بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه سلم تسليما كثيرا. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد رسول الله الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اخوة الايمان ونحن جلوس في ريحان بيت الله الحرام. فان من خير واعظم وافضل ما تقربنا به الى الله وجل في ليلة كهذه هو كثرة الصلاة والسلام على نبيه المصطفى ورسوله المجتبى. سيدنا ونبينا حبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم فانه قد قال اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي وحسب احدنا من والفضل والفخر والاجر ان يكون له بكل صلاة يصليها على نبيه صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من ربه بصلاته على نبيه عليه الصلاة والسلام. صلاتنا معشر المحبين على رسولنا صلى الله عليه وسلم محبة ووفاء. صلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم اثبات ايمان واقتداء. صلاتنا وسلامنا عليه صلى الله عليه وسلم في زمن متأخر من امته كالذي جئنا فيه اليوم هو اعلان اننا ما زلنا على ملته واننا لسنته واننا من احرص الناس على هديه وطريقته صلى الله عليه واله وسلم. فطوبى لعبد صحيفته ذكرا لربه وصلاة وسلاما على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. واكد ما يكون ذلك في مثل هذه الليالي المباركات ايها الاخوة الكرام وبعد فما يزال مجلسنا هذا متتابعا في مدارسة فصول من كتاب الشفا للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى. وما زلنا الفصل الذي جعله المصنف في الباب الذي جعله المصنف ذكرا لما خص الله به نبينا عليه الصلاة والسلام من الايات وما ايده به من المعجزات فهي على تعدد انواعها وعلى اختلاف اجناسها دلالة عظيمة على عظيم قدره عند ربه صلوات الله وسلامه عليه. ما زلنا في فصل عظيم هو فصل عصمة الله لنبيه عليه الصلاة والسلام الله لنبينا صلى الله عليه وسلم نصرة الله للمصطفى صلى الله عليه واله وسلم. في وقائع متعددة واحداث متتابعة ما زلنا نقلب فصولها واحداثها منذ عدة مجالس. ووقف بنا الحديث عند ذلك الموقف الذي كان فيه عدو الله ابو جهل لعنه الله تعالى. يتقصد فيه ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم. لما اقسم ان يرمينه بحجر لا يطيق حمله. فلما اقبل والحديث في صحيح مسلم فاذا به قال اشرفت على خندق مملوء نارا كدت اهوي فيه. قال وان بيني وبينه لخندقا من نار وهولا واجنحة. قال فرجع وتقهوى قال عليه الصلاة والسلام تلك الملائكة لو دنا لاختطفته عضوا عضوا وفيه نزل قوله تعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى. ان الى ربك الرجعى. ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى ارأيت ان كذب وتولى الم يعلم بان الله يرى كلا لئن لم ينته لنسف عن بالناصية ناصبة ناصية كاذبة خاطئة فليدعو ناديه سندعو الزبانية. كلا لا تطعه واسجد واقترب فكان هذا مشهدا واحدا من مشاهد ملئت بها حياة نبيكم صلى الله عليه وسلم كانت كلها مملوءة حفظا من الله ونصرة من الله وتأييدا له من الله والله قد قال له والله يعصمك من الناس وقال له اليس الله بكاف عبده؟ فكفاه الله وعصمه وحفظه ووقاه صلوات ربي وسلامه عليه ما زال في الفصل بقية لعلنا نتمها في مجلس الليلة ان شاء الله تعالى. نعم حمدا لمن شفى بالسنة النبوية الغراء والسيرة المصطفوية الزهراء قلوبا كانت من الهلكة على شفى ووفق من احبهم فعرفهم قدر حبيبه المصطفى واجتباهم للقيام بحقوقه كما قام به اهل فهم في رياض سيرته العطرة ينعمون وفي حياض محبته النضرة يحضرون. صلى الله عليه وعلى اله الابرار واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار. اللهم اغفر لنا ولشيخنا لوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. فهذا هو مجلسنا الثاني عشر بعد المئة من المجالس العامرة في هذه في البقعة الطاهرة وباسانيدكم المتصلة الى كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله تعالى قال فصل في عصمة الله تعالى له من الناس وكفايته من اذاه. قال رحمه الله تعالى ويروى ان رجلا يعرف بشيبة ابن عثمان الحجبي ادركه يوم حنين. وكان حمزة رضي الله عنه قد قتل اباه وعمه قال اليوم ادرك ثأري من محمد. من محمد صلى الله عليه وسلم فلما اختلط الناس اتاه من خلفه ورفع سيفه ليصبه عليه قال فلما دنوت منه ارتفع الي شواظ من نار اسرع فوليت هاربا. واحس بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فوضع يده على صدري وهو ابغض الخلق الي. فلما فما رفعهما الا وهو احب الخلق اليك وقال لي اذن فقاتل فتقدمت امامه اضرب بسيفي واقيه بنفسي ولو لقيت ابي تلك الساعة لاوقعت به دونه شيبة بن عثمان بن ابي طلحة الحجابي من حجبة الكعبة وسدنة البيت. من بني عبد الدار الذين كان لا يزالوا بايديهم مفتاح الكعبة المشرفة زادها الله تعظيما وتشريفا. وقد ابقاها في يدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح لما دخل الكعبة فنادى بالمفتاح فدخل ثم اعاده اليهم فقال لا ينزعه منكم الا ظالم عثمان بن ابي طلحة شيبة بن عثمان بن ابي طلحة الحجبي بقي على كفره مشركا بمكة وكان قد قتل ابوه وعمه يوم بدر فلما اتوا اتى النبي عليه الصلاة والسلام مكة فاتحا ودخل الناس في الاسلام بقي بعض كبار قريش ما زال في موقفه على صلابة من كفره امهله النبي عليه الصلاة والسلام ولم يأمر بعقابه وابقاه حتى يشرح الله صدره للاسلام وامهله فخرج مع النبي عليه الصلاة والسلام الى حنين مشركا ويعلم كلكم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح الله له مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة توجه عليه الصلاة والسلام الى الطائف فكان بينه وبين ثقيف وهواز من تلك الوقائع في غزوة حنين واوطاس حتى من الله عليهم فيما بعد فاسلموا. فلما خرج عليه الصلاة والسلام الى حنين خرج ومعه اصحابه العشرة الالاف الذين جاءوا من المدينة من السابقين والصحبة الاوائل وصادق المسلمين. وخرج معه ايضا مسلمة الفتح. ممن اسلم بمكة يومها يوم فانهم صحبوه فقد فقد اصبحوا على دينه. فصحبوه صلى الله عليه وسلم الى حنين جندا من جنده وقد كانوا للتو قبل ايام معدودات في صفوف اعدائه ومقاتليه. فخرج شيبة ابن عثمان مع النبي عليه الصلاة والسلام الى حنين وهو على كفره وشركه فلما خرج قيل انه خرج يتحين الفرصة. كما قال هنا في الرواية. قال ادركه يوم حنين وكان حمزة قد قتل اباه وعمه وقيل ان الذي قتلهما علي رضي الله عنه وروايات السيرة على هذا اكثر. فلما قتل ابوه وعمه ما زال يجد في نفسه رغبة في الثأر فوجدها فرصة يوم حنين. فقال اليوم ادرك ثأري من محمد صلى الله عليه وسلم ويعلم ايضا كلكم ما حصل يوم حنين لما رجفت القلوب وانفضت الجموع وانكشف الجيش وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في ثلة من اصحابه وهو لا يزال يثبتهم وهو يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب. في تلك الساعة التي انكشف فيها يقول شيبة ابن عثمان اليوم ادرك ثأري من محمد. قال فلما اختلط الناس اتاه من خلفه ورفع سيفه ليصبه عليه وتقول الرواية الاخرى في السيرة انه انما خرج الى حنين وهو مشرك ليس نصرة للاسلام وليس لانه دخل في الدين بل يقال انه خرج يوم يوم حنين انا فتى وحمية. انا فتى لقريش وهو من وحمية لقومه ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحمية كانت عنده الا تظهر هوازن وعلى قريش. والا انتصروا على قومه وعشيرته فخرج دفاعا وحمية وانفة وما خرج يريد الاسلام. يقول فلما قال وهو بالصف معهم قال يا رسول الله اني ارى خيلا بلقى يعني خيلا تقاتل ولها وصف محدد من بياض وعظمة ونحوها. فقال عليه الصلاة والسلام يا شيبة انه لا يراها الا كافر يريد عليه الصلاة والسلام ان هذا من جند الله يوم القتال. وانما يرسله الله ليقذف به الرعب في قلوب اعدائه. فلما ابصرها شيء فقال يا شيبة انه لا يراها الا كافر. قال فضرب صدره او فضرب يده على صدره. وقال اللهم اهد شيبه. اللهم اهد اللهم اهد شيبه فكان هذا سببا لاسلامه. وتقول الرواية التي ساقها هنا المصنف القاضي عياض رحمه الله انه لما خرج شيبة اراد قتل النبي عليه الصلاة والسلام. واراد ان يتحين الفرصة فوجدها في ساعة انكشاف الجيش فتقدم. قال فلما الناس اتاه من خلفه ورفع سيفه ليصبه عليه. قال فلما دنوت منه ارتفع الي شواظ من نار اسرع من البرق قال فوليت هاربا. واحس بي النبي صلى الله عليه وسلم قال فدعاني فوضع يده على صدري وهو ابغض الخلق الي وحاشاه عليه الصلاة والسلام لكنه لانه كان على ملة الكفر وعقيدة الوثنية. قال فما معها يعني ما رفع يده عن صدره الا وهو احب الخلق الي صلى الله عليه وسلم. وليس ذلك الا اية من الله ومعجزة من فوق سبع سماوات. قال لي اذن فقاتل. قال فتقدمت امامه اضرب بسيفي واقيه بنفسي فانظر كيف قلب الله عدوا له من لحظة تقدم اليه يريد يقتله فاذا به يقاتل عنه وهو الذي رفع سيفه انزله عليه اذا هو به يذود عنه بل يقول واقيه بنفسي. هذا هو من صميم عناية الله بنبيه عليه الصلاة والسلام اوما قال له واصبر لحكم ربك فانك باعيننا هذه العناية الالهية. هذا الحفظ العجيب هذا موقف من مواقف كثيرة ما زالت تمر بنا في المجالس السابقة حتى هذا المجلس. قال ولو لقيت ابي تلك الساعة لاوقعت به دونه يعني لما قذف الله في قلبه من حب لنبيه عليه الصلاة والسلام. ورغبة صادقة في الافتداء دونه عليه الصلاة والسلام السلام موقف شيبة ابن عثمان الحجبي هذا لم يكن وحده في هذه الشواهد مر بكم في الليالي السابقات عدد كثير مثلها وهي في مثلها في العجب وربما كانت اشد. كان موقف سراقة مثله الذي قدم وادركه في طريق الهجرة عند قديم وهو اللاحق بهم يريد اسرهم او قتلهم يريد اصابتهم فاذا به يعود مدافعا محاميا ناصرا بل يرد الناس عنهم ويقول قد كفيتم ما ها هنا في دفع العين والطلب والرصد فانظر كيف قيض الله رجلا كان عدوا قبل ساعة. وجاء يطلب ويرصد ويقاتل ويبحث. فاذا به ينقلب من ساعته مدافعا وناصرا وحافظا لنبيه صلى الله عليه وسلم انها عصمة الله وحفظ الله ونصرة الله لرسول الله الله عليه واله وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى وعن فضالة ابن عمر قال اردت قتل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو يطوف في البيت فلما دنوت منه قال الله عليه وسلم يا فضالة قلت نعم. قال صلى الله عليه وسلم ما كنت تحدث به نفسك؟ قلت لا شيء فضحك واستغفر لي ووضع يده على صدري فسكن قلبي. فوالله ما رفعها حتى ما خلق الله شيئا احب الي منه. نعم قصة فضالة ابن عمرو ابن عمير الليثي وهي ايضا من القصص المنتشرة الشائعة في السيرة وان كان اسنادها لا يصح. وقد ضعفه الالباني رحمه الله في تخريج فقه السيرة يقول ها هنا فضالة اردت قتل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح. وانت ترى موقفه وموقف شيبة قبل قليل كلاهما كان عام الفتح والسبب ان الموقف كبير ويوم الفتح جمع خلقا كثيرين واذا بكثرة الجمع لا يكاد يتميز منهم المؤمن الموالي الصادق المحب الناصر من الدخيل او من غيره او من العدو او من الدسائس فكان موقفا اختلطت فيه الجموع وكثرت فيه الحشود. يقول هنا فضالة ابن عمرو اردت قتله عليه الصلاة والسلام عام الفتح. قال وهو يطوف بالبيت فلما دنوت منه قال يا فضالة. قلت نعم قال ما كنت تحدث به نفسك قال فظال قلت لا شيء قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر لي قال ووضع يده على صدري فسكن قلبي. فوالله ما رفعها حتى ما خلق الله شيئا احب الي منه بالله عليكم هل هذا الا نبي معصوم محبوب عند ربه رفيع القدر يحفظه الله من فوق سبع سماوات صلى الله عليه واله وسلم زاد الحافظ ابن عبد البر في روايته قال فضالة فرجعت الى اهلي. فمررت بامرأة كنت اتحدث اليها. يعني كان يقف معها وربما كان بينه وبينها كلام وتجاذب حديث على غير زوجية او علاقة شرعية. قال فمررت بامرأة كنت اتحدث اليها فقالت هلم الى الحديث. قلت لا وانبعث فضالة يقول منشدا قالت هلم الى الحديث فقلت لا. يأبى علي الله والاسلام لو ما رأيت محمدا وقبيله بالفتح يوم تكسر الاصنام لرأيت دين الله اضحى بينا تلك يغشى وجهه الاظلام. هذا الموقف ايضا سيسلك في عداد المواقف التي حمى الله فيها رسوله. صلى الله عليه وسلم وحفظه فيه من كيد الكائدين وعدوان المعتدين. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه قال القاضي رحمه الله تعالى ومن مشهور ذلك خبر عامر بن الطفيل واربد بن قيس حين وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان عامر قال له انا اشغل عنك وجه محمد صلى الله عليه وسلم فاضربه انت فلم يره فعل شيئا فلما كلمه في ذلك قال له والله ما هممت ان اضربه الا وجدتك بيني وبينه افأضربك عامر بن الطفيل احد رؤوس الكفر في نجد وعتاتهم وله موقف قبيح قدم على النبي عليه الصلاة والسلام فما هداه الله للاسلام ومات على كفره عياذا بالله. عامر بن الطفيل رجل سيد مطاع في قومه ذو امرة وكلام عظيم ومنصب وجيه قدم عامر ابن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اخرج الحافظ البيهقي فقال له النبي عليه الصلاة والسلام يا عامر اسلم فقال عامر يفاوض النبي صلى الله عليه وسلم. واسمع ماذا قال. قال عامر اسلموا على ان لي الوبر ولك المد يريد الان ينازع الحكم والسلطة والملك يقول سأدخل في دينك لكن تقاسمني الحكم والسلطة والامرة التي انت فيها على قومك. قال اسلموا على ان لي الوبر ولك المدر. الوبر يقصد به البادية من الخيام وبيوت الشعر والمدر هو الحجر ويقصد به المدن والحاضرة. كانه قال لي البادية ولك الحاضرة يكون حكمك في المدن والحواضر ولي الحكم في البوادي. قال اسلم على ان لي الوبر ولك المدر؟ قال لا. عليه الصلاة والسلام فقال عامر وقد ارد له مرة اخرى قال له اسلم قال اسلم على ان لي الوبر ولك المدر يعيدها النبي صلى الله عليه وسلم يقول له لا رافظا عليه الصلاة والسلام المساومة على شيء من ذلك في مقابل الدخول في اسلام الرضا بدين الله. قال فولى وهو يقول يعني عامر والله يا محمد لاملأنها عليك خيلا جردا مردى ولاربطن بكل نخلة فرسا. يعني اخرج يتوعد وقال لاعودن اليك بجيش فيه من الخيل وفيه من الابل والمقاتلة والسلاح والفرسان ما لا طاقة لك به. خرج يتوعد ويهدد فقال النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اكفني عامرا واهد قومه. القصة هنا ان عامر بن الطفيل قدم مع اربد ابن قيس. واربد ابن قيس ايضا احد المشاهير قولوا قدم هو واربد ابن قيس. وكان هو واربد وجبار بن سلمة بن مالك الثلاثة رؤساء قومهم في نجد وشياطينهم قدم عامر بن الطوفي العدو الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد الغدر به. فقال له قومه يا عامر ان الناس قد اسلموا فاسلم. قال والله لقد كنت اليت يعني حلفت الا انتهي حتى تتبع العرب عقبي يقول قد كان لي من الطموح في المجد والسلطان الا اقف عند حد حتى تتبعني العرب قاطبة. يقول والله لقد كنت اليت الا انتهي يعني لا ابلغ النهاية حتى تتبع العرب عقبي حتى اكون سيدا مطاعا في العرب كلها يقول افانا اتبع عقب هذا الفتى من قريش افأكون تابعا وانا الذي عزمت ان لا اكون الا متبوعا. ثم قال لاربد ان قدمنا على هذا الرجل فاني ساشغل عنك وجهه فاذا فعلت ذلك فعله انت بالسيف. واتفقا على ذلك. فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمرو ابن الطفيل محدثا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد واخذ يفاوضه يريد اشغاله على ان يفعل اربد ابن قيس ما اتفقا عليه ان يكون منتهزا فرصة انشغاله بالحديث ووجهه تلقاء عامر ابن الطفيل ليباغته ويغدر به بضربة او يعلوه بالسيف كما اتفق على ذلك. فقال لا والله حتى تؤمن بالله وحده فقال يا محمد ولا يزال فيه يكلمه وينتظر من اربد ما كان قد امره به. فجعل اربد لا يحير شيئا. فلما رأى عامر ما يصنع صاحبه فقال وقد ايس من صنيعه قال والله لاملأنها عليك خيرا ورجالا. فلما قال عليه الصلاة والسلام اللهم اكفني عامر بن الطوفان خرجوا من عنده قال عامر لصاحبه اينما كنت امرتك به واينما اتفقنا عليه وتحدثنا بشأنه والله ما كان على ظهر الارض رجل اخوف على نفسي منك. ويم الله لا اخافك بعد اليوم ابدا. فقال صاحبه اربد لا ابا لك لا تعجب العلي والله ما هممت بالذي امرتني به الا دخلت بيني الا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما ارى غيرك امامي اضربك بالسيف فسرها كيفما شئت لكنها حفظ من الله. وصون من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام صانه عن مكر هذين فلا قوة على وجه الارض يتخذها الناس لحماية كبرائهم وعظمائهم. قوى الامن الخاصة والحراسات المشددة والاعين المراقبة والرصد الدقيق والالات كل ما يفعله الناس في حماية العظماء لا يسوى شيئا في حفظ رب الارض سماوات وتسخير ما شاء من جنده جل وعلا. هذا حفظ الله رب العالمين بنبي هو اكرم الخلق عنده صلى الله عليه واله وسلم. فلما خرجوا راجعين الى بلادهم حتى اذا كانوا ببعض الطريق بعث الله على عامر ابن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول اصابته غدة انتفخ لها عنقه فلما كان ببعض الطريق تضافتهم امرأة من بني سلول فلما نزل عندها وقد ادركه الموت قام من ليلته فخرج وركب فرسه وصعد وانطلق وهو يقول قولوا ينعى نفسه اغدة كغدة الابل وميء موت في بيت سلولية؟ يعني يقول هذا منتهى الحقارة. ان اموت بمرض كهذا في غدة لا تنبت ولا تخرج الا في اعناق البهائم كالبعير. ثم اموت في بيتي امرأة من بني سلول وكانت قبيلة محتقرة يقول افيبلغ بي الامر في الممات ان اموت حقيرا ذليلا خاسئا بمرض لا يصاب به الا البهائم. وفي بيت امرأة من قبيلة تحتقرها العرب فخرج وركب بعيرة فادركه الموت فتدحدرا عن فرسه ومات هالكا اخزاه الله قبل ان يصل الى قومه لان النبي عليه الصلاة والسلام استكفى الله اللهم اكفني عامر ابن الطفيل فكفاه ربه. وقد وعد الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بهذا الحفظ والعصمة وهذا الصون فكان هذا مصداق ما وعد الله به نبيه صلى الله عليه واله وسلم نعم قال القاضي رحمه الله ومن عصمته له تعالى ان كثيرا من اليهود والكهنة انذروا به وعينوه لقريش اخبروهم بسطوته بهم وحبوهم على قتله فعصمه الله تعالى حتى بلغ فيه امره. نعم هذا ايضا من العجائب ونحن في ختام الفصل الذي ساقه المصنف لهذا المعنى العظيم. يقول كل ما سبق من مواقف وقصص هي شاهدة على هذا المعنى ان الله ما سلط احدا من خلقه على نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد حقق الله له وانجز له ما وعد والله يعصمك من الناس. فعصمه الله. يقول القاضي عياض في بيان قاعدة وقضية كلية كبرى يقول من عصمته له تعالى. وهذا الحقيقة يستدعي العجب والتأمل ان كثيرا من اليهود والكهنة انذروا به وعينوه لقريش يعني قبل النبوة اما كانت القصص والمواقف تحكي انه يتنبأ انه سيكون لهذا الغلام شأن. وان بعض اليهود تنبأ به وبعض النصارى كما في قصة خروجه الى الشام. تنبه ايضا ان يكون هو النبي المبعوث اخر الزمان. الذي ينبأ من العرب يقول مع ذلك كله اخبروهم بسطو عليهم وانه سيكون له بل وحظوهم على قتله السؤال. فما الذي كف كل هؤلاء في تلك السنين المتطاولة ان ان يكون لهم موقف يكتفون به خشية ما نبئوا به من ظهور امره عليه الصلاة سلام لو كان شخصا معتادا من سائر البشر وخفت ان يكون له امر يكون من ورائه شر عظيم فان التخلص منه امر يسير خصوصا اذا اجتمعت الدواعي وتعددت الاسباب وكثر المغرضون لكن الله حفظ نبيه عليه الصلاة والسلام بهذا الحفظ العظيم يقول حصل التنبؤ وكان الانذار والتحذير مرات قال فعصمه الله تعالى حتى بلغ فيه امره وانت هنا تستحضر قول الله عز وجل في امثال هذه النصوص التي حمى الله فيها نبيه عليه الصلاة والسلام في قريش خاصة وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره واذا لاتخذوك خليلا. فما المانع قال ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات. ثم لا تجد لك علينا نصيرا وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها. واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا. ايضا ما المانع لم يكن الا حفظ الله جل جلاله لنبيه عليه الصلاة والسلام. نعم قال رحمه الله ومن ذلك نصره بالرعب امامه مسيرة شهر كما قال عليه الصلاة والسلام. ونصرت بالرعب مسيرة شهر كما صح في الصحيحين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم. هذه احد الخصائص النبوية المحمدية قد تقدم بكم في هذا الكتاب غير ما مر ان الله جعل من جنده الذي سخره لنبينا عليه الصلاة والسلام جندا اسمه الرعب وهو لا تفهم فيه شيئا الا ان الله يوهن عزائم اعدائه ويقذف فيهم الوهن والخوف ولو كانوا اكثر عددا واقوى عتادا واشد اسبابا واعظم منعة. لكن الرعب اذا دب في القلوب انهدت الجيوش. وخارت القوى الاسباب واغلقت كل الابواب التي يتخذها البشر. نصر عليه الصلاة والسلام بالرعب في بدر ما كان هو واصحابه الى ثلاث مئة وبضعة عشر فالقى الله رعبا وهزيمة وذلا في ثلاثة اظعافهم او يزيدون في الف مقاتل في احد كانوا كذلك ويوم الخندق وسائر المواقف والغزوات نصر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالرعب. وقد قال عز وجل في سورة الحشر عن بني النظير وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين فاعتبروا يا اولي الابصار والمقصود ان الرعب ايضا جند جعله الله عز وجل نصرة لنبيه عليه الصلاة والسلام. وقد كان الرعب هذا ايضا هو الوسيلة التي حفظ الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام في غير ما موقف. هذا ابو جهل لما تقدم عدو الله لانفاذ ما وعد من اذيته عليه الصلاة والسلام عند الكعبة. فما رده الا الرعب من هول ما رأى. وكذلك شأن ذلك الرجل الذي اتى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقيل تحت شجرة في احدى اسفاره فرفع السيف وقال من يمنعك مني يا محمد؟ قال الله فسقط السيف من يده ولم يحل شيئا كل ذلك يثبت لك ان الرعب من جنود الله عز وجل التي ساقها لحماية وحفظ نبيه عليه الصلاة والسلام بهذا تم كلام المصنف ايها الكرام في هذا الفصل الذي بقينا فيه بضعة مجالس نقلب الاسطر صفحوا الشواهد ونقف مع القصص والحوادث التي جعل الله تعالى فيها نصرة نبيه عليه الصلاة والسلام. وهنا يحق لنا ان اتأمل ونقف هنيهة مع نقاط عدة اهمها ما يلي. اولها ان هذا المعنى عظيم. اي معنى حفظ الله لنبيه عليه الصلاة والسلام حفظا يفوق كل اسباب حفظ البشر. ولو اجتمعت الانس والجن على اتخاذ الواقية والاسباب المانعة والقوى الحافظة والله ما بلغت ما قيض الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ولن تبلغ معشار ما سخر لي له صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات. وفي هذا دلالة عظيمة واية تستدعي اليقين عندها يا كرام نحن امام باب ينبغي ان يزيد الايمان في قلوبنا ثقة بربنا وايمانا قدرته وعظيم سطوته جل وعلا وهو القوي القادر. وهو العظيم القاهر وهو ايضا اللطيف الحفيظ لفي علاه وان نملأ الصدور ايضا يقينا بشأن نبينا عليه الصلاة والسلام فنزداد ايمانا به ونزداد تعظيما في ظل مقامه ونزداد حبا وشوقا له صلى الله عليه وسلم ويزيدنا كل ذلك حرصا على سنته ساكن بشريعته صلى الله عليه واله وسلم. ليست هذه القصص حكايات تروى للتسرية. وليست اخبارا تروى لمجرد الف كل ذلك ينبغي ان يكون سبيلا يرقى بنا درجات متصاعدة في حب الحبيب صلى الله عليه وسلم يقينا ورسوخا في ايماننا بنبينا صلى الله عليه وسلم. ويجعلنا من اقرب امته اليه حبا له. واستمساح بسنته وعظا عليه يعصمك بالنواجذ. هذا طريق معبد يا كرام لحب رسول الله ولنصرة رسول الله برسول الله وللاستنان بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. المواقف على كثرتها هي هي واهد لقوله سبحانه والله يعصمك من الناس. عدد ما شئت من حوادث السيرة واخبارها. وانقل ما شئت من قصصها انت بهذا تفسر قول الله تعالى اليس الله بكهف عبده؟ تفسر قوله سبحانه انا كفيناك المستهزئين. ففسروا قول الله سبحانه والله يعصمك من الناس. تفسر قول الله سبحانه الا تنصروه فقد نصره الله لا تزال هذه الاية تتلى الى يوم القيامة. وها هنا الوقفة الثانية وهي في غاية الاهمية. هذا نبي قد نصره الله في حياته نصرة حس ومعنى. فما تسلط عليه من اذاه ومن كاده ومن عاداه. ومن تآمر وتواطأ على واذيته ما جعل الله له سبيلا على نبيه صلى الله عليه وسلم. واما النصرة المعنوية فحسبك هذا الفتح المبين يوم مكة وانتشار الدين ودخول الناس فيه افواجا حسبك انه ما التحق بالرفيق الاعلى عليه صلوات ربي وسلامه حتى دخلت جزيرة العرب في الاسلام ثم كانت بوابة حمل فيها الصحابة هذه الامانة على اعتاقهم اعناقهم واكتافهم فانطلقوا ينشرون رسالة نبيهم صلى الله عليه وسلم يقتبسون من مشكاة نوره وضوء هداية سيرته فعملوا على نشر الاسلام في كل ارجاء هذا نصر من الله والدرس الكبير العظيم هنا انه ينبغي اينبغي ان نستلهم دورا واجبا علينا. اما انه قد مات عليه الصلاة والسلام والتحق بربه وكان في الجوار المكرم عنده جل وعلا. لكننا في اليوم في دنيانا نعيش ابتلاء وامتحانا صعبا. تدري ما هو؟ الي ولك دور في نصرته صلى الله عليه وسلم لن تقاتل معه جنديا في جيشه ولن تقف يوما في صفوف اصحابه فاتنا هذا الشرف لكن اتظن ان الواجب سقط عن اعناقنا لاننا لسنا من جيل صحابته. او تظن ان نصرته عليه الصلاة والسلام فاز ابو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وسعد والمقداد وابو عبيدة وسائر الصحابة فحسب ابدا عبد الله لي ولك بل دعني اقول علي وعليك واجب. لا يزال في ذمتنا معلقا ان ننصر وديننا بل ان ننصر ربنا. والله يقول ولينصرن الله من ينصره. نصرة الله ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا تحد كبير. يواجه الامة اليوم السنا في نزاع مع الامم؟ السنا في صراع الحضارات؟ السنا في اصطدام الاديان وفرض الهيمنة؟ السنا في الزام الامة بثقافة الغرب وتقاليده ومعتقداته اوليس طغت؟ طوفان العولمة على مجتمعات المسلمين فسحبتها من هنا وهناك يبقى الواجب الكبير ان ينصر احدنا بقدر ما يكتب الله له من قدرة وامكان. ليس المطلوب ها هنا حمل سلاح ولا رفع راية المطلوب ها هنا نصرة عظيمة. واعظم وجوهها ان نثبت على دين الله وعلى سنة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حبيبي حسبك ان يكون لك من نصرة نبيك صلى الله عليه وسلم ان يكون لك حب كن له عظيم تملأ به قلبك. ثم ماذا؟ ثم استمساك بالغ بسنته وتعظيم عظيم لهديه وسيرته ثم اعلاء لرايته ونشر للعالمين في كل ارجاء المعمورة تعريف وتقريب بهذا النبي الكريم الرجل العظيم محمد صلى الله عليه وسلم. هذه نصرة بالغة يا كرام. وهو واجب الامة اليوم. وهو الواقع الذي اعيش اننا نجد هجوما ونجد تشويها وسخرية واذى ينشأ عن جهل تارة وعن علم سابق بحقد تارة وعن اغراض يراد بها تقويض دعائم الاسلام كيفما كان. يبقى السؤال فالواجب الذي في عنقي وعنقك سيبقى محل سؤال اذا اما لقينا الله عشنا من اعمارنا عشرات السنين فما الذي قدمناه نصرة لديننا وربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم الله يقول الا تنصروه فقد نصره الله. يعني ثق تماما قدم لدينك ونبيك او لا تقدم. فالله حافظ دينه وناصر نبيه صلى الله عليه وسلم لكنه الشرف الذي يمكن ان يحظى به احدنا والعمل الصالح الذي يمكن ان نحوزه الى صحائفنا والموقف المشرف الذي يمكن ان نحياه في حياتنا والا فكلنا سيلقى الله اتظن ان دين الله سيضيع اذا ما صنعت انا او انت شيئا؟ اتظن ان ان سقف هذا الدين وبناءه سينهد على رؤوس المسلمين بتخاذلي انا وتخاذلك كلا والله وفي الاحاديث الصحيحة ان الله ليؤيد هذا الدين باقوام لا خلاق لهم. ان الله لا يؤيد هذا الدين بالرجل للفاجر فدين الله محفوظ. ونوره باق الى يوم القيامة. لكنه التماس لهذا المعنى الكريم. النصرة التي كي يمكن ان نبذلها لديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام. نصرة تأتي في اعظم وجوهها بالاستمساك بسنته. دعني اقول لك بطريقة اخرى لقد كنا مع اسف شديد في بعض مواقف حياتنا من اكثر الناس خذلانا لنبينا صلى الله عليه وسلم نعم لا ينقبض قلبك ولا يقشعر بدنك نعم والله نحن امة الاسلام نحن معشر المسلمين. في بعض المواقف في حياتنا كنا اول من خذله عليه الصلاة والسلام. يوم تهاون كثير منا بسنته ويوم استهان كثير منا باتباع سنته ويوم رضينا ان تكون سنته عليه الصلاة والسلام درجة ثانية ثالثة وعاشرة وفي هوامش الاهتمامات. يوم قدمنا على سيرته وسنته وعظيم شأنه عليه الصلاة والسلام امورا كثيرة من العادات والتقاليد والاعراف وسائر ما شغل الناس في حياتهم المعاصرة اليوم. يوم لم نعتني كثيرا بتربية اولادنا البنين والبنات ولم نعتني باهل بيوتنا ولم نتناصح فيما بيننا بما بعظيم حبه صلى الله عليه وسلم والاعتناء بسنته وتطبيقها وتعليمها ونشرها. صدقوني هذا لون من الخذلان. منذ متى؟ اصبح الرجل ان واجب التبليغ لسنته ورفع راية سيرته والحديث عن شأنه عليه الصلاة والسلام انه وظيفة الائمة والخطباء فحسب ومن قال ان هذا دور العلماء في الامة؟ يا اخي لكل واحد منا حظه من حب حبيبه صلى الله عليه وسلم لكل واحد منا في قلبه المساحة المتسعة لان يملأها وفاء لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس المطلوب ان يعتدي الجميع المنابر ولا ان يصعدوا المحاريب. ولا ان يتبوأوا وسائل التعليم ان لم يكونوا لذلك مؤهلين. لكن ما زلت اقول اقل الواجب في ذلك واضعف مراتبه ان يقوم به الواحد منا في نفسه. واهل بيته واقرب الناس من حولي هذا واجب لا تبرأ به الذمة باحد عن احد. ولا يقوم فيه احد مقام احد. فاعلموا رعاكم الله ان الله الذي لنصر نبيه عليه الصلاة والسلام وحفظ مقامه ورفع قدره جعل مكانته عنده بهذه المثابة واعلمنا في كتابه بعظيم قدره لاجل ان يكون نبراسا لنا ننطلق منه الى مواطن عظيمة نملأ به الصدور والافئدة حبا وتعظيما واجلالا له صلوات ربي وسلامه عليه الوقفة الثالثة ها هنا في كثير من المواقف التي مرت بنا نتصفح فيها معنى قوله تعالى والله يعصمك من الناس يقول الامام الماوردي رحمه الله تعالى فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم عصمته من اعدائه وهم الجم الغفير والعدد الكثير. وهم على اتم حنق عليه واشد طلب لنفيه. وهو بينهم مسترسل قاهر ولهم مخالط ومكاثر. ترمقه ابصارهم شررا. وترتد عنه ايديهم ذعرا. وقد هاجر عنه اصحابه حذرا حتى استكمل مدته فيهم ثلاث عشرة سنة. ثم خرج عنهم سليما لم يكلم في نفس ولا جسد وما كان ذاك الا بعصمة الهية وعده الله تعالى بها. فحققها حيث يقول يعصمك من الناس فعصمه منهم هذا المعنى اللطيف الذي ساقه الامام الماوردي رحمه الله قال مثله الامام الحافظ النووي رحمه الله لما ساق كقصتا عدو الله ابي جهل وقد مرت بكم في ليلة الجمعة الماضية. لما قال والله لافعلن كذا او لاحملن حجرا ما اطيقه حتى اضرب به عونقه اذا جاء يصلي. فلما قدم قال رأيت ان بيني وبينه لخندقا وهولا واجنحة. قال عليه الصلاة والسلام تلك الملائكة لو دنت لاختط لو دنا مني لاختطفته عضوا عضوا. يقول الامام النووي رحمه الله معلقا على هذا الحديث يقول فهذا من حماية الله له فيه بيان لكرامة النبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى واكرامه اياه بانزال الملائكة تقاتل معه اتظن ان هذا الموقف الوحيد الذي انزل الله فيه ملائكة تحمي نبيه صلى الله عليه وسلم؟ كلا. المواقف عدة. يقول رحمه الله لهذا الحديث امثلة كثيرة في عصمته صلى الله عليه وسلم من ابي جهل وغيره ممن اراد به يقول وكما حمت الملائكة عليها السلام. النبي صلى الله عليه وسلم من ابي جهل فقد تنزلت لحمايته يوم احد حين اطبق عليه المشركون وتفرق عنه اصحابه فعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم احد رجلين عليهما ثياب يظن يقاتلانك اشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد. يعني جبريل وميكائيل والحديث في الصحيحين هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم وهذا حفظ ربه العظيم القادر جل في علاه يقول الامام النووي رحمه الله مسترسلا في بيان هذا المعنى العظيم الذي تجده في تلك الشواهد يقول وهذا لم يكن خاص به يوم بدر ولا يوم احد. وذكر المواقف. وان شئتم تذاكرنا ما مر في هذا الفصل على عجالة. فان انه في قصة الهجرة كان موقف عظيم. حمى الله فيه نبيه صلى الله عليه وسلم من اتباع سراقة ابن مالك لما قدم فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تحزن ان الله معنا فانطلق سراقة ارد عنكما الطلب فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا فجعل لا يلقى احدا الا يقول كفيتم ما ها هنا. فلا يلقى احدا الا رده قال ووفى لنا. يقول انس في احدى روايات البخاري يقول فكان اول النهار يعني سراقة فكان اول النهار جاهدا يعني مبالغا في البحث والاذى على نبي الله صلى الله عليه وسلم. وكان اخر النهار مسلحة له حارسا له بسلاحه. فهل هذا الا تقييض الله عز وجل وتسخيره وعصمته لنبيه صلى الله عليه وسلم. المواقف التي مرت بنا في هذا الفصل عديدة كثيرة قصة ذلك الرجل الذي اتاه وهو في واد كثير العظاه فاختلط سيفه فقال من يحميك مني؟ فحماه الله عز وجل كذلك شأن قصة خروجه عليه الصلاة والسلام من بيته يوم الهجرة وهو يخرج من بينهم والله عز وجل يرد عنه واذاهم ايها الاحبة هذا موقف ايضا يسوق فيه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عبارة تبين فيه تتبين فيها هذا المعنى العظيم. يقول رحمة الله عليه مستدلا بهذا على نبوة رسولنا صلى الله عليه وسلم. يقول وقد ايده الله تأييدا لا يؤيد به الا بل لم يؤيد احد من الانبياء كما ايد به صلى الله عليه وسلم. كما انه بعث بافضل الكتب الى افضل الامم بافضل الشرائع. وجعله سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم. فلا يعرف قط احد ادعى النبوة وهو كاذب الا قطع الله دابره واذله واظهر كذبه وفجوره. يقول رحمه الله وكل من ايده الله من المدعين للنبوة لم يكن الا صادقا. كما ايد نوحا وابراهيم وموسى وعيسى وداوود سليمان عليهم السلام بل وايد شعيبا وهودا وصالحا فان سنة الله ان ينصر رسله والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. وهذا هو الواقع. فمن كان لا يعلم ما يفعله الله الا بالعادة. فهذه عادة الله وسنته يعرف بها ما صنع. ومن كان يعلم ذلك بمقتضى حكمته فانه يعلم انه لا يؤيد من ادعى النبوة وكذب عليه هذا قول ائمة الاسلام وعلماء الملة الماوردي والنووي وابن تيمية رحمهم الله وسائر علماء مسلمين فما ظنك بقول رجل كافر احد المستشرقين يقول معلقا على هذه المواقف التي فيها نصرة عجيبة وحماية عظيمة يقول لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله والله يعصمك من الناس صرف النبي حراسه كما مرت بكم الرواية في ليلة الجمعة الجمعة الماضية يقول هذا المستشرق لما صرف حراسه والمرء لا يكذب على نفسه فلو كان لهذا القرآن مصدر غير والسماء لابقى محمد على حراسته ما الذي يجعله واثقا تمام الثقة وما الذي يملأ صدره يقينا الا انه نبي يصله خبر صادق من وحي السماء ايها الاحبة الكرام الوقفة الاخيرة فيما يتعلق بتمام هذا الفصل ان نتأمل مليا سائر النصوص الشرعية التي الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام. ومن اجل تلك النصوص ما جاء في سورة الحجر ما ما جاء في سورة الحج الله عز وجل يخبر عن تمام تأييده ونصرته لنبيه عليه الصلاة والسلام. في اية قل ما ينتبه اليها العلم قول الله عز وجل من كان يظن ان لن ينصره الله فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغير. من كان يظن ان لن ينصره من كان اي احد في الامة يظن ان الله لن ينصره. الضمير ها هنا يعود في قول جملة من السرين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابو جعفر النحاس رحمه الله من احسن ما قيل فيها ان المعنى من كان تظن ان لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم. وانه يتهيأ له ان يقطع النصر الذي اوتيه. فليمدد بسبب الى السماء اي فليطلب حيلة يصل بها الى السماء ثم ليقطع اي ليقطع النصر ان تهيأ له فلينظر هل يذهبن كيدهما يغيظ وحيلتهما يغيظه من نصر النبي صلى الله عليه وسلم؟ هذا المعنى هو احد وجوه ثلاثة تلتمس من الاية من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء. الوجه الاول من كان من الكفرة او الحسدة يظن ان الله لن ينصر نبيه عليه الصلاة والسلام فليعقد رأس الحبل في خشبة السقف البيت فلينبت بسبب الى السماء وسقف البيت في اللغة ايضا يسمى سماء وكل ما ارتفع تقول له العرب سماء فماذا يفعل؟ قال فليعقد رأس الحبل في خشبة السقف ثم ليختنق بالحبل ويشده في عنقه ويتدلى حبل المعلق في السقف حتى يموت فلينظر هل يبرد هذا غيظه وكيده؟ وهل يذهبن كيده ما يغير؟ يعني ان الله ناصر نبيه لا محالة. فقولوا للحاسدين المتربصين به الدوائر ان ربه لن ينصره موتوا بغيظك فهو ناصره لا محالة على رغم انوفكم هذا المعنى قال به مجاهد وقتادة وعكرمة وعطاء وغير واحد من ائمة السلف. الوجه الثاني الذي يفهم انه من كان يظن ان الله لن ينصر نبيه عليه الصلاة والسلام في الدنيا ولا في الاخرة فليتخذ سبيلا حبلا طريقا يصعد به الى السماء ثم ليحاول في قطع الوحي ويمنع النصر النازل من ربه الى نبيه عليه الصلاة والسلام والحال ان ذلك محال. فان كان ذلك ولا قدرة عليه ولا يستطيع فعل ذلك فليمت بغيظه فانه لن يتقدم خطوة. ومن المفسرين من ذهب الى ان في قوله ان لن ينصره الله يعود الى الاسم الموصول من كان. فيكون محمولا على كل احد لكن هذا هو اضعف الاوجه وعامة المفسرين على ان الظمير يعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن امة الاسلام على البشر يقينا بان الله ينصر نبيه عليه الصلاة والسلام. ومن كنا من هنا كان استلهام هذا المعنى العظيم في ان الله ناصر نبيه عليه الصلاة والسلام واحدنا يعيش حياته نصرة ايضا له صلى الله عليه وسلم. تم الفصل بحمد الله تعالى يليه فصول اخر في هذا الباب املؤوا ليلتكم صلاة وسلاما على نبيكم صلى الله عليه وسلم عبق اللسان بذكر احمد وانتشى قلبي وحنت مقلتي لرؤاه ما حيلة المشتاق الا ذكره؟ فبذكره يعطى المحب مناه صلى الله عليه واله وسلم ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا كما قال صلوات الله وسلامه عليه. اللهم انا نسألك كعلما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين ده مين؟ اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل لبلاء عافية. واكفنا يا رب شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا. وانت ارحم الراحمين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وتقبل دعانا واهدنا الى سواء السبيل. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة سنة وقنا عذاب النار وصل يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى محمد ابن عبد الله واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين