بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى ومن تبعهم باحسان ان واقتفى اثرهم الى يوم اللقاء اما بعد ايها الاخوة المباركون فهذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة كثيرة الخيرات والبركات. فيها من رحمة الله عز وجل بهذه الامة المباركة. ومن فضله عز وجل عليها. ومن احسانه اليها شيء تغبط به امة الاسلام يوم الجمعة وليلة الجمعة يوم عظيم حافل. وليلة زهراء غراء تزدهي نجومها بكثرة الصلاة سلامي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما زالت ليلة الجمعة ويوم الجمعة مغنما لهذه الامة بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فيا من يشتكي كثرة الهم والغم بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفرج الهموم وتزول الكربات ويا من يبحث عن رحمة ربه ويستمطرها فظلا واحسانا وكرما وجودا. في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من ربك عز وجل وصلاة الله تعالى على عبده رحمته وفضله واحسانه جل في علاه. ويا ما نحتث عن حب عظيم يا من يبحثوا عن حب عظيم يريد ان يقر في قلبه لنبي الامة صلوات الله وسلامه عليه دونكم كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم تزرع المحبة في القلوب لمقامه العظيم صلوات الله وسلامه عليه قل للفؤاد وقد تمادى غمه ما لي اراك مسهدا مهموما؟ اوما علمت بان ربك قائل صلوا عليه وسلم تسليما فبها يفرج كل كرب فادح. وتكون ذخرا للمعاد عظيما يجزيك عشرا عن صلاتك مرة. وتنال عزا في يأتي مقيما صلى الاله على الحبيب بفضله وحباه قدرا في الانام عظيما. يا ايها الراجون منه شفاعة صلوا وعليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك عليه ونحسب ان مجلسنا هذا في مدارسة كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى نحسبه سببا نستكثر به من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة عظيمة شريفة مباركة كيليلتكم هذه ايها الاخوة الكرام ما زال حديثنا فيما ساقه المصنف رحمه الله في معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم. ذلك ان المعجزات العظيمة التي الله بها فيها دلالة على قدر على قدر نبينا عليه الصلاة والسلام عند ربه. وعلى رفعة شأنه عند ربه سبحانه وتعالى مر الحديث بجملة من المعجزات وهذا فصل وقف الحديث عنده فيما يتعلق باجابة دعواته صلى الله عليه وسلم فهل دعواته عليه الصلاة والسلام لون من المعجزات؟ الجواب نعم لان اجابات دعائه الصلاة والسلام تحقق واحدنا لا يزال يعد في الصالحين كرامة ان تكون مستجاب الدعوة ولا تزال الامة ترى في الصالحين والاخيار والعباد والفضلاء علامة على الخير والصلاح ان يكون احدهم مجابا دعوتي في الغالب فكيف اذا كان مجاب الدعوة على كل حال اجابة ربنا عز وجل لدعوات نبينا صلى الله عليه وسلم على الدوام دلالة واية ومنقبة عظيمة ومعجزة وكرامة جعلها الله تعالى لانبيائه عليهم السلام عامة ولنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة ومن هذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومعلوم ان من عوده الله اجابة دعائه لا يكون الا مع صلاحه ودينه ومن ادعى النبوة لا يكون الا منابر الناس ان كان صادقا او من افجرهم ان كان كاذبا واذا عوده الله اجابة دعائه لم يكن فاجرا بل برا واذا لم يكن مع دعوى النبوة الا برا تعين ان كون نبيا صادقا فان هذا يمتنع ان يتعمد الكذب ويمتنع ان يكون ضالا يظن انه نبي فهذه اذا دلالة على معجزاته عليه الصلاة والسلام. ولما ساق الائمة رحمهم الله حديث انس رضي الله عنه وسيأتي عما قريب في استسقائه عليه الصلاة والسلام يقول انس فلا والله ما في السماء من سحاب ولا قزع فما هو الا ان اجتمعت واقبلت من وراء الجبل فملأت السماء وامطرت اسبوعا كاملا. قال اهل العلم في التعليق على شرح هذا الحديث كما قال النووي قال ومراده بهذا الاخبار عن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم كرامته على ربه سبحانه وتعالى بانزال المطر سبعة ايام متوالية. متصلا بسؤاله من غير تقديم سحاب ولا قزع ولا سبب اخر. لا ظاهر ولا باطن. ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله وفيه علم من اعلام في اجابة الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم عقبه او معه ابتداء في الاستسقاء وانتهاء في الاستصحاء وامتثال السحاب امره بمجرد الاشارة. اذا اجابة الله عز وجل لنبينا عليه الصلاة والسلام دعواته اية وعلامة على نبوته. اذا هي معجزة. فلما اجتمعت وتكاثرت وحكى الصحابة مواقف عدة. انه عليه الصلاة والسلام اذا دعا تحقق. عدد واذا سأل الله اعطي. واذا قال يا رب اجيبت دعوته. فكانت هذه علامة من اعلام النبوة بل من ابرزها واجلاها وسيسوق المصنف رحمه الله في هذا الفصل عددا كبيرا من تلك المواقف والاحداث والوقائع التي دعا فيها عليه الصلاة والسلام فاجيب دعاؤه. واعلموا رعاكم الله ونحن بين يدي هذا الفصل في اجابة الله عز وجل لنبينا صلى الله عليه وسلم دعواته ان الدعوات التي اجيبت لنبينا عليه الصلاة والسلام انواع فمنها دعوة عامة لامته وهو انه يسأل الله عز وجل لامته النجاة والسلامة والرحمة ودخول الجنة يوم القيامة وان نكون اكثر الامم وان نكون على الله وان نكون اول من يدخل الجنة من امم البشر اجمعين ومما دعا به لامته عليه السلام الهداية والرحمة. فما زال صلوات ربي وسلامه عليه حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم كما قال ربنا فصلى الله وسلم وبارك عليه ومنها ايضا دعواته عليه الصلاة والسلام على فئام ممن كذب وعاند واصر وجحد فدعا صلى الله عليه وسلم عليه بالانتقام فسلط الله عليه عقابا او نكالا ومنها دعواته لافراد من احد الصحابة دعا لبعضهم بطول العمر ولبعضهم بالبركة ولبعضهم باجابة الدعاء وكل ذلك سيسوق المصنف رحمه الله فيه اصنافا رعاك الله ان الله عز وجل قد اكرم نبيه عليه الصلاة والسلام ففتح له باب السماء فاذا ارتفعت دعواته ما وجدت الا اجابة محققة لان الله الكريم العظيم القادر على كل شيء ارسله وايده عليه الصلاة والسلام كان من تأييده له انه ما سأل شيء الا اعطاه. ولا دعا بشيء الا اجاب الله عز وجل رجاه. فكانت هذه ايضا من الايات التي حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقلها وروايتها ويحكون في ذلك عددا وافرا من المواقف والاحداث والوقائع التي اجيبت فيها دعواته صلوات ربي وسلامه عليه. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو المجلس الثالث والتسع من مجالس تدارس كتاب الشفاء لتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام وباسانيدكم المتصفة الى القاضي العلامة بما دعا بالفضل فياض ابن موسى ابن عياض ابن عمرون الي الاندلس رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال رحمه الله تعالى فصل في اجابة دعائه صلى الله عليه وسلم. وهذا باب واسع جدا. واجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لجماعة بما دعا لهم وعليهم متواتر على الجملة معلوم ضرورة. وقد جاء في في حديث حذيفة فتى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعا لرجل ادركت الدعوة ولده وولد ولده حديث حذيفة رضي الله عنه ضعيف سندا وقد ظعفه الهيثمي في مجمع الزوائد والالباني ايضا في السلسلة الضعيفة وهو قوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعا لي رجل ادركت الدعوة ولده وولد ولد. والحديث مع ضعفه لكن المعنى الذي صدر به المصنف رحمه الله هذا الفصل صحيح. قال هذا باب واسع جدا. يقصد دعواتي التي اجابها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. وسيمر بك جملة كثيرة وافرة من تلك الدعوات. قال واجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لجماعة بما دعا لهم وعليهم متواتر على الجملة. ليست احاد تلك الوقائع هي المتواترة. لكن مجموعها متواتر فلو سألت مسلما ما ظنك ما اعتقادك ما تقول في دعاء نبيك محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل كان مجاب الدعاء؟ او وكان كاحد الصالحين في الامة والابرار يجاب احيانا واحيانا يؤجل فما من شك ان المسلم يقول الذي اعتقده ان الله قد اعطى لنبيه عليه الصلاة والسلام من النكب الايات والمعجزات ان تستجاب دعواته. فما دعا الله الا اجاب الله دعاء اكراما من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام يا رجل اذا كنا نعد من كرامة الله لصالح من الصالحين ان تستجاب دعوته لصلاحه وتقواه فما ظنك بامام العباد وسيد البشر؟ ورأس الاولياء والصالحين قاطبة صلوات الله وسلامه عليه. اليس اعظم كرامة عند الله من كل العباد والصالحين والبررة اذا كرامة الله عز وجل اذا كانت تنال الصالحين فتستجاب دعواتهم. اذا دعا احدهم لحوائج دنياه واخراه او دعا لمن سأله الدعاء ومن التمس منه الدعوات رفع يديه فتوسل الى الله باسمائه وصفاته او حتى بصالح عمله. اذا كان هذا مقررا في الشريعة فان تكون اجابة الله دعوات نبيه عليه وسلم ااكد واولى واحرى من هذا الباب؟ قال وفي هذا كثير متواتر على الجملة معلوم ظرورة وسيسرد رحمه الله عددا من هذه الوقائع التي رواها الصحب الكرام رضي الله عنهم اجمعين. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى حدثنا ابو ومحمد العتابي بقراءة عليه قال حدثنا ابو القاسم حاتم ابن محمد قال حدثنا ابو الحسن القابسي قال حدثنا ابو زيد المروزي قال حدثنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل. وهذا هو البخاري رحمه الله والمصنف يسوق الحديث من طريقه محمد بن إسماعيل البخاري فالحديث في الصحيح نعم. قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا عبد الله بن الابي الاسود قال قال حدثنا حرامي قال حدثنا شعبة عن قدادة عن انس رضي الله عنه قال قالت امي يا رسول الله خادمك انس ادعوا الله له قال قال صلى الله عليه وسلم اللهم اكثر ما له وولده وبارك له فيما ما اتيته قال ومن رواية عكرمة رضي الله عنه قال انس فوالله ان ما لي لكثير. وان ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نحو المئة وفي رواية وما اعلم احدا اصاب من رخاء العيش ما اصبت. ولقد دفنت بيدي هاتين اتم ولدي لا اقول سقطا ولا ولا ولد ولد هذا حديث انس رضي الله عنه والمصنف ساقه من طريق الامام البخاري والحديث عنده في الصحيح. وفي الحديث قصة اورد هنا شاهد منها قال انس قالت امي يا رسول الله خادمك انس ادعوا الله له وام انس كما يعلم كلكم هي المرأة الصالحة. وقد والصحابية العظيمة البرة المباركة ام سليم وقد مضى في غير مجلس ذكر شأن هذا البيت المبارك في حياة النبي عليه الصلاة والسلام. بيت انس وامه ام سليم وزوج امه ابو طلحة هذا الثلاثي بيت مبارك وقد كان له في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة وله مكانة ولكل واحد من ابي طلحة وام سليم وانس منقبة. وله مكانة ومودة ومحبة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا البيت من بيت سائر الصحابة رضي الله عنهم هو القريب العظيم المحبب الى نبينا صلى الله عليه وسلم فقالت ام سليم يا رسول الله خادمك انس ادع الله له فاستخرجت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة قالت لولدها الصغير وهكذا يفعل الامهات والاباء الصالحون يلتمسون الصلاح لاولادهم ولما كانت بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام انتزعت دعوة ما رجتها لدنياها ولا لمال ولا لسعة. انما رجت صلاح الولد قالت يا رسول الله خادمك انس ادعو الله له فما زاد على ان قال اللهم اكثر ما له وولده وبارك له فيما اتيته دعا له بكثرة المال والولد وبالبركة فيهما قال في رواية عكرمة وقد اخرجها مسلم في الصحيح قال انس فوالله ان ما لي لكثير وان ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نحو المئة بلغوا نحو المئة بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام يقول وفي رواية وما اعلم احدا اصاب من رخاء العيش ما اصبت ولقد دفن هاتين مائة من ولدي مد في عمره رضي الله عنه فمات في حياته من ولده وولد ولده ما دفنه بيده فبلغوا المئة. قال لا اقول ولا ولد ولد يقول ليس الذي دفنته سقط يعني ما تقذفه ارحام الامهات قبل ان يتم. يقول ليس جنينا ساقطا نزل ميتا لا. بل ولد حي عاش وقضى عمره الذي كتب الله له ثم مات قالوا ولا ولد ولد يقول لا تظن ان هذا العدد يشمل اولاد الاولاد يقول بل من ولدي من صلبي مباشرة هذا العدد الكبير الذي ادركه انس رضي الله عنه كان ببركة دعوة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفي القصة التي ساقها البخاري رحمه الله في سبب طلب ام سليم هذه الدعوة انه اتى دارهم. ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه ان ام سليم ان انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم فاتته بتمر هو سم فقال اعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فاني صائم ثم قام الى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لام سليم واهل بيتها وام سليم تسمع دعا لها لانها بادرت باكرامه فاعتذر بصيامه. فلما وجدت الفرحة بدعوة خص بها النبي عليه الصلاة والسلام انطلقت فقالت ام سليم يا رسول الله ان لي خويصة. يعني لي مسألة خاصة صغيرة. قال ما هي قالت خادمك انس فقالت ام سليم يا رسول الله ان لي خويصة قال ما هي قالت خادمك انس قال فما تركه قال فما ترك خيرا اخرة ولا دنيا الا دعا له في ذلك فقال اللهم ارزقه قال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال انس فاني لمن اكثر الانصار مالا وحدثتني ابنتي امينة انه دفن لصلبي مقدم الحجاج للبصرة بضع وعشرون ومئة وفي صحيح مسلم ان ام سليم قالت يا رسول الله خادمك انس ادعو الله له قال اللهم اكثر ما له وولده وبارك له فيما اعطيته وجدت ام سليم رضي الله عنها عند النبي عليه الصلاة والسلام دعوة وعلمت انها دعوة نبي وانها ان حازت شيئا من هذه الدعوات اصابتها لا محالة. فادخرتها لولدها انس. قالت يا رسول الله خدمك انس ادعو الله له. فقال اللهم اكثر ما وولده وبارك له فيما اتيته فمد في عمره رضي الله عنه فكان اخر من مات من الصحابة بالبصرة على الاطلاق وقد عمر رضي الله عنه فتجاوز المئة وكثر عدد ولده فتجاوزوا المئة وقد دفن كثيرا منهم في حياته واما اجتماع المال والولد بالكثرة فيهما فامر نادر. عادة ما يرزق العباد كثرة المال دون الولد او كثرة الولد دون المال لكن ان يجمع كثرة المال مع كثرة الولد فهذا نادر. وقد رزقه الله عز وجل انسا رضي الله بدعوته صلوات الله وسلامه عليه. قال رحمه الله تعالى ومنه دعاؤه لعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بالبركة قال عبدالرحمن رضي الله عنه فلو رفعت حجرا لرجوت ان اصيب تحته ذهبا. وفتح الله عليه ومات فحوفر الذهب من تركته بالفؤوس حتى نزلت فيه الايدي. واخذت كل زوجة ثمانين الفا وكنا اربعا وقيل مائة الف. وقيل بل صلحت احداهن لانه طلقها في مرضه على نيف وثمانين الفا واوصى بخمسين الفا بعد صدقاته الفاشية في حياته وعوارفه العظيمة. اعتق يوما ثلاثين عبدا. وتصدق مرة بعيد فيه فيها سبعمائة بعير. وردت عليه وردت عليه تحمل من كل شيء فتصدق بها وبما عليها وباقتابها واحداسها هذا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه الصحابي الجليل احد العشرة المبشرين ايضا كان من مناقبه ان دعا له النبي عليه الصلاة والسلام وكان من الصحابة الذين هاجروا في اول الهجرة الى المدينة فلما قدمها اخى النبي عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والانصار وكانت مؤاخاة عبدالرحمن لسعد رضي الله عنهما. فلما جاء يشاطره ما له وما عنده. دعا له عبدالرحمن بالبركة فيما رزقه الله واكتفى بالنزول الى سوق المدينة يكتسب ويبحث وقد تزوج رضي الله عنه والحديث في الصحيحين فابصره النبي عليه الصلاة والسلام ورأى عليه اثرا من طيب اثر فقال له النبي عليه الصلاة والسلام مهيم سؤال يسأله عن حاله الذي رآه في حسن منظر وهيئة وطيب قال عبدالرحمن رضي الله عنه مخبرا النبي عليه الصلاة والسلام بما رزقه الله فقال اعرست البارحة فقال له صلى الله عليه وسلم بارك الله لك اولم ولو بشاة فدعا له بالبركة فحلت البركة في مال عبدالرحمن وفي تجارته فغدا من اكبر تجار الصحابة واثريائهم على الاطلاق ملك مالا كثيرا وانفق مالا كثيرا وتصدق رضي الله عنه كثيرا فغدا رضي الله عنه من ابرك الصحابة مالا واحسنهم تجارة ولا جرم فقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة. فلما دعا له بالبركة وجدها في حياته وماله وتجارته يقول عبدالرحمن فلو رفعت حجرا لرجوت ان اصيب تحته ذهبا من شدة ما وجد في اتساع الرزق والبركة. يقول فلو كنت رفعت حجرا من الارض لظننت اني اجد تحته ذهبا من اتساع الرزق وما وجده في البركة التي اتاه الله اياها. وفتح الله عليه ومات فحفر الذهب من تركته بالفؤوس حتى مجلت فيه الايدي. وجلت الايدي يعني اصابها خشونة واثر من شدة استعمال الفؤوس. التي ظل بها الذهب الذي تركه في تركته رضي الله عنه اشارة الى انه خلف من تركته مالا كثيرا وذهبا ضخما كان احتاجوا في تقسيمه الى تكسيره بالفؤوس ليوزع على ورثته وقد كانوا بلغوا ايضا بالعشرات بنين وبنات وتزوج اربعا رضي الله عنه فكان نصيب الواحدة منهن كما قال هنا الفا وقيل مائة الف لما تتكلم عن هذه الثروة الواسعة في زمن الصحابة رضي الله عنهم حيث يغلب الفقر فانت تتكلم عن مال عظيم وما زال عبدالرحمن رضي الله عنه لشدة فضله وخيره واحسانه يصل امهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته. فيبعث اليهن بنفقات شهرية وكسوة وطعام ومال يتعهد بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يراهن الا اولى من بيوته وزوجاته واهل بيته. حلت البركة في ماله وجهز بماله جيوشا وغزى بما وبنفسه رضي الله عنه وارضاه. قال بل صلحت احداهن فانه طلقها في مرضه على نيف وثمانين الفا. قال واوصى خمسين الفا بعد صدقاته الفاشية. يعني الكثيرة المنتشرة في حياته. وانه اعتق يوما ثلاثين عبدا. وتصدق مرة فيها سبعمائة بعير. وردت تحمل من كل شيء فبلغ ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد سمعت صوت جلجلة بالمدينة وحركة عظيمة فسألت فقيل هذه عير لعبد الرحمن ابن عوف ظخمة كبيرة يعني دخلت اموال كثيرة فيها تجارة وبظائع سبع مئة يأتي بعير تحمله من كل شيء ملابس وطعام وحبوب وما يحتاج اليه الناس. فسمعت رضي الله عنها صوت القافلة وقد دخلت في المدينة فارتجت لها الطرقات والمنازل وسمع الناس بالصوت فلما اخبرت انها تجارة لعبدالرحمن بن عوف اخبرت رضي الله عنها فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يرحم الله عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغته المقالة فقال اما انها يا امة والله كلها في سبيل الله. فتصدق بالسبع مئة بعير وما تحمل. الحديث وان كان في سنده مقال ذكره بعض المؤرخين لكنه يشير الى التجارة الواسعة والثراء العريض الذي اتاه الله عز وجل للصحابي الجليل عبدالرحمن ابن عوف وكان ذلك بركة اصابته بدعوة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال ابو الفضل رحمه الله الله ودعا لمعاوية رضي الله عنه بالتمكين بالتمكين في الارض فنال الخلافة. التمكين في البلاد بالتمكين في البلاد نال الخلافة. الحديث لا يصح انه عليه الصلاة والسلام دعا لمعاوية فكان من اثر دعوته ان نال الخلافة بعد الخلفاء الاربعة الراشدين والله اعلم قال رحمه الله ولسعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان يجيب الله دعوته فما دعا على احد الا استجيب له عدو بن ابي وقاص رضي الله عنه وقد مرت له مناقب في مجلس سابق سعد رضي الله عنه احد المعدودين في موجب الدعوات ومن صنف في استجابة الدعاء او اجابة الدعوات او المجابين في الدعاء يذكر سعد رضي الله عنه في رأس هؤلاء في الدعوات المستجابة وذلك انه رضي الله عنه حصل دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم ان يستجيب الله دعوته والحديث اخرجه الترمذي وصححه الحاكم وابن حبان ورواية الحاكم في مستدركه فيما حصل يوم احد عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الجولة يوم احد تنحيت فقلت اذود عن نفسي فاما ان استشهد واما ان انجو حتى القى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبين انا كذلك اذا برجل مخمر وجهه ما ادري من هو فاقبل المشركون حتى قلت لقد ركبوه ملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فنكبوا على اعقابهم القهقرة حتى يأتوا الجبل ففعلوا ذلك مرارا ولا ادري من هو. وبيني وبينه المقداد رضي الله عنه. فبين انا اريد ان اسأل المقداد عنه اذ قال المقداد السعد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت واين هو؟ فاشار لي المقداد اليه فقمت كأنه لم يلت حيث ابني شيء من الاذى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اين كنت اليوم يا سعد؟ فقلت حيث رأيت الله صلى الله عليه وسلم وهذه من لطافته في الاجابة. قال اين كنت اليوم يا سعد؟ قال حيث رأيت رسول الله. يعني حيث ارى رسول الله ساكون معه. صلوات الله وسلامه الامه عليه. قال فاجلسني امامه. فجعلت ارمي واقول اللهم سهمك فارمي به عدوك. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم استجب لسعد اللهم سدد لسعد رميته ايها سعد فداك ابي وامي قال سعد فما من سهم ارمي به الا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سدد رميته واجب دعوته ايها سعد قال حتى اذا فرغت منك نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كنانته. فنبلني سهما نظيا قال وهو الذي قد ريش وكان اشد من غيره ثم قال الزهري ان السهام التي رمى بها سعد يومئذ كانت الف سهم. قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وفيه رواية مختصرة والحاصل ان سعد رضي الله عنه حصل اجابة الدعاء من قوله عليه الصلاة والسلام اللهم استجب لسعد دعوته فاجيبت دعوته رضي الله عنه وارضاه فغدى في حياته ما بقي من عمره مستجاب الدعاء وتذكر في كتب التواريخ قصص ومواقف لسعد مع بعض من ظلمه وبعض من اذاه وبعض من تعرض له بسوء فكان يدعو عليهم فيعرف الناس اجابة الله دعوة سعد فيمن يدعو عليه وبالا. لانه اجيبت دعوته بما استجاب الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله ودعا بعز الاسلام بعمر بعمر رضي الله عنه او بابي جهل فاستجيب له في عمر رضي الله عنه قال ابن مسعود رضي الله عنه ما زلنا اعزة منذ اسلم عمر. بوب ابن حبان رحمه الله في صحيحه فقال ذكر البيان بان المسلمين كانوا في عزة لم يكونوا مثلها عند اسلام عمر وبوب بعده فقال ذكر البيان بان عز المسلمين باسلام عمر كان ذلك بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لما اسلم الناس الاوائل في مكة وجدوا اذى لقريش وصلفا وتعذيبا وظلما واضطهادا عذب الصحابة واوذوا وبعضهم فتن في دينه رضي الله عنهم اجمعين فكانوا مستضعفين وكانوا قلة وكانوا يؤذون اشد الاذى من قريش. وخصوصا من عتاتها وصناديدها كفرا طغيانا وعدوانا وصدا عن سبيل الله فما زال عليه الصلاة والسلام يلتمس النصرة ودعا بهذه الدعوة. والحديث اخرجه الترمذي وصححه. وصححه ايضا الالباني قال اللهم ايد الاسلام او اللهم اعز الاسلام باحد العمرين او باحب الرجلين اليك عمر بن الخطاب او عمر ابن هشام ويقصد ابا جهل قال فكان احب العمرين عمر بن الخطاب قال احمد والترمذي في روايته فاصبح عمر فغدى على النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم ثم صلى في المسجد ظاهرا يعني اتى قريشا في المسجد الحرام وخرج وظهر باسلامه واعلن بصلاته امامهم لا يبالي قال قال ابن مسعود بعدها فيما ذكر المصنف ما زلنا اعزة منذ اسلم عمر والاثر عند البخاري يرى الصحابة انهم اعتز اسلامهم بعد اسلام عمر لما لعمر رضي الله عنه من المهابة ولما له من الشدة والصولة والجولة في قولة الحق رضي الله عنه. فلما اسلم اعتز المسلمون الاوائل بمكة باسلام عمر واسلام عمر الذي ما عرف الا صلبا وصلدا وعنيدا لا يغير رأيه شيء ما استجاب الله به دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام اذ دعا اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب خاصة كما هو لفظ ابن ماجة في سننه. اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب خاصة وصحح الالباني منه غير لفظ خاصة. اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب فاستجاب الله دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام فاسلم عمر فلما اسلم وجد المسلمون عزة واظهروا اسلامهم وخفت قريش وخف اذاها و اضطهادها وتعذيبها للمستضعفين الاوائل بمكة بعد اسلام عمر رضي الله عنه قال القاضي رحمه الله واصاب الناس في بعض مغازيه عطش فسأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدعاء فدعا فجالت فسقتهم حاجتهم ثم اقلعت ودعا في الاستسقاء فسقوا حديث عمر في المغازي قد تقدم معنا في فصل استكفاء تكفير الماء وذكر هناك رواية مختصرة ان عمر في جيش العسرة وذكر ما اصابهم من العطش حتى ان الرجل بعيره فيعصر فرثه فيشربه. فرغب ابو بكر الى النبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء. وقيل عمر فرفع يديه فلم يرجع حتى قالت السماء فانسكبت فملؤوا ما معهم من الانية ولم تجاوز العسكر. استجاب الله عز وجل دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام وعمر رضي الله عنه من سأله الدعاء فدعا فكانت كرامة من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله ودعا في الاستسقاء فسقوا ثم شكوا اليه المطر فدعا فصحوا دعاء الاستسقاء والاستصحاء فيه القصة التي ساقها البخاري في صحيحه رضي الله عنه من حديث انس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في قصة الاستسقاء تعاقبت فيه جمعتان والنبي عليه الصلاة والسلام على المنبر يدعو فدخل من يسأله الدعاء فحصل للنبي صلى الله عليه وسلم اجابة الله دعاءه في الجمعة الاولى بالاستسقاء ونزول الغيث وفي الثانية بكف السماء اخرج البخاري في صحيحه من حديث انس رضي الله عنه ان رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت فادعوا الله يغيثنا يعني من القحط والجدب هلكت المواشي بسبب العطش وقلة الماء قال وانقطعت السبل يعني ما عادت هناك قوافل وتسير بتجارة ولا ركب يتحرك لشدة ما اصاب الناس من العطش التعب والنصب قال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا قال انس فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال والسماء نفس؟ لا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. وسلع جبل قال ونحن نرى السماء صحو ما بيننا وبين سلع وهو جبل على بعد قال ليس بيننا وبينه بيت ولا دار يحجب الرؤيا والسماء وصحوا وليس فيها سحاب ولا قطعة من سحاب القزع قال ولا شيء وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم امطرت قال انس والله ما رأينا الشمس ستا يعني ستة ايام متتابعات. قال ما رأينا الشمس ستا قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم وانقطع فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يمسكها قصد بهلاك الاموال كثرة الماء والفيظان وانى يخشى ان تكون هلاكا للمواشي والزرع؟ قال وانقطعت السبل لان الماء لما كثر سالت السيول وامتلأت الاودية انقطعت الطرق التي يعبرها الناس ويسلكونها. قال فادعوا الله يمسكها. قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والجبال والاجام والظراب والاودية ومنابت الشجر. قال فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس في الاولى قال ما في السماء من شيء. فما هي الا ان اقبلت السحابا. فلما جاءت ظلت في سماء المدينة ستة ايام ولما جاء في الجمعة التي تليها قال خرج الشمس بعدما دعا النبي عليه الصلاة والسلام بامساك المطر قال شريك فسألت انسا والرجل الاول قال لا ادري. يعني هل كان السائل في الجمعة الثانية هو الرجل نفسه الذي جاء في الجمعة الاولى فاخبر انه لا يعرف عينه رضي الله عنه وارضاه قال المصنف رحمه الله وقال صلى الله عليه وسلم لابي قتادة رضي الله عنه افلح وجهك اللهم بارك له في شعره وبشره فمات وهو ابن سبعين سنة وكانه ابن خمسة عشر سنة. ابن خمسة وكانه ابن خمسة عشرة سنة. حديث ابي قتادة رضي الله عنه مر بنا في ليلة الجمعة الماضية في فصل ابراء المرضى وذلك ان ابا قتادة رضي الله عنه كان له مشهد يوم غزوة ذي قرد لما غزى بعض السراق واللصوص المدينة فسرقوا منها بعض الانعام والمواشي فصح الناس على غير نذير فادركهم بعض الصحابة وكان في اوائل من سعى في ادراك هؤلاء المجرمين والسراق وقتادة رضي الله عنه وارضاه. فلما ادركهم اصابه ما اصابه يوم ذاك. فدعا له النبي عليه الصلاة والسلام. وبصق على اثر سهم كان في وجهه قال فما ضرب علي ولا قاح فلما ادركه عليه الصلاة والسلام في تلك الغزوة ووجده قد سبق وابدى من بطولته وشجاعته وفروسيته رضي الله عنه عن ما حمد عليه ودعا له فيه عليه الصلاة والسلام اللهم بارك له في شعره وبشره قال فمات ابو قتادة وهو ابن وكأنه ابن خمسة عشرة سنة يعني في نظارة الوجه وفي حسن المظهر لانه قال اللهم بارك له في شعره وبشره. واما منقبته العظيمة التي تقدمت بكم فقوله صلوات الله وسلامه عليه خير فرساننا ابو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الاكوع رضي الله عنهم اجمعين قال المصنف رحمه الله وقال صلى الله عليه وسلم للنابغة لا يفضد الله فاك فما سقطت له سن في رواية فكان احسن الناس ثغرا اذا سقطت له سن نبتت له اخرى وعاش عشرين ومئة سنة الى اكثر من هذا. حديث النابغة الجعدي فيه ضعف لانقطاعه وظعف بعظ رواته. وذلك انه فيما ذكر انشد ابياتا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فاستحسن النبي عليه الصلاة والسلام ما قال فلما ذكر استحسانه قال لا الله فاك وهي جملة ما زالت تقال عندما يسمع خطيب يحسن في خطبته او شاعر يبدع في قصيدته فيقال له لفظ فوك او لا فض الله فاك او لا يفضد الله فاك. والجمل في هذا سواء فظ الفاه سقوط اسنانه فاذا دعي لانسان لا فضل الله فاك او لا فظ وفوك دعاء بسلامة الفم فهو على المجاز دعاء بمعنى سلامة الفم واللسان الذي قال مثل هذا الكلام الحسن فيقال للقائل لفظ فوك. يعني ابقى الله لك سلامة فمك ولسانك على حسن مثل هذا المقال الذي يخرج من هذا الفم فقال له عليه الصلاة والسلام لا يفظظ الله فاك. قال فما سقطت له سن فاجاب الله دعوته على المعنى الحقيقي للعبارة وليس المجازي. فما فظ الله فاه يعني بقيت اسنانه عامرة في فمه وبقي هكذا ممتعا قال فكان احسن الناس ثغرا ما سقطت له سن الا نبتت له اخرى وعاش عشرين ومئة سنة وقيل اكثر من هذا. فان صحت الرواية كانت ايضا اية ومعجزة عظيمة. لانه ما عهد من حياة الناس والطب والصحة ان ينبت لانسان اسنان في مثل هذا العمر او ان نتعاود السن بعد ان يقلع اكثر من مرتين الى ثلاث واربع وخمس. فان كان هذا صحيحا فهي اجابة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له لما انشده الابيات فاستحسنها فقال لا يفضضي الله فاك قال المصنف رحمه الله ودعا صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما فقال اللهم فقهه في الدين التقويم فسمي بعد الحبر وترجمان القرآن. اما عبدالله بن عباس بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عالم الامة عبروها ومفسر قرآنها الذي جمع الله له بين العلم الغزير والنسب الشريف وصلة القرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم معدود في صغار الصحابة بانه ما ادرك حجة الوداع الا وهو يومئذ غلام ناهس الاحتلام. كما يحكي هو بنفسه رضي الله عنه. يعني كان اذ ذاك يقارب الاربع عشرة سنة وهو في نهاية صحبته لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيعني هذا انه ما ادرك صحبة طويلة ولا زمنا مديدا في صحبته ومعاشرته لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لكنه ادرك مدة محدودة. ظفر فيها بهذه الدعوة. وذلك انه عليه الصلاة والسلام وجد في ابن عمه فدعا له في عبد الله ابن عباس امارة وبوغ وحدة ذكن وصفاء وجودة الفهم فدعا له بتلك العبارة. وابن عباس رضي الله عنه كان حريصا في تلك المدة الوجيزة على القرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام يبيت احيانا عند خالته ميمونة. ام المؤمنين رجاء القرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو القائل بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت ارقبه ففعلت مثل ما فعل فلما قام يصلي في الصف وقمت عن يساره فاخذ برأسي فجعلني عن يمينه. هذا الرصد من ذا هذا الفتى في تلك السن كان دلالة على اقبال وحرص عظيم كانت كانت في ثمرتها العظيمة هذه الدعوة النبوية. اللهم فقهه في الدين. وعلمه التأويل. هل لفظ الحاكم واحمد وغيره واللفظ في الصحيحين اللهم فقهه في الدين وفي رواية اللهم علمه الكتاب عند البخاري. لما سئل لما سأل له النبي عليه الصلاة والسلام علم الكتاب علمه الله الكتاب علمه القرآن ولما قال فقهه في الدين اوتي فقه الشريعة. فغد ابن عباس رضي الله عنهما حبر الامة كما قال صنف وترجمان القرآن يعني انه يسأل عن اي شيء في كتاب الله فيجدون عنده علما. ترجمان القرآن بمعنى المفسر الواعي الحافظ المدرك لما في كتاب الله من المعاني والحكم والاحكام والاسرار والمقاصد كان ابن عباس رضي الله عنهما اذا قدم الحج في مكة واتى واقبلت جموع الحجيج من كل بلاد الاسلام يفدون الى دار ابن عباس يستفتون فيقفون على بابه افواجا فيقف مولاه على اب فيقول من يريد التفسير فليدخل فيدخلون افواجا يسألونه ويخرجون فيقول من يريد الفقه فليدخل من يريد الحديث فليدخل يدخل الناس يصدرون ويريدون على علم هذا الامام العلمي الحبر عبد الله بن عباس. عالم الامة حبرها ترجمان القرآن بانه قال له النبي عليه الصلاة والسلام اللهم فقهه في الدين وفي لفظ اللهم علمه الكتاب هذه دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام كثر تلامذة ابن عباس رضي الله عنهما واخر حياته لما سكن مكة واقام بها غدا كبار العلماء من سادات التابعين بمكة تلامذة ابن عباس رضي الله عنهما. حتى اهان اخر حياته انتقل الى الطائف فاستقر بها وبها كانت وفاته. رضي الله عنه وارضاه قال رحمه الله تعالى ودعا صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن جعفر رضي الله عنهما بالبركة في صفقة يمينه فما اشترى شيئا الا ربح فيه نعم ودعا للمقداد رضي الله عنه بالبركة فكانت عنده غرائر من المال ودعا صلى الله عليه وسلم بمثله لعروة بن ابي الجعد رضي الله عنه فقال فلقد كنت اقوم بالكناسة فما ما ارجع حتى اربح اربعين الفا وقال البخاري رحمه الله تعالى في حديثه فكان لو اشترى التراب ربح فيه وروي مثل هذا لغردقة رضي الله عنه لغرقدة ايضا هذه مجموعة من الاحداث التي وقعت لبعض الصحابة عبدالله بن جعفر المقداد وعروة ابن ابي الجحدهم وكذلك ما ذكره اخيرا لغرقدته قال الحافظ رحمه الله ولعله تصحيف والصواب انه عن عروة المتقدم ذكره قبل قليل هؤلاء رجال من الصحابة كان احدهم ربما اصاب موقفا وجد فيه دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة. وعامة هذه الاحاديث رواها البيهقي وحديث عروة ابن ابي الجعد اخرجه البخاري في صحيحه حديث عبدالله بن جعفر بالبركة في صفقة يمينه. قال اللهم بارك له في صفقة يمينه. والمقصود صفقة البيع والشراء وعقود ما يحصل به للناس التجارات والبيع والربح والتجارات. قال فما اشترى شيئا الا ربح فيه وحصول الربح مظنة لكل تاجر يحسن طرق التجارة واسبابها والحاذق بالتجارة وبوسائلها والعالم ايضا بما يصلح لها وما لا يصلح هو ايضا مظنة الربح في الغالب لكن التجار مهما علت اقدارهم ومهما بلغوا في الحذق بالتجارة والخبرة والدراية الا ان التجارة ليست دوما تكون وفق مراد احدهم فيصيب ربحا تارة وخسارة اخرى وربما ركد المال فلا ربح ولا خسارة لكن ان تجد تاجرا يعقد صفقة اثر صفقة ولا يجد وراء ذلك الا ربحا متتابعا. فهذا امر غير طبيعي ولا معتاد فان كان كذلك فربما كان سرا من اسراره دعوة مجابة لنبي الامة صلوات الله وسلامه عليه يقول في حديث عروة ابن ابي الجعد فلقد كنت اقوم بالكناسة والكناسة اسم موضع وسوق بالكوفة قال فما ارجع حتى اربح اربعين الفا هذا في يوم واحد في صفقة واحدة وفي تجارة واحدة وفي لفظ البخاري في روايته قال كان لو اشترى التراب ربح فيه ليس من باب المبالغة لكنه يقين ان الرجل وجد من صفقة يمينه المباركة وربحه في البيع والشراء ما او اعتقد انه لو اخذ ترابا فباعه لربح في بيعه التراب وهو تراب لا يسوى شيئا عروة ابن ابي الجعد وكله النبي عليه الصلاة والسلام في شراء شاة له. واعطاه واعطاه درهما فغدا رضي الله عنه الى السوق فاشترى شاة بدرهم ثم باعها بدرهمين ولما حصل الدرهمين اشترى باحد الدرهمين شاة اخرى فعاد بدرهم وشاه والنبي عليه الصلاة والسلام اعطاه درهما ليشتري شاة فعاد بشاة ومعها درهم وهذا يدل كما قلت على حذق في التصرف وحسن في معرفة موارد البيع والشراء. وهذه ايضا من علامات ان النباهة في التجارة والحذق للبيع والشراء. فلما جاء النبي عليه الصلاة والسلام واخبره بصنيعه لانه عجب ما اعطاه الا درهما ثم عاد اليه بالدرهم ومعه شاة ولا تفسير لهذا فلما علم بصنيعه عليه الصلاة والسلام دعا له بالبركة ان يبارك الله له في صفقة يمينه قال ما سمعتم فلقد كنت اقوم بالكناسة فما ارجعوا حتى اربح اربعين الفا وفي رواية عند البخاري فكان لو اشترى التراب ربح فيه اما قول المصنف رحمه الله وروي مثل هذا لغرقدة ايضا. قال الحافظ ابن حجر وهو تصحيف وانما هو عن عروة لا عن غرقدت من كثرة وهو عروة المتقدم ذكره قبل قليل ابن ابي الجعد البارقي رضي الله عنه. قال المصنف ودعا المقداد بالبركة فكانت عنده غرائز من المال او غرائر من المال جمع غرارة والمقصود بها وعاء كبير او كيس مثل الخيشة الذي يوضع فيه القمح ونحوه قال من كثرة المال والدراهم والدنانين التي تجتمع كان يحتاج الى جمعها في الاكياس الكبيرة العظيمة فكان يجتمع عنده غرائر من المال يعني اكياس يملؤها من تلك الدراهم والدنانير ونحوها بركة اصابت ما له من دعوة النبي صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وندد له صلى الله عليه وسلم ناقة فدعا فجاء ناقة وندد له صلى الله عليه وسلم ناقة فدعا فجاءه بها اعصار ريح حى عليه ودعا صلى الله عليه وسلم لام ابي هريرة رضي الله عنه فاسلمت ندت له ناقة صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف الجملة غير منسوبة ولا مسندة والله اعلم بحالها قال ودعا لام ابي هريرة فاسلمت اسلم ابو هريرة رضي الله عنه اولا ثم اتى النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على اسلام امه وما وجد عندها الرغبة في قبول الاسلام وعرض عليها فما استجابت فلم يكن له حيلة الا التماس دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه علم انه ان دعا اجاب الله دعاه وهذه لفتة عظيمة لمن يحمل في قلبه برا بامه او ابيه ان يكون احرص ما يحرص عليه في بره بهما حصول الهداية والخير والصلاح لهما ان اشفق الولد على ام له او اب فاعظم ما تكون الشفقة حاصلة ان يشفق عليهما او على احدهما من سخط الله وغضب الله بالله الا يكون على بدعة او معصية او على مجاهرة باثم وفسق يغضب الله له ويسخط به على العبد فان يبلغ بالابن البار شفقة على والديه فيسعى لاستصلاح حالهما بكل سبيل ممكن يلتمس نصحا ورفقا ولينا وهو يدرك ان لهما من الحق العظيم في البر والصحبة بالمعروف ما يستوجب عليه ان ينأى عن الغلظة في القول او الاساءة في العبارة او شيء ما لا يستحسن يكون مقبولا مع غيرهما لا يقبل بحال معهما او مع احدهما حرص ابو هريرة رضي الله عنه على اسلام امه فجاء فقال يا رسول الله ادع لام ابي هريرة فقال فدعا النبي صلى الله عليه وسلم قائلا اللهم اهد ام ابي هريرة فهداه الله للاسلام. والحديث اخرجه البيهقي بطوله فيه قصة وساقه رحمه الله تعالى قال ابو هريرة رضي الله عنه ما على وجه الارض مؤمن ولا مؤمنة الا وهو يحبني قال رضي الله عنه او يقول السائل قلت وما علمك بذلك يا ابا هريرة قال اني كنت ادعو امي الى الاسلام فتأبى واني دعوتها ذات يوم فاسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اكره فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني كنت ادعو امي الى الاسلام فتأبى علي. وانا دعوتها فاسمعتني فيك ما اكره فادعوا الله يا رسول الله ان يهدي ام ابي هريرة الى الاسلام قال فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول ابو هريرة فرجعت الى امي ابشرها بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كنت على الباب اذا الباب مغلق فدفعت الباب فسمعت حسي فلبست ثيابها وجعلت على رأسها خمارا وقالت ارفق يا ابا هريرة ففتحت لي فلما دخلت قالت اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانا ابكي من الفرح كما كنت ابكي من الحزن. وجعلت اقول ابشر يا طول الله قد استجاب الله دعوتك وهدى الله ام ابي هريرة الى الاسلام فقلت ادعوا الله ان يحببني وامي الى عباده مؤمنين ويحببهم الينا. فقال عليه الصلاة والسلام اللهم حبب عبيدك هذا وامه الى عباده المؤمنين. وحببهم اليه قال فما على الارض مؤمن ولا مؤمنة الا وهو يحبني واحبه. واخرج مسلم في الصحيح القصة وذكر فيه غسل رضي الله عنها وانه لما قدم اليها استبطأته على الباب وقالت على رسلك قال فاذا هي تغتسل لاسلامها رضي الله عنها وعن ابنها ابي هريرة وصلى الله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هذا فصل يا كرام ما زالت فيه بقية نجد فيه اثرا وبابا عظيما مما اتى الله نبينا عليه الصلاة والسلام من المعجزات العظيمة والايات الباهرة التي كانت علما من اعلام نبوته واية على صدقه في بعثته ورسالته. يزداد بها المؤمنون ما نام ويوقن بها الموقنون في اتباعهم وحبهم واقتدائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم. فاجعلوا هذا يقينا راسخ اه واجعلوه في حياتكم معلما نهتدي فيه بهدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم واجعلوا من شأنكم العظيم ما كان في شأن الصحابة وهم يبصرون في تلك الاحداث والمواقف اجابة الدعاء. فتنفتح قلوبهم ليزداد فيها من الايمان ويترسخ فيها اليقين. وقد ثبت عندهم حسا وثبت عندنا رواية صحيحة ثابتة. ثم املؤوا ليلتكم هذه ويوم غدكم بكثرة الصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة صلوات الله وسلامه عليه. تلتمسون صلوات ربكم. قال عليه الصلاة والسلام فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. اسألك علما. اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وبارك اللهم وسلم عليه عدد ما عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم ارزقنا شفاعته واوردنا حوضه والزمنا سنته في والممات يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشف لمرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا وتجاوز عن سيئاتنا وارفع درجاتنا. اللهم انا نسألك الدرجات العلى من الجنة يا ذا الجلال والاكرام اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا ووفقنا الهي لما تحب وترظى وخذ بنوا الى البر والتقوى ربنا من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله يا رب بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام ربنا اتنا في السنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبك وعبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين