الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمد الله تعالى واشكره. واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم مرسلين وحبيب رب العالمين وصفوة الله من خلقه اجمعين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد معشر المسلمين فانه قد صح عن صلى الله عليه وسلم انه حث امته على كثرة الصلاة والسلام عليه. في احاديث عدة وبالفاظ كثيرة ما كان الغرض منها الا ان تدفع الامة نحو الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله اله وسلم لاجل ما في تلك الصلاة المحمدية من فضل واجر وعظيم بركة ورحمة. ينالها العبد بكثرة صلاته وسلامه على نبيه صلى الله عليه وسلم. ولكثرة ما يحظى به العبد من قرب وحب وايمان يزداد به كلما ازداد من الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم. اكثروا الصلاة علي يوم الجمعة ليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. هكذا قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والليلة ليلة الجمعة ايها المسلمون. وهو القائل ايضا عليه الصلاة والسلام يحثني واياك على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه في كل وقت وان اكثروا الصلاة علي. فان الله وكل بي ملكا عند قبري. فاذا صلى علي رجل من امتي قال لي ذلك الملك يا محمد ان فلان ابن فلان صلى عليك الساعة حسنه الالباني فصلى الله وعلى نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين. ولا تزال الفضائل بازدياد الحسنات وتكفير السيئات ورفعة الدرجات بصلاتنا وسلامنا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. صح عنه عليه صلاة ربي وافضل السلام انه قال اتاني ات من ربي فقال من صلى عليك من امتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وزد عليه مثلها. فصل يا ربي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الليل والنهار. وصلي عليه يا ربي وسلم كما تحب ان يصلى ويسلم عليه الله عليه وسلم وما مجلسنا هذا ايها المباركون في كل ليلة من ليالي الجمعة ونحن نتصفح في كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. الا لنزداد من الصلاة والسلام عليه. ونحن نقرأ في شأنه العظيم الكبير علينا جميعا صلى الله عليه وسلم. ونستكثر في مجلسنا هذا من الصلاة والسلام عليه. لننعم بتلك الاجور حسنات والخيرات والبركات فلا يفترن احدكم في مجلس كهذا من كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم في كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله ما زلنا في باب المعجزات العظيمات والايات التي ايد الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام. وقد عد المصنف رحمه الله كثيرا منها. حتى اتينا على الفصل الذي خصه لما اطلع عليه صلى الله عليه وسلم من الغيوب. فانها اية. وعلامة عظيمة ان يخبر بغيب فيقع كما اخبر عليه الصلاة والسلام ولو لم يكن وحي ما كان له سبيل الى الوقوف عليه والاطلاع بما اخبر به صلى الله عليه وسلم. في فصل المعجزات ايات عظيمات ووجوه كثيرة تبين ان ما اوحى الله به اليه صلى الله عليه وسلم. من تلك الايات الا للدلالة على ان امرا عظيما جاءه من ربه ووحيا صادقا اتاه فبلغه ما هو كائن في حياته او بعد مماته او في اي زمان من ازمنة امته فيقع كما اخبر صلى الله عليه واله وسلم. الاحاديث في هذا الفصل عديدة وقد مر بها قدر كبير وقف بنا الحديث عند قوله فيما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم في الايات والمعجزات لا يأتي الا والذي بعده شر منه. نعم. الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة والفلاح والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذي الشمائل الباطنة والظاهرة والفضائل الباهرة الزاهرة الكثيرة وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم اغفر لنا ولوالديه ولجميع المسلمين اما بعد فهذا هو المجلس مجلسنا الرابع بعد المئة من المجالس العامرة في هذه الطاهرة وباسانيدكم المتصلة الى القاضي عياض رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى في كتابه شفاء في فصل فيما عليه من الغيوب. قال رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه. نعم. وقف بنا الحديث في ليلة الجمعة الماضية عند هذا الحديث الذي اخرجه الامام البخاري رحمه الله تعالى في الصحيح وهو من رواية انس رضي الله تعالى عنه وذلك ان قوما اتوا اليه يشكون ما كان من ظلم الحجاج وبطشه واذاه. فلما اراد رضي الله عنه ان يخبرهم بعلم من اعلام النبوة وخبر من اخبارها العظيمة ساق لهم هذا الحديث الذي سمعتم جملته لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه. وقد تقدم بكم ان هذه المظالم التي تأذى منها اهل ذاك واحتمال ذلك العصر من امارة الحجاج الثقفي في اذيته وظلمه وبطشه وعدوانه على كثير من سادات السلف رضي الله عنهم اجمعين كان امرا ظاهرا حفظه التاريخ. فساق لهم انس رضي الله عنه هذا الحديث. يريد ان يجعلهم اكثر صبرا واحتمالا. ففي صحيح البخاري لما جاءوا اليه يشكون ما حصل. قال رضي الله عنه اصبروا. فانه لا يأتي عليكم زمان الا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم. سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. وتقدم في منتهى ليلة الجمعة ماضية طرف من هذه الدرجة التي تأذى منها الناس زمن الحجاج. وهذا الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام لا يأتي عليكم او لا يأتي زمان الا الذي بعده شر منه يحتاج الى وقفات ليكون فهمه تم نحو واوفاه قوله لا يأتي زمان الا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم مفهومه ان زماننا الذي نعيشه خير من الزمان الاتي بعدنا وانه في الوقت ذاته شر من الزمان الذي سبقه والحديث هكذا على اطلاقه يبين افضلية الازمنة وخيريتها كلما قربت من عهد النبوة ويفيد ايضا كثرة شرها وعموم الفساد الذي يغشاها كلما اقتربت من قيام الساعة. وهكذا هو الامر في الاجمال فان اخر الزمان هو شر الازمنة لانه مستودع الفتن ومستقرها. وذلك لا يكون الا بفساد عظيم تجتمع فيه في اخر الزمان فكلما تباعد الزمن عن احد النبوة قل خيره وكثر شره الوقفة الاولى التي ينبغي ان نتأملها ان مثل هذا الحديث لا ينبغي ان يحمل على التشاؤم وشكوى الزمان او سبه او التذمر وكثرة التسخط وفي الوقت ذاته ايضا ليس مسوغا للرضا بالفساد اذا عم وانتشر. وباموال الطغيان اذا علت وارتفعت فان ذلك ليس رخصة. وليس عذرا لمسلم ان يقبل باي صورة من الفساد والظلم الشرك والبعد عن شريعة الله بحجة تأخر الزمان. وما اخباره صلى الله عليه وسلم بذلك الا ليكون على في امته ما اخبر به عليه الصلاة والسلام. وليكون لنا عون نستعين به بالله عز وجل على خوض مراحل تلك الاونة من الزمان هو تماما كما تقول لابن لك او شخص انت مشفق عليه يسلك طريقا وانت تعرف ما فيه فتقول له ستجد في الطريق كذا وكذا. تذكر له الافات وتحذره ما يلقى مما قد يكون شرا وخطرا عليه ان فهم من كلامك انك تمنعه دون سلوك الطريق فقد اخطأ وان فهم انك تريد ان تقذف الرعب في قلبه والوهن ليستسلم فقد اخطأ ما كان يقصد الا ان تحتاط لمثل ذلك. وان تستعد له والا يفجأك الامر. وتكون على علم. هذا تقريب لاخباره عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان عما سيكون في الامة. لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه. فلا ينبغي ان يستعمل مثل هذا الحديث في مواقف اليأس وانقطاع الامل ولا الرضا بكثير مما يقع من صور الفساد وانتشار المنكرات والرضا بكل شيء يبعد بالامة واجيالها عن شريعة الله وعن هدي الاسلام وعن احكام الله جل جلاله. الوقفة الثانية الكرام علق العلماء على مثل هذا الحديث وبيان معنى الشر الذي اراده عليه الصلاة والسلام. قال ابن بطال رحمه الله فيما نقل الحافظ ابن حجر قال هذا الخبر من اعلام النبوة لاخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الاحوال وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وانما يعلم بالوحي انتهى كلامه رحمه الله. اي فساد اي شر هو المقصود؟ قال ابن مسعود رضي الله عنه لا يأتي عليكم يوم الا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى لا تقوم الساعة لا يأتي عليكم يوم الا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة. يقول رضي الله عنه لست رخاء من العيش يصيبه. ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم الا وهو قل علما من اليوم الذي مضى قبله تبين ان الفساد والشر الذي سيزداد يوما بعد يوم ليس هو في نقص العيش وقلة الارزاق ولا ذهاب الاموال والتجارات ليست الدنيا انما هو العلم والعلم بشريعة الله. يقول رضي الله عنه لست اعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم الا وهو اقل علما من اليوم الذي مضى قبله. فاذا ذهب العلماء الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون هكذا ساق الحافظ رحمه الله هذا الاثر عن ابن مسعود وهو من الموقوفات التي لها حكم الرفع كما ترى لانها مما لا يقال باجتهاد ما اخبر به عن توقيف واخبار بلغه عن النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. مثل هذا ينبغي ان يفهم على وفقه حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. لما قال ابن مسعود الا والذي قبله الا والذي بعده شر منه قال في بعض الاثار قال فاصابتنا سنة خصب فقال ليس هذا لست اعني رخاء من العيش لما رأى ان بعض الناس فسره على كثرة المطر والارزاق لما اصابتهم سنة خصم قال ليس ذلك اعني انما اعني ذهاب العلماء فقال رضي الله عنه في بيان هذا المعنى انه اذا قل العلم كثرت الفتن واذا كثرت الفتن جرت الفساد واذا عم الفساد بشر فالزمان زمان شر لا محالة. هذا مما يجب فهمه في مثل هذا الحديث الوقفة الثالثة يا كرام في قوله صلوات ربي وسلامه عليه لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم هو جواب عن اشكال. ساقه العلماء هل يلزم من هذا ان كل عصر من في الامة مضى ينبغي ان يكون شرا من الذي قبله على الاطلاق اوليس في الامة ازمنة واجيال عم فيها الفساد ثم اعقبها ازمنة كثر فيها الخير وانتشر فيها العلم ورفع فيها لواء الاسلام بلى ولهذا قال الحافظ ابن حجر استشكل هذا الاطلاق مع ان بعض الازمنة تكون في الشر دون التي قبلها ولو لم يكن في ذلك الا زمن عمر بن عبدالعزيز وهو بعد زمن الحجاج بيسير يعني لو قارنت فما كان في الامة زمن خلافة عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله وهو خير وعدل ورخاء وعلم ورفع لكثير من صور الظلم وهو ات بعد زمن الحجاج. وقد كان في زمن الحجاج قتل وظلم وعدوان. فكيف يمكن ان تفهم الحديث لا يأتي عليكم او لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه. فهل المراد ان مثل زمان عمر ابن عبد العزيز رحمه الله انا شرا من زمان كان فيه مثل الحجاج وما فشى فيه من الظلم والبغي والعدوان. من اطلق هذا وجد اشكالا يقول الحافظ رحمه الله بل لو قيل ان الشر اضمحل في زمانه يعني زمان عمر ابن عبد العزيز لما كان بعيدا فظلا عنان شرا من الزمن الذي قبله. قال وقد حمله الحسن البصري على الاكثر الاغلب يعني انما اراد بزمان الشر ان يكون اكثره واغلبه وليس كله وكل اهله. قال رحمه الله فسأل عن وجود عمر. الحسنة البصري لما قال المقصود الاكثر الاغلم سئل عن زمان عمر بن عبدالعزيز بعد الحجاج فقال لابد للناس من تنفيس. يعني لا يسلط الله على الامة شرا متتابعا يهلك فيه الناس بدينهم وعباداتهم وعلم الشريعة فلابد للناس من تنفيس كان زمن عمر ابن عبد العزيز تنفيسا للامة عاد فيه ظهور العلم والعدل فضلا من الله ونعمة ثم قال رحمه الله واجاب بعضهم ان المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فاذا نظرت الى هذا وسئلت ازمن الحجاج خير؟ ام زمن عمر ان كنت تقصد الخلافة والحكم والولاية فزمن عمر اولى وخير ولا شك لكن يقول انظر الى مجموع العصر ما معناه؟ يقول فان عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة احياء وفي عصر عمر بن عبدالعزيز انقرضوا والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعدها. لقوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قر وهو في الصحيحين وقوله اصحابي اصحابي امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون اخرجه مسلم فالمقصود من ذلك كله ان يفهم الحديث على وجه صحيح ولا يستشهد به ولا يستعمل في غير سياقه ولا دلالته وبالجملة فكل ما ذكر من المعاني المتعلقة بالحديث كلها شاهدة على علم من اعلام نبوته صلى الله عليه وسلم بسنة من سنن الله في الخليقة. واية تحدث في دنيا الناس عاما بعد عام وزمانا بعد زمان. فالشر موجود والخير مدافع والخير يبقى ما بقي الشر وسنة المدافعة باقية. ولا ينبغي لاحد ان يستعمل الحديث استسلاما وخنوعا ورضا الشر والفساد لاننا مأمورون برفع راية الاسلام واقامة شعائر الملة والحفاظ على الدين نصرة له وحماية له وقياما بالواجب الذي انيط باعناقنا جميعا معشر المسلمين والعلم عند الله قال رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم هلاك امتي على يدي اغيلمة من قريش قال ابو هريرة رضي الله عنه راويه لو شئت سميتكم سميتهم لكم بنو فلان وبنو فلان الحديث اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو علم من اعلام النبوة ايضا ولا شك اخبر بمرحلة يتولى فيها حكم الاسلام وقيادة الامة صغار السن. بقوله اغيلمة فهو تصغير وجمع غلام. تصغير لفئة من الصغار يتولون حكم الامة والخلافة. ويكون على ايديهم بصغر عقولهم وصغر اعمارهم وقلة خبرتهم مما لا تسعه عقولهم في سياسة الامة وادراك حالها يكون وفيه فساد قال هلاك امتي على يدي غيلمة من قريش. الحديث عند البخاري لما قال عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال اخبرني جدي قال كنت جالسا مع ابي هريرة رضي الله عنه في مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم. قال ومعنا مروان. فقال ابو هريرة رضي الله عنه سمعت الصادق المصدوق الله عليه وسلم يقول هلكت امتي على يدي غلمة من قريش فقال مروان لعنة الله عليهم غلمة يعني اذا كانوا سيكون هلاك الامة على ايديهم فحقت لهم اللعنة. قال هذا مروان ابن الحكم قال لعنة الله عليهم غنمة قال ابو هريرة رضي الله عنه لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت. يعني كان يعلم ابو هريرة اسماءه وما علمها الا بسماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالسؤال ان كان ابو هريرة يعلم ذلك فلما لم يفعل الجواب هذا من حكمة العالم وانه لا يحدث بكل ما يعلم ولا يخبر بكل ما ينبغي ان يكون ليس في ايدي عامة الناس ولهذا صح في السنة وثبت في الاثار ومن هدي السلف الكبار رضوان الله عليهم اجمعين. ان بعض العلم لا يصلح ان يبلغ للناس لعدم القدرة على استيعابه. فربما فهموه على غير وجهه فكان سببا للضلال والفساد حدثوا الناس بما يعقلون. اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ هذا اصل وقاعدة. وان يحدث الناس بحدود عقولهم وادراكهم وبعض دقائق العلم وبعض مضائقه مما لا تسعه عقول العامة لا يصلح ان يثار لانه ان اثير فاما اما ان يبقى غامضا فيصبح العلم فتنة لبعضهم وصدا عن الدين. واما ان يوغل العالم فيه بعلمه فيهلك العامي بقصور ادراكه وفهمه. وفي كلتا الحالتين لم يصب من بذل مثل هذا النوع من العلم على ايدي هؤلاء وكان الصواب ان يحدث الناس بما يعلمون بما يعقلون بما تبلغه عقولهم وما لا تدركه فليس من شأنهم ان يحدثوا به ولو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحدث اصحابه الكبار السابقين؟ وكيف يحدث خاصة كبعضهم بامر دون غيرهم. وكيف يحدث الاعراب والقادمين حدثاء عهد باسلام؟ لوجدت الفارق الكبير فيما خاطبوا به النبي صلى الله عليه وسلم. وما كان ليخفي شيئا مما اوحى الله به اليه. لكنه كان يبلغ كلا بقدر ما يسعه علمه انظر الى اجاباته عليه الصلاة والسلام لاكثر من سائل يسأله اي العمل افضل؟ فيجيب كلا بحسبه ويختلف الجواب من سائل الى سائل ليس هذا تنويعا ليس هذا الا تنويعا لاجابات في العلم تناسب اصحابها السائلين والباحثين عنها. من هذا الباب كان ابو هريرة رضي الله عنه في مثل هذا المقام فيما يتعلق بتسمية اشخاص واعلام قد يكون في ذلك فتنة فما الداعي ان تذكر الاسماء فتثور العامة ما اراد عليه الصلاة والسلام بذكر ذلك ان يكون هذا مسارا لفتنة في الامة وانقلاب بعضها على يقول ابو هريرة لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت فما الذي جعله يمسك هي حكمة العلم كما قلت لك والقاعدة التي استقر عليها دين الله وتبليغه للامة والذي تتابع عليه السلف جيلا بعد جيل ثبت ايضا في عدة احاديث اخرى ان ابا هريرة رضي الله عنه قد وعى من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قدرا وحوى وعائين كبيرين وكان يقول فيما صح عنه اما احدهما فقد بثته من وعائي العلم الذين حفظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال واما الاخرون فلو ذكرته او بثثته لقطع هذا واشار الى حلقومه يعني يذكر انه ربما كان جناية يجني بها على نفسه. لو ذكر شيئا من بعض تلك الاخبار التي تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم لانها وافقت في زمن ابي هريرة لما كان يحدث وافقت ازمنة في خلافات بعظ بني امية كانوا ممن ينطبق عليهم ذلك الوصف. وسيكون في ذلك فتنة ولا شك. وسيحملها بعض من لا يبلغ به العلم والايمان مبلغه فيكون بذلك شرا وفسادا. فكان يحجم رضي الله عنه واحجامه كان حكمة ذكر اهل العلم صوابه فيما ذهب اليه رضي الله عنه وارضاه. ولهذا ايضا اخرج ابن ابي شيبة ان ابو هريرة رضي الله عنه كان يمشي في السوق ويقول اللهم لا تدركني سنة ستين ولا امارة الصبيان. قالوا لان بداية امارة الصبيان كانت من تلك الازمنة. بعد سنة ستين من الهجرة. وهذا انما كان في خلاف بني امية وذكروا ان بدايتها سنة اربع وستين او يزيد ابن معاوية الذي استخلف سنة اربع وستين فمات ثم ولي ولده معاوية ومات بعده باشهر كل ذلك نزل على بعض الازمنة. والمقصود في رواية البخاري ان ابا هريرة رضي الله عنه لما قال لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت. يقول فكنت اخرج مع جدي الى بني مروان. والقائل الراوي عمرو بن يحيى بن ابن عمر ابن سعيد قال فكنت اخرج مع جدي الى بني مروان وجده راوي الحديث عن ابي هريرة قال حين ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا احداثا قال لنا عسى هؤلاء ان يكونوا منهم؟ قلنا انت اعلم وانما ارادوا انه سامع الحديث من ابي هريرة رضي الله عنه ولم يكن ابو هريرة رضي الله عنه سمى احدا بعينه فاصاب حكمة لان لا كون فتنة وبقي الامر سنة ثابتة محفوظة وليس المقصود تنزيله على اشخاص باعيانهم بقدر ما هو اخبار منه صلى الله عليه واله وسلم بما كان في امته وقد كان. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه. قول البخاري في رواية ابي هريرة لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان. في رواية الاسماعيلي كان ابو هريرة يعرف اسمائهم. وكان هذا من جواب الذي لم يحدث به ولذلك قال لو حدثتكم به لقطعتم هذا البلعوم يقصد انه ربما كان يجر ذلك عليه فهل هذا من كتمان العلم الذي ربما يوصم به بعض العلماء عند السكوت حكمة؟ الجواب كلا ومن حكمة العالم ان يسكت اذا ظن ان كلامه سيكون مسارا لفتنة واستغلال لغوغاء يؤججون به شيئا من الفرقة والشر والفساد في ازمنة يعلو فيها صوت الباطل. وتكون لهم فيها صولة او جولة. فيكونوا من العالم الصمت ليس الصمت في هذا المقام كتمانا لعلم ولا خيانة للدين اذا تحرى العالم بصدق والتجاءه الى ربه ان يكون علمه سفينة نجاة. يحمل فيها على ظهرها من شاء الله له ان يحمله. ويقود الناس فيها عبر امواج الفتن الا تصيبهم في دينهم فتنة تعود بهم على الاعقاب هي هي ولا شك فتنة وان يسكت العالم في بعض المقامات عن قولة الحق هو ولا شك شيء من الشر والفساد والفتنة. لكن ستكون مقبولة مشروعة اذا كانت لدفع فتنة اعظم وفساد اطم وشر اكبر ومثل هذا لا يعقله الا العلماء والراسخون. فلا يغرنك تشغيب بعض العوام والجهلة. ومن يتسلط على العلماء ومن يصفهم باقبح الاوصاف وانهم ليسوا في كل مقام وفي كل حدث يرفعون اصواتهم ويجهرون بالحق يصدعون به وانهم بذلك كانوا من كاتم العلم الموعودين في كتاب الله او في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باللعن وانهم ممن تقام عليهم الحجة. لسنا بهذا ندعي عصمة لاحد. لكننا في الوقت نفسه لا نسوغ التهجم على ولا ذمهم ولا تقبيح شأنهم فدونكم ما هم فيه من خير عظيم اجراه الله على ايديهم وباب من الدين قاموا عليه بتعليم وافتاء ودلالة وهداية للبشرية. وليس يلزم العالم ان يكون له في كل حدث وموقف ومقام قول وبيان وموقف ينبغي ان يعرف به ويسمع فيه صوته. موقف ابي هريرة رضي الله عنه في هذا باب عظيم اصل تتابع عليه العلماء في بيانه وتأصيله والرجوع اليه والعلم عند الله قال رحمه الله تعالى واخبر بظهور القدرية والرافضة نعم اخبر بظهور القدرية في سنن ابي داوود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه سيكون في امتي اقوام يكذبون بالقدر من القدرية؟ هم كل من ظهر في الامة ينفي القدر او يكذب به. وقد قال بي هذا عدد من الفرق المنتسبة الى الاسلام اشهرهم المعتزلة. ينفون القدر ومعنى نفيهم للقدر يزعمون ان الامر انف بمعنى ان الله ما قدر على عبد شيئا قبل ان يخلقه. وان العبد فاعل افعال نفسه بنفسه وهو خالق افعاله بذاته والله ما قدر عليه شيئا هل هذا كفر بنقض الايمان بالقدر؟ هم يحسبون انه من تمام ايماننا بعدل الله ان لا ننسب الى الله عز وجل الا تقديرا على العبد قبل ان يفعل الفعل. قالوا لانه لو كان قد قدر الله على العبد شيئا قبل ان يخلقه على ماذا يحاسبه فكيف يحاسبه على الكفر وقد قدر الله ان يكون كافرا ولم يحاسبه على المعصية وقد قدر الله عليه ان يكون عاصيا. هذا قصور في التصور وقصور في النظر الى النصوص الشرعية التي المراد قدر الله كل شيء يكون في الخليقة وما كان وما سيكون قبل ان يكون. ولله عز وجل علم محيط واسع لا يحيط به شيء ولا يحده شيء. ومن تمام علمه جل وعلا علمه بما سيكون عليه العبد اليوم وغدا والى ان يموت وعلمه به قبل ان يخلقه لانه خالقه جل وعلا. علمه سبحانه ليس اجبارا للعبد. وعلمه السابق علموا احاطة واطلاع لا اجبار ورمي به كريشة في الهواء وكورقة فوق الماء لكن الله عز وجل علم وعلم ان هذا العبد سيكون مؤمنا او يكافر واعطاه العقل وهداه النجدين وارسل اليه الرسل وانزل عليهم الكتب واقام عليهم الحجج فمن استقام واستجاب فله طاعة الله ورضوانه والجنة ومن عصى واستكبر وكذب وعاند فعليه اللعنة والغضب ونار جهنم والعياذ بالله. وما اجبر الله المؤمن على ايمانه ولا اجبر الكافر على كفره. على كل حال نفاة القدر فرق واهواء وجماعات اشهرهم فرقة معتزلة اخباره صلى الله عليه وسلم بانه سيكون في الامة امثال هؤلاء ثبت. وقد وقع وادركه بعض الصحابة روى ابن عمر انه سيكون في امتي اقوام يكذبون بالقدر فيما اخرج ابو داوود وحسنه الالباني. واخرجه احمد وصححه غير واحد. وله روايات اخرى يعني الحديث عن ابن عباس وجابر ومعاوية عاد عامتها ضعيفة الطرق. وحديث ابن عمر اصحها. فاخباره عليه الصلاة والسلام بظهور القدرية كان اية. وعلم من اعلام النبوة ولا يزال من لا يستوعب عقله مثل هذه المضائق فحسبه الايمان المجمل بان الله قدر الخير والشر وانه جل وعلا لا يقع شيء في الكون الا بعلمه وارادته وتقديره سبحانه وتعالى لكمال علمه وكمال وكمال قدرته واحاطته جل جلاله بكل شيء في هذا الكون علويه وسفليه قال رحمه الله تعالى واخبر بظهور القدرية والرافضة اخبر بظهور والرافضة قدريا وهم الجماعة الذين سمعت اما الرافضة فالمقصود بهم فرق واهواء كثيرة يجمعها اصل واحد في موقفهم من اصول الشريعة جملة ومن بعض بها تفصيلا وهم المنتسبون الى شيعة علي وال البيت رضي الله عنهم اجمعين. والرافضة فرقة كبيرة من تشعبت ايضا الى فرق ومذاهب شتى. اخباره عليه الصلاة والسلام بالرافضة وظهورهم في الامة ثبت في غير ما رواه اخرج الطبراني في الاوسط منها حديث ام سلمة وفيها ضعف. ومن حديث فاطمة رضي الله عنها وفيه انقطاع. ومن في علي رضي الله عنه وفي بعض رجاله خلاف. ومن حديث ابن عباس كذلك واخر احاديثه مما روى الطبراني ايضا اسناده حسن مجموع روايات بالفاظ متفاوتة منها حديث ام رضي الله عنها قالت كانت ليلتي وكان النبي صلى الله عليه وسلم اعندي فاتته فاطمة فسبقها علي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا علي انت واصحابك في الجنة الا انه ممن يزعم انه يحبك اقوام يرفضون الاسلام. ثم يلفظونه يقرأون القرآن لا يجاوزوا تراقيهم لهم نبز يقال لهم الرافضة. فان ادركتهم فجاهدهم فانهم مشركون. قلت يا رسول اه ما العلامة فيهم؟ قال لا يشهدون جمعة ولا جماعة. ويطعنون على السلف الاول. هذا الحديث من رواية ام سلمة في بعض رواته ضعف. والحديث الاخر فيما اخرج عن فاطمة رضي الله عنها قالت نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى علي فقال هذا في الجنة وان من شيعته يلفظون الاسلام ويرفضونه لهم نبز يشهدون لهم نبز لهم نبز يشهدون به او يشيدون به الرافضة من لقبهم. فليقتلهم فانهم مشركون. وروى الطبراين ايضا ووثق رجاله الا ان انقطاعا بين زينب بنت علي لم تسمع فاطمة رضي الله عنها. واما لفظ حديث ابن عباس يقول عليه الصلاة السلام يكون في اخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الاسلام ويلفظونه قاتلوهم فانهم مشركون. وعنده ايضا من حديث ابن عباس وعنده علي قال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي سيكون في امتي قوم سيكون في امتي قوم ينتحلون حب اهل البيت لهم يسمون الرافضة قاتلوهم فانهم مشركون. كل ما هنالك احاديث وان كان في جملتها ضعف في اسانيدها طاع في بعضها الا انها اشارت الى ما وقع في زمن خلافة علي رضي الله عنه. فان الفتنة بمقتل عثمان كانت فرقة في الامة عظيمة ان فرقت فيها الامة الى فرقتين بل ثلاث اما اعظمها وجمهورها وسوادها الاكبر فاهل السنة. الصحابة رضي الله عنهم جملة فانهم كانوا على الصواب والحق والعدل. وانقسم الناس تجاه امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الى فريقين فريق طعن في امارته وخلافته وشغب عليه وحمل السلاح عليه وهم الخوارج. وظنوا ان علي رضي الله عنه لما اراد تهدئة الامر فيما حصل من فتنة وموج كالبحر اضطربت به خلافة الاسلام حتى يقتل خليفة رسول لله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتيه وهو في داره صائما يقرأ القرآن. فلما بلغت الفتنة ذلك المبلغ رأى ان تهدأ الامور وان يسكن المجتمع ويسود الاستقرار ثم يشرع رضي الله عنه في تتبع القتلة والقصاص فارأوا ان ذلك من الخذلان ورأوه في ذلك مقصرا فشغبوا عليه وجمعوا الجموع وكثروا الغوغاء فكانوا فرقة هم الخوارج حملوا السلاح واعلنوا الخروج عن ولايته وطاعته. وطفقوا يقاتلون ويغزون القرى المسلمة ويسبون النساء والاطفال ويسرقون المواشي والاموال وعاثوا فسادا فما كان بد من قتالهم. وايقاف شرهم وفسادهم. بل فعل علي رضي الله عنه ما لدفع شرهم ودفع الشبهة عنهم واقامة الحجة عليهم. واما الفرقة الاخرى التي اخطأت الطريق في شأن امير المؤمنين الى علي رضي الله عنه فهي فرقة اخرى قابلت الاولى غلوا وشططا وبعدا عن سواء السبيل. وهم من زعم التشيع لعلي رضي الله عنه وحزبه والانتصار له. وزعموا انه ممن ظلم واوذي. فانتصروا له ورأوا انه اولى مما يجب في تلك الوقوف معه لكنهم ما وقفوا عند هذا الحد وتجاوزوا فرأوا ان تأخر خلافته الى بعد الصاحبين ابي بكر وعمر وثالثهم عثمان انه ظلم تواطأ عليه الصحابة وابعدوه عن حقه بالخلافة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم نسبوا الى الصاحبين من الفجور والزور والكذب ما لا يثبت به تاريخ ولا ينطق به عقل. فبلغ بهم الغلو الى تكفير الصحابة وشتمهم والحقد عليهم وملئ التاريخ تكذيبا وزورا بنسبة النقائص والشتائم والطعن فيهم رضي الله عنهم اجمعين. فكانوا يتسترون بستار التشيع لعلي وحب ال البيت والانتصار لهم. ثم ازداد امرهم بعد مقتل علي رضي الله عنه للحسن والحسين ثم قتل الحسين رأوا ان ذلك ايضا من استمرار الظلم والبغي والعدوان ثم ما زال الامر في اتساع داع يزداد يوما بعد يوم. فكانت الشيعة في جملتهم يذهبون تلك المذاهب. بل ان بعضهم في خلافة علي رضي الله عنه هو حي وقد رأى منهم ما رأى ولم يرظى منهم ذلك الغلو بل ان بعظهم اله عليا وهو حي رظي الله عنه وزعموا الوهيته فابى ذلك اشد الاباء بل صح عنه انه امر باحراق بعظهم لانه بلغ به الكفر والردة ذلك المبلغ. وايا كان فان رافضة انما سموا بذلك لان بعضهم لما تزعم حب ال البيت والالتفاف بهم ودعوى الخلافة واحقيتهم بالامامة في الامة ظلوا كذلك حتى كان زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي رضي الله عنهم اجمعين فاتوا اليه يريدون منه قبول الولاية والامامة ودعواهم نصرته والوقوف معه فامتنع رضي الله عنه فارادوه على لعن الشيخين ابي بكر وعمر وسبهم وانتقاصهما. فابى ورفض رضي الله عنه لعلمه بجلالة اقدار الصحب الكرام. فلما رأوا ذلك منه تخلوا عنه ورفضوه. فسموا بالرافضة. هذا فيما يثبت تاريخيا تجاه التسمية. وعلى كل حال فاخباره عليه الصلاة والسلام بما يكون هو جزء من علم الغيب في ظهور فئات واقوام ينفون القدر واخرون يدعون التشيع لال البيت ثم يكون منهم خلاف في العقائد يفترقون به عن جمهور اهل السنة وسواد الامة الاعظم كان ايضا من علامات نبوته صلى الله عليه واله وسلم. قال رحمه الله الله تعالى وسب اخر هذه الامة اولها وقلة الانصار حتى وسب اخر هذه الامة اولها. يشير رحمة الله عليه الى حديث اخرجه الترمذي من حديث علي وابي هريرة وان كان في اسناده ضعف. يقول الترمذي فيما اخرج من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فعلت امتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء. فقيل وما هن يا رسول الله فقال يعدها اذا كان المغنم دولا والامانة مغنما والزكاة مغرما واطاع الرجل زوجته وعق امه وبر صديقه وجفى اباه. وارتفعت الاصوات في المساجد. وكان زعيم القوم لهم واكرم الرجل وكان زعيم القوم ارذلهم واكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن اخر هذه الامة اولها فليرتقبوا وعند ذلك ريحا حمراء او خسفا ومسخا. ضعف الترمذي الحديث بقوله هذا حديث غريب. وبمثل لفظه ساق الحديث ايضا من رواية ابي هريرة رضي الله عنه وقال عقبه وفي الباب عن علي رضي الله عنه. فاشارة المصنف بقوله وسب اخر هذه الامة اولها يشير به الى تلك العلامات التي وردت في الحديث وفيها ضعف كما سمعت. قال رحمه الله تعالى وقلة الانصار حتى يكونوا كالملح في الطعام. فلم يزل امرهم يتبدد حتى لم يبقى لهم جماعة. الانصار انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكن المدينة على صاحبها افضل الصلاة والسلام. انصار الدين انصار الاسلام انصار والوحي انصار محمد صلى الله عليه وسلم. خرج اليهم من مكة مهاجرا فنصروه. ولحقته قريش في بدر واحد والخندق فنصروه وحاولت اليهود به الاذى فنصروه رضي الله عنهم. لهم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة واي مكانة بل احبهم وامر بحبهم وحب ابنائهم. وقال عليه الصلاة والسلام حب الانصار اية الايمان. فجعل من علامات الايمان ودلالاته حب هذه الفئة المسلمة التي كتب الله على ايديها واعناقها واعتاقها نصرة الله ونصرة الله صلى الله عليه وسلم فعلوا في تاريخ الاسلام فعلا عظيما ما بلغه احد بعدهم في الامة قط ان يبذلوا واموالهم وارواحهم وازواجهم واولادهم فداء للدين. تنازلوا عن دنياهم لدين الله جل وعلا. لهم في الاسلام مناقب جمع والسنن في احاديث ثابتة في احاديث ثابتة تدل على فضلهم ومعرفة حقهم وقدرهم ووجوب حبهم ايضا جم غفير تتابع العلماء على روايته في دواوين الاسلام. اخبر عليه الصلاة والسلام عن تناقص الانصار وقلتهم قال حتى يكونوا كالملح في الطعام. اشارة الى قلتهم. اخرج ذلك البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه. وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله. واثنى عليه ثم قال اما بعد ايها الناس فان الناس يكثرون وتقل الانصار حتى يكونوا كالملح في الطعام. فمن ولي منكم امرا يضر فيه احدا او ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم. ينصح بهم ويوصي بهم خيرا صلى الله عليه وسلم لعظيم قدرهم ومكانتهم. قال المصنف رحمه الله فلم يزل امرهم يتبدد حتى لم فلهم جماعة لم تعد بيوتات الانصار وقبائل الانصار كما كانت في زمنه عليه الصلاة والسلام ممن ينسب الى الاوس والخزرج وعوائل وقبائل بل تبددوا فلا تجدوا منهم الا العائلة والسنتين والقبيلة وتفرقوا ايضا فلم يكونوا في كثرتهم مجموعين معروفين بنصرتهم مناقبهم في الاسلام رضي الله عنهم انصارا ومهاجرين. امين. قال رحمه الله وانهم سيلقون بعده اثرة وانهم يعني الانصار. فوق ما اخبر انهم سيقلون ويكونون كالملح في الطعام واوصى بهم صلوات الله وسلامه عليه اخبر انهم سيلقون بعده اثرة. يعني انهم سيزاحمون الناس عليهم في امر الدنيا في توزيع المغانم الفين في كل حظوظ الدنيا انهم سيؤخرون ويقدم غيرهم في الوقت الذي كان ينبغي ان يكون الحق لهم اخباره عليه الصلاة والسلام للانصار انهم سيلقون بعده اثرا جاء في اكثر من حديث. وفي اكثر من سياق وفي غير ما مناسبة قالها مرارا في سياق ما كان يريد ان يخبرهم به عليه الصلاة والسلام مما يملأ به صدورهم ايمانا. ويزيدهم به بات وانهم رضي الله عنهم ان وجدوا ذلك فلا ينبغي ان يؤثر في ايمانهم وحسن اسلامهم. واستجابوا لنصيحته عليه الصلاة سلام. في صحيح البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم للانصار انكم ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني وموعدكم الحوض. عليه الصلاة والسلام. جاء رجل من الانصار كما في البخاري ايضا. فقال يا رسول الله الا تستعملني ما استعملت فلانا يعني الا ترى لي مهمة وعملا توليني عليه كما وليت فلانا وهو انصاري. فقال عليه الصلاة والسلام ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض كل ذلك في صحيح البخاري لكن اعجب المواقف واعظمها قصة حنين بعد فتح مكة والحديث بطوله اخرجه البخاري من حديث عبدالله ابن رضي الله عنه وغيره لما افاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس يعني الغرقين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعطي الانصار شيئا فكأنهم وجدوا يعني في نفوسهم اذ لم اصبهم ما اصاب الناس فخطبهم فقال يا معشر الانصار الم اجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فالفكم الله بي وكنتم عالة فاغناكم الله بي. كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن؟ قال ما يمنعكم ان تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن. قال لو جئتم لقلتم جئتنا كذا وكذا يعني جئتنا طريدا فاويناك ووحيدا فنصرناك. قال لو شئتم ان تقولوا لقلتم كذا وكذا اترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير؟ وتذهبون بالنبي صلى الله بالنبي صلى الله عليه وسلم الى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وهدي الانصار وشعبها الانصار شعار والناس دثار. ثم قال لهم انكم ستلقون بعدي اثرة. فاصبروا حتى تلقوني على الحوض قالها ارضاء لهم رضي الله عنهم وتثبيتا لهم فاصابهم من البكاء حتى اصابت ذقونهم صدورهم ولهم خنين وشعروا انهم وجدوا من العطاء والحظوة وحبه صلى الله عليه وسلم لهم. ما يفوق ما وسع من الاموال والغنائم والشاة والبعير اخرج البخاري ايضا في صحيحه من عجائب مواقف قال دعا في الانصار رضي الله عنهم. من حديث انس رضي الله عنه قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم الانصار الى ان يقطع لهم البحرين والبحرين هي شرق جزيرة العرب الاحساء المعاصرة ليقطع لهم يعني ليكتب لهم من اراضيها وخراجها ومزارعها فتكون ملكا لهم وعطاء. فقالوا لا الا ان تقطع لاخواننا من المهاجرين مثله فقالوا لا والله حتى تكتب لاخواننا من قريش بمثلها في رواية اخرى عند البخاري. فقال عليه الصلاة والسلام ذلك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له قال عليه الصلاة والسلام اما لا يعني اما ان صبرتم ورفضتم ذلك فاصبروا حتى تلقوني فانه سيصيبكم بعدي اثرا فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. فلذلك احبهم عليه الصلاة والسلام وامر بحبهم ولا يكمل ايمان مؤمن اذا وجد مطعنا في بعضهم او نقيصة او شيء يقدح به على عظيم مواقفها فيهم رضي الله عنهم اجمعين. هذه الجملة في قوله صلى الله عليه وسلم ستلقون بعدي اثرة فهي اخبار في غير ما موقف حصل في يوم حنين وفي حديثه مع الرجل الانصاري الذي اراد ان يستعمله وفي اقطاعه لهم مال البحرين صلوات الله وسلامه عليه الله عنهم وعن سائر الصحابة اجمعين. امين قال رحمه الله تعالى واخبر بشأن الخوارج وصفتهم والمخدج الذي فيهم وان سيماهم تحليق. نعم. اما الخوارج فهم من شر فرق الامة التي نبتت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ومرت اليهم انيفا. وان الناس زمن علي رضي الله عنه تفرقوا فراقا فكان من ابشعهم واشدهم وطأة على الاسلام واهله الخوارج. لانهم رفعوا السلاح واعملوا السيوف وقطعوا الرقاب وهتكوا الحقوق واراقوا الدماء فكان من اخباره عليه الصلاة والسلام اخباره بشأن الخوارج وصفتهم وما ال اليه امرهم وما فعلوه ايضا فكان ذلك من اخباره صلى الله عليه وسلم اخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي سعيد رضي الله عنه انه عليه الصلاة والسلام قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما يعني من المال الغنيمة الذي اجتمع وهو يقسم قسما اتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له ويلك ومن يعدل ان لم اعدل قد خبت وخسرت ان لم اكن اعدي. قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه قال دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ايتهم رجل اسود احدى عضديه مثل ثدي المرأة. او قال مثل البضعة تدردر اي تضطرب. قال يخرجون على حين فرقة من الناس ذو الثدية هذا الذي اشار اليه النبي عليه الصلاة والسلام هو المذكور في كلام المصنف هنا والمخدج الذي فيهم ذو السديتي هذا اسمه حرقوص بن زهير البجلي من رؤوس الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وسعوا في الارض بالفساد فساد وسلكوا الدم الحرام فقاتلهم رضي الله عنه يوم النهروان قتلا عظيما فما نجا منهم الا نفر يسير. امر عليه الصلاة بقتالهم وذكر للامة شأنهم وكان منهم رجل اسود شديد السواد ذو ريح منتنة صغير احدى يديه ناقصة في بخلقتها له عضد وليس له ذراع فذراعه مقطوعة ناقصة الخلقة له عضد وليس له ذراع. وفي رأس عضده مثل حلمة الثدي عليها شعرات بيض هم المارقة فقال ان من ضئضئ اي هذا يعني من نسل ذلك الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام اعدل يا رسول الله. قال يخرج من اي هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. يا ام اسلام من الاسلام يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان قال لان ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد. فهذا ذو السدية اية وعلامة. جعله النبي عليه الصلاة والسلام دليلا على على انه ينتمي الى هذه الفرقة الخارجة المارقة. وان شأنهم وحكمهم في الشريعة كفهم بالقتال. وايقاف شرهم وفسادهم فكان هذا من شرهم واخبر به عليه الصلاة والسلام. اخبر انه سيكون من بينهم. ولما قاتلهم علي رضي الله عنه وكما في حديث ابي سعيد قال فاشهد اني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم واشهد ان علي بن ابي طالب قاتلهم وانا معه قال فامر علي بذلك الرجل لما انتهت معركة النهروان طلب علي رضي الله عنه ان يبحث في القتلى عن وصف هذا الانسان لاخباره عليه الصلاة والسلام قال ابو سعيد فامر بالرجل فالتمس فاتي به حتى نظرت اليه على ما ذهب اليه نبي صلى الله عليه وسلم اليه في نعته. وفي رواية في الصحيحين انه قال كان ذو الثدية رجلا من عرنة من بجيلة وكان اسود شديد السواد له ريح منتنة معروف في العسكر وكان يرافقهم قبل ذلك ما اخرج ابن كثير في البداية والنهاية. هكذا اخبر عليه الصلاة والسلام والتمسه علي رضي الله عنه في فكان كذلك فاصبح هذا الحديث في شأنهم من جملة ما اخبر به صلوات ربي وسلامه عليه فيما اخبر به من شأن الخوارج فهذا مقصود المصنف رحمه الله بقوله واخبر بشأن الخوارج وصفتهم كثرة العبادة وقراءة القرآن والصيام وهم على قدر عظيم من التعبد. لكنه اخبر عليه الصلاة والسلام انها عبادة ظاهرة لا يكمل خلفها ايمان مستقر في القلوب ولهذا قال يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يعني انما تنطق به الالسنة والافواه لكنه لا يتجاوز الحناجر فلا يستقر في القلب. ولا ينزل ولذلك لا يرى عليهم اثر خشوع ولا طاعة ولا نور عبادة لانهم وان كانوا متلبسين بعبادات فعلى قدر من تشدد والتزمت والتجهم الذي اصابهم قبل ان يصيب غيرهم. فكانوا وبالا على الامة وشرا وفسادا. هذا الاخبار منه صلى الله عليه وسلم كان اية. قال المصنف رحمه الله تعالى واخبر بشأن الخوارج وصفتهم. والمخدج الذي فيهم قد تقدم ان المخدج المراد به ناقص اليد وهو ذو الثدية المذكور في احاديث الصحيحين وقيل غيرها قال وان نسيناهم التحليق والمقصود بالتحليق تحليق الرؤوس. وقد ثبت هذا في صحيح البخاري من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج الناس يخرج ناس من قبل المشرق ويقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ثم لا يعودون فيه حتى عود السهم الى فوقه قيل ما سيماهم؟ يعني ما علامتهم؟ قال سيماهم التحليق او قال التسبيد سأل الصحابة ما علامة هؤلاء القوم؟ وقوله عليه الصلاة والسلام في حديث البخاري يخرج ناس من المشرق او من قبل المشرق لانهم كان مبدأ امرهم وما ورد فيهم خروجهم من العراق. وهي من جهة المشرق بين جزيرة العرب. وقوله سيماهم او التسبيد قيل هو شك من الراوي والتسبيد هو المبالغة في الحلق في حلق الرأس بمعنى الاستئصال. وقيل ان نبت بعد ايام وقيل هو ترك دهن الشعر وغسله. فيبقى ملبدا ويبقى مغبرا ويبقى على هيئة غير محمودة. فعلى كل اشار الحديث الى شيء من سمتهم وقيل انهم ارادوا في سمتهم العام. وانهم يفعلون ذلك وحمل بعض العلماء معنى على عدوانهم وشدهم واذاهم في قطع الرقاب وقتل المسلمين. فهو تعبير مجازي لا عن حلق الشعور بل عن حلق الرؤوس وقطعها جناية وظلما وعدوانا على بني الاسلام هذا طرف من اخباره عليه الصلاة والسلام بشأن الخوارج وهو في جملة سياق ما ذكر المصنف رحمه الله من عظيم اخباره صلى الله عليه وسلم بعلم الغيب الذي اطلعه الله عليه ولا يزال في هذا الفصل ايضا جمل متتابعة في كل منها خبر من اخبار الغيب اطلعه الله عليه فاخبرنا به صلوات ربي وسلامه عليه فيها بقية نأتي عليها تباعا في مجالس ليالي الجمعة مقبلة ان شاء الله تعالى نسأل الله ان يزيدنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء لا يزال ايضا في ليليلتهم في ليلتكم هذه بقية باقية. فيها ساعات مليئة بدقائق وثواني. يمكن ملؤها بالصلاة وسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. لتضيء القلوب وتبهج الارواح وتسعد النفوس. اننا اذ نصلي على فانا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الدعاء للاموات. لتعلموا ان صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم مفتاح نستفتح به رحمة ارحم الراحمين. فمن اراد رحمة من ربه تنزل عليه. وسعة وسكينة وتحقيقا وتفريجا للكرب فليستكثر من الصلاة والسلام على رسول الهدى ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. عليك صلاة ربك من ثوب تجلك والتحية والسلام عليك صلاة ربك ما اهلت نجوم الكون وانقشع الظلام صلى الله عليه واله وسلم اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. الهنا وخالقنا نسألك ان تجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا هو وفقنا يا ربي لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى. اللهم امنا في الاوطان والدور واصلح وارشد وسدد الائمة وولاة الامور يا عزيز يا غفور اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلي وسلم وبارك على النبي المصطفى محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين