بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. حمدا يملأ السماء والارض ما بينهما ثناء وشكرا وحمدا لربنا الكبير المتعال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والانعام ذو الجلال والاكرام احمده سبحانه واشكره واستعينه واستغفره. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ما تعاقبت الايام وتتابعت الدهور. صلاة وسلاما تملأ السماء والارض ايمانا وحبا ووفاء لهذا النبي العظيم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد ايها الاخوة الكرام فهذا المجلس في ليلة الجمعة الذي ما زال فظل الله علينا متتابعا بانعقاده في رحاب بيت بيته الحرام نجتمع مدارسة لحقوق وشمائل وسيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. فنستفتح هذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في مجلس يذكر فيه شأنه العظيم وحقه الكبير صلى الله عليه وسلم فنغدوا مستكثرين من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن في رحاب بيت الله الحرام. ومن افياء كعبته عظمة وهذا المجلس ايضا يجعل احدنا مقبلا في مثل هذه الليلة الشريفة العظيمة يتتبع هدي النبي صلى الله الله عليه وسلم وهو ايضا يمتثل ندبه الكريم صلوات الله وسلامه عليه اذ قال اكثروا من الصلاة علي الجمعة ويوم الجمعة. فما صلاتنا ايها الكرام ولا سلامنا على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. الا صلاة وسلام مسلم مؤمن محب له عليه الصلاة والسلام. قد ملأ الشوق فؤاده ولا يزال يرتوي من الايمان في قلبه لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. صلاة وسلام نستنزل بها صلاة ربنا الرحيم الرحمن. من صلى علي صلاة انه صلى الله عليه بها عشرا صلاة وسلام عليه صلى الله عليه وسلم. نستدفع بها الغم ونستكشف بها الكرب ونحقق بها المطالب في الدنيا والاخرة صلى الله عليه وسلم. صلاة وسلام تنبعث من افئدة المسلمين في هذه الليلة وفي كل الليالي تعبيرا عما وقر في القلوب من حب ووفاء واشتياق صادق لنبي الامة صلوات الله وسلامه عليه على حد قول الاول شوقي الى لقي النبي عظيم لا الحبر يرويه ولا الترنيم كلا ولا غيث الهمام اذا هما. الا الصلاة عليه والتسليم صلى الله عليه واله وسلم ثمان مجلسنا في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله الا قد وقف بنا الحديث في فصول بابه الرابع من القسم الاول في ذكر معجزاته العظام ومقامه الكبير عند ربه العظيم صلى الله عليه وسلم ومضى من ذكر المعجزات طرف افتحنا في ليلة الجمعة الماضية الفصل الذي جعله القاضي عياض رحمه الله لذكر معجزاته بتكفير الطعام ببركته عليه الصلاة والسلام ودعائه للقليل من الطعام الذي بين يديه فيغدوا كثيرا. ويطعم العشرات والمئات وهو في النظر لا يكاد يكفي الا الواحد والاثنين والنفر القليل. هذا الفصل الذي اعقب به المصنف بابا حصل بكثرة الماء وانبعاثه وانفجاره من بين يديه صلى الله عليه وسلم ايات محسوسة شهدها الصحابة فرأوا ماء يتدفقوا وينبع ويتفجر وقليل يفيض فيصبح كثيرا وطعام يمسه الجائع فيشبع ويلتف حوله الجمع الكثير فيصدرون وقد اكلوا وشبعوا وحملوا. هي معجزات حسية تحمل في طياتها المعنى عظيم لمقام نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. فان الله عز وجل ما زال يؤيده وينصره ويظهر الايات العظام يديه ليزداد الذين اهتدوا هدى وليقبل اهل الكفر والعناد فتلين القلوب وتستقبل الهدى وتستجيب لدعوته صلى الله عليه وسلم. ونحن اليوم كما مر في اكثر من مجلس نأتي بعد ذلك باكثر من الف واربعمائة عام ما شهدنا معجزة حضرناها ولا رأينا ماء باعيننا يتدفق ولا طعاما يكثر ويبارك فيه لكن الرواية كالصحيحة عندنا ثبتت واجتماعها بشكل يبلغ القطع قد بلغنا. فلا يبلغ احدنا ذلك الا زاده ايمانا. ولا يجعله الا كاحد لاولئك الصحب الكرام واثر هذه المواقف في حياتهم رضي الله عنهم فانها جعلت احدهم عظيم الحبة ايمان لرسول الله عليه الصلاة والسلام فينبغي ان نكون نحن اليوم كذلك. ما تزيدنا مثل هذه الروايات التي نقرأها والاحداث التي تمر بنا والوقائع التي حفظتها دواوين السنة لا تزيدنا الا ايمانا بنبينا العظيم صلى الله عليه وسلم وتصديقا برسالته وايمانا ببعثته واتباعا لهديه وسنته صلى الله عليه وسلم نستكمل الليلة فصل معجزاته صلى الله عليه وسلم بتكفير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه واله وسلم الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة عادتي والفلاح والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للشمائل الباطنة والظاهرة والفظائل الباهرة الزاهرة وعلى اله واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اما بعد. فهذا هو فهذا هو المجلس السادس والثمانون من المجالس العامرة في هذه البقعة الطاهرة. وباسانيدكم المتصلة الى الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه الشفاء. قال رحمه الله تعالى فصل ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم. تكثير الطعام ببركته ودعائه. قال رحمه الله تعالى وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وكانوا منهم قوم يأكلون الجدعة ويشربون الفرق. فصنع لهم مدا من طعام فاكلوا حتى شبعوا وبقي ما بعد ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا وبقي كأنه رووا حتى وبقي كأنه لم يشرب منه هذا الحديث يذكر في سبب نزول قوله سبحانه وتعالى وانذر عشيرتك الاقربين بل في فيما بعد نزول الاية وامتثال المصطفى صلى الله عليه وسلم لامر ربه وانذر عشيرتك الاقربين الحديث اخرجه احمد في مسنده وصححه بعض المحدثين وجود الهيثمي سنده وقال رجاله رجال الصحيح غير شريك الحديث يقول فيه علي ابن ابي طالب رضي الله عنه جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب. لما قال الله له عشيرتك الاقربين. فاتى اليهم فجمعهم. قال وكانوا اربعين. من هم قوم يأكلون الجذعة ويشربون فرق يشير الى ضخامة اجسادهم وكثرة طعام احدهم وشرابه وان احدهم الوجع التي الجذعة وهي الشاة الصغيرة بين يديه لكان قادرا على اكلها ولو جعل امامه الفرق من الشراب وهو اناء كبير يسع اثني عشر مدا ولا يكاد يطيق شربه الواحد. لكن يشير الى ان هؤلاء الذين اجتمعوا عنده عليه الصلاة والسلام من بني عبد المطلب يدعوهم الى الاسلام كانوا بهذا الحال. احدهم ربما لو وضعت له الشاة لاكلها ولو اوتي بالفرق من الشراب لشربه قال علي رضي الله عنه فصنع لهم ودا من طعام مد واحد لا اكثر وهم اربعون رجلا قال فاكلوا حتى شبعوا. وبقي كما هو. قال ثم دعا بعس. العس القدح الكبير ايضا الذي عوبوا على الشراب فيه الجماعة تلو الجماعة. قال فاتى فاكلوا حتى شبعوا وبقي كما هو ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا وبقي كأنه لم يشرب منه والشاهد هنا في الحديث في رواية علي رضي الله عنه ان هؤلاء الجماعة على كثرتهم وكثرة اكل الواحد منهم قد شبعوا من مد واحد قدمه له النبي صلى الله عليه وسلم. وشربوا ايضا بعس يعني باناء واحد كبير فشبعوا ورووا من الطعام والشراب وفي بعض الروايات قال لهم عليه الصلاة والسلام في تتمتها يا بني عبد المطلب اني بعثت اليكم خاصة والى الناس عامة. وقد رأيتم من هذه الاية ما رأيتم افلا يبايعني احدكم على ان يكون اخي وصاحبي؟ قال فلم يقم اليه احد وفي بعض طرق الحديث زيادة تشير الى منقبة لعلي رضي الله عنه وانه عليه الصلاة والسلام قال له انذاك وكان صبيا انت اخي ووزيري وعضدي وصاحبي لكنها رواية لا تقوم بها الحجة ولا تثبت وضعفها شيخ الاسلام وغيره رحم الله الجميع وفي هذه الرواية من الشاهد ما تقدم في الرواية التي مرت بكم في مجلس الجمعة الماضية ان الطعام القليل تكاثر بين يديه عليه الصلاة والسلام فكانت اية وهذه اية اراها الله لقوم كفرة من اجل ان تقبل قلوبهم على التصديق برسالته صلى الله عليه وسلم والاذعان لنبوته صلوات ربي وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب رضي الله عنها امره ان يدعو له قوما سماهم. وكل من لقيت حتى امتلأ البيت والحجرة اليهم تورا فيه قد قدر مد من تمر جعل حيسا. فوضعه قدامه وغمس ثلاث اصابع وجعل القوم يتغدون ويخرجون وبقي التور نحوا مما كان. وكان القوم احدا او قال اثنين هذا حديث اخرجه الترمذي واصله في الصحيحين اما رواية الترمذي التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى هنا او او عفوا هي رواية ذكرها الحافظ ابن كثير وغيره. وقال فيها غريب من هذا الوجه والرواية بتمامها عن ثابت البوناني رحمه الله قال قلت لانس يا انس اخبرني باعجب شيء رأيته؟ قلت نعم يا ثابت. خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين. فلم يعيب علي شيئا اسأت فيه وان نبي الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش قالت لي امي يا انس من امه ام سليم قال قالت لي امي يا انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبح عروسا ولا ادري اصبح له غداء او لا هؤلاء يحملون همه عليه الصلاة والسلام وقلت في المجلس الماضي هذا اهل بيت حفي عند النبي عليه الصلاة والسلام. قالت ولا ادري اصبح له غداء او لا فهلم تلك العكة يعني اتني بهذه العكة وطلبت قربة من جلد قد جعلت فيه شيئا من سمن ونحوه قال فاتيتها بالعكة وبتمر فجعلت له حيسا اذا عجن التمر بشيء من السم وربما مع بعض الطحين من دخن ونحوه سمي حيسا. قالت فصنعت له حيسا فقالت يا انس اذهب بهذا الى نبي الله صلى الله عليه وسلم وامرأته. اي امرأة زينب عروس اذهب بهذا الحيس الى النبي عليه الصلاة والسلام وامرأته. قال فلما اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتور من حجارة فيه ذلك الحيس. قال دعه ناحية البيت وادع لي ابا بكر وعمر وعليا وعثمان ونفرا من اصحابه ثم ادعوا لي اهل المسجد ومن رأيت في الطريق قال فجعلت اتعجب من قلة الطعام ومن كثرة ما يأمرني ان ادعو الناس وكرهت ان اعصيه حتى امتلأ البيت والحجرة فقال يا انس هل ترى من احد؟ يعني هل بقي احد؟ فقال رضي الله عنه لا يا رسول الله. قال هات ذلك التوراة تور عبارة عن اناء كبير آآ مثل الطبق الذي تجعل فيه الصحون قال هات ذاك التورا قال فجئت بالتور فوضعته قدامه فغمس ثلاث اصابع في التور قال فجعل التمر يربو فجعلوا يتغدون ويخرجون حتى اذا فرغوا اجمعون وبقي في التور نحو ما جئت به قال ضعه قدام زينب فخرجت واسقفت عليهم بابا من جريد. قال ثابت قلنا يا ابا حمزة كم ترك انا الذين اكلوا من ذلك التور قال احسبوا واحدا وسبعين او اثنين وسبعين هذه الرواية التي استغربها الحافظ ابن كثير بهذا الاسناد وبهذه السياق في اللفظ الحديث اصله في الصحيحين عند البخاري ومسلم والفاظه تنبئ عن مثل هذا العجيب من العدد الذي اجتمع كثرة عنده عليه الصلاة والسلام. في صحيح البخاري قال انا رضي الله عنه او لم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب بنت جحش حين بنى يعني حين عقد عليها ودخل بها. قال فاشبع الناس خبزا ولحما لما اشبعهم عليه الصلاة والسلام اتراه كان من كثرة الموائد وما ذبح من البهائم وكثرة ما قدم من الاطباق لا والله انها البركة وهي التي يشار اليها في مثل هذا السياق. وفي رواية اخرى في لفظ عند البخاري قال فاوسع المسلمين خيرا يعني يوسعهم الخير تلك الليلة من كثرة ما اصابوا من طعام وشراب. ليلة عرسه عليه الصلاة والسلام بزينب بنت جحش ام المؤمنين الله عنها. وفي رواية اخرى ايضا عند البخاري. قال انس فارسلت على الطعام داعيا. فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون. قال فدعوت حتى ما اجد احدا ادعو. فقلت يا نبي الله ما اجد احدا ادعوه يعني ما عاد بقي احد وكل من لقيته دعوته فاتى فاستفاض بذلك في عدد من الروايات انه العدد الضخم الكبير. في رواية رابعة عند البخاري ان ام سليم عمدت الى اه سمد والى تمر وسمن واقط فاتخذت حيسا في برمة فارسلت بها مع انس فبين ما في هذه الرواية التي ساقها القاضي عياض رحمه الله انها بمجموع روايات الصحيحين يثبت بها ذلك في قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بام المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها. قال رحمه الله تعالى وفي رواية اخرى في هذه القصة او مثلها ان قوم كانوا زهاء ثلاثمائة وانهم اكلوا حتى شبعوا وقال لارفع فلا ادري حين وضعت كان ام اكثر ام حين رفعت ام حين فلا ام حين رفعت. نعم. هذه رواية اخرى يقول القاضي عياض في هذه القصة او مثلها يعني ثبتت رواية اخرى وسيأتي ذكرها في اخر الفصل انه عليه الصلاة والسلام كما روى انس ان العدد الذي اجتمع كان زهاء ثلاثمائة يعني نحوا من هذا العدد وهي رواية سيسوقها المصنف في اخر الفصل يقول فيها انس تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنع امي ام سليم حيسا فجعلته في تور فذهبت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضعه وادع لي فلانا وفلانا ومن لقيت. قال فدعوتهم ولم ادع احدا لقيته الا دعوته. وذكر انهم كانوا ثلاث مئة حتى ملأوا الصفة والحجرة. فجعلوا يتحلقون عشرة عشرة. والنبي عليه الصلاة والسلام قد وضع يده على طعام فدعا فيه. وهذا موطن الشاهد. دعوته عليه الصلاة والسلام وحلول البركة بوظع يده ودعائه صلوات ربي وسلامه عليه. قال انس فلما قال لي ارفع يعني ارفع الطبق الذي اتى به فما ادري حين وضعت كان اكثر ام حين رفعت. يعني هل كان الطعام اكثر لما اتيته بها ابتداء؟ او بعدما اكلوا وشبعوا وهم اكثر من ثلاث مئة انسان ام كانت اكثر حينما اكلوا وانصرفوا ان دل على شيء اخبر به انس ابصرته عيناه رضي الله عنه وثبتت بالسند الصحيح الينا اليوم فعندما تدل على اية عظيمة والله يا قوم ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد اوتي من الايات. وايد بالمعجزات التي لا تزيد اصحابه الا ايمانا ولا تزيد امته المتبعة له. المحبة له عليه الصلاة والسلام الا حبا وطاعة وتمسكا بسنته يا قوم هذا نبي كريم وهذا امام عظيم وقد اكرمه الله عز وجل بمثل هذه الايات العظام من اجل ان يكون لنا نحن معشر امته صلى الله عليه وسلم قصد من مثل تلك الايات تثبيت الايمان وغرس ركائزه في القلوب وملؤها حبا وفؤاد ووفاء واتباعا لشأنه العظيم وسنته الكريمة صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وفي رواية جعفر بن محمد عن ابيه عن علي رضي الله عنه ان فاطمة رضي الله عنها طبخت قدرا لغدائها ووجهت عليا الى النبي صلى الله عليه وسلم ليتغدى معها. فامر فغرفت منها لجميع نسائه صحفة صحفة. ثم له صلى الله عليه وسلم ولعلي رضي الله عنه ثم لها رضي الله عنها ثم رفعت القدر وانها لتفيض. قالت فاكلنا منها ما شاء الله هذه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهراء رضي الله عنها ام الحسن والحسين رضي الله عنهما تحكي في هذا الحديث وان كان لا يثبت سنده فمنقطع. وقد ذكره ابن سعد في الطبقات. تقول انها طبخت قدرا لغدائها ووجد وجهت عليا الى ابيها عليه الصلاة والسلام ليتغدى معهما. فامرها ابوها عليه الصلاة والسلام ان تغرف من هذا القدر لجميع صحفة صحفة ففعلت ثم غرفت له ولزوجها علي رضي الله عنه ثم لها. قالت ثم رفعت القدر وانها لتفيض. يعني ما زالت بعد كل الذي غرفت منه قالت فاكلنا منها ما شاء الله. فان لم تثبت الرواية هنا سندا ولا يصح بها اثبات هذا فيما حصل لفاطمة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا المعنى الذي تظمنته الرواية قد صح ثبت في عدد كبير مما لا زلنا نتدارسه منذ ليلة الجمعة الماضية قال رحمه الله تعالى وامر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يزود اربعة مائة راكب من احمس من احمس فقال يا رسول الله ما هي الا اصوع؟ قال اذهب فذهب فزودهم منه وكان قدرا الفصيل الرافض من التمر وبقي بحاله. من رواية دكين الاحمص ومن رواية جرير ومثله من رواية النعمان ابن مقرن الخبر بعينه الا انه قال اربعمائة راكب من مزينة ومن ذلك حديث جابر رضي الله عنه في دين ابيه بعد موته هذا حديث عمر بن الخطاب الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى في شأن الاحمسي رواية دكين ورواية جرير وهم قوم وفدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فالتمسوا منه معونة. الحديث مروي وقد المصنف هنا بمعناه وذكر اختلاف الرواية فيه في العدد بالرواية دوكين ومن رواية جرير. ثم بالرواية نعمان ابن مقرن رضي الله عنه وعنهم اجمعين. وسياق الحديث كما اخرجه احمد والطبراني وغيرهما. قال فيما في قدوم هؤلاء الى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم عن دقيل ابن سعيد قال اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في اربعمائة راكب نسأله الطعام فقال يا عمر اذهب فاطعمهم واعطهم وكلف عمر رضي الله عنه بتزويدهم بالطعام فقال عمر يا رسول الله ما عندي الا صاع تمر ما تقتات عيالي. فقال ابو بكر اسمع واطع اعتذر عمر رضي الله عنه بقلة الطعام الذي امر النبي عليه الصلاة والسلام تزويد القوم منه. وهنا قال ما هي الا اصل يعني ما هي الا اصع قليلة اصوع واصع جمع صاع. يعني القليل لا يكفي هذا العدد الكبير اربع مئة راكب. فقال ابو ابو بكر اسمع واطع يعني قال كان الامر منه عليه الصلاة والسلام. فمثل هذا لن يكون عائقا. قال عمر رضي الله عنه سمعا وطاعة. فانطلق حتى اتى عليا يعني مثل الحجرة والخزانة. فاخرج مفتاحا من حجزته فقال القوم ادخلوا فدخلوا قال وكنت واخر القوم دخولا يقول هذا دكين الراوي. فقال خذوا فاخذ كل رجل منهم ما احبا. يعني القدر الذي يريد قال ثم التفت الي واني لمن اخر القوم وكانا لم نرزق تمرة. يعني ما كأنا فقدنا تمرة مما الاربع مئة واحد فاخذوا منه واحدا واحدا. فما كانه نقص شيئا. هذا الحديث صححه ابو نعيم في الحلية وابن حبان في صحيحه وكذلك جود اسناده الهيثمي وغيرهم. والحديث بمجموع رواياته ايضا تشير الى هذا العدد الذي هو اربعمائة اتراك وقال هنا اربع مئة راكب من مزينة وقيل من احمس والعدد في كثرته يثبت ان الطعام القليل. الذي به النبي عليه الصلاة والسلام تزويدهم به كان كافيا لاحظ معي ان الطعام المذكورة في هذه الرواية لم يضع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يده كما حصل في بعظ الروايات السابقة ولا هو بالذي اوتي بين يديه لكنه وجه به عليه الصلاة والسلام واعلم رسوله ان الطعام الذي امر بتزويد القوم به يبلغهم ويكفي حاجتهم. فلما امتثل كان ذلك كما اراد صلى الله الله عليه وسلم اية من الله واعجازا وتصديقا لنبيه صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى ومن ذلك حديث جابر رضي الله عنه في دين ابيه بعد موته. وقد كان بذل لغرماء ابيه اصل ماله فلم يقبلوه ولم يكن في ثمرها سنين كفاف دينهم. فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان امره جدها وجعلها بيادر في اصولها فمشى فيها ودعا فاوفى منه جابر رضي الله عنه غرماء ابيه وفضل مثل ما كانوا يجدون كل سنة وفي رواية مثل ما اعطاهم. قال وكان الغرماء يهود. فعجبوا من ذلك في رواية دكين بن سعيد السابق ذكرها في تزويد الاربعمائة راكب. ساق الدار قطني رحمه الله تعالى في الازامات تتبع وجعل الحديث مما يلزم البخاري ومسلما اخراجه في الصحيحين ذكره بسياق فيه شيء مما اراده المصنف رحمه الله قال فيه اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن اربعون واربعمائة نسأله الطعام. فقال النبي صلى الله عليه عليه وسلم لعمر قم فاعطهم وعمر حاضر بين يديه رضي الله عنه فعجب عمر من هذا الامر الذي ما ظن انه يريد عليه الصلاة والسلام منه على وجه الخصوص. فقال يا رسول الله ما عندي الا ما يقيظني والصبية يقيظني يعني ما يكفيني قرابة اربعة اشهر من الطعام انا وصبيتي. وفي الرواية الاخرى قال ما هي الا اصوع يعني المقدار قليل قال قم فاعطهم فقال عمر يا رسول الله سمعا وطاعة. فقام عمر وقمنا معه قال فصعد بنا الى غرفة له فاخرج المفتاح من حجزته ففتح الباب قال دكين فاذا بالغرفة شبيه بالفصيل الرابض الفصيل الصغير من البهم سواء كان صغير البقر او صغير الابل. فاذا هو كالفصيل الرافض يعني مقدار هذا الحيوان الصغير اذا ربب هو قوم من التمر لا اكثر وهو ما يفسر الاصع القليل او المقدار اليسير الذي يكفيه مدة محدودة قال شأنكم يعني هاكم الطعام سمعا وطاعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام قال دكين فاخذ كل رجل منا حاجته ما شاء قال ثم التفت واني لمن اخرهم وكانا لم نرزق منه تمرة. يعني ما كانا نقصنا من التمر هذا تمرة واحدة وقد حمل منه الاربعمائة واربعون شخصا كل واحد حمل حاجته اخرج وما يريد قالوا وكأنا لم نرزع منه تمرة فكانت اية لرسول الله صلى الله عليه وسلم اما حديث جابر في دين ابيه بعد موته فهو حديث عظيم ايضا اخرجه الشيخان في الصحيحين والحديث له روايات متعددة منها ما اخرج البخاري في صحيحه قال قال جابر رضي الله عنه ان اباه استشهد يوم احد وترك عليه دينا اما ابو جابر فهو عبدالله بن عمرو بن حرام الصحابي العظيم الذي كان له يوم احد منقبة عظيمة ما بلغها احد في الامة بعده رضي الله عنه ذلك انه لما استشهد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام جابرا ان اباه قد حباه الله بكرامة وان الله كلمه كفاحا من غير ترجمان فقال تمنى يا فقال يا رب اتمنى ان اعود الى الدنيا فاقاتل في سبيلك فاقتل الى اخر الحديث وسبب ذلك ان جابر رضي الله عنه كان صبيا صغيرا وابوه لما خرج الى احد كان قد تركه صغيرا ومعه سبع اخوات بنات وكان يحمل جابر هم هذه التبعة التي تركها له ابوه. فلما استشهد وقع هذا الامر في نفسه وقعا شديدا انه اصيب بموت ابيه وفقده من جهة ثم بعظم الامانة التي وقعت على عاتقه ولا يزال صغيرا من جهة اخرى امانة البيت والاخوات البنات والقيام على هذه الامانة العظيمة فسره النبي عليه الصلاة والسلام بهذه البشارة بما حصل لابيه من كرامة رضي الله عنه وارضاه. في الحديث قال استشهد ابي يوم احد وترك عليه دينا وترك ست بنات قال فلما حضر جذاذ النخل يعني موت الحصاد قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت ان والدي قد استشهد يوم احد وترك دينا كثيرا. واني احب ان يراك الغرماء. من اصحاب الديون لماذا احب جابر ان يروا رسول الله عليه الصلاة والسلام ليكون هذا ادعى الى قبول احترام وتقدير له عليه الصلاة والسلام فاما ان يعفو عن الدين او بعضه او يتسامح في شيء منه او يمهلوه اجلا عساه يستطيع السداد. قال يا رسول الله واني احب ان يراك الغرماء. قال اذهب فبادر كل تمر على ناحية البيدر هو جمع التمر او جمع حصاد الطعام والزرع. المكان الذي يجمع فيه الحصاد يسمى بيدرا. والجمع بيادر. قال اذهب فبادر كل تمر على ناحي يعني تمر كل نخلة اجعله مجموعة في ناحية قال ففعلت ثم دعوته. فلما نظروا فلما نظروا اليه كأنهم اغروا بي تلك الساعة. فلما رأى ما يصنعون رأى النبي عليه الصلاة والسلام الغرماء وقد حظروا يوم حصاد وجذاذ نخل وهم ينتظرون سداد دينهم. وقال هنا في الرواية وقد كان بذل لغرماء ابيه اصل ما له يعني بلغ جابر من الشدة والحاجة ان وهبهم اصل المال وهو النخل والزرع باكمله لانه ما عنده ما يسد الدين لا مال ولا طعام قال فامتنعوا ولم يقبلوا انما يريدون التمر والثمر قال ولم يكن في ثمرها سنينا كفاف دينهم. لو اراد جابر رضي الله عنه ان يجمع من ثمر هذا النخل سنين يجمعه على بعضه ما كان كافرا لسداد دينهم. فكيف بحصاد عام وموسم واحد؟ قال فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان امره بجدها. الجد او الجداد هو قطع الثمر من شجره ووحصانه قال وجعله بيادر في اصولها. يعني جعل رضي الله عنه يجمع تمر كل نخلة ويجمعه في اصل النخلة تحتها بحيث ترى ان هذا التمر هو لهذه النخلة التي يقع التمر تحتها وجعلها بيادر فمشى النبي عليه الصلاة والسلام فيها ودعا في صحيح البخاري قال فلما رأى ما يصنعون النبي عليه الصلاة والسلام اطاف حول اعظمها بيدرا نظر عليه الصلاة والسلام الى اعظم البيادر اجتماعا وهو اعظم جمع لتمر نخلة منها. قال لاعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم قال ادع لي اصحابك فاتوا فما زال يكيل لهم حتى ادى الله عن والدي امانته وانا ارظى ان يؤدي الله امانة والدي ولا ارجع الى اخواتي بتمرة يقول كان غاية مناي ان يكون التمر ببركة دعائه عليه الصلاة والسلام كافيا لسداد دين الغرماء وانا والله اريد لي ولا لاخواتي تمرة حسبي ان يسد الدين ويكفيني الله هذا الباب. قال رضي الله عنه وانا ارضى ان يؤدي الله امانة والدي ولا ارجع الى اخواتي بتمرة. قال فسلم الله البيادر كلها وحتى اني انظر الى البيدر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كانها لم تنقص تمرة واحدة صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله لو انك كنت في مزرعة جابر ذلك اليوم لانفلق فؤادك بكاء عجبا مما سخره الله على يدي نبيه صلى الله عليه وسلم. ها هي ذي الرواية صحت فكأنك تبصرها رأي عين انت ترى ما فيها من العجب وجابر رضي الله عنه حكى قصة ثبتت في في صحيح البخاري ايضا رواية قريبة منها بهذا اللفظ ان اباه لما استشهد يوم احد وترك ست بنات وترك عليه دينا فلما حضر جذاذ النخل قال اتيت رسول الله صلى الله وعليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت ان ابي استشهد يوم احد وترك عليه دينا كثيرا الى ان قال اذهب فبادر كل تمر على الى اخر الحديث ها هنا اية عظيمة شهدها جابر. ونال الغرماء حظهم من دينهم على ابي جابر. رضي الله عنه وعن ابيه. لكن الاية عظيمة ما اقتصرت على ذلك الموقف وانتهت. ما زالت تروى يا كرام عبر الجيل. الامة قرنا بعد قرن. وقد بلغتنا الرواية غاية اليوم فلا يزيدنا والله الا ايمانا وتصديقا به عليه الصلاة والسلام وايمانا بعظمة قدره عند ربه ان ساق له من من الايات ما يجعله عليه الصلاة والسلام اعظم الانبياء معجزات واكثرها عددا واعظمها دلالة على صدقه دلالة على عظمة قدره عند ربه عز وجل صلوات ربي وسلامه عليه. قال وفي رواية مثل ما اعطاهم يعني فضل مثل ما كانوا يجدون كل سنة وفي رواية مثل ما اعطاهم يعني بقي من التمر مثل الذي اخذه الغرماء. قال وكانوا يهودا فعجبوا من ذلك قال رحمه الله تعالى وقال ابو هريرة رضي الله عنه اصاب الناس مخمصة فقال لي رسول الله صلى الله الله عليه وسلم هل من شيء؟ قلت نعم شيء من التمر في المزود. قال فاتني به فادخل يده فاخرجه قبضة فبسطها ودعا بالبركة ثم قال صلى الله عليه وسلم ادع عشرة. فاكلوا حتى شبعوا ثم عشرة كذلك حتى اطعم الجيش كلهم وشبعوا. قال صلى الله عليه وسلم خذ ما جئت به وادخل يدك واقبض منه ولا تكب ولا تكبه ولا تكبه فقبضت على اكثر مما جئت به فاكلت منه واطعمت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر الى ان قتل عثمان رضي الله عنه فانتهب مني فذهب وقت وفي رواية قال رحمه الله وفي رواية فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وثق في سبيل الله. وذكر ذكرت مثل هذه الحكاية في غزوة تبوك وان التمر كان بضع عشرة تمرة. نعم هذه الرواية في حديث ابي هريرة تتكون من شطرين احدهما المجاعة التي اصابت الناس والمخمصة. وقد ذكر انها في غزوة تبوك وقد مرت بنا في مجلسين سابقين وانه عليه الصلاة والسلام لما بلغ باصحابه الجوع كما قال عمر والجهد والظمأ والتعب حتى هم بعضهم ان ينحر ظهره فاشار عمر رضي الله عنه الى ان ذلك قد يكون متعبة للجيش والتمس من النبي عليه الصلاة والسلام بركة دعائه فجمع ما عند القوم في مزودة كل واحد من الطاعات. فاجتمع عنده عليه الصلاة والسلام قدر يسير. ليس الا كمربض العنز كما تقدم وانه شيء يسير تماما فلما اجتمع ودعا النبي عليه الصلاة والسلام بارك الله في الطعام. فكفاهم فقدموا واكلوا وشبعوا. بل وحملوا معهم وتزودوا به هذا القدر من الرواية ذكر هنا في حديث ابي هريرة لما قال اصاب الناس مخمصة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل من شيء؟ قلت نعم شيء من التمر في المزود؟ قال فاتني به. قال فادخل يده فاخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركة ثم قال ادع عشرة فاكلوا حتى شبعوا ثم عشرة كذلك حتى اطعم الجيش كلهم شبعوا هذا القدر هو الذي قال فيه المصنف رحمه الله بعد وذكرت مثل هذه الحكاية في غزوة تبوك وان التمر كان بضع عشرة فبالله عليكم بضع عشرة تمرة اتطعم جيشا فيه قرابة ثلاثة الاف لكنها البركة التي ارادها الله عز وجل ان تكون على يدي نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وان يكون ايضا اية وكرامة لصحبه الكرام رضي الله عنهم. هؤلاء الصادقون الذين ثبتوا معه يوم تبوك. في جيش الذي اجتمع فيه عليهم من الصعاب ما لم يغلب ايمانهم وعزيمتهم في الخروج جهادا في سبيل الله. فخرجوا بحر شديد وصيف قائض وموسم حصاد ومخمصة وبعد مسير بالاضافة الى شيء من الوهن الذي يقذفه المنافقون قبل الخروج واثناء المسير في تبوك. وفضح الله شأنه في سورة التوبة. كل ذلك مجتمعا من الله عز وجل اكراما لهذا الصحب الكريم في جيش العسرة مع النبي صلى الله عليه وسلم الشق الثاني في الرواية الذي اشار اليه مصنف بقوله حتى اطعم الجيش كلهم وشبعوا ثم قال خذ ما جئت به وادخل يدك. الان ابو بكر ابو هريرة في الرواية انه اتى ببضع تمرات كانت عنده فجعلها النبي عليه الصلاة والسلام قبضة وبسطها ودعا بالبركة ثم اكل الجيش حتى شبعوا. ثم قال لابي هريرة خذ ما جئت به وادخل يدك واقبض منه ولا تكبه. يعني لا تنثره وحسبك ان تدخل يدك فتقبض على التمر الذي جئت به قال ابو هريرة فقبضت على اكثر مما جئت به. يعني فاخذت من التمر عددا اكثر من الذي اتيته به كم سيكون لا يزال ايضا نحو من بضع عشرة تمرة. قال فاكلت منه واطعمت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول ما زلت كلوا منه مدة حياته عليه الصلاة والسلام وابي بكر وعمر الى ان قتل عثمان ما زال يأكل من ذاك المزود او العلاقة التي كان قد جعلها في صدره يدخل يده فيأكل وما زال يذكر وصيته عليه الصلاة والسلام ادخل يدك واقبض منه لا تكبه او لا تنثره والسبب في ذلك ما تقدم في الدرس المنصرم ان البركة امر معنوي فاذا اريد قياسه بالمحسوسات فقد ذلك المعنى قال ادخل يدك واقبضه ولا تكبه. وفي رواية لا تنثرهم. قال فاطعمت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر الى ان قتل عثمان فانتهب مني فذهب. هذا القدر اخرجه الترمذي في سننه رحمه الله تعالى وقال عنه آآ في في غير قصة المخمصة في اولها قال عنه حديث غريب. وقال الذهبي غريب تفرد به سهل. الرواية عند الترمذي بلفظها اتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة هذه رواية الترمذي وليس فيها قصة الجيش ولا المخمصة لكن هذا القدر اريدك ان تقف عليه لان الحديث قد صححه الالباني بمجموع طرقه وهو ايضا يثبت به اية عظيمة قولوا ابو هريرة اتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات. فقلت يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة. قال فضمهن ثم دعا لي فيهن بالبركة. فقال لي خذهن فاجعلهن في مزودك هذا او في هذا المزود. المزود هو عبارة عن كيس او لما جراب او اناء يجعل فيه الزاد يحمله المسافر الراكب يجعل فيه طعامه وحاجته. قال لما دعا له عليه الصلاة والسلام قال خذهن فاجعلهن في هذا او في هذا المزود كلما اردت ان تأخذ منه شيئا فادخل يدك فيه فخذه ولا انثره نثرا يقول ابو هريرة فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وصف في سبيل الله يقول كنت اخذ منه للجهاد والغزوات كذا وكذا من وسق في سبيل الله والوسق ستون صاعا يقول فما زلت احمل منه في سبيل الله. قال وكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي. كان يربط هذا المزود رضي الله عنه في حقوه ليكون معه على الدوام. قال حتى كان يوم قتل عثمان انقطع المزود ففقده ولم يجده والا لبقي معه حتى يموت ابو هريرة رضي الله عنه يأكل من تلك التمرات المعدودات لكنها بركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم امنا بالله وبرسوله صلوات ربي وسلامه عليه حسن الالباني رواية الترمذي هذه التي قال عنها الترمذي وحسن غريب من هذا الوجه ثم قال في السلسلة الصحيحة صحيح بمجموع طرقه فقد اجتمع من روايات حديث ابي هريرة رضي الله عنه ما يثبت به دعاؤه صلى الله عليه وسلم لتمرات ابي هريرة هذا التصحيح بمعزل عن قصة الجيش والمخمصة التي ان كانت في تبوك فقد اخرجها البخاري ومسلم وغيرهما رحمهم الله تعالى قال رحمه الله تعالى ومنه ايضا حديث ابي هريرة رضي عنه حين اصابه الجوع. ومنه ايضا الظمير يعود الى ماذا؟ منه من ماذا يعني يعني من احاديث وروايات هذا الفصل في اثبات المعجزة المحمدية بكثرة الطعام ببركته عليه الصلاة والسلام بدعاء عليه الصلاة والسلام بوظع يده ببصقه بجعله بين يديه بتوزيعه على الناس واطعام الكرام والقوم الجماعة بعد الجماعة. مما يشهد لذلك المعنى من الكثيرة قال ومنه حديث ابي هريرة رضي الله عنه. نعم قال ومنه ايضا حديث ابي هريرة رضي الله عنه حين اصابه الجوع فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد لبنا في قدح قد اهدي اليه. وامره ان يدعو اهل الصفة قال فقلت ما هذا اللبن فيهم؟ كنت احق ان اوصي منه شربة اتقوى بها فدعوتهم وذكر امر النبي صلى الله عليه وسلم له ان يسقيهم ان يسقيهم فجعلت اعطي اعطي الرجل فيشرب حتى يروى ثم يأخذه الاخر حتى روي جميعهم. قال فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم القدح وقال بقيت انا وانت اقعد فاشرب فشربت ثم قال اشرب وما زال يقولها واشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكا. فاخذ القدح فحمد الله وسمى وشرب بل فظله. نعم. هذا الحديث العظيم العجيب اخرجه الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه وفيه قصة عجيبة يا كرام وتمام الرواية في صحيح البخاري كما يلي يقول ابو هريرة رضي الله عنه والله الذي لا اله الا هو اني كنت لاعتمد على كبدي من الجوع كيف يعني يقول كان يصيبني من الجوع ما يؤلمني فلا اجد طريقا لدفعه الا ان يعتمد على كبده فيضغط على بطنه او يتكئ على كبده يسكتها من شدة الجوع يقول ابو هريرة والله الذي لا اله الا هو اني كنت لاعتمد على كبدي من الجوع وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي ابو بكر فسألته عن اية من كتاب الله ما سألته الا ليشبعني يقول اردت ان اتطرق له بسؤال غير مباشر عن استحياء فيسأله سؤال المتعلم المستفيد من اجل ان يحظى بان يصحبه ابو بكر بيده في طعمه طعاما او يشربه شرابا ارأيتم مع شدة ما اصابه ما قوي ان يسأل رضي الله عنه لكنه كان يحاول ان يحافظ على شيء من كرامته وعزة نفسه. يقول فمر بابو بكر فسألته عن اية من كتاب الله ما الا ليشبعني قال فمر علي ولم يفعل يعني ما وجدت الذي اريد ما اطعمني ولا اتاني شيئا. قال ثم مر بي عمر فسألته عن اية من كتاب الله ما سألته الا ليشبعني قال فمر عمر ولم يفعل ويغلب على ظنك ان ابا بكر وعمر كانا كذلك ليس بحوزة احدهم ما يمكن ان يقدمه اشباعا لابي هريرة رضي الله عنهم. قال ثم مر بي ابو القاسم صلى الله عليه وسلم وتبسم وعرف ما في نفسي وما في وجهي فقال لي يا ابا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق يعني اتبعني ثم مضى فاتبعته فدخل واستأذنت فاذن لي ودخلت. فوجد لبنا في قدح اين هذا في بيته عليه الصلاة والسلام وجد لبنا في قدح فقال من اين هذا اللبن قالوا اهداه لك فلان او فلانة. ذكروا بعض الصحابة ممن كانوا يفرحون باهداء النبي عليه الصلاة والسلام شيئا من طعامهم وشرابهم قالوا اهداه لك فلان او فلانا. فقال يا ابا هر قلت لبيك يا رسول الله. قال الحق الى اهل الصفة فادعهم من اهل الصفة فقراء الصحابة الذين كانوا يبيتون في المسجد وينزلون اسمع يقول ابو هريرة واهل الصفة اضياف الاسلام لا يلوون على اهل ولا مال. يعني ما يملكون في الدنيا لا بيت ولا مال ولا اهل. اذا اتته صدقة بعث بها اليهم. ولم تناول منها شيئا. واذا اتته هدية ارسل اليهم واصاب منها واشركهم فيها من اجل انه عليه الصلاة والسلام لا يأكل الصدقة وقد حرمت عليه واهل بيته عليه الصلاة والسلام فلما قال له الحق الى اهل الصفة فادعهم. قال ابو هريرة فساءني ذلك ليش سيزاحمونه في هذا اللبن وهو شديد الجوع ما يجد ما يجد شيئا ويشد على بطنه. قال فساءني ذلك وقلت ما هذا اللبن في اهل الصفة؟ يعني بالله اي شيء سيشبع هؤلاء فلو زاحموني فما نابني الا شربة لن تشبع. قال ما هذا اللبن في اهل الصفة؟ قال كنت ارجو ان اصيب من هذا اللبن شربة قوى بها انا والرسول صلى الله عليه وسلم قال فاذا جاءوا امرني فكنت انا اعطيهم واقول ما عسى ان يبلغني من هذا اللبن؟ ما ابتدأ هو بالشراب. يمره النبي عليه الصلاة والسلام اعطي فلان واعطي فلان. وابو هريرة ينظر ويخاف ويقول ما ان يبقى لي ما عسى ان يبلغني من هذا اللبن؟ قال ولم يكن اسمع يقول ابو هريرة ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد صلى الله عليه وسلم هذا درس كبير والله مبدأ عظيم. لاحظ رغم الجوع والحاجة ويرى بام عينيه شيئا ما يطاق صبرا ولا احتمالا. لا شدة الجوع ولا قلة اللبن ولا الفرصة المواتية. لكن اما قال له عليه الصلاة والسلام افعل كذا وادع كذا واعط كذا ماذا عليه ان يفعل السمع والطاعة مهما تعارضت اوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع رغبات احدنا واهوائه وحاجة نفسه فليكن شعار احدنا مقولة ابي هريرة ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد. هذا مبدأ المسلم في حياته. وابو هريرة اذ قال تلك الجملة في سياق القصة والرواية التي يروي انما اينقل شيئا وقر في قلبه وهو درس لنا والله امة الاسلام نتعلمه من حياة الصحب الكرام رضي الله عنهم نعود الى رواية ابي هريرة قال ولم يكن من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بد فاتيتهم. فدعوتهم فاقبلوا حتى اذنوا فاذن لهم واخذوا مجالسهم من البيت فقال يا ابا هريرة قلت لبيك يا رسول الله. قال خذ واعطهم قال فاخذت القدح فجعلت اعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فاعطيه اخر فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح قال حتى انتهيت الى رسول الله عليه الصلاة والسلام يعني سقى كل من حضر من اهل الصفة وقد روى القوم كلهم فاخذ القدح ووضعه على يده ونظر الي وتبسم صلى الله عليه وسلم وقال يا ابا هر قلت لبيك يا رسول الله. قال بقيت انا وانت قال ابو هريرة صدقت يا رسول الله. وابو هريرة ينتظر دوره. فقال صدقت يا رسول الله. قال اقعد واشرب قال فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت وقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب فاشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكا. قال ثم اعطيته القدح صلى الله عليه وسلم. فحمد الله وشرب الفضل يعني ما بقي في الاناء بعد شراب القوم كلهم وشبعهم جميعا وبعد شراب ابي بكر ابي هريرة رضي الله عنه وشبعه مع القوم اجمعين تأخر عليه الصلاة والسلام في الشراب لمعان عظيمة كبيرة اعظمها واكبرها تواضعه الجم صلوات ربي وسلامه عليه. وادبه الكبير الذي نستقي منه غرفة فتن الى يوم القيامة صلوات ربي وسلامه عليه. واكرامه لاضيافه الذي يتعلم منه الكرماء صفة الكرم. صلوات ربي وسلامه عليه واحسانه الى المحاويج والفقراء والمساكين الذي يتعلم منه الناس كيف يلتمس الاحسان الى خلق الله صلوات ربي وسلامه عليه. القصة ملأى بمعان عظيمة. اعظمها هذه الاية العظيمة التي جعلها الله معجزة لنبيه عليه الصلاة والسلام شربوا من قدح لبن فرووا وشبعوا جميعا رضي الله عنهم والنبي عليه الصلاة والسلام جعل حاجته بعدهم وانما يحمل اما امته اجمعين فقيرها وغنيها كبيرها وصغيرها صلى الله ربي وسلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار قال رحمه الله تعالى وفي حديث خالد بن عبدالعزى انه اجزر النبي صلى الله عليه تل مشاة وكان عيال خالد كثيرا. يذبح الشاة فلا تبد عياله. فلا تبد عيال له فلا تبدوا عياله عظما عظما. وان النبي صلى الله عليه وسلم اكل من هذه الشاة قال القاضي رحمه الله تعالى وفي حديث خالد ابن عبد العزى رضي الله عنه انه اجزر النبي صلى الله عليه وسلم شاة وكان عيال خالد كثيرا اجزره شاة يعني اعطى النبي عليه الصلاة والسلام شاة تصلح للذبح وكان عيال خالد كثيرا نعم يذبح الشاة فلا تبدوا عياله عظما عظما. يعني لكثرة عياله كانت الشاة اذا ذبحت لا تكفيهم ولو وزعت عظما عظما لكثرة عياله. نعم. وان النبي صلى الله عليه وسلم اكل من هذه الشاة وجعل فظلتها في دلو خالد رضي الله عنه ودعا له بالبركة فنثر ذلك لعياله فاكلوا وافضلوا ذكر خبره الدولابي. الحديث في رجال اسناده من لا يعرف ولا تصح الرواية فيما سبق من الصحيح غنية وكفاية قال رحمه الله تعالى وفي حديث الاجر في انكاح النبي صلى الله عليه وسلم لعلي فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم امر بلالا بقصعة من اربعة امداد او خمسة. ويذبح جزورا لوليمتها قال فاتيته بذلك فطعن في رأسها ثم ادخل الناس رفقة رفقا. يعني مجموعة مجموعة في اطعام وليمة زواجي فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه يأكلون منها حتى فرغوا وبقيت منها فضلة فبرك فيها النبي صلى الله عليه وسلم. برك فيها اي دعا فيها بركة صلوات الله وسلامه عليه وامر بحملها الى ازواجه وقال كن واطعمن من غشيكن. يعني كن منه واطعمن من اتاكن ونزل بكن والحديث ايضا لم يذكر من خرجه من اهل الحديث نعم قال رحمه الله وفي حديث انس رضي الله عنه قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنعت امي ام سليم حيسى هذا الحديث الذي تقدم في بداية المجلس في زواجه من زينب رضي الله عنها وان ام سليم صنعت الحيس كما تقدم يصنع من التمر والسمن والاقط. نعم. ام سليم حيسة فجعلته في تور فذهبت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضعه وادع لفلان وفلانا ومن لقيت فدعوتهم ولم ادعوا احدا لقيته ولم ادع ولم ادع احدا لقيته الا دعوته. وذكر انهم كانوا زهاء ثلاثمئة حتى ملأوا الصفة والحجرة. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تحلقوا عشرة عشرة ووضعوا النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال ما شاء الله ان يقول فاكلوا حتى شبعوا قل لهم فقال لي صلى الله عليه وسلم ارفع يعني التور او الطبق الذي اتى فيه بالحيص فقال لي صلى الله عليه وسلم ارفع فما ادري حين وضعت كانت اكثر ام حين رفعت. وقد تقدم الحديث وما فيه من المعنى العظيم في معجزته عليه الصلاة والسلام. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى واكثر احاديث هذه الفصول الثلاثة في الصحيح. يقصد فصول الثلاثة نبع الماء من بين اصابعه وكثرة الماء بمسه ودعوته وتكثير الطعام ببركته ودعائه عليه الصلاة والسلام. وقد اورد فيها عشرات الاحاديث والروايات قال اكثرها في الصحيح. نعم. وقد اجتمع على معنى حديث هذا الفصل بضعة عشرة من اكثرها من الصحابة رواه عنهم اضعافهم من التابعين ثم من لا ينعد بعدهم بكثرة الرواة الذي يحصل به التواتر في ذكر هذا المعنى ببركة الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله واكثرها في قصص مشهورة ومجامع مشهودة ولا ولا يمكن التحدث عنها الا بالحق. ولا يسكت الحاضر لها على من من انكر من على ما انكر على ما انكر منها. يقصد انه ربما وقفنا على رواية ضعيفة ولا تصح حسبك ان المجتمع من مجموع هذه الروايات معنى ثابت وانها حكيت في مجامع مشهودة في زواجه بزينب في غزوة تبوك في مجمع كذا في قصة اهل الصفة. وحضرها من الخلق عند كبير. فاذا كان خطأ او كذب حاشا او ما يستنكر ما كانوا يسكتون. لكن هذا يثبت صحة الله اعلم