قال ويأمرهم ايضا بالصدقة الصدقة قد يقال انها مناسبة لان الصدقة احسان الى الغيث والاحسان سبب للرحمة لقول الله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين والغيث رحمة لقول الله تعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشروا رحمته والصدقة هنا ليست الصدقة الواجبة بل هي صدقة مستحبة اما الصدقة الواجبة فان منعها سبب لمنع القطر من السماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المروي عنه وما منع قوم زكاة اموالهم الا منعوا القطر من السماء قال ويعدهم يوما يخرجون فيه يعدهم الظمير يعود على من؟ الفاعل على الامام والضمير هم المفعول يعود على الناس يعني يقول سنخرج في اليوم الفلاني ويحسن ايضا ان يعين الوقت في الزمن من هذا اليوم الساعة الفلانية ليتأهبوا على وجه ليس فيه ضرر عليهم لان الناس ربما لو خرجوا مبكرين وتأخر الامام حصل عليهم اذية من البرد ان كانوا في زمن في زمن شتاء صارم يقول وامرهم يعدهم يوما يخرجون فيه ويتنظف ولا يتطيب يتنظف اذا قال العلماء يتنظف المراد ازالة ما ينبغي ازالته شرعا او طبعا فازالة ما ينبغي ازالته شرعا مثل الاظفار العانة الابط وما ينبغي ازالته طبعا مثل العرق والروائح الكريهة وانما قالوا انه يستحب ان يتنظف لان هذا مكان اجتماع عام واذا كان الناس فيه من الرائحة المؤذية فان هذا يؤذي بعض الحاضرين. فلهذا استحبوا ان يتنظفوا ولكن لا يتطيب وهذا يمكن ان تجعله لغزا تقول ما هي الحال التي لا ينبغي للانسان ان يستطيع فيها او ما هي الصلاة التي لا ينبغي للانسان ان ان يتطيب لها هذا احسن تقول هي صلاة الاستسقاء لان صلاة الجمعة يستحب لها الطيب وغيرها لا يؤمر به ولا ينهى عنه والاستسقاء قالوا لا يتطيب وعللوا هذا بانه يوم استكانة وخضوع والطيب يشرح النفس ويجعلها تنبسط اكثر والمطلوب في هذا في هذا اليوم الاستكانة والخضوع. لان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج متخشيا متذللا متضرعا وهذا ايضا مما في النفس منه شيء وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الطيب وكان يحب الطيب ولا يمنع اذا تطيب الانسان ان يكون متخشعا مستكين لله عز وجل ولهذا لو اراد الانسان ان يدعو الله بغير بغير هذه الحال نقول الافضل الا تتطيب من اجل ان تكون مستكين لله لا نقول بهذا قال ويخرج متواضعا متخشعا متذللا متضرعا هذه كلها اوصاف تدل على ان الانسان لا يخرج في فرح وسرور لان المقام لا يقتضيه. يخرج متواضعا متواضعا بقوله وهيئته بقوله وهيئته وقلبه متواضعا بقلبه وهيئته وقوله والتواضع معروف حتى انك ترى الرجل وتعرف انه من المتواضعين وترى الرجل وتعرف انه من المتكبرين متواضعا لمن؟ للحق وللخلق كذلك متخشعا الخشوع سكون الاطراف وان يكون للانسان وقار وهيبة متذللا من الذل وهو الهوان بمعنى ان يضع من نفسه ان يضع من نفسه وهو قريب من التواضع قريب من التواضع لكنه اشد لان الانسان يري نفسه انه دليل امام امام الله عز وجل متضرعا تضرع يعني الاستكانة او شدة الانابة الى الله عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية يعني في شدة اللجوء الى الله عز وجل ودليل هذه هذه الاوصاف قول ابن عباس رضي الله عنهما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متذللا متواضعا متخشعا متضرعا قال ومعه اهل الدين والصلاح والشيوخ والصبيان المميزون معه اهل الدين والصلاح لان هؤلاء اقرب الى اجابة الدعوة وقولها الدين والصلاح من باب عطف المترادفين لان كل صاحب دين هو صاحب صلاح وقولها الشيوخ الكبار الكبار الذين امضوا اعمارهم في الدين والصلاح لانهم اقرب الى الاجابة ومعه الصبيان المميزون الصبيان المميزون الذين لم يبلغوا لانه لا ذنوب لهم سيكونون اقرب الى الاجابة ممن ملأت الذنوب صحائفه وقولها المميزون خرج به الصغار الذين لم يميزوا فانهم لا يخرجون لا يخرجون لانه ربما يحصل منهم من الاذية والصياح والبكاء اكثر مما يحصل من المنفعة وقول المؤلف معه ظاهر كلامه انهم يصحبونه في الممشى لانه قد يخرج ومعه ويحتمل انه اراد المعية في الصلاة لا في كونهم يخرجون مصاحبين له في سيره الى المسجد وهذا هو الاقرب الاقرب المراد بالمعية هنا المعية في الصلاة لانها هي المقصودة عندي يقول ويباح التوسل بالصالحين التوسل بالصالحين وهذه عبارة على اطلاقها فيها نظر ولكنهم يريدون بذلك رحمهم الله التوسل بدعائهم بدعاء الصالحين لان دعاء الصالحين اقرب الى الاجابة من دعاء غير غير الصالحين ودليل هذه المسألة اعني التوسل بدعاء الصالحين ما حصل من امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حين خرج يستسقي ذات يوم فقال اللهم انا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا واننا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا ثم قال قم يا عباس تدعو الله فقام فدعا فسقاهم الله واما التوسل للصالحين بذواتهم فهذا لا يصلح وذلك لان التوسل فعل ما يكون وسيلة للشيء ولاة الصالح ليست مسيلة للشيء ما هي العلاقة بين دعائي وبين ذات الرجل الصالح واقبح من ذلك ان يتوسل للقبور فان هذا قد يؤدي الى الشرك الاكبر ودعاء اهل القبور ثم قال المؤلف وان خرج اهل الذمة منفردين عن المسلمين لا بيوم لم يمنعوا ان خرج اهل الذمة منفردين عن المسلمين لا بيوم لم يمنع اهل الذمة اهل الذمة هم الذين بقوا في بلادنا واعطيناهم العهد والميثاق على حمايتهم ونصرتهم في شرط ان يبذلوا الجزية وقد كان هذا موجودا حين كان الاسلام عزيزا اما اليوم اما اليوم فانه متعذر الا ان يشاء الله في المستقبل لكن على كل حال اذا طلب اهل الذمة ان يستسقوا بانفسهم منفردين عن المسلمين بالمكان لا باليوم فانه لا بأس به مثل ان يقولون ان يقولوا نحن نخرج للشمال شمال البلد وانتم في جنوب البلد فاننا نمنحهم ذلك وان كانت صلاتهم باطلة ودعاؤهم باطل باطلا ولكن اذا دعا المضطر ربه عز وجل فانه يجيب دعاءه ولو كان مشركا ولو علم الله وقد علم الله نعم ولو علم الله انه سيشرك بعد النجاة كما قال الله تعالى واذا ركبوا في الفلك فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم البرق اذا هم يشركون فينجيهم الله عز وجل لانه يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا فنحن لا نمنعهم ان ينفرجوا عنا بمكان لا ان ينفردوا بيوم لو قالوا نحن نريد ان ننفرد في اليوم انتم يوم الاحد ونحن اثنين او بالعكس فاننا لا نوافقه لماذا لانه ربما ينزل المطر في اليوم الذي استسقوا فيه فيكون في ذلك فتنة ويقال هم الذين على حق ومثل ذلك اهل البدع لو ان اهل البدع طلبوا منا ان ينفردوا بمكان اذنا لهم فان طلبوا ان ينفردوا بزمان مايعناهم لانه اذا منعنا اهل الذمة مع ظهور كفرهم فمنعنا لاهل البدع من باب من باب اولى لو جاءنا قوم من الصوفية وقالوا نحن نريد ان ان نستسقي في يوم الاثنين وانتم يوم الاحد قلنا لا او من الرافضة قالوا نحن نريد ان نستسقي يوم الاثنين وانتم يوم الاحد قلنا لا لانه لو صادف ان ينزل المطر في يوم استسقائهم حصل بذلك مفسدة كبيرة فان قال قائل هل هذا امر ممكن او امر فرظي؟ اي ان ينزل المطر في يوم يستسقي فيه اهل الذمة او اهل البدع هل هو امر فرظي او امر قد يقع فالجواب انه امر قد يقع فان قال قائل كيف يقع وفيه فتنة واغراء بمذهب هذا المذهب الباطن او هذا الدين الباطل فالجواب ان ذلك من من الفتن التي يفتن الله بها عباده نسأل الله ان يعيذنا واياكم من الفتن قد يفتن الله العباد بشيء يكون سببا في ضلالهم من حيث لا يشعرون طيب فان طلب اهل الذمة ان يخرجوا معنا فنحن لا نريد الفرع لا بالمكان ولا بالزمان فاننا لا نمكنه لقول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب طيب اهل الذمة هل هم كل كافر عقدنا معه في الذمة او يختص بجنس معين من الكفار المذهب يختص بجنس معين من الكفار وهم ثلاثة اليهود والنصارى والمجوس والصحيح انه عام لكل كافر كل كافر ابى الاسلام ورضخ الجزية فاننا نعقد مثل ذمة نعقد معه الذمة لان حديث بريدة ابن حصيب الذي ثبت في صحيح مسلم ذكر النبي عليه عليه الصلاة والسلام له من جملة ما ذكر انه اذا نزل على اهل حصن وابو اسلام فانه يطلب منهم الجزية