بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الكرام فهذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة فيها من الخير والبركة وعظيم فضل الله تعالى ما يحمل احدنا معشر المسلمين على الاقبال على رحمة الله فيها وعلى عظيم البركة التي تنال فيها الاوان من بركات ليلتكم هذه كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليه صلى الله عليه وسلم مباركة فاضلة عظيمة في كل وقت وان وهي التي يستكثر بها العبد من صلاة ربه عليه بكل ما صلى على نبيه صلى الله عليه وسلم عشرة اضعاف من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا صلى الله عليه واله وسلم ويأتي الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة لما فيها من الفضل والخير والبركة فيه عليه الصلاة والسلام ان نستكثر فيها من الصلاة والسلام عليه اذ قال. اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. وهذا المجلس ايها المباركون الذي نعقده في ريحان بيت الله الحرام. نتذاكر فيه سيرة له العطرة عليه الصلاة والسلام وشمائله النظرة عليه الصلاة والسلام وحقوقه العظيمة الكريمة عليه الصلاة والسلام انما نتخذه مجلسا فيه من العلم والايمان ما نحن بحاجة اليه. وفيه ايضا من المحامل على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة وفي هذا المكان المبارك ما يرجو احد هنا ان يقضي بين مغربه وعشائه مجلسا عظيما بعظمة ما ادى فيه من الصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة نبي الامة صلى الله عليه واله وسلم. ولم يزل مجلسنا هذا بحمد الله وفضله متتابعا في مدارسة كتاب الشفا فبتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى وما عظمة مجلسنا منذ عدة مجالس في ذكر معجزاته عليه الصلاة والسلام في هذا القسم من الباب الرابع الذي جعل فيه صنفوا عظمة الايات التي ايد الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام دليلا على عظمة قدره عند ربه جل في علاه معجزات كثيرة والايات وفيرة وعظمة قدره عليه الصلاة والسلام عظيمة. ومرت بنا من الايات والمعجزات فصول متتابعة كثيرات. وقف الحديث في اخر مجلسين في اجابة دعائه عليه الصلاة والسلام وعظيم منة الله عليه باجابة دعائه وتحقيق مطلوبه. وافادته بما رجا من ربه عز وجل. وذلك في مواضع عدة كثيرة جاءت تباعا. عقد المصنف رحمه الله بعد هذا فصلا عنون له بقوله في كراماته والسلام وانقلاب الاعيان له فيما لمسه او باشره. فصل اخر ولون من المعجزات سوى الذي سبق فيه من الكرامات والايات والمعجزات التي جعلها الله لنبينا عليه الصلاة والسلام اية تثبت صدق نبوته وهي في معناها الاخر تدل على عظمة قدره عند ربه صلى الله عليه واله وسلم. وما زلنا نكرر ايها الكرام في هذا الباب من المعجزات ان تلك المعجزات على اختلاف انواعها بدءا من معجزة القرآن ومرورا بمعجزة انشقاق قمر ونبع الماء من بين اصابعه والاسراء والمعراج. وما حدث في مواطن عدة من تكثير الطعام وبركة الماء وتدفقه واجابة ما دعا به عليه الصلاة والسلام في فصول واحاديث كثيرة مضت تقدم مرارا كذلك ان هذه الايات والمعجزات كما كانت لدى الصحب الكرام رضي الله عنهم سبيلا من سبل الايمان وبابا توثقت به عورى الايمان في قلوبهم لما شهدوا. وابصروا وسمعوا واحسوا من تلك الايات. فينبغي ان كون هذه الفصول كذلك بالنسبة الينا. بابا من الايمان نرتقي به في زيادة الايمان وتثبيته في القلوب وايضا باب عظيم من ابواب محبته عليه الصلاة والسلام نحن بامس الحاجة اليها. لنروي في القلوب الظمأ حبا عظيما لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نمهد بذلك لباب عظيم من الطاعة والاستنان والاتباع الاكمل بسنة وسيرته صلى الله عليه وسلم لن يبلغ احدنا مبالغ الكمال في الطاعة واتباع السنة والاقتداء برسول الله وعليه وسلم حتى ينشئ في قلبه صرحا عظيما من الحب الصادق والوفاء الكامل لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان لم هذه الايات والمعجزات شهدها الصحابة فاورثت في قلوبهم حبا عظيما وادركوا انهم يعيشون مع بشر لا كالبشر ومع نبي عظيم رقى الله تعالى به اعلى المقامات. وبلغه اسنى الدرجات. فازداد حبهم له عليه الصلاة والسلام ووقر في قلوبهم من التعظيم والاجلال والتوقير له صلوات الله وسلامه عليه ما نحن نسعى اليوم للوصول اليه ان نؤسس ونزرع في القلوب ونوثق فيها المكانة اللائقة برسولنا صلوات الله وسلامه عليه. حبا ايمانا تعظيما ووفاء توقيرا نشرا لسيرته. وحرصا على سنته ونشرا لها في الافاق. كل ذلك انما لنا معشر الكرام من اعظم الابواب من حبه عليه الصلاة والسلام. والتعلق بشأنه العظيم صلى الله عليه واله وسلم. ومن اجل ذلك روى الصحب الكرام رضي الله عنهم تلك الوقائع والاحداث فيها من المعجزات والايات فيها من المواقف من دهش له اولئك واقشعرت له وانتفضت له قلوبهم وربما جارت له ايضا مدامعهم لما فيها من المعاني العظام والمواقف التي تربط احدهم بالموقف الذي يرى فلا ينصرف الا وقد ازداد ايمانا. وازداد محبة وتوقيرا وازداد تمسكا وطاعة واستجابة لامر رسول لله صلى الله عليه واله وسلم ولنهيه صلوات الله وسلامه عليه. هذه فصول ينبغي ان نقرأها معشر المسلمين وان ندرسها وان نعيها وان نتشرب ما فيها من العلم من الايمان من المحبة من الطاعة من تمام الاقتداء والتمسك بشأنه العظيم وسيرته الوافرة صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في كراماته وبركاته وانقلاب الاعيان له فيما لمسه او باشره صلى الله عليه وسلم قال القاضي عياض اخبرنا احمد بن محمد قال حدثنا ابو ذر الهروي اجازة وحدث وحدثنا القاضي ابو علي سماعا والقاضي ابو عبد الله محمد بن عبد الرحمن وغيرهما قالوا حدثنا ابو الوليد للقاضي قال حدثنا ابو ذر. قال حدثنا ابو محمد وابو اسحاق وابو الهيثم كلهم قالوا حدثنا الفرابري. قال حدثنا البخاري. قال حدثنا عبد الاعلى بن قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه ان اهل المدينة فزعوا مرة فركب رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لابي طلحة كان يقطف او به قطاف وقال غيره يبطأ فلما رجع قال وجدنا فرسك بحرا فكان بعد لا يجارى هذا اول احاديث الفصل فيما اورد المصنف رحمه الله تعالى والحديث صحيح اخرجه الشيخان الامام البخاري والامام مسلم في صحيحيهما. وفيه قصة حدثت لاهل المدينة ذات يوم وهو ان نبينا عليه الصلاة والسلام واهل المدينة ذات ليلة فزعوا على صوت استيقظ لاجله النائمون وهو صوت يثير فزعا ولا يدرى ما هو فاستيقظ الناس وخرجوا من المنازل يتفقدون مصدر الصوت وما يمكن ان يكون وراءه. يقول انس رضي الله عنه ان اهل فزعوا مرة فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لابي طلحة كان يقطف او به قطاف والمقصود بهذا الوصف لفرس ابي طلحة في قوله كان يقطف او به قطاف يعني بطيء. ويقال فرس قطوف بطيئة المشي او ضيقة الخطى وهو ولا شك من العيوب التي يمكن ان تكون في الفرس او في الخيل لان الاصل فيها سرعة العدو. والراكب انما يركبها ليدرك امرا او ليقطع مسيرا. فكانت فرس ابي طلحة على هذا النحو قال فرس لابي طلحة كان يقطف او به قطاف. قال وقال غيره يبطأ كل هذا وصف للفرس. انه معروف ببطئة سيره وعدم اشتداده في العدو او السرعة. قال فلما رجع قال وجدنا فرسك بحرا. قال بعده لا يجارى في قصة ان اهل المدينة لما فزعوا على الصوت وخرجوا يتفقدون ارادوا ان يبحثوا عن مصدره لخروجهم اذا برسول الله عليه الصلاة والسلام عائد وهو على ظهر فرس لابي طلحة رضي الله عنه. والمعنى انه قد خرج قبل الجميع وركب ظهر الفرس ثم استقبل مصدر الصوت فوجد ان شيئا ما لا يستحق الخوف او الفزع واذا بهم عند خروجهم لتفقد الصوت اذا برسول الله عليه الصلاة والسلام قد بلغ مصدر الصوت واطمأن ورجع كل ذلك قد تم واحدهم ما زال يخرج يبحث عن الصوت وما وراءه. فلما اتى عليه الصلاة والسلام واستقبله الناس قال لهم لن ترى يعني لا شيء يبعث على الخوف والهلع والفزع فطمأنهم عليه الصلاة والسلام. وفي الحديث ذاته انه لما ركب فرس ابي بطلحة رظي الله عنه وكان كما سمعت قطوفا. يعني بطيء المشي ظعيف العدو لا يكاد يسرع او ينطلق ما ينبغي في في الافراس والخيول. قال وجدنا فرسك بحرا. اثنى عليه الصلاة والسلام. ووصف الفرس بانه بحر يعني واسع الخطى في الجري سريع قال ذلك لما وجده من الفرس السؤال كيف يكون وصفه عليه الصلاة والسلام للفرس بانه بحر وانما هو معروف عند صحابة انذاك بانه فرس قطوف يعني بطيء ظعيف العدو انما اختلف شأن الفرس وتبدل حاله من البطء والظعف الى القوة والسرعة بعدما ركبه صلى الله عليه وسلم وامتطى صهوته فاذا به يتبدل حاله. ولهذا يقول الامام النووي رحمه الله في الحديث عظيم بركته عليه الصلاة والسلام ومعجزته في انقلاب الفرس سريعا بعد ان كان يبطأ او كان بطيئا. فتبدل حال الفرس وهذا ولا شك مظهر من مظاهر بركته عليه الصلاة والسلام وكرامته عند ربه عز وجل في تبدل مثل تلك الاحوال قال وجدنا فرسك بحرا. يقول انس فكان بعد لا يجارى. فكان بعد ذلك لا يجرؤ احد ان يجاري فرس ابي طلحة بعدما ركبه صلى الله عليه وسلم فوجد فيه ذلك الوصف من السرعة والعدو. الحديث ايضا على معنى عظيم يورد كثيرا في ابواب السنة والشمائل وهو باب من شجاعته صلى الله عليه وسلم وقوة نفسه صلى الله عليه وسلم وجرأته وابتداره لكل شيء يهم مصلحة المسلمين وامر العامة. لقد كان نبيا عليه الصلاة والسلام وكان اماما وكان وليا لامرهم صلوات الله وسلامه عليه. فلما فزعوا على الصوت رأى انه اول من ينبغي ان يبادر الى ذلك والعادة ان اي امر يبعث على القلق والفزع والهلع اذا جهل امره وخفي شأنه اشتد في شأنه التردد والحيرة والقلق فيكون ذلك ادعى الى الاحجام او التردد او التأخر لكن نبينا عليه الصلاة والسلام ما زاده مثل ذلك الا جرأة جاعة واقتدارا واقداما صلى الله عليه وسلم. في الوقت الذي خرج فيه الصحابة يتفقدون الصوت في ابتداء امرهم وبحثهم اذا به عليه الصلاة والسلام قد اتم المهمة وتفقد الصوت بل ورجع وهو يطمئنهم قائلا لن تراعوا فكان في ذلك من عظيم ما وقع في قلوبهم انهم يعيشون بين ظهراني نبي كريم شجاع صلوات الله وسلامه عليه. فيبعث ذلك في نفوس اصحابه معاني عظيمة من الحرص على الشجاعة وقوة النفس وحزم الامر وان يكون لاحدهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام قبس من اخلاقه وصفاته وسماته. فكان يفيض عليهم بتلك المعاني صلوات ربي وسلامه عليه. وكان يبعث في نفوس هذه المعاني العظام وتلك الصفات الشريفة والخلال النفيسة بتلك الافعال والمواقف التي كانوا يشهدونها من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. نعم ونخس جمل جابر وكان قد اعيا فنشط حتى كان ما يملك زمامه حديث جمل جابر رضي الله عنه ورد في روايات كثيرة متعددة في الصحيحين وغيرهما. وفيه قصة لطيفة ما زال فقهاء الاسلام يريدون حديث قصة جابر او جمل جابر رضي الله عنه يستنبطون منه مسائل واحكاما عظيمة في فقه البيع والشراء والتجارة في الاسلام. وذلك ان القصة باختصار كان جابر بن الله رضي الله قد مروا عنه وعن ابيه كان يصحب النبي عليه الصلاة والسلام في بعض اسفاره وفي سفرة منها يقال انها في غزوة تبوك لما كانوا عائدين الى المدينة مر به النبي عليه الصلاة والسلام وقد وجد جابرا على جمل له قد اعيا وعموما قد مر بكم روايات سابقة ان جيش تبوك كان له من التعب والنصب في مسيره الى تبوك قبل الغزوة وبعدها ما افاضت به الروايات. خرج الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك في موقف وظرف وزمان من اشده صعوبة ومشقة على اهل انذاك كان الموسم صيفا شديد الحر وكان وقت حصاد للنخل والزرع وكان عندهم قلة ظهر وقلة ذات يد وانتشار فقر كما هو فيهم رضي الله عنهم وفي مسيرهم الى تبوك حصل من بلبلة النفاق والمنافقين ما اثبتته سورة التوبة وسواها. وفي مرجعهم من غزوة لتبوك كان ايضا قد اصابه من التعب والجوع والعطش ما حداهم في بعض الاوقات الى ان اوشكوا على نحر امورهم التي يركبون من النوق وغيرها من اجل ان يطعموا من لحمها وان يجدوا شيئا يسدون به رمقهم وجوعهم وشدة ما اصابهم رضي الله عنهم جميعا. وتقدمت في ذلك روايات. ووقعت فيها معجزات. لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استسقوا الماء لما بورك لهم في الطعام لما نادى بجمع ازواجهم فحصل لهم فيه من الخير والبركة. ولما استسقوا ايضا فسقوا بدعوته عليه الصلاة والسلام في مسيرهم الى تبوك حدثت قصة جابر مر به رسول الله عليه الصلاة والسلام والحديث كما اخرج البخاري بلفظه قال كان يسير على اجمد له قد اعيا جملوا جابر قد اصابه التعب والاعياء من شدة التعب والنصب لا يكاد يسير. قال فمر النبي صلى الله عليه وسلم به فضربه ظرب جابرا او الجمل ظرب الجمل وقال في الرواية عندكم هنا نخس جمل جابر والمراد بالنخص ان يطعن في ظهر البعير اوفي مؤخرته بعصا تكون في يده ونحوها فينهض البعير او الدابة اذا نخست وتتحرك قال فضربه فدعا له يعني للبعير قال فسار سيرا ليس يسير مثله حتى بلغ المدينة وقال هنا ايضا في الرواية فنشط حتى كان ما يملك زمامه. حتى كان جابر بالكاد يمسك زمام البعير يبطئ من شدة في المسير ويبطئ من مشيه. وما ذاك الا بعد ان وخزه او نخسه او ضربه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفي تمام القصة من اللطائف فيما حصل مع جمل جابر رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام ساوم جابرا على جمله ليشتريه منه. فظل يفعل كما يفعل البائع مع المشتري. يساوم في الثمن ويماكس. ثم توافق على ثمن فرظي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ورظي به جابر رظي الله عنه ثم اشترط جابر بعدما عقد الصفقة انه رضي ببيعه بكذا على ان يأخذ ثمنه في المدينة اذا وصلوا. ثم اشترط على النبي عليه الصلاة والسلام ان ينتفع بركوب البعير حتى يبلغ المدينة والاصل انه اذا باع سلم المبيع للمشتري وعليه فينبغي ان يدفع بالبعير الى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد اشتراه. لكنه اشترط ذلك لينتفع فقبل عليه الصلاة والسلام ورظي لجابر ان ينتفع بركوب ظهر بعيره مدة السفر وتمام المسير حتى يبلغ المدينة. فلما بلغوا المدينة اتى جابر رضي الله عنه النبي عليه الصلاة والسلام لينقده الثمن واتى بالجمل في يده فلما اتاه عليه الصلاة والسلام بالثمن اقبضه اياه ثم ثم قال لجابر وقد اعطاه البعير قال اتراني ما كستك لاخذ جملك خذ جملك ودراهمك فهو لك صلى الله عليه واله وسلم. فاعطاه الثمن وترك له البعير. وكانت صفحة اخرى في درة مشرقة من عظيم اخلاقه وكرمه ووفائه صلوات الله وسلامه عليه. فقصة بعير جابر فيها من المعجزات هذا المعنى لما اصابه التعب والاعياء فوخسه رسول الله صلى الله عليه وسلم او نخسه فانطلق يحث المسير ويتابع خطى حتى كان ما يملك جابر رضي الله عنه زمامه. نعم وصنع مثل ذلك بفرس لجعيلن الاشجعي خفقها بمخفقة معه وبرك عليها فلم يملك رأسها نشاطا وباع من بطنها باثني عشر الفا جعير الاشجعي احد الصحابة رضي الله عنه يذكر في ترجمته كما ذكر الحافظ ابن حجر هذه القصة وهو انه كان له فرس فمر به النبي عليه الصلاة والسلام وكانت فرسه موصوفة كذلك بالظعف والتعب والاعياء. قال خفقها كانت معه. الخفق هو ان يهوي بسرعة بضرب ونحوه. والمخفقة يعني ما كان بيده قد خفق به الفرس قيل كانت مثل الدرة او العصا ونحوها. خفق به الفرس صلى الله عليه وسلم. وبرك عليها يعني دعا عليها بالبركة قائلا اللهم بارك عليها فلما دعا لها صلى الله عليه وسلم وقد مسها من خفقته الشريفة الكريمة المباركة بمخفقه عليه الصلاة والسلام قال فلم يملك رأسها نشاطا. يعني لم يملك جعيل الاشجعي رأسها يعني كما يمسك كما حصل جابر في زمام بعيره حصل هنا ايضا في عنان فرسه في جعيب. فما كاد يمسك عنان الفرس لان الفرس اذا اسرعت في العدو تقدم برأسها تنطلق دافعة بجسدها وصدرها خطوة بعد خطوة. قال فلم يملك رأسها نشاطا ثم قال وباع من بطنها اثني عشر الفا يعني اصابها من البركة الدر والنسل. فكانت تنجب ما يبيع من بطنها من التي بما بلغ به اثني عشر الفا يعني اشارة الى كثرة ما انجبت وخرج من بطنها مما اكتسب به جوعين في البيع بهذا المبلغ دلالة على كثرتها بركة بما اصابها من خفقة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وركب حمارا قطوفا لسعد بن عبادة فرده هملاجا لا يساير القطوف كما تقدم في حديث ابي طلحة فرس قطوف او به قطاف. وهنا قال حمارا قطوفا لسعد. القطوف البطيء المشي او ضيق الخطى الذي لا يكاد يسرع ولا يتقدم. ركب حمارا قطوفا لسعد بن عبادة فلما ركبه قال رده هملاجا لا يساير. يقال حمار هملاج وبغلة هملاج. الهملاج يراد به السرعة في الخطى ومقاربتها. ليس الجري او العدو لانه لا يعرف في البغال والحمير. سرعة عدو وجري كما في الخيول لكن المقصود به اسراعها فوق المعتاد. السير الحسن مع مقاربة الخطى والاسراع يسيرا يقال دابة املاجة اذا كان سيرها حسنا بخطى متقاربة مع شيء من الاسراع. وحصل لها حصل للحمار او لدابة سعد مثل ذلك بعدما ركبها صلى الله عليه وسلم. والقصة اخرجها ابن سعد في الطبقات وكانت شعارات من شعره في قلنسوة خالد بن الوليد. فلم يشهد بها قتالا الا رزق النصر خالد بن الوليد رضي الله عنه احد فرسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. شأنه عظيم. وما زالت امة الاسلام هي تروي في سيري ابطال فرسانها وقاداتها تصدر من الصحابة الكرام خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه. الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا من سيوف الله في غزوة مؤتة. وقد كتب الله على يده النصر بعد مقتل الامراء الثلاثة. وما سالت مسيرة سعد رضي الله عنه منذ اسلامه بعد ان اسلم ما زالت سيرته مرتبطة بالجهاد والفتوحات والغزو والنصر والتأييد والفتح المبين بركة ونصرا من الله عز وجل لامة الاسلام اذا ما قاد جيوشها وخيولها خالد ابن الوليد رضي الله عنه ذكر هنا ان شعرات من شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام كانت في قلنسوة خالد. والقلنسوة ما يلبسها المقاتل او الفارس على رأسه ويدير حولها العمامة. وعادة ما تكون من حديد ثم تكون حماية للرأس من ضربات درع الحديد والرماح فيحمي بها الفارس او المقاتل رأسه وربما تدلى من القلنسوة شيء من الدرع الحديدي يرقي به ايضا المقاتل صدره وظهره من الرمي والسهام وضربات السيوف ونحوها. قال كان منها خالد يعني من شعرات رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلنسوته اذا ما قاتل. قال فلم يشهد بها قتالا لرزق النصر. الحديث اخرجه ابو يعلى. وصححه الحاكم لكن الذهبي قال منقطع. وذلك ان التابعي الذي روى ذكره عن جماعة من الصحابة فلم يثبت به اتصال السند. وعلى كل حال فشجاعة خالد وتأييد الله عز وجل له وما من عليه به من النصر والفتح والتأييد ثابت لا امتراء فيه والقصص وفي هذا كثيرة وحوادث التاريخ ثابتة شاهدة. واما برده عليه الصلاة والسلام فامر ايضا اعظم من ان استشهد له بقصة خالي بمعنى انه على عدم ثبوت قصة خالد رظي الله عنه في حمله لشعرات من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلنسوته فان التبرك بشعره صحيح ثابت. وكل ما اتصل بجسده الشريف عليه الصلاة والسلام او ما كان منفصلا عنه كشعر وعرق ونحوه فانه ثابت البركة ببركة جسده الشريف صلى الله عليه وسلم. ومر بكم في ذلك فصول عدة وابواب غير ما مرم فيما يتعلق بشعره اخرج البخاري في صحيحه من رواية عبيدة السلماني قال قلت لعبيده عندنا من شعر النبي عليه الصلاة والسلام والقائل له ثابت البناني. قال عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم اصبناه من قبل انس او من قبل اهل انس. فقال لان تكون عندي شعرة منه احب الي من الدنيا وما فيها هذا المقال الذي ذكره عبيدة يثير فيه ما حمله قلبه من الحب والشوق. يقول هذا بعد النبي عليه الصلاة والسلام بنحو من خمسين سنة يقول الامام الذهبي رحمه الله وقد ذكر هذه الرواية معلقا عليها قال هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب وهو ان يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بايدي الناس ثم قال الذهبي رحمه الله ومثل هذا يقوله هذا الامام بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة ثم يقول فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره باسناد ثابت او شسع نعل كان له او قلامة ظفر او شفقة من اناء شرب فيه او شقفة من اناء شرب فيه يعني قطعة من اناء فلو بذل الغني معظم امواله في تحصيل شيء من ذلك عنده. اكنت تعده مبذرا او سفيها؟ كلا ثم قال فابذل ما لك في زورة مسجده صلى الله عليه وسلم الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في في بلده والتذ بالنظر الى احد واحبه. فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه. قال وتملأ حلولي في روضته ومقعده فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد احب اليك من نفسك وولدك واموال والناس كلهم صلى الله عليه وسلم. ثم قال وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة. يقصد الحجر الاسود وضع فمك وضع فمك لاثما مكانه قد مكانا قبله سيد البشر بيقين صلى الله عليه وسلم. فهنأك الله بما اعطاك. فما فوق ذلك مفخر قال ولو ظفرنا بالمحجن الذي اشار به الرسول صلى الله عليه وسلم الى الحجر ثم قبل محجنه لحق لنا ان على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل. قال ونحن ندري بالظرورة ان تقبيل الحجر ارفع وافضل من تقبيل محجنه او نعله وقد كان ثابت البناني. اذا رأى انس بن مالك اخذ يده فقبلها ويقول يد مست يد الله صلى الله عليه وسلم. فنحن نقول اذا فاتنا ذلك حجر معظم بمنزلة يمين الله في الارض مسته شفت نبينا صلى الله عليه وسلم لاثما له. فاذا فاتك الحج تلقيت الوفد الى اخر ما قال رحمة الله عليه. والمقصود ان التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم او ببعض ما اتصل بجسده الشريف ثابت فلو لم تصح قصة خالد رضي الله عنه في التبرك بالشعرات واسترزاق النصر بها فان التبرك الذي ثبتت به الروايات من وجوه اخر ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم وفي الصحيح عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها انها اخرجت جبة طيالسية وقالت كان رسول الله طيانسة جبة طيالسة. وقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها. فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها في الصحيح وقد اخرجه مسلم عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها وعن ابيها انها اخرجت جبة طيالسة. الجبة ما يلبس من الاوشحة الوشاح. يلبس على الكتف ويرخى فيحيط البدن ومثل ما يلبسه كثير من الائمة والعلماء مثل العباءة التي تلبس على الكتف ثم ترخى فتحيط بالبدن تسمى جبة وتكون مطيفة او مغلقة بالبدن من جميع الجهات قالت اخرجت اسماء جبة طيالسة والطيلسان او الطيلس نوع من الالبسة اخرجتها اسماء لمن كان عندها يسألها وفي الحديث قصة ان ابن عمر رضي الله عنهما كان في بعض ما سئل عنه ينكر لباسها فاخرجتها لتثبت انها من لباس رسول الله عليه الصلاة والسلام. اسماء من اين لها بالجبة اسماء بنت ابي بكر من اين لها بجبة النبي صلى الله عليه وسلم من اختها عائشة رضي الله عنها نعم. ولذلك اخرج مسلم في صحيحه الحديث ان اسماء بنت ابي بكر لما اخرجت الجبة قالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت يعني ماتت. فلما قبضت قبضت تهى منها فافادت انها احتفظت بالجبة بعد موت اختها عائشة رضي الله عنها. وعائشة احتفظت بها مدة حياتي احتفظت بجبة النبي عليه الصلاة والسلام. تقول اسماء والحديث عند مسلم وكان النبي صلى الله عليه انما يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها يغسلون الجب ثم يعطون الماء الذي غسلت به الجبة للمريض يستشفي بها. يغتسل او يشرب منها. فكان الصحابة اذ يفعلون ذلك رضي الله عنهم يتبركون بشيء مس جسد النبي صلى الله عليه وسلم. ويرون ذلك امرا مشروعا لا فيه العبرة بذلك يا كرام وقد مر بك قصة شعراته عليه الصلاة والسلام التي كانت عند بيت انس او اهل انس ثم انتقلت الى بعض اصحابه بل ثبت ان الامام احمد رحمه الله ظل يحتفظ بشعرتين او ثلاث بلغته من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت عنده. فلما حضرته الوفاة اه اوصى رحمه الله ان يغسل ويكفن وتوضع تلك الشعرات معه في كفنه رحمه الله فدفن بها فلم يبق اليوم من شعراته عليه الصلاة والسلام او من شيء يتصل بجسده الشريف شيء صحيح ثابت. اما ما قالوا وينشر من صور واخبار ان ظفيرة من الشعر بطول بضعة امتار او اقل انها منسوبة الى النبي عليه الصلاة والسلام محفوظة في بعض المتاحف والبقاع فليس شيء من ذلك يصح. وانما يلبس به على عامة الناس وربما خدعوا به واخذ من اموالهم من اجل النظر اليه او دعوى التبرك به. والامر كما سمعت قبل قليل في مقالة الامام الذهبي رحمه الله تعالى لما قال فلو وجدنا بعض شعره باسناد ثابت فالمسألة موقوفة على التحري وثبوت ذلك. فاما مع كل ما ينشر ويذاع من خرافة واسطورة او وكذب يزور به على الناس. ثم يؤخذ به من اموالهم ويخدع به الضعاف والعامة والجهلاء والبسطاء بدعوى ان ذلك متصل برسول الله عليه الصلاة والسلام فلا ريب انه من الزور والتلبيس والتدليس على الناس بالدين او باسم السنة او باسم البركة باثار النبي صلى الله عليه وسلم. فليفرق ايها الكرام بين امرين الاول صحة التبرك به صلى الله عليه وسلم. وبدعائه وبما اتصل بجسده. وقد مسح على المريض فشفي وبصق وتفل في المريض فبرئ عليه الصلاة والسلام في قصص عديدة مرت بكم اخبارها؟ التبرك به بمس يده بدعائه ببصاقه بل بطيب عرقه صلى الله عليه وسلم وشعره الذي وزعه بنفسه على اصحابه لما رأسه في الحديبية اعطاه الصحابة اعطى نصفه لابي طلحة ووزع النصف الاخر على بقية الصحابة لو كان شيئا من ذلك باطلا او مردودا لا يصح ما فعله عليه الصلاة والسلام. وما اعطاهم شعره الا لانه يعرف حبهم له. وشدة فرحهم بما يجدونه من شعره او شيء متصل به صلى الله عليه وسلم هذا الامر الاول واما الاخر فان هذا ينبغي ان يظل مرتبطا مقتصرا على ما صح من ثبوت نسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام. فاذا اوتينا بشعرة او بقارورة فيها طيب او عرق او بقطعة من لباس وبردة ونعل. فقيل لنا هذه بردة عليه الصلاة والسلام وهذا نعله صلى الله عليه وسلم وهذا مقبض صيفه وتلك اداوته وهذا شعره وهذا فراشه الذي كان ينام عليه كل ذلك لا يصح فيه التعويل على شيء. ما لم يثبت بسند صحيح يثبت لنا انه بعد الف واربع مئة عام فان هذا محفوظ باق منسوبا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام والصحيح الذي لا ينبغي ان يباع فيه دين الناس. ولا تشترى فيه عاطفة حبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام بثمن بخس بشيء من الخرافات والاساطير الصحيح انه لا شيء في الامة اليوم. يصح ان تقول فيه هذا قطعة او شيء منه صلى الله عليه وسلم. كل ذلك اما على سبيل الكذب والدجل او على سبيل المحاكاة بان يقال مثل هذا كان نعله عليه الصلاة والسلام. وشبيه بهذا كانت بردته وقريب من هذا كان شكل سيفه. اذا كان هذا من باب التقريب وتعليم الناس وشيء من التمثيل لهم بالمجسد المحسوس بان يقال لهم شكل لباسه وفراشه وعمامته وبردته ونعاله صلى الله عليه وسلم. فهذا سائغ لانه او تعليم ولا يصح التبرك به ولا مسه ولا تقبيله بدعوى شيء من ذلك لانه ليس له علاقة برسول الله الصلاة والسلام. فنهاية هذا الامر انه لا يصح لنا اليوم ان نتبرك بشيء بدعوى انه من ثيابه او من جسده او من شعره ليس لانكار التبرك به عليه الصلاة والسلام لكن لانكار صحة نسبة هذا اليه صلوات الله وسلامه عليه قال القاظي عياظ وحدثنا القاظي ابو علي عن شيخه ابي القاسم ابن المأمون قال كانت عندنا قصعة من قصاع النبي صلى الله عليه وسلم. فكنا نجعل فيها الماء للمرضى فيستشفون بها هذا خبر ايضا يرويه الامام القاضي عياض رحمه الله وهو من من اهل القرن الخامس يرويه عن شيخه عن شيخه فهو يرويه عن اواخر القرن الرابع ربما او اوائل الخامس ان شيخ شيخه ابا القاسم ابن المأمون قال كانت عندنا قصعة من قصاع النبي صلى الله عليه وسلم. والقصعة الاناء الذي فيه الطعام للاكل مثل الماعون ونحوه يجعل فيه الطعام فيجتمع عليه اهل السفرة. قال كانت عندنا قصعة فكنا نجعل فيها الماء للمرضى يشفون بها هذا الكلام ذاته يقال فيه ان ثبت وصح انها قصعة نبوية من قصاع النبي عليه الصلاة والسلام اكل فيها او شرب او وضع فيها يده وطعامه صح بذلك التبرك والا فلا واخذ جحجاه الغفاري القضيب من يد عثمان رضي الله عنه ليكسره على ركبته. فصاح الناس به فاخذ فيها الاكلة فقطع فقطعها ومات قبل الحول القضيب الذي كان بايدي الخلفاء عصى عصى النبي عليه الصلاة والسلام التي ربما كان يمسكها او يصعد بها المنبر يخطب عليها كانت قضيبا يعني عودا من شجر او عصا من خشب فكان الخلفاء ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا يحرصون على حملها وقبضها ومسكها والمشي بها اولا لانها عصا النبي صلى الله عليه وسلم وهم خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم فهم احرى الناس بحملها ومسكها والمشي بها ثم لان لهم فيها تشبها واقتداء وتأسيا برسول الله عليه الصلاة والسلام. فكانوا يتداولونها فاذا مات خليفة وخلفه اخر انتقلت اليه. قال اخذ جحجاه الغفاري. والرجل من الصحابة واليه تنسب القصة التي حصلت آآ في غزوة ذات الرقاع يوم بني المصطلق لما تحدث المنافقون بمقولة ليخرجن الاعز منها الاذل جهجاه الغفاري كان من الموالي وهو من موالي المهاجرين من مكة الى المدينة. قال اخذ القضيب من يد عثمان رضي الله عنه ليكسره على ركبته لا يدرى ما الحامل على ذلك. والرواية ليست مما اخرجها اصحاب السنن او المستدركات ونحوها حتى يوقف على سندها لكن ذكره ابن عمر واخرجها بعض من ترجم للصحابة. قال اخذ العصا ليكسرها على ركبته. كما يصنع احدكم اذا اراد ان يكسر عصا فيضرب بها ماسكا لها من طرفيها فيضرب بها على طرف ركبته او فخذه ليتأتى له كسرها. قال فصاح به الناس يعني يمنعونه ان هذه عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فصاح به الناس فاخذته فيها الاكلة يعني الاكلة المراد بها المرض الذي يسري فيتعفن معه اللحم ويسبب بتر العضو القدم او اليد وهي اقرب شيء الى مرض الغرغرينة اليوم اجاركم الله الذي يصيب بعض اصحاب مرضى السكر ونحوهم فيتعفن اللحم اذا جرح ولا يكاد يندمل. فاذا اجتمع فيه العفن وكثر الصديق وماء الجرح اتسع فسد اللحم فلا يبرأ. فاذا فسد اللحم اصاب العظم. فيسري فيه ذلك المرض ولا دواء له عند الاطباء الا بتره لان لا يسري الى باقي الجسد. فلو ترك انتشر ثم سم البدن فمات قال فاخذته الاكلة اين قال في ركبته التي اراد ان يكسر بها العصا قال فقطعها. قطع ركبته لانه لا دواء لها الا ذلك. قال ومات قبل الحول يعني ما اتم سنة هذي ان صحت الرواية والا فالعلم عند الله وسكب من فضل وضوئه في بئر قباء فما نزفت بعد بئر قباء وقباء معلومة كانت سابقا قرية خارج المدينة وهي اليوم حي من احيائها وفيها مسجد قباء الذي يقصده المصلون لادراك ثواب العمرة كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد صح عنه الحرص على اتيان قباء كل سبت راكبا او ماشيا فقباء مكان عظيم وفيه تأول بعض الصحابة والمفسرون من بعدهم قول الله عز وجل مسجد اسس على التقوى من اول ليوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا. وقباء ارض زراعية الى اليوم والمزارع فيها منتشرة قال سكب من فظل وضوئه في بئر قباء وقباء ذات مزارع وابار وليست بئرا واحدا. في الرواية هنا انه سكب من فضل وضوئه. والوظوء هو الماء الذي يتوظأ به ولما يتوضأ يجمع الماء فما فضل عنه ومن فصل من اعضائه يقال له فضل الوضوء. قال سكب من فظل وضوئه في بئر في قباء فما نزفت بعد. يعني ما غاب ماؤها ولا انقطع ما نقص من البئر بركة لما اصابها من وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبزق في بئر كانت في دار انس فلم يكن بالمدينة اعذب منها ومر على ماء فسأل عنه فقيل له اسمه بيسان وماؤه ملح فقال بل هو نعمان نعمان بل هو نعمان وماؤه طيب فطاب واتي بدلو من ماء زمزم فمج فيه فصار اطيب من المسك واعطى الحسن والحسين لسانه فمصاه وكانا يبكيان عطشا فسكتا هذه ايضا اربع روايات ساقها المصنف رحمه الله. قال في الاولى بزق في بئر كانت في دار انس. بزق بالزا او بسق بالصاد بمعنى واحد والمراد فيها اخراج التفل او ريق الفم. قال بزق في بئر كانت في دار انس. فلم يكن بمدينة اعذب منها. ذكره ابو نعيم ايضا في دلائل النبوة. ومر على ماء فسأل عنه مر على ماء يعني على واد او ماء بئر فقيل له اسمه بيسان وذلك كان في مسيره في بعض اسفاره مقبلا الى المدينة سأل عن الماء الذي مر به قيل له اسمه بيسان وكان هذا في غزوة ذي قرد او غزوة الغابة التي مر بكم ايضا طرف من بعض روايات فيما حصل لسلمة بن الاكوع ولابي قتادة رضي الله عنهم لما قال صلى الله عليه وسلم خير فرساننا قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الاكوع. حصل في تلك الغزوة انه مر بهذا الماء. فسأل عن اسمه فقيل اسمه بيسان وماؤه ملح يعني لا يكاد يستعذب للشرب. فقال بل هو نعمان وماؤه طيب فطاب لم تثبت الرواية انه تناولها عليه الصلاة والسلام ولا وضع يده فيه. ولا بصق فيه ولا توظأ فاعاد فضل وضوءه ايه فيه فكيف طاب الماء قام بدعوته قال بل هو نعمان وماؤه طيب فطاب بدعوته عليه الصلاة والسلام وبعبارته تلك فكان ماؤه كما قال طيبا بوصفه صلى الله عليه واله وسلم وفي الثالثة قال اوتي بدلو من ماء زمزم فمج فيه مج يعني اخذ شربة من الماء في فمه ثم اعاده في الدلو. فمج الماء يعني اخرجه من فيه. كما تفعل. الى اذا مظمظت في الوضوء. فانك تمظمظ ثم تخرج الماء تمجه من فمك. فالمجة هو هو هو شربة الماء التي تكون في الفم فيخرجها صاحبها. قال فمج في الدلو فصار اطيب من المسك. يشير الى طيب الرائحة لانه خرج من فيه صلى الله عليه وسلم هذه الرواية اخرجها ابن ماجة في سننه وفيها ضعف بسبب انقطاع في سندها قال في الاخيرة منها والرابعة وقد اخرجه الطبراني واعطى الحسن والحسين لسانه فمصاه وكانا يبكيان عطشا فسكتا هكذا على الجمع بينهما رضي الله عنهما وبينهما في الولادة فرق فليس توأمين ويستدعي هذا ان يكون حصل هذا منه عليه الصلاة والسلام في موقف واحد والا في الروايات لا يصححها بعض اهل وكان لام ما لك عكة تهدي فيها للنبي صلى الله عليه وسلم سمنا. فامرها النبي صلى الله عليه وسلم الا ثم دفعها اليها فاذا هي مملوءة سمنا فيأتيها بنوها يسألونها الادم وليس عندهم شيء فتعمد اليها فتجد فيها سمنا فكانت تقيم ادمها حتى عصرتها ام ما لك رضي الله عنها انصارية والحديث اخرجه مسلم في صحيحه فالحديث صحيح ام ما لك كانت لها عكة والعكة اناء صغير من جلد غالبا يحفظ فيه السمن والزيت ونحوه ولانه اناء من جلد والجلد قد لا يحفظ السوائل فيدبغ الجلد اذا اريد حفظ السوائل فيه كالزيت والسمن مما ينفذ من الجلد غالبا يدبغ بطريقة يحتفظ بها فتسد مسامات الجلد فتتخذ منها الاوعية والاسقية كانت لام ما لك عكة تهدي فيها للنبي عليه الصلاة والسلام. يعني جرت عادتها ان ترسل في هذه العكة ما تهدي به الى النبي عليه الصلاة والسلام سمنا او زيتا ونحو ذلك وقال بعض الشراح بل هي ام انس ابن ما لك وانه ربما كان سقطا في الرواية سقط منها انس والا فهي ام سليم ام انس رضي الله عنه. وعلى كل فالحديث عند مسلم. كانت لها عكة تهدي فيها الى النبي عليه الصلاة والسلام سمنا. فامرها النبي صلى الله عليه وسلم الا تعصرها لو كان عندك هذه العكة وهي اناء من جلد واردت ان تخرج ما فيها من زيت او سمن فانك تفعل بها هكذا تميلها فاذا بقي في قعرها شيء يسير وهي جلد فانك تعصرها حتى تخرج ما علق باخرها من السمن او الزيت لكن النبي عليه الصلاة والسلام امرها الا تعصرها فكيف تفعل؟ ليس عليها الا ان تأتي الى فم العكة فتميلها لتخرج ما فيها. قال امرها الا تعصرها ثم دفعها اليها فاذا هي مملوءة سمنا فيأتيها بنوها فيسألونها الادمى جمع ايدام والادم هو كل شيء يغمس فيه الخبز اليابس او الجاف ونحمه من اجل ان يترتب ويلين فيصوغ في الاكل لا غير وليس المقصود بها الادامات التي نصفها اليوم بما يطبخ من الخضروات مثلا او البقول ويجعل على النار في لحم ودجاج وما الى ذلك بل كان ايسر من هذا بكثير حتى الخل كان اداما وقد قال عليه الصلاة والسلام ذات مرة بمحضر جابر نعم الادام الخل وكان ربما عليه الصلاة والسلام جمع بين نوعين من الطعام فقال هذا ادام هذا. والمقصود الادام ما يجعل مع الخبز ليؤكل. قال فربما قال فيأتيها بنوها يسألونها الادمى وليس عندهم شيء فتعمد اليها. يعني تذهب ام ما لك الى العكة. فتجد فيها سمنا يعني حصل هذا مرارا فكلما اتاها بنوها. سألوها الادم اتت العكة وقصدتها فوجدت فيها سمنا ودل هذا على بركة حلت بها ولا شك. وكثرة ما وجدت فيها من السم مرة بعد مرة حتى انها ما انتهت ولا نفدت. وظل كلما احتاجت الى اطعام بنيها قصدتها فوجدت فيها سمنا تطعمهم منها. وظل الامر كذلك مستحضرة قوله الصلاة والسلام لا تعصريها قال فكانت تقيم ادمها. يعني ظلت العكة تقيم ادمها يعني تحفظ لها ما تحتاجه من الاذن. ويكون الادم فيها موجودا حاضرا على الدوام كلما اتت اليها وقصدتها وعمدت اليها. قال حتى عصرتها طيب وبعدين؟ ولما عصرتها؟ انتهت في تمام الرواية عند الامام مسلم قال لها النبي عليه الصلاة والسلام عصرتيها قالت نعم فقال لها صلى الله عليه وسلم لو تركتيها ما زال قائما. يعني ما زال الادم فيها قائما موجودا حاضرا لو تركتيها مر بكم ايضا في قصة شبيهة بهذا ان النبي عليه الصلاة والسلام كان لما امر الرجل وقد اعطاه الشعير الا يكيله وقال للمرأة هنا الا تعصر العكة لان شأن البركة امر معنوي وليس شيئا محسوسا. فلما جاء الرجل فجعل يكيلها نفد وانتهى. ولما جاءت هذه فعصرت العكة انتهى ونفد. لان البركة امر معنوي. والمعنويات لا ينبغي ان تقاس بالمحسوسات ولهذا قال الامام النووي رحمه الله تعالى معلقا على حديث ام مالك في قصة العكة لما عصرتها وقد اتبعها ايضا بحديث الرجل في الشعير الذي اعطاه اياه وامره الا يكيله. فخالف كل منهما امر النبي عليه الصلاة والسلام. فعصرت العكة وكان الرجل الشعير. قال الامام النووي رحمه الله في حديث المرأة لما قال لها حين عصرت العكة ذهبت بركة تم وفي حديث الرجل حين كال الشعير ثنيا حين استخدم الكيل في الشعير انتهى وفني. قال النووي ومثله حديث كلام للنو. عائشة حين كانت الشعيرة ففني قال العلماء والكلام للنووي رحمه الله الحكمة في ذلك ان عصرها يعني ام مالك للعكة ليله الرجل لما كال الشعير مضادة للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى ويتضمن التدبير والاخذ بالحول والقوة يعني ان يعمد الرجل الى الكيل من اجل ان يحسب كم بقي؟ وكم سيستعمل؟ وكيف ويعتمد على تدبيره هو؟ واما البركة فانت تعتمد في على فضل الله وحول الله وقوة الله. يقول النووي قال العلماء الحكمة ان عصرها وكيله مضادة للتسليم والتوكل قولي على الله او على رزق الله ويتضمن التدبير والاخذ بالحول والقوة وتكلف الاحاطة باسرار حكم الله تعالى فضله قال فعوقب فاعله به. فالاعتماد على البركة ليس شيئا محوسا وان يبحث المرء مستقصيا عن سر البركة ليبحثها على حساب المحسوسات ويقيسها بالماديات كل ذلك لا يقف فيه على طائل والقصة كما سمعت دلت على ما سبقت فيه الروايات من بركة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم وكان يدخل في افواه الصبيان المراضع فيجزئهم ريقه الى الليل الحديث ايضا اخرجه الامام ابو يعلى في مسنده والبيهقي ايضا في دلائل النبوة وفيه ان من حديث عليلة عن امها قالت قلت لامة الله بنت رزينة حدثتك امك رزينة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر صوم عاشوراء؟ قالت نعم وكان حتى يدعو الباب دعائه ورضعاء ابنته فاطمة فيتفل في افواههن ويقول للامهات لا ترضعنهن الى الليل لكن الحديث فيه جهالة بعض رواته فلا يصح سندا وهو انصح افاد ما افاد قبله من الروايات وان لم يصح ففيما ثبت من الصحيح غنية ما زال في هذا الباب وهذا الفصل بقية باقية نأتي عليها تباعا في ليالي الجمعة المقبلة ان شاء الله الله تعالى هذه الليلة الشريفة ما زال فيها متسع للاستكثار من الصلاة والسلام على حبيب القلوب رسول الله صلى الله عليه اله وسلم يا من بعثت الى البرايا رحمة لو صغت فيض البحر مدحا ما كفى. صلى عليك الله يا علم الهدى لا اصطحاب ومن اطاعك واقتفى. اعمروا ليلتكم وغدكم بالصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم. مستكثرين من الخيرات والبركات وصلوات رب السماوات. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم اجعل لامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. واحفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. اللهم انا نسألك الامن والحفظ والصون للحرمين الشريفين ولمسرى نبيك صلى الله عليه وسلم والاقصى المبارك يا رب العالمين. نستودعك اللهم حفظ فاحفظه لامة الاسلام محفوظا منيعا عزيزا يا رب العالمين. اللهم انا نسألك ايمانا وهدى وسدادا وتوفيقا اغفر لنا وتب علينا وتقبل منا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين