ان الشرع استثنى من ذلك ثلاثة امور وهي النصب والخف والحافر قال الله تعالى في الجواب قل يعني يقول للسائلين او قل لجميع الناس ها نعام نعم قل فيهما اثم كبير يعني يقول لجميع الامة كما قال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم مثلا وهنا يمكن ان نأخذ قاعدة وهي انه قد يكون الجواب اعم من يعني معناه الجواب موجها الى اكثر من السائل كما قالوا في الحكم ان العبرة بماذا في عموم اللفظ لا بخصوص السبب فهنا قد نقول ان السائل قوم معينون ولكن الجواب لهم ولغيره قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس وفي قراءة اثم كثير فيهما اثم كثير فيهما اي في الخمر والميسر اثم ما هو الاثم الاثم هو العقوبة او ما كان سببا للعقوبة قال الله تعالى ولا ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ويقال فلان اثم يعني مستحق للعقوبة وقول فيهما اثم كبير والقراءة الاخرى كثير الفرق بينهما ان الكبر يعود الى الكيفية والكثرة تعود الى الكمية فالمعنى ان فيهما اثما كثيرا بحسب ما يتعامل بهما والانسان المبتلى بذلك والعياذ بالله ما يكاد يفلت منه وهذا يستلزم تعدد الفعل منه وتعدد الفعل يستلزم كثرة الاثم كذلك ايضا الاثم فيهما كبير الاثم فيهما كبير يعني عظيم لانهما يتظمنان مفاسد كثيرة العقل والدين والبدن والاجتماع والسلوك وقد ذكر محمد رشيد رضا رحمه الله في هذا المكان ذكر لهما اضرارا كثيرة جدا من قرأه من قرأ هذه الاضرار عرف كيف عبر الله عن ذلك بقوله اثم كبير او اثم كبير هل هاتان القراءتان تتنافيان لا لماذا لا يتنافىن نقول لانه يمكن اجتماعهما فيكون الاثم كثيرا باعتبارها احاديث كبيرا باعتبار كيفيته وانت قد يكون عندك عشر من الحمام وعشرون من الابل عشرون الابل فضلت عشرا من الحمام بماذا بالكمية والكيفية وهذا ليس بممتنع وقوله تعالى ومنافع للناس منافذ للناس منافع جمع منفعة وهي من صيغة منتهى الجموع ولهذا قال منافع ولم يقل منافع لانها اسم لا ينصرف وصيغة منتهى الجموع تدل على الكثرة لانها صيغة ففيها فيهما منافع كثيرة عظيمة نعم فان قلت كيف قال الله عز وجل منافع للناس بهذا الجمع الكثير اليس هذا مما يستلزم ان يقبل الناس عليهما نعم لان الاثم ذكره مفردا وان كان قد وصف بالكبر او كثرة لكن المنافع ذكرت ها بالجمع قلنا هذا قد يتبادر الى اذهان بعض الناس ولكن فيها بلاغة عظيمة انه مع كثرة منافعهما فان اثمهما اكبر واعظم يعني لو كان منفعة واحدة قلنا ممكن يكون الاثم اكبر لكن حتى وان تعددت المنافع وكثرت فان الاثم اكبر واعظم ولهذا قال اثمهما اكبر من نفعهما اكبر من نفعهما وان كان هناك منافع كثيرة ما هذه المنافع من المنافع في الخمر والفرح وان كان فرحا يعجبه غم لكن في تلك اللحظة يفرح الانسان ويطرب وربما ينشرح صدره و منها انهم ذكروا انه قد يكون سببا لهظم الطعام ومنها انه يتجر به سيكون مصدر مصدرا اقتصاديا وكذلك بالنسبة للميسر اذا كسب الانسان مليونا وقد دخل بعشرة ريالات تكون يفرح ها يفرح وان كان فرحا بما يضره المهم انه ينتفع بذلك كان الاول ما عنده الا مئتين ريال ودخل حلبة القمار فكسب مليون ريال يروح يشيله فلة ياخذ السيارة نعم وياخذ له زوجة مثلا وياخذ لها اشياء من زهرة الدنيا هذي هذي منفعة في في نظري ففيه منافع فيهما منافع وتأمل قوله منافع للناس ولم يقل منافع للمؤمنين لان هذه المنافع منافع مادية بحتة تصلح للناس من حيث هم اناس وليست منافية ذات خير ينتفع بها المؤمنون وانما هي منافع للناس من حيث هم اناس وما يدعو الناس طيب اين خبر المبتدأ في قوله منافع للناس نعم وين فيه من مقدم بايدينا خبر لقوله اثم اه معطوف طحت فانت اذا قلت زيد وعمرو قائمان فان قائمان ها لهما واذا قلت زيد وعمرو في البيت فان في البيت خبر لهما واذا قلت في البيت زيد وعمرو فان في البيت خبرا لهما فيهما اثم كبير ومنافع الخبر فيهما مقدم قال الله تعالى واثمهما اكبر من نفعهما يعني ما يترتب عليهم من العقوبة اكبر من نفعهما لماذا لان العقوبة في الاخرى واما النفع ففي الدنيا والظرر في الغالب اعظم من النفع اثرا لان النفع كما والضرر نقص الكمال قد يستغنى عنه لكن النقص متى عاتبني ما نقص ومن هدم فلهذا قال الاثم اكبر لسببين السبب الاول انه ها نقص اخروي انه اخوي ها وربما يكون دنيوي ايضا ربما يكون دنيويا والثاني ها ان النقص سلم والمنفعة تمام ميم وتتميم فهذا والنقص اذا نقص الشيء متى عاد ينبني وقوله اسمهما اكبر من نفعهما حتى الاثم لو فرضنا ان النفع كثير فيهما يغطي على الظرر الدنيوي فاننا نقول هم الضرر له الاخروي اشد وابلغ وتأمل قوله اسمهما اكبر من نفعهما لما يقال فيهما اثم كبير ومنافع للناس الان نحتاج الى المقارنة لانه صار لدينا صار لدينا شيئا اسم ومنافع فايهما نرجح بين الله عز وجل الراجحي قال اثمهما ها اكبر من نفعهما حينئذ تبين ان تقابل هذين يقتضي ان نبتعد ان ما فيه او عن ما فيهما من المنافع ما دام الاثم اكبر من الناس ولهذا انتهى كثير من الصحابة رضي الله عنهم عن الخمر والميسر حين نزلت هذه الاية فقالوا ما دام الاثم اكبر من النفع فلماذا يفعلون ولكن هذا لا يقصد التحريم وانما يقتضي عرض المسألة للعاقل والعاقل ماذا يرجح ها يرجح ترك الاثم نعم ها هو هاد اكبر منه ويسألونك ماذا ينفقون سؤالان في اية في اية واحدة ويسألونك ماذا ينفقون السؤال هنا يتعدى الى مفعول واحد ولا الى مفعولين تقدم لنا انه اذا كان السؤال بمعنى طلب المال فانه يتعدى الى مفعولين قولي من سأل الله شيئا اعطاه الله هذا هو الاول وشيئا والثاني هذا اذا كان السؤال طلب ماء اما اذا كان السؤال استفهاما فانه يتعدى الى مفعول واحد والى الثاني بحرف عنه ها الثاني بحرف عنه وش تقول وسألته عن كذا يسألونك عن الخمر يسألونك عن الساعة يسألونك عن المحيض وما اشبه ذلك يكون ناقص بايش مفعول واحد ويتعدل الثاني بعن وربما يستغنى عن الثاني بجملة استفهامية كما في الايات التي معنا يسألونك ماذا ينفقون والفرق فان تعديه الى جملة استفهامية وتعديه الى المفعول الثاني بحرف الجر انه اذا عدي به انه اذا عدي الى الثاني بصيغة الاستفهام صار هذه صارت هذه الصيغة نفس نفس لفظ السائل وهي لفظ السائل بعينه واذا تعدى بعن فقد تكون هي لفظ الساعة البعيدة وقد تكون غير ذلك لكن اذا جاءت بصيغة الاستفهام فهي تكون هي لفظ السائل بعينه لانهم قالوا ماذا ننفق يا رسول الله ماذا؟ فقال الله يسألونك ماذا ينفقون؟ يعني يقولون ماذا ينفقون عرفتم طيب وقوله ماذا ينفقون؟ تقدم لنا نظير لهذا التركيب وبينا انه يجوز فيه وجهان ان تكون ما او ماذا مفعولا مقدما ليش بكلمة ينفقون هو المفعول المقدما لينفقوه والثاني ان تكون ما اثما اسم استفهام وذا اسما موصولا فما على هذا التقدير مبتدأ وذا خبر مبتدأ وعلى هذا التقدير يحتاج ان يكون هناك ضمير عائد على الموصول وهو هنا محذوف والتقدير ماذا ينفقونه اي ما الذي ينفقونه عرفتم اذا في اعرابها وجهان الوجه الاول ان نجعل ماذا مفعول مقدما او ما وحدها وذا زائدة مفهوما مقدما ينفقون وحينئذ هل يحتاج ينفقون الى مفعول لا لان مفعوله هو هو هذا المتقدم ما يحتاج الى ظمير والثاني ان نجعل ما اسم استفهام مبتدع ولا اسما موصولا ها خبر وجملة تنفقون صلة الموصول والعائد محذوف والتقدير ماذا ينفقونه ويسألونك ماذا ينفقون وقد مر علينا نظيرها بهذا اللفظ لقوله تعالى يسألونك ماذا ينفقون ها قلنا انفقتم من خير فللوالدين