بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماوات وملئ الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذه ليلة الجمعة التي تشرق سماؤها في امة الاسلام بكثرة صلاة المحبين وسلامهم على نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم. ولهم في كل ليلة من ليالي الجمعة. وفي ايامها سلوة عظيمة وانس كبير وافئدتهم تنشرح بكثرة صلاتهم وسلامهم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لما وفي كل صلاة وسلام تنبعث بها قلوبهم وتتضوع بها افواههم فانهم يستشعرون ندب لنا صلى الله عليه وسلم حين قال اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة عليه عليه صلاة ربي ما تعالى. نداء الحق يسمو بالبرايا وما صدح المؤذن في خشوع تاقت لسيرته الحنايا صلى الله عليه واله وسلم. وهذا المجلس المنعقد في رحاب بيت الله الحرام ما زال مباركا وانسامه شذية ونحن نقلب صفحات من هذا السفر المبارك من كتاب الشفا تعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى. وما زلنا في فصول الباب من القسم الاول في ذكر معجزاته العظيمة صلى الله عليه وسلم. والايات الجسيمة التي اكرمه الله تعالى بها وحث نبوته ورسالته بتتابع تلك الايات التي ما زالت شاهد صدق على نبوته عليه الصلاة والسلام في الوقت ذاته باعث حب له عليه الصلاة والسلام في قلوب امته شهد الصحابة تلك المعجزات فازدادوا بها ايمانا له عليه الصلاة والسلام. وحبا وتوقيرا واجلالا له عليه الصلاة والسلام وقد علموا ان الله لما اصطفاه واختاره وبعثه وارسله جعل له من الايات ما على مثلها يؤمن بشار ويزدادون حبا وتوقيرا له صلوات الله وسلامه عليه. تقدم بنا في المعجزات معجزة القرآن وانشقاق قمر والاسراء والمعراج ومعجزة نبع الماء من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وتكفيره ايضا ببركته ومسه دعوته في ايات عظيمة شهدت بنبوته صلوات ربي وسلامه عليه. في وقائع متكررة ليست مرة ولا اثنين ولا ثلاثا ولا عشرا تتابعت سفرا وحضرا شهدها الصحابة فاذعنوا واسلموا وامنوا وازدادوا حبا ووفاء وايمانا به عليه الصلاة والسلام. الفصل الليلة هو من جنس تلك المعجزات. في تكفير الطعام ببركته عليه الصلاة والسلام بدعائه بوضع يده بما حصل بين يديه عليه الصلاة والسلام في مواقف ايضا متعددة. لان كان نبع الماء من بين اصابعه وبحضرته وبين يديه او بدعوته صلى الله عليه وسلم. يروي ظمأ العاطشين. وكان في كثير من المواضع في وقت حاجة شديدة لصحابته رضي الله عنهم. سواء كانوا بالمدينة او كانوا في سفر وقد تقطعت منهم الرقاب من العطش. فلان كان نبع الماء في مثل تلك الاونة كان لهفة واغاثة وكانت سقيا وانقاذا لاكباد قد حرقها العطش واظناها تعب فان ها في الوجه الاخر ايضا كانت سقيا عظيمة لتلك الارواح المؤمنة. ازدادوا بها ايمانا. فكان في انبعاث الماء من بين اصابعه ويديه الشريفتين عليه الصلاة والسلام كانت سقيا من وجهين. كانت سقيا حسا ومعنى. اما الحس فما شربوا به وارتووا وما حقق به حاجتهم من الطعام والشراب والوضوء واحتياجهم للماء. واما المعنى فما اوقع في قلوبهم وما وقر في افئدتهم من عظيم الايمان والحب والوفاء والتصديق له صلوات الله وسلامه عليه. ذاك كالماء وحاجة البشر اليه. وهذا الطعام في فصل الليلة وتكثيره بين يديه ايضا صلى الله عليه وسلم. وهو في مواقف فكانت اية في العجب تنطق ايضا بصدق نبوته صلى الله عليه واله وسلم. نعم. الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة والفلاح. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذي الشمائل الباطنة والظاهرة والفضائل الباهرة الزاهرة وعلى اله واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم المعاد. غفر الله لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اما بعد فهذا هو مجلسنا السادس والثمانون من المجالس العامرة في هذه البقعة الطاهرة وباسانيدكم المتصلة صلتي الى الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى قال فصل ومن معجزاته تكثير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا القاضي الشهيد ابو علي رحمه الله وقال حدثنا العذري قال حدثنا الرازي قال حدثنا الجلودي قال حدثنا ابن سفيان قال حدثنا مسلم ابن الحجاج مسلم هذا هو الامام صاحب الصحيح والقاضي عياض يسوق الحديث بسنده اليه والحديث مما اخرجه الامام مسلم في صحيحه رحمه الله قال حدثنا مسلم بن الحجاج قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا الحسن بن اعين قال حدثنا ما عقيل عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه. فاطعمه شطر واسق شعير فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كالا. فاتى النبي صلى الله عليه فاخبره فقال لو لم تكله لاكلتم منه ولقام بكم. يقول القاضي رحمه الله فصل ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تكفير الطعام ببركته ودعائه الطعام في قدر محدد يكون بين يديه. فيكثر ببركة دعائه عليه الصلاة والسلام بين يديه اكثر من ما كان واذا بالطعام القليل يكفي الكثير. واذا بالطعام المحدود جدا يكفي العشرات والمئين. وحصل هذا في اية متعددة يأتي ذكرها تباعا اول احاديث الفصل فيما ساقه المصنف رحمه الله من طريق الامام مسلم والحديث في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه ان رجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه يعني يطلبه طعاما وهل كان عليه الصلاة والسلام مسؤولا عن طعام الناس وشرابهم او هو نبي يتلو عليهم الوحي ويعلمهم الدين. ويدلهم على طريق الجنة لقد مر بكم مرارا يا كرام انه عليه الصلاة والسلام كان لهم ابا والدا فوق كونه نبيا ورسولا يوحى اليه من رب العزة والجلال والاب يقوم مقام كل شيء في حياة اولاده فإذا عطشوا سألوه واذا جاعوا طلبوه واذا احتاجوا شيئا عرضوا عليه وهكذا وكان عليه الصلاة والسلام كما صح الحديث عنه يقول انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم فلما كان كذلك وقام في حياتهم عليه الصلاة والسلام هذا المقام كانوا يقصدونه اذا ما نزلت بهم الامور. يوجدون عنده فزعة السائل واغاثة لملهوف واقل ذلك الدعاء منه عليه الصلاة والسلام ببركة القبول والاجابة الله يقال فاذا جاء الرجل ها هنا في الرواية يستطعمه يطلبه طعاما لفقره وحاجته وشدته وعدم وجود ما به جوعته واهل بيته. قال فاطعمه شطر واسق شعير وصف الشعير هو الستون صاعا. والستون صاعا تسمى وسقى. والصاع اربعة امداد. وهي ما تقارب ثلاث مئة كيلو تقريبا قال اطعمه ستون وسقا شطر شطر وصف والوسق ستون يعني اطعمه بمقدار ثلاثين صاعا اعطاه اياه قال فاخذه الرجل فما زال يأكل منه وضيفه حتى كاله رجع فاخذه واصبح يستعمل الطعام ويستضيف به ضيفه. يقول حتى كاله. يعني وضعه في المكيال يعرف قدره كم هو فاتى النبي عليه الصلاة والسلام فاخبره انه كاله فوجده بقدر كذا فقال لو لم تكله لاكلتم منه ولقام بكم. لو تركته من غير كيل لوجدته كافيا لكم ولحاجتكم يسدكم ما احتجتم اليه ايه فما فما اشكال ان يكيله؟ البركة يا احبة لا توزن بالمحسوسات عندما يبارك الله لك في المال في الطعام في البيت في الزوجة في الولد فلا عبرة عندئذ بالعدد لا يقدر لا يقدر في حساب البركة من الله لا تقدر الامور بحسابها المحسوس العددي واذا التفت الانسان الى الحساب العددي واحتكم اليه وعلق قلبه به ارتفعت البركة ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام طعام الواحد يكفي لاثنين وطعام الاثنين يكفي الاربعة وطعام الاربعة يكفي الثمانية. هذه البركة اذا حلت وبركة الوقت هي كذلك بركة الولد بركة المال. القليل منه يفي بحاجتك وزيادة ويبقى الفائض منه من الله بركة يصيب بها من يشاء من عباده. قال لو لم تكله لقام بكم لاكلتم منه ولقام فالمقصود انه حلت البركة في طعام الرجل الذي جاء يستطعم النبي صلى الله عليه وسلم والاحاديث الاخرى القادمة ايضا افرحوا واوضحوا في هذا الشأن قال رحمه الله تعالى ومن ذلك حديث ابي طلحة رضي الله عنه المشهور واطعامه صلى الله عليه وسلم ثمانين او سبعين رجلا من اقراص من شعير جاء بها انس رضي الله عنه تحت يده او ابطه فامر بها ففتت وقال فيها ما شاء الله ان يقول. نعم حديث انس هذا او حديث ابي طلحة حديث طويل اخرجه الشيخان وهو من اعاجيب الاحاديث التي حفلت بها السنة بين النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام. ولعلكم ان تسمعوا الرواية كاملة وفيها مواطن تثير العجب والايمان والحب للنبي عليه الصلاة والسلام. اخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث انس رضي الله عنه يقول قال ابو طلحة لام سليم وعليكم قبل ان تدخلوا في ثنايا الرواية ان تعرفوا مقام هذا البيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي بيت بيت ابي طلحة وبيت ام سليم وانس اما انس فهو ابن ام سليم قيل اسمه الروميساء او الرميثاء وابو طلحة زوج امه ولما اتى الاسلام المدينة امنت ام سليم في اوائل من امن من بيوت الانصار واما زوجها فابى الاسلام ولما سمع بمقدم النبي عليه الصلاة والسلام فر. وترك المدينة وخرج وترك زوجه ام سليم وابنه انس طفلا صغيرا حتى هلك كافرا وبقيت ام سوري وقدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وانذاك تقدم لخطبتها ابو طلحة. وهو من خيار رجال الاوس والخزرج بالمدينة واعلاهم نسبا واشرفهم قدرا خطبها يريد نكاحها فابت عليه والا تقبل نكاحه الا بمهر فان رضيه قبلت وكان المهر الذي اشترطته ام سليم ان يسلم ابو طلحة فما ارادت منه مهرا الا اسلامه فاسلم وقبلت به زوجا فكان من اعظم بيوت الانصار بالمدينة بركة هذا البيت ولكل واحد من افراد هذا البيت ابوطلحة وامرأته ام سليم وابنها انس لكل واحد منهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة عجيبة ولقد كان هذا البيت اقرب بيوت المدينة الى النبي عليه الصلاة والسلام. بل حتى انك لتعده احد بيوته عليه الصلاة والسلام. فكان يأتي الى ام سليم ويأكل عندها الطعام وربما بات عندها او قال واما انس فخادمه كما تعلمون. وقد اتت به امه منذ ان قدم عليه الصلاة والسلام. وجعلت ابنها انسا بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام خادما فعاش حياته في صحبة النبي عليه الصلاة والسلام. واما ابو طلحة ففيه قال النبي عليه الصلاة والسلام صوت ابي في الجيش خير من الف رجل صوته وجود رجل كابي طلحة صوته اذا نادى في تثبيت القلوب وقوة العزائم خير من الف رجل. المناقب جما وليس هذا مقام حصرها لكنه من المهم ان تدرك ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يحتفي بهذا البيت المبارك ولهم في قلبه مكانة عظيمة. وام سليم هي التي جمعت عرقه عليه الصلاة والسلام في سكة طيب. في قارورة فكانت تتطيب وتطيب بها اهل بيتها وهي التي ايضا كانت تبعث انس لخدمة النبي عليه الصلاة والسلام. وتحثه وتوصيه بتتابع واستمرار على لزوم هذا المقام الشريف بين يديه عليه الصلاة والسلام. ابو طلحة هو الذي ظفر بنصف شعر رأس رسول الله عليه الصلاة والسلام لما حلقه وزع الشعر بين اصحابه اعطى شطر الشعر لابي طلحة ووزع الشطر الاخر بين باقي اصحابه. يقول انس فما زال شعرات باقيات عندنا في دار ابي طلحة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم. وبقيت الشعرات تلك عند انس وكان يحتفظ بها وتنتقل من دار الى دار من بيت الى بيت على كل المقصود ان هذا البيت له مكانة عظيمة. فاسمع في الرواية ما يدلك على هذا البعد العميق بين هذا البيت المبارك وبين قلب المصطفى وفؤاده عليه الصلاة والسلام. يقول انس رضي الله عنه قال ابو طلحة لام سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا اعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء ما الذي سمعه ابو طلحة في صوته عليه الصلاة والسلام؟ فعرف فيه الجوع هذه لغة المشاعر لا تحتاج الى عبارات واذا بلغ الحب في قلب صاحبه مبلغا عظيما فانه تكفيه الاشارة وتعبير الوجه وملامحه. قال شراح الحديث يعني وجد في صوت النبي عليه الصلاة والسلام من الضعف الشديد ما كان سببه الجوع وهذا سينقلك نقلة اخرى بعيدة اي جوع بلغ بالنبي عليه الصلاة والسلام هذا المبلغ الذي ما اظهره ولا اخبر به احدا من لكنه الجوع العظيم الذي اثر حتى عرف في صوته اذا تكلم في النهاية مثل ابي طلحة هو الذي يتحرك بمثل هذا الذي سمعت. انطلق الى زوجته والذي شغل قلبه فخفق به فؤاده يقول سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا اعرف فيه الجوع فهل عندك من يريد ان يطعمه عليه الصلاة والسلام. قالت نعم فاخرجت اقراصا من شعير ثم اخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي. هذا انس يقول يقول اخرجت اقراصا من شعير ثم اخرجت خمارها فلفت الخبز ببعضه. لماذا لفت الخبز بالخمار اخفاء له تريد ان تخبئه قال بعض شراح الحديث تريد ان تحفظه دافئا ساخنا حتى يصل الى النبي عليه الصلاة والسلام فيكون اطيب قال فلفته ببعضه ثم دسته تحت يدي قال وردتني ببعضه يعني بعض الخمار جعلته رداء لانس وبعضه لفت فيه الخبز قال ثم ارسلتني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم وقف انس ولا تكلم لما لم يتكلم وجد الناس جالسين وشعر ان اقراص الشعير لا تكفي فسكت حتى يجد فرصة قال فوقف انس رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارسلك ابو طلحة يعني هل ارسلك ابو طلحة قلت نعم قال الطعام يقول النبي صلى الله عليه وسلم الطعام قال قلت نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا قال فانطلق وانطلقت بين ايديهم حتى جئت ابا طلحة فاخبرته. فقال ابو طلحة يا ام سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم. فقالت الله ورسوله اعلم اليس قد جاء ولم نكلمه ولم نطلب اليه اذا دع الامر الله ورسوله اعلم قال انس رضي الله عنه فانطلق ابو طلحة حتى تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني خرج يستقبله فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو طلحة معه حتى دخل. فقال عليه الصلاة والسلام هل امي ام سليم ما عندك قال فاتت بذلك الخبز فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت يعني قطع وفتت وعصرت ام سليم عكة فادمته العك الاناء الصغير من الجلد يكون فيه السمن او الزيت ونحوه. قال فقطرت عليه شيئا من ذلك الزيت والدهن وخبزت به الخبز او ادمته يعني جعلته اداما فيكون مع الخبز. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء رأى ان يقول يعني دعا وسأل الله ولم يسمع احد ما الذي قاله بالعبارة بالحرف عليه الصلاة والسلام ثم قال يخاطب ابا طلحة اذا لعشرة يعني ادخل عشرة من الرجال. قال فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا. ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال اذن لعشرة كم صاروا الان ثلاثين قال فاذن لهم فاكل القوم كلهم حتى شبعوا. والقوم سبعون او ثمانون رجلا اكلوا من اقراص شعير كان انس يخبئها واصابه الحرج ان يكلم النبي عليه الصلاة والسلام فاذا به ببركة ذلك الدعاء النبوي يطعم سبعين او ثمانين رجلا. هذا موقف حصل قد يكون هذا موقفا عجب منه انس او عجبت منه ام سليم او ابو طلحة لانهم ادرى الناس بمقدار الطعام. والصحابة ما يدرون دعوا الى طعام فقدم بين ايديهم. فاكل واحد واثنان وثلاثة واستمروا حتى اطعم سبعين او ثمانين. العدد كبير. لكنه في الروايات الاخرى شيء اعظم من ذلك دعنا نقرأ في الرواية ايضا هذا الهم العظيم. النبي عليه الصلاة والسلام لما اصابه الجوع ما حدث احدا. لكنه قرأ الجوع في صوته من ضعفه فلما يدعى الى الطعام ما التفت الى نفسه قال لاصحابه قوموا لقد كان يحمل هم امته عليه الصلاة والسلام. حتى في طعامهم وشرابهم. ملنا بمثل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. يحرصوا عليه ويبحث لنا عن طريق الجنة ويدلون على الخير بل ويهتموا لطعامهم وشرابهم وجوع احدهم وحاجته. ذاك الفقير يستطعمه وهنا اصحابه جالسون معه فيناديهم الى الطعام ويستضيفهم وان لم يكن صاحب الطعام قد حرص او قد وجد يكفي هذا العدد لكنه عليه الصلاة والسلام يلتمس البركة من الله ويسعى لسد حاجة اصحابه والروايات الاخرى ايضا شاهدة بهذا المعنى وزيادة. نعم قال رحمه الله تعالى وحديث جابر رضي الله عنه في اطعامه صلى الله عليه وسلم يوم الخندق الف رجل من صاع شعير وعناق. وقال جابر رضي الله عنه فاقسم بالله لاكلوا حتى تركوه وانحرفوا. وان حرمتنا لتغط كما هي وان عجيننا ليخبز. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق في العجين والبرم وبارك. رواه عن جابر سعيد بن ميناء وايمن. نعم. هذا ايضا حديث من اعاجيب السنة فيما اخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما رحمهما الله تعالى. والحديث في غزوة الخندق ومر بك قبل قليل حديث انس وهم جالسون في المسجد وقبله حديث الرجل حديث جابر كما اخرج البخاري بلفظه قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمسا شديدا. ما الخمس ليس الجوع فقط ظمور الجسم من الجوع. يعني ان يصيبه الهزال. ويرى اثر الجوع في البدن. قال رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم لما حفر الخندق رأيت به خمسا شديدا وتعلمون ان الذي اصاب الصحابة يوم الخندق شيء عظيم. اذ بلغهم خرجوا اذ بلغهم خبر خروج قريش في عشرة الاف انسان يريدون المدينة فلو دخلوا لاتوا عليها ولما استشار النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه واشار سلمان بحفر الخندق كان المطلوب ان يبادر الصحابة بحفر خندق يبلغ طوله قرابة اربعة كيلو متر وعرضه يتجاوز خمس مئة امتار. وعمقه يتجاوز طول الرجل الطويل ونصف ذراع او ذراعا فوقه يعني قرابة المترين والنصف فان تحفر خندقا بطول اربعة الاف متر وبعرض خمسة امتار تقريبا وبعمق تجاوز المترين ايضا هذا يحتاج الى الات ومعدات ومدة كافية وهم يراد منهم ان يحفروه في مدة وجيزة. فاذا اضفت الى هذا عنصر الخوف والقلق. وقد كان البرد شديدا والجوع شديدا. فاجتمع على الصحابة انذاك من الاسباب التي يضعف معها البشر شيء كثير. وقد وصف الله هذا الحال الذي اصاب الصحابة يوم الخندق شيء لم يوصف المجتمع النبوي بشيء مثله في السيرة النبوية قط. يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم. اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا. اذ جاءوكم من فوقكم يعني قريش واحزابها ومن اسفل منكم يعني اليهود والمنافقون داخل المدينة اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا. فالموقف كان من اصعب اب المواقف في السيرة وخرج الصحابة كلهم في حفر الخندق وكانوا يتناوبون الادوار والنبي عليه الصلاة والسلام معهم يحفر وقد صابهم انذاك جوع شديد ومخمصة. فكانوا يربطون على بطونهم الحجر من شدة الجوع والحجرين. والنبي عليه الصلاة والسلام معهم ارأيت خوفا وجوعا وبردا ثم عمل شاق عظيم في حفر خندق كبير طويل عريض فاجتمع من الصعاب شيء لا يعلمه الا الله وكان ابتلاء عظيما. كما قال الله هنالك ابتلي المؤمنون. في تلك الاونة يقول جابر حتى تعرف المشهد تمامة. قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمسا شديدا يعني هو الجوع في اقصى صوره واشد حالاته. قال فانكفأت الى امرأتي. فقلت هل عندك شيء اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم به خمس شديد والله يا اخوة ما كانوا يبحثون عن جوع بطونهم كان يؤلمهم ان يروا رسول الله عليه الصلاة والسلام جائعا وكان تحرك احدهم اذا بحث فانما هو لشيء يراه في رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان احب اليهم ان يشبعوه وان يطعموه شيء عظيم. هذا والله لا يوصف بعبارة. ومر بك قبل قليل حديث ابي طلحة وما الذي صنعه؟ وما الذي قال لامرأته؟ وهذا اتواصوا به؟ هل كانوا يتبادلون هذه الادوار؟ ام هو شعور ملء قلوب الصحب الكرام رضي الله عنهم؟ فقال هل عندك في شيء قال فاخرجت الي جرابا فيه صاع من شعير. ولنا بهيمة داجن فذبحتها هذا كل ما يملكون صاع من شعير؟ قال وعندنا بهيمة داجن المقصود بها شاة او عناق وهي انثى الماعز وكانت صغيرة دون الستة اشهر. قال فذبحت وطحنت الشعير ففرغت الى فراغي وقطعتها في برمتها اخذ الشاة الصغيرة وقطعها وقسمها اللحم ووضعها في البرمة يعني في القدر تطبخ. ثم وليت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثناء خروجه الى الخندق لمناداة النبي عليه الصلاة والسلام قالت له زوجته زوجة جابر لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه. كيف يعني لا افضحني يعني الطعام قليل فلا تحرجني. عرفت المقدار فاذا اردت ان تحظر عددا فليكن بالمقدار الذي لا يوقعنا في الحرج والفضيحة. قالت لا تفظحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه. قال جابر فجئته فساررته. يعني اخبرته في اذنه سرا فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا. فتعال انت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم يا اهل الخندق ان جابرا صنع لكم سورا فحي هلا بكم صنع لكم طعاما واذا النداء في اهل الخندق اجمعين. والنبي عليه الصلاة والسلام ادرك ما قال جابر. لكنك تنتظر هذا النبي والله عز وجل قد ايده بالمعجزات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر لا تنزلن برمتكم. البرمة ما هي القدر ما معنى لا تنزلنها يعني ضعوها فوق النار ولا تنزلوها. قال لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى اجيئا فسبق جابر الى البيت قال فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فاخبرتها فقالت بك وبك جعلت تلومه وتسبه وتعاتبه. قالت بك يلحق الذم ومثلك لا اعرف ان تصرف جعلت تعاتبه. فقال قد فعلت الذي قلت. يعني كفى ملامة وعتبا الذي كان متفقا بيننا فعلته. لكن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد صنع فكأن الجملة في روايتها المختصرة يا امرأة امني بالله وبرسوله وليس لنا الا ان ننظر ما يفعله عليه الصلاة والسلام. قال فاخرجت له عجيبه مباركا. فبصق فيه وبارك. المقصود هنا هو تفله عليه الصلاة والسلام او نفثه المصحوب بشيء من ريقه وريقه مبارك عليه الصلاة والسلام الا وبارك فيه يعني دعا ثم عمد الى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معك يخاطب زوجة جابر يعني نحتاج الان الى تكفير الايادي في العمل وواحدة تعجن ما يكفي القوم كثيرون وعندنا عدد كبير قال ادع خابزة قال ادعي خابزة فلتخبز معه. واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها. ما معنى قدحي اغترفي من البرمة واخرجي ولا تنزليها من فوق النار. يقول جابر وهم الف الرجال الذين جاءوا من الخندق قال وهم الف فاقسموا بالله لقد اكلوا حتى تركوه وانحر صرفوا وان انا لا تغطك ما هي وان عجيننا ليخبز كما هو الحديث عند البخاري في صحيحه وعند مسلم في صحيحه رحمهما الله لا تعجب اليس قد بصق فيه النبي عليه الصلاة والسلام؟ اليس قد برك له ودعا بالبركة؟ فوالله لو كانوا اضعاف ذلك لكفاهم هي اية هذه البرمة ما عساها ان تطعم قدر على النار والمطبوخ فيه عناق انثى الماعز شاة صغيرة ما عساها ان تطعم عشرين وثلاثين؟ قال وهم الف يقول جابر فاقسم بالله لقد اكلوا حتى تركوه وانحرفوا يعني انصرفوا راجعين وان برمتنا لتغط كما هي. يعني تفور بالطبخ كما هي ما نقص منها شيء وان عجيننا لا يخبز كما هو. هذا الحديث يضاف في شاهد اخر الى ما حصل من بركة الطعام بين يديه عليه الصلاة والسلام ببركته بدعائه بما شهد الصحابة فرووه رضي الله عنهم. قال رحمه الله تعالى وعن ثابت رضي الله عنه مثله عن رجل من الانصار وامرأته ولم يسمهما. قال وجيء بمثل الكف فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبسطها في الاناء ويقول ما شاء الله. فاكل منه من في البيت والحجرة والدار. وكان ذلك قد امتلأ ممن قدم معه صلى الله عليه وسلم لذلك. وبقي بعدما شبعوا مثلما كان في الاناء. نعم. هذه رواية اخرى لم يسمى فيها الصحابي والحديث ايضا آآ مذكور عند ابن سعد في طبقاته وليس في شيء من دواوين السنة مخرجا باسناد شهدوا فيه ايضا انه لما جاء الرجل الانصاري وامرأته وبين يديهما مثل الكف من الطعام والنبي عليه الصلاة والسلام يبسطه في الاناء ودعا فقال ما شاء الله فاكل من في البيت والحجرة والدار المقصود بالبيت البيت بفنائه ممره وحجره حجرة المقصود بها المكان الذي يأوي اليه صاحب البيت والدار اعم. وكان ذلك قد امتلأ ممن قدم معه صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وحديث ابي ايوب رضي الله عنه انه صنع لرسول الله صلى الله عليه سلم ولابي بكر رضي الله عنه من الطعام زهاء ما يكفيهما. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين من اشراف الانصار فدعاهم فاكلوا حتى تركوا. ثم قال صلى الله عليه وسلم ادع ستين. فكان مثل ثم قال صلى الله عليه وسلم ادع سبعين فاكلوا حتى تركوا وما خرج منهم احد حتى اسلم وبايع. قال ابو وايوب رضي الله عنه فاكل من طعامي مائة وثمانون رجلا. نعم الحديث فيه ضعف اخرجه الطبراني وقال فيه الهيثمي في اسناده من لم اعرفه. وقال الحافظ ابن كثير غريب جدا اسنادا ومتنا. لكن الرواية بتمامها ان ابا ايوب رضي الله عنه وتعلمون ان ابا ايوب الانصاري هو صاحب ضيافة النبي عليه الصلاة والسلام مقدمه المدينة اول ما هاجر هو الذي ظفر بشرف الاستضافة له عليه الصلاة والسلام. يقول صنعت طعاما ولعل الرواية هنا تقصد في تلك الايام الاولى. التي حل فيها النبي عليه الصلاة والسلام ضيفا عندهم. قال صنعت طعاما له ولابي بكر طعاما قدر ما يكفيهما. لانهما ضيفان. قال اتيتهما به فقال عليه الصلاة والسلام اذهب فادع لي ثلاثين من اشراف الانصار قال ابو ايوب فشق ذلك علي ما عندي شيء ازيده. قال فكأني تثاقلت فقال اذهب فادع لي ثلاثين من اشراف الانصار فدعوتهم فجاؤوا اراد اشراف الانصار عليه الصلاة والسلام يستميلوا قلوبهم للاسلام يتألفهم يدعوهم الى هذا الدين الذي به صلى الله عليه وسلم. قال فجاؤوا فقال اطعموا فاكلوا حتى صدروا. ثم شهدوا انه رسول الله ثم بايعوه قبل ان يخرجوا ثم قال اذهب فادع لستين من اشراف الانصار. قال ابو ايوب فوالله لانا بالستين اجود مني بالثلاثين. وكان في الثلاثين لكن لما رأى ما رأى ثم قال له في الثانية ادع ستين قال فانا في الستين اجود مني بالثلاثين امن ورأى انه لو دعا ما شاء الله ان يدعو ونبي الله صلى الله عليه وسلم عنده لن يزيد همه شيئا قال فدعوتهم فقال عليه الصلاة والسلام فاكلوا حتى صدروا. ثم شهدوا انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه قبل ان يخرجوا قال فاذهب فادع لي تسعين من الانصار. قال فلانا اجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين. قال فدعوتهم فاكلوا حتى صدروا ثم شهدوا انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه قبل ان يخرجوا. كم العدد قال ابو ايوب فاكل من طعام ذلك مئة وثمانون رجلا كلهم من الانصار. والحديث وان كان ضعيفا ففي الصحيح غنية عنه فيما فسبقوا فيما سيأتي قال رحمه الله تعالى وعن سمرة بن جندب او جندب رضي الله عنه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فيها لحم. فتعاقبوها من غدوة حتى الليل. يقوم قوم ويقعد اخرون حديث حديث سمرة هذا ايضا اخرجه الترمذي وصححه البيهقي والحاكم في المستدرك ايضا واقره الذهبي. يقول سمرة اتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فيها لحم. وفي رواية بقصعة من فريد. والثريد هو اللحم اذا فت فيه خبز اصبح فريدا. قال فتعاقبوها من غدوة حتى الليل يعني من الصباح الى الليل. ما معنى تعاقبوها يدخل قوم ويخرج اخرون. كما قال يقوم قوم ويقعد اخرون. يعني كلما دخلت جماعة اكلوا خرجوا فدخل غيرهم. وفي رواية قال الى الظهر من غدوة يعني من الصباح الباكر الى الظهر والناس تدخل وتخرج تأكل من هذه القصعة وتنصرف. الرواية في تمامها فقال رجل لسمرة اكانت تمد؟ يعني هذه القصعة هل كانوا يزاد فيها من الطعام؟ ان هو يقول قصعة. والقصعة ايضا يعني لا تكفي اكثر من عشرة الى عشرين رجلا. وهو يقول يقوم قوم ويقعد اخرون يتعاقبونها من الفجر الى الظهر. وفي رواية قال من غدوة حتى الليل. يعني العدد اضعاف هذا بكثير. فكان السؤال متبادر الرجل يسأل سمرة هل كانت تمد؟ هل كانت القصعة يزاد فيها الطعام كلما نقص او او فرغ الطعام؟ زيد فيها حتى تكفي. تدري ماذا قال جابر؟ قال ثمرة عفوا قال سمرة ومن اي شيء تعجب؟ ما كانت تمد الا من ها هنا. واشار بيده الى السماء قل هذا من الله عز وجل فلا داعي اذا ان يأتي انسان فيزيد في البرمة او في القصعة ويضع فيها طعاما مزيدا. القصعة هي القصعة موضوعة بين ايدي القوم. يتعاقبونها يقول قوم ويخرج اخرون. قال اكانت تمد؟ هل كان يزاد فيها؟ قال ومن اي شيء تعجب؟ انما كانت تمد منها هنا. واشار بيده الى السماء رضي الله عنه قال رحمه الله تعالى ومن ذلك حديث عبدالرحمن بن ابي بكر رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه ثلاثين ومئة وذكر في الحديث انه عجن صاع من طعام وصنعت شاة فشوي سواد بطنها ثم قال ويم الله ما من الثلاثين ومائة الا وقد حز له حزة من سواد بطنها. ثم جعل منها قصعتين فاكلنا منها وفظل في وفظل في القصعتين فحملته على البعير. حديث عبد الرحمن ابن ابي بكر رضي الله عنه شاهد خامس او سادس او عاشر وعد ما شئت. وحديثه مخرج في الصحيحين ايضا. عبدالرحمن ابن ابي بكر الصديق رضي الله عنه يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومئة. فقال هل مع احد منكم طعام كانوا معه في سفرة او في غزاة قال هل مع احد منكم طعام؟ قال فاذا مع رجل صاع من طعام الطعام قد يكون برا او شعيرا ونحوه. قال فجاء رجل بصاع من طعام فعجن لكن بماذا سيؤكل؟ هو عجين ولا شيء معه؟ قال ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل. والمقصود بالمشعان طويل جدا فوق الطول المعتاد رجل لقيه في الطريق قال ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنيمة يسوقها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابيع ام عطية ام هبة؟ قال لا بل بيع فاشترى منه شاة وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن ان يشوى. ما سواد بطن الشاة ما سواد بطن الشاة هو الكبد. قال امر بسواد البطن ان يشوى الان هم كم رجل مئة وثلاثون كما يقول عبدالرحمن بن ابي بكر ثلاثين ومئة. قال فامر بسواد البطن ان يشوى. قال عبدالرحمن بن ابي بكر ويم الله ما من الثلاثين ومئة الا وقد حز له عليه الصلاة والسلام منه حزة او جز منه جزة وجعل منها قصعتين بالله عليكم لو كانت كبد بعير وليس شاة كم سيطعم منها من انسان خمسين هذول مئة وثلاثين وكلهم قد اخذ قطعة من كبد الشاة. فقال ثم جعل منها قصعتين يعني طبخ او جعل هذا اللحم مع العجين الذي خبز حتى العجين الذي خبز كان صاعا ولا يكفي الخمسين ولا المئة ولا المئة والثلاثين. قال فجمع هذا فجعل في قصعتين يعني في اناءين يجلس عليه الرجال قال فاكلنا اجمعون. وفضل في القصعتين يعني زاد فيها وبقي فحمل على البعير وانطلقوا به بصحبته صلى الله عليه وسلم هذا ايضا شاهد متكرر لما مر بك من الاحاديث ولا يزال في الفصل روايات كثيرة متتابعة. قال رحمه الله تعالى ومن ذلك حديث عبدالرحمن بن ابي عمرة الانصاري رضي الله عنه وعن ابيه. ومثله لسلمة بن الاكوع رضي الله عنه وابي هريرة رضي الله عنه وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه فذكروا مخمصة اصابت الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعظ مغازيه. المقصود هنا غزوة تبوك. وهنا ساق المصنف رحمه الله الحديث من رواية عدد من الصحابة. رواية ابي عمرة الانصاري ورواية سلمة بن الاكوع ورواية ابي هريرة ورواية عمر رضي الله عنهم اجمعين. وكل تلك الروايات مخرجة في ومن السنة. الرواية التي ساقها المصنف الان هنا في كلام هي من رواية ابي عمرة الانصاري. وقد اخرجها احمد في المسند والنسائي وصححها ابن نحب ان هو الحاكم. واما حديث وسلمة فقد اخرجه البخاري في صحيحه ومسلم. وحديث ابي هريرة ايضا اخرجه مسلم. وحديث عمر اخرجه ابو يعيا. فالروايات وصحيحة تزيد في بعض الفاظها وتنقص اللفظ المواد هنا في في كلام المصنف هي ولاية حديث ابي عمرة الانصاري وهي عند احمد في مسنده نعم قال فذكروا مخمصة اصابت الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه. فدعا بقية الازواج فجعل الرجل فجاء فجاء الرجل بالحثية من الطعام وفوق ذلك واعلاهم الذي اتى بالصاع من التمر فجمعه على نطع قال سلمة رضي الله عنه فحرزته كربظة فحزرته كربة العنز الناس باوعيتهم فما بقي في الجيش وعاء الا ملأوه وبقي منه. نعم. هذا حديث مر بكم في المجلس السابق في غزوة تبوك حصل في تكثير الطعام وتكثير الماء بين يديه عليه الصلاة والسلام. وقد اصاب الناس في تلك الغزوة جوع وعطش شديد. ما يتعلق بالجوع هنا والطعام في الرواية. كما سمعت قال دعا ببقية الازواج. يعني بقية ما عند كل رجل في زاته يريد صلى الله عليه وسلم ان يجمع طعاما يكفي القوم في غزوة تبوك. قال دعا ببقية الازواج. فجعل الرجل يأتي بالحثية من عام الحثية يعني هكذا مقدار ما يحثوه بكفه هو الباقي عنده في مزودته قال فجعل الرجل يأتي بالحفية من الطعام وفوق ذلك. قال واعلاهم الذي اتى بالصاع من التمر. هذا اكثر واحد يمكن ان يأتي بشيء من طعام. بصاع والصاع اربعة امداد. قال فجمع كل ذلك عليه الصلاة والسلام على نطع يعني على قطعة من جلد قال سلمة وفي رواية قال فتطاولت لاحرز كم هو لاحزر كم هو؟ قال فاذا هو كربظة عنز. والمقصود بربظة العنز مقدار ما يقبض به العنز وتجلس اذا جلست فانها لا تتجاوز في مرمضها شبرين او ثلاثة اشبار قال فمقدار ما اجتمع من الطعام بعد هذا الجمع الذي اتى كل بما زاد عنده في مزودته ما تجاوز في مقداره مقدار ما تربط فيه العنز. قال ثم دعا الناس باوعيتهم فما بقي في الجيش وعاء الا ملأوه وبقي منه يعني اكلوا وشربوا ثم دعاهم فحملوا من ذلك الطعام في اوعيتهم وانصرفوا. الحديث هنا في عدة روايات وقد سمعنا رواية ابي عمرة في حديث ابي هريرة قال لما كانت غزوة تبوك اصاب الناس مجاعة. فقالوا يا رسول الله لو اذنت لنا احرنا نواضحنا ما النواضح؟ جمالهم البعير التي يركبها احدهم قالوا لو اذنت لنا فنحرنا نواضحنا واكلنا وادهنا يعني اصابهم من الجوع والحاجة الى الطعام والشراب ما استأذنوا فيه ان ينحروا ابلهم. فقال لهم عليه الصلاة والسلام افعلوا. اذن لهم قال فجاء عمر قال يا رسول الله انهم ان فعلوا قل الظهر يعني سيصبح اكثر القوم مشاة والسفر بعيد ان فعلوا قل الظهر ولكن ادعهم بفضل ازواجهم. ثم ادع لهم عليها بالبركة. فلعل الله ان يجعل في ذلك خيرا قال فدعى النبي صلى الله عليه وسلم ان نضعف بسط ثم دعاهم بفضل ازواجهم فجعل الرجل يجيء بكف الذرة والاخر بكف التمر والاخر بالكسرة حتى اجتمع على النطع شيء من ذلك. ثم دعا عليه بالبركة ثم قال خذوا في اوعيتكم. قال فاخذوا في اوعيتهم حتى ماتوا تركوا في العسكر وعاء الا ملأوه. قال واكلوا حتى شبعوا. وفضلت منه فضلة. فقال عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة صلوات الله وسلامه عليه. الحديث ايضا اخرجه هذه رواية مسلم عن ابي هريرة واخرجه ايضا من حديث آآ ابي عمرة الانصاري ومن حديث سمرة في حديث ابي عمرة لما قال عمر يا رسول الله كيف بنا اذا نحن لقينا العدو غدا جياعا ولكن ان رأيت يا رسول الله ان تدعو الناس ببقايا ازواجهم فتجمعه فتدعو بالبركة وساق الحديث فضحك النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى الناس جمعوا في اوعيتهم واكلوا وشبعوا وانصرفوا وزاد من الطعام المجتمعي شيء فوق ما اخذوا في اوعيتهم ضحك عليه الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه وقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد اني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد مؤمن الا حجبت عنه النار يوم القيامة وانا لنحن اليوم والله نشهد ان لا اله الا الله ونشهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وان لم نشهد غزوة تبوك ولا اجتماع الازواج. ولا ملأ الاوعية من الطعام. وازدياد الفضل منه. وما وقع في قلوب الناس من الايمان الا انه صح ذلك عندنا بالرواية عنه صلى الله عليه وسلم فان والله بذلك مؤمنون وموقنون بذلك ونلقى الله بايمان ويقين انه عليه الصلاة والسلام قد اتاه الله من المعجزات والايات والدلائل الباهرات ما يملأ القلوب ايمانا ما يفرظ فيها حبه العظيم صلى الله عليه وسلم على الافئدة المؤمنة التي امنت به واتبعته وقبلت رسالته واستنت بسنة ورضيت ان تخطو خطى هديه العظيم صلوات ربي وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال امرني النبي صلى الله عليه وسلم ان ادعو له اهل الصفة فتتبع حتى جمعتهم فوضعت فوضعت بين ايدينا صحفة فاكلنا ما شئنا وفرغنا وهي مثلها حين وضعت الا ان ان فيها اثر الاصابع اثر الا ان فيها اثر الاصابع اهل الصفة فقراء المدينة من الصحابة والصفة هي مؤخر مسجده عليه الصلاة والسلام الذي كان يأوي فيه الفقراء من ممن لا دور لهم ولا زوجات ولا مساكن. وبهم من الفقر الشديد والحال والبؤس ما لا يعلمه الا الله فكان يؤويهم مسجده عليه الصلاة والسلام. وكان يتعاهدهم بالصدقات والزكوات ان حضرت وكان يأمر اصحابه بالاحسان والرفق بهم. اهل الصفة ليسوا عددا محددا بعينه. وليسوا رجالا محددين باسمائهم. لكنه مكان يأوي اليه الفقراء فاذا وجد احدهم سعة انتقل واذا تزوج احدهم انتقل واذا وجد دارا او عملا او طعاما او اكتفى انتقل عنه الصفة كانت فربما زاد عدد اصحاب الصفة احيانا ونقص احيانا. بحسب ما يجتمع فيها من الناس والفقراء والغرباء تارة وينقصون تارة. ومن اصحاب الصفة ابو هريرة رضي الله عنه. لانه قدم مهاجرا فاسلم ولزم المدينة وكان يريد القرب منه وعليه الصلاة والسلام فوجد المسجد انسب مكان يصحبه في دخوله وخروجه وذهابه ومجيئه فلزمه عليه الصلاة والسلام في هذه الرواية يحكي ابو هريرة رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له كما اخرج الطبراني اجمع اصحابك من رفاقه من اصحاب الصفة. قال ابو هريرة فجعلت اتتبعهم في المسجد رجلا رجلا اوقظهم فاتينا باب النبي صلى الله عليه وسلم فدخلنا. فوضعت بين ايدينا صحفة صنيع قدر مدين شعير. صحفة يعني طبخ فيها من الشعير قدره الدين والمد ملء الكف فجمع فيها قدر مدين وليس اكثر. قال رضي الله عنه فقال لنا كلوا باسم الله. وقال صلى الله عليه سلم حين وضعت الصحفة والذي نفس محمد بيده ما في ال محمد شيء غير ما ترونه. يعني والله لو عندنا شيء غير هذا يزيد تقدمناه لكم وقدم هذا الذي لا يتجاوز مقدار مدين من الشعير المطبوخ لانه لا يملك غيره عليه الصلاة والسلام لكنه كان يتعاهد اصحابه الفقراء ويشعر بحاجتهم ويحس بمعاناتهم. بل انه ربما امر بعض اصحابه ان ينصرفوا ببعضهم. يضيفونهم ويقومون بخدمتهم والعناية قال فاكلنا حتى شبعنا وبقي منها بقية. يقول ابو هريرة وكنا ما بين السبعين الى الثمانين فقيل لابي هريرة مثل ايش كان حين فرغتم منها؟ يعني لما انتهيتم ما الذي بقي منهم؟ قال مثلها حين وضعت الا ان فيها اثر الاصابع الفرق بين القصعة قبل اكلنا وبعض اكلنا لا فرق الا اثر الاصابع الذي وعد وجد على الطعام والا في كما مر القدر هو القدر ما اختلف لا تعجب عبد الله فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه معجزاته الايات البينات الباهرات التي اكرمه الله عز جل بها فكانت معجزة تأيد بها تبليغه للرسالة والوحي وازداد بها ايمان اصحابه وحق علينا ما مر في المجلس السابق ان يكون في مثل هذا المجلس زيادة ايمان لنا. لا تقل انا امنت به عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا لقد كان ابو هريرة واصحاب الصفة وعمر وابو عبدالرحمن ابن ابي بكر مثلا وابو هريرة وجابر وام سليم وابو طلحة وانس كل اولئك كانوا اعظم منا برسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن كانت هذه المواقف التي يرونها ايات عظيمة تزيد في ايمانهم ايمانا. ونحن والله احوج لان تكون مثل هذه المواقف مما تزيد. ما لنا وحبنا له عليه الصلاة والسلام. وهذه ليلة شريفة قد استفتحناها بكثرة الصلاة والسلام عليه فحري بنا ان تمضي ليلتنا عاطرة مباركة تفوح في شذاها بكثرة الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم تطيب بها الانسام ونأنس بها وتحل البركات وتغشانا صلوات ربنا مضاعفات عشر صلوات بكل صلاة منا عليه صلى الله عليه وسلم. صلى الاباه صلى الاله على الحبيب بفضله. وحباه قدرا في الانام جسيما يا ايها الراجون منه شفاعة صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صل وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى عليه. وصل يا رب وسلم بارك عليه كما امرت ان نصلي ونسلم عليه. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم انا نسألك قلوبا مؤمنة مطمئنة بلقائك. تقنع بعطائك وترضى بقضائك. اللهم زدنا ايمانا وحبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سفرك خاطيك يا ارحم الراحمين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهد ضالنا. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين