بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. الحمد لله حمدا لا منتهى له ولا اخر حمدا يملأ الفضاء ويشق عنان السماء حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يليق بربنا ذي الجلال والعظمة والكبرياء احمده تعالى واشكره وهو لكل حمد وثناء اهل واستعينه واستغفره ونحن لكل ذنب وعجز وقصور اهل واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. نبي الهدى والرحمة. بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. صلى الله ربي وسلم وبارك عليه. حبيب القلوب وبهجة القلوب وانسها. اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور. ومن الزيغ الى الهداية. ومن الى جنة عرضها السماوات والارض صلى الله عليك يا خير الورى. ما بلت الامطار عودا او ثرى وعليك من ربي سلام دائم ما دامت الشمس بدنيانا ترى ايها المحبون لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه ليلة الجمعة قد اقبلت واقبل معها غيث عميم يهطل على القلوب المستبصرة بالحب والشوق والصلاة والسلام على نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلسنا المبارك هذا انما نستمطر كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم بذكر ومدارسة سيرته وشمائله وحقوقه العظيمة وخصاله الكريمة صلوات ربي وسلامه عليه. مستصحبين شرف الليلة وبركة المكان في رحاب بيت الله الحرام فليهنكم يا قوم ما اكرمكم الله تعالى به. في شرف مجلسكم هذا وشرف مكانكم ووقتكم وصنيعكم. ولك تمطر سماؤكم مثل هذه الليلة من صلاة ربكم عليكم بكثرة صلاتكم على نبيكم صلى الله عليه واله وسلم ما زال بنا الحديث في مدارسة كتاب الشفا لتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه ونحن في القسم الرابع في ذكر المعجزات التي ايده الله تعالى بها. وقد مر الحديث في جملة منها اوردها مصنف رحمه الله تعالى في فصول متتابعة ذكر فيها من المعجزات العظام والايات الكبار. وذكر فيها من تلك الحوادث والمشاهد والمواقف التي ابصرها الصحابة رضي الله عنهم وشهدوها وابصروها وعايشوها. فكان لهم في حياتهم وشهودهم لتلك اثرا عظيما في ايات المعجزات ثبت الله بها الايمان في قلوبهم. وزاد فيها حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم وايمانهم جزما ويقينا واعتقادا بما ارسله الله تعالى به. فازدادت القلوب وايمانا وحبا ووفاء عظيما له صلوات الله وسلامه عليه. وهذا مقصد عظيم نتدارس فيه مثل هذا تام للوصول الى مثل هذه المعاني العظام وتلك الايات والمعجزات خص الله تعالى بها نبينا صلى الله عليه وسلم. مع اشتراك الانبياء عامة عليهم السلام في الايات والمعجزات التي يظهر الله بها صدق نبوتهم. ويؤيدهم بها في اقوامهم. لكن الذي خص الله به نبينا صلى الله عليه وسلم في المعجزات امرين اثنين. اولهما الحديث عن كثرتها وتعدادها. وكثرة ناسيها فانه لم تكن له معجزة واحدة ولا ولا ثلاث. بل هي اضعاف ذلك بكثير. تعدد المعجزات واختلاف انواعها هو امر خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من بين الانبياء عليهم السلام واما الامر الاخر فهو عظمة هذه الايات. وكونها رغم تعددها وكثرة اجناسها فانها من العظمة مكان في مثل الاسراء والمعراج والصعود الى سابع سماء. في مثل انشقاق القمر في مثل نبع الماء من بين عليه الصلاة والسلام وتكفير الطعام في مثل حديثه وما يحصل له عليه الصلاة والسلام مع الجمادات ومع الحيوانات على حد سواء وقد تقدم في ليلة الجمعة الماضية شأن الشجر والحجر وحنين الجذع له صلى الله عليه عليه وسلم ليعقب المصنف رحمه الله تعالى ذلك الفصل في حنين الجذع وبكائه لما تركه النبي عليه الصلاة والسلام فيردف ذلك بفصل في معجزاته صلى الله عليه وسلم في الجمادات الاخر مثل تسبيح الطعام وتسليم حجر وما حصل له في الحديث مع الجبل فيما ستأتي من الروايات. غير انه فيما يتعلق بمنتهى الفصل الذي تم انا في ليلة الجمعة الماضية اورد القاضي عياض رحمه الله تعالى مقولة الامام الحسن البصري لما قال وهو يحدث حديث الجذع لما بكى وحن شوقا الى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه من في المسجد ورووا ذلك عن عدد من الصحابة كما قال القاضي عياض رحمه الله كان الحسن اذا حدث بهذا بكى وقال يا عباد الله الخشبة تحن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا اليه لمكانه فانتم احق ان تشتاقوا الى لقاء ايه واراد رحمه الله ان هذا المعنى الذي تحقق في الجماد نحن اولى به بني البشر. لان الجماد الذي ما خلق الله له قلب بل ولا عاطفة ولا مشاعر جعل الله له مع نبيه صلى الله عليه وسلم هذا المعنى من الحنين والتعلق الشوق. ولهذا قال المطلب بن ابي وداعة وهو احد رواة حديث الجذع. قال رضي الله عنه لا تلوموه. يعني الجذع قال فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارق شيئا الا وجد عليه. يعني الا حزن فاذا كان هذا عاما في خلق الله فبنوا البشر عامة واهل الاسلام خاصة اولى ان يكون لهم في قلوبهم ما جعل الله للجذع وهو جماد حنينا وشوقا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمكن ان ترى ايضا في مقولة الحسن البصري رحمه الله هذه شيئا اخر لما قال الجذع حن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا اليه او قال حن اليه شوقا لمكانه فانتم احق ان تشتاقوا الى لقائه. لعله ايضا يشير الى ما اخرج الامام مسلم في صحيحه رحمه الله لما قال النبي عليه الصلاة والسلام وددت ان قد رأينا اخواننا فقال الصحابة حوله السنا اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد واراد به عليه الصلاة والسلام عامة من يأتي بعده من امته ممن امن به وما رآه فادخل في هذا الحديث بكل شرف انا وانت. وعامة من جاء الى اليوم مسلما مصدقا به عليه الصلاة والسلام لكن الله ما اكرمه فرآه فكونه صلوات الله وسلامه عليه يخبرك انه حمل في قلبه الشوق اليك. بالله عليك اليس الاولى بنا ان تمتلك قلوبنا شوقا وحبا لنبي عظيم صلى الله عليه وسلم. اخبرنا انه اشتاق الى لقائنا نحن بالله اولى بذلك كما قال قال الحسن البصري رحمه الله ثم اعلموا رعاكم الله ان الشوق عبادة قلبية وعمل قلبي وهو لون من العواطف وهو اخص من الحب فكل مشتاق محب وليس العكس بمعنى يمكن ان تحب شخصا لكن ليس بالضرورة ان تشتاق اليه لكنك لن تشتاق الى شخص الا وانت تحبه فهو لون اخص من الحب وادق منه وهو نوع مما يحمله العبد في قلبه حبا لله ولرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولذلك فانه يشتاق المؤمن الى لقاء ربه ايضا وفي دعوات النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انا نسألك الرضا بعد القضاء والشوق الى لقائك ولذة النظر الى وجهك الكريم قال والشوق الى لقائك في غير ظراء مظرة ولا فتنة مظلة. فالشوق الى لقاء الله شيء يتعلق بالقلب ولا يشتاق العبد الى لقاء ربه الا اذا احسن صلته بربه. فيكون له من الشوق ما يحمله على ان يكون حفيفا باليوم الذي يأذن الله له بمغادرة هذه الدنيا والانتقال الى الدار الاخرة لا لشيء الا لانه سيلقى ربا عظيما قد ملأ قلبه حبا له عز وجل. وهكذا الشأن في حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسنكمل ما اورده المصنف رحمه الله اذا في المعجزات التي تلحق بهذا الجنس مما تعلق بالجمادات او بالحيوانات تجاه النبي صلى الله عليه وسلم اية من الله ومعجزة له صلوات ربي وسلامه عليه الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح. وسببا للسعادة فلاح والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ذي الشمائل الباطنة والظاهرة فضائل الباهرة الزاهرة الكثيرة وعلى اله واصحابه الاخيار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. هذا هو مجلسنا الثامن والثمانون من المجالس العامرة في هذه البقعة الشريفة الطاهرة وباسانيدكم المتصلة كنسيم الى كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله تعالى قال فصل في معجزات اخرى للنبي صلى الله عليه وسلم في سائر الجمادات كتسبيح الطعام وتسليم الحجر ومثل هذا في سائر الجمادات قال القاضي رحمه الله تعالى حدثنا القاضي ابو عبدالله محمد بن عيسى التميمي قال حدثنا القاضي ابو عبدالله محمد بن المرابط قال حدثنا المهلب قال ابو القاسم قال حدثنا مهلب ابو قال حدثنا المهلب ابو القاسم قال حدثنا ابو الحسن القابسي قال حدثنا المروزي قال الفرابري قال حدثنا البخاري قال حدثنا محمد ابن المثنى قال ابو قال حدثنا ابو احمد الزبيري قال حدثنا اسرائيل عن منصور عن لمن علقمة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وفي وفي في غير هذه الرواية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن اسمعوا تسبيحه. نعم هذا تسبيح الطعام وقد ساق فيه المصنف رحمه الله حديث ابن مسعود من روايتين اولاهما في صحيح البخاري وقد ساق الحديث بسنده من طريق الامام البخاري كما سمعت رحمه الله. وفيه ان ابن مسعود رضي الله عنه قال لقد كنا نسمع تسبيح طعام وهو يؤكل فهو يذكر ان تسبيح الطعام كان صوتا مسموعا وحصل هذا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله عز وجل قد قال تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده فتسبيح المخلوقات لله امر ذكره الله فلم يكون فيه جديدا لكن الاعجاز ان الله لما قال في اية الاسراء وان من شيء الا يسبح بحمده؟ قال ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فهل تؤمن عبد الله ان هذا الكرسي يسبح لله وان الطير وان الشجر والبحر والحجر والبهائم والسباع والحشرات وسائر مخلوقات الله انها ناطقة بتسبيح الا العموم الاية صريح وان من شيء الا يسبح بحمده لكن قال ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فوجه المعجزة هنا ليس في ان الطعام يسبح بحمد الله. لكن سماع هذا من الصحابة رضي الله عنهم كان معجزة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم. قال لقد كنا نسمع تسبيح الطعام هو يؤكل ولان لا يكون الوهم في سماعهم لهذا التسبيح في مجلس لا علاقة له بالنبي عليه الصلاة والسلام. مع ان ابن مسعود الحديد في ذكر ايات ادركها في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم. فجاءت الرواية الاخرى التي اخرجها الترمذي وغيره وصححه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحه اهو اذا ثبت عندك الان هذه المعجزة ان الصحابة لما كانوا جلوسا معه صلى الله عليه وسلم اذا بهم يسمعون تسبيح الطعام مرة اخرى ساقول لك كما مر بنا في معجزات سابقات. لو كنت احد الصحابة وجالس على الطعام تأكله وتسمع للطعام الذي بين يديك وهو يؤكل تسبيحا لله كيف سيكون قشعريرة بدنك وانتفاضة قلبك رهبة وتعظيما لربك عز وجل وايمانا صادقا بان الذي امامك اية من الله عز وجل. هذا الامر ينبغي ان يقع لي ولك ونحن نقرأ حديثا ثبتت صحته وان الصحابة سمعوا تسبيح الطعام وهو يؤكل بين يديهم بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذه معجزة تزيد المؤمن ايمانا وتجعل العبد اقرب لربه تعظيما ولنبيه صلى الله عليه وسلم ايمانا وتصديقا قال رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه قال اخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فسبحن في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا التسبيح. ثم صبهن في يد ابي بكر رضي الله عنه فسبحنا. ثم في بايدينا فما سبحنا وروى مثله ابو ذر رضي الله عنه وذكر انهن سبحن في كف عمر وعثمان رضي الله عنهما. نعم. فرغ من تسبيح الطعام فانتقل الى تسبيح الحصى في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق ايضا فيه روايتين واشار الى غيرهما. في حديث انس رضي الله عنه الذي ذكره قال اخذ النبي صلى الله عليه وسلم من حصى فسبحن في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى سمعنا التسبيح قال ثم صبهن اي الحصى في يد ابي بكر رظي الله عنه فسبحنا ثم في ايدينا فما سبحنا فاثبتت رواية انس هذه الاولى ان الحصى سبح في يده عليه الصلاة والسلام ثم في يد ابي بكر من بعده فحسب لكن رواية ابي ذر الثانية زاد فيها قال ثم في يد ابي بكر فسبحنا ثم صبهن في يد عمر فسبحنا ثم صبهن في يد عثمان فسبحنا فذكر وقوع التسبيح في يد الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان. ولفظه قال تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا او قال حتى سمعت لهن حنينا قال ثم وضعهن في يد ابي بكر فسبحن ثم وضعهن في يد عمر فسبحن ثم وضعهن في يد عثمان احنا الحديث اخرجه البزار والطبراني واخرجه عدد كالبيهقي في السنن الصغير والخلال في السنة. وابن ابي عاصم والحكيم الترمذي وعدد من رواة السنة الذين اثبتوا الرواية في رواية الطبراني قال في لفظه فسمعن تسبيحهن من في الحلقة قال ثم دفعنا الينا فلم يسبحنا فاذا سماع التسبيح من الحصى كان بمحضر الصحابة. ورواية ابي ذر اوثق بالرواية انس. لان من رواها هنا وخرجها فقد ذكر تصحيحه عدد من اهل العلم. الحديث ظعفه النسائي والعراقي. لكن الهيثمي ذكر في احد اسناد الحديثين ان مع ضعفها فانها تتقوى وان لها طريقا احسن من هذا واسنادها صحيح. وايضا ذكر عدد من المحدثين كما اخرج بعض اهل السنن هذا الحديث في تسبيح الحصى وذكروه معجزة. فيبقى اشكال قائم فيما يتعلق بهذين الحد اعني تسبيح الطعام وتسبيح الحصى هل هو تسبيح بصوت محسوس يدرك بالاذان ظاهر الرواية نعم في حديث ابن مسعود في الطعام قال نسمع التسبيح او ونحن نسمع وفي حديث انس وابي ذر قال ونحن نسمع قال ووضع الحصى في ايدي الصحابة من بعده فسبحت في يد ابي بكر وعمر وعثمان دون باقي الصحابة هو ايضا اية المقصود من هذا يا كرام ان هذا المعنى في التسبيح ليس باكثر مما ذكر في المعجزات الاخر مثل تحرك الشجر كما مر في ليلة الجمعة الماضية وانتقالها وانقيادها واستجابتها لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجنس الحركة في الجمادات سواء كان بحركة وانتقال او بكلام وتسبيح كما حصل او بالقاء السلام كما مر وكما سيأتي كل ذلك اية. والحافظ ابن حجر رحمه الله لما ذكر عددا من هذه المعجزات قال كلها مشتهرة عند الناس. واما من حيث الرواية فليست المعجزات على حد سواء. ثم ذكر حنين الجذع وانشقاق القمر وانهما نقلا نقلا مستفيظا يفيد القطع. واما تسبيح الحصى فكما قال فليست الا هذه الطريق مع ضعفها فاذا ثبت اذا جنس المعجزة في استجابة الجماد او كلامه او حركته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما تنضم له المعجزات في اصل واحد قطعت به وثبتت به الروايات اية كما تقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاضي عياض رحمه الله تعالى وقال علي رضي الله عنه كنا بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الى بعض نواحيها فما استقبله شجرة ولا جبل الا قال له عليك يا رسول الله. نعم تقدم في ليلة الجمعة الماضية ايضا سلام الحجر عليه صلى الله عليه سلم بمكة قبل ان يبعث ورواية علي هنا وقد اخرجها الترمذي والدارمي. واخرجها البغوي ايضا في شرح السنة. وصحح الحديث كل من المنذرين الحافظ رحمه الله وصححه الالباني ايضا رحمه الله بمجموع طرقه في عدد من المواضع. لما يقول علي رضي الله عنه خرج النبي عليه الصلاة والسلام الى بعض نواحي مكة فما استقبله شجرة ولا جبل الا قال له السلام عليك يا رسول الله الله فالقاء السلام كان مسموعا. فرواه علي رضي الله عنه فيما شهده مع النبي صلوات الله وسلامه عليه. اضف هذا رعاك الله والله لما تقدم من الروايات في مجموع هذا الاصل الكبير وهو حركة الجماد ونطقه اية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رحمه الله تعالى وعن جابر ابن السمرة رضي الله عنه عليه الصلاة والسلام اني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي. قيل انه الحجر الاسود. نعم. قيل انه الحجر الاسود هذا تفسير من المصنف والا فان الحجر في في مشهور الرواية ليس الحجر الاسود بل غيره. وهو حجر من حجارة مكة وكان الموضع الذي يذكر فيه وجود الحجر الذي كان يلقي السلام على النبي صلى الله عليه وسلم متوارثا عند اهل مكة فيسمونه بزقاق اجر يعني هو الموضع الذي كان فيه الحجر يلقي السلام على النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث في اثبات سلام الحجر صحيح الامام مسلم في صحيحه فهذا اذا حجر ليس بحجارة الكعبة لا الاسود ولا احد لبنات الكعبة وهو الاكد في مشهور الرواية وما يتناقله اهل التاريخ. نعم قال رحمه الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما بلني جبريل عليه السلام بالرسالة بالرسالة عائشة تقول لما استقبلني جبريل النبي صلى الله عليه وسلم نعم المصنف ساق الحديث قال وعن عائشة رضي الله عنها لما استقبلني جبريل بالرسالة يقصد عن عائشة فيما الى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله كذا. نعم وعن عائشة رضي الله عنها فيما رفعته الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لما استقبلني جبريل عليه سلام بالرسالة جعلت لا امر بحجر ولا شجر الا قال السلام عليك يا رسول الله. نعم الحديث وان كان ضعيفا وقد اخرجه البزار وغيره لكن يشهد له الروايات السابقة فتسليم الحجر او الشجر على النبي صلى الله عليه وسلم ثابت في الجملة قال رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر بحجر ولا شجر الا سجد له وفي حديث جابر لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر بحجر ولا شجر الا سجد له. اخرجه البيهقي وفي دلائل النبوة حديث جابر رضي الله عنه تشهد له قصص اخر في السيرة ولم يذكر هنا السلام بل ذكر السجود ايا صلى الله عليه وبعض شراح الحديث حمل السجود هنا على معنى التعظيم والتعظيم معنى ليس محوسا لكن يحمل هذا المعنى ببعض المواقف المحسوسة فالسلام تعظيم والانحناء تعظيم وشيء من المواقف الاخر هي تعبير عن هذا التعظيم في ذكر قصة بحيرة الراهب الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي به المصنف في اخر الفصل في قصة ذهابه في التجارة الى الشام قبل البعثة وانه ما كان من شجر ولا حجر الا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم او قال الا سجد له وفي قصة بحيرة لما استقبل وفد قريش ومعهم رسول الله عليه الصلاة والسلام انطلق اليه فاخذ بيده فجعل ينظر اليه رسول رب وبعض علامات النبوة فقال لهم هذا سيد العالمين. هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. ثم قال ابو طالب واشراف قريش واشياخها الذين كانوا معه يسألونه وما علمك بذلك؟ قال انكم حين اشرفتم من العقبة لم يبقى حجر ولا شجر الا خر له ساجدا. ولا يسجدان الا لنبي وسيأتي تصحيح من صحح قصة بحيرة الراهب هذه. فاذا ايضا مما ثبت في الجملة هذا المعنى من السجود او او التعظيم او السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في حديث متعدد الرواية والمخارج من رواية جابر هنا من رواية عائشة من رواية انس وابي ذر وجابر ابن سمرة في ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يلقى سلاما من الجماد من الشجر والحجر وما زلت تقول في مثل هذه المواقف مخاطبا نفسك عبد الله جماد يشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سخره الله لذلك فكان اية فلنحن انا وانت اهل ايمان وحب لرسول الا صلى الله عليه وسلم احق والله بهذا الشرف. بالقاء السلام عليه. لسنا احياء في صحبته لكنا نشرف بالقاء السلام فنشرف برد سلامه صلى الله عليه وسلم علينا. ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام ونحن نشرف بذلك في كل صلاة اذا ما قلت في كل تشهد السلام عليك يا رسول الله. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين تلقي سلامك كلما جلست في تشهد في الصلاة تلقي السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته استشعار هذا المعنى احبتي الكرام. واستشعار ان الله سخر له الجمال ليسلم عليه. والشجر فيسلم والحجر فيسلم انت لن تنتظر الا شوقا في قلبك يحملك على السلام والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لتنال الخيرات والبركات فوق ما تشعره من الشرف وقلبك ولسانك ينبض صلاة وسلاما على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وفي حديث العباس رضي الله عنه اذ اشتمل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى بنيه بمولاءة ودعا لهم بالستر من النار كستره اياهم بملاءته فامنت اسكفة الباب وحوائط البيت امين امين. الملاءة الملحفة مثل الغطاء الذي يتلحف به الانسان في المنام وفي غيره. واسكفة الباب يعني عتبته قال لما اشتمل النبي صلى الله عليه وسلم على العباس وبني العباس بملاءة يعني اتى بهم فاحاطهم بمثل هذه الملحفة ودعا لهم بالستر من النار كما سترهم هو بالملحفة او الملاءة. فامنت اسقفة الباب وحوائط البيت امين امين. الحديث ضعيف اخرجه البيهقي وفي دلائل النبوة وابن ماجة ايضا في السنن. لكن في رواته من ضعفهم تدوم من اهل العلم فلا يصح الحديث سندا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وعن جعفر بن محمد عن ابيه قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاتاه جبريل فاتاه جبريل بطبق فيه رمان وعنب فاكل منه النبي صلى الله عليه وسلم فسبح الحديث هذا ايضا قال السيوطي لم يحضرني خبر منه يعني لم يجد اسنادا للحديث. والقاضي عياض رحمه الله لما اورده هنا ذكره معلقا عن جعفر ابن محمد فليس للحديث اسناد يمكن النظر فيه لاثبات صحته وضعفه. فيبقى الحديث هذا مما لا يعول عليه. وان كان ما فيه من المعنى قد تقدم في الروايات الصحيحة لكن خصوصية هذا المعنى واتيان جبريل عليه السلام بطبق فيه الرمان والعنب فاكل منه النبي عليه الصلاة والسلام فسبح لا تستطيع اثباته. ويغنيك عن هذا ما تقدم في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو عند البخاري لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وفي رواية الترمذي كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام. ونحن نسمع تسبيحه قال القاضي رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان احدا فرجف بهم فقال صلى الله عليه وسلم اثبت احد. فان اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان ومثله عن ابي هريرة رضي الله عنه في حراء وزاد معه علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم وقال صلى الله عليه وسلم فانما عليك نبي او صديق او شهيد. والخبر في راء ايضا عن عثمان رضي الله عنه قال ومعه عشرة من اصحابه انا فيهم. وزاد عبدالرحمن وسعدا قال ونسيت الاثنين. وفي حديث سعيد بن زيد رضي الله رضي الله عنه ايضا مثله وذكر وزاد نفسه نعم هذا في ارتجاف الجبل به صلى الله عليه وسلم وقد سمعت ان في الرواية في بعضها جبل احد وفي بعضها حراء واحد بالمدينة وحراء بمكة وموجز ما في الروايات ان الجبل لما صعده النبي عليه الصلاة والسلام ومعه بعض اصحابه رجف الجبل واهتز فلما رجف الجبل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم برجله وقال اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان وفي رواية حراء قال فانما عليك نبي او صديق او شهيد. ومع اختلاف الرواية بين احد وحراء قبل كل شيء حديث احد صحيح اخرجه البخاري وحديث حراء اخرجه مسلم. فالحديثان صحيحان فهل هو من تعارض الرواية واختلافها؟ وان القصة مختلف في موضع وقوعها هل هو على جبل احد ام على جبل حراء هذا قد يكون جوابا فيما لو كان في مضمون الرواية ما يقتضي هذا الاضطراب والتناقض لكن السند صحيح بدلالة اخراج شيخي الصحيحين للحديثين في صحيحيهما فاثبات الحديث عند البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه رحمهما الله تعالى يزيل هذا الظاهر من ضعف الرواية او اشكال من حيث السند اما المعنى فان الذي ذهب اليه عدد من شراح الحديث انهما قصتان لا قصة واحدة وهي واقعتان احداهما كانت بمكة على جبل حراء والاخرى كانت للمدينة على جبل احد. خصوصا وان المذكورين في ليس فيهم احد من الانصار وكلهم من الصحابة المهاجرين ذكر فيهم طلحة وعلي والزبير وعدد من مثل سعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم من الصحابة المهاجرين من اهل مكة فاتيان اسمائهم في الرواية يعضد انها اي الحادثة كانت بمكة قبل الهجرة فلما كان باحد تكررت مرة اخرى وايضا لم يكن معه على الجبل صلى الله عليه وسلم الا ثلة من الصحابة من المهاجرين الى خاصة وليس احد من الانصار معه هذا فيما يتعلق بتصحيح الروايتين وانهما في الاقرب واقعتان في قصتين اثنتين وليست واحدة واما المعنى الذي في السياق اورده المصنف هنا معجزة فما وجهها هل ارتجاف الجبل هو المعجزة الجواب لا المعجزة ما هي كلام النبي صلى الله عليه وسلم للجبل وسماع الجبل واستجابته للنبي عليه الصلاة والسلام رجف الجبل فقال اثبت وضربه برجله فثبت الجبل هذا لم يقع اتفاقا لكنه كان مقصودا وهل يسمع الجماد؟ كان فيما سبق ان الطعام يسبح. والحصى يسبح. وانه تستجيب الشجرة وتنقاد او تسلم اما ان يسمع الجماد فيستجيب فهذا لون اخر من المعجزات يخاطب الجماد فيسمع ويكلمه بل الابعد من هذا في مثل جبل احد خصوصا لما يقول صلى الله عليه وسلم احد جبل يحبنا ونحبه فاثبت معنى قلبيا لجماد ان نحب نحن الجبل هذا لا اشكال فيه فنحن جبل او الحجر بشر اصحاب قلوب ومشاعر وعواطف لكن ما معنى ان يحبك الجبل؟ وهو جماد لا قلب له ان يستجيب الجماد هذا لون من المعجزة. يدعو النبي عليه الصلاة والسلام الشجرة فتنقاد. يأمرها فتستجيب. يأمرها ان ترجع فتعود تأتي الشجرة او الجبل او الحجر فيلقي السلام العجيب هنا ان ان ينسب الى الجماد عمل قلبي هو من المشاعر والعواطف فيقول جبل يحبنا ونحبه وايضا ذهب عدد من المحققين الى ان المعنى هنا وان كان مترددا بين والمجازي. وان حب الجبل ليس حقيقيا بل هو شيء للتعبير عن معنى فيه من الولاء والارتباط والعلاقة بين المسلمين وبين تلك البقاع التي كانت اية وشاهد لموقعة عظيمة مثل غزوة احد وبعضهم يقول المقصود ان يدفعه عليه وسلم شيئا من خشية التشاؤم باحد والمكان حيث كانت الهزيمة والمقتلة الكبيرة والحزن العظيم الذي اصاب الصحابة واراد ان يدفع هذا المعنى بزرع التفاؤل والقاء معنى المحبة والعلاقة القلبية بينهم وبين المكان ليحول بينه وبين الشؤم ان يطغى على قلبهم ومشاعرهم تجاه بقعة كان بالنسبة اليهم في حدث مأساوي هذا معنى مجازي لكن بعض المحققين يرى انه يحمل على الحقيقة اولى. السؤال فهل يحب الجماد الجواب نعم متى اراد الله وان خلق الله فيه ذلك المعنى فنعم او لم يتكلم الجماد سلاما على النبي صلى الله عليه وسلم او لم يستجب الجماد لما دعاه او النبات فاتى ورجع كل هذا حصل ووقع واثبتته الرواية لان الله اراده وسخر له ذلك سبحانه وتعالى وانما قوله لشيء اذا اراد ان يقول كن فيكون فلما اراد الله له ذلك كان وحصل هذا المعنى فنقلت الرواية فان يسمع الجبل خطاب النبي عليه الصلاة والسلام فيعقل ويستجيب هي اية ولا لكنها معجزة ولن يحصل هذا لاحد من البشر. انما حصل اية من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. قال اثبت احد فانما عليك ابي او صديق او شهيد او قال نبي وصديق وشهيدان. اراد عليه الصلاة والسلام بالنبي نفسه صلى الله عليه وسلم. واراد بالصديق ابا بكر واراد بالشهيدين عمرا وعثمان وهذه نبوءة اخرى لما شهد لابي بكر بمرتبة الصديقية ولعمر وعثمان بالشهادة. فنالها عمر رضي الله عنه قتيلا في المحراب ونالها عثمان رضي الله عنه شهيدا في داره. فقتل الاثنان في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت شهادة بشرا بها رضي الله عنهما قبل ذلك. بل ان عثمان رضي الله عنه انه ما زال يستصحب هذه البشارة وهذه النبوءة في الوقت الذي بلغ به حصار داره اشد الازمة وحاصروه وهددوه فاستنطق بعظ من كان معه اتشهدون ان النبي صلى الله عليه وسلم او قال انشدكم الله هل قال كذا كذا وذكر الحديث قالوا بلى ففرح قال اذا هي شهادة انتظروها. ولهذا كف عن العدوان او عن رد العدوان. وامر بكف بعض وابناء الصحابة في من عرظ عليه حراسة داره وحمايته والوقوف بالسلاح دفاعا عنه فامرهم ان يكفوا ويرجعوا لان ابو ايقن انه مقتول شهيدا. بشارة بشره بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل عقود وسنوات. فلما جاء اوقتها ايقن انه قد حان موعدها؟ هذه اذا النبوءة الاخرى متعلقة بقصة الجبل. احد او حراء ذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام هذا المعنى. ابو بكر معه وعمر وعثمان هذا في احد وهم معه في الجبل في رجف فلما ارتجف لا شك ان للرجفة هيبة وقدر من الرعب يقع في القلوب وتخشى ان يكون خسفا فقال اثبت هذا موقف والصحابة رضي الله عنهم يمرون بهذه العبارة وهم يدركون انهم بصحبة نبي مؤيد بالوحي صلى الله عليه وسلم فلما كانت البشارة صديق وشهيدان ادركوا المعنى رضي الله عنهم في حراء كان المعنى اوسع من هذا فذكر في حراء ان الذي كان معه علي وطلحة والزبير فعلي ايظن ايظا في عداد الشهداء والصحابة من قتل منهم شهيدا في الغزوات كان كذلك. وفي بعض الروايات قال ومعه عشرة من اصحابه انا فيهم. وقال ايضا عبدالرحمن وسعد وفي حديث سعيد بن زيد وذكر نفسه فشمل من كان في الرواية على تعدد الطرق واختلافها والحديث قد اخرج بعضه الترمذي وبعضه ابو داوود وعدد من اصحاب السنن وابن ماجة وصحح الحديث عند عدد منهم. اذا ثبت عندنا ارتجاف الجبل في حراء بمكة وان الذي كان عليه من الصحابة بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم عدد. في بعض الروايات وصل الى عشرة. نال كلهم هذه البشارة انه اما ان يكون صديقا او شهيدا. فمن قتل منهم في غزوة ومن قتل منهم طعنا او غدرا نال الشهادة على لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وارتي لمعنا في المعجزة ما مرت الاشارة اليه بحديثه صلى الله عليه وسلم الى يقول النووي رحمه الله وهو يشرح حديث مسلم الصحيح المختار ان معناه ان احدا يحبنا حقيقة جعل الله فيه تمييزا يحب به كما قال تعالى وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله. فنسب الى الحجارة خشية. والخشية عمل قلب ومشاعر وعواطف فنسبها الله عز وجل قلة الى الحجارة فحصل هذا في احد وكان هذا المعنى بشيء عظيم ادركه الصحابة في حب الجبل لهم كما اخبر النبي صلى الله الله عليه وسلم وهو يتحدث معهم في هذا الموضع. يبقى الكلام ان ارتجاف الجبل في هذا الموقف يمكن ان يكون امرا يبعث على من ان يكون هذا بأسا من الله او عقابا ونكالا. خصوصا وان موسى عليه سلام اخذت الرجفة باصحابه لما قال في مثل ما قال الله عز وجل واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا. فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا قال العلماء الفرق بين رجفتي الجبل بين ظاهر فرجفة الجبل في عهد موسى عليه السلام كان امارة غضب من الله عز وجل فكان لونا من النقمة وما حصل في احد كان بخلاف ذلك تماما. فانه ارتجاف الشوق والحركة التي خلقها الله في الجبل تعظيما بمن صعد ظهره. فانما هو نبي وصديق وشهيدان اعلى مراتب للبشرية اجتمعت على ظهر الجبل يوم ذاك. النبوة والصديقية والشهادة فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فاعلى المراتب الثلاثة اجتمعت في خاص محمد صلى الله عليه وسلم نبيا وابو بكر رضي الله عنه صديقا وعمر وعثمان رضي الله عنهما شهيدين. فلما حمل الجبل فوق ظهره البشر على الاطلاق يوم ذاك. ارتجف لما خلق الله عز وجل فيه هذا المعنى. ثم استجاب لخطابه صلى الله عليه سلم اذ قال له اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد روي انه حين طلبته قريش قال له في سبيل اهبط يا رسول الله فاني اخاف ان يقتلوك على ظهري فيعذبني الله. فقال له حراء اليك الي يا رسول الله. ليس لهذه الرواية سند يحال اليه الحديث ليثبت صحة او ضعفا. ولهذا صدر المصنف الرواية بقوله وقد روي فاحال الى اسناد بالمجهول لانه لا يعرف اسناد معلوم اصحاب الرواية فيه ورجال السند فاحاله بهذا ومثل هذا في ميزان الرواية لا يمكن التعويل عليه. واما ثبير فجبل بمكة معلوم وهو على يسار الذاهب من منى الى عرفات في مزدلفة تحديدا والذي ثبت في صحيح البخاري وغيره ان قريشا كانت اذ حجت في الجاهلية واتت مزدلفة فانما تنفر من مزدلفة فتى يوم العيد بعدما تشرق الشمس وترتفع وكانوا يقولون اشرق ثبيروا كيما نغير. يخاطبون الجبل بمعنى ها لم يبرحوا مزدلفة وينفروا حتى تشرق الشمس من اعلى الجبل. اشرق ثبير. كيما نغير يعني كيما ننفر امن جمع؟ فخالف النبي عليه الصلاة والسلام في حجته الميمونة المباركة خالف هدي الجاهلية. فلما كانوا يتعجلون من عرفة النفر قبل غروب الشمس حتى يكون قرص الشمس كالعمامة على رؤوس الجبال خالفهم فبقي حتى تغرب الشمس يقينا عن جزء من الليل وخالفهم في مزدلفة فلما كانوا يتأخرون في النفر منها الى بعد طلوع الشمس خالفهم فيتعجل في مزدلفة ويخرج منها بعد ان يسفر الصبح جدا قبل طلوع الشمس. والمقصود ان ثبير جبل بذلك الموضع في المشاعر وهذه الرواية انه صعده النبي عليه الصلاة والسلام في طريق الهجرة لما طلبته قريش فقال اهبط يا رسول الله يعني امره بالنزول من على ظهر الجبل وعل ذلك بخشية ان يدركه القتل على ظهره فيكون هذا شؤما على الجبل. فنادى حراء الي يا الله والصحيح في اخبار السيرة انه صلى الله عليه وسلم قصد الجبل تحديدا في غار ثور لما اختبأ بصحبة الصديق ابي بكر رضي الله عنه قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ اعلى المنبر؟ نعم وتجدر الاشارة ايضا يا كرام ان جبل ثبير هذا جاء ايضا عند بعض اصحاب السنن ذكر ما حصل في احد حراء انه حصل في ثبير ايضا وان الذي اه حصل باحد بارتجاف الجبل بالنبي عليه الصلاة والسلام جاء في بعظ الروايات انه حصل في سبيل. وقد اخرج ايظا الترمذي وغيره والنسائي ونحوهم في حديث مقتل عثمان. لما حوصر في داره رضي الله عنه جعل يقول انشدكم بالله والاسلام هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير ثبير مكة ومعه ابو بكر وعمر وانا فتحرك الجبل فركضه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال اسكن ثبير. فانما عليك نبي وصديق وشهيدان. قالوا اللهم نعم قال الله اكبر شهدوا لي ورب الكعبة يعني انه شهيد. الحديث صحيح من غير زيادة جبل ثبير في قصة مقتل عثمان واستنطاقه بمن كان معه بانهم سمعوا شهادة النبي له عليه الصلاة والسلام بالشهادة حديث صحيح الا ان زيادة جبل ثبير انها حصلت عليه واقعة ارتجاف الجبل لا تثبت. والصحيح انه ثابت في جبلين هما احد وحراء نعم قال القاضي رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر وما قدروا الله حق قدره ثم قال يمجد الجبار نفسه انا الجبار انا الجبار انا الكبير المتعال فرجف المنبر فرجف المنبر حتى قلنا ليخر ليخرن عنه نعم هذا الحديث الذي اخرجه احمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان باخراجه في صحيحيهما. وصححه الالباني ايضا في السلسلة الصحيحة قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقرأ وما قدروا الله حق قدره ثم قال يمجد الجبار نفسه انا الجبار انا الجبار انا الكبير المتعال. قال فرجف المنبر حتى قلنا ليخرن عنه يعني وجدوا في المنبر رجفة حتى خافوا ان يسقط منه النبي صلى الله عليه وسلم اذا خر المنبر به وما ذاك الا لشيئين عظيمين. الاول موقف العظمة هو النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ الاية ويصف لهم عظمة الرب جل جلاله بهذا المعنى العظيم. والمعنى الاخر معنى الدلالة في وصف الله بالجبروت وبالعظمة. وانه عز وجل في عظمته تبارك وتعالى ليس احد يحصي ثناء عليه. وان له ربنا عز وجل له من العظمة والجلال والكبرياء. ما لا يحيط به البشر ولهذا قال الله وما قدروا الله حق قدره وما وقع اهل الشرك في كفرهم وصدودهم وجحدهم لحق الله الا جهلا بعظمة الله عز وجل. قال الله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. قال وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. فلاجل هذين المعنيين العظيمين رجف المنبر. والمقصود هنا في الرواية في ذكر المعجزة الجماد فلماذا تحرك؟ لانه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ الاية ويذكر عظمة الرب. هل يسمع المنبر وهو جماد؟ نعم. اما سمع احد تجاب وسمعت الشجرة فانقادت سمع المنبر فاستجاب عظمة فصار كاحد الجالسين من الصحابة يسمع الخطبة ويسمع الموعظة ويسمع ما يلقيه النبي عليه الصلاة والسلام كلام من ايات الوحي وذكر عظمة الله. فهل امن المنبر واستجاب كل ذلك يدلك اخي الكريم على ان حركة الجماد التي حصلت في مواضع متعددة في حياة النبي عليه الصلاة والسلام. فيها لون من المعجزات ايد الله بها نبيه. والصحابة حضور وهم في في المجلس شهود فيرجف المنبر. الحديث وان اخرجه احمد وابن خزيمة وابن حبان اصله في البخاري موجود عنده في الصحيح ومسلم ايضا فيما يتعلق بقراءته عليه الصلاة والسلام الاية على المنبر وذكر عظمة ربنا جل جلاله نعم قال رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الارجل بالرصاص في الحجارة فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد عام الفتح جعل يشير في يده في يده اليها ولا يمسها ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فما اشار الى وجه صنم الا وقع لقفاه ولا لقفاه الا وقع لوجهه حتى ما بقي منه ها صنم ومثله في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وقال فجعل يطعنها ويقول جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد. هذا الحديث في قصة فتح مكة ودخوله صلى الله عليه وسلم عام الفتح سنة ثمان للهجرة وقد دخلت مكة في الاسلام ودانت لله عز وجل لما دخل واذا بالاصنام التي قد نصبتها قريش حول الكعبة شركا بالله جل جلاله والحادا في الحرم. والنبي عليه الصلاة والسلام سلام عمد الى تطهير البيت الحرام. كما طهره الخليل ابراهيم عليه السلام اول مرة عند بناء البيت. فجعل يزيل الاصنام ويبعدها واخرج ما كان في الكعبة في جوفها ايضا. وابقى الكعبة على التوحيد فجعل والعود في يده صلى الله عليه وسلم يطعن اصنام وهو يقرأ جاء الحق والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قول الله سبحانه جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد الحديث في رواية الطبراني انه عليه الصلاة والسلام وهو يشير بقضيب في يده الى تلك الاصنام لم يكن يمسها ويقرأ جاء الحق وزهق الباطل. فباشارته اليها تتهاوى وتسقط تباعا. وتخر على قفاها ثم على وجهها عليه الصلاة والسلام يزيلها حتى ما بقي منها صنم وحديث الصحيحين عند البخاري ومسلم وهو اصح من الرواية ذاتها انه جعل يطعنها بعود في يده صلى الله عليه وسلم ويقرأ جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيب انما تكون معجزة على المعنى الاول انه يشير اليها بالعصا دون ان يمسها فتستجيب وتنقاد فتسقط على وجوه يعني الاصنام وفي حديث الصحيحين انه لما كان يطعنها بالعصا تسقط وتتهاوى واحدا تلو الاخر بما اتم الله عز وجل على يديه رسالة التوحيد وتخليص البيت وتطهيره من كل ما احدثته الجاهلية حتى عاد الى صفاء العقيدة ونقاء التوحيد تطهيرا وتعظيما لرب البيت جل جلاله. قال رحمه الله تعالى ومن ذلك حديثه مع الراهب في ابتداء امره. اذ خرج جتاجر مع عمه وكان الراهب لا يخرج لاحد. فخرج وجعل يتخللهم حتى اخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا سيد العالمين. يبعثه الله رحمة للعالمين. نعم هذه قصة بحيرة النبوة التي مرت الاشارة اليها قبل قليل جعل يتخللهم يعني يأتي من بين افواج الناس يبحث قاصدا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال ما سمعتم هذا سيد العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين. نعم فقال له اشياخ من قريش ما علمك من اين جئت بهذا؟ ما علمك؟ كيف لك ان تخبر عنه بالنبوة والرسالة؟ والنبي عليه الصلاة والسلام اذ ذاك لا لا يزال فتى فقال انه لم يبق شجر ولا حجر الا خر ساجدا له. ولا يسجد الا لنبي وذكر القصة ثم قال واقبل صلى الله عليه وسلم وعليه غمامة تظله. فلما دنا من القوم وجدهم سبقوه الى الشجرة فلما جلس اليه صلى الله عليه وسلم. الفيء هو الظل وقد حكى بحير ما رأى من النبوة فاستدل بها على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث اخرجه الترمذي في سننه وابن ابي شيبة في النفي هو الحاكم وصححه ومن اهل العلم من ضعف قصة بحيرة سندا كالامام الذهبي رحمه الله وصححها بعضهم كالالباني رحمه الله فالحديث بين مصحح ومضعف في ثبوت هذه القصة مع بحير الراهب في قصة اتيانه عليه الصلاة والسلام الى الشام في قصة التجارة بصحبة عمه ابي طالب وايا كان فقد تقدم في الفصل من الروايات ما شهد بهذا المعنى العظيم من المعجزات التي ايد الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام حن الجماد واستجاب النبات واقبل الشجر والحجر صلاة وسلاما على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم نحن اولى بذلك امة الاسلام. الليلة مباركة وهذا البلد الحرام موضع عظيم. شرفنا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فيه مضاعف. نصب الحنين باظلع اوتارا. فعزفت لحنا بالصلاة جهارا. صلى عليك الله ما حرف غدا يصف الجمال وينثر الاشعار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدنا ضالنا وبلغنا يا ربي مولانا في اعلى رضاك يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين