وقوله بمثل ما اعتدى عليكم بمثل ادعى بعضهم ان الباء هنا زائفة وقال ان التفضيل فاعتدوا عليه مثلما اعتدى عليكم على ان تكون مثل هنا مبحورا مطلقا اي عدوانا او اعتداء من اعتدائه ولكن الصواب انها ليست دائرة وانها اصلية وان المعنى اعتدوا عليه بمثله ان يعني بحيث يكون الباء مثل ما تقول اشتغلت الشيء بدرهم بحيث يكون مثل مطابقا لما اعتدي عليكم به في هيئته وفي كيفيته وفي زمنه وفي مكانك فاذا اعتدى عليكم احد بقتال في الحرم ها فاقتدوا فاقتلوه اذا اعتدى احد عليكم بقتال في الاشهر الحرم نعم فقاتلوه فيكون اباهنا دالة على المقابلة والعوظ فما هي في قولك اشتريت الثوب نعم بدرهم فيكون المعنى ان هذا الاعتداء يكون مقابلا تماما دماء اعتدي به عليك زمنا ومكانا وكيفية زمنا ومكان وكيفية بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله اتقوا الله اي اتخذوا وقاية من عذابهم لماذا؟ اوامره واجتناب نواهيه وفي هذا المقام اتقوا الله فلا تتعدوا ما يجب لكم من القصاص لان الانسان كما تعرفون اذا ظلم فانه قد يكون عند الاقتصاص يتجاوز ويتعدى اليس كذلك؟ فلذلك قالوا واتقوا الله فلا تتجاوزوا ما يجوز لكم ما ما يجب لكم من القصاص نعم قال واعلموا ان الله مع المتقين اعلموا امرنا ان نعلم وهذا اوكد من المجرد الخبر هذا اوكد من مجرد الخبر يعني لو قال واتقوا الله ان الله مع المتقين هذا خبر لا شك مؤكد لكن لقد اعلموا ابلغ يعني يجب ان تعلموا ان الله مع المتقين فيكون هذا ابلغ من مجرد الخبر وقوله تعالى مع المتقين اي المتخذين وقاية من عذاب الله وكثيرا ما يذكر الله تعالى انه مع المتقين مع الصابرين مع المؤمنين وما اشبه ذلك كما انه ذكر انه مع مع الخلق مطلقا كما في قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا وهذا يشمل المتقي وغير في النجوى ثلاثة يكون الله رابعا ادنى من ذلك اكثر يقول الله تعالى معهم اينما كانوا بل اشد من ذلك ان الله تعالى قد يذكر معيته مع المنافقين كما في قوله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول فهنا ذكرت المعية على ثلاثة اوجه ذكرت باعتبار وصف محمود مثل تقريبا مع المتقين مع الصابرين وما اشبههم وذكرت باعتبار وصف مذموم مثل يستقون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القوم وذكرت مجردة عن هذا وهذا ما يكون من ندوة الا ورابعهم الى الى قوله ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا الا هو معهم وكما في قوله ايضا في سورة الحديث التي تركها سورة قد سم قال فيها ايش؟ الله الذي هو الذي خلق السماوات والارض هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجري في الارض ما يلج في الارض وما يخرج منها وما يزن من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله ما تعملون بسيط فلابد لنا هنا من عدة امور الامر الاول هل ما ذكر من معية الله تعالى في هذه الامور ثلاثة هل ينافي علو الله او لا الجواب لا ينافيه لا شك انه لا ينافي لماذا لا ينافي غلو الله كيفي نقول ان الله ما هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء ونقول انه لا ينافي علوه الجواب على هذا من ثلاثة اوجه الوجه الاول ان الله تعالى جمع بينهما في كتابه وما جمع الله بينهما في كتابه فليس بينهما تناقض الدليل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا كل شيء تراه في القرآن فانه ما ما يمكن ان يتناقل اذ لو جاز التناقض في خبر الله عز وجل لكان معناه ان احد الخبرين كذبوا وهذا مستحيل في اخبار الله عز وجل اذا لا تنافر لان الله جمع بينهما في القرآن ثانيا الرجل الثاني لا تناقض بين معنى العلو ومعنى المعية فان العرب يقولون ما زلنا نسير والقمر معنا ويقول نسير والنجم معنا ويقول نصير والجبل الفلاني معنا وهو بعيد عنهم القمر موضوع في السنة والنجم موظوع في السمع والجبل بعيد يا الله يشاهدون ومع ذلك يقولون انه نعم فهل لزم من المعية ان يكون الشيء مخالطا لك ها؟ لا قد يكون معك وهو بعيد جدا عنك اذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق فهل يكون ممتنعا في حق الخالق لان الله تعالى اعظم واوسع اعم احاطة من خلقه سبحانه وتعالى. السماوات السبع كلها والاراضون السبع في كف الرحمن نعم تخردلة في يد احدنا واضح الوجه الثالث ان يقال لو قدر ان بينهما اي بين المعية والعلو تناقضا في حق المخلوق فان ذلك لا يكون في حق الخالق لماذا قال شيخ الاسلام في العقيدة الوسطية فان الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنيه قريب في علوه والله تعالى ليس كمثله شيء ولا يمكن ان تقيس الله بالخلق ابدا الذي يقيس الخالق بالمخلوق لا شك انه ظالم لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وبهذه الوجوه الثلاثة علمنا ان ما اثبت الله لنفسي من المعية فانه لا يقتضي لا ينافي علوه ولكن يجب ان نعلم ان هذه المعيات الثلاث تختلف بحسب مقتضياتها مثل المعية التي علقت بوصف محمود وش مقتضاها مقتضاها مع الاحاطة النصر والتأييد نعم والتثبيت وما الى ذلك هذا مقتضاه فهنا مع المتقين يعني بنصرهم وتأييدهم وتثبيتهم وتطمين قلوبهم ومساعدتهم على لزوم التقوى كذلك مع الصابرين ومع المؤمنين وما اشبه ذلك واعلم ان هذا القسم من المعية تارة يعلق بشخص وتارة يعلق بوصف الجمعية الخاصة تارة تعلق بالوصف وتارة ان تعلق بشخص وش مثال المعلقة بشخص قوله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لا تحزن ان الله معنا هذي معية مقيدة بشخص مع من مع الرسول صلى الله عليه وسلم وابي بكر وقال الله تعالى لموسى وهارون لا تخاف انني معكما اسمع وارى هذي مقيدة بشخص اما المقيدة في الوصف فمثل قوله ها مع المتقين مع المحسنين مع الصابرين وما اشبه ذلك هذي هذي مقيدة بالوصف ويسمي اهل العلم ويسمي العلماء هذه المعية التي تقتضي النصر والتأييد والتثبيت يسمونها ها المعية الخاصة لانها تقتضي نصا وتأييدا بهذه المعينة بوصفه او شخصه اما الثاني الذي في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الاوهام الا وهو معهم اينما كانوا فهذه معية تقتضي الاحاطة بالخلق علما وسمعا وبصرا وقدرة وتدبيرا الى غير ذلك من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى نعم اما الثالثة التي علقت الوصف المذموم فانها تقتضي مع الاحاطة التهديد لقب التهديد لهؤلاء الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من من الرب عز وجل وهو معهم هذه مقتضيات المعية عند اهل السنة والجماعة وانكروا غاية الانكار على من زعم ان مقتضاها ان الله مختلط بالخلق وحال في امكنتهم او حال في اعيانهم والعياذ بالله وهذا مذهب الحلولية من الجهمية وغيرهم يقولون ان الله عز وجل مع الخلق في امكنتهم نسأل الله العافية فلا ينزهون الله تعالى عما ينزهون منه ادنى اولادهم على رأيهم الباطل في الفاسد يقتضي ان الله تعالى يكون مع الانسان في اخبث مكان ولد لان هذا مذهبهم ويقتضي الذي يقولون انه مختلط حتى باعيان المخلوقات لا مشارك الله في الاماكن يقتضي ان يكون الخالق جل وعلا حالا في ذاك اخبث الحيوانات هؤلاء يدعون انهم من اهل القبلة وانه من المسلمين وصاروا اخبث من النصارى النساوش قالوا ان ان الله حال لمن؟ في عيسى. عيسى نبي من الانبياء. رسول من الرسل من اولي العزم لكن اولئك والعياذ بالله اهل الحروف يقولون انه حال حتى في اخبث الابدان من الحيوانات نسأل الله العافية جاءنا من الذين يقولون بوحدة الوجود على هذا ناس اخرين اخبث من هؤلاء واخبث اذا المعية عند اهل السنة والجماعة لا تقتضي ما نقول لا تستلزم فقط لا تقتضي ابدا باي حال من الاحوال ان يكون الخالق مخالطا للخلق لا في امكنتهم ولا في ذواتهم فان الله عز وجل على عرشه دائم من خلقه واضح لكنها تختلف مقتضياتها حسب ما اشرنا اليه قد تقتضي التهديد وقد تقتضي النصر والتأييد وقد تقتضي مجرد الاحاطة والعلم فهنا لا يلتبس عليك الامر ولا يكون في في ذهنك او في فهمك هذا المذهب الخبيث