السبب الثالث والله يؤتي ملكه من يشاء يؤتي بمعنى يعطي ملكه من يشاء كما قال تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير وقول من يشاء مر علينا كثيرا ان كل فعل اضافه الله الى المشيئة فان فانه مقيد بالحكمة فيؤتي منكم من يشاء ممن تقتضي الحكمة الالهية ان يعطوا الملك اذا ما دام الايتاء ايتاء الملك مقرونا بالحكمة فان الله لا يعطي الملك الا من هو اهل له وليس المراد بذلك دفع اعتراضهم بذكر مطلق المشيئة صحيح ان الامر لله يفعل ما يشاء لكن المراد بذلك ان يبين ان ان الله هو الذي يؤتي الملك من يشاء. ومع هذا لا يؤتيه الا من هو اهل له وقد تبين مما ذكر في ان الله اعطاه بسطة بالعلم والجسم ان هذا الرجل اهل بان يؤتى الملك والله واسع عليم واسع واطلق ما قال واسع في العلم بالحكمة في الفضل فيشمل كل صفاته واسع في علمه وفضله وكرمه وقدرته وقوته وجميع صفاته وافعاله ايضا وقول علي اي عليم بمن يستحق ان يكون ملكا او غيره من من هو من الفضل الذي يؤتيه الله سبحانه وتعالى من يشاء فهنا نبي عليه الصلاة والسلام ذكر عدة امور تخول هذا الرجل لان يكون ملكا عليه اولا ان الله تفاؤه عليهم وفضله بفظائل علمها عند الله لان ما ذكر فيها شيء ما ذكر شيء ثانيا ان الله زاده بسطة في العلم وتدبير الامة والحروب وغير ذلك ثالثا الله زاده بسطة في الجسم ويشمل القوة والطول ورابعا ان الله عز وجل هو الذي يؤتي منك ومن يشاء مقرونا للحكمة فلولا ان الحكمة تقتضي ان يكون طالوت هو الملك ما اعطاه الله تعالى الملك وغاد ان الخامس ان الله واسع عليم فهو ذو الفضل الذي يمده الى من شاء من عباده فله ان يتفضل على من شاء. الله اعلم حيث يجعل رسالته وهو اعلم ايضا حيث يجعل ولايته ثم ناخذ الفوائد ها طيب اه من فوائد الاية الكريمة لا ما فيها شيء من فوائد الاية الكريمة ان نبيهم استجاب لهم استجاب لهم حيث طلبوا منه ان يبعث ها ملكا له فاستجاب ولكن بماذا كان استجابته لسؤال الله سبحانه وتعالى ذلك واجابة الله له ومنها ان الملك ليس لا ينال بالوراثة وانما ينال بالاحقية والافضلية ومنها ايضا آآ ان الملك تتفقد اركانه اذا كان للانسان مذية بحسبه او نسبه او علمه او قوته من اين يؤخذ هذا نعم يؤخذ اولا من قولهم ان يكون لهم منكر ايضا ونهى عن المنكر منه ولو من المال وكان من قوله ان الله كفاه عليكم وزاده بصلة في العلم والجسم ومنها من فوائد الاية الكريمة ان سؤاله ان استفهام هؤلاء القوم ان لا يكون الملوك علينا يحتمل ان يكون المراد به الاعتراض وان يراد به ويحتمل ان يراد بالاستكشاف كيف كان ملكا ونحن احق بالملك منه ولم يؤتى ساعة من المال فان كان فان كان الاول فان حالهم تقتضي الذنب لانهم كيف يعترظون وهم الذين طلبوا ان يبعث لهم ملكا وان كان الثاني فهل حالهم تصل دمه ام لا يعني قصدت ايش؟ الاستكشاف والبحث عن السبب بدون اعتراض ففي هذا الحال لا اعتراض عليهم ولا لوم عليهم. نعم قراءة الايات الكريمة اه بيان ان عفاه الله عز وجل فوق كل تصور لقوله قال ان الله طفاه عليكم مع انهم قدحوا به من من من وجهين انهم احق بالملك منه وانه فقير تبين آآ نبيهم ان الله تعالى اصطفاه عليكم بما تقتضيه الحكمة ومن فوائدها ايضا انه كلما كان الولي ذا بسطة في العلم وتبين الامور والجسم وقوته كان اقوم لملكه واتم لعمرته لقوله وزاده بسطة في العلم والجسم ومنها ان الملك لبني ادم ملك لله لقوله تعالى والله يؤتيه ملكه من يشاء فهذا الملك في مملكته هو في الحقيقة ما ملك الا باذن الله عز وجل فالملك لله سبحانه وتعالى وحده يؤتيه من يشاء ومن فوائد الاية الكريمة ان ملكيتنا لما نملكه ليست على سبيل الحقيقة وليست ملكا مطلقا بل هو تحت ملكية الله سبحانه وتعالى ولهذا لا نتصرف فيما نملك الا على حسب ما شرعه الله لو اراد الانسان ان يتصرف في ملكه كما يشاء يتلفه ويحرقه ويعذبه ويؤذيه اذا كان حيوانا؟ قلنا لا لان ملكك تابع لاي شيء لملك الله سبحانه وتعالى ومنها اثبات المشيئة لله لقوله من يشاء واثبات افعاله الاختيارية لقوله يؤتي يؤتي ملكه فان الانسان الملك نراه يتجدد كما قال الله تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء فالله سبحانه وتعالى له افعال اختيارية بمعنى انه يفعلها حيث اراد وقد انكر كثير من الاشاعر والمتكلمة قيام الافعال الختيارية بالله عز وجل محتجين بان الافعال الاختيارية حوادث والحوادث لا تقوم الا بحادث كما زعموا فاذا اثبتنا ان ان الافعال الاختيارية تقوم لله عز وجل وانه يفعل ما يشاء ويجدد افعاله سبحانه وتعالى كان من لازم ذلك ان يكون حادثا ومعلومة ان الله تعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء فنقول لهم هذا اللازم الذي ذكرتموه لازم باطل اذ لا يلزم من تجدد الافعال تجدد الفاعل ولازم من حدوث الافعال وحدوث الفاعل فنحن فنحن الان محدثون بلا شك وافعالنا تتجدد هل نقول يلزم ان يكون وجودنا مقارن لافعالنا او وجودنا سابق لافعالنا لا شك ان وجودنا سابق لافعالنا وهذا في المخلوق فوجود الله عز وجل سابق لافعاله ولا يلزم من تجدد افعاله ان يكون هو ذاته ها حادث سبحانه وتعالى بل هو الاول الذي ليس قبله شيء ومن ثم اي من انكارهم قيام الحوادث به قالوا ان الله تعالى لا يتكلم بكلام يحدثه فيتكلم شيئا فشيئا وقالوا ان كلام الله هو المعنى الازلي القائم بنفسه ولا شك ان تفصيل الكلام بهذا معناه يؤول الى ان الكلام هو ايش هو العلم هو العلم اذا قالوا ان الكلام هو المعنى القائم بالنفس وهذا مذهب الاشاعرة فمعنى هذا انه هو العلم لانهم يرون ان الكلام هو المعنى القائم بالنفس وان هذه الحروف والاصوات التي تسمع ايش مخلوقة خلقها الله سبحانه وتعالى لتعبر عما في نفسه ولهذا قال بعض العلماء قالوا انه لا فرق بينهم وبين المعتزلة في الواقع لان كل متفق على انه على ان ما نقرأه الان في المصاحف مخلوق لكن اولئك قالوا هو كلام الله وهذا قالوا هو عبارة عن كلام الله اي نعم طيب ومن فوائد الكريمة اثبات اسمين من اسماء الله وهما واسع وعلي الواسع المحيط بكل شيء الواسع الذي صفاته لا نهاية لها في الكمال الواسع الذي غناه لا حد له وهكذا كل ما ما تشتمل هذه الكلمة من معنى فانه يدخل في كلمة واسع ولهذا يعتبر هذا الاسم وهذه الصفة تعتبر شاملة لجميع الاسماء والصفات فان الله تعالى واسع في كل ما يتصف به وعليم اي محيط بكل شيء علما ولهذا تقترن كلمة واسع دائما في كلمة علي لان كلا منهما فيه الشمول والاحاطة سبق لنا ان ان الاسم من اسماء الله يتضمن اذا كان متعديا يتضمن كم؟ ثلاثة اشياء الاسم والصفة والحكم يعني الاثر الذي يترتب على ذلك فعليم يتضمن اسم العليم ويتضمن الصفة وهي العلم ويتضمن الحكم وهو انه يعلم يعلم كل شيء واذا كان الاسم غير متعد فانه يتضمن شيئين وهما الاسم والصفة مثل الحي والعظيم وما اشبهها طيب اذا الصفات اكثر من الاسماء واوسع اي نعم لانه ما من اسم الا وهو متضمن لصفة وهناك صفات لا لا يشتق منها اسماء فالصفة الصفات اوسع واعم من الاسماء والله واسع عليم ثم قال الله ثم قال قال الله تعالى وقال لهم نبيهم في نفس اليوم وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت اية بمعنى علامة كما قال تعالى او لم نكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل يعني علامة تدل على انه حق ان بني اسرائيل يعلمون هذا القرآن وانه سينزل وقال ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت ان وما دخلت عليه في محل رفع مرفوعة على انها خبر ان ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم والتابوت شيء من الخشب او من العاج يشبه الصندوق ينزل ويصطحبونه معهم وفيه السكينة يعني انه كالشيء الذي يسكنه ويطمئنون اليه وهذا من ايات الله سبحانه وتعالى هي ساكنة من ربهم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون بقية مما ترك ما الذي ترك ال موسى والهارون هم انبياء تركوا العلم والحكمة لان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم كهذا التابوت باذن الله كان مفقودا كان مفقودا وجاء هذا الملك الذي بعثه الله لهم فجاء به وصار معه يصطحبونه في غزواتهم فيها السكينة من الله سبحانه وتعالى وهي انهم اذا رأوا هذا التابوت سكنت قلوبهم وانشرحت صدورهم