وفي يومين الى اخره يستفاد من هذه الايات الكريمة مزية الذكر في هذه الايام المعدودات لقوله واذكروا الله لان ذكر الله على سبيل العموم في كل الوقت لكن هذا على سبيل الخصوص ومن فوائد الاية الكريمة انه يجوز في هذه الايام الثلاثة التعجل والتأخر لقوله فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثني عليه ومن فوائدها طاعة فضل الله عز وجل وتيسيره باحكامه حيث جعل الانسان مخيرا ان يبقى ثلاثة ايام او ان يتعجل في اليومين ومن فوائدها انه لا بد ان يكون خروجه من منى قبل ان تغرب الشمس لان فيل الظرفية والظرف يحيط بالمظروف فلابد ان يكون التعجل في خلال اليومين ومن فوائدها انه لا يجوز التعجل في اليوم الحادي عشر لانه لو تعجل في اليوم الحادي عشر لكان تعجل في يوم لا في يومين واضح وهنا انبهكم الى ان كثيرا من العامة يظنون ان المراد باليومين يوم العيد واليوم الحادي عشر ويظنون ان الانسان يجوز ان يتعجل في اليوم الحادي عشر وهذا ليس بصحيح لان الله قال واذكروا الله في ايام معدودات وهي ايام التشريق وايام التشريق انما تبتدئ في الحادية عشر ومن فوائد ذلك من فوائد الاية ان الاعمال المخيرة فيها انما ينتفي الاثم اذا كان الانسان فعلها على سبيل التقوى لله عز وجل دون التهاون باوامرهم لقوله لمن اتقى فمن فعل ما يخير فيه على سبيل التقوى لله عز وجل والاخذ بتيسيره فهذا لا اثم عليه واما من فعلها على سبيل التهاون وعدم المبالاة فان عليه الاثم بترك التقوى وتهاونه باوامر الله وهل يستفاد من الاية جواز التأخر الى اليوم الرابع عشر والخامس عشر او لا الاية يقول من تأخر ما قال في ثلاثة ايام اطلق ها؟ لكن اصل الذكر في ثلاثة ايام في ايام معدودات فيكون من تأخر في هذه الايام المعدودات وهي الثلاث الايام الثلاثة اين لان الله قيدها قال لمن اتقى يتصور يتصور ان الرجل يكون يفعل هذا على سبيل التهاون وعدم المبالاة لا على سبيل ان الله تعالى يسره له ورخص له فيه ومن فوائد الاية الكريمة وجوب التقوى لقوله واتقوا الله وقد سبق لنا ان التقوى هي والبر اذا ذكر جميعا ها اذا ذكرت النعم طرق في المعنى وان افرد احدهما دخل فيه الآخر نعم ومن فوائد الاية الكريمة اثبات البعث كقوله واعلموا انكم اليه تحشرون ومن فوائدها قرن المواعظ بالتخويف لقوله واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون لان الانسان اذا علم بانه يحشر الى الله عز وجل وانه سيجازيه فانه سوف يتقي الله ويقوم بما اوجب الله وبهذا عرفنا الحكمة من كون الله عز وجل يقرن الايمان باليوم الاخر في كثير من الايات بالايمان بالله ففي كثير من الايات يقرن الايمان باليوم الاخر بالايمان بالله دون بقية الاشياء التي يؤمن بها وذلك لان الايمان باليوم الاخر يستلزم العمل لذلك اليوم وهو القيام لماذا بطاعة الله ورسوله ثم قال تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الى اخره يستفادوا من هذه الاية الكريمة ان الناس ينقسمون الى طرق منهم من هذا وصفه؟ ومنهم من يأتي وصفه ايضا ويستفاد منه انه لا ينبغي للانسان ان يغتر بظواهر الاحوال من اين تؤخذ من يعجبك قوله وكذلك من الناس من يعجبك فعله ولكنه منطوي على الكفر والعياذ بالله فهذا لا تغتر بظاهر الحال ولكن لا شك انه بالنسبة الينا ليس لنا ان نحكم الا بما تقتضيه الظاهر لان ما في القلوب ما نعلمه ولا يمكن ان نحاسب الناس على ما في القلوب وانما نحاسبهم على حسب الظواهر ومن ومن فوائد الاية الكريمة ان هذا الصنف من الناس يشهد الله على ما في قلبه اما مما اظهره واما مما ابطنه لان قلنا ان فيها معنى ايه اما فيما اظهره يعني يظهر لك انه انه يتكلم بالكلام الذي يشهد الله على ما في قلبه من ظاهر حاله او انه يشهد الله على ما في قلبه من الكفر والنفاق فهو منطوي عليه ومن فوائد الاية الكريمة الاشارة الى ترك الجدل والخصام لقوله وهو الد الخصام فان الخصومات في الغالب ما يكون فيها بركة ولكن هذه الاية كما قلنا سابقا مقيدة بما امر الله فيه من المجادلة مجادلة اهل الباطل ها بالحق فان هذا امر لا بد منه ومن فوائد الاية الكريمة اثبات علم الله عز وجل بما في الصدور بقوله ويشهد الله على ما في قلبه لان ما في قلب ما يعلمه الا الله عز وجل ومن كان في قلب هذا الشيء ومن فوائد الايات التي بعدها ان هذا الرجل الذي يعجب قوله ويشهد رهان ما في قلبه انه اذا تولى سعى في الارض يعني طيب اذا تولى سعى في الارض بما يفسده لماذا معاش؟ بالمعاصي فان المعاصي سبب لهلاك الحرث والنسل والعياذ بالله الدليل ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا فكبرنا عنهم سيئاتهم ولا ادخلناهم جنات النعيم ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ومن فوائد الاية ايضا ان هذا الذي يعجب قوله يتولى ما يبقى ولا يمكث لقوله واذا تولى وقد مر علينا في اول سورة البقرة ان اللغة العربية تفرق بين ان واذا ها لان ان الشرية لامر قد يكون مستحيلا ولا يمكن والغالب انه يكون غير واقع اما اذا فهي فيما يكون ممكنا ومتوقع ولهذا قالوا في قوله تعالى كلما اظع لهم وجهه فيه واذا اظلم عليهم قاموا ما قال وان اظلم فلما قال واذا اظلم علم بانه لابد ان يظلم هذا اذا تولى ليست كقوله ان تولى ان تولى سعى ولكنه اذا تولى يعني ساكون منه التولي لانه غير ثابت نعم ورد كثير في ومن فوائد الاية من فوائد الاية الكريمة اثبات المحبة لله عز وجل لقوله لا يحب الفساد فان قلت هذا نهي وليس باثبات قلنا ان نفيه محبة الفساد دليل على ثبوت اصل المحبة ولو كان لا يحب ابدا لم يكن هناك فرق بين الفساد والصلاة اولى فلما نفي المحبة عن الفساد علم انه يحب الصلاح وهو كذلك ومن فوائد الاية الكريمة التحذير من الفساد في الارض لقوله والله لا يحب الفساد ومعلوما ان كل انسان يجب ان يكون حذرا من التعرض لامر لا يحبه الله طيب اذا كان لا يحب الفساد هل هو لا يحب المفسد ها؟ نعم معلوم لان لان الوصف اذا كان غير محبوب الى الله فمن اتصف به فغير محفوظ من الله على انه ورد في اية اخرى والله لا يحب المفسدين نعم ثم قال واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبس النهاية يستفاد من هذه الاية الكريمة ان هذا الرجل الموصوف بهذه الصفات انه يأنف ان يؤمر بتقوى الله لقوله اخذته العزة فهو يأنف يقول كانه يقول في نفسه انا ارفع من ان تأمرني بتقوى الله عز وجل نعم وهذا لا شك انه ذل والنبي عليه الصلاة والسلام امره الله تعالى بان يتقي الله امر نبيه واتقى الناس لله ان يتقي الله يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين وقال فيه قصة زينب واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مفتيه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه هذا قاله للنبي عليه الصلاة والسلام كيف انت ايها الانسان ما يقال لك اتق الله لكن والعياذ بالله في هذا دليل على انه ان عنده انفة عن الحق واستكبارا وعلوا ومن فوائد الاية الكريمة البلاغة التامة في حذف الفاعل في قوله واذا قيل له اتق الله لم يقل اذا قال له فلان او فلان ليشمل كل من قال له ذلك لانه لا يرد لا يرد هذا الامر لشخص القائل ولكن لكراهة ما امر به لانه اذا قال له الرسول كأنه يقول هذا الف من ان يكون الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وهو لم يرسل او اذا كان اللي قال له فقير يقول هذا وش هو الفقير يقول لي لكن اذا حذف الفاعل صار رده للحق ها من اجل لكراهة الحق نفسه واذا قيل نتقي الله اخذت العزة بالاثم ومن فوائد الاية الكريمة التحذير من رد الناصحين لان الله تعالى جعل هذا من اوصاف هؤلاء المنافقين فمن رد امرا بتقوى الله ففيه شبه من المنافقين والواجب على المرء اذا قيل له اتق الله ان يقول سمعنا واطعنا من مهما كان الذي امرك بتقوى الله يجب ان تكون سمعنا واطعنا ما هو لهذا الرجل ولكن الوجوب اي نعم يقول التقوى لله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة ان الانفة قد تحمل صاحبها على الاثم بقوله اخذت العزة بالاثم وسبق لنا ان العلماء ذكروا الهمانيين وهما صالحان اما ان المعنى انه لاثمه تأخذه العزة ولا ينصاع للامر بالتقوى او ان المعنى ان عزته اوقعته في الاثم يعني هل الاثم سابقا العزة اخدت العزة بسببه او ان العزة سابقة حملته على الاثم ذكرنا في هذا قولين وقلنا ان كلاهما او ان كليهما ومن فوائد الاية الكريمة ما في سؤال حتى ننتهي. ومن فوائد الاية الكريمة انه اي هذا الرجل من اهل النار كقوله فحسبه جهنم ومنها الثناء على النار بالقدح لقوله فلا بئس المهن ولا بأس النهائي ولا شك ان ان الارض ان جهنم انها بئس المهاد