الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين صلى الله عليه واله وسلم لم اشهدوا وتشهدون انه قد بلغ الرسالة وادى الامانة وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين صلى الله عليه وسلم اشهد وتشهدون ان الله قد احبه فاصطفاه. واجتباه وهداه. وصلى عليه وسخر الملائكة للصلاة عليه وامرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم. اشهد وتشهدون انه رفيع القدر عند ربه عظيم والجاهي صلوات ربي وسلامه عليه اشهد وتشهدون انه قد ادى ما عليه وورثنا في الامة دينا عظيما وسنة واضحة ومنهجا لا يزيغ عنه بعده الا هالك صلى الله عليه واله وسلم. وبعد فهذا المجلس تتابعوا في كل ليلة من ليالي الجمعة في رحاب بيت الله الحرام. نتدارس فيه صفحات من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم نستزيد من الصلاة والسلام عليه في ليلة شريفة عظيمة كهذه. ونقلب الصفحات فنزداد ايمانا وحبا ما زلنا نبحث عنه بحرص لنملأ به القلوب لاعظم من وجبت ان تحبه القلوب من البشر صلى الله الله عليه واله وسلم. ما زلنا نقلب صفحات من هديه وسيرته وحقوقه العظيمة. صلى الله عليه وسلم جاء ان نبلغ بالنفوس تعلقا صادقا بهذا النبي الكريم. واقتداء فيه العظمة بسنته وهديه ان صلى الله عليه واله وسلم. القلب كم يشتاقه؟ والعين كم تهفو اليه؟ صلوا عليه فلم يخبوا الله من صلى عليه صلى الله عليه واله وسلم بقيت لنا بقية في هذا الفصل الذي ما زلنا فيه منذ اسبوعين سابقين الذي ساقه المصنف رحمه الله في باب المعجزات والكرامات والايات لباهرات التي امد الله بها نبينا صلى الله عليه وسلم تأييدا له وتصديقا لنبوته ورفعة لقدره زادت الايات والمعجزات وتعاظمت لعظمة قدره عند ربه عز وجل وهذه الابواب ذات فصول عظيمة كثيرة متتابعة وقف بنا الحديث في نهاية الفصل الذي عنون له المصنف رحمه الله الله تعالى بفصل ما جاء في كراماته وبركاته عليه الصلاة والسلام. وانقلاب الاعيان له فيما لمسه او باشره صلى الله عليه واله وسلم. في مجلسين سابقين مضت حوادث متفرقة. فيها مواقف عجيبة عظيمة انقلبت بعض الاعيان بين يديه عليه الصلاة والسلام واجرى الله على يديه من البركات والكرمات ما هو اهل له عند ربه عز وجل بقيت في هذا الفصل بقية نأتي عليها في مجلس الليلة ان شاء الله تعالى الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة والفلاح وعوضا عن كل ما فات وراح والصلاة والسلام على نبينا محمد ذي الشمائل الباطنة والظاهرة والفضائل الباهرة الزاهرة وعلى اله به الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار غفر الله لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. اما بعد فهذا هو فهذا هو مجلسنا السابع والتسعون من المجالس العامرة في هذه البقعة الطاهرة وباسانيدكم المتصلة الى الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى فصل في كراماته وبركاته وانقلاب الاعيان له فيما لمسه او باشره قال رحمه الله ومسح على رأس عمير بن سعد وبرك فمات وهو ابن ثمانين فما شاب وروي مثل هذه القصص عن غير واحد منهم السائب بن يزيد رضي الله عنه ومدلوك نعم هذه بركة يده عليه الصلاة والسلام اذا مسح واذا مست يده الشريفة يدا من سان او رأسه او جسده حلت البركة به. فكيف اذا كان مع مسه عليه الصلاة والسلام ومسح يده اذا كان معه دعاء بالبركة فيجتمع الامران دعاؤه وسؤاله من ربه عز وجل وهو مجاب الدعاء صلى الله عليه وسلم وبركة يده التي جعلها الله تعالى في اجزاء جسده عليه الصلاة والسلام ها هنا مواضع مرت وقد ختم المجلس في ليلة الاسبوع المنصرم بما حصل من البركات في الشاء والنوق وبعض البهائم التي كانت بين يديه الشياه الحوائل تدر باللبن. قصة شاة ام معبد وشاة انس وغنم حليمة وشارفها وشاة عبد ابن مسعود والمقداد وغيرهم كثير رظي الله عنهم اجمعين. ها هنا قصص فيها مس يده عليه الصلاة والسلام لبعظ اصحابه قال مسح على رأس عمير بن سعد وبرك فمات وهو ابن ثمانين فما شابا. يعني لم يظهر عليه الشيب من بياض الشعر ولا من تجاعيد البشر اما عمير بن سعد فصحابي صغير نشأ في حجر زوج امه الجلاس بن سويد من الاوس وقد كان من زوج امه مواقف شارك فيها اهل النفاق بالمدينة في همز ولمز وانتقاص لرسول الله عليه الصلاة سلام. وقد احسن الى عمير بن سعد في تربيته احسانا كبيرا حتى احبه عمير بن سعد كابيه. وتعلق به قلبه لكن لم يكن حبه يوما لزوج امه والذي رباه باعظم من حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قال تلك كالمقولة في التجهز لغزوة تبوك سمع مقالة لم ترضها نفسه ولم تطب لها اذناه فانتقل بها الى رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فلما اتى زوج امه الجلاس استنطقه النبي عليه الصلاة والسلام فكذب عمير بن سعد وانه ما قال كانت بلبلة في اوساط الصحابة ايصدق رجل كبير معروف بينهم بمروءة وشهامة وكرم خلق ام صبي ما زال طفلا قد يصيب وقد يخطئ حتى نزلت الايات تصديقا والوحي جاء بما اخبر به عمير بن سعد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وفت اذنك يا غلام لكن القصة تحديدا فيما مسح به النبي صلى الله عليه وسلم وبرك له قد ثبتت عن غيره. فاما هو في شخصه فلا تعرف القصة تحديدا فيما نقل في تراجم الصحابة. قال المصنف رحمه الله وروي مثل هذه القصص عن غير واحد منهم بن يزيد ومدلوق الفزاري. اما السائب بن يزيد ففي صحيح البخاري عن الجعيد بن عبدالرحمن قال رأيت السائب ابن يزيد ابن اربع وتسعين يعني وقد بلغ سنه اربع وتسعون سنة قال رأيت السائب ابن يزيد ابن اربع وتسعين جلدا معتدلا يعني كهيئة الشباب في نضارة الوجه وحسن الجسد وما يعرف في الشباب من جمال وفتوة هذا وهو ابن اربع وتسعين فقال له السائب قد علمت ما متعت به يعني سمعي وبصري الا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يمضي فيصف ما حصل. قال رضي الله عنه ان خالتي ذهبت بي اليه. فقالت يا رسول الله ان دبن اختي فادعوا الله له قال فدعا لي هذا لفظ البخاري وفي رواية اخرى عند البخاري قال فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ وشربت من وضوئه صلى الله عليه وسلم فها هي الرواية الصحيحة تثبت انه مد في عمره الى سن الرابعة والتسعين وهو جلد معتدل. شاب ولا عجب فهذه مس يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حلت به البركة في السائب ابن يزيد. فبقي رضي الله عنه في نظارته وحسن هيئته وجمال طلعته. واما مدلوك الفزاري رضي الله عنه فقد اسلم مع مواليه حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه تقول كتب فما شاب منه موضع يد رسول الله عليه الصلاة والسلام. يعني شاب فيه شعر رأسه الا موضع يدي النبي عليه الصلاة والسلام. وقد اشار المصنف الى تعدد مثل هذه الروايات عن اكثر من واحد. فقال رحمه الله وروي مثل هذه القصص عن غير واحد وذكر ما يذكره بعضهم واصح هذه الروايات سندا قصة السائب بن يزيد وقد اخرجها الشيخان وسمعتم لفظ رواية البخاري رحمه الله ولا القاضي رحمه الله وكان يوجد لعتبة ابن فرقد رضي الله عنه طيب يغلب طيب نسائه لان رسول الله صلى الله وعليه وسلم مسح بيده مسح بيده على بطنه وظهره نعم وسلت وسلت الدم على وجهه على وجه عائض بن عمرو رضي الله عنه وكان جرح يوم حنين ودعا له كانت له غرة كغرة الفرس ومسح على رأس قيس ابن زيد الجذامي رضي الله عنه ودعا له فهلك وهو ابن مئة سنة ورأسه ابيض وموضع كف النبي صلى الله عليه وسلم وما مرت يده عليه من شعره اسود. فكان يدعى الاغر هذه ايضا جملة من القصص عن بعض الصحابة قال كان يوجد لعتبة ابن فرقد طيب يغلب طيب نسائه لان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح بيده على بطنه وظهره عتبة ابن فرقد رضي الله عنه من خيار الصحابة تولى امارة العراق وبعض بلاد ما وراء النهر زمن الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه تولى امرأة اذربيجان طيلة فترة خلافة عمر وبقي عليها ايضا في خلافة عثمان رضي الله عنهما في ظل امارة سعد ابن ابي وقاص على الكوفة رضي الله عنهم اجمعين. فكان اميرا على تلك البلاد وتذكر سيرته الحسنة في الولاية والقيادة والفتوحات التي شارك فيها رضي الله عنه وارضاه. والقصة التي ذكرها وهو قد اسلم عام خيبر وقيل اسلم ايام حنين وهو الصحيح الذي رآه بعض المحدثين. قال كان يوجد له طيب يغلب طيب نسائه يقصد انه كانت تنبعث منه رائحة طيبة تغلب في طيبها طيب زوجاته اذا تطيبنا والطيب الذي كان ينبعث منه قال لان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح بيده على بطنه وظهره وتذكر الرواية انه رضي الله عنه قال كانت عنده ثلاث نسوة ما منهن واحدة الا وهي تجتهد في التطيب لتكون اطيب ريحا من صاحبتها. وما يمس عتبة ابن فرقد طيبا الا ان يلتمس دهنا وكان اطيب ريحا منهن رضي الله عنه قال فقلت له في ذلك يعني يسأله احد الرواة فقال اصابني الشرا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خراج صغار له لذع شديد وحكة اصابته فاصابت مواضع من جسده. قال اصابني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فاتيته فاقعدني عليه الصلاة والسلام بين يديه. فتجردت والقيت ثيابي على عورتي. يعني فكشف جسده عدا موضع العورة فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفه ثم دلك بها الاخرى ثم امرهما على ظهري وبطني فعبق بي ما ترون يقصد ان طيب الرائحة كان منذ ان مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على بطنه وظهره لما جاء يشكو ما وجد يده من اثر تلك الخراج الصغار الذي قد ملأ ظهره. الحديث والرواية التي ساقها عن عتبة ابن فرقد اخرجها البيهقي والطبراني وغيره ثم حسنه الحافظ ابن حجر في الامالي وحسنه السيوطي ايضا في الخصائص الكبرى. هذه قصة عتبة ابن فرقد رضي الله عنه. اما عائد ابن عمر وكان جرح يوم حنين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فكانت له غرة كغرة الفرس عائد ابن عمرو رضي الله عنه اصابه يوم حنين في القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم اصابه سهم قال فلما سالت الدماغ على وجهي ولحيتي وصدري. تناول النبي صلى الله عليه وسلم بيد فسلت ذلك الدم عن وجهه وصدري الى سنبوتي ثم دعا لي. سلت الدم يعني مسح بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام الموضع الذي سال فيه الدم على وجهه ولحيته وصدره. قال فسلت الدم عن وجهي وعن لحيتي ورأسي قال حتى الى سندوتي والسندوة هي الثدي عند الرجل. قال يعني مسح وظل يمسح عليه الصلاة والسلام على وجهه ولحيته حتى بلغ صدره بين ثدييه. فقال كان يخبرنا عائد بذلك في حياته. يخبر بهذا الصنيع والموقف الذي شهده مع النبي عليه الصلاة والسلام قال فلما ماتا وغسلناه نظرنا الى ما كان يصف لنا من امر اثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى منتهى ما كان يقول لنا من صدره فاذا غرة سائلة كغرة الفرس والغرة هي البياظ الذي يكون في جبهة الفرس. وان كان اسود او احمر او داكن اللون. فاذا جاء البياض في غرة فرس وجبهته يقال له اغر. فكان يدعى فيما بعد عائذ بن عمرو فكانت له غرة كغرة الفرس. وهم يحكون انه في غسله كمامات رضي الله عنه وجدوا اثر ذلك يعني بياضا واشراقا ونورا يختلف عن سائر موضع جسده رضي الله عنه ترضاه الموضع الثالث الذي ساقه المصنف رحمه الله هنا وقصة عائد بن عمرو اخرجها الطبراني واخرجها ايضا الحاكم في المستدرك واخرجه البيهقي والحديث في سنده مجهولان ضعف من اجلهما الرواة حديث عائد ابن عمرو اما قيس ابن زيد الجثامي فهو سيد من سادات قومه عقد له النبي صلى الله عليه وسلم على قومه يعني له اشبه بعقد الامارة ونحوها والرئاسة في قومه ليكون نقيبا ويكون اميرا عليهم. قال مسح على رأسه ودعا له فهلك يعني مات وهو ابن مئة سنة ورأسه ابيض وموضع كف النبي صلى الله عليه وسلم وما مرت يده عليه من شعره اسود فكان يدعى الاغر قيس بن زيد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فولاه الرياسة على قومه وساق الى النبي صلى الله عليه وسلم صداقات بني سعد ثلاث مرات. قال قيس فاجلسني النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ومسح على رأسي قال ودعا لي وقال بارك الله فيك يا قيس. ثم قال انت ابو الطفيل قال فمات قيس وهو ابن مئة سنة ورأسه ابيض. واثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اسود وكان يدعى لذلك قيسا الاغر. فغدى هذا لقبا عليه. وما وصفه بالاغر الا لاختلاف هذا اللون وهو موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم الذي مسح به على رأسه خاصة. فلما شاب رأسه وشعره اجمع كان موضع كف النبي عليه الصلاة والسلام ما يزال على اسوداده فكان يدعى قيسا الاغر رضي الله عنه وارضاه قال رحمه الله تعالى وروي مثل هذه الحكاية لعمرو بن ثعلبة الجهني رضي الله عنه ومسح وجه اخر فما زال على وجهه نور. ومسح وجه قتادة بن ملحان رضي الله عنه. فكان لوجهه حتى كان ينظر في وجهه كأنما كما ينظر في المرآة. نعم. هذه ايضا حكايات اخر احداها لعمرو ابن ثعلبة الجهني ويروي في قصته في اسلامه انه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم بالسيالة فدعاه الى الاسلام فاسلم فمسح رأسه عليه الصلاة والسلام. قال فمضت له مائة سنة وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم قول المصنف وروي مثل هذه الحكاية لعمرو بن ثعلبة الجهني يعني مثل ما حكي عن قيس ابن زيد الجذامي الذي عمر وشاب بعد ان وصل مئة سنة ورأسه قد ابيض الا موضع كف النبي صلى الله عليه وسلم وما مرت عليه من شعره بقي اسود فكان يدعى الاغر. وهذا عمرو بن ثعلبة الجهني كذلك بقي ايضا اثر يد النبي عليه الصلاة والسلام قال ومسح وجه اخر فما زال على وجهه نور ويذكر في اسمه انه خزيمة بن سواد بن الحارث وصارت له بيضاء قال ومسح وجه قتادة ابن ملحان. فكان لوجهه بريق حتى كان ينظر في وجهه ما ينظر في المرآة يعني من صفائه وانعكاس ما يمكن ان يبصر فيه الناظر في وجهه. رضي الله عنه وارضاه. الحديث اخرجه احمد وحسنه او صحح الهيثمي اسناده وقال ان رجاله رجال الصحيح قتادة بن ملحان لما مس النبي عليه الصلاة والسلام وجهه بيده الشريفة فكان له بريق يقصد اثر يد النبي صلى الله عليه واله وسلم نعم رحمه الله تعالى ووضع يده على رأس حنظلة ابن حزيم رضي الله عن حذيما حنظلة بن حديمة رضي الله عنه وبرك عليه فكان حنظلة يؤتى بالرجل قد حنظلة وكاف كان حنظلة يؤتى بالرجل قد ورم وجهه ورم قد ورم وجهه والشاة قد ورم ضرعها فيوضع على موضع كف النبي صلى الله عليه وسلم فيذهب الورم هذه قصة حنظلة ابن حزيم ويقال ابن حنيفة وينسب الى بني مالك ويكنى بابي عبيد حنظلة حمله ابوه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني رجل ذو سن يعني كبير السن وهذا اصغر ولدي فسمت عليه او فشمت عليه يعني ادعوا له بالرحمة والبركة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام تعال قال فمسح رأسه وقال بارك الله فيك اخرجه احمد وهذا لفظه. فلما وضع يدره على رأس حنظلة وبرك قال المصنف فكان حنظلة يؤتى بالرجل قد ورم وجهه يعني تورم لانتفاخ او لكدمة او لمرض قال والشاة ايضا يؤتى بها قد ورم ضرعها يعني انتفخ اما لمرض او خراج ونحوه. قال فيوضع على موضع كف النبي صلى الله عليه وسلم فيذهب الورم هذه الزيادة ايضا اخرجها احمد قال الذيال فقد رأيت حنظلة يؤتى بالانسان الوارم وجهه كلوا على يديه ويقولوا بسم الله ويضع يده على رأسه الورم موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ان حنظلة اذا اتاه المريض يأخذ يده فيتفل ويسمي الله ثم يضع كفه على رأسه في الموضع الذي مسح فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فيضع يده على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه ثم يمسحه ثم يمسح موضع الورم قال فيذهب الورم ان كان هذا مما يذكر هنا وقد ثبت صحة اسناده فليس فيه دلالة اعظم من اثر هذه البركة التي كانت من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقال هنا ان التبرك قد اصبح بحنظلة لان حنظلة رضي الله عنه اذ كان يفعل ذلك ويسمي الله فانما يأتي على الموضع الذي مس فيه النبي صلى الله عليه وسلم قطعة من رأسه ليست البركة في جسده عامة. فلا علاقة لهذا الا بمس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعا له ايضا بالبركة فجمع بين المسح والدعاء له عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى ونضح في وجه زينب بنت ام سلمة رضي الله عنه رضي الله عنها نضحة من ماء فما يعرف كان في وجه امرأة من الجمال ما بها. زينب بنت ام سلمة رضي الله عنها وامها ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ام المؤمنين التي تزوجها رسولنا عليه الصلاة الصلاة والسلام بعد وفاة زوجها الصحابي الشهيد ابي سلمة. وفي قصة اسلام ابي سلمة وزوجه ام سلمة شأن عظيم يثبت ما كان عليه الصحب الكرام رضي الله عنهم من تضحية وايمان صادق وبذل عظيم لهذا الدين الكريم لما تزوج النبي عليه الصلاة والسلام ام سلمة بعد وفاة زوجها ابي سلمة وقد كانت في عداد العاقلات الخيرات الصالحات من نساء الصحب عامة وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة. معروفة بالحكمة رضي الله عنها العقل وسداد الرأي. اعني ام سلمة. فلما تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام كانت عندها زينب هذه ابنتها صغيرة ترضعها. بل قيل انها ولدت بها بعد وفاة زوجها ابي سلمة فتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام فلما اوتيت به سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن اسمها فقيل اسمها برة فكره النبي عليه الصلاة والسلام هذا الاسم وقال لا تزكوا انفسكم. قيل فما نسميها يا رسول الله؟ فسماها زينب فتسميتها على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام. زينب اذا ربيبة النبي عليه الصلاة والسلام بنت زوجته تربت عنده في حجره كما تربى اخوها عمر ايضا ابن ابي سلمة وهو اكبر منها سنا تربيا في حجر رسول الله عليه الصلاة والسلام لحاقا بامهما ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها. زينب وهذه ايضا ارظعتها اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها وعن ابيها. فهي اذا اخت اولاد الزبير بن العوام بالرضاع ولذلك ياتي في الرواية حديث لزينب بنت ابي سلمة يرويها عنها اما ابناء اخوتها او بعض اخوتها عبد الله بن الزبير او عروة او او غيرهم من الصحب الكرام رضي الله عنهم. وقصتها هنا انها لما قال المصنف نضح النبي وعليه الصلاة والسلام في وجه زينب بنت ام سلمة نضحة مما وسبب النضح هنا تقول زينب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل يغتسل يعني يستتر فيدخل للاغتسال اما للجنابة او لغير ذلك. قالت اذا دخل يغتسل تقول امي ادخلي عليه فتأمرها امها ان تدخل على النبي عليه الصلاة والسلام وهي اذ ذاك طفلة. قالت فاذا دخلت نضح في وجهي من الماء ويقول ارجعي فكأن امها كانت تلتمس بادخالها على النبي عليه الصلاة والسلام ان تصيب هذا النضح من الماء منه صلى الله عليه وسلم قال فرأيت زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شيء. يعني من جمالها وشبابها ونظرتها وفي لفظ اخر اورده الحافظ ابن حجر في ترجمتها قال فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعمرت رضي الله عنها فهذا مثل ما سبق من الروايات. والحديث قد اخرجه الطبراني ايضا في معجمه. وفي بعض اسناد في بعض رواة سنده من لا يعرف. لكن هذا الشأن مما يحفل ارباب التراجم بايراده وليس على نهج المحدثين في اثبات صحة السند اتصالا او انقطاعا لكنه يذكر في ترجمتها رضي الله عنها وبالجملة فزينب بنت ابي سلمة رضي الله عنها ربيبة النبي عليه الصلاة والسلام وهي اخت اولاد الزبير بالرضاعة وهي ابنة ابي سلمة الصحابي العظيم الشهيد وهي ايضا فيما ذكر من شأنها انها موصوفة من نساء زمانها كما يقول الحافظ ابن حجر فكان يرجع اليها في العلم والتفسير والفقه والعلم بدين الله جل وعلا رضي الله عنها وعن والديها رحمه الله تعالى ومسح على رأس صبي به عاهة فبرأ واستوى شعره وعلى غير واحد من الصبيان والمرضى والمجانين فبروا ومثله روي في خبر المهلب بن قبالة رضي الله عنه مسح على رأس صبي به عاهة قد تقدمت هذه الرواية في ما سبق فبرئ واستوى شعره وعلى غير واحد من الصبيان والمرظى والمجانين فبرأوا وكل ذلك قد تقدم مفصلا في فصل خصه المصنف رحمه الله فيما سبق قبل فصلين فصل في ابراء المرظى وذوي العاهات على يديه صلى الله عليه اما بدعائه عليه الصلاة والسلام لهم فيجيب الله دعاه. واما بوضع يده الشريفة على موضع الالم من احد بهم فيدعو ويبركوا عليه فيستجيب الله. واما بفضلة وضوء يعطيها النبي عليه تعددت الصلاة والسلام لاحدهم. فيغتسل او يشرب فيشفيه الله واما ان يكون برفث بنفث وبطرف من ريقه فينفث او يرقيه النبي عليه الصلاة والسلام فيشفيه الله. كل ذلك قد مرت به فصول فصل فيه روايات متعددة اتى بها المصنف رحمه الله هنا لانها ايضا مناسبة لجنس ما مر من الروايات في ان ذلك كرامة. ويحصل فيه من البركات التي يجريها الله على لحبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم على ذوي المرض والعاهات والافات خاصة. قال ومثله روي في خبر المهلب ابن قبالة وانت ترى المحقق قد وضع هذا الاسم بين معكوفتين اشارة الى انه ليس في عامة نسخ الشفا وهو وارد في بعضها وثمة اختلاف في اثبات اسم هذا الصحابي ولعله غيره فقيل ففعل مهلب بن يزيد او غيره وقد مسح النبي عليه الصلاة والسلام على رأسه وهو اقرع فنبت شعره من المهلب نعم قال رحمه الله تعالى واتاه رجل به قدرة فامره ان ينضحها بماء من عين مج فيها ففعل فبرئ القدرة مرض يصيب الرجال فيحدث انتفاخا في الخصية اكرمكم الله وربما يشبه في الطب المعاصر انواعا من الامراض ربما اختلفت اسماؤها. لكنه مرض يصيب الرجال فيحدث له قم باثر ذلك الم ومشقة في الحركة وقضاء الحاجة اجلكم الله. قال اتاه رجل به قدرة فامره ان ينضحها بماء من عين مج فيها ومعنى المج ان النبي عليه الصلاة والسلام وضع خرج من من الماء في فمه ثم مجها يعني قذفها فاعادها الى البئر فكانت البئر ان صحت الرواية تكون البئر مباركة. لان فيها شيئا مما خرج من جوف رسول الله عليه الصلاة والسلام وفمه. قال ففعل الرجل فبرئ. نعم قال رحمه الله تعالى وعن طاووس رحمه الله قال لم يؤتى النبي صلى الله عليه وسلم باحد به مس فصك في صدره الا ذهب. والمس هو الجنون. طاووس تابعي والرواية على هذا متى رفعها الى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فهي مرسلة والمرسل نوع من الضعيف عند المحدثين ولهذا فلا تثبت به الرواية وان كان المعنى في الجملة صحيحا. يقول ما يؤتى النبي عليه الصلاة والسلام باحد به مس فصكه الا ذهب يعني ذهب هذا المس عنه او الجنون ببركة مس النبي عليه الصلاة والسلام ودعاه قال رحمه الله تعالى ومج صلى الله عليه وسلم في دلو من بئر ثم صب فيها ففاح منها ريح المسك مج في دلو من بئر وهذا الحديث ايضا قد تقدم مثله فيما خصه المصنف رحمه الله من الفصول التي فيها نبع الماء من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وفيها ايضا ما حصل من بركة ازدياد الماء القليل الذي يكون في اداوة او بئر او قليب قد جف. وليس فيه ايماء فاورد هناك جملا من الاحاديث هذا احدها وقد تقدم فيما سبق انه مج عليه الصلاة والسلام في دلو من بئر ثم صب ففاح منها ريح المسك. وهذا ربما لا يثبت صحة اقصد رائحة المسك. لكن الاصح منه في الرواية ان الماء وان يتكاثر ويزداد فيكون قليله كافيا للعدد الكبير من الصحابة وربما كانوا كتيبة او جيشا فيكفيهم اجمعين فيشربون ويستقون ويرتوون ويحملون معهم ايضا في ازواجهم رظي الله عنهم وصلى الله على نبينا سلم قال رحمه الله تعالى واخذ قبضة من تراب يوم حنين ورمى بها في وجوه الكفار وقال صلى الله عليه عليه وسلم شاهت الوجوه فانصرفوا يمسحون القذى عن اعينهم. هذه ايضا احدى الكرامات والبركات وواقعة في غزوة حنين التي اصاب فيها الصحابة ابتلاء عظيم. قال الله عز وجل ولقد نصركم الله في كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا. وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين. ثم ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء. والله غفور رحيم الحديث في غزوة حنين او الرواية فيه كثيرة متعددة. اشار المصنف رحمه الله هنا الى ما اخرج مسلم مما حصل من الكرامة يوم حنين. وكانت ايضا اية عظيمة ايد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. يوم حنين ما هزم الصحابة من قلة بل كانوا كثرة الا ان غزوة حنين قد اصابهم فيها شيء من الخداع الذي مكر به اهل حنين في تلك الغزوة. فتفرق الصحابة لما اصابهم ودهمهم الوقع الشديد والحر في القتل والبأس وما التف به عليهم اعداؤهم واصابهم من السهام والرمي عظيم فتراجع الصحب كثير منهم فارقوا الميدان حتى جعل النبي عليه الصلاة والسلام يثبتهم ويدعوهم ويرجعهم الى الميدان فكان ذلك بتوفيق الله ونصره حتى ثبت القوم. الحديث عند مسلم في صحيحه رحمه الله رواية سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا. فلما واجهنا العدو وتقدمت فاعلو ثنية والمتكلم سلمة رضي الله عنه. قال تقدمت فاعلو ثنية فاستقبلت رجل من العدو فارميه بسهم. فتوارى عني. فما دريت ما صنع ونظرت الى القوم فاذا هم قد طلعوا من ثنية اخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا على حين غرة ففجأ الصحابة وداهمهم ان كانوا مختبئين في مسارة بين جبلين فاختبأوا لهم في كمين فلما عبر الجيش اغلقوا عليهم واحاطوا بهم فخرجوا لهم من خلف الثنية. يقول سلمة رضي الله عنه فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هذا وسلمة يرقب المشهد وهو على ثنية اخرى. قال فارجع منهزما وعلي بردتان. متزرا باحداهما مرتديا بالاخرى فاستطلق ازاري يعني انحلت عقدته وكاد ان يسقط. قال فجمعتهما جميعا ومررت على الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء. يقصد انه كان يتراجع الى الخلف عليه الصلاة والسلام يجد موضعا يناسب فيه ان يجتمع ويجمع الصحابة حوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رجع ابن الاكوع فزعا قال فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة يعني لما اكبوا عليه واجتمعوا عليه قال نزل عن البغلة عليه الصلاة والسلام ثم قبض قبضة من تراب من الارض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه يعني هو دعاء عليها قبحها الله ولا ابقى فيها خيرا ولا سلامة. قال فما خلق الله منهم انسانا الا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة قال فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل بذلك. وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين هذه رواية مسلم وقد اخرجها اصحاب السنن بالفاظ اخر وفي بعضها تفصيل وروايات والفاظ زيادة على ما اخرج مسلم واصحاب السير والمغازي ينقلون فيها ايضا تفاصيل اطول من ذلك لكنها تدور حول هذا المعنى. والشاهد في القصة كلها ومن اجله اورد القاضي عياض رحمه الله تعالى هذه القصة في هذا الفصل هذه الكرامة ايكون كف كف من تراب او من حصباء كافيا لان يملأ عيني ومناخر وجوه القوم كلهم هذا حسا لا يمكن ان يكون. فانك لو اتيت عليهم وجعلت تذر في عين كل واحد قطعة من هذا الكف ما وسع ولا كفاهم لكن ان يكون عليه الصلاة والسلام مكتفيا بتلك القبضة فيرمي بها وجوه القوم ويقول شاهت الوجوه يقول سلمة فما خلق الله انسانا منهم الا اصابه او الا ملأ ااعنيه ترابا بتلك القبضة هذا شبيه تماما بما حصل يوم بدر لما اخذ النبي صلى الله عليه وسلم ايضا كفا من حصباء ورمى بها القوم قال فما بقي احد الا دخل في عينيه ومنخريه من تلك القبضة والامر كما قال الله عز وجل فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم. وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى كذا يكون الله عز وجل مع انبيائه واوليائه. وقد كان ربنا عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم كافيا ومؤيدا وعاصم ونصيرا وحافظا. كيف لا؟ وهو احب خلقه اليه عليه الصلاة والسلام. وهو سيد البشر لديه صلى الله عليه وسلم ايده بمعجزات كان هذا واحدا منها في اللحظة التي دب فيها الخوف والضعف في جيش كبير. فما هزموا من قلة ولا كانوا ضعفاء ولا جبناء وحاشاهم رضي الله عنهم لكنها المباغتة. ويضاف اليها جمع كبير التحق بجيش الصحابة من مسلمة الفتح وهم حدثاء عهد باسلام. وبعد ما وقر الاسلام في قلوبهم. وكان منهم فرار وحركة وفزع ينشأ من مثلها شيء من الذعر في صفوف الجيش باكمله. فكان ذلك شيئا مما اصاب الناس يوم اه حنين وقد ثبتهم الله عز وجل بنبيه عليه الصلاة والسلام وقد نزل عن بغلته يثبت الناس والصحابة ويلقي في قلوب اعدائه الرعب فكان ما عرف الصحابة في مواقف القتال من البطولة والشجاعة والجرأة والاقدام مثلما من رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم حنين. يفر الصحابة ويتراجع الناس ويقبل العدو. والنبي صلى الله عليه وسلم دق الصفوف ويدخل الميدان مقدما على بغلته قائلا انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ويدعو الناس ويأمر الصحابة بالاجتماع اين اصحاب الشجرة؟ اين اهل بدر؟ فيناديهم ويجمعهم باسم الايمان ووصف الايمان فثبتوا رضي الله عنهم وكان مما نصر الله به نبيه عليه الصلاة والسلام يوم حنين تلك القبضة. وما عسى ان تكون قبضة من كف من رجل يملأ بها ربنا عز وجل اعين الاعداء فما يبقى منهم احد كما يقول سلمة فما خلق الله انسانا منهم الا ملأ الله عينيه ترابا من تلك القبضة فناسب ان يذكره المصنف رحمه الله هنا في الفصل الذي فيه المعجزات هو الكرمان التي ايد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله تعالى وشكى اليه ابو هريرة رضي الله عنه النسيان فامره ببسط ثوبه وغرف بيده فيه ثم امره بضمه ففعل. فما نسي شيئا بعد ابو هريرة رضي الله عنه صحابي مرت ترجمته ومرت هذه الرواية المتعلقة ايضا بمعجزة حفظه القوي ابو هريرة رضي الله عنه مسلم متأخر الاسلام انما اسلم سنة سبع من الهجرة ولم يظفر ولم يشرف بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من تلك السنوات الثلاث فقط. ومع ذلك فقد بلغ به العلم والحفظ من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عظيما. هي كل الصحابة الذين اولا والذين اسلموا تاليا. فيعد رضي الله عنه اليوم في دواوين الاسلام اكثر الصحابة حفظا واكثرهم رواية ليس منذ اليوم بل منذ ذلك الجيل في صحيح البخاري يقول ابو هريرة رضي الله عنه ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة يعني ما بال ابي هريرة يكثر ان يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم على نحو هو اكثر من كثير من الصحابة الكرام الذين كانوا انذاك فكان اكثاره ملحوظا اكثر من الصحب الكبار الخلفاء الاربع والعشرة المبشرين والسابقين الاوائل من المهاجرين والانصار وهو انما اسلم بعدهم. يقول ابو هريرة رضي الله عنه ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة ولولا ايتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا. فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم يقول رضي الله عنه واصفا ما الذي جعله يسبق الصحابة الاخرين في الرواية والحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق وان اخواننا من الانصار كان يشغلهم العمل في اموالهم. وان ابا هريرة كان الزموا رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون هذا سبب حسي سبب مادي انه تفرغ اكثر مما تفرغ غيره. فاذا كان المهاجرون مشغولون بالتجارة والانصار مشغولون بالزرع. فان ابا هريرة ما انا مشغولا لا بتجارة ولا بزرع. وان الثلاث السنوات التي قضاها كانت ملازمة حثيثة. ومرافقة دائمة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. السؤال هل هذا كل شيء في قصة ابي هريرة؟ في علم ابي هريرة في حفظ ابي هريرة رضي الله عنه؟ الجواب لا هذا سبب مادي محسوس اما السبب المعنوي الحقيقي الجوهري فامر قذفه الله عز وجل في قلب ابي هريرة بركة كانت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي اشار اليه المصنف هنا شكى اليه ابو هريرة النسيان فامره ببسط ثوبه غرف بيده فيه ثم امره بظمه ففعل. قال فما نسي شيئا بعد الرواية ايضا في الصحيحين ولفظ البخاري رحمه الله قال ابو هريرة قلت يا رسول الله اني اسمع منك حديثا كثيرا انساه وهو يتألم لهذا كيف ينسى شيئا يسمعه ويدخل اذنه ويأنس به قلبه من كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يؤلمه ذلك ويحزنه فجاء يشكو ما شكى ابو هريرة من فقر وكان من اصحاب الصفة ولا شكى من جوع وقد خرج ذات يوم فسقط مغشيا عليه من الجوع. ما شكى ذلك يوما انما شكى الما كان على قلبه احر من الفقر والجوع ان ينسى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حرقة والله ما يجدها الا قلب مؤمن محب لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقلب تعلق بالعلم وبالدين فأولع به. فيكون اشد ما يؤلمه ويحرق فؤاده ان ينال شيئا من العلم فيذهب عنه نسيانا على كل حال جاء يشكو فقال يا رسول الله اني اسمع منك حديثا كثيرا انساه فقال له صلى الله عليه وسلم ابسط رداءك قال فبسطته فغرف بيديه ماذا غرف ماذا غرف ما غرف شيئا محوسا يعني قال بيده هكذا فبسطه في ثوبه بسط ابو هريرة رداءه قال فغرف بيديه صلى الله عليه وسلم ثم قال ضم قال فضممته الي فما جئت شيئا بعد ذلك. هذا لفظ البخاري وعند مسلم مثله. اتعجب ان يبقى ابو هريرة رضي الله عنه طيلة عمره يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مرجع الرواية في الاسلام الى يوم القيامة عن ابي هريرة اكثر من غيرهم من الصحب الكرام رضي الله عنهم اتعجب ان تحفل دواوين السنة جوامعها وسننها ومسانيدها ومعاجمها ان تحفل بالرواية عن ابي هريرة رضي الله عنه اضعاف اضعاف ما يروى عن غيره من الصحابة اجمعين. لا تعجب لقد ظفر بشيء ما ظفر به غيره رظي الله عنهم جميعا قال رحمه الله تعالى وما يروى عنه في هذا كثير قال رحمه الله وضربه وما يروى عنه في هذا كثير يعني من المواقف التي يثبت فيها من الكرامات والمعجزات لنبي الله صلى الله عليه وسلم اما كثير في هذا المعنى واكتفى المصنف رحمه الله بالاشارة الى بعضها والا في الرواية في هذا كثيرة واسعة قال رحمه الله تعالى وضرب صدر جليل ابن عبد الله رضي الله عنه ودعا له وكان ذكر له انه لا يثبت على الخيل فصار من افرس من افرس العرب واثبتهم جرير ابن عبد الله البجلي سيد في قومه كريم نبيل شهم مطاع رضي الله عنه. موصوف بالرياسة وبالعقل والكياسة وهو سيد مطاع بل وموصوف بالجمال حتى قيل عنه انه يوسف هذه الامة رضي الله عنه وارضاه جرير رضي الله عنه ظفر بالصحبة في اواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم. اسلم وحسن اسلامه وهو صاحب الحديث المشهور الذي اخرج البخاري ومسلم قال ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت. ولا رآني الا تبسم في وجهه عليه الصلاة والسلام جرير رضي الله عنه على نبله وعلى شرفه وعلى سيادته في قومه كان يعاب عيبا انه لا يثبت على ظهر الفرس اذا ارتقاه وهذا ضعف ولا شك ومما يخرم من مروءة الرجل وفروسيته وشهامته انه لا يقوى على ركوب الخيل ومثل هذا يعاب. وجرير رضي الله عنه انما يصيبه ذلك ليس بضعف فيه. ولا لخور لكنه كان هكذا. فربما ابتلي بهذا. قال جرير او قال المصنف ضرب عليه الصلاة والسلام صدر جرير بن عبدالله ودعا له. قال لانه ذكر له انه لا يثبت على الخير الحديث عند البخاري في صحيحه ولفظه قال ولقد شكوت اليه اني لا اثبت على الخيل قال فضرب بيده في صدره وقال اللهم ثبته اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا. فثبت بعد جرير على ظهر الفرس. وكان من افرس العرب واثبت يعني اذا صعد وارتقى ظهور الخيل وشارك في الغزو وكان له رضي الله عنه مواقف حسان وهو ممن حفلت كل كتب وتراجم الصحابة بالذكر الحسن والثناء العاطل في ترجمته. هذه كرامة هذه بركة. ولم يكن فيه علاج ولا دواء الا كف يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اصابت صدره. ودعوة شقت عنان السماء ما كان الله ليردها من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم ثبته فثبت وارتقى رضي الله عنه ذلك المرتقى الكريم منقبة وكرامة وفضلا قال رحمه الله تعالى ومسح على رأس عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب رضي الله عنه وهو صغير. وكان لمن ودعا له بالبركة ففرع الرجال طولا وتماما اخرج ابن الاثير او ذكر ابن الاثير وغيره من اصحاب كتب التراجم قصة عبدالرحمن ابن زيد ابن الخطاب وهو ابن اخي عمر ابن الخطاب وعمر رضي الله عنه عمه عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب اتي به صغيرا. قال وكان دميما اتى به جده ابو لبابة. لان امه ام عبدالرحمن ابن زيد تسمى لبابة. اتى به جده ابو لبابة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما هذا منك يا ابا لبابة رأى طفلا صغيرا دقيق الحجم صغير الاعضاء وكان مما يستغرب لمثله ولم يكن في حجم الاطفال المواليد في العادة. قال ما هذا منك يا ابا لبابة فقال انه ابن بنتي يا رسول الله قال ما رأيت مولودا قط اصغر خلقا منه فالقصة كما اخرجها ارباب التراجم ان ابا لبابة جده جد عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب جده لامه اتى به الى النبي صلى الله عليه وسلم فتعجب صلى الله عليه وسلم من صغر حجمه فقال ما هذا منك يا ابا لبابا فقال ابن بنتي يا رسول الله ما رأيت مولودا قط اصغر خلقا منه قال فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه ودعا له بالبركة قال المصنف هنا ففرع الرجال طولا وتماما. يعني اسبق الرجال المعتدين في طوله وتمامه وحسن خلقته بعد ان كان في مبدأ امره بعد الولادة على ذلك النحو من الصغر والقصر وضعف الحجم والبنية. فان صحت الرواية ايضا فهي لا تعدو بركة من بركات رسولنا صلوات الله وسلامه عليه تم هذا الفصل بعون الله الذي ساق فيه المصنف روايات عدة فيها الحديث عن كرامات وبركات وانقلاب اعيان على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتبدل احوال وفيها مواقف عدة وشواهد كثيرة. كل ذلك لن يزيدنا الا ايمانا ولن يزيدنا الا تعظيما لنبي كريم رفع الله قدره واعلى شأنه عليه الصلاة والسلام وسخر له من خلقه ما شاء نصرة على اعدائه وتثبيتا لاتباعه المؤمنين من اوليائه وما زاده لذلك ربه عز وجل الا عظمة ورفعة قدر واجلالا وحبا وتوقيرا صلوات الله وسلامه عليه. واحدنا كذلك ايها الكرام اذ تمر بنا تلك الروايات على تعدد الفاظها واختلاف حوادثها فانها لا تزيدنا الا ايمانا وهكذا اي ينبغي ان يكون ولن يزيدنا الا حبا وتعظيما له عليه الصلاة والسلام. وهكذا ينبغي ان يكون. ثم تأملوا رعاكم الله لئن تعجبنا من تلك الكرامات والمعجزات. لانها جاءت على شكل خارق لما اعتاده البشر. وانقلبت يعطي صحابيا قضيبا من شجر فينقلب سيفا في يده يقاتل به ويكون بين يديه عليه الصلاة والسلام شفاء ذوي المرضى والعاهات وتنقلب الاعيان. كل ذلك مر في روايات كثيرة. بعضها صحيح وبعضها دون ذلك. انقلاب الاعيان المحسوسة بين يديه الصلاة والسلام ليس باشد عجبا من انقلاب القلوب الكافرة مؤمنة على يديه صلى الله عليه وسلم. وتبدل تلك القلوب المتحجبة التي عكفت على الاوثان بمكة ايام بعثته صلى الله عليه وسلم فاشرقت بنور الاسلام. وانقلاب عداوة الاعداء والكفار الذين مروا به فينقلب محبا اذ يقول فما كان احد ابغض الي من محمد فاذا هو احب خلق الله الي صلى الله عليه وسلم. هذا والله يا قوم اجاب انقلاب القلوب انقلاب الاحوال هو اشد عجبا من انقلاب الاعيان. تلك محسوسات وهذه امور اشد عجبا وقد كانت اية ولا تزال ما يزال في البشرية اليوم من ينقلب من كفر وحقد ونظرة سوداء الى الاسلام ونبي الاسلام فما هو الا ان يعرف حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم؟ ويقف على عظمة خلقه وسيرته وشمائله فينقلب ذلك بغيض الى محب يشهد ان لا اله الا الله وانه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا زارعا حب النبي بقلبه اسقيت زرعك بالصلاة عليه هذا محمد ما تشوق عاشق احدا كشوق العاشقين اليه. هذه ليلة حقها ملؤها الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاملؤوها واغنموا من بركاتها وتقلبوا في رحمات الله بصلاتكم على نبي الله صلى الله عليه واله وسلم الله اكبر