ومنه من فوائدها ان من فوائد ان من فوائد الايمان الصبر والتحمل قال الذين يظنون انهم لا كمن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة الله اكبر الله قال ان الله مبتليكم بنهر الى اخره يستفادوا من هذه الايات الكريمة مشروعية كبار الجند بصبرهم وعدم صبرهم طيب ويشبه هذا ما يصنع اليوم ويسمى بالمناورات الحربية فان هذه المناورات عبارة عن تدريب واختبار للجند كيف ينفذون الخطة التي تعلموها ومن فوائد الاية الكريمة ان الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ان بالامتناع عن شيء محبوب واما بالوقوع في شيء مكروه ليعلم سبحانه وتعالى صبرهم ولهذا انا غائب منها ما قصه الله تعالى عن بني اسرائيل حين حرم عليهم الصيد قيد الحوت في يوم السبت فكانت الحيتان تأتي يوم السبت شرعا وفي غير يوم السبت لا يرون شيئا فماذا صنعوا فعلوا حيلة هذه الحيلة هي انهم وضعوا سباطا في يوم الجمعة فاذا جاء الحيتان يوم السبت دخلت في هذا الشباك ثم نشبت فيه فاذا كان يوم الاحد استخرجوها منه فكان في ذلك على محارم الله ولهذا انتقم الله منه ووقع ذلك ايضا للصحابة رضي الله عنهم في ايه للصيد حين حرم عليهم وهم في حال الاحرام فابتلاهم الله بصيد تناله ايديهم ورماحهم ولكنهما رضي الله عنهم امتنعوا عن ذلك هنا هذا النهر ابتلاهم الله سبحانه وتعالى به وصاروا عقافا فقال لهم نبيهم من شرب منه فليس مني ومن لم يطعم فانه مني الا من اعترف غرفة بيده ومن فوائد من فوائد الاية الكريمة ان ان الله عز وجل عند الابتلاء يرحم الخلق بما يكون فيه بقاء حياتهم لغوي هنا الا من اعترف غرفة بيده لانه لا بد ان للنجاة من الموت ومن فوائد الايات الكريمة الرد على الجبرية من قوله هم فمن شرب الا من اقترف ومنه ايضا من فوائد الاية الكريمة ان القليل من الناس هم الذين يصبرون عند البلوى لقوله فشربوا منه الا قليلا منهم ثم قال تعالى فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده في هذا دليل على ان من الناس من يكون مرجفا او مخدلا والفرق بين المرجف والمخذل ان المرجف هو الذي يذكر قوة العدو فيرجف به والمخذل هو الذي يقول انه انه اننا لا نقدر على هالسيف فاذكر ضعف نفسه هنا قالوا لا طاقة اليوم بجالوت وجنوده هؤلاء المخدرون والمرجفون ها مخذلون وفي نفس الوقت ايضا مرجفون لانهم يقولون لا تاخذنا بهم لانهم اعظم منا واقوى ومن فوائد الاية الكريمة ان اليقين يحمل الانسان على الصبر والتحمل والامل والرجاء لقولهم قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة طلبت فئة كثيرة باذن الله مع اليقين قالوا هذا هذا القول وهل هل قالوه بانفسهم او قالوه لغيرهم سبق انهم قالوه لغيرهم لما قال اولئك لا طاقة لنا بجلود وجنوده ردوا عليهم وفي هذه الاية الكريمة اثبات ملاقاة الله لقوله قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله وقد قال الله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه وقد استدل بها بعض اهل السنة على اثبات رؤية الله عز وجل قال لاني ملاقاة لا تصدق الا اذا رأى كل من المتلقين صاحبه وهذا الاستدلال قد يكون فيه مناقشة اذ لازم من الملاقاة الرؤية ومن فوائدها ان الظن يأتي في محل اليقين بمعنى انه يستعمل الظن استعمال اليقين اثنين واحد يا عبد الله ها قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله لانه ليس الظن هنا بمعنى الشيء الراجح اذ ان ملاقاة ملاقاة الله يجب ان يؤمن بها الانسان قطعا ومن فوائد الاية الكريمة ما ذكره هؤلاء الموحدون بانه قد تغلب الفئة الكثير القليلة فئة كثيرة باذن الله وهذا قد وقع فيما سبق من الامم ووقع في هذه الامة مثل غزوة بدر فان غزوة بدر فئة قليلة غلبت فئة كثيرة وقد يكون العكس الطالب قد تغلب الفئة الكثيرة قد تغلب الفئة الكثيرة وان كان الحق معها كما في غزوة بنين نعم لكن لسبب ومن فوائد الاية الكريمة ايضا انه ينبغي للانسان اذا ذكر الشيء ان يقيده باذن الله او بمشيئة الله او ما اشبه ذلك لقولهم باذن الله ومنها اثبات الاذن لله سبحانه وتعالى وقد مر علينا انه ينقسم الى قسمين اذن الكون واذن شرعي في هذه الاية اذن كوني ولا شرعي كوني وفي قوله تعالى عن السحرة وما هم بضاضين به من احد الا باذن الله كوني ايضا وفي قوله تعالى قل االله اذن لكم مع الله تذكرون هذا؟ شرعا عندهم شرفاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله هذي الشرعية. طيب قال ومن فوائد الاية الكريمة فضيلة الصبر لقوله والله مع الصابرين ومنها اثبات المعية لله عز وجل لقوله والله مع الصابرين فان قلت هذه الاية ظاهرها تخصيص معية الله بالصابرين مع انه في ايات اخرى اثبت الله معيته لعموم الناس فقال تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ست ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلزم في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم هذا عام وقال ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة لله وسادسهم ولا عدل من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا فما هو الجواب بني الجواب ان هذه المعية خاصة وتلك معية عامة والمعية التي عرفها الله لنفسه منها ما يقتضي التهديد ومنها ما يقصد التأييد ومنها ما هو لبيان الاحاطة والصمود فالذي يقصد التأييد مثل والله مع الصابرين انني معكما اسمع وارى لا تحزن ان الله معنا وامثلتها كثيرة والذي يحفظ التهديد مثل قوله وهو معهم يستخفون من الناس ويستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لاط من القول وكان الله ما يعمل محيطا والتي للعموم مثل قوله تعالى وهو معكم اينما كنت فان قلت ها الاحاطة لا لا ان كان هي الشمولية الاحاطة فان قلت ما الجمع بين اثبات المعية لله عز وجل واثبات العلو له فالجواب انه لا تناقض بينهما اذ لا يلزم من كونه معنى ان يكون حالا في الامكنة التي نحن فيها بل هو معنا وهو في السماء كما نقول القمر معنا والقطب معنا والثريا معنا وما اشبه ذلك مع انها في السماء طيب والله مع الصبين قوله مع الصبين تشمل الصبر على اقدار الله وعلى طاعته وعن معصيته ثم قال تعالى ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين في هذه الاية من الفوائد انه ينبغي للانسان عند الشدائد ان يلجأ الى الله عز وجل لان هنا لما برزوا والتقى الجمعان لجأوا الى الله قالوا ربنا اكثر علينا صبرا ومن فوائدها ايضا ان التجاء الانسان الى الله سبب لنجاحه لانه قال بعد ذلك فهزموهم باذن الله وان اعتماد الانسان على نفسه واعتداده بها سبب لخذلانه ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت وهذا مشهد عظيم في الواقع فان كثيرا من الناس اذا اعطاه الله سبحانه وتعالى نعمة في بدنه او ماله او اهله يرى ان ذلك من حوله وقوته وكسبه وهذا لا شك انه خطأ عظيم بل هو من عند الله هو الذي من به عليك فانظر الى الاصل لا الى الفرع والنظر الى الفرع وادمان الاصل هذا خطأ في العقل والتفكير ولذلك يجب عليك الى انعم الله عليك نعمة ان تثني على الله بها بلسانك وتعترف له بها بقلبك وتقول بطاعته بجوارحك. نعم ومن فوائد الاية الكريمة اضطرار الانسان الى تثبيت قدمه على طاعة الله لقوله وثبت اقدامنا ضد تثبيت الاقدام الفراق ولا شك ان اصرار حين يلتقي الصفان من كبائر الذنوب ومن فوائد الاية الكريمة ذكر ما يكون سببا للاجابة بقوله وانصرنا على القوم الكافرين ما قالوا على اعدائنا عن القوم الكافرين كانهم يقولون انصرنا عليهم من اجل كفرهم من اجل كفره وهذا في غاية ما يكون من البعد عن العصبية والحمية يعني ما طلبنا ان ننتصر عليهم الا لانهم كافرون ثم قال تعالى فهازموهم باذن الله وقتل داوود جالوت الى اخره في هذا دليل على ما اشرنا اليه من قبل ان اللجوء الى الله تعالى سبب للنجاح وان الاعجاب بالنفس سبب بعكس الخزان