبي الرحمة سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في ليلة شريفة عظيمة مباركة تلتمس بركتها من ابواب احدها كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة مدارستنا لحقوقه العظيمة صلوات ربي وسلامه عليه. يأتي في سياق ترسيخ الايمان وتوثيق عرى العقيدة وتوطيد معنى الايمان به صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وهذا باب عظيم يا كرام يجب على اهل الاسلام العناية به ومدارسته والقيام بحقه. حقوق النبي صلى الله عليه وسلم احد دعائم الايمان ومرتكزات عقائد المسلمين. لمعرفة ما امتلأت به نصوص الكتاب الكريم واحاديثه عليه الصلاة والسلام في بيان حقوقه العظيمة على امته التي يجب عليها الوفاء بها وما زال هذا المجلس في كتاب الشفا للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى ونستأنف بفضل الله تعالى بعد توقف خلال موسم موسم حج العام المنصرم نسأل الله عز وجل القبول والتوفيق والسداد. ثم هذا المجلس يأتي متابعة لما وقف الحديث عنده من قبل وما زلنا في فصول الباب الرابع من القسم الاول من الكتاب ولعلكم تذكرون ان الباب الرابع خصه الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى لذكر المعجزات والكرامات التي الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. وهذه المعجزات والكرامات جعلها المصنف رحمه الله ضمن في القسم الاول في الكتاب التي يظهر فيها بيان عظيم قدر نبينا عليه الصلاة والسلام عند ربه لان المعجزة تأييد وهي نوع من المؤازرة من الله لانبيائه ورسله. ويتضح من خلال دراسة بمعجزات نبينا صلى الله عليه وسلم عظيم مكانتها وقدرها وشأنها. للدلالة على اثر ذلك على عظيم بقدره صلوات الله وسلامه عليه. مر ذكر عدد من المعجزات ابتدأها المصنف رحمه الله بمعجزة القرآن. وافاض فيها حديث ثم انتقل الى المعجزات الحسية الاخر فذكر انشقاق القمر وذكر ما يتعلق ايضا بنبع الماء من بين اصابعه وتفجره بين يديه صلى الله عليه وسلم وتكفيره بمسه وبدعوته ووقف الحديث في هذا الفصل ولربط اللاحق بالسابق فان الفصل الذي ابتدأه في نبع الماء من بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره اية من اعجب الايات والامر كما قال ابو يعلى كما قال والامر كما قال ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله تعالى هذه الاية من اعجب الايات واجلها معجزة وابلغها دلالة شاكلت دلالة موسى عليه السلام في تفجر الماء من الحجر حين ضربه بعصاه قال بل هذا ابلغ في الاعجوبة. لان نبوع الماء من بين اللحم والعظم اعجب من خروجه من الحجر. لان الحجر ادخل من اسناخ الماء مشهور في المعلوم مذكور في المتعارف وما روي قط ولا سمع ولا سمع بماء قط في ماضي الدهور نبع وانفجر من اجساد بني ادم حتى صدر عنه الجم الغفير من الناس والحيوان ايواء وانفجار الماء من الاحجار ليس بمنكر ولا بديع. وتفجره من بين الاصابع معجز بديع. انتهى كلامه رحمه الله ومن اجل ذلك قدم القاضي عياض رحمه الله هذه المعجزة وهي نبع الماء من بين اصابع المصطفى صلى الله عليه وسلم وقدمها على باقي المعجزات واتى بها عقب معجزة انشقاق القمر لان في كل من هذه المعجزتين ما ما يخالف تماما ما جرت عليه سنن الله عز وجل في الكون وما جرى عليه امره سبحانه وتعالى في خلقه. لكنها المعجزات التي يراد بها مخالفة مثل ذلك الامر المعتاد عند بني ادم ونبع الماء من بين اصابعه ذكر فيه المصنف رحمه الله عددا من الاحاديث فيها قصص واخبار تنطق بعظمة هذا الامر الذي اكرم الله به نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم عاقبه بفصل اخر وقفنا في الحديث اثناءه وهو تفجر الماء ليس من بين اصابعه لكن كثرة الماء وانبعاثه بدعائه عليه الصلاة والسلام. او بمسه ان يكون الماء في بئر او يكون في قراب او في ركوة فيكثر الماء ليس تفجرا من بين اصابعه كما حصل في الروايات السابقات لكنه دعا فاجيب عليه الصلاة والسلام او مس الماء او بصق فيه او جعل فيه شيء مما امر به عليه الصلاة والسلام فينبع الماء ويكثر ويزداد بان البابين من من لان الموضوعين من باب واحد وهو نبع الماء وكثرته سواء خرج من بين اصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم او كان بسبب دعائه وبركته صلوات ربي وسلامه عليه. وفي كل حال يبقى هذا معجزة ان وقع بين يديه عليه الصلاة والسلام وشهدها شهدها الصحابة رضي الله عنهم وتأثروا بما رأوا فحفظوا ذلك ونقلوه للاجيال فجئنا اليوم ندرسها ونقرأها كاننا نعيشها. واحاديث ذلك مخرجة في الصحيحين. وفي غيرها من الدواوين التي حفظت سنته عليه الصلاة والسلام وفيها باب عظيم من الايمان. ولعلي اذكر بما مر الحديث به. لو كنت صحابيا عبد الله فادركت احد هذه الوقائع وشهدت بعض هذه الاحداث وكنت مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم الحديبية او كنت معه في المدينة او كنت معه في بعض تلك المواقع التي حصل فيها ما روى الصحابة رضي الله عنهم بانفجار الماء من بين طابعه ورأوه يتدفق خارجا من بين يديه عليه الصلاة والسلام. ماذا عساك كنت تفعل؟ واي شيء كان سيقع في قلبك وما عظمة اثر هذا على ايمانك ومشاعرك واحاسيسك وتصديقك به عليه الصلاة والسلام ما كان يمكن ان لو كنت حاضرا ورأيته بعينيك هو ما يجب ان يقع في قلبك الان. وانت تسمع الرواية وتقرأها وهي صحيحة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فيما روى صحابته الكرام رضي الله عنهم اجمعين. ليتصل الحديث ايها الكرام سنبتدأ الفصل الذي وقفنا في اثنائه في تفجر الماء ببركته صلى الله عليه وسلم وانبعاثه بمسه ودعوته صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة فلاح والصلاة والسلام على نبينا محمد ذي الشمائل الباطنة والظاهرة والفضائل الباهرة الزاهرة وعلى آله واصحابه التابعين لهم باحسان الى يوم القرار. غفر الله لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اما بعد فهذا هو مجلسنا الخامس والثمانون من المجالس العامرة في هذه البقعة الطاهرة باسانيدكم المتصلة الى كتاب الشفاء للقاضي عياض رحمه الله تعالى قال فصل في تفجير بالماء ببركته صلى الله عليه وسلم وانبعاثه بمسه ودعوته. قال رحمه الله ومما هذا من معجزاته تفجير الماء ببركته. وانبعاثه بمسه ودعوته فيما روى مالك في الموطأ معاذ بن جبل رضي الله عنه رضي الله عنه في قصة غزوة تبوك وانهم وردوا العين وهي تبض بشيء من ماء مثل الشراك فغرقوا من العين بايديهم حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله صلى الله عليه فيه وجهه ويديه واعاده فيها فجرت بماء كثير فاستقى الناس. قال في حديث ابن اسحاق فان طرق من الماء ما له حس كحس الصواعق. اي فانفجر وانبعث من الماء ما له حس كحس الصواعق. يعني الماء يتدفق ويخرج له صوت بغزارته وكثرته كأنما هو صوت الصواعق التي تصحب المطر في اليوم الغائم الذي ينهمر فيه المطر بغزارة. نعم ثم قال صلى الله عليه وسلم يوشك يا معاذ ان طالت بك حياة ان ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا قاله عليه الصلاة والسلام في غزوة تبوك وهذا من دلائل نبوته فقد غدت تلك البقعة من شمال الجزيرة اليوم خضراء. ومزارع وفيها من الاشجار المياه ما نبأ به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يوشك يا معاذ ان طالت بك حياة ان ترى ما ها هنا قد ملك جينانا وهذا فيه على اثر نبع الماء من بين اصابعه وكثرته وتفجره من بين يديه صلى الله عليه وسلم لما غسل وجهه ويديه في الماء القليل الذي اجتمع فانبعث الماء وتفجر حتى كفى القوم الذين كانوا معه صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وفي حديث البراء وسلمة بن الاكوع رضي الله عنهما وحديثه اتم في قصة الحديبية وهم اربع مئة وبئرها لا تروي خمسين شاة. فنزحاها فلم نترك فيها قطرة. فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباهة على جباهة يعني على طرف البئر وحافتها. نعم. قال البراء رضي الله عنه واتي بدلو منها فبصق فدعا وقال سلمة رضي الله عنه فاما دعا واما بصق فيها فجاست. فاروى فجاشت تجاشت فارووا انفسهم وركابهم وفي غير هذه الروايتين في هذه القصة من طريق ابن شهاب في الحديبية فاخرجه سهما من كنانته فوضع في قعر قليب ليس فيهما. فروي الناس حتى ضربوا بعطن. نعم هذا الحديث في صلح الحديبية في الحديبية والاول في تبوك وفي كليهما ما سمعت عبد الله من انبعاث رماء وكثرته ايواء الناس على كثرتهم. فقد كانوا يوم الحديبية اربع عشرة مئة. يعني الفا واربعتان فاستقوا ولما كانوا عند الماء لم يكن بها كما قال وبئرها لا تروي خمسين شاة فبئر ما تروي خمسين شاة كيف توضأ وشرب واستقى منها الف واربع مئة انسان لكن الامر لم يكن شيئا مغيبا. رأى الصحابة ذلك لما قال فنزحناها فلم نترك فيها قطرا واوتي النبي عليه الصلاة والسلام بدلو فبصق فيها. او قال فدعا ثم جاشت يعني فاضت البئر فارتووا هم ركابهم رظي الله عنهم اجمعين قال رحمه الله تعالى وعن ابي قتادة رضي الله عنه وذكر ان الناس شكوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش في بعض اسفاره فدعا بالميضة ميضات فجعل الميضات بالميضئة فجعلها في ضمنه الميظأة هو الاناء الصغير من الجلد الذي يوظع فيه ماء الوضوء فهو قدر يسير من الماء يحمل من اجل ان يعين صاحبه اذا ما ذهب لقضاء حاجته ثم الوضوء. فيحمل هذا الاناء الصغير لصغر حجمه وقلة ما يحمل من ماء. فدعا بالميظأة فجعلها في ضبنه. اخذ هذه وجعلها في حضنه فاحتضنها ثم مشى بها. نعم. ثم التقم فمها فالله اعلم نفث فيها او لا فشرب الناس حتى رووا بدأوا كل اناء معهم فخيل الي فخيل الي انها كما اخذها مني وكانوا اثنين وسبعين رجلا وهذه قصة ثالثة واخرجها مسلم بنحو هذه الرواية التي سمعتم. يقول ابو قتادة وكنا في بعض الاسفار فدعا بالميظاءة عليه الصلاة والسلام اخذ هذه القربة الصغيرة او الاناء الصغير الذي لا يكفي الا وضوء رجل. قال فالتقم فمها يعني وضع عا فم القربة في فمه قال فالله اعلم نفث فيها ام لا لكنه كان يدعو وكان يسأل ربه صلوات الله وسلامه عليه قال فشرب الناس من هذه الميضئة قال شرب الناس حتى رووا وملأوا كل اناء معهم. فخيل الي انها كما اخذها مني بعدما شربوا وارتووا ورووا في انيتهم قالوا وكانوا اثنين وسبعين رجلا. هذه قصة وحادثة ثانية وثالثة طابعة يؤازر بعضها بعضا فيما استقر وثبت عندهم رضي الله عنهم من هذه المعجزة الكريمة العظيمة لنبينا صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وروى مثله عمران ابن حصين رضي الله عنه وذكر الطبري حديث ابي قتادة عليه رضي الله عنه على غير ما ذكره اهل الصحيح. وان النبي صلى الله عليه خرج بهم ممددا ممدا ممدا لاهل مؤتدى عندما بلغه قتل الامراء وذكر حديثا طويلا فيه معجزات وايات للنبي صلى الله عليه وسلم. وفيه اعلامهم انهم يفقدون الماء في غد وذكر حديث الميضئة قال والقوم الزهاء ثلاثمائة وفي كتاب مسلم انه قال لابي قتادة رضي الله عنه احفظ علي ميضأتك فانه سيكون له ابى وذكر نحنها سيكون لها نبأ وذكر نحوه. نعم هذه رواية الطبري اوسع واعم مما ثبت عند مسلم في الصحيح وفيها تفاصيل اخر معجزات وايات مر ذكرها في مجلسنا المنصرم في لفظ مسلم عند ابي قتادة احفظ علي لما اخذها قال فانه سيكون لها نبأ يعني سيكون لها شأن وكان ما كان لما احتاج الناس الى الماء فاخذها عليه الصلاة والسلام فنفث فيها او دعا فكانت معجزة من الله واية باستقاء الناس منها وكانوا زهاء في مائة انسان نعم وقفنا عند هذا القدر وسنصل ما بقي في الفصل بما سبق لنكون على دراية فيما يسوق المصنف رحمه الله الروايات الباقية قال رحمه الله تعالى ومن ذلك حديث عمران بن حصين رضي الله عنه حين اصاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عطش في بعض اصفارهم فوجه رجلين من اصحابه واعلمهما انهما يجدان امرأة كان كذا معها بعير عليه مزادتان الحديث فوجداها واتيا بها الى النبي صلى الله عليه وسلم. فجعل في اناء من مزادتيها. وقال فيهما ما شاء الله ان يقول ثم اعاد الماء في المزادتين ثم فتحت عزاليهما. وامر الناس فملأوا اسقية لهم حتى لم يدعوا شيئا الا ملأوه قال عمران رضي الله عنه وتخيل الي انهما لم تزدادا الا ابتلاءا. ثم امر فجمع للمرأة من ازواد حتى ملأ ثوبها وقال اذهبي فانا لم نأخذ من ماءك شيئا ولكن الله قانا الحديث بطوله. نعم. ساق المصنف الان هنا حديث عمران رضي الله عنه مختصرا وحديث عمران مخرج في الصحيحين عند الامامين البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. والحديث قصة عجيبة وما زلت اقول يا والله لو ان احدنا كان شاهدا هذه الواقعة لقشعر بدنه. ولوقر الايمان في قلبه. ولازداد تصديقه بربه عز وجل وايمانه بقدرته وازداد معه ايمانه وحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم. حديث عمران المصنف هنا مختصرا. والرواية بتمامها كما اخرج الشيخان. قال عمران بن حصين رضي الله عنه كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فسرنا ليلة حتى اذا كنا في اخر الليل قبيل الصبح تلك الوقعة ولا وقعة احلى منها عند المسافر. فما ايقظنا الا حر الشمس. اراد ان يقول انهم تعبوا في في مسيرهم ذاك حتى بلغ بهم التعب والنصب ما شاء الله ان يبلغ. ثم لما ركنوا الى الراحة والنوم قال وقعنا تلك الوقعة ولا احلى ولا وقعة احلى عند المسافر منها. ارأيت المسافر المتعب الذ ما عليه ان يستريح وينام وستكون نومة طويلة عميقة. هذا المقصود بقول عمران وقعنا تلك الوقعة ولا وقعة احلى عند اسافر منها. قال فما ايقظنا الا حر الشمس. يعني بعدما طلعت وارتفعت وكان اول من استيقظ بلال ثم فلان ثمان وسماهم ثم عمر بن الخطاب استيقظا قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نام لم نوقظه حتى هو الذي يستيقظ لانا لا ندري ما يحدث له في نومه. يعني ربما كان في وحي ومنامه عليه الصلاة والسلام ليس كمنام سائر البشر فانه كما اخبر صلى الله عليه وسلم قال تنام عيناي ولا ينام قلبي. فكان الصحابة يدركون هذا اضف الى هذا ادبهم رضي الله عنهم واجلالهم واحترامهم لنبي الله صلى الله عليه وسلم. قال لانا لا ندري ما يحدث له في نومه قال فلما استيقظ عمر ورأى ما اصاب الناس وكان رجلا جليدا يعني كان جريئا وصلبا في الحق رضي الله عنه. وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر يرفع صوته حتى استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت عمر رضي الله عنه. فشكى اليه القوم الذي اصابهم يعني من نومهم وفقدانهم لما يحتاجون اليه. فقال لا ظير ارتحلوا فلما ارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بوضوء ثم نودي بالصلاة فصلى بالناس فانفتل من صلاته فاذا رجل معتزل لم يصلي مع القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك يا فلان ان تصلي مع القوم؟ فقال يا رسول الله اصابتني جنابة ولا يعني انا جنب واحتاج الى الاغتسال ولا ماء عندنا قال عليك بالصعيد فانه يكفيك ومنه استنبط الفقهاء جواز التيمم للجنب اذا لم يجد الماء وان التيمم ينفعه في طهارته وصلاته وعبادته كما يحتاج اليه صاحب الوضوء. قال ثم سارى فشكى الناس اليه العطش اشتكى الناس مع قلة الماء الى النبي صلى الله عليه وسلم. قال فنزل فدعا فلانا ودعا علي بن ابي طالب فقال لهما اذهبا فابغي الماء ارسل عليا واخر معه وامرهما ان يبحثا عن الماء وقال لهما هذا الكلام قال انطلقا قالا اذهبا فابغيا الماء طليقا فستلقيان امرأة بين سطيحتين او مزادتين من ماء على بعير لها. قال انطلقوا واخبرهم ما الذي يجدون قال ستجدون امرأة وعندها ماء في سطيحتين او مزادتين. السطيحة او المزاد قربة كبيرة من جلد ويحمل فيها الماء للتزود من المكان البعيد. قال ستجدون امرأة تركب على دابة وهي راكبة على بعير وعلى جانبي البعير مزادتان. قربتان كبيرتان من الجلد مملوءتان ماء قال انطلقا قال اذهبا فابغي الماء فانطلقا فستلقيان امرأة بين سطحيتين او مزادتين من ماء على بعير لها قال فانطلقا فقال لها اين الماء فقالت عهدي امس هذه الساعة تقول يعني اخر ما اعرف من الماء امس في مثل هذا الوقت لكن اليوم لا ادري اين هو. قال لها انطلقي. قالت الى اين فقال لها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت المرأة هذا الذي يقال له الصابئ نبيكم هو هذا الرجل الذي يقول عنه اهل مكة انه صبأ ودعا الناس والصابئون امنوا معه واتبعوه. قالت هذا الذي يقال لها الصابئ فقال لها هو الذي تعنينا فانطلقي. المهم امشي معنا الان فانطلقا بها فجاء بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثاه الحديث فاستنزلوها من بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم باناء فجعل فيه افواه السطيحتين او المزادتين. اتى اناء ثم جاء بالمزادتين فجعل افواههما في الاناء ليفرغ ما في هاتين المزادتين في الاناء قال ثم تمضمض عليه الصلاة والسلام فاعاده في الاناء. ثم اعاده في افواه السطيحتين. اذا اخذ قدرا من الماء من المزادتين في الاناء قدر يسير تمضمض به واعاده في الاناء. ثم افرغ ما في الاناء مرة اخرى في المزادتين يريد عليه الصلاة والسلام ان يكون هذا الماء القليل مما حل فيه ببركة مضمضته صلى الله عليه وسلم ان يعم ما في القربتين او المزادتين. قال ثم اعاده في افواه السطيحتين او المزادتين ثم اوثق افواههما واطلق الغزالي وثق الافواه ثم اطلق المصب الذي منه يؤخذ الماء في اسفل المزاد قال واطلق الغزالي او العزالي قال ونودي في الناس ان اسقوا واستقوا يعني تعالوا من يريد الماء ومن يريد ان يحمل معه من الماء؟ قال فسقى من شاء واستقى من شاء. وكان اخر ذلك ان اعطى الذي اصابته الجنابة. الرجل ذاك الذي انتظر الصلاة ولم يكن عنده ماء. ثم قال عليه الصلاة والسلام اذهب فافرغه عليك. يعني اغتسل بهذا الماء والمرأة اين هي انظر المرأة موجودة قال وهي قائمة تنظر الى ما يفعل بمائها ماؤها في مزادتين والنبي عليه الصلاة والسلام يوزعه على الخليقة. وهي تنظر ماؤها ماذا سيحل به؟ وهم لا كلموها ولا اشتروا ولا باعوا ولا استوهبوها اتوا بها فاخذوا الماء وتصرفوا وهي تنظر. قال وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها ويم الله لقد اوكتها حين اقلع وانه ليخيل الينا انهما اشد منهما امتلاء. يقول بعدما فرغنا وجاء هي تشد الاناء مرة اخرى قال يخيل الينا ان الماء في المزادتين بعد كل الذي حصل واستقاء الناس وشربهم وحملهم منه انه عادت المزادتان اكثر امتلاء مما كان قبله. فقال صلى الله عليه وسلم اجمعوا لها يعني زادا وطعاما قال فجمعوا لها ما بين عجوة وسويقة ودقيقة حتى جمعوا لها طعاما في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوها بين يديها يعني الطعام الذي اخذوه وجمعوه لها وظعوه بين يديها اكراما لها وهبة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم تعلمين؟ والله ما رزقناك من ماءك شيئا. ولكن الله هو سقانا. معك ما اخذنا منه شيء. هذا ماؤك معك. ما نقص ولكن ومن اية ها هو سقانا كم في هذه الجملة يا كرام من عظيم التربية على الايمان بالله رباهم عليه الصلاة والسلام على ان كل ما شهدتم ورأيتم من عجب ومن اية ومن معجزة بينة فهي بقدرة الله ودلالة على عظيم قدرته سبحانه وتعالى وكانت رسالة ايضا للمرأة التي وقفت تنظر وليست على اسلام. ولم تكن امنت وستسمع في اخر القصة ماذا كان لهذا الموقف من اثر عليها قال عليه الصلاة والسلام والله ما رزقناك من ماءك شيئا ما عدونا عليك ولا اخذنا ما لك ولا تعدينا على مائك. والدليل ان الماء هو معك كما هو بل زاد واخذت فوق ذلك الطعام والزاد الذي اكرموها به ثم اعطاهم هذا الدرس في الايمان عليه الصلاة والسلام ولكن الله هو سقاه يا كرام كم نحتاج في حياتنا اذا مرت بنا المواقف وانفرجت علينا الامور بعد الشدائد ورزقنا بعد شدة وفرج الله عنا بعد كربة ان نعترف بفظل الله عز وجل. وان ننسب الامر الى الله ولو ساق الله الينا الفرج والرزق والخير والسعة على ايدي من شاء من خلقه وعباده لتعلم ان الله عز وجل هو الذي ساق لك ذلك الفرج. وهو الذي هيأ لك ذلك الرزق واعانك وتولاك سبحانه من فوق سبع سماوات قال عليه الصلاة والسلام ولكن الله هو سقانا قال فاتت المرأة اهلها وقد احتبست عنهم يعني لما تأخرت بسبب ما وقع في القصة. فقالوا يا فلانة ما حبسك قالت العجب والله لقيني رجلان فذهبا بي الى هذا الذي يقال له الصابئ. ففعل كذا وكذا للذي كان. فوالله ان لاسحر من بين هذه وهذه. يعني هذا اشد البشر سحرا على وجه الارض قالت فوالله انه لاسحر من بين هذه وهذه او انه لرسول الله حقا. ما في احتمال ثالث اما رجل عظيم السحر لا يغلبه احد او ان الذي حصل شيء ليس بمقدور البشر. هذا نبي مرسل من الله صلى الله عليه وسلم قال عمران رضي الله عنه فكان المسلمون يغيرون على من حولها من المشركين يعني اذا ارسل النبي عليه الصلاة والسلام السرايا والبعوث لنشر الاسلام ولاخراج الناس من الظلمات الى النور. قال كان الناس يغيرون كان المسلمون يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرمة التي تليها. ما يأتون الى ناحية قريتها ولا قبيلتها. فقالت يوما لقومها والله ما ارى هؤلاء القوم يدا يعني صحيح تركونا لكن سيأتي الدور علينا يوما. فهل لكم في الاسلام قال فطاوعوها فجاؤوا فدخلوا جميعا في الاسلام هذه بركات نبيكم صلى الله عليه وسلم. في موقف حصل مع امرأة وكان فيه من المعجزة الظاهرة والاية العجيبة التي اراد الله بها تأييد نبيه عليه الصلاة والسلام. فكان موقفا فرج الله به عن الصحابة. وثبتهم على الايمان ورسخهم وزادهم ايمانا وكان ايضا موقفا هدى الله به قوما من الضلالة ونجاهم به الى الاسلام فصلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وعن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل من وضوء فجاء رجل باداوة فيها نطفة فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة اربع عشرة مائة الحديث بطوله. نعم. حديث سلمة رضي الله عنه اخرجه الامام مسلم في صحيحه واختصره المصنف على موضع الشاهد منه. قال هل من وضوء؟ فجاء رجل باداوة. الاداوة ايضا قربة صغيرة من الجلد فيها من الماء قدر حاجة انسان قال فجاء باداوة فيها نطفة يعني فيها قدر قليل جدا من الماء. قال فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة بمعنى ان استعمالنا للماء كنا نصبه صبا كثيرا عظيما واسعا قال وكنا اربع عشرة مئة يعني الف واربع مئة انسان. وتمام الرواية عند مسلم قال سلمة رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فاصابنا جهد حتى هممنا ان ننحر بعض ظهرنا حتى هممنا ان ننحر بعض ظهرنا. يعني بعض الدوابنا التي ركبنا ظهورها. سواء كانت بعيرا او فرسا ونحوها للانتفاع بلحمها من شدة ما اصابه من الجهل. قال فامر نبي الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا مزاويد انا يعني فجمع كل واحد ما عنده في مزادته من تمر وطعام وشعير قليل او كثير. قال فدعا النبي عليه الصلاة والسلام فجمعنا مزاوده فبسطنا له نطعا اتوا بقطعة جلد وجعلوا يجمعون فيها ما بيد كل واحد منهم. في تلك الغزوة قال رضي الله عنه فاجتمع زاد القوم على النطع قال فتطاولت لاحرزه كم هو يقول سلمة فجعلت ارفع رأسي اتطاول لانظر مقدار الذي اجتمع على ذلك القطعة من الجلد مما جمعه الرجال في المزافي ما في مزاودهم وهم كما سمعتم كانوا الفا واربعمائة قال رضي الله عنه فتطاولت لاحرزه كم هو فحرزته كربظة العنز ونحن اربع عشرة مئة. بمقدار ما العنز يعني شبرين او ثلاثة هو مقدار ما اجتمع من الطعام في مزاود الف واربع مئة رجل في صحبته عليه الصلاة والسلام قال فاكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جروبنا. كل واحد اتى بجرام وحمل معه. بعد ما اكلوا وشبعوا قال وحشونا جروبنا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فهل من وضوء هل من ماء نتوضأ؟ الان هذا الطعام وقد اكلوا وشبعوا وجمعوا. قال هل من وضوء؟ قال فجاء رجل باداوة له فيها نطفة فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة. نستعمل الماء استعمالا كثيرا. وهم كم الف واربع مئة قال ندغفقه دغفقة ونحن اربع عشرة مئة قال ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا هل من طهور فقال صلى الله عليه وسلم فرغ الوضوء ما ادركوا الجماعة ففاتتهم البركة. وجاؤوا متأخرين فلم ينالوا شيئا مما بقي من الماء. لكن السؤال ماء اتسع لالف مئة ما يكفي لثمانية اشخاص اخرين يا اخوة هي المعجزة المعجزة الماء ما زال قليلا نطفة كانت في اداوة فلما اراد الله تأييد نبيه عليه الصلاة والسلام بالمعجزة كفت تلك النطفة الفا واربعمئة انسان ولما انتهى وقتها ما كان ذاك الماء ليكفي اثنين ولا ثلاثة فضلا عن ثمانية. قال فرغ الوضوء صلى الله عليه وسلم هذا الحديث يضاف الى ما سبق في الروايات التي كانت يوم حنين. العفو التي كانت يوم الحديبية. والتي كانت يوم تبوك. والتي كانت في القصص التي سمعت وكلها روايات صحيحة حصلت والصحابة رضي الله عنهم يشهدون وينظرون ثم هم يروونها انا وللامة من بعدنا لايماننا بما امنوا به رضي الله عنهم قال رحمه الله تعالى وفي حديث عمر رضي الله عنه في جيش العسرة وذكر ما اصابهم من العطش. حتى ان الرجل لينحر يراه فيعصر فرثه فيشربه. فركب ابو بكر رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فانسكبت فملؤوا ما معهم من انية ولم تجاوزوا العسكر. نعم قال وفي حديث عمر رضي الله عنه في جيش العسرة جيش العسرة هو جيش غزوة تبوك وسمي بجيش العسرة لما اصاب الناس مع النبي عليه الصلاة والسلام من عسرة في قلة النفقة وصعوبة التجهز في ذلك الجيش وعسر ما لحقهم من تعب ونصب لامور كان منها قلة الزاد والفقر وحر الصيف الشديد وامور اخرى اجتمعت عليهم رضي الله عنهم. قال وذكر ما اصابهم من العطش حتى ان الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ما في بطن البعير من الطعام المختلط وفيه رطوبة ماء فيجمع ما في معدته وامعائه فيعصر ليشرب الماء الذي يخرج من بين الفرث لشدة ما اصاب الناس فكانت القطرة من الماء يبحث عنها بكل سبيل قال فرغب ابو بكر الى النبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء. يعني حتى سقط وامطرت فانسكبت فملأوا ما معهم من انية ولم تجاوز العسكر. الحديث عند البزار ولفظ ابن حبان في في الرواية تمامها كما يلي قيل لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه حدثنا من شأن العسرة فكانت الرواية في هذا المساق سئل امير المؤمنين عمر رضي الله عنه ان يروي لمن سأله طرفا مما اصاب الناس يوم العسرة والمشقة والجهد الذي اصابهم. فنقل هذا المقطع رضي الله عنه وارضاه قال خرجنا الى تبوك في قيظ شديد وكان الحر في شدة الصيف انذاك قال فنزلنا منزلا اصابنا فيه عطش حتى ظننا ان رقابنا ستنقطع حتى ان كان الرجل ليذهب يلتمس نماء فلا يرجع حتى نظن ان رقبته ستنقطع حتى ان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيرا فادعوا لنا انظر كيف استقر في قلوبهم ان لنبينا عليه الصلاة والسلام من الكرامة عند الله ما يكون لهم فيه ملاذ وملجأ بامر الله. قال يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيرا فادعوا لنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام اتحب ذلك؟ قال نعم قبل ان تكمل الرواية. لما قال لابي بكر اتحب ذلك؟ ولما جاء ابو بكر يلتمس الدعاء؟ اكان غائبا عنه صلى الله عليه وسلم ذلك الجهد والتعب والعطش والحر وهو معهم ما كان غائبا فهل كان ينتظر ان يطلب احد منه الدعاء لماذا تأخر ولماذا لم يدعو حتى طلب منه صلى الله عليه وسلم لمغزى عظيم يا اخوة ينبغي ان نلتفت اليه جيدا. صحيح ان الرواية لم تنطق به لكنه من يدرك الامر يعرف كان عليه الصلاة والسلام في شأنه عامة وفي مثل هذه المواقف خاصة يعهدوا الى الناس في تربيتهم على توثيق صلتهم بالله واعتياد احتمال الصعاب والشدائد في هذه الدار على اقصى ما يمكن احتماله لانها دار مصاعب وابتلاء لانها دار كدر واحزان افكلما ضاق بك شيء التمست السعة افكلما نزلت بك ضائقة وشدة ومصيبة ضاق صدرك وظعف ايمانك وذهبت تلتمس سعة والا عدت في ذلك بشيء لا يحسنه المسلم تركهم عليه الصلاة والسلام هذا يا كرام يشبه تماما ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام لخباب ابن الارت يوما بمكة قال لما اتاه وهو متوسد رداءه في ظل الكعبة فقال يا رسول الله الا تستنصروا لنا؟ الا تدعوا لنا؟ وقد كان عليه الصلاة والسلام انذاك بمكة يشهد ما يعانيه الصحابة الاوائل من تعذيب واضطهاد واذى وصل ببعضهم الى القتل وببعضهم الى الفتنة عن دينه كان يرى فلما جاء يستنصره قام فجلس عليه الصلاة والسلام ثم اعطاهم جرعة اخرى من الصبر الذي يتصل تماما بالايمان بالله عز وجل لقد كان في من كان قبلكم يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة فيؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيفلق فرقتين ويؤتى بالرجل فيمشط بامشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه وعصبه فلا يصرفه ذلك عن دينه يحكي لهم هذا ليقول لهم انما ادركتم من البلاء ما بلغ شأن الامم السابقة ثم يقول عليه الصلاة والسلام ويم الله ويم الله لتخرجن الظعينة من صنعاء حتى حضرموت لا تخشى الا الله والذئب على غنمها ولكنكم قوم تستعجلون التربية على الصبر يعني الا تتعجل فرجا يكتبه الله لك عما قريب اما سؤال الفرج فمشروع يا اخوة ودعاء الله باب مفتوح للعبد لن يمنعك منه احد لكن التنبيه على الضجر والسخط من القدر وعلى الجزع الذي يمكن ان يؤثر في ايمان العبد فلما قال ابو بكر يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيرا فادعو لنا. قال اتحب ذلك؟ قال نعم. قال فرفع يديه صلى الله الله عليه وسلم فلم يرجعهما حتى اظلت سحابة فسكبت فملأوا ما معهم قال ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها العسكر. السحابة التي امطرت كانت في حدود عسكري الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لان الله لما ارسلها وامرها ان تسقي الصحب مع النبي عليه الصلاة والسلام كان لذلك الغرض فادت السحابة ما امرت به قال فلم تجاوز العسكر صلوات ربي وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وعن عمرو بن شعيب ان ابا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو رديفه بذي المجاز. عطشت وليس عندي ماء. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وضرب بقدمه الارض فخرج الماء فقال اشرب. نعم الحديث الرواية هذه معضلة اه سقط منها الصحابي والتابعي ويرويها تابعي التابعي مرسلا ولا اسناد لها فلا يصح نسبتها الى النبي عليه الصلاة والسلام. والقصة حكية مع عمه ابي طالب قبل مماته على الكفر فانه كان يصحبه فلما عطش نزل فضرب الارض برجله صلى الله عليه وسلم او بقدمه فخرج الماء فقال له اشرب وفي الرواية الصحيحة السابقة ما يغني عن الضعيف الذي لا يثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله والحديث في هذا الباب كثير ومنه الاجابة بدعاء الاستسقاء وما جانسه. الحديث في هذا الباب كثير وقد سمعت روايات عدة يقول وما لم اذكره فهو ايضا روايات كثيرة. منها حديث عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان ابن الحكم يصدق كل منه مصاحبه. قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فعدل حتى نزل باقصى الحديبية على ثمد قليل الماء. الثمن حفيرة قليلة الماء ليست بئرا هي اقل حفرة فيها قليل من الماء مجتمع قال انما يتبرظه الناس تبرظا يعني الماء لقلته اذا جاء الناس يأخذون منه يأخذون منه قليلا قليلا حتى يكفيهم ولئلا ينفد. قال انما الناس تبرظا فلم يلبث الناس ان نزحوه. يعني انهوا الماء الموجود وما بقي منه شيء فشكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم امرهم ان يجعلوه فيه اين في هذه الحفيرة من الماء قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا وضربوا عنه بعطن. الحديث اخرجه البخاري يقول ما زالوا من الماء الذي قد نفد بعدما نزحوه. قال فاذا هو يجيش لهم وهم يرتوون حتى صدروا يعني حتى غادروا وضربوا بعطن يعني واستقوا حتى كان الماء ساقيا كافيا لهم ولم يبق احد منهم بحاجة الى ماء. قال المصنف في هذا الباب كثير وصدق رحمه الله. قال ومنه الاجابة بدعاء الاستسقاء وما جالسه هذا ايضا ليس ماء تفجر من بين اصابعه عليه الصلاة والسلام. لكنه ماء حل ببركة دعائه. في قصة حديث انس لما قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم الناس يخطب يوم الجمعة وبينما هو كذلك اذا اقبل اعرابي فدخل فقال يا رسول الله هلكت الانفس وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وهو على المنبر فاستسقى قال انس فوالله ما بيننا من وبين سلع من جبل ولا دار. سلع جبل بالمدينة. يقولون مكان منكشف. يقول والله ما في السماء من سحابة ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار يعني ما في شيء يحجب الرؤية والسماء منكشفة. يقول ما في شيء في السماء قال فما هو الا ان اقبلت سحابة فاظلت فامطرت حتى كانت الجمعة التالية فاقبل الرجل فقال يا رسول الله هلكت وانقطعت السبل فادعوا الله يصرفها عنا فقال عليه الصلاة والسلام اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والظراب وبطون الانبياء اودية ومنابت الشجر هذا مثال اخر يستشهد به في هذا السياق في حصول الماء كثرته ببركة دعائه عليه الصلاة والسلام قال المصنف رحمه الله والحديث في هذا الباب كثير وصدق رحمه الله الحديث في هذا الباب كثير. ومرده الى امر عظيم اراده الله العظيم بقدرته لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم كانت مواطن فيها معجزات فيها تفريج كربة وازاحة غمة وابعاد شدة حلت بالصحابة في صحبته عليه الصلاة والسلام لكن المواقف ايضا حملت دلالة عظيمة هي التي جعلت الصحابة ينقلون هذا النقل ويرون تلك الروايات فيها ايمان بنبي الله عليه الصلاة والسلام. يا قوم والله انه لينبغي لنا ان يستقر في قلوبنا ما وقر في قلوبهم بعد تلك المشاهد وشهدوا تلك الوقائع ايمان جم وعقيدة وعظمة تصديق واجلال وحب وتوقير لرسول الله صلوات وسلامه عليه ليس موقفا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا خمسة. وانت سمعت من الروايات ذلك العدد واضعافه. فحق علينا ان يكون لنا من وراء هذا الدرس والعلم الذي نتدارسه ايمان عظيم ينصرف به احدنا. اليس الصحابة بعد تلك الوقائع قد ازداد ايمانهم بنبي الله عليه الصلاة والسلام فحق لنا كذلك نحن ايضا يا كرام ان يزداد ايماننا وان يزداد حبنا واحترامنا وتوقيرنا لنبي الله صلى الله عليه وسلم. لاننا شهدنا بهذه المجالس لاننا شهدنا بهذه المجالس في رواية ما روي وتعلم ما نقل ما شهدها الصحابة رضي الله عنهم. فينبغي لنا ان يحصل لنا ولاحدنا ما حصل لاحدهم رظي الله عنهم. الروايات على اختلافها. منها ما رواه انس ومعاذ وعمر وعمران. والمسور ابن رمم وما رواه غيرهم في رواية عديدة اجتمعت على تفرقها اجتمعت في امر واحد ان لنبينا عليه الصلاة والسلام من عظمة القدر وعظمة ما ايده الله به من المعجزات ما جعلهم يزدادون له حبا وايمانا وتصديقا واتباعا له صلى الله عليه وسلم هو ذاته الدرس الذي نريد وننشد الوصول اليه. وان يستقر في قلوبنا من عظمة الايمان به وحبه وطاعته واتباعه اجلاله واحترامه عليه الصلاة والسلام ما يليق بقدره العظيم عند ربه الكريم صلى الله عليه واله وسلم. هذه الروايات في فصول المعجزات تسوقنا نحو هذا المساق الكريم. هو من صميم الايمان يا امة الاسلام. نحتاج اليه لانفسنا اليه تربية اولادنا وتعليم طلابنا ونشره في مجتمعاتنا المسلمة ان يقال لهم ان ايمانا عظيما برسول الا صلى الله عليه وسلم هو من صميم المعتقد الذي تمتلئ به كتب السيرة. ورواية الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حفظتها الاجيال بعد الاجيال فنقلتها صحيحة ثابتة ليقع عندنا قدر من اليقين لا يشك فيه احد ولا يتزعزع لا يقولن احد هذه معجزات خارقة. والرواية ما بلغت التواتر ولا استطيع ان اجزم بيقين ليقع في قلبي امر ينكره الحس كيف لاداوة صغيرة لا تتجاوز حاجة الانسان تكفي السبعين والثمانين رجلا تكفي الفا واربع مئة انسان كيف لماء قد نزح فنضب ونفذ ما فيه من الماء ان يعود متفجرا مرة اخرى؟ كيف ليد انسان بين لحم وعظم وعصب ودم يخرج منه ماء صاف عذب زلال تراه الناس يستقون يشربون يتوضأون يحملون معهم في ركابهم واوعيتهم عندما يبلغ الامر بالانسان مبلغ ضعف في ايمانه وتصديقه يحتاج الى العودة من جديد تروية الايمان بمثل تلك المجالس هذه روايات ما نقلها الصحابة الا لعظيم ما بلغهم في تلك المواقف من الاثر فاحبوا رضي الله عنهم ان يحصل انا من الاثر ما حصل لهم رضوان الله عليهم اجمعين. نقلوا بامانة ووفاء وحفظوا الرواية ونقلوها للاجيال. يسأل عمر حدثنا عما اصاب الناس في جيش العسرة كان يكفي ان يقول لهم حصل لنا وتعبنا ثم نصرنا وعدنا. لكنه حرص على ان ينقل موقفا كان لهم فيه مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ما زادهم ايمانا. والله لسنا باعظم ايمانا من الصحابة ولا اقوى صلة بربنا منهم رضي الله عنهم. ومع ذلك سيقت لهم تلك المعجزات التي شهدوه وبام اعينهم فزادتهم ايمانا. فنحن ووالله احوج الى ترسيخ الايمان عند اهل الايمان فينا. وتثبيت ركائزه في القلوب وتدعيم عقائده الراسخة في النفوس لاننا بحاجة ايماننا اضعف والله. وشأننا من الله ابعد والله المستعان. والزمان فيه فتنة اشد من زمانهم رضي الله عنهم وما زالت الشبهات والشهوات تعصف بنا من كل جانب. فما احوجنا والله الى ان نعتكف ونثني الارجل عند لهذه المواطن في السيرة النبوية لان فيها ارتواء من ايمان نحن بامس الحاجة اليه في زماننا المعاصر بامس الحاجة اليه في نفوسنا في تثبيت الايمان لا تقل انا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لست باقوى ايمانا من عمر ولا من انس ولا معاذ ولا جابر لكنهم لما نقلوا تلك الروايات تأثروا اي ما تأثر وقد اهتزت ابدانهم وانتفض الايمان بين جوانحهم نحن انا وانت وامتنا اليوم احوج من جيل الصحابة الى ترسيخ الايمان بهذه المعاني العظيمة. اراد المصنف بسياق المعجزات في هذا الباب الرابع بفصوله المتعددة ان نعيش بالرواية التي نقرأ ونسمع ما عاشه الصحابة بحسهم برؤية بقشعريرة ابدانهم بنزول مدامعهم في بعض المواقف فانصرف احدهم من الموقف ذاك وقد ازداد ايمانا وقد ثبت وترسخت اقدامهم رغم انهم في الايمان اشد واعظم. وفي التصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا اتم كمل وفي حبهم وتضحيتهم ونصرتهم كانوا ايضا على اعلى الدرجات واسمى المقامات لكننا بشر والايمان يخلق في جوف احدنا كما يخلق الثوب كما قال عليه الصلاة والسلام. فما احوجنا طلاب علم وعلماء وعامة المسلمين الى ان نتعاهد الايمان الذي في صدورنا. الا فاعلموا انه من تعهد الايمان في قلوبنا هو هذه الابواب من العلم بمسألة ما ايد الله به نبيه عليه الصلاة والسلام. وما رفع به قدره وما اعلى به مقامه. ليزداد المؤمن ايمانا انا ويزيد الذين اهتدوا هدى ولتثبت العقائد في قلوب اهلها على الاسلام والايمان والتسليم واليقين ولنثبت احدنا امام تلك العواصف وتلك الموجات الشاطحة التي باتت تضرب اركانها في كل مجتمع مسلم وفي كل بلد مسلم فيهوي لها بعض ضعاف الايمان وبعض من بعد عهده لسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام او قل حظه ونصيبه من العناية بشأنه العظيم ومقامه الكريم صلى الله عليه وسلم. صدقا والله يا كرام. هذا باب عظيم من ابواب الايمان. ليس مجرد دراسة سيرة ولا حقوق نبوية ولا شمائل محمدية من اجل ان تتعرف على هدي ظاهر وشأن عام لكنه يعود مرة اخرى باحدنا الى تثبيت القدمين على طريق الايمان بالله عز وجل. وما حصل للصحابة في هذه المواقف حملهم على الرواية مرة اخرى ساقول ما قلته مرارا. لما روى الصحابة هذه المواقف المعجزات في نبع الماء وتفجره والسحابة التي اسقتهم والماء الذي نبع في البئر نقلوا مشاهد وروايات ليس فيها حلال ولا حرام ولا جنة ولا نار ولا اركان اسلام ولا ايمان ولا شيء من الفرائض والواجبات ماذا رووها للتابعين ما الذي ارادوا ايصاله من رسالة الى الاجيال من بعدهم؟ والله ان المغزى هو ان يقولوا للامة من ورائهم. هذه المواقف كان لها اثرها العظيم في ايمان احدنا. فخذوا حظكم منهم ولينل احدكم من الثبات والايمان والرجوع الى الله والمقصود ان ندرك ايها الاكارم ان هذا الباب من العلم في السيرة النبوية ليس مجرد تاريخ يروى ولا قصصا يتسلى بحكايتها لكن لها شأنا عظيما يتصل بالايمان. يتصل بالعقائد الراسخة في قلوبنا اهل الاسلام. فنحن بحاجة اليها لا يأتي بها وتدارسها ونشرها وتعليمها للناشئة من حولنا. ثم اعلموا انكم قد اكرمكم الله فاستفتحتم ليلتكم هذه كثرة الصلاة والسلام عليه في مجلس ذكرت معجزاته صلى الله عليه واله وسلم فاملؤوا ليلتكم وعطروا جمعتكم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم صلى عليك الله يا من هديه نور لنا في الحالكات وفي الردى هو عزنا هو مجدنا ورسولنا هو فيض في هو فيض حب في الفؤاد تجدد. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه افضل صلاة ان واكرم تسليم اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم اعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب رب العالمين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا. وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بناصيتنا الى البر والتقوى اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين