وما تفعلوا من خير بيان لما لان سبق لنا عدة عدة مرات ان الموصول مبهم وكذلك اسماء الشرط مبهمة فما تفعلوا من خير من بيان من خير بيان لما ولهذا لو انك حذفت ما وقلت اي خير تفعلوه فان الله به عليم استقام الكلام ولا لا اذا متى قول من خير بيان لما بيان لمن وقوله وما تفعلوا من خير ما قال وما تنفقوا من خير يعم الانفاق والعمل البدني والقول وكل شيء كل شيء تفعله من الخير فان الله به عليم وقوله فان الله به عليم اي بهذا الخير الذي تفعله قليلا او كثيرا فان الله يعلمه سرا كان ام علنا وما فائدة الجواب هنا مع الشرط اذا قال قائل ما تفعل من خير فان الله به عليم ما الفائدة منه كون الله يخبرنا لانه عالم به الفائدة هو ان نعلم انه لابد ان يجازينا عليه لان الله عدل لا يظلم فاذا فعلنا خيرا فان الله يعلمه وسوف ايش يجازينا عليه جادين عليه لا تقل ان هذه الجواب لم يطابق الشرط اذ لا فائدة لنا من كونه يعلمونه نقول بل لنا فائدة وهو انه اذا علمنا ان الله يعلمه فان الله تعالى عدل لا يضيعه بل لابد ان يجازينا عليه وفيه ايضا فائدة كما ان شاء الله في الفوائد وهي الاغراء والحتم ثم قال تعالى كتب عليكم القتال نعم نعم. نعم قال نعم فان الله به عليم الجار به ويتعلق بماذا يعني نعم كتب عليكم القتال وهو كره لكم قتل اي والكتب في الاصل بمعنى الفرق ومنه قوله تعالى كتب عليكم الصيام وقوله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا والكتم الله عز وجل ينقسم الى قسمين كتاب فرعية كتاب كوني الكتاب الكوني لابد ان يقع ولا يمكن ان يتخلف والكتاب الشرعي قد يفعله المكتوب عليه وقد لا يفعله فكتب عليكم الصيام قد يصوم قد يكون الناس وقد لا يصومون كتب عليكم القتال قد يقاتلون نعم وقد لا يقاتلون لكن ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر هذا الكتابة الكونية القدرية هذه لابد ان تكون لابد ان تكون كتب الله لاغلبن انا ورسلي كيف ايش كونية لابد ان تكون فالكتابة اذا نوعان كتابة كونية وكتابة شرعية والفرق بينهم ان الكتابة الكونية لابد من وقوع المكتوب فيها بخلاف الكتابة الشرعية الفرق الثاني ان الكتابة الكونية تتعلق بما يحبه الله وما لا يحبه نعم واما الكتابة الشرعية فلا تكون الا فيما يحبه الله لا يمكن ان يفرض الله على عباده ما لا يحبه بل كل ما فرضه فهو محبوب اليه وقوله كتب عليكم القتال اي قتال هو امثال اعداء الله الكفار اعداء الله الكفار و القتال مصدر قاتلة وهذا هذه الصيغة الغالب انها لا تأتي الا بين اثنين قاتل وشارك وما اشبهه وقوله وهو كره لكم الضمير في قوله وهو يعود على القتال وليس يعود على الكتابة فان المسلمين لا يكرهون ما فرض الله عليهم لكنهم يكرهون القتال بحسب الطبيعة البشرية وفرض بين ان نقول اننا نكره ما فرض الله من القتال وبين ان نقول اننا نكره القتال فكراهة القتال امر طبيعي فان الانسان يكره ان يقاتل احدا من الناس سيقتله فيصبح مكتولا لكن اذا كان هذا القتال مفروضا علينا صار محبوبا الينا من وجه ومكروها لنا موت اخر فباعتبار ان الله فرضه علينا يكون محبوبا اليها وباعتبار ان النفس تنفر منه وتكرهه تكون مكروها اليه ومن اجل ان النفس تنفر منه وتكرهه وهو ثقيل عليها صار فيه هذا الاجر العظيم صار الشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين انتبه اذا هل ينافي كراهة القتال هل كراهة القتال تنافي صدق العبادة لا لان الانسان يحب هذا القتال من حيث ان الله فرضه عليه ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يأتون الى الرسول عليه الصلاة والسلام يصرون ان يقاتلوا فيردهم احيانا بصغرهم فيأسفوه حتى انه رد في احد بعض الصحابة الصغار قال يا رسول الله كيف ترده وانت اذنت لفلان وانا الان استطيع اني اصارعه طالبوا النصارى خلوا يصارعوا فصارعه فصرعه فاذن له كل هذا من محبتهم للقتال كذلك ايضا عمر من الجموح رضي الله عنه كان اعرج فجاء يعني لذا بالقتال وكان اولاده يقولون له لا تأخذ ان الله قد عذرك فجاء هو واياهم الى الرسول عليه الصلاة والسلام واخبروه فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ان الله قد عذرك فقال يا رسول الله اني اريد او اني احب ان اطأ بعرجتي هذه في الجنة الله اكبر لما رآه النبي عليه الصلاة والسلام متعلقا بالقتال اذن له و قال لاولاده قولا يعني انه اذا كان يحب ان يخرج فلا تمنعوه الحاصل ان الصحابة رضي الله عنهم ما كرهوا القتال بعد ان فرضه الله بل احبوه لان الله فرضه وكم من اشياء يكرهها الانسان لولا ان الله تعالى امر به فيحبها لان الله امر بها الان الحج فيه مشقة ولا لا من حيث كونه مشقة قد يكون الانسان لكن اذا علم ان فيه رضا الله نعم احبه بذل المال بالزكاة مثلا الانسان مجبور على حد حب المال تحبون المال حبا جما لكن اذا علم ان في ذلك رضا الله هان عليه وهذا هو وجه الامتحان العبادات التي يكلف بها العبد وقوله وهو كره لكم كره مصدر بمعنى اسم المفعول اي مكروه لكم والمصدر بمعنى اسم المفعول يأتي كثيرا مثل قوله تعالى وان كنا ولاة حمل فانفقوا عليهم يعني حمل بمعنى المحمول الذي في البطن وقول الرسول عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود هنا كره بمعنى مكروه والجملة هذه ووقوف لكم الجملة محلها من الاعراب ها مع الناس على الحال والحال ان القتال كره لكم ولكن اذا استثني من الله عز وجل وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لهم هذه هنا بمعنى الرجع او بمعنى الاشفاق او بمعنى التوقع او بمعنى التعليل لانها اربعة معاني نعم تعليم؟ نعم تعذيب لما يصلح التعليم لو قلت مثلا كل هذا الدواء عسى ان تبرأوا هذه هذه التعليم واضح او للترجي لكن هنا وعسى ان تكرهوا الظاهر والله اعلم اقرب شيئا لها بالتوكل او انها للترجية مهو للترجي الله عز وجل ما يترجى كل شيء عنده هين لكن للترجية بمعنى انه يريد من المخاطب نعم ليش ان يرجو ذلك ان يرجو هذا يعني معناه افعلوا ما ما هو كفر لكم عسى ان يكون خيرا وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وهذا هذا الذي ذكر الله عز وجل هنا واقع ولا لا واقع حتى في الامور غير التعبدية احيانا يفعل الانسان شيئا من الامور العادية ويقول ليتني لم افعل اوليت هذا لم يحصل فاذا العاقبة تكون حميدة وحينئذ يكون كره شيئا وهو خير له القتال كره لنا لكن عاقبته خير لان المقاتل كما قال الله عز وجل امرا نبيه ان يقول قل هل تربصون بنا الا ليش؟ احدى الحسنى انا لا بد من حسنى احدى الحسنيين ما هما اما النصر والظفر واما الشهادة اليس كذلك اذا فالمقاتل في سبيل الله على خير وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وهذا ايضا كثير ما يقع يحب الانسان شيئا ويلح فيه ثم تكون العاقبة السيئة نعم والانسان بمثل هذه الاية الكريمة يسلي نفسه في كل ما يفوته مما يحبه نعم ويصبر نفسه بكل ما يناله مما يكرهه كل شيء ينالك وانت تكرهه فانك تصبر نفسك عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وكل شيء يفوتك ونفسك يطلبه تسليها فتقول عسى ان تحبوا شيئا نعم وهو شر له وهذا هو الواقع ولو ان الانسان تأمل نازليات حياته اليومية لوجد في ذلك شيئا كثيرا