اخذنا اخذنا من الفوائد ان الاحرام ينعقد بمجرد العقد وتثبت فيه الاحكام. لقوله فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ويستفاد من الايات الكريمة تحريم الجماع ودواعيه بعد الاحرام لقوله فلا رفث وجواب الشرط يكون عقب الشر وبالشرط يكون عقبه بمجرده يحرم الرغبة ويستفاد منها ايضا تحريم الفسوق لقوله ولا قصور فان قال قائل الفسوق محرم في الاحرام وفي غير الاحرام فالجواب انه يتأكد في الاحرام اكثر من غيره لكن في الاحرام اكثر من غيره ومنها من فوائد الاية الكريمة تحريم الجدال لقوله ولا جدال في الحج والجدال ان كان باثبات الحق او لابطال الباطل فانه واجب وعلى هذا فيكون مستثنى من هذا العموم ولا جدال لقوله تعالى وجادلهم بالتي هي احسن واما الجدال لغير هذا السلف الغرض فانه محرم فان قلت اليس محرما في هذا وفي غيره لما يترتب عليه من العداوة والبغضاء وتشويش الفكر الجواب انه في ال الاحرام او كذا ويستفاد من قوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله يستفاد منها الحث على فعل الخير كيف ذلك لان قوله يعلمه الله يدل على انه سيجازي على ذلك ولا يضيعه قال الله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما ومن فوائد الايات الكريمة ايضا ان الخير سواء قل او كثر فانه معلوم عند الله من اين يؤخذ من قوله من خير فانها نكرة في سياق الشرط والنكرة في سياق الشرط مفيد العموم ويستفاد من الكريمة عموم علم الله تعالى بكل شيء بقوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله ويستفاد منها الرد على القدرية المنكرين بالمشيئة والخلق في افعال العباد لان القدرية على طبقتين ولاة ومقتصدون والغلاء ينكرون حتى علم الله ويقولون ان الامر انف يعني مستأنف والله تعالى لا يعلم حوادث العباد التي يفعلونها الا بعد وقوعها واما المقتصدون منه فيقولون ان الله يعلمها ولكنه سبحانه لا يشاؤها ولا يخلقها والعبد على رأيهم مستقل بعمله له ارادة مطلقة وقدرة مطلقة وفعل النصرة ولكن هذه الاية ترد عليه كيف ذلك لاننا نقول اذا كان مفعول العبد معلوما لله فاما ان يقع فعل العبد على حسب معلومه او على خلاف معلومه فان انكروا ان يكون على معلومة وقالوا هو على خلاف معلومة فقد انكروا العلم وان اقروا به فانه فان هذا هو المطلوب يكون هذا على مراده ولهذا قال الشافعي رحمه الله جادلوهم بالعلم فان اقروا به خصموا وان انكروه كفروا ويستفاد منها تكريمه الحث على التزود من الخير كقوله وتزودوا فان خير الزاد التقوى ويستفاد منها انه ينبغي للحاج ان يأخذ معه الزاد الحسي من طعام وشراب ونفقة لان لا يحتاج في حجه فيتكفف الناس لقوله وتزودوا فان خير زاد التقوى ويستفاد من ذلك ان التقوى خير زاد كما انها خير لباس فهي خير لباس باطني وظاهري من اين يؤخذ انها خير اللباس من قوله تعالى ولباس التقوى ذلك خير ويؤخذ منها انها خير زاد نعم من قوله وتزودوا فان خير الزاد التقوى والزاد عبارة عن اللباس الباطن واما السياسة فهي لباس الظاهر ولهذا قرن الله تعالى بين بينهما في سورة طه فقال ان لك الا تجوع فيها ولا تعرف وانك لا تظمأ فيها ولا تضحك فانه لقائل ان يقول لماذا لم يقل سبحانه وتعالى ان لك الا تجوع فيها ولا تظمن فيقول الجوع ها مناسبا للظمان ولكن الجواب ان يقال ان قولهم ان لا تجوع فيها هذا نفي للتعري الباطني ولا تعرى تعري الظاهر باللباس لا تظمأ فيها الظمأ والحرارة في الباطن ولا تضحى حرارة الظاهر كان المقابلة في القرآن ابلغ مما يتوهمه الانسان فنقول لباس التقوى ذلك خير من اللباس الباقي الظاهري وذلك التقوى خير من الزاد الباطل قال ويستفاد من الادلة الكريمة وجوب تقوى الله بقوله واتقون والتقوى مرت علينا كثيرا لانها اتخاذ وقاية من عذاب الله لماذا اوامره واجتناب نوامه. نعم ويستفاد من الاية الكريمة ان اصحاب العقول هم اهل التقوى كقوله يا اولي الالباب ويستفاد منها انه كلما نقص الانسان من تقوى الله كان ذلك دليلا على نقص عقله اي العقلين عقل الادراك ولا عقل الرشد ها عقل الرشد بخلاف قول النبي عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين لان المراد بنقص العقل هناك ها؟ الادراك. عقل الادراك ايهما مناطق التكليف وايهما مناط المدح مناطق تكليف عقل الادراك وماذا المدح عقل الرشد ولهذا نقول ان هؤلاء الكفار الاذكياء الذين هم في التصرف من احسن ما يكون يقول هم عقلاء عقول لكنهم ليسوا عقلاء عقول البشر ولهذا دائما ينعى الله عنهم ينعى الله عليهم عدم عقلهم والمراد العقل الذي به يرشدون ثم قال الله عز وجل ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم الى اخر الاية هل هي في الحقيقة لا يعرف معناها الا من عرف سببها لانك اذا قرأتها لاول مرة ليس عليكم جناح ان تبدأوا فضلا من ربكم وهل احد يشك بانه ليس عليه جناح ان يبتغي من فضل الله الجواب؟ لا الجواب لا احد يشكك. اذا كان كذلك فيكون هذا الكلام لغوا وتفصيله حاصل لكن اذا عرف الانسان السبب عرف لماذا قال الله هذا ولهذا من كلام المألوف والمعروف اذا عرف السبب هم بطل العجب ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم هذه نزلت كما قلنا في التفسير في قوم يتحرجون ان يبيعوا ويشتروا في اثناء الحج فانزل الله هذه الاية مبينا انه لا حرج عليهم في ذلك حينئذ نقول يستفاد من الاية الكريمة جواز البيع والشراء اثناء الحج نعم من اين يؤخذ من قول ليس عليكم جناح اي اثم يستفاد من الاية الكريمة انه ينبغي للانسان في حال بيعه وشرائه ان يكون مترقبا لفضل الله بفضل الله لا معتمدا على قوته وكسبه لقوله ان تبتغوا فضلا من ربكم ويستفاد من الاية الكريمة ظهور منة الله على عباده بما اباح لهم من المكاسب وان ذلك مقتضى ربوبيته سبحانه وتعالى حيث قال نعم فضلا من ربكم ثم قال فاذا اخذت من عرفات الى اخره يستفاد من هذه الاية الكريمة مشروعية الوقوف في عرفة من اين تؤخذ فيضان النبات هل يؤخذ من ان ان الوقوف بعرفة ركن هم لو قال قائل ان قوله فاذا افضتم من عرفات دون ان يذكر الامر بها كأن قضية الوقوف بعرفة امر مسلم لا يمكن حج الا به لانه قال اذا افظتم من عرفات لانه ما تقدم الامر بذلك فكأن القضية قضية مسلمة لا يمكن حج الا به قد يقول قائل بهذا ويكون هذا موجها القول بانها ركن يعني الوقوف بعرفة ركن وقد دل عليه الحديثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله هم الحج عرفة ويستفاد من الاية الكريمة انه يشترط للوقوف بمزدلفة ان يكون بعد الوقوف بعرفة من اين يؤخذ اذا خرجت من عرفات فاذكروا الله عند مسحها فلو ان احدا مر بمزدلفة بالليل ووقف بها يدعو ثم ذهب الى عرفة ووقف بها ثم رجع منها الى منى قلنا لهم لا يجزئك وقوفك بمزدلفة لان الله ذكره بعد الوقوف بعرفة ويستفاد من الاية الكريمة ان الصلاة من ذكر الله هم فاذكروا الله ها والنبي عليه الصلاة والسلام اول ما بدأ للصلاة حتى قال له اسامة لما نزل يقول وتوضأ وضوءا خفيفا قال يا رسول الله الصلاة قال الصلاة امامك ليكون اول ما يبدأ به من الذكر في هذا المكان افرض ما يكون من الاعمال البدنية وهي سلام ولهذا بدأ بصلاة المغرب قبل حط رحمه كل ذلك تحقيقا لامر الله تعالى بالذكر ولا شك ان الصلاة من ذكر الله بل هي روضة من رياض الذكر هي قراءة تسبيح ودعاء وقيام وقوع سجود قعود كل ذلك من ذكر الله ذكر بالقلب وباللسان وبالجواب ثم من خاصية الصلاة ان كل عضو من اعضاء البدن له ذكره خاص به وعبادة تتعلق به نعم