بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى احمد الله تعالى ربي واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة عبده وابن عبده وابن امته ومن لا غنى له طرفة عين عن رحمته واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين وعليه تتنزل صلوات المحبين هذه الليلة ويوم الجمعة وهو القائل صلى الله عليه واله وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد معاشر المسلمين فان ليلة الجمعة ما زالت حافلة وفيها السعادة يتقلب في اكنافها المؤمنون بكثرة الصلاة والسلام على رسول الامة صلى الله عليه واله وسلم يلتمسون في ثناياها صلوات ربهم عليهم بكل صلاة عشر صلوات وقد قال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا الى غير ما يجده المصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم مما توجبه الصلاة على المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من تفريج الهم وتحقيق المطلب وغفران الذنب ونيل المنى. واما ما يجده المصلي على نبيه عليه الصلاة والسلام من فرحة القلب وسعادة الفؤاد. فذاك ما جعل المصلين يشغلون ايامهم ولياليهم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وقد ادركوا تماما ان الله احبه فصلى عليه وان الله احبه فسخر الملائكة فصلت عليه. وجعل سبحانه وتعالى لمن احبه من العباد كثرة الصلاة والسلام عليه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. صلى الله عليه اله وسلم الاوان مجلسكم هذا ايها الكرام لمجلس نلتمس فيه كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ونحن نقلب صفحات من هذا السفر المبارك كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض الله تعالى وما زلنا في قسمنا هذا في الباب الرابع في حديث المصنف عن المعجزات التي ايده الله بها وجعل منزلته بها رفيعة وايده بها فاظهره بالحق عليه الصلاة والسلام. والمعجزات اصناف وظروب وانوار ومضى كثير منها ووقف بنا الحديث في الفصل الذي عنونه المصنف رحمه الله بقوله فصل في احياء الموت وكلامهم وكلام الصبيان والمراظع وشهادتهم له بالنبوة وكان اول حديث في هذا الباب هو ما تم الوقوف عليه ليلة الجمعة الماضية حديث الشاة المسمومة التي سمتها اليهودي التي سمتها اليهودية للنبي صلى الله عليه وسلم عام فتحه خيبر سنة سبع للهجرة. وقف الحديث في اثناء هذا الموظوع وسنعيد من اول الفصل ربطا للسابق باللاحق. الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة والفلاح. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه عليه وسلم ذي الشمائل الباطنة والظاهرة وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين اما بعد. فهذا هو مجلسنا الحادي والتسعون من المجالس العامرة في هذه البقعة الشريفة المباركة وباسانيدكم المتصلة الى الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى قال فصل في احياء الموتى وكلامهم وكلام الصبيان والمراضع وشهادتهم له بالنبوة صلى الله عليه وسلم. نعم اراد فصل في احياء الموتى اي في احياء الله الموتى له عليه الصلاة والسلام بهم معه في جملة من الشواهد التي سيسوق فيها بعض الاحاديث. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو الوليد هشام ابن احمد الفقيه بقراءتي عليه والقاضي ابو الوليد محمد ابن رشد والقاضي ابو عبدالله محمد بن عيسى التميمي وغير واحد سماعا واذناه. قالوا حدثنا ابو علي الحافظ قال حدثنا ابو عمر الحافظ قال حدثنا ابو زيد عبدالرحمن ابن يحيى قال حدثنا احمد بن سعيد قال حدثنا ابن عربي قال حدثنا ابو داوود وقد تقدم ان ابا داوود هنا هو الامام صاحب السنن رحمه الله قال حدثنا وهب بن بقية عن خالد هو الطحان عن عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان يهوديا اهدت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبرشاة مصلية سمتها فاكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها واكل القوم فقال ارفعوا ايديكم فانها اخبرتني انها مسمومة. فمات بشر ابن البراء رضي الله عنه وقال لليهودية ما حملك على ما صنعت؟ قالت ان كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت. وان كنت ملكا ارحت الناس منك. قال فامر بها فقتلت وقد روى هذا الحديث انس رضي الله عنه وفيه قالت اردت قتلك. فقال صلى الله عليه وسلم ما كان الله ليسلطك ليسلطك على ذلك. فقال نقتلها فقالوا نقتلها؟ قال لا وكذلك روي عن ابي هريرة رضي الله عنه من حديث غير وهب قال فما عرض لها ورواه ايضا جابر بن عبدالله رضي الله عنه وفيه اخبرتني به هذه الذراع. قال ولم يعاقبها وفي في رواية الحسن رضي الله عنه ان فخذها تكلمني انها مسمومة. وفي رواية ابي سلمة ابن عبد قال صلى الله عليه قالت اني مسمومة. وكذلك ذكر الخبر ابن اسحاق وقال فيه فتجاوزوا عنها. نعم هذه الاحاديث او روايات هذا الحديث مرت في مجلس الجمعة الماضية ليلة الجمعة الماضية. وفيها جمل من الفوائد اولها اثبات هذه القصة التي رامت فيها هذه اليهودية المشؤومة وضع السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك بعد فتحه خيبر سنة سبع للهجرة. وغزوة خيبر كانت في اوائل السنة في محرم من السنة السابعة للهجرة فلما فت لما فتح خيبر واستقر له الامر اتت اليهودية وهي زينب. قيل زينب بنت سلام والصواب انها زينب بنت الحارث امرأة سلام ابن مشكم من زعماء يهود وان هي التي وضعت السم واستخدمت الشاة وقد قدمته شواء لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وجعلت السم اكثر ما يكون في ذراع الشاة وكتفها علمها بعدما سألت ان احب الشاة اليه ذراعها عليه الصلاة والسلام وكان معه على المائدة بعض اصحابه منهم بشر ابن البراء ابن معرور الخزرجي الانصاري رضي الله عنه الذي كان احد نقباء العقبة شهيدها وشهد المواقع الاول في بدر واحد وما بعدها. وكان مع النبي عليه الصلاة والسلام فاصاب من ذلك الطعام اما نبينا عليه الصلاة والسلام فلما وضع اللقمة في فيه لفظها وما استساغها. واما بشر فساغها وابتلع واخبر النبي عليه الصلاة والسلام بالمعجزة التي ايده الله بها ان الشاة مسمومة فمن الذي اخبره؟ انطق الله الشاة كما سيأتي في الروايات وجاء في بعضها قال اخبرتني به هذه الذراع وفي رواية الحسن ان فخذها تكلمني انها مسمومة. وفي رواية ابي سلمة بن عبدالرحمن قالت الشاة اني مسمومة وهل تنطق شاة بعدما ذبحت وشويت ليس هذا من شأن الحيوانات بعد قتلها ولا قبل ذبحها ان تنطق فهذه معجزة بينة واية ظاهرة ان تنطق الشاة وتتكلم اما لو كانت الشاة حية لكان في نطقها وكلامها اية ومعجزة. فكيف وقد ذبحت وشويت لكنها اية من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام وفي الحديث ايضا شأن اليهود في غدرهم وخيانتهم وحربهم على الله ورسله عليهم الصلاة والسلام. وان العهد لم ينتهي بهم مع اخر انبياء بني اسرائيل بل ادركوا بالعداوة والحسد والبغضاء والخيانة رسولنا صلى الله عليه وسلم فراموا قتله في غير هذه احداها وفي الحديث ايضا ما مر بكم ان النبي عليه الصلاة والسلام لما تبين له امر الشاتي ذكره لاصحابه. واما اليهودية قد اختلفت الروايات في شأنها جاء في الحديث الاول الذي ساقه بالرواية ابي هريرة رضي الله عنه قال فامر بها فقتلت وفي الاحاديث الاخر من رواية انس وابي هريرة وجابر غير ذلك. قالوا نقتلها؟ قال لا. وفي رواية قال فما عرض لها وفي الثالثة قال قالوا لما سألوها انقتلها؟ لم يأذن به النبي عليه الصلاة والسلام؟ ولما اختلفت الروايات اجاب اهل العلم ان الامر اختلف في بشأنها فانه لم يقتلها انتقاما لنفسه. وما اذن بقتلها لما تبين له امرها بل انه سألها ما حملك على اصنعت؟ قالت ان كنت نبيا لم يضرك وان كنت ملكا اراحنا منك وارادت بذلك ان تكشف صدقه في نبوته عليه الصلاة والسلام او كذبه وفي الحديث ايضا انه لما مات بشر ابن البراء دفعها النبي عليه الصلاة والسلام الى اولياء الدم فقتلوها فكان قصاصا لقتل البراء رضي الله عنه وارضاه. فهذه جملة روايات مضى الحديث عنها في ليلة الجمعة الماضية. نعم قال رحمه الله تعالى وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان في الحديث الاخر عن انس قال وفي الاخر عن انس رضي الله عنه انه قال فما زلت اعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ الصحيحين من حديث انس قال فما زلت اعرفها يعني اعرف اثر هذه الشاة المسمومة في النبي عليه الصلاة والسلام في ماذا؟ قال فما زلت اعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم واللهاة هي قطعة اللحم المدلات في سقف الفم بين منتهى الفم واول الحلق التي تبدو اذا فتح الانسان فمه فنظر في المرآة فما الذي كان يعرفه انس رضي الله عنه؟ قال النووي رحمه الله كأنه بقي للسم علامة واثر من سواد او غيره وانس رضي الله عنه بحكم قربه واختصاصه بالنبي عليه الصلاة والسلام كان يطلع على هذه الامور من الدقائق والخصائص مما لا يطلع عليه غيره قال فكنت اعرفها او قال فما زلت اعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انه وان سلم الله نبيه عليه الصلاة والسلام فلم يأكل الشاة ولم يصب من سمها الا انه لما وضع اللقمة في فمه بقي في اثر وهذا الاثر هو الذي كان يرى انس رضي الله عنه شيئا منه في لهوات النبي عليه الصلاة والسلام. لكن تدري ما الاثر الاعظم؟ هو ما كان في اخر حياته لما وجد اثر السم وشكى عليه الصلاة والسلام في مرض موته وانه ذكر اكلة خيبر وانه اثرها عليه الصلاة والسلام وهو الذي ذكره المصنف في الحديث الاتي. قال رحمه الله وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي مات فيه ما زالت اكلة خيبر تعادني فالان او ان قطعت ابهري ما زالت اكلة خيبر تعادني هكذا اخرجه البخاري معلقا في صحيحه ووصله غيره تعادني يعني تعاودني في الالم واجد اثرها مرة بعد مرة بل مر بك انه عليه الصلاة والسلام اكل هذه الشاة المسمومة او مضغ منها لقمة في خيبر وذلك في محرم من السنة السابعة للهجرة فقوله فما زالت اكلة خيبر تعادني ذكر اهل السير انه عليه الصلاة والسلام ما زال يحتجم بعد غزوة خيبر ليخفف من اثر السم الذي وجده في تلك اللقمة. وانه كان يحتجم لتخفيف الاثر. فلما حانت الوفاة وكان مرض الموت الذي مات فيه عليه الصلاة والسلام قال هذه العبارة ما زالت اكلة خيبرة تعادني اي تعاودني. فكان يأتي اثرها ويزول لكن لما كان في مرض الوفاة وجد عليه الصلاة والسلام ان اثرها هذه المرة اعظم وانها ربما كانت غير مغادرة له عليه الصلاة والسلام فلذلك قال فالان او ان قطعت ابهري والابهر هو العرق المتصل بالقلب الذي اذا كان في انقطاعه انقطاع الحياة. وموت الانسان. فكان في هذا منه عليه الصلاة الصلاة والسلام اشارة الى ان انقضاء حياته قد قرب وان اجله قد حان. فربط بين هذا الحادث في موته عليه الصلاة والسلام وبين اكلتي خيبر اراد عليه الصلاة والسلام بذكر هذا العرق بالابهر ان انقطاعه يسبب فوت الحياة وموت ابن ادم فهذا من اثار اكلة خيبر وقد ساقه المصنف رحمه الله للدلالة على اثر تلك الاكلة من الشاة المسمومة. فالسؤال الان هل كان موت النبي عليه الصلاة والسلام بالسم يعني باثره ام بغيره وهو مجرد انقضاء الاجل دون اثر للسم؟ الرواية صريحة في انه حكى ذلك في مرض الوفاة. ومن هنا يذكر المصنف الان رحمه الله معن ابن اسحاق وغيره ان هذا يثبت اثرا لوفاة النبي عليه الصلاة والسلام بالشاة المسمومة في بقية مما بقي في جسده الشريف منها عليه الصلاة والسلام قال القاضي رحمه الله وحكى ابن اسحاق ان كان المسلمون ليرون ان يرون ليرون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا مع ما اكرمه الله به من النبوة. هذه حكاية ابن اسحاق في السيرة ان كان المسلمون ليرون ان رسول الله صلى الله وعليه وسلم مات شهيدا مع ما اكرمه الله به من النبوة ما وجه الشهادة انه مات باثر السم في هذه الشاه. وقد اخبر عليه الصلاة والسلام ان المبطون شهيد والميت بداء البطن شهيد فاذا كان الموت بسبب السم فان هذا يدخل في جملة قوله عليه الصلاة والسلام والمبطول شهيد اخرج احمد في مسنده من قول ابن مسعود رضي الله عنه قال لان احلف بالله تسعا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا احب الي من ان احلف واحدة وذلك بان الله عز وجل اتخذه نبيا وجعله شهيدا فقوله رضي الله عنه في هذه العبارة يثبت فيها ما يحكيه ابن اسحاق عن عامة المسلمين. وان الله بذلك جمع لنبيه عليه الصلاة والسلام بين اعظم مقامين من مقامات البشر النبوة وليس فيها كسب بل هي اصطفاء والمرتبة الاخرى الشهادة التي لا يعدلها في درجات البشر من الكرامة ورفعة الدرجة مثلها من الدرجات وهي التي جاءت في اية ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابن سحنون اجمع اهل الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل اليهودي التي سمته وقد ذكرنا اختلاف الروايات في ذلك عن ابي هريرة وانس وجابر رضي الله عنهم وفي رواية ابن عباس رضي الله عنهما انه دفعها لاولياء بشر ابن البراء رضي الله عنه فقتلوها وكذلك قد اختلف في قتله للذي اختلف وكذلك قد اختلف في في قتله للذي سحره قال الواقدي رحمه الله وعفوه عنه اثبت عندنا وروي عنه انه قتله. ابن السحنون هو ابن فقيه المغرب الحافظ والمدون لمذهب الامام مالك رحمه الله يقول اجمع اهل الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل اليهودية التي سمته كيف يكون اجماع؟ وفي الروايات ما سمعت قبل قليل انه لم يعرض لها انهم سألوه ان اقتلها؟ قال لا. وانه عليه الصلاة والسلام تجاوز عنها وانه عفا عنها كل تلك الروايات التي مضت في شأن النبي عليه الصلاة والسلام مع اليهودية وانه ما تعرض لها بقتل نعم جاء في بعض الروايات انه عليه الصلاة والسلام امر بها فقتلت او انه دفعها لاولياء بشر ابن البراء والجواب ما تقدم ان الامر مختلف في حالين. فاما في ابتداء امرها لما وضعت السم واستدعاها النبي عليه الصلاة والسلام سألها واستنطقها فاجابت بخبثها وكيدها واذاها واعترفت ولما تبين له عليه الصلاة والسلام حفظ الله له عفا عنها ولم يأذن بقتلها ولا امر بذلك لكن لما كان في اخر الامر موت بشر ابن البراء الذي قيل انه مات في حينه وقيل بضع بضعة ايام وقيل بعد اشهر وقيل بعد عام كامل لما كان في ذلك موته رضي الله عنه امر بقتلها قصاصا له رضي الله عنه وارضاه فلا تنافي ومن هنا يحكى الاجماع انه عليه الصلاة والسلام هل قتل اليهودية التي سمته الجواب نعم لكنه ما قتلها لانها سمته عليه الصلاة والسلام لقد كان العفو احب اليه واعظم وما كانت بعثته عليه الصلاة والسلام الا رحمة للعالمين كما قال الله عز وجل. ورغم ليهود ومكرها وخبثها وحقدها وعدائها. الا انه كان يؤثر عليه الصلاة والسلام ان يستنقذ منهم من النار رجلا او امرأة ما وجد الى ذلك سبيلا. فلما وضعت السم اثر الا يقتلها لم يكن يبحث يوما في حياته عليه الصلاة والسلام عن حظ نفسه ولا الثأر لذاته الشريفة لكنه يحمل رسالة الوحي ونور الاسلام وتبليغ امر رب العالمين الى هذه البشرية لكنه لما كان فعلها سببا في قتل انسان. فكتاب الله القصاص. واقتص منها فقتلها. فاجمعوا على انه قتلها صلى الله عليه وسلم قال المصنف وقد ذكرنا اختلاف الروايات في ذلك عن ابي هريرة وانس وجابر رضي الله عنهم اجمعين. قال وفي رواية ابن عباس انه دفعها لاولياء بشر ابن البراء فقتلوها. قال في الجملة الاخيرة وكذلك قد اختلف في قتله الذي سحره المقصود به اليهودي لبيد بن الاعصم الذي سحر النبي عليه الصلاة والسلام والحديث ثابت في الصحيحين سحره في مشط ومشاطة وجعل ذلك في بئر والقاه وجعل الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام شفاء فانزل ملكين ونزلت سورة الفلق والناس المعوذتان فعصمه الله بها وعوذه بها واذهب عنه اذى السحر وابطله. فحمى الله نبيه عليه الصلاة والسلام. وقد علم زوري الملكين وحيا من الله بالذي سحره وانه لبيد بن الاعصم ومع ذلك ما استدعاه ولا قتله عليه الصلاة والسلام بعد ما تبين له امره وانكشف له شأنه. يقول ابن القيم رحمه والله وقد صح ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل من سحره من اليهود وفي سنن النسائي وصححه الالباني لما عرف النبي عليه الصلاة والسلام بالذي سحره وانه لبيد بن الاعصم قال في الرواية فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط ما اظهر في وجهه انه عرف عليه الصلاة والسلام. ولا حرص على ذلك. تدري ايضا لم؟ لانه لم يكن له في ذلك مصلحة احقق شيئا من دعوته وهمه الاكبر عليه الصلاة والسلام في استنقاذ الناس من النار الى الجنة. ومن الضلال الى الهداية ومن الغواية الى الاسلام فاثر عليه الصلاة والسلام الا يقتله. واتى به المصنف رحمه الله بمناسبة ذكر اليهودية التي سمته فلا قتل الذي نحره من اليهود ولا قتل التي سمته من اليهود ايضا. قال الواقدي وعفوه عنه اثبت عندنا. وروي عنه انه او قتله والصحيح الثابت عدم قتله نعم. قال رحمه الله وروى الحديث البزار عن ابي سعيد خدئ عن ابي سعيد رضي الله عنه فذكر مثله الا انه قال في اخره فبسط يده وقال كلوا باسم الله فاكلنا. وذكر اسم الله فلم منا احدا. هذه الرواية عند البزار فيها شيء مختلف عن الروايات الاخر وهو انه عليه الصلاة والسلام لما اخبرته الشاة بانها مسمومة قال لاصحابه كلوا بسم الله. قال فاكلنا وذكر اسم الله فلم منا احدا هذه رواية من كرة كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله لان الصواب والمحفوظ في الروايات الاخر خلاف ذلك. وان الذي اكل منه تضرروا ان بشر ابن البراء مات منها وانه عليه الصلاة والسلام وجد من اثر السم فهذا القدر والصحيح الثابت ولهذا حكم على رواية البزار بالنكارة لمخالفتها ما رواه الثقات الاثبات قال القاضي ابو الفضل رحمه الله وقد خرج حديث الشاة المسمومة اهل الصحيح وخرجه الائمة وهو حديث مشهور. نعم. وقد تقدم ان ممن خرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما. وكذلك ارباب السنن وعامة رواة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا قال القاضي عياض وهو حديث مشهور. يعني لن يناقش هنا في ثبوته من عدمه بل هو ثابت وتعاقب الائمة على روايته وتخريجه. فمن ثم فالمعول اذا على المعجزة العظيمة في هذه القصة. وهو انطاق الله تعالى للشاة المسمومة وقد تقدم في اول المجلس ان نطقت الشاة حال حياتها كان عجبا. فالاعجب ان تنطق شاة وهي مذبوحة مطبوخة مشوية او مصرية كما جاء في رواية ابي هريرة فالسؤال هنا الذي سيناقشه المصنف فيما يلي هل كان نطق الشاة او ذراع الشاة او فخذ الشاة هل كان نطقا بمعنى انه حياة عادت الى الشاة فدبت فيها الروح فتكلمت ام كلام منها وهي ميتة سيذكر ها هنا مذاهب لاهل العلم في تأويل الكلام الصادر عن الشاة المسمومة ووجه الاعجاز الذي جعله الله تعالى في لنبيه عليه الصلاة والسلام قال القاضي ابو الفضل رحمه الله واختلف ائمة اهل اهل النظر في هذا الباب فمن قائل يقول هو كلام يخلقه الله تعالى في الشاة الميتة او الحجر او الشجر وحروف واصوات يحدثه الله تعالى يحدثها الله تعالى فيها ويسمعها منها دون تغيير اشكالها ونقلها عن هيئتها وهو مذهب الشيخ ابي الحسن والقاضي ابي بكر رحمهما الله. هذا اول المذاهب ان الكلام الذي تكلمت به الشاة وسمعه النبي عليه الصلاة والسلام كان كلاما منها وهي ميتة وهي مذبوحة وهذا قد يكون بعيدا لمألوف العقول في العادات. نعم. ولذلك كان معجزة لكن اما تكلم الحجر فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وهو جماد لا حياة فيه اما سمعت الشجرة والجبل؟ فاذا يخلق الله في الجماد الذي لا حياة فيه يخلق فيه شيئا من السمع او نطقي فيكون معجزة فما العجب اذا في ان تكون المعجزة في نطق الشاة وهو ميتة وهي ايضا جماد او في حكم الجماد مما لا روح فيه. هذا المذهب الاول ان الكلام خلق يخلقه الله ويقول صوتا وكلاما وحروفا مسموعة يحدثها الله تعالى فيسمعها من شاء دون الحاجة الى تغيير شكلها او الى احيائها او نقلها عن هيئتها قال وهو مذهب الشيخ ابي الحسن يعني الاشعري والقاضي ابي بكر يعني الباقلاني رحمهما الله تعالى قال رحمه الله واخرون ذهبوا الى ايجاد الحياة بها اولا. ثم الكلام بعده وحكي هذا ايضا عن شيخنا ابي الحسن وكل محتمل والله اعلم. والمذهب الثاني قالوا بل هي حياة يخلقها الله في هذه الشاة وفي ذاك الجماد فاذا دبت الحياة كان الكلام. على اعتبار ان الكلام يشترط له الحياة وان الحياة شرط لوجود مثل هذه الصفات من الحروف والاصوات. نعم قال رحمه الله وكل محتمل والله اعلم اذ لم نجعل الحياة شرطا لوجود الحروف والاصوات اذ لا يستحيل وجودها مع عدم الحياة بمجردها. واذا كان الباب باب المعجزة وباب قدرة الله عز وجل التي يجعل فيها الامر خلاف المعتاد. وفوق عادة ما الفه البشر فلا سقف عندئذ لهذا الاعجاز. بل ربما كلما كانت المسألة ابعد كانت اعظم اعجازا. فان ينطق الله الجماد او الحيوان بعد مفارقة الحياة من غير حياة هو اكثر اعجازا من ان ينطقه بعد حياة تدب فيه او احيائة فهذا باب الاعجاز والاولى به ان يكون كذلك قال رحمه الله فاما اذا كانت عبارة عن الكلام النفسي فلابد من شرط الحياة لها اذ لا يوجد كلام النفس الا من خلافا للجباء من بين السائر متكلم الفرق في احالته وجود الكلام اللفظي والحروف والاصوات الا من حي الا من حي مركب على تركيب من يصح منه النطق بالحروف والاصوات والتزم ذلك في الحصى والجذع والذراع. وقال ان الله خلق فيها حياة وخرق لها فما ولسانا والة كم امكنها بها من الكلام؟ ها هنا جملتان الاولى ذكر المصنف رحمه الله ان الحياة ليست شرطا في وجود الكلام الذي هو عبارة عن حروف واصوات تسمع وبالتالي فها هنا مذهبان محتملان هل انطق الله الشاة بعد ان اعاد اليها الحياة او انطقها وهي على حال الموات والشواء قال مذهبان محتملان وان كان انطاقها وهي ميتة اعظم اعجازا. قال رحمه الله فاما اذا كانت عبارة عن الكلام النفسي فلا بد من شرط الحياة لها بمعنى ان الكلام ان كان كلاما نفسيا فلا يصدر الا من حي ولا يتصور صدوره من ميت قال اذ لا يوجد كلام النفس الا من حي وهذه مسألة احدثها بعض الفرق في الاسلام. وهي تقسيم الكلام الى كلام مسموع او ما يسمى بالكلام اللساني لا من نفسي يكون داخل القلب والفؤاد ليس نطقا بحروف ولا اصوات وتقسيم الكلام بهذا الاعتبار تقسيم حادث مخالف لما تدل عليه عموم النصوص ولما استعملته العرب في كلامها والفاظها وعباراتها فان العرب لا تسمي الكلام الذي يتحدث به المرء في داخله وفي نفسه لا تسمى به كلاما انما تسميه حديث نفس او قولة نفس. فاما اذا نطق بحرف وصوت فلا يسمى الا كلاما. واثر هذا عند ارباب العقائد في مسألة تفسير كلام الله جل جلاله. وموقع ذلك من القرآن العظيم كلام رب العالمين. هل هو مخلوق كما تزعم المعتزلة؟ ام هو كلام نفسي كما تذهب اليه الاشاعرة والماتريدية ومن وافقهم؟ ام هو كلام الله عز عز وجل حقيقة بلفظه وحرفه كما يذهب اليه عامة السلف. فذكر المصنف المسألة تبعا لذلك والعلم عند الله نعم قال رحمه الله وهذا لو كان لكان نقله والتهمهم به والتهمم به والتهمم به اكد من التهمم بنقل تسبيحه او حنينه ولم ينقل احد من اهل السير والرواية شيئا من ذلك فدل على سقوط دعواه مع انه لا ضرورة اليه في النظر والموفق والموفق الله. نعم يشيرها هنا في المسألة الثانية الى مقولة ابي علي جبائي وهو احد رؤوس المعتزلة واشياخهم. ذهب الى ان الحياة ليست شرطا وانه قال في الكلام النفسي يمكن ان يصدر من غير حي. قال والتزم ذلك في الحصى والجذع والذراع وقال ان الله خلق في حياة وخرق لها فما ولسانا امكنها الله بها من الكلام. فقال هذا في الشاة وقال في انطاق الحصى وفي الذراع وفي الشجر والحجر. يقول المصنف رحمه الله هذا لو كان يعني لو كان في الشاة المسمومة فم يتحرك ليتكلم. او كان في الطعام الذي سبح بين يديه عليه الصلاة والسلام فم يتحرك ليظهر للرائي والناظر او كان في الحصى الذي سلم والجبل والشجر لو كان له فاه وفم ينطق ويتكلم لكان هذا اعظم من مجرد سماع الصوت. يقول المصنف هذا لو كان لكان نقله والتهمم به يعني حمل الهم في روايته اكدوا من التهمم بنقل تسبيحه او حنينه. نقل ان الجذع حن وسمع له صوت. لكن ما نقل ان له وفمن كان يخرج منه صوت ذلك الحنين والانين؟ ولو كان لكانت العناية بنقله اكد فلما لم ينقل كان هذا مجرد تخرص ودعوة لا يصح نسبة الحوادث اليها. قالوا ولم ينقل احد من اهل السير والرواية شيئا من ذلك. فدل على سقوط دعواه مع انه لا ظرورة اليه في النظر والموفق الله قال رحمه الله وروى وروى وكيع رفعه عن فهد بن عطية ان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي بصبي قد شب لم يتكلم قط فقال من انا؟ فقال رسول الله. صلى الله عليه وسلم اراد المصنف الان ان ينتقل من انطاق الجمادات ونحوها الى انطاق الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام والمراضع ومن في حكمهم. هذه رواية لا تصح لان فيها مجاهيل في السند لا يمكن تعويل الرواية على لديهم انه عليه الصلاة والسلام اوتي بصبي قد شب يعني بلغ سن الشباب ولم يتكلم قط يعني هو في عداد الاخرس فما تكلم؟ قال فمن انا سأله النبي عليه الصلاة والسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني ان الله انطقه تلك الساعة بتلك الكلمة ولم يتكلم قبلها ما قيل في بعظ الروايات ولم يعد الى الكلام بعدها. واقتصر كلامه في كلامه على جوابه لسؤال النبي عليه الصلاة والسلام اياه وفي الجملة لا يصح هذا المروي عنه عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله وروي عن معرض ابن بعيقيب انه قال رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم عجبا جيء بصبي يوم ولد فذكر مثله. مثل الرواية السابقة جيء بصبي يوم ولد. فسأله من انا؟ قال رسول الله. هذا في انطاق صبي في المهد ما تكلم بعد. والرواية ايضا صدرها المصنف رحمه الله بقوله وروي اشارة الى تضعيفها وسيذكر بعض الفاظ الرواية هذه نعم وهو حديث مبارك اليمامة ويعرف بحديث شاصونة اسم راويه وفيه فقال له النبي صلى الله عليه سلم صدقت بارك الله فيك ثم ان الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب فكان يسمى مبارك اليمامة. وكانت هذه القصة بمكة في في حجة الوداع. نعم. حكم عدد من اهل العلم بالحديث بنكارة الرواية وعدم صحتها. بل ذهب بعضهم الى انها موظوعة والنكارة فيها كما يقول الحافظ ابن كثير ليس في هذا مما ينكر عقلا ولا شرعا ليس مما ينكر ان ينطق الله صبيا بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. انما الذي يستنكر عدم ثبوت تلك الرواية وان يكون في اسناد مجهول او ضعيف متهم او من لا تحل الرواية عنه فهذا يستنكر. ونبينا صلى الله عليه وسلم اعظم شأنا. وليس بحاجة الى زعم ما لا يثبت من الروايات والاخبار والقصص لاثبات شيء يدل على عظمة مقامه ورفعة قدره وشأنه صلوات ربي وسلامه عليه اما ان الله قد رفع قدره واغناه عن مثل تلك الروايات الضعيفة والهزيلة والتي يمكن ان تكون مطعنا لا ان تكون دليلا على منقبة ولا كرامة ولا علو شأن. وفي الصحيح الثابت غنية ان شاء الله. هذا الحديث يسميه اهل السير والتواريخ بحديث شاصونا نسبة الى احد رواته وهو شاصونة ابن عبيد ابن معرظ ابن عبد الله ابن معيقيب راوي الحديث قال رأيت من النبي عليه الصلاة والسلام عجبا. سمي بمبارك اليمامة يعني هذا الصبي لانه تكلم ونطق في المهد صبيا. بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام وان النبي عليه الصلاة والسلام دعا له وصوبه وصدقه لما قال صدقت بارك الله فيك تعقيبا على جوابه لما سئل من انا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ان الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب فكان يسمى ترك اليمامة حكم عدد من اهل الحديث بضعف الرواية وانها مما لا يحل نسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك ده غير واحد ذكره البيهقي وفي الدلائل وظعفه الحافظ بن حجر وكذلك السيوطي والحافظ بن كثير وعدد من اهل العلم ذكروا ظعف فهو ان اسناده غريب لا يصح التعويل على مثله والعلم عند الله قال رحمه الله تعالى وعن الحسن رحمه الله اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ان او طرح بنية له في وادي كذا فانطلق معه الى الوادي وناداها باسمها يا فلانة اجيبي باذن الله تعالى فخرجت وهي تقول لبيك وسعديك. فقال لها صلى الله عليه وسلم ان ابويك قد اسلما فان ان اردك عليهما قالت لا حاجة لي فيهما وجدت الله خيرا لي منهما. وهذا كذلك صدر فيه المصنف رحمه الله الرواية عن الحسن قائلا وعن الحسن قال اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم والحسن البصري رحمه الله تابعي ما ادرك الصحبة ولا شرفها. فروايته المباشرة عن النبي عليه الصلاة والسلام مرسلة والمرسل في عداد الحديث الضعيف عند المحدثين. فالرواية بهذا ضعيفة وقد جرت عادة المصنف كما مر بكم كثيرا انه اذا جاء في فصل او باب ليسوق جملة من الروايات والاثار والاخبار فانما يصدره بالقوي والثابت والصحيح والمشهور ويجعل عادة في اخر الفصل او الباب ما يضعف او ما يروى بلا سند او ما يكثر تظعيفه وهذا يدل على عدم سهو الامام رحمه الله ولا غفلته او ما يورد في الكتاب. لكنه اراد ان يجمع ما نقل وما دون وما سطره العلماء وما ذكروه في الباب فان كان ضعيفا اشار اليه او المح اليه بمثل هذا الصنيع بطريقتين. جعله في اخر مرويات لباب او الفصل فالدلالة على التأخير عنده دلالة على عدم قوته او ثبوته. والطريقة الثانية الاشارة الى ماخذ هذا الظعف مثل لقوله وعن الحسن قال اتى رجل ومعلوم لادنى طالب علم بالحديث ان الحسن رظي الله عنه لم يدرك النبوة ولا شرف الصحبة. فروايته اذا المباشرة عن النبي عليه الصلاة والسلام تكون مرسلة. وكذلك الشأن في قوله وروي او ونقل او وحكي او وذكر فلان يذكره مطلقا بلا اسناد ويرسله ارسالا او يعلقه تعليقا. في الحديث قال اتى رجل الى النبي عليه وذكر له انه طرح بنية له في وادي كذا فانطلق طرحها يعني كما تفعل الجاهلية في التخلص من البنات ودفنهن احياء او الرغبة عنهن في الحياة قال معه الى الوادي وناداها باسمها يا فلانة اجيبي باذن الله تعالى. قال فخرجت وهي تقول لبيك وسعديك. فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام ان ابويك قد اسلما. فان احببتي ان اردك عليهما فقالت لا حاجة لي فيهما. وجدت اتقوا الله خيرا لي منهما. ولو صحت الرواية لكانت شاهدا اخر من شواهد الاعجاز اذا وان لم تصح فليس فيه منقصة وليس شيء فات مما يصل الى مقام النبي عليه الصلاة والسلام او قدره العظيم بشيء اطلاقا فلن يكون الحديث الظعيف ولا الرواية الواهية لن تكون في اثباتها زيادة قدر ولا في ردها وتضعيفها نقص شيء من ذلك وقد قلت مرارا لقد اغنى الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالصحيح الثابت المتواتر من الايات التي اثبتت الوانا من ودلت على عظيم القدر ورفعة الشاة. ثم في الصحيح الثابت من الروايات عنه عليه الصلاة والسلام وعن اصحابه الكرام ارتفع شأنه العظيم ولم يزل عظيما عند ربه عظيما عند خلق ربه سبحانه وتعالى. ولم يزل عظيما في قلوب امته صلى الله عليه وسلم وهل ادل على عظمة مقام نبيكم عليه الصلاة والسلام امة الاسلام من ان نأتي اليوم بعد الف واربع مئة وتسعة وثلاثين سنة من هجرته الشريفة فنجلس مجلسا بين العشاءين في رحاب بيت الله الحرام حرام ليس لنا الا الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وليس لنا الا الحديث عن عظمة قدره وشأنه نؤسس هذا في القلوب ونزرعه في النفوس ونروي به الافئدة ونعلمه الاجيال ونتذاكره جيلا بعد جيل. هل ادل على ذلك من كتاب اذ يصنفه القاضي عياض رحمه الله في مثل القرن الخامس او السادس. فيظل يدرس قرونا ويتعاقب الناس عليه يقرأونه ويرونه ليس فيه شيء الا التعريف بحقوق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد اغنى الله نبيه عليه الصلاة والسلام وسخر له من الاسباب والدلائل والايات ما جعله عظيم الشأن رفيع القدر بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام فلا حاجة مثقال ذرة في التمسك برواية ضعيفة وساقطة ومتهافتة لا مستمسك لها ولا معول عليها من اجل ان نزعم فيها زعما نثبت به شرفا او عظمة او رفعة قدر نريد نسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام. نعم قال رحمه الله وعن انس رضي الله عنه ان شابا من الانصار توفي وله ام عجوز عمياء فسجيناه وعزيناها فقالت ما تبني؟ قلنا نعم. قالت اللهم ان كنت تعلم اني هاجرت اليك والى نبيك رجاء ان تعينني على ان تعينني ان تعينني على كل شدة فلا تحملن علي هذه المصيبة فما برحنا انكشف الثوب عن وجهه فطعم وطعمنا هذا ايضا حديث فيه انقطاع بين بعض رواته وقد ضعفه الحافظ ابن كثير وكذلك ابن عدي في الكامل قال انه منكر الحديث في لفظه ايضا ما يشير الى بعض النكارة سوى نكارة السند. يقول انس رضي الله عنه ان شابا من الانصار توفي وله ام عجوز عمياء فسجيناه يعني فسجيناه يعني دفناه وكفناه. قال وعزيناها. يعني ام هذا الشاب فقالت ما تبني؟ تسأل؟ قلنا نعم قالت اللهم ان كنت تعلم اني هاجرت اليك والى نبيك رجاء ان تعينني على كل شدة فلا تحملن علي هذه المصيبة فلما استجارت واستغاثت وسألت الله جل جلاله متوسلة اليه بصالح عملها الذي ذكرته ها هنا. قال فما برحنا انكشف الثوب عن وجهه. يعني هذا الشاب الذي قد سجي للتو وقد كفن ولف في اثواب الكفن. قال فما برحنا انكشف الثوب عن وجهه فطعم وطعمنا يعني اكل واكلنا معه فكان اعظم من مجرد الحياة او النطق والابصار بل هو حركة الاحياء وتناول الطعام مع على الاحياء والجلوس معهم. الحديث ها هنا ليس فيه ذكر شيء يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام. فكيف يعد معجزة ذكر ذلك من اجل كلمتها لما قالت اللهم ان كنت تعلم اني هاجرت اليك والى نبيك فكانت هذه الكرامة لها او لابنها من اجل عظيم ما تعلقت به في توسلها من ايمانها وهجرتها الى الله هو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتكون هذه المعجزة كرامة متظمنة لعظيم ما اتصلت به من توصلها بالايمان الهجرة الى الله والى نبيه عليه الصلاة والسلام من النكارة في متن الحديث قول المرأة ان كنت تعلم اني هاجرت اليك والى نبيك عليه الصلاة والسلام ووجه النكارة انها امرأة لشاب من الانصار. والهجرة انما هي في اهل مكة وليست للانصار. وعلى كل حال فلم يثبت اهل العلم للحديث هذا صحة في الرواية ولا تثبتا في السند. نعم. قال رحمه الله وروي عن عبد الله ابن عبيد الله انصاري رضي الله عنه قال كنت فيمن دفن ثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه وكان قد قتل باليمامة فسمعناه حين ادخلناه القبر يقول محمد رسول الله ابو بكر ابو بكر الصديق عمر عمر شهيد عثمان البر الرحيم فنظرنا فاذا هو ميت وهذا كذلك مما لا تثبت به رواية وغاية ما فيه هذا التعليق يقول كنت في من دفن ثابت ابن قيس ابن شماس. اما ثابت ابن قيس فصحابي جليل وله في صحبته شرف ومناقب جما. ومنها انه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا اتى الاقوام وحضرت الوفود وتكلم خطيبهم وتحدث امر النبي عليه الصلاة والسلام خطيبه فكان يقارعهم فصاحة والقاء وبلاغة وبيانا ووضوح صوت وجلال لا بل ذكر عنه رضي الله عنه جهورية صوته وارتفاعه واسماعه كما هو السمت المعتاد والصفة المستحسنة في الخطباء رفع الصوت والاسماع من بعد ذكر في شأنه هذا المعنى وانه لما قتل شهيدا بارض اليمامة في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه زمن حروب الردة لما اشتد القتال بين الصحب الكرام مع المرتدين باليمامة حصلت في الصحابة مقتلة عظيمة. لاجلها ابتعثت همة ابي بكر للصديق ومن معه من الصحابة لجمع المصحف بعدما استحر القتل بالقراء من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان في من قتل باليمامة ثابت ابن قيس يقول هنا عبد الله بن عبيد الله الانصاري فسمعناه حين ادخلناه القبر يقول وكنت في من دفنه قال سمعناه يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابو بكر الصديق عمر الشهيد عثمان البر الرحيم. قال فنظرنا فاذا هو ميت يعني ليس حيا او او وهمنا موته فجئنا نجهزه للدفن بل هو ميت يعني ما تحرك بحركة ولا عادت اليه حياة فكان في نطقه اية على هذه الرواية ان صحت وقد تقدم بك انه لا يثبت لها سند صحيح يعول عليه قال رحمه الله تعالى وروي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ان زيد بن خارجة رضي الله عنه خر ميتا في بعض ازقة المدينة فرفع فرفع وسجي اذ سمعوه بين العشائين والنساء يصرخن حوله يقول انصتوا انصتوا فحسر عن وجهه فقال محمد رسول الله النبي الامي وخاتم النبي كان ذلك في الكتاب الاول ثم قال صدق صدق وذكر ابا بكر وعمر وعثمان ثم قال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثم عاد ميتا كما كان طيب وهذا ايضا مما اخرجه الطبراني وابو نعيم وغيرهم في هذه الرواية وهو ان النعمان بن بشير رضي الله عنه قال لما خر زيد بن خارجة ميتا في بعض ازقة المدينة رفع وسجي يعني ايضا كفن في اثواب للتهيئة للدفن. قال اذ سمعوه بين العشائين يعني صلاة المغرب والعشاء. سمعوا صوتا والنساء حوله يصرخن يعني يبكي اهل بيته من النسوة وفاته رضي الله عنه قال وبينما هن يصرخن بكاء عليه وتأثرا وحزنا بفراقه سمعوا صوتا فيستنصتهم فاذا هم يسمعونه يقول انصتوا انصتوا يعني هو زيد ابن خارجة وهو مسجن على الكفن يقول انصتوا انصتوا قال فحسر عن وجهه يعني رفع الغطاء والكفن عن وجهه. قال فاذا هو يقول محمد رسول الله النبي الامي وخاتم النبيين كان ذلك في الكتاب الاول صدق صدق قال وذكر ابا بكر وعمر وعثمان ثم قال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم عاد اميتا كما كان لو صحت الرواية لكانت شاهدا اخر. على ان الحافظ ابن كثير رحمه الله لما ذكر الرواية وذكر بعض من خرجها قال واما قصة زيد ابن خارجة وكلامه بعد موته فمشهورة مروية من وجوه كثيرة صحيحة فربما يذهب الى تصحيح الرواية وليس فيها ان موته ولا نطقه وكلامه كان بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام. ولا انه كان بين يديه فمن اين يحمله المصنف على ان كلامه في مثل هذه الحالة كان انطاقا من الله لهؤلاء الاموات قامة لرسول الله عليه الصلاة والسلام والحال ان الموت ها هنا والقصة والنطق بعد الموت لم يكن بين يديه عليه الصلاة والسلام. ووجه الكرامة فيه ما تقدم ان الكلام لما تكلم به هذا وغيره فيما سبق كان كلاما ناطقا بعظيم قدر النبي عليه الصلاة والسلام والشهادة له بالنبوة والرسالة والمكانة الرفيعة عند الله. الا ترى انه قال محمد رسول الله النبي الامي وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. ثم جعل يشهد له قائلا صدقا ثم ذكر شأن الصحب الكرام ابي بكر وعمر وعثمان ثم ختم كلامه وهو ميت بالقاء السلام وداعا على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا الدنيا ليلقاه صاحبا كريما بجوار الرفيق الاعلى. قال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قال ثم عاد ميتا كما كان هذه الرواية التي تثبت نطق هذا الصحب هذا الصحابي الكريم بعد مات بعدما مات وانه تكلم بهذه الكلمات فيها الاية المرتبطة بنطقه الذي تكلم به وهي شهادته للنبي عليه الصلاة والسلام وسلامه عليه. ثم ان صحت رواية ايضا ينبيك هذا عن عظمة قلوب الصحب الكرام رضي الله عنهم. الذين اقول في الحديث هذا ان صح في روايته وثبت فانما يكشف صفحة من عظيم شأن الصحابة رضي الله عنهم الذين عاشوا في حياتهم صحبة للنبي عليه الصلاة والسلام في اعلى المقامات تشرفوا بذلك وعلت اقدارهم ونالوا شرف الخيرية بصحبتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام فانست ارواحهم احلت اعينهم وتشنفت اذانهم بصحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فانظر الى هذه الحال بعدما يفارق احدهم ان صح الحديث وثبتت الرواية لينطق اذا نطق بهذه الجمل فينطق بالشهادة للنبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة والامانة والتبليغ ويشهد له بهذا المقام العظيم ويختم بالسلام عليه مودعا دنياه ليلقاه في الحشر وفي اخراه هي قلوب حملت حبا عظيما وحنينا صادقا. ولسان حالهم الحب يطغى والحنين عظيم وهواك في كل القلوب مقيم. صلى عليك الله في عليائه. ما هب من نفح الجنان نسيب. هذه ليلة فدنيا كرام ليلة الجمعة استفتحتموها في مجلس عامر بذكر الله وكثرة الصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم تمام فحقنا يا كرام وقد اكرمنا الله في مطلع هذه الليلة ان نمضي سائرها وان نستفتح جمعتنا غدا ونقضي ساعات ملؤها الصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة حبيب القلوب وسعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الاله على الحبيب بفظله وحباه قدرا في الانام جسيما. يا ايها الراجون منه شفاعة صلوا عليه وسلموا تسليما. فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وان ترظينا وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم انا نسألك في هذه الليلة الشريفة عفوا يكفينا. وعافية تغنينا مقاما في الفردوس يعلينا ونظرة لوجهك الكريم ترضينا ورحمة ومغفرة لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين اللي مات انك سميع قريب مجيب الدعوات. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. ووفقنا لما تحب ترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما صغارا وارفع يا ربي درجاتهم وكفر سيئاتهم. اللهم اتهم من خير الدنيا والاخرة انك جواد كريم. واكرمنا يا رب بصحبتهم وازواجنا وذرياتنا والمسلمين في جناتك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين