بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم شهادة عبده وابن عبده وابن امته ومن لا غنى له طرفة عين عن رحمته. اللهم انا نسألك علما نافعا صالحا متقبلا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين واجعله مجلسا عامرا بطاعتك وذكرك يا حي يا قيوم. وبكثرة الصلاة والسلام على نبيك الاكرم صلى الله عليه وسلم وبعد ايها الكرام فهذه الليلة العظيمة ليلة الجمعة. فيها من الخيرات والبركات ما خصنا الله تعالى به امة الاسلام الا وان مما خصنا الله تعالى به الاستكثار من الصلاة والسلام على نبيه صلوات الله وسلامه عليه لتكون هذه الليلة زهراء غراء. كثيرة الخير مضيئة مشرقة تتنزل فيها رحمات ربنا وبركاته وصلواته بكثرة صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم. في صحيح مسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا فيا محبا لنبيك صلى الله عليه وسلم ويا راغبا في صلاة ربك عليك ويا مستزيدا من الخيرات والحسنات والبركات دونك الصلاة على حبيب القلب وانس الروح صلى الله عليه وسلم فان الله جعل في الصلاة عليه مغنما وخيرا ورحمة وبركة. وجعل في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم امرا نتشرف به امة الاسلام وقد شوقنا القرآن فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي فاخبرك ربك انه صلى عليه واخبرك ان ملائكة السماء تصلي عليه. فما بيننا وبين اللحاق بهذا الركب الكريم الا الاستكثار من الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم. الا وان مجلسنا هذا مما يحثنا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم حيث نتدارس صفحات من سيرته وشمائله وحقوقه عليه الصلاة والسلام. كتاب الشفا بتعريف في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى. ومجلسنا ما زال في الفصل الذي جعل فيه المصنف رحمه الله الايات والمعجزات الدالة على عظيم قدره عند ربه صلى الله عليه وسلم. ومضى في الباب جملة المواسيرة من تلك الايات. وقف بنا الحديث عند عدد من الوقائع والاحداث والاخبار التي نطقت بها شفتاه بابي وامي امي هو عليه الصلاة والسلام. فكان الامر كما اخبر لم يعدو حرفا مما نطق به عليه الصلاة والسلام. يخبر بالشيء وهو غائب عنه فيجدونه كما اخبر وليتنبأ بالشيء قبل وقوعه فيقع كما اخبر. ويحدث عن مرحلة وزمن وفترة من امته. وتكون فيها يصف احداثها عليه الصلاة والسلام فتقع كما اخبر صلى الله عليه وسلم. لتبقى الامة الى يوم القيامة على يقين اين تام ان الوحي الذي اتاه من ربه عز وجل كان مصداقا لنبوته صلى الله عليه وسلم واثباتا لصدق رسالته صلى الله عليه وسلم هذا الفصل كما قلنا مرارا يا كرام شأنه ان يزيدنا ايمانا ويقينا وان يغرس في قلوبنا حبا وتوقيرا وتعظيما لنبينا عليه الصلاة والسلام. لاننا بين يدي نبي كريم عظيم خصه الله الوحي وايده بالمعجزات وارسله الينا فكانت رسالته نورا ورحمة وهدى وبركة. اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور. كل جملة في هذا الفصل مما ساق المصنف رحمه الله احمل حدثا وقصة وواقعة وكائنة فيها من التفاصيل والاخبار ما مر في تاريخ الامة منذ زمنه عليه الصلاة والسلام وزمن صحابته الكرام وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم والامة من بعدهم جيلا فجيل وزمنا بعد زمن. ما زالت الاحداث ما زالت الاحاديث والروايات في سياق رحمه الله تعالى ها هنا للدلالة على عظيم ما خصه الله تعالى به صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فصل فيما اطلع عليه صلى الله عليه وسلم من الغيوب الى ان قال واخبر ان اسرع ازواجه به لحوقا اطولهن يدا فكانت زينب لطول يدها بالصدقة اخبر بقتل الحسين بالطف. قال المصنف رحمه الله تعالى واخبر صلى الله عليه وسلم ان اسرع ازواجه به لحوقا اطولهن يدا. فكانت زينب لطول يدها بالصدقة اخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرعكن لحاقا بي اطولكن يدا يقول هذا صلى الله عليه وسلم لزوجاته امهات المؤمنين فاخبرهن قبل موته ان اولى زوجاته وفاة بعده ولحاقا به الى الرفيق الاعلى صلى الله عليه وسلم انها المرأة الاطول يدا من بين زوجاته قال اسرعكن لحاقا بي اطولكن يدا قالت عائشة كما في رواية مسلم فكن يتطاولن ايتهن اطول يدا يجعلنا اذرعتهن رضي الله عنهن على الجدار تقيس كل واحدة ايها ستكون ذراعها اطول لتعلم انها الاول لحاقا برسول الله عليه الصلاة والسلام. تقول عائشة رضي الله عنها فكانت اطولنا يدا زينب ولانها كانت تعمل بيدها وتصدق معنى الحديث انهن يعني امهاتنا امهات المؤمنين رضي الله عنهن ظننا في بادئ الامر لما سمعنا قوله عليه الصلاة والسلام اسرعكن لحاقا بي. اطولكن يدا ظننا ان المراد بطول اليد طولها حقيقة فكن يزرعن ايديهن بقصبة كما قال الشراح. فكانت سودة بنت زمع رضي الله عنها اطولهن يدا في طول ذراع وكن يظن انها ستكون اول الزوجات وفاة لانها كانت اطولهن ذراعا تقول وكانت زينب اطولهن يدا في الصدقة وفعل الخير فماتت زينب اولهن. فعلموا ان المراد ليس طول اليد حقيقة بل هو مد اليد للصدقة وطولها والاحسان وكثرة الخير والجد والمعروف. هذه امي وامك زينب بنت جحش رضي الله عنها ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. عمته اميمة بنت عبد المطلب. تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام بعدما تزوجها مولاه وحبه زيد ابن حارثة رضي الله عنها. فلما طلقها زيد تزوجها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. كانت معروفة رضي الله عنها بكثرة الخير والبر والاحسان والصدقات بل كانت تعمل وتتصدق تعمل بيدها فتبيع فتتصدق من ثمن ما تبيع رضي الله عنها كانت اولى زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم وفاة. ووفاتها كانت في خلافة امير المؤمنين عمر رضي الله عنه سنة عشرين من الهجرة رضي الله عنها وعن سائر امهات المؤمنين. هذا الان موقف يقول فيه صلى الله عليه وسلم لزوجاته اول واحدة منكن تموت هي من تكون والاطول يدا منكن. كان يعلم صلى الله عليه وسلم من المقصودة وانها زينب لكنه استعمل وصفا ما اخبر باسمها ولا بعينها فاخبر ان ذات اليد الطولى صدقة برا واحسانا هي اولهن وفاة. فكانت هي زينب رضي الله عنها. وكان هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم وفي في الحديث منقبة كريمة لامنا زينب رضي الله عنهن اجمعين واخبر صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين بالطف. واخرج بيده تربة. وقال فيها مضجعه الحسين ابن علي ابن ابي طالب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وعن ابيه وعن امه الحسين بن علي سيد من سادات المسلمين في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فلانه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما في الاخرة فلقوله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين اذا شباب اهل الجنة ينعقد قلب المسلم على حب الحسن والحسين وحب ابيهما وامهما رضي الله عنهم اجمعين. وحبهم دين وايمان واحسان ولا يقف في قلب مسلم ذرة من ايمان ان تبرأ منهم او جافاهم رضي الله عنهم. حبهم واجب شرعي نحبهم مكانتهم وقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاختصاصهم العظيم بال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكلكم يعلم في تاريخ الاسلام ما كان لمقتل الحسين رضي الله عنه من حادثة شنيعة ما زالت من من الحوادث في التاريخ التي ليس فيها مما يحمد في تاريخ الاسلام الا انها امر تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المصنف هنا اخبر عليه الصلاة والسلام بقتل الحسين بالطف واخرج بيده تربة وقال فيها مضجعه اشار المصنف الى حديث بروايات ضعيفة جاء من طرق متعددة فيها اخباره عليه الصلاة والسلام بما يكون في مقتل الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما. ومن ذلك ما رواه احمد في مسنده من حديث عائشة او ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحداهما لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئت اريتك من تربة الارض التي يقتل بها. قال فاخرج تربة حمراء صحح الهيثمي سند رواية احمد واما الطبراني فقد اخرج من عدة طرق جملة من الاحاديث لا يخلو احدها من ضعف كلها ضعيفة السند. منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت دخل الحسين بن علي رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه سلم وهو يوحى اليه قال فنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قفز على ظهره وعلى حجره كما يفعل الصغير بابيه وامه وجده قال وهو متكئ قال وهو منكب وهو على ظهره فقال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتحبه يا محمد؟ قال يا جبريل وما لي لا احبه قال فان امتك ستقتله من بعدك قال فمد جبريل عليه السلام يده فاتاه بتربة بيضاء فقال في هذه الارض يقتل ابنك هذا واسمها الطف فلما ذهب جبريل عليه السلام من عنده صلى الله عليه وسلم خرج الرسول عليه الصلاة والسلام والتزمه في يده يبكي فقال يا عائشة ان جبريل اخبرني ان ابني حسينا مقتول في ارض في ارض وان امتي ستفتن بعدي الى اخر الحديث وفيه قصة طويلة لكنها لا تصح سندا فعامة ما روي في هذا الباب في تحديد الارض التي يقتل بها الحسين رضي الله عنه وانه في مكان يقال له اصطف وهو موضع قرب الكوفة بالعراق حيث كان مقتله حقيقة رضي الله عنه وما تزال في روايات تاريخ الاسلام في مقتل الحسين رضي الله عنه قصص كثيرة تروى. لكن جملة ما يعتقده اهل السنة والجماعة ان مقتل الحسين رضي الله عنه شنيعة عظيمة في تاريخ الاسلام يبوء باسمها من مد يده على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتحمل وزرها بل اسمع رحمك الله. تقول ام سلمة رضي الله عنها سمعت الجنة نوح على الحسين لما قتل كما اخرج احمد في فضائل الصحابة وسنده حسن واما ما روي من ان السماء امطرت دما وان الجدر لطخت بالدماء ولا يرفع من حجر الا وجد تحته دم او لا يذبحون جزورا الا صار كله دما فكل تلك ترهات واساطير وخرافات لا تستقيم بها رواية ولا يصح بها سند اخرج ايضا الامام احمد في فضائل الصحابة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار اشعث اغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه فقلت يا رسول الله ما هذا؟ قال دم الحسين واصحابه لم ازل اتتبعه منذ اليوم. قال عمار راوي ذلك الحديث فحفظنا ذلك فوجدناه قتل ذلك اليوم رضي الله عنه. والنبي عليه الصلاة والسلام هو القائل من رآني في المنام فقد رآني كما اخرج الشيخان بل ان ائمة الاسلام وعامة فضلاء الاسلام من العلماء والفقهاء يرون ذلك شنيعة نكراء الى ان قال احد ائمة الاسلام يقول لو كان على يدي قتل الحسين لا قدر الله ثم تاب الله عليه فدخلت الجنة لاستحييت ان امر بها وفيها رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وقد قتلت ابنه هذه الجريمة النكراء لا يجوز ان تكون متكئا لباب من البدع والمحدثات ما انزل الله بها من سلطان والحق احق ان يتبع. اما انها حادثة ثابتة في التاريخ لا يمحوها الزمان. وجملة ذلك ان معاوية بن ابي سفيان رضي عنه لما اخذ البيعة لابنه وامر الناس في الانصار باخذها له كان ذلك في حياته قبل مماته رضي الله عنه. وتمت البيعة. فلما مات معاوية جاءت كتب اهلينا لعراق الى الحسين ابن علي وكان بالمدينة يطلبون اليه الخروج اليهم في الكوفة وانهم لا يرون غيره احق بالولاية بعد معاوية لا يريدون اماما للمسلمين الا هو رضي الله عنه. والحوا عليه بالخروج وطلبوا منه ذاك في الوقت الذي كان بعد موت معاوية يراد البيعة ليزيد فلما بوعي له بعد موت ابيه بايع له الناس. فارسل يزيد الى عامله بالمدينة واميره هناك كان الوليد ابن عتبة. فاخذ له البيعة من عامة من بقي من الصحابة واولادهم وكبار التابعين انذاك. فارسل الى الحسين وعبدالله ابن الزبير وغيره من الصحابة. فامتنع اربعة منهم عن البيعة لموقف منهم من رؤيتهم احقية يزيد بالولاية والامامة بعد ابيه معاوية. فاما عبد الله بن الزبير والحسين بن علي فاستدعي فاتيا الى بيت الوالي فطلب منهم البيعة فاشار الى انهما من الوجاهة والمكانة ما يليق بهما ان يبايعا خفية وسرا وطلبا ارجاء ذلك الى مطلع النهار. ثم خرجا من الليل رضي الله عنهما من المدينة واتيا مكة. مكث الحسين من شهر رجب الى يوم التروية من ذي الحجة ثم لما تكاثرت عليه كتب اهل العراق يطلبونه بالخروج اليهم للمبايعة خرج رضي الله عنه في الوقت الذي نصح له كبار الصحابة كابن عباس وابن عمر وعبدالله ابن عمر ابن العاص يطلبون منه البقاء ولا يرون في خروجه مصلحة وان هذا لن يكون من ورائه الا فتنة واراقة دماء. فخرج رضي الله عنه لامر قد قضاه الله وقدره. وقبل ان يصل الكوفة حصل من ترتيبات الولاية هناك ما استشعروا به امرا يراد به نكث البيعة للحاكم وعقدها للحسين ابن علي فكانت الترتيبات وانفض الناس عما ارادوا له بعد ان اجتمعوا بالالوف. وخلاصة الامر انهما قدم الكوفة. الا وقد تخلى عنه الالوف الذين اغروه بالخروج اليهم ولما تركوه وحيدا ما بقي الا هو و عدة قليلة معه فكان ما كان من قتال وقتل رضي الله عنه في ذلك الموقف هذا الذي حصل في جملته وفي تفاصيل ذلك روايات لا تستقيم في كثير منها شيء مما تثبت لكنه ما زال رضي الله عنه مجللا معظما وما حصل من مقتل تبقى فتنة ومحنة وبلاء. واخبر صلى الله عليه وسلم بطرف من ذلك في اشارات الى ما كان منه رضي الله عنه وما من امته بعده وكل ذلك يا كرام واقع في سياق الفتن التي عمت من بعد مماته صلى الله عليه وسلم. وتحديدا اذا من بعد مقتل امير المؤمنين عمر رضي الله عنه ثم مقتل امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ثم مقتل امير المؤمنين علي رضي الله عنه فهؤلاء ثلاثة خلفاء من كبار بل من اكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي فتنة اعظم ان يقتل خليفة المسلمين غدرا وعدوانا وظلما عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين. فيقتلون وهم على رأس الخلافة. وعلى حكم ولاية امر المسلمين. يقومون في الامة قام نبيهم صلى الله عليه وسلم وهم احق من ولي الامر باجماع المسلمين سلفا وخلفا لكنها الفتن التي اشار اليها وتنبأ بها نبينا صلى الله عليه وسلم. فلما عمت وطمت وتوالت الاحداث ودخلت الغوغاء والمغرضون والذين يحملون في صدورهم غيظا وحقدا وكراهية للاسلام. فاوعزوا واشعلوا واذكوا نار الفتنة حتى على لهيبها واشتعلت نيرانها فتلوث بها بعض اولئك. قتل الحسين رضي الله عنه في عدة نفر بل بضعة عشر من اولاده واولاد عمومته وقرابته كلهم من ال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولما رجع رضي الله عنه آآ ولما وصل الى الكوفة قبل ان يصل اليها وكانت المقتلة قتل رضي الله عنه فنال الشهادة وكل من يتكلم في ذلك انما هو بسوء ارادة يراد بها نسبة شيء من العداوة والبغضاء للصحابة. اما انهم بشر ووقع منهم ما وقع وقد تنبأ به عليه الصلاة والسلام. ويقال ان قاتله اخزاه الله وقبحه لما قتله انشد يقول اني قتلت الملك المحجب قتلت خير الناس اما وابا فغضب لذلك يزيد وقال اذا علمت انه كذلك فلم قتلته؟ والله لالحقنك به وضرب عنقه. ويقال ان يزيد هو الذي قتل القاتل انتقاما لما حصل فانه ما اراد احد عمدا من الولاة وحكام امر المسلمين ان يهدروا دم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتفاصيل كما يقول شيخ اسلام قتلة الحسين ليسوا بكفار لكنهم فجرة ظلمة اكرم الله الحسين واهل بيته بالشهادة على ايديهم رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين فهذه واقعة جاءت في نبوءاته صلى الله عليه وسلم انها حادثة بعده وكائنة كما اخبر وقد مر بكم في ليلة الجمعة الماضية ان سبطه الاخر الحسن ابن علي رضي الله عنهما سيد وان الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكان من تنازله لمعاوية بالحكم والامارة ومما قيض الله على يديه من اجتماع الكلمة واتحادها للصف وسئم الناس من اراقة الدماء بعدما دخل الشيطان بخيره ورجله يوغر النفوس ويشحن الصدور هي مواقف لا يخلو منها زمان او مكان وقد وقعت في زمان الصحابة رضي الله عنهم وفي الجملة هي طرف من تلك النبوءات التي ما زال المصنف طوقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم في زيد بن صوحانة يسبقه عضو منه الى الجنة. فقطعت يده في الجهاد زيد ابن صوحان ابن حجر ابن الحارث اخو صعصعة الصحابي الذي قدم على النبي عليه الصلاة والسلام فجعل يسأله عن امور في الدين يزيد ابن صوحان او زيد ابن صوحان مختلف في صحبته هل تثبت له صحبة او لا له وفادة وقيل له صحبة وعامة من ترجم له لا يجزم بصحة اثبات صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال المصنف هنا قال في زيد بن صوحان عليه الصلاة والسلام قال عنه يسبقه عضو منه الى الجنة يشير المصنف رحمه الله الى ما اخرج ابو يعلى في مسنده وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر الى رجل تسبقه بعض اعضائه الى الجنة فلينظر الى زيد بن صوحان الحديث الذي اخرجه ابو يعلى في مسنده فيه انقطاع سند وذكره الهيثمي وقال ان بعض رواته لا يعرف وهو ايضا ان صح الحديث فهو من نبوءاته عليه الصلاة والسلام. على ان زيد ابن صوحان ليس من الصحابة ولم يكن ممن صحبه ولحقه عليه الصلاة والسلام. فاخباره هو من باب الاخبار عن رجل من امته كما اخبر عليه الصلاة الصلاة والسلام ايضا عن افراد من التابعين يكونون من بعده صلى الله عليه وسلم. ويخبر شأن من شؤونهم او بمنقمة. سواء كانت محمدة او مذمة فقد اخبر بكذب مسيلمة والاسود العنسي وانهما سيكونان بعده صلى الله عليه وسلم. كما اخبر عن اويس القرني على ما هو فيه من الخير والصلاح والتقى. فاذا كان هذا فسيكون من ذلك الباب. زيد ابن صوحان احد من ابلى بلاء حسنا هو ممن يروي عن بعض الصحابة قال ابن عبد لم لا اعلم له صحبة لكنه ممن ادرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فاضل دين سيد في قومه هو واخوته ويقال انه قتل شهيدا يوم نهاوند وقيل بل قتل في قتال مع المشركين. وعلى كل حال فالحديث ان صح فهو منقبة له. رضي الله عنه ورحمه وقال صلى الله عليه وسلم في الذين كانوا معه على حراك اثبت فانما عليك نبي وصديق وشهيد والمقصد في قوله عليه الصلاة والسلام يسبقه عضو منه الى الجنة اشارة الى قطع احدى يديه. فانها كذلك فكانت شهادة سابقة ان ان قطعة منه او عضو منه سيقطع ولانه في مقام جهاد وغزو فسيكون هذا سابقا له الى الجنة وقع كما الصلاة والسلام فانه كان اقطع اليد رضي الله عنه نعم. وقال صلى الله عليه وسلم في الذين كانوا معه على غراء اهدوا فانها عليك نبي وصديق وقتل علي وعمر ابن عثمان وطلحة والزبير وطعن سعد. تقدم بنا هذا الحديث ايضا في باب معجزات في الفصل الذي خص فيه المصنف رحمه الله شيئا ما يتعلق بكلام نبينا صلى الله عليه وسلم وافهامه الجمادات وهناك ذكر مثل هذه الاحاديث وذكر هناك موضعين في حديثين صحيحين اولهما حديثه ومخاطبته صلى الله عليه وسلم لاحد واحد جبل معروف بالمدينة فانه صعده هو وابو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم احد فضربه صلى الله عليه وسلم برجله وقال اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيد وقصد عليه الصلاة والسلام نفسه الشريفة بالنبوة وصاحبه ابا بكر بوصفه صديقا واراد بالشهيدين عمر وعثمان رضي الله عنهما والحديث الاخر عند مسلم في شأن جبل حراء الذي ساقه المصنف هنا فانه صح عند الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وفي رواية اخرى عند مسلم زاد وسعد بن ابي وقاص وفي رواية ثالثة عند ابي داوود والترمذي زاد العشرة المبشرين بالجنة مجتمعين. انهم كانوا على ظهر جبل حراء بمكة قال فرجف بهم الجبل واهتز تحت اقدامهم. وقيل تحركت الصخرة التي كانوا يقفون عليها في جبل حراء والحديث عند مسلم فقال صلى الله عليه وسلم يخاطب الجبل اهدأ وفي رواية قال له اثبت فانما عليك نبي وصديق وشهيد ما كانوا ثلاثا في رواية انهم كانوا سبعة واخرى انهم كانوا ثمانية وثالثة انهم كانوا عشرة فكيف يقول عليك نبي وصديق وشهيد اراد انه ما من احد من السبعة او العشرة الا وهو نبي او صديق او شهيد اما النبوة فهي مختصة به صلى الله عليه وسلم واما الصديقية فمختصة بابي بكر رضي الله عنه وعامة من كان على ظهر حراء انذاك فقد شهد له صلى الله عليه وسلم بالشهادة لما قال وشهيد يقول المصنف رحمه الله هنا فقتل علي وعمر وعثمان وطلحة والزبير وطعن سعد تنالوا جميعا الشهادة وقد اخبر بهذا صلى الله عليه وسلم قبل عشرات السنين من موتهم رضي الله عنهم اجمعين اما عمر فمعلوم انه نال الشهادة بطعن المجوسي الخبيث ابي لؤلؤة له وهو امام يصلي للناس الفجر في محراب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت بذلك شهادة وهو الذي كان يدعو رضي الله عنه لما حج في اخر سنة قبل رجوعه الى المدينة كان في عرفة وهو يدعو الله يسأله الله ثم اني اسألك شهادة في سبيلك وموتا في بلد نبيك صلى الله عليه وسلم فجمع الله له بين الممات في المدينة النبوية وبين نيل اجر الشهادة بكونه قتل مطعونا رضي الله عنه. واما عثمان قصته بكم انفا رضي الله عنه لما اعتدوا عليه وثاروا وتسلقوا جدار بيته فقتلوه غدرا وعدوانا هو يقرأ القرآن والمصحف منشور بين يديه رضي الله عنه صائم رضي الله عنه وقد رأى النبي عليه الصلاة والسلام يومه ذاك فقال له الا تفطر عندنا؟ فما امضى يومه ذاك حتى التحق بالرفيق الاعلى؟ وادرك صاحبه النبي صلى الله عليه وسلم واما علي رضي الله عنه فمعلوم شأن ما حصل من الفتنة واعتداء الخبيث ابن ملجم عليه واراقته دما برسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه فنال الشهادة ايضا رضي الله عنه. واما طلحة فانه قتل يوم الجمل ولما حضر مع من حضر من الصحابة وكانت الطائفتان يخافون ان يقع بينهم قتل ينسب فيه احد من الصحب الكرام الى اراقة دماء المسلمين خرج طلحة فاعتزل وهو يهم بالانصراف اصابه سهم طائش فقتل شهيدا رضي الله عنه. ولذلك لما بلغت فخبر مقتلته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها استرجعت وحوقلت فقالت انا لله وانا اليه راجعون. واما الزبير فهو والاخر كذلك رجع عن قتال علي في الفتنة التي كانت زمنه رضي الله عنه. ولما هم بالرجوع منصرفا عن صفوف القتال يريد ان تعصم منه الجوارح واليدان من اراقة دم مسلم تعدى عليه الهالك بن جرموز فقتله فنال الشهادة ايضا رضي الله عنه قال المصنف وطعن سعد المقصود بالسعد سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ومر بكم ايضا في المجلس السابق شأنه رضي الله عنه لما طالت به الحياة وامتد به المعاش رضي الله عنه واصاب امرا في ولاية امر المسلمين وفتوحات الاسلام وما كان له ايضا في القادسية من نصر عظيم ودك بجيش الاسلام مملكة فارس وكتب الله على يديه انتشار الاسلام. قوله وطعن سعد يقصد انه مات بالطاعون رضي الله عنه وارضاه كان كذلك فهو ايضا في عداد الشهداء. لقوله صلى الله عليه وسلم والمريض او الميت بالطاعون شهيد فهذه جملة من كان على جبل حراء انذاك. يوم قال عليه الصلاة والسلام اهدأ فانما عليك نبي وصديق وشهيد تقت نبوءته تتوالى السنوات وتمضي الاعوام تلو الاعوام ويتخطف الموت هؤلاء الصحبة الكرام واحدا بعد واحد يفوز كل واحد منهم بالشهادة في موقف ومقام. فسبحان الذي اوحى لنبيه يوم حراء ان اثبت انما عليك نبي وصديق وشهيد فلا تدري اجمعت له الاحداث فكانت امامه رأي عين ليرى صحابته تتخطفهم المنايا ويظفرون بالشهادة اذ ينطق في حينه عليه الصلاة والسلام ان يحر انما على ظهرك مفخرة الامة ونجومها نبي وصديق ضيق وشهداء. فكانوا كذلك رضي الله عنهم عاشوا حياتهم بشرف الصحبة. وختمت لهم بشرف الشهادة رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين وقال صلى الله عليه وسلم لسراقة كيف بك اذا البست سواري كسرى فلما اوتي بهما عمر البسهما اياه وقال الحمد لله الذي سلبهما كسرى والبسهما سراقة سراقة بن مالك رضي الله عنه والحديث في قصة الهجرة من مكة الى المدينة هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بصحبة الصديق ابي بكر رضي الله عنه التي اشارت اليها اية سورة التوبة الا تنصروه فقد نصره الله. اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. بينما هما في الطريق رضي الله عنهما. وقريش تشتد في الطلب وترصد لمن يأتي بهما حيين او ميتين فيشتد الطلب ويكتب الله لسراقة ان يستدل حيث هما في الطريق فيشتد في برصه يعدو على اثرهما والحديث فيه طول في رواية الصحيحين فلما ساخت فرس قدمه مرة وتعثر وقام الثانية والثالثة فلما تكرر ادرك ان الله عاصم نبيه عليه الصلاة والسلام وانه لا سبيل له بحال الى ايذائه عليه الصلاة والسلام. فاعلن رضي الله عنه توبته ونطق بالاسلام وشهد وامره عليه الصلاة والسلام ان يكتم عنه. هذا القدر من ادراك سراقة للنبي عليه الصلاة والسلام وصاحبه صديق رضي الله عنه في طريق الهجرة ثابت في الصحيحين اما الجملة الواردة هنا فيما ذكر المصنف وان النبي عليه الصلاة والسلام وعد سراقة بن مالك بشيء من كنوز كسرى وانه سيلبس سواريه فهذا مما رواه بعض اصحاب السير والمغازي. ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ابن حجر في رحمة الله عليهما. بسند معلق عن سفيان بن عيينة عن ابي موسى عن الحسن البصري مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه افة الحديث وهو انقطاعه والارسال انه صلى الله عليه وسلم قال لسراقة ابن مالك كيف بك اذا لبست سواري كسرى يقول هذا له في موضع هو في غاية الضعف يخرج طريدا مهاجرا صلى الله عليه وسلم ومكة تستنفر رجالها تطرد وتبحث عنه صلى الله عليه وسلم ويكمن في الغار ثلاثة ايام يرصده الطلب ولا يعلم بمكمنه الا ال ابي بكر رضي الله عنه تأتي اسماء بالطعام ويأتي ابنه عبد الله بالاخبار ويأتي الراعي عامر بن فهيرة باللبن يسقيهما وبصحبة الخريج يدلهما الطريق وهما يتخفيان عن الانظار. في موطنه كهذا يدرك سراقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام لا يملك من حكم الارض انذاك شيئا قبل ان تطأ قدماه الشريفتان طيبة الطيبة. وقبل ان قوم دولة الاسلام هناك يقول لسراقة كيف بك اذا لبست سواري كسرى اي كسرى كسرى عظيم فارس اعظم احدى مملكتين على وجه الارض انذاك يقول عليه الصلاة والسلام يطوي له احداث التاريخ في عشرات السنين ليقولها له في جملة يخبره عليه الصلاة والسلام اترى يا سراقة انك تطرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الله سيحميه وينصره ويؤيده وسيبقى له من العز والبقاء والنصرة وظهور امره وخروج الدين ودخوله الى بلاد الاسلام وانتقاله عن جزيرة العرب حتى يبلغ مملكة فارس فيجعل الله عز وجل مكسبا ومغنما للاسلام. وستفتح وتجبى كنوزها كيف بك يا سراقة؟ اذا وضع بين يديك سواري كسرى لتدرك صدقا ان ما انت بينك وبينه الان مقدار شبر هو ابعد منك بعشرات السنين لان الله سيجعل من ذلك حالا غير الذي ترى بعينيك الان هل تصدق لو كنت مكان سراقة ما تشهده بعينيك وانه ليس بينك وبينه عليه الصلاة والسلام الا مسافة ذراع ان تمسك به فتقبض عليه وتسلمه لمكة اتصدق ما تشهده بحواسك وتنظره بعينيك ام ستصدق ما يخبرك عنه صلى الله عليه وسلم من علم غيب لا تدري انت ما الله صانع به فيخبرك انه والزمان وتتوالى الاعوام وسيتبدل الحال وينتصر الاسلام وسيكسر كروس كسور وسيكسر عروش وستدخل المملكة في الاسلام مملكة فارس ويأتي الله بكنوزها هذا القدر هو الذي اخرجه بعض ارباب السير وليس في في الصحيحين منه شيء من ذلك فاخرج الحافظ ابن حجر ومن قبله الحافظ بن عبدالبر انه صلى الله عليه وسلم قال لسراقة كيف بك اذا لبست سواري كسرى قال فلما اوتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه. يعني لما فتحت فارس وجيء بالكنوز والمغانم ابصر عمر رضي الله عنه تلك الكنوز فقال رضي الله عنه وقد دعا سراقة ابن مالك فالبسه اياهما. وكان سراقة رجلا كثير الساعدين وقال له ارفع يديك فقال الله اكبر الحمد لله الذي سلبهما كسرى ابن هرمز الذي كان يقول انا رب الناس والبسهما سراقة بن مالك بن جعشم اعرابي رجل من بني مدلج ورفع بها عمر صوته رضي الله عنه وارضاه واخرج الشافعي كذلك الحديث انه قال لما اصيب بالعراق قال له صاحب بيت المال لما قدم عمر رضي الله عنه بما اصيب عراق من الاموال والكنوز. قال له صاحب بيت المال الا ادخله بيت المال؟ يقصد كنوز آآ ما اوتي به من قصور فقال حافظ المال لعمر الا احفظه في بيت المال؟ فقال عمر رضي الله عنه لا ورب الكعبة لا يؤي تحت سقف بيت لا يؤوى تحت سقف بيت حتى اقسمه. فامر به فوظع في المسجد. وقال اللهم اني اعوذ بك ان اكون مستدرجا فاني اسمعك تقول سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. ثم قال اين سراقة فاوتي به اشعر الزراعين دقيقهما فاعطاه سواري كسرى فقال البسهما ففعل فقال الله اكبر ثم قال الحمد لله الذي الذي سلبهما كسرى ابن هرمز والبسهما سراقة ابن جعثم اعرابيا من بني مدلج وجعل يقلب بعض ذلك بعصا ثم قال ان الذي هذا لامين. فقال له رجل انا اخبرك انت امين الله. وهم يؤدون اليك ما اديت الى الله عز وجل. فاذا رتعت ركعوا قال صدقت ثم فرقه. قال الشافعي رحمة الله عليه وانما البسهما سراقة. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة وهو ينظر الى ذراعيه بك وقد لبست سواري كسرى فما الذي ابصره حينها صلى الله عليه وسلم لقد ابصر سواري كسرى حقيقة هذا وحي الله وهي المعجزة التي ايدها ايده بها الله عز وجل فتوالت السنون وحدثت الوقائع والفتوحات واتي المسلمون بالكنوز واوتي سراقة بالسوارين كما اخبر صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم تبنى مدينة بين دجلة ودجين وقطرب وتضرب وقطرب والسرات والصلاة تجبى اليها خزائن الارض يخسف بها يعني بغداد قوله تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطر بل والصراط. هذه اسماء مناطق بارض العراق اما دجلة فالنهر المعروف واما دجي فيقال انه نهر صغير اه يقع قريبا من نهر دجلة ويقال مخرجه من اعلى على بغداد بين تكريد وبينها مقابل القادسية دون سامراء. ويقال نهر دجيل اخر بارض العراق هو بالاهواز. على كل حال هذه اسماء مناطق وقطر بل ايضا اسم مدينة قريبة منها ليست بعيدة عن بغداد. وكذلك الصلاة كل ذلك يدل على تحديد موضع يقول فيه الحديث الذي ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى مدينة بين دجلة ودجاجة وقطر بل والصلاة تجبى اليها خزائن الارض يخسف بها يعني بغداد كما قال هنا. الحديث لا يصح سندا وعامة ما روي فيه لا يثبت به سند. والذي رواه بعض من اخرجه بسند لا يصح ولا يثبت انه عليه الصلاة والسلام بل للحديث جرير ابن عبد الله وجرير من اخر الصحابة اسلاما كما تعلمون يقول ابو عثمان النهدي كنت مع جرير بن عبدالله بقطر بوري فقال ما اسم هذه القرية قلت قطر بني ثم اومأ الى الدجيل يعني يسأل عن اسمه فقلت دجيب ثم اومأ الى دجلة قلت دجلة ثم اومع الى فقلت الصلاة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تبنى مدينة بين دجلة ودجين وقطر بلة والسراة يجيء يجيء خزائن الارض وكنوز الارض وجبابرتها. يخسف بها. فلهي اسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في الارض الرخوة لكن الحديث في عامة طرقه لا يثبت منها شيء. ولذلك جعله ابن الجوزي رحمه الله تعالى في الموضوعات واخرجه ايضا عن رسول الله عدد من الائمة فيما لا يصح من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعامة ما يروى في ذلك ليس له اصل كما قال الائمة احمد ويحيى ابن معين ليس لهذا الحديث اصل. وقال احمد ما حدث به انسان ثقة. وذكره الامام ابن الجوزي في في كتاب الموضوعات انه مما لا يصح نسبته ونسبته كذب الى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال صلى الله عليه وسلم سيكون في هذه الامة رجل يقال له الولي هو شر لهذه الامة من فرعون قومه سيكون في هذه الامة رجل يقال له الوليد هو شر لهذه الامة من فرعون لقومه. الحديث اخرجه احمد وحسنه بعض اهل العلم في صحيح البخاري ترجم الامام البخاري رحمه الله بابا فقال تسمية الوليد يشير فيه الى موقف بعض السلف من التردد في التسمي او التسمية باسم الوليد لما جاء في بعض الطرق من التحذير منه او تعليق بعض حوادث السوء التي تقع بعده صلى الله عليه وسلم الوليد ما ساق البخاري الحديث الوالد هنا لكنه جاء رحمه الله بحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال لما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة وقال اللهم انجي الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعة والمستضعفين بمكة. اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين. كسني يوسف هذا الحديث عند البخاري وليس فيه مما اراد البخاري الا ان اسم الوليد ليس مذموما. وليس فيه سوء يمنع من التسمية به. والا ما تلفظ به النبي عليه الصلاة والسلام يدعو لاحد الصحابة المستضعفين بمكة كما سمعت ولو كان في الاسم سوء لحذر منه او نهى عنه صلوات ربي وسلامه عليه. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله ورد في كراهية هذا الاسم حديث اخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسمي الرجل ان يسمي الرجل عبده او ولده حربا او مرة او وليدا. الحديث كما يقول الحافظ سنده ضعيف جدا الى ان قال الحافظ ابن حجر رحمه الله يشير الى الحديث الذي ساقه المصنف هنا يقول عن سعيد ابن المسيب قال ولد لاخي ام سلمة ولد فسماه الوليد. فقال صلى الله عليه وسلم سميتموه باسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الامة رجل يقال له الوليد هو اشر على هذه الامة من فرعون لقومه قال الاوزاعي فكانوا يرونه الوليد بن عبدالملك ثم رأينا والكلام للامام الاوزاعي امام اهل الشام. يقول فكانوا يرونه الوليد بن عبدالملك. ثم رأينا انه الوليد ابن يزيد لفتنة الناس الوليد ابن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه وانفتحت الفتن عن الامة بسبب ذلك وكثر فيهم القتل قال الحافظ ابن حجر فقال عليه الصلاة والسلام في رواية فيها زيادة غيروا اسمه فسموه عبد الله هذا الحديث المراد به نبوءة ان صح بها السند والحديث كما سمعت ضعفه بعضهم وجعله ايضا الامام ابن الجوزي ضمن الاحاديث الموضوعات لانه لا يراه صحيح السند قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى واعتمد ذو الجوزي على كلام ابن حبان فاورده في الموضوعات فلم يصب. ويرى ان الحديث اقرب الى قبوله او على الاقل اعتراضه ببعض الشواهد بخلاف الاحاديث التي يحكم عليها بالوضع بالوضع فانها كذب محض وفرق عند اهل العلم والمحدثين بين الحكم على الحديث بضعف السند وانه لا يثبت له سند متصل مثلا او في رواته من يتهم في حفظه بالضعف وقلة الظبط فرق بين هذا الصنف فانه يمكن ان تجتمع له الطرق والاسانيد الاخر التي يتقوى بها. بشواهد واعتبارات على مقتضى الصنعة عند اهل فرق بين هذا وبين حديث ينص ائمة الاسلام واهل الشأن من محدث الامة على انه موضوع فالموضوع حديث كذب مختلق مفترى ينسب كذبا الى النبي عليه الصلاة والسلام وروايته ونسبته مشاركة في كذب توعد المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحبه وقائله وراويه باسم عظيم لما قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وفي رواية صحيحة من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين والمقصود ان ينأى المسلم في الاقتراب من احاديث توصف عند اهل العلم بالوضع والكذب والافتراء. فيقول الحافظ ابن حجر ان صنيع الامام ابن الجوزي بادراجه الحديث في الموضوعات نوع مبالغة. فالحديث وان ضعف سنده فانه لا يبلغ درجة الحكم عليه بالوضع بمقتضى اهل الشعب في هذا الباب مما يثبت به من الاحاديث التي يمكن ان يعضضها شيء منها او على الاقل تكون مقبولة اذا اجتمعت لها الشواهد بخلاف الموضوع والله اعلم وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة الحديث في الصحيحين عند الامامين البخاري ومسلم قالها عليه الصلاة والسلام لما كانت الايام فيها ثبات الدين واستقرار الامن واتحاد الكلمة في افضل ايام الامة على الاطلاق بحياته بينهم عليه الصلاة والسلام حيث منتهى الاستقرار والهدوء والتنعم بصحبتهم وعيشهم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول له لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان وهما وحدتهم رواية البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة ما معنى دعوتهما واحدة يعني كلتا الطائفتين عن الاسلام والسنة والحق والهدى وهذا ملحظ مهم ذكر وقوع الاقتتال عليه الصلاة والسلام لكنه شهد شهادة حق وعدل ان كلتا الطائفتين على الحق دعوتهما واحدة فهي على الاسلام وكلتا الطائفتين على الحق والهدى والصواب فكيف نفهم اذا ان تقتتل طائفتان ولا يكون الاقتتال الا بخصومة واختلاف وتنازع هذا الاقتتال بسبب الاختلاف يستدعي حتى لو ما عرفت التفاصيل ان احدى الطائفتين تتبنى موقفا وترى رأيا وتجتهد اجتهادا تظنه الحق والصواب. والاخرى تخالفها وتكون على النقيض منها فاما ان يكون الحق مع الاولى او مع الاخرى فكيف افهم قوله عليه الصلاة والسلام دعواهما واحدة الذي يمكن ان تفهمه رعاك الله انه لا يسوغ نسبة احدى الطائفتين الى الضلال المحض ولا الى مفارقة الاسلام ومخالفة الملة والخروج من الدين. ومن زعم ذلك من الطوائف التي تنتسب الى الاسلام لا كالخوارج فمثل هذا الحديث كما اسلفت اصل في الرد على من تعدى على مقامات الصحابة وسلبهم ايمانهم كما فعل الخوارج عندما زعموا ان من الصحابة من فارق الايمان وانهم خرجوا عن اسلامهم ودينهم وارتدوا تعالى الله عما يقولون وحاشاهم عن ذلك رضي الله عنهم فالحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة. جاء في سياق جملة من علامات الساعة يقول عليه الصلاة والسلام وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله وحتى يقبض العلم كثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل الى اخر ما ساقه في هذا الحديث من اشراط وعلاماتها صلى الله عليه وسلم فقوله حتى تقتتل فئتان عظيمتان من المسلمين. الحديث المراد به في الفئتين علي رضي الله عنه ومن معه ومعاوية رضي الله عنه ومن معه. فانهم هم الفئتان العظيمتان من المسلمين التي اقتتلتا وكان على الحق فما صدق ولا اصاب ولا انصف من نسب احدى الطائفتين الى الخطأ والظلال فضلا عن الكفر والغواية عياذا بالله وهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول دعواهما واحدة فما الذي تفهمه اذا مع ما تجمعه من النصوص الاخر؟ لما يقول عليه الصلاة والسلام لعمار ويح ابن سمية تقتله الباغية ليس في قتال الصحابة فيما وقع بينهم يوم الجمل او في صفين او النهروان الا ان تقولي علي معه رضي الله عنهم كانوا على الحق وهو خليفة المسلمين. وكانوا على الصواب. واما علي ومن معه فاجتهدوا واخطأوا وغاية ما في امرهم وشأنهم انهم جانبوا الصواب والخطأ انهم جانبوا الصواب ووقعوا في الخطأ خطأ لا يخرجهم الدين ولا يسلب عنهم شرف الصحبة ولا مكانتها ولا قدرها ولا ما يجب عليهم ما يجب علينا لهم من الحب والتقدير والاحترام ولذلك انعقد مبدأ اهل السنة على وجوب الخوظ والكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم من فتنة واقتتال وما اشيع بينهم من اخطاء وعامة ما يروى من القصص والاخبار في ذلك زائد وناقص فيه من الالفاظ والعبارات ما يجل مقام الصحابة عنه رضي الله عنهم اجمعين. كانت فتنة اذا تنبأ بها عليه الصلاة والسلام واخبر عنها فوقعت واجتهدت الطائفتان ومنشأ ذلك كما مر بكم غير ما مر ان عليا رضي الله الله عنه اصر على استتباب الامر بعد مقتل عثمان. وانتقل بالخلافة من ارض طيبة الى الكوفة لتهدأ عاصفة الفتن في ما اصر معاوية رضي الله عنه ومن معه وهو ولي الدم لعثمان على الانتقام والقصاص من القتلة. وهذا امر لا يختلف عليه كل كل المسلمين لكن القضية في ترتيب الاولويات فوقع الاجتهاد والاختلاف وكان منهم مصيب ومخطئ وكلهم مأجور ما مصيب على الحق باجره واما مخطئ معذور. وكل ذلك قد اخبر عنه صلى الله عليه وسلم ووقع في الامة كما اخبر فكان هذا من عداد ما تنبأ به صلوات الله وسلامه عليه. ولا يزال في الفصل بقية من الاحداث والوقائع التي اخبر انها بما اطلع عليه من الغيب صلى الله عليه واله وسلم. ايها المباركون هذه الليلة العظيمة الكريمة الشريفة تزيد خيراتها وبركاته بكثرة صلاتنا وسلامنا على النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم ومحمد الكلام بذكره بل ذكر احمد في القلوب اقيما. صلى عليك الله يا خير الورى صلوا عليه وسلموا تسليما انكم بصلاتكم عليه صلى الله عليه وسلم تستكثرون من صلاة ربكم عليه عليكم عشرا. واعلموا انكم بصلاتكم وسلامكم عليه صلى الله عليه وسلم تزيدون قدره العظيم في القلوب حبا وتعظيما واجلالا. وهذا مطلب يسعى اليه المسلمون هو وفي هذه الليلة الشريفة اكد اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبك المصطفى ونبيك المجتبى عدد ما صلى عليه المصلون وصلي اللهم وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها اولاها اللهم انا نسألك. اشهد ان لا اله الا الله