اعني اليتامى يسألونك شف كلمة معطوفة بالواو كانها متتابعة اسئلة متتابعة سألوا اولا عن الخمر والميسر ثم سألوا ماذا ينفقون وجه الارتباط بين السؤالين واضح جدا لان في الخمر والميسر اتلاف المال بدون فائدة وفي الانفاق المال بفائدة ثم قال ويسألونك عن اليتامى لانك اذا عرفت سبب عرفت وجه ارتباط السؤال الثالث بالسؤالين قبلهم يسألونك عن اليتامى اليتامى جمع يتيم وهو الذي مات ابوه ولم يبلغ مشتق من اليتم وهو الانفراد واليتيم بما ان اباه قد توفي يحتاج الى عناية ورعاية اكثر ولهذا جاء في القرآن الكريم جاءت الوصاية بهم كثيرا فقوله ويسألونك عن اليتامى سبب ذلك ان الله عز وجل لما انزل ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأخذون في بطونهم نارا وانزل ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن يا حجاج اللي يتكلمون لا شوش علينا جزاكم الله خير ايتين اشكل على الصحابة رضي الله عنهم فصاروا يجعلون طعام الايتام على حدة وطعامهم هم على حدة بمعنى انه اذا طبخ لليتيم طبخا جعله له وحده هذا الطبخ اما ان يفسد ولا يصح للاكل واما ان يصلح للاكل لكن ليس على الوجه اكمل فتحرجوا من ذلك وشق عليهم ان يجعلوا اليتامى طعاما على حدة ولهم طعام على حدى واشكل عليهم فيما لو خلطوا طعامهم مع طعام اليتامى والله عز وجل يقول ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بيوتهم نارا آآ سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك فاجابهم الله عز وجل بجواب في غاية ما يكون من البلاغة والاختصار والوضوح فقال قل اصلاح لهم خير له خير كلمة اصلاح تعني ان الانسان يتبع ما هو اصلح لهم في جميع الشؤون سواء كان ذلك في التربية او في المال وسواء كان ذلك بالايجاب او بالسلب اي شيء يكون اصلاحا لهم فهو خير كلمة خير هل هي تفضيل مطلق او تفضيل مقيد بمعنى هل هل التقدير اصلاح لهم خير من الافساد او انه خيرية مطلقة الجواب خيرية مطلقة فالاصلاح خير من كل شيء وهذا نظير قوله تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوذا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير هذه الجملة بشمولها وعمومها ووضوحها كالجملة ثانيا وان تخالطوهم فيا اخوان هذه الجملة الثانية مما تضمنه الجواب لاني قلت قبل ان جواب تضمن جملتين تا هما قل اصلاح لهم خير والثاني الثانية وان تخالطوهم فاخوانكم يعني ان خالطتموهم في الاكل والشرب وجعلتم طعامهم مع طعامكم فانه ليسوا اجانب منكم بل هم اخوانكم في الدين او في النسب في الدين او في النسب او فيهما جميعا قد يكون الاخ الصغير قد مات ابوه ابوه وهو اخوك سيكون اخا لك في الدين وفي النسب وقد يكون اليتيم من ابناء عمك وهو مؤمن فيكون اخا لك في الدين وقد يكون اخا لك لكنه ليس بمؤمن فيكون اخا لك في النسب المهم انهم اخوان لنا سواء في الدين او في النسب او فيهما جميعا ومعلوم ان مخالطة الاخ لاخيه امر لا لا يستنكف منه ولا يخشى منه فاذا شعرتم وانتم تخالطون تخالطونهم بانهم اخوانكم فانكم سوف يحرصون على ان لا تخالطوهم الا على وجه فيه مصلحة لهم ولهذا قال فاخوانكم ومعروف ان الاخ يحنو على اخيه بهذا ارتفع الحرج وتأمل ان الله عز وجل بدأ بالاصلاح قبل المخالطة فانه يفيد انه اذا كان اذا لم يكن في المخالطة اصلاح هم الافضل عدم المخالطة وان كان فيه اصلاح فهي خير وهم اخوان لكم لا يمكن ان تضروهم بشيء اذا يجوز الان المخالطة ولا لا يجوز افهم من قوله فاخوانكم كانكم طن اصل واحد و ولكن لابد من ان يكون في ذلك اصلاح نعم قال والله يعلم المفسد من المصلح والله يعلم المفسد من المصلح قوله يعلم العلم هنا علم معرفة لانه لم ينصب الا مفعولا واحدا وقد قال ابن عباس اه قال ابن مالك لعلم عرفان وظن تهمه فادية لواحد ملتزمة يعني هذا سبحانه وتعالى يعلم علم معرفة المفسدة من المصلح في هذا وفي غيره لان العبرة في عموم اللفظ لا بخصوص السبب وقوله يعلم المفسد من المصلح لم يقل يعلم المفسد والمصلح بل قال المفسد من كانه ضمن العلم معنى التمييز يعني يعلمه فيميز بين هذا وهذا ويجازي كل انسان بما يستحق لان التمييز بين هذا وهذا يقتضي ان يميز بينهما ايضا في بالثواب والجزع وقوله يعلم المفسد من المصلح يشمل الافساد الديني والدنيوي والاصلاح الديني والدنيوي عرفتم ولا بس آآ في امور الدنيا فقط في امور الدين والدنيا فهو يعلم عز وجل المفسد من من الانسان المصلح كلمة مفسد مصلح هل يعني هل تعني الذي فعلا افسد او تشمل حتى من نوى من نوى الافساد والاصلاح حتم النوى فمن كانت نيته الافساد فان الله عالم به وقد لا يحصل له مقصوده قد يكون الانسان مفسدا يحب افساد الخلق ولا يتسنى له ذلك وقد يكون كذلك مصلحا ولكن يحال بينه وبين الساحر ولكن من علم الله من نيته هذا او هذا فانه يجازيه بما يستحق ثم قال آآ فيه وهل يشمل هذا المفسد من المصلح في شؤون اليتامى ها يشمل الو لان الاصوليين يقولون ان مسألة السبب نص بالمراد يعني انها قطعية الدخول فاذا قلنا يعلم المسلم موسى في جميع الشؤون فان اول ما يدخل في ذلك ما هي الاصلاح والافساد في اليتامى لانها هي السبب وما كان سببا فهو قطعي الدخول في العموم قال تعالى ولو شاء الله لعنتكم ان الله عزيز حكيم لو شرطية تركها قومه يا الله وجوابها لاعنتكم وهل اللام في جواب لو واجبة او غالبة ها غالبة ومن حذفها قوله تعالى لو نشاؤا جعلناه اجاجا لو نشاء وجعلنا والاكثر وجود الله في في جوابها لو شاء الله لاعنتكم اي لشق عليكم لماذا تبقى عليكم بامرين في مسألة اليتامى احدهما ان تجعلوا طعامهم وشرابهم على حدة الثاني ان تقدروا ذلك الطعام والشراب بحيث لا يبقى شيء يكون عرضة للتلف والفساد وهذا شيء شاق على الناس ولكن الله عز وجل برحمته نفى ذلك والعنة قلت ان انه بمعنى المشقة ومنه قوله تعالى ذلك لمن خشي العنة منكم اي المشقة ولو شاء الله لاعنتكم ان الله عزيز حكيم هذه جملة تعليل ولكن هل هو تعليل لما سبق في الاية الاخيرة ويسألونك عن اليتامى الى اخره او حتى لما سبق من قوله يسألونك عن الخمر والمنسر لان هذه الايات كلها معطوف بعضها على بعض نعم يحتمل هذا وهذا لكن لو اخذنا بالعموم لم يكن لم يكن فيه مانع ومعنى والعزيز تقدم لنا انه من اسماء الله عز وجل وان له ثلاثة معان وهي القدر ولا القدر فرق بين القدر بالسكون نعم عزة قدره وعزة قهر وعزة الامتنان عزة القدر اي لا لا لا يدانيه احد في علو شأنه عزة القهر يغلبه احد بل هو الغالب عزة الامتناع ها ان يمتنعوا عليه كل نقص وعيب فهو عزيز لا النقص عزيز لا يأتيه الذل بل هو الغالب القاهر سبحانه وتعالى عزيز هاه يعني يعني انه ذو قدر اهلا وسهلا رفيع اما الحكيم فقد تقدم لنا انه مشتق من الحكم والحكمة وان الحكم نوعان كوني وشرعي وان الحكمة نوعان طائية ها وسوريا يعني كون الشيء على هذه الصورة هذه حكمة والغاية منه حكمة ايضا فيتكون فاذا ضربت اثنين فيها اثنين تكون اربعة حكمة في القدر صورته وغايته حكمة في الشرع قواته وغايته نعم طيب وجه المناسبة لختم الايات الكريمة بالعزة والحكمة انه سبحانه وتعالى له الحكم لو شاء لاعنتنا لانه عزيز وهو صاحب السلطان ولانه حكيم فهو صاحب الحكم الا له والامر ان الحكم الا لله ولكن مع كونه جل وعلا عزيزا حكيما فهو عفو رحيم ولهذا لطف بعباده في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل ما جعل عليكم في الدين من حرج